نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٩

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٩

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٢

سمع محمّد بن عبدالله الأنصاري ، وأبا مسهر ، وخلقاً لا يحصون. وكان جارياً في مضمار البخاري وأبي زرعة الرازي » (١).

٧ ـ اليافعي بمثل عبارة الذهبي (٢).

٨ ـ الذهبي : « في سنة سبع وسبعين ومائتين مات حافظ زمانه أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي الرازي ، في شعبان ، وهو في عشر التسعين. وكان جارياً في مضمار أبي زرعة والبخاري » (٣).

٩ ـ الذهبي : « دس ، محمّد بن إدريس [ بن المنذر ] أبو حاتم الرازي الحافظ ، سمع الأنصاري وعبيدالله بن موسى [ وخلائق ] وعنه دس وولده عبدالرحمن بن أبي حاتم والمحاملي [ وخلق ].

قال موسى بن إسحاق الأنصاري : ما رأيت أحفظ منه.

[ وقال أحمد بن سلمة : ما رأيت بعد ابن راهويه والذهلي أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم ]. مات في شعبان سنة ٢٧٧ » (٤).

١٠ ـ السبكي : « أبو حاتم الرازي ، أحد الأئمّة الأعلام ، ولد سنة ١٩٥ ، سمع عبيدالله بن موسى وأبا نعيم و ... حدّث عنه من شيوخه : الصفار ، ويونس ابن عبدالأعلى ، وعبدة بن سليمان المروزي ، والربيع بن سليمان المرادي ، ومن أقرانه : أبو زرعة الرازي والدمشقي ، ومن أصحاب السنن أبو داود والنسائي ، وقيل : إنّ البخاري وابن ماجة رويا عنه ولم يثبت ذلك ... » (٥).

١١ ـ ابن حجر العسقلاني : « محمّد بن إدريس بن المنذر الحنظلي ، أبو

__________________

(١) العبر. حوادث ٢٧٧ ـ ٢ / ٥٨.

(٢) مرآة الجنان. حوادث ٢٧٧.

(٣) دول الإسلام. حوادث ٢٧٧.

(٤) الکاشف عن أسماء رجال الكتب ستة ٣ / ١٨.

(٥) طبقات الشافعية ٢ / ٢٠٧.

٨١

حاتم الرازي ، أحد الحفاظ ، من الحادية عشر. مات سنة ٢٧٧ » (١).

١٢ ـ السيوطي : « أحد الأئمّة الحفاظ ... قال الخطيب : كان أحد الأئمّة الحفّاظ الأثبات ، مشهوراً بالعلم مذكوراً بالفضل ، وثّقه النسائي وغيره. وقال ابن يونس : قدم مصر قديماً وكتب بها وكتب عنه. مات بالري سنة خمس وقيل سبع وسبعين مائتين » (٢).

(٤)

رواية ابن شاهين

وروى حديث التشبيه : أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين حيث قال ما نصّه :

« ثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع ، ثنا محمّد بن عمران بن حجاج ، ثنا عبيدالله بن موسى ، عن أبي راشد ـ يعني الحبراني ـ عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال :

كنّا حول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأقبل علي بن أبي طالب ، فأدام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النظر إليه ، ثمّ قال : من أراد أنْ ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في حكمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، فلينظر إلى هذا » (٣).

ترجمة ابن شاهين

١ ـ ابن الأثير : « في هذه السنة في ذي الحجة ، توفي أبو حفص عمر بن

__________________

(١) تقريب التهذيب ٢ / ١٤٣.

(٢) طبقات الحفاظ : ٢٥٥.

(٣) كتاب السنّة ـ مخطوط.

٨٢

أحمد بن محمّد بن أيّوب المعروف بابن شاهين الواعظ ، مولده في صفر سنة ٢٩٧. وكان مكثراً من الحديث ، ثقة » (١).

٢ ـ اليافعي : « في السنّة المذكورة : الحافظ المفسر الواعظ صاحب التصانيف أبو حفص ابن شاهين ، عمر بن أحمد البغدادي ، قال الحسين بن المهتدي بالله : قال لنا ابن شاهين : صنّفت ثلاثمائة وثلاثين مصنّفاً ، منها : التفسير الكبير ألف جزء. والمسند ألف وثلاثمائة جزء ، والتاريخ مائة وخمسون جزءً.

وقال ابن أبي الفوارس : ابن شاهين ثقة مأمون ، جمع وصنّف ما لم يصنّفه أحد » (٢).

٣ ـ ابن الجزري : « عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين ، أبو حفص البغدادي الواعظ الحافظ المفسّر. ولد سنة ٢٧٧ ، روى الحروف عن ...

كان إماماً كبيراً ، ثقة مشهوراً ، له تواليف في السنّة وغيرهما مفيدة. توفي اليوم الثاني من يوم النحر سنة ٣٨٥ » (٣).

٤ ـ الخوارزمي : « عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد ... أبو حفص الواعظ المعروف بابن شاهين. قال الخطيب في تاريخه : سمع شعيب بن محمّد الذارع ، وأبا جندب التزلي ، ومحمّد بن محمّد بن المغلّس ...

روى عنه : العتيقي ، والتنوخي ، والجوهري ، وخلق كثير.

قال : سمعت ابن الساجي القاضي يقول : سمعت من ابن شاهين شيئاً كثيراً ، وكان يقول يوماً : حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا الوقت فكان سبعمائة درهم.

__________________

(١) الكامل لابن الأثير. حوادث سنة ٣٨٥.

(٢) مرآة الجنان. حوادث ٣٨٥.

(٣) طبقات القراء لابن الجزري ١ / ٥٨٨.

٨٣

قال الدراوردي : كنت أشتري الحبر أربعة أرطال بدرهم.

قال : ومكث ابن شاهين بعد ذلك يكتب زماناً ما حدّثنا بشيء.

توفي سنة ٣٨٥ » (١).

٥ ـ السيوطي في ( منتهى العقول ) : « منتهى الأمم هذه الامة المحمّدية ، علماؤها كأنبياء بني إسرائيل ، وكفى منهم الخلفاء الأربعة ، والأئمّة الأربعة الذين اخترعوا العلوم ، كاخترام علي علم النحو ، والخليل العروض ، والشافعي اصول الفقه ، والجرجاني المعاني والبيان.

منتهى الحفظ لابن جرير الطبري في روايته في علم التفسير ، كان يحفظ كتاباً حمل ثمانين بعيراً. وحفظ ابن الأنباري في كلّ جمعة ألف كراس ، وحفظ ثلاثمائة ألف بيت من الشعر استشهاداً للنحو. وكان الشافعي يحفظ من مرةٍ أو نظرة. وابن سينا الحكيم حفظ القرآن في ليلة واحدة ، وأبو زرعة كان يحفظ ألف ألف حديث. والكلّ من بعض محفوظ أحمد بن حنبل. والبخاري حفظ عشرة ، أي مائة ألف حديث.

منتهى التصانيف في الكثرة لابن شاهين ، صنّف ثلاثمائة وثلاثين مصنّفاً ، منها : التفسير ألف جزء ، والمسند ألف وخمسمائة جزء ، والتاريخ مائة وخمسون مجلّداً. ومداد التصانيف ألف قنطار وسبعة وعشرون قنطاراً. وهذا من كرامة طيّ الزمان كالمكان من وراثة ليلة الإسراء وليلة القدر ».

٦ ـ الديار بكري : « الحافظ أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين البغدادي الحافظ المفسّر ، صاحب التآليف ، ومن كتبه : التفسير ألف جزء ، والمسند ألف وثلاثمائة جزء » (٢).

__________________

(١) رجال مسند أبي حنيفة ٢ / ٥٣٠.

(٢) تاريخ الخميس ـ حوادث سنة ٣٨٥.

٨٤

٧ ـ الزرقاني بشرح قول القسطلاني : « وقد روي : إنّ آمنة آمنت به صلّى الله عليه وسلّم بعد موتها ، فروى الطبري بسنده عن عائشة أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم نزل الحجون كئيباً حزيناً ، فأقام به ما شاء الله عزّوجلّ ، ثمّ رجع مسروراً وقال : سألت ربّي فأحيى لي أمّي فآمنت بي ، ثمّ ردّها. ورواه أبو حفص ابن شاهين في كتاب الناسخ والمنسوخ له » قال :

« ورواه ـ أي حديث عائشة هذا بنحوه ـ أبو حفص ابن شاهين الحافظ الكبير الإمام المفيد عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي ، الثقة المأمون ... ثلاثمائة وثلاثين مصنّفاً ، منها التفسير الكبير ألف جزء ، والمسند ألف جزء وثلاثمائة جزء. مات في ذي الحجة سنة ٣٨٥ » (١).

٨ ـ صدّيق حسن القنوجي في ( الجنّة في الأسوة الحسنة بالسنّة ) : « لم يختم الاجتهاد المطلق على الأئمّة الأربعة رحمهم‌الله ، بل وجد بعدهم أيضاً من بلغ رتبة الاجتهاد بالإطلاق عند السيوطي ، والرازي ، واليافعي ، والذهبي ، والنسائي ، وابن حبان ، وابن مصعب ، وقتيبة بن سعيد ، وقتادة ، وابن خلّكان ، وابن طرازي ، والخطيب ، وأبي زرعة ، والعراقي ، والسبكي ، والطبري ، وداود الظاهري ، وأبي ثور ، واللقاني ، والمالكي ، والشعراني ، وعلي الخواص ، والشيخ الجيلاني ، وابن العربي ، والفقيه ابن زياد الشافعي ، والإمام محمّد بن علي الشوكاني ، وغيرهم من العلماء ، كما تدلّ عليه كتبهم.

وإنّك لو جهرت بما في قلبك ، ولم تخف في الله لومة لائم ، لقلت : إنّ هؤلاء العلماء من أتباع الأئمّة الذين يثبتون مذاهبهم بأنواع من الأقيسة والإجتهادات كلهم مجتهدون كالأئمّة الأربعة وأمثالهم.

ويؤيّد ذلك ما قال محمّد بن مالك ـ فيما نقل عنه الشعراني ـ إنّه إذا كانت

__________________

(١) شرح المواهب اللدنية ١ / ١٦٦.

٨٥

العلوم منحاً إلهيّة ، واختصاصات لدنيّة ، فلا يدع أنْ يدخر الله لبعض المتأخّرين ما لم يطّلع عليه أحد من المتقدمين. إنتهى.

ولا شكّ أنّ العلوم والفنون المتداولة كانت ناقصة في ذلك الزمان بالنسبة إلى كمالها اليوم ، لاجتماع هذه التأليفات غير المحصورة ، والتحقيقات غير المعدودة ، التي لم تكن في عهدهم ، فلا بدّ أن يكون علم المتأخّر أوسع من علم المتقدم ، ويكون الاجتهاد في هذا الزمان أيسر منه في ذلك الزمان ، كما صرّح به جماعة من أهل العلم ، حتّى ادّعى بعض الأكابر من الحنفيّة أنّ ثلث علمه جميع علم الشافعي.

قال ابن الأمير رحمه‌الله : وإنّما لم يدّعوا ذلك لأنّ المطلوب هو الإجتهاد وقد فعلوه ، لا دعواه بلسانه فلا حاجة إليه ، مع أنّ في ادّعائه اليوم فساداً عظيماً ، من حيث أنّ المتعصّبين لا يذرونه ولو كان ملأ قوته ، فلذلك تركه كثير ممّن بلغ رتبة الاجتهاد ولم يعدّوا أنفسهم من المجتهدين ، بل انتسبوا إلى الأئمّة ، وتزيّوا بزيّ المقلّدين ، ولكن من لم يرهب من أن يلقي عليه الدهر دوائره أو يجرّ عليه شراشره جهر به وادّعاه :

فمنهم : أبو ثور. كان إماماً مجتهداً مستقلاً ...

ومنهم : محمّد بن إسماعيل البخاري. عدّه الرملي وغيره مجتهداً مستقلاً ...

ومنهم : داود الظاهري. ذكره اللقاني في شرح الجوهرة من المجتهدين المستقلّين ...

ومنهم : ابن المنذر الحافظ النيسابوري. كان علاّمة مجتهداً لا يقلّد أحداً ..

ومنهم : الحسن بن سعد الحافظ الكبير. كان علاّمة مجتهداً لا يقلّد أحداً ...

٨٦

ومنهم : عبدالله بن وهب الفهري. كان ثقةً حجة حافظ مجتهداً لا يقلّد أحداً.

ومنهم : بقي بن مخلّد القرطبي صاحب التفسير. كان إماماً علماً قدوة مجتهداً ...

ومنهم : قاسم بن محمّد بن سيار ، مصنّف كتاب الإيضاح في الردّ على المقلّدين ...

ومنهم : الإمام المفيد الكبير ، محدث العراق ، أبو حفص عمر بن أحمد البغدادي الواعظ المعروف بابن شاهين. قال ابن ماكولا وغيره : ثقةٌ مأمون ، صنّف ثلاثمائة مصنّف ، كان لا يعرف الفقه ، وكان إذا ذكر له مذهب يقول : أنا محمّدي المذهب. مات سنة ٣٨٥.

ومنهم : أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري. قال ابن خلّكان : كان من الأئمّة المجتهدين ... ».

وإنّما نقلنا هذا الكلام بطوله ـ مع تلخيص في بعض مواضعه لعدم الحاجة إليها ـ ليتّضح شأن ابن شاهين ، وأنه كان ـ كالبخاري وأبي ثور والطبري وأمثالهم ـ من الأئمّة المجتهدين الذين لم يقلِّدوا أحداً من أئمّة المذاهب الأربعة وغيرهم.

٩ ـ السمعاني : « أبو حفص عمر بن أحمد ... المعروف بابن شاهين ... كان ثقة ، صدوقاً ، مكثراً من الحديث ، له رحلة إلى العراقين ، والحجاز ، سمع أبا القاسم البغوي ، وأبا خبيب البرني ، وأبا بكر الباغندي ، وأبا بكر بن أبي داود ، وأبا عبدالله بن عفير ، وطبقتهم.

روى عنه : ابنه عبيدالله ، وهلال بن محمّد الحفار ، وأبو بكر البرقاني ، وأبا القاسم الأزهري ، وأبو محمّد الخلال ، وعبد العزيز الأزجي ، وأبو القاسم

٨٧

التنوخي ، وأبو محمّد الجوهري ...

وصنّف ثلاثمائة مصنّف وثلاثين مصنّفاً ... وكان لحّاناً لا يعرف من الفقه قليلاً ولا كثيراً. ومات في ذي الحجّة سنة ٣٨٥ » (١).

١٠ ـ الذهبي : « أبو حفص ابن شاهين ... الواعظ المفسّر الحافظ صاحب التصانيف ، وأحد أوعية العلم ، توفي بعد الدارقطني بشهر ، وكان أكبر من الدارقطني بتسع سنين ... قال ابن أبي الفوارس : ابن شاهين ثقة مأمون ، جمع وصنف ما لم يصنّفه أحد. وقال محمّد بن عمر الدراوردي :

كان ثقةً لحّاناً ، وكان لا يعرف الفقه ويقول : أنا محمّدي المذهب » (٢).

١١ ـ السيوطي : « ابن شاهين ، الحافظ الإمام المفيد الكبير محدّث العراق ... قال ابن ماكولا وغيره : ثقة مأمون ، صنّف ما لم يصنّفه أحد ، إلاّ أنّه كان لحّاناً ولا يعرف الفقه. مات في ذي الحجة سنة ٣٨٥ » (٣).

١٢ ـ الداودي : « عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين ، الإمام الحافظ المفيد الواعظ ، محدّث العراق ، أبو حفص البغدادي ، صاحب الترغيب والتفسير الكبير ... قال ابن ماكولا وغيره : ثقة مأمون ... » (٤).

تنبيه

إنّ ما ذكروه بترجمة ابن شاهين من عدم معرفته للفقه ، إنّما المراد به عدم معرفته بفقه أبي حنيفة والشافعي وغيرهما من أئمّة المذاهب ، لا عدم معرفته فقه الحديث ، فلا عائبة فيه ، وكيف يتوهّم عدم معرفته بفقه الحديث وهو

__________________

(١) الأنساب. الشاهيني.

(٢) العبر في خبر من غبر. حوادث ٣٨٥.

(٣) طبقات الحفاظ : ٣٩٢.

(٤) طبقات المفسرين ٢ / ٢.

٨٨

المحدّث الكبير ، والمصنف ما لم يصنّفه أحد ، وهو صاحب المسند في ألف وثلاثمائة جزء ، بل هو صاحب الاجتهاد المطلق كما عرفت من كلام القنوجي.

وأمّا كونه لحّاناً ، فليس ذلك طعناً في وثوقه واعتماده وعظمة شأنه ، فإنّ اللحن في المحاورات كثير ، بل كثيراً ما يتعمّده العلماء ، بل ربما استنكروا التكلم على طريقة النحو إذا كان مخالفاً للشائع المتداول على لسان العامة.

قال اليافعي بترجمة الفراء : « قال قطرب : دخل الفراء على الرشيد فتكلّم بكلام لحن فيه مرّات. فقال جعفر بن يحيى البرمكي : إنّه قد لحن يا أمير المؤمنين. فقال الرشيد : أتلحن؟ فقال الفراء : يا أمير المؤمنين إن طباع أهل البدو الإعراب ، وطباع أهل الحضر اللحن ، فإذا تحفّظت لم ألحن ، وإذا رجعت إلى الطبع لحنت ، فاستحسن الرشيد قوله.

قلت : وأيضاً فإنّ عادة المنتهين في النحو لا يتشدّقون بالمحافظة على إعراب كلّ كلمةٍ عند كلّ أحد ، بل قد يتكلّمون بالكلام الملحون تعمّداً على جاري عادة الناس ، وإنّما يبالغ في التحرز والتحفّظ عن اللحن في سائر الأحوال المبتدؤون ، إظهاراً لمعرفتهم بالنحو ، وكذلك يكثرون البحث والتكلّم بما هم مترسّمون به من بعض فنون العلم ، ويضرب لهم في ذلك مثل فيقال : الإناء إذا كان ملآن كان عند حمله ساكناً ، وإذا كان ناقصاً اضطرب وتخضخض بما فيه » (١).

__________________

(١) مرآة الجنان ٢ / ٣٨ حوادث سنة ٢٠٧.

٨٩

(٥)

رواية ابن بَطّة العكبري

قال الحافظ الكنجي الشافعي : « الباب الثالث والعشرون في تشبيه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب بادم عليه‌السلام في علمه ، وأنّه مثّله بنوح في حكمته ، ومثّله بإبراهيم خليل الرحمن في حلمه :

أخبرنا أبو الحسن بن المقيّر البغدادي بدمشق سنة أربع وثلاثين وستمائة ، عن المبارك بن الحسن الشهرزوري ، أخبرنا أبو القاسم ابن البسري ، أخبرنا أبو عبدالله العكبري ، أخبرنا أبو ذر أحمد بن الباغندي ، حدّثنا أبي ، عن مسعر بن يحيى النهدي ، حدّثنا شريك ، عن ابن إسحاق ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال :

بينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالس في جماعةٍ من أصحابه ، إذ أقبل علي ، فلما بصر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : من أراد منكم أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في حكمته ، وإلى إبراهيم في حلمه ، فلينْظر إلى علي بن أبي طالب » (١).

ترجمة ابن بطة

١ ـ السّمعاني : « أبو عبدالله عبيدالله بن محمّد بن محمّد بن حمدان ابن بطّة العكبري البطّي ، من أهل عكبرا ، كان إماماً ، فاضلاً ، عالماً بالحديث وفقهه ، أكثر من الحديث ، وسمع جماعةً من أهل العراق ، وكان من فقهاء الحنابلة ، صنّف التصانيف الحسنة المفيدة.

__________________

(١) كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب : ١٢١.

٩٠

حدّث عن أبي القاسم البغوي ، وأبي محمّد بن صاعد ، وأبي بكر عبدالله ابن زياد النيسابوري ، وأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ ، وأبي ذر ابن الباغندي ، وجماعة كثيرة من العراقيين والغرباء ، وسافر الكثير إلى البصرة والشام وغيرهما من البلاد.

روى عنه : أبو الفتح محمّد بن أبي الفوارس الحافظ ، وأبو علي الحسن بن شهاب العكبري ، وعبد العزيز بن علي الأزجي ، وإبراهيم بن عمر البرمكي ، وجماعة سواهم من أهل بلده والغرباء.

وحكي عنه أنّه لمّا رجع من الرحلة لزم بيته أربعين سنة ، فلم ير يوماً منها في سوقٍ ، ولا رئي مفطراً إلاّفي يوم الأضحى والفطر ، وكان أمّاراً بالمعروف ، ولم يبلغه خبر منكر إلاّغيره.

وتكلّم أبو الحسن الدارقطني في سماعه كتاب السنن لرجاء بن المرجا ، فإنّ ابن بطّة كان يرويها عن حفص بن عمر الأردبيلي ، وحكى ابن حفص أنّ أباه لم يسمع من رجاء شيئاً ، وكان يصغر عن السّماع عنه. وتكلّموا في روايته عن أبي القاسم البغوي المعجم أيضاً.

ومات بعكبرا في المحرّم سنة ٣٨٧. ودفن يوم عاشورا.

قلت : وزرت قبره بعكبرا » (١).

٢ ـ السمعاني : « واشتهر بهذه النسبة جماعة ، منهم : أبو عبدالله عبيدالله بن محمّد بن محمّد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي ، من أهل عكبرا ، صنّف التصانيف ، وكان فاضلاً زاهداً ... » (٢).

٣ ـ البدخشاني : « كان إماماً ، فاضلاً ، عالماً بالحديث وفقهه ، أكثر من

__________________

(١) الأنساب. البطّي.

(٢) الأنساب. الحنبلي.

٩١

الحديث ، وسمع جماعة من أهل العراق ، وكان من فقهاء الحنابلة ، صنّف التصانيف الحسنة المفيدة ...

قلت : ذكره ابن ناصر الدين في طبقات الحفاظ ، ولم يذكره الذهبي » (١).

ابن بطة من مشايخ شيوخ الدّهلويّ في الإجازة

وذلك لأنّه من مشايخ الشيخ جلال الدين السّيوطي ، فإنّه يقول في ( زاد المسير في الفهرست الصغير ) « مختصر الخرَقي ـ أنبأني به قاضي الحنابلة عزّالدين إبراهيم بن نصر الكناني ، وابن خاله الشهاب أحمد بن الجمال عبدالله الحنبلي ، والبدر محمّد بن شيخ الإسلام أبي الفضل بن حجر ، وأبو بكر ابن علي ابن موسى الحارث المكي ، والكمال محمّد بن عبدالرحمن القليوبي. كلّهم عن أبي بكر بن الحسين المراغي ، عن أبي العباس الحجّار ، عن أحمد بن يعقوب المارستاني ، عن أبي المعالي محمّد بن النحاس ، عن أبي القاسم علي بن أحمد البسري ، عن أبي عبدالله عبيدالله بن محمّد بن حمدان ابن بطة إجازة ، أنا المؤلّف سماعاً تصانيف ابن بطة بهذا السند إليه إجازة ».

وإلى « السّيوطي » ينتهي سند المشايخ السّبعة للشيخ « ولي الله الدهلوي » ، فإنّه يقول في ( الإرشاد إلى مهمّات الإسناد ) : « فصل : قد اتّصل سندي ـ والحمد لله بسبعةٍ من المشايخ الجلّة الكرام ، الأئمّة القادة الأعلام ، من المشهورين بالحرمين المحترمين ، المجمع على فضلهم من بين الخافقين : الشيخ محمّد بن العلاء البابلي ، والشيخ عيسى المغربي الجعفري ، والشيخ محمّد بن محمّد بن سليمان الردّاني المغربي ، والشيخ إبراهيم بن حسن الكردي المدني ، والشيخ حسن بن علي العجيمي المكي ، والشيخ أحمد بن

__________________

(١) تراجم الحفاظ ـ مخطوط. حرف العين.

٩٢

محمّد النخلي المكّي ، والشيخ عبدالله بن سالم البصري ثمّ المكّي ...

فصل ـ سند هؤلاء المشايخ السبعة ينتهي إلى الإمامين الحافظين القدوتين الشهيرين بشيخ الإسلام : زين الدين زكريا ، والشيخ جلال الدين السيوطي ... ».

و ( الدهلوي ) ينصّ في ( أصول الحديث ) على أنّه قد أخذ علم الحديث وسائر العلوم عن والده ( ولي الله الدهلوي ) ، وأنّه قد قرأ وسمع عليه عدةً من كتب الحديث ، حتّى حصلت له الملكة المعتد بها في فهم معاني الحديث ودرك حقائق الأسانيد ...

(٦)

رواية الحاكم النيسابوري

رواه في ( تاريخ نيسابور ) على ما ذكر الموفق بن أحمد الخوارزمي المكي حيث قال : « أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي [ ، قال ] : أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، [ قال ] أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي ...

وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبدالله الحافظ في التاريخ ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن سعيد ، حدّثنا محمّد بن مسلم بن وارة بن موسى العبسي ، حدّثنا أبو عمر الأزدي ، عن أبي راشد الحبراني ، عن أبي الحمراء قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى يحيى بن زكريا في زهده ، وإلى موسى ابن عمران في

٩٣

بطشه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب. قال أحمد بن الحسين البيهقي : لم أكتبه إلاّبهذا الإسناد. والله أعلم » (١).

ترجمة الحاكم

١ ـ ابن خلّكان : « أبو عبدالله محمّد بن عبدالله بن محمّد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم ، الضبّي الطهماني ، المعروف بالحاكم النيسابوري ، الحافظ المعروف بابن البيّع ، إمام أهل الحديث في عصره ، والمؤلّف فيه الكتب التي لم يسبق إلى مثلها. كان عالماً عارفاً واسع العلم ، تفقّه على أبي سهل محمّد بن سليمان الصعلوكي الفقيه الشافعي ، ثمّ انتقل إلى العراق ، وقرأ على أبي علي بن أبي هريرة الفقيه ثمّ طلب الحديث وغلب عليه فاشتهر به ، وسمعه من جماعةٍ لا يحصون كثرةً ، فإنّ معجم شيوخه يقرب من ألفي رجل ، حتّى روى عمّن عاش بعده ، لسعة روايته وكثرة شيوخه ، وصنّف في علومه ما يبلغ ألفاً وخمسمائة جزء ... وأمّا ما تفرّد بإخراجه فمعرفة علوم الحديث ، وتاريخ علماء نيسابور ، والمدخل إلى علم الصحيح ، والمستدرك على الصحيحين ، وما تفرّد به كلّ واحدٍ من الإمامين ، وفضائل الإمام الشافعي ، وله الرحلة إلى رحلتان ، وكانت الرحلة الثانية سنة ٣٦٠ ، وناظر الحفاظ وذاكر الشيوخ وكتب عنهم أيضاً ، وباحث الدارقطني فرضيه. وتقلّد القضاء بنيسابور في سنة ٣٩٥ ...

وكانت ولادته في شهر ربيع الأول سنة ٣٢١ بنيسابور ، وتوفي بها يوم الثلاثاء ثالث صفر سنة ٤٠٥. وقال الخليلي في كتاب الإرشاد : توفي سنة ٤٠٣. رحمه الله تعالى.

__________________

(١) مناقب أمير المؤمنين للخوارزمي : ٤٠.

٩٤

لازمه الدارقطني ، وسمع منه أبو بكر القفال الشاشي وأنظارهما ... » (١).

٢ ـ أبو الفداء : « وفيها توفي الحافظ ... إمام أهل الحديث في عصره ، والمؤلف فيه الكتب التي لم يسبق إلى مثلها ، سافر في طلب الحديث ، وبلغت عدة شيوخه نحو ألفين ، وصنّف عدّة مصنّفات ... » (٢).

٣ ـ ابن الوردي : « وفيها توفي الحافظ ... إمام أهل الحديث في عصره ، والمؤلّف فيه ما لم يسبق إليه ، سافر في طلب الحديث وبلغت شيوخه ألفين ... » (٣).

٥ ـ عبدالغافر الفارسي : « لم يخلِّف مثله » (٤).

٦ ـ الزرقاني : « الحاكم ـ الإمام الحافظ الكبير محمّد بن عبدالله الضبّي أبو عبدالله النيسابوري ، الثقة الثبت المجمع على صدقه ومعرفته بالحديث حق معرفته ، أكثر الرحلة والسماع ، حتّى سمع بنيسابور من نحو ألف شيخ ، وفي غيرها أكثر ، ولد سنة ٣٢١. ومات بنيسابور سنة ٤٠٥. وتصانيفه نحو خمسمائة ، قاله الذهبي ، أو ألف قاله عبدالغافر الفارسي ، وقال غيرهما : ألف وخمسمائة. وعنه : شربت ماء زمزم وسألت الله أن يرزقني حسن التصنيف » (٥).

٧ ـ عبدالحق الدهلوي : « من أهل الفضل والعلم والمعرفة في العلوم المتنوّعة ، كان فريد عصره ووحيد وقته ، خاصّةً في علوم الحديث ، وله فيها

__________________

(١) وفيات الأعيان ٤ / ٢٨٠.

(٢) المختصر في أحوال البشر. حوادث ٤٠٥.

(٣) تتمة المختصر في أحوال البشر حوادث ٤٠٥.

(٤) السياق في تاريخ نيسابور : ٥ ـ ٦.

(٥) شرح المواهب اللدنية ١ / ٣٢.

٩٥

المصنّفات الكبيرة والغريبة العجيبة » (١).

٨ ـ ابن الأثير : « ... وهذا الشرط الذي ذكرناه قد ذكره الحاكم أبو عبدالله النيسابوري. وقد قال غيره : إن هذا الشرط غير مطرد في كتابي البخاري ومسلم ، فإنّهما قد أخرجا فيهما أحاديث على غير هذا الشرط.

والظنّ بالحاكم غير هذا ، فإنّه كان عالماً بهذا الفن ، خبيراً بغوامضه ، عارفاً بأسراره ، وما قال هذا القول وحكم على الكتابين بهذا الحكم إلاّبعد التفتيش والاختبار والتيقّن لما حكم به عليهما.

ثمّ غاية ما يدّعيه هذا القائل إنّه تتبع الأحاديث التي في الكتابين ، فوجد فيهما أحاديث لم ترد على الشرط الذي ذكره الحاكم ، وهذا منتهى ما يمكنه أنْ ينقض به ، وليس ذلك ناقضاً ، ولا يصلح أن يكون دافعاً لقول الحاكم ، فإنّ الحاكم مثبت ، وهذا ناف ، والمثبت يقدّم على النافي ، وكيف يجوز لهُ أن يقضي بانتفاء هذا الحكم بكونه لم يجده ، ولعلّ غيره قد وجده ، ولم يبلغه وبلغ سواه ، وحسن الظنّ بالعلماء أحسن ، والتوصل في تصديق أقوالهم أولى » (٢).

٩ ـ الفخر الرازي : « وأما المتأخرون من المحدّثين ، فأكثرهم علماً ، وأقواهم قوّةً ، وأشدّهم تحقيقاً في علم الحديث لهؤلاء ، وهم : أبو الحسن الدارقطني والحاكم أبو عبدالله الحافظ ، والشيخ أبو نعيم الإصفهاني ، والحافظ أبو بكر البيهقي ، والإمام أبو بكر عبدالله بن محمّد بن زكريا الجوزقي صاحب كتاب المتفق ، والإمام الخطيب صاحب تاريخ بغداد ، والإمام أبو سليمان الخطابي الذي كان بحراً في علم الحديث واللغة ، وقيل في وصفه : جعل الحديث لأبي سليمان كما جعل الحديد لأبي سليمان ـ يعنون داود النبيّ

__________________

(١) رجال المشكاة للشيخ عبدالحق الدهلوي.

(٢) جامع الأصول ١ / ٩٢.

٩٦

صلّى الله عليه وسلّم ، حيث قال تعال فيه : ( وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ).

فهؤلاء العلماء صدور هذا العلم بعد الشيخين ، وهم بأسرهم متّفقون على تعظيم الشافعي ... » (١).

١٠ ـ النووي : « وما كان من الأسماء وبيان أحوال أصحابها ، نقلته من كتب الأئمّة الحافظ الأعلام المشهورين بالإمامة في ذلك ، والمعتمدين عند جميع العلماء ، كتاريخ البخاري ، وابن أبي خيثمة ، وخليفة بن خيّاط المعروف بشاب ، والطبقات الكبير ، والطبقات الصغير لمحمّد بن سعد كاتب الواقدي ـ وهو ثقة وإن كان شيخه الواقدي ضعيفاً ـ ومن الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ، والثقات لأبي حاتم ابن حبان بكسر الحاء ، وتاريخ نيسابور للحاكم أبي عبدالله ، وتاريخ بغداد للخطيب ، وتاريخ همدان ، وتاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم ابن عساكر ، وغيرها من كتب التواريخ الكبار وغيرها » (٢).

١١ ـ النّووي بعد نقل أقوال الحاكم وجماعة في وصف البخاري : « فهذه أحرف من عيون مناقبه وصفاته ، ودرر شمائله وحالاته ، أشرت إليها إشارات لكونها من المعروفات الواضحات ، ومناقبه لا تستقصى لخروجها عن أن تحصى ، وهي منقسمة إلى حفظ ودراية واجتهاد في التحصيل ، ورواية ونسكٍ وإفادة ، وورع وزهادة ، وتحقيق وإتقان ، وتمكّن وعرفان ، وأحوال وكرامات وغيرها من أنواع المكرمات.

ويوضّح ذلك ما أشرت إليه من أقوال أعلام المسلمين ، واولي الفضل والورع والدين ، والحفاظ النقّاد المتقنين ، الذين لا يجازفون في العبارات ، بل

__________________

(١) مناقب الشافعي للرازي ـ الوجه الثالث من الباب الرابع.

(٢) تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٦.

٩٧

يتأمّلونها ويحرزونها ويحافظون على صيانتها أشدّ المحافظات ... » (١).

١٢ ـ النووي : « ذكر مسلم رحمه الله تعالى في أوّل مقدمة صحيحه أنّه يقسّم الأحاديث ثلاثة أقسام. الأوّل : ما رواه الحفاظ المتقنون. والثاني : ما رواه المستورون المتوسّطون في الحفظ والإتقان. والثالث : ما رواه الضعفاء والمتروكون ، وأنّه إذا فرغ من القسم الأوّل أتبعه الثاني ، وأمّا الثالث فلا يعرّج عليه. فاختلف العلماء في مراده بهذا التقسيم ، فقال الإمامان الحافظان أبو عبدالله الحاكم وصاحبه أبو بكر البيهقي رحمهما الله : ان المنية افترمت مسلماً رحمه‌الله قبل افراج القسم الثاني وإنما ذكر القسم الأول. قال القاضي عياض : وهذا ممّا قبله الشيوخ والناس من الحاكم أبي عبدالله وتابعوه عليه » (٢).

١٣ ـ الخطيب التبريزي : « البيهقي ـ هو أبو بكر أحمد بن الحسن البيهقي كان أوحد دهره في الحديث والتصانيف ومعرفة الفقه. وهو من كبار أصحاب الحاكم أبي عبدالله. قالوا : سبعة من الحفاظ أحسنوا التصنيف وعظم الانتفاع بتصانيفهم. أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني ثمّ الحاكم أبو عبدالله النيسابوري ... » (٣).

١٤ ـ السبكي : « فأين أهل عصرنا من حفاظ هذه الشريعة :

أبي بكر الصديق ، وعمر الفاروق ، وعثمان ذي النورين ، وعلي الرضا ...

ومن طبقة أخرى من التابعين : أويس القرني ، وعلقمة بن قيس ، والأسود ابن يزيد ، ومسروق بن الأجدع ، وابن المسيب ، وأبي العالية ...

__________________

(١) تهذيب الأسماء واللغات ـ ترجمة البخاري ١ / ٧٦.

(٢) المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج ١ / ٢٣.

(٣) الإكمال في أسماء الرجال ٣ / ٨٠٦.

٩٨

طبقة أخرى : والأوزاعي ، والثوري ، ومعمر بن راشد ، وشعبة ...

اخرى : والشافعي ، وعفان بن مسلم ، وآدم بن أبي أياس ...

اخرى : وأحمد بن محمّد بن حنبل ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ...

اخرى : محمّد بن يحيى الذهلي ، والبخاري ، وأبي حاتم الرازي ...

اخرى : وأبي داود السجستاني ، وصالح جزرة ، والترمذي ، وابن ماجة ...

اخرى : وعبدان ، وعبدالله بن أحمد الأهوازي ، والحسن بن سفيان ...

اخرى : وأبي بكر بن زياد النيسابوري ، وأبي حامد أحمد بن محمّد ابن الشرقي ...

اخرى : وأبي القاسم الطبراني ، وأبي حاتم محمّد بن حبان ، وأبي علي ابن السكن ...

اخرى : وأبي عبدالله بن مندة ، وأبي عبدالله الحسين بن أحمد بن بكير ، وأبي عبدالله الحاكم ، وعبد الغني بن سعيد الأزدي ، وأبي بكر بن مردويه ، وأبي عبدالله محمّد بن أحمد غنجار ، وأبي بكر البرقاني ، وأبي حاتم العبدوي ، وحمزة السهمي ، وأبي نعيم الإصبهاني.

اخرى : وأبي عبدالله الصوري ، والخطيب ، والبيهقي ، وابن حزم ، وابن عبدالبر ، وأبي الوليد الباجي ، وأبي صالح المعزول.

اخرى : وأبي إسحاق الحبّال ، وأبي نصر بن ماكولا ، وأبي عبدالله الحميدي ، وأبي علي الغسّاني ، وأبي الفضل محمّد بن طاهر المقدسي ، وأبي علي بن سكرة.

اخرى : وأبي عامر محمّد بن سعدون العبدري ، وأبي القاسم التّيمي ، وأبي الفضل بن ناصر ، وأبي العلاء الهمداني ، وأبي طاهر السّلفي ، وأبي القاسم

٩٩

ابن عساكر ، وأبي سعد السمعاني ، وأبي موسى المديني ...

اخرى : وأبي بكر بن نقطة ، وابن الزيبني ، وأبي عبدالله محمّد بن عبدالواحد ...

اخرى : عبدالعظيم المنذري ، ورشيد الدين العطار ، وابن مسدي.

اخرى : النووي ، والدمياطي ، وابن الظاهري ، وعبيد الإسْعَرْدي ...

اخرى : والقاضي سعد الدين الحارثي ، والحافظ أبي الحجاج المزي ...

اخرى : والحافظ أبي العباس بن المظفر ، والحافظ صلاح الدين العلائي.

فهؤلاء مهرة هذا الفن ، وقد أغفلنا كثيراً من الأئمّة ، وأهملنا عدداً صالحاً من المحدثين ، وإنّما ذكرنا من ذكرناه لننبه بهم على من عداهم ، ثمّ أفضى الأمر إلى طيّ بساط الأسانيد رأساً ، وعدّ الإكثار منها جهالةً وسواساً » (١).

١٥ ـ الأسنوي : « وبعد ، فإنّ الشافعي ـ رضي‌الله‌عنه وأرضاه ونفعنا به وبسائر أئمّة المسلمين أجمعين ـ قد حصل له في أصحابه من السعادة أمور لم تتّفق في أصحاب غيره ...

ومنها : إنّ كبار أئمّة الحديث إمّا من جملة أصحابه الآخذين عنه أو عن أتباعه ، كالإمام أحمد ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ، وابن المنذر ، وابن حبان ، وابن خزيمة ، والبيهقي ، والحاكم ، والخطابي ، والخطيب ، وأبي نعيم » (٢).

١٦ ـ البدخشاني : « الحاكم ـ لقّب به جماعة من أهل الحديث ، فمنهم من لقب به لأجل رياسةٍ دنيوية ... ومنهم من لقّب به لأجل الرياسة في الحديث ، وهما رجلان فاقا أهل عصرهما في معرفة الحديث ، أحدهما :

__________________

(١) طبقات الشافعية الكبرى ٤ / ١٥٥.

(٢) طبقات الشافعية ـ أول الكتاب.

١٠٠