نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٨

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٨

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٤

٢ ـ أخرج الطبراني : « حدّثنا علي بن العبّاس البجلي الكوفي ، ثنا محمّد بن تسنيم ، ثنا حسن بن حسين العرني ، ثنا يحيى بن عيسى الرملي ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لُام سلمة : هذا علي بن أبي طالب ، لحمه لحمي ودمه دمي ، هو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي » (٢).

وأخرجه شيخ الإسلام الحمويني ، بإسناده عن : « يعقوب بن سفيان الفسوي ، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم الحضرمي ، حدّثنا حسن بن حسين العرني ... » وبذيله : « يا امّ سلمة ، هذا علي أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، ووصيّي ، ووعاء علمي ، وبابي الذي اوتى منه ، أخي في الدنيا والآخرة ، ومعي في السنام الأعلى ، يقتل القاسطين والناكثين والمارقين » (١).

الكلام على الطريق الأوّل

والذي يظهر من كلمات القوم أنْ لا كلام في سند الرواية عن الأعمش ، عن عباية ، عن ابن عباس ، عن رسول الله ، إلاّمن جهة « داهر بن يحيى ».

ففي ( تاريخ دمشق ) بعد أن أخرجه عن طريق أبي جعفر العقيلي كما تقدّم : « قال أبو جعفر : داهر بن يحيى الرازي كان يغلو في الرفض ، لا يتابع على حديثه ».

وقد ذكر العقيلي الحديث كذلك مع القول المذكور بترجمة داهر من كتابه.

وذكر بعده الحديث التالي : « عن ابن عباس قال : ستكون فتنة ، فإن

__________________

(١) المعجم الكبير ١١ / ١٤ رقم ١٢٣٤١.

(٢) فرائد السمطين ١ / ١٤٩ ـ ١٥٠.

٤٠١

أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين : كتاب الله وعلي بن أبي طالب ، فإنّي سمعت رسول الله يقول ـ وهو آخذ بيد علي ـ هذا أوّل من آمن بي ، وأوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهو فاروق هذه الامّة يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو بابي الذي اوتى منه ، وهو خليفتي من بعدي » (١).

وبما أنّ العقيلي تكلّم في « داهر » فقد ذكره الذهبي في ( ميزانه ) ـ لأنّ دأبه في هذا الكتاب أن يذكر كلَّ من تُكُلّم فيه ـ فنقل عنه الحديث وذكر كلامه في الرّجل ، ثمّ صرّح بالتالي قائلاً : « ولم أَرَ أحداً ذكر داهراً حتّى ولا ابن أبي حاتم بلديّه » (٢).

فإذن ، لا متكلِّم في الرجل إلاّ العقيلي!

وكلامه ليس إلاّ « رافضي بغيض »!!

وأنت تعلم أنّ هذا ليس بجرحٍ!! وابن حجر الحافظ ينصُّ على أنّ الرفض لا يضرّ بالوثاقة ، في عدّة مواضع من كتابه ( مقدّمة فتح الباري ) ، في مقام الدفاع عن ( صحيح البخاري ) في روايته عن جماعةٍ اتّهموا بالرفض!

ولعلّ هذا هو السّبب في اضطراب ابن حجر في هذا المقام ، فإنّه قال عقيب كلام الذهبي : « ولم أر أحداً ذكر داهراً هذا ... » قال : « وإنّما لم يذكروه ، لأنّ البلاء من ابنه عبدالله ، وقد ذكروه واكتفوا به ، وقد ذكره العقيلي كما مضى ، وقال : كان يغلو في الرفض. ثمّ ساق الحديث المذكور » (٣).

__________________

(١) الضعفاء الكبير ٢ / ٤٦ ـ ٤٧.

(٢) ميزان الإعتدال ٢ / ٣.

(٣) لسان الميزان ٢ / ٤٨٠.

٤٠٢

قلت :

أوّلاً : إنّ هذا الكلام منه اعتراف ببراءة داهر عن الطعن ، بل ذكر بترجمة ولده أنّ ابن الجوزي اتّهم الولد بهذا الحديث. فبرىء الأب ، وبطل تكلّم العقيلي فيه.

وثانياً : إنْ كان البلاء من ابنه « عبدالله » فلماذا لم يذكر العقيلي الحديث بترجمة « عبدالله » بل ذكره بترجمة أبيه وجَعَله من بلاياه في زعمه؟

وثانياً : إنّ تكلّم العقيلي في « عبدالله بن داهر » ليس إلاّبأنْ قال : « كان ممّن يغلو في الرفض » ، لا يتابع على حديثه » (١). وذكر ابن حجر بترجمته عن ابن عدي : « عامّة ما يرويه في فضائل علي ، وهو متّهم في ذلك » (٢).

لكن ابن حجر نفسه لا يرى الرّفض موجباً للسقوط عن الوثاقة كما ذكرنا.

ورابعاً : قد ذكر الخطيب بترجمة « عبدالله » بسنده عن صالح بن محمّد الأسدي قال : عبدالله بن داهر بن يحيى الأحمري الرازي شيخ صدوق » (٣).

فقال ابن حجر بعد نقله : « قلت : فلعلّ الآفة من غيره ». قلت : من ذلك الغير؟ إن كان أبوه فقد ذكرتَ : « البلاء من ابنه عبدالله » ، وإنْ كان غيره ، فقد ظهر من كلام العقيلي وغيره أنْ لا متّهم فيه سواه!!

فالحق : إنّها محاولات يائسة لردّ مناقب أمير المؤمنين وأهل البيت ( فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ).

__________________

(١) الضعفاء الكبير ٢ / ٤٦.

(٢) لسان الميزان ٣ / ٢٨٣.

(٣) تاريخ بغداد ٩ / ٤٥٣.

٤٠٣

الكلام على الطريق الثاني

كما أنّه يظهر من كلامهم أنْ لا موضع للتكلّم في الطريق الثاني إلاّمن جهة « الحسن بن الحسين العرني » وذلك لأنّ الهيثمي روى هذا الحديث في كتابه حيث قال :

« وعن ابن عباس ، قال قال رسول الله صلّى عليه وسلّم لُام سلمة : هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ودمه دمي فهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي.

رواه الطبراني ، وفيه الحسن بن الحسين العرني ، وهو ضعيف » (١).

إذن ، لا إشكال في سند الحديث هذا إلاّمن ناحية هذا الرّجل.

أقول :

أوّلاً : إنّما تكلّم فيه من تكلّم لأجل تشيّعه ، بل ذكروا بترجمته : « كان من رؤساء الشيعة » ثمّ ذكروا بترجمته أحاديث كلّها في المناقب وصفوها بالمناكير (٢).

وقد عرفت مراراً أنّ التشيع بل الرفض غير مضر.

وثانياً : ذكر الحافظ بترجمته حديثاً من المناقب رواه محمّد بن جرير الطبري في تفسيره وجَعَل الآفة فيه من غيره ، ممّا يدلّ على عدم كونه مجروحاً عنده.

وثالثاً : هذا الرجل لم يذكره البخاري ولا النسائي ، ولا الدارقطني ، ولا العقيلي ، في كتبهم في ( الضعفاء ).

__________________

(١) مجمع الزوائد ٩ / ١١١.

(٢) ميزان الإعتدال ٢ / ٢٣٠. ولسان الميزان ٢ / ١٩٩.

٤٠٤

ورابعاً : هذا الرجل أسند عنه في الأحاديث الفقهيّة بلا تكلّم فيه ، فقد أخرج عنه الدارقطني في ( سننه ) والبيهقي في ( سننه ) ولم يتكلّما فيه ، وكذا غيرهما من أئمّة الحديث والفقه ، وقد ذكر الذهبي بترجمة البيهقي أنّه « قل من جود تواليفه مثل الإمام أبي بكر البيهقي ، فينبغي للعالم أنْ يعتني بها ولا سيّما سننه الكبير ».

المورد (٩)

في قضيّةٍ يرويها أنس

وخاطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّاً عليه‌السلام ، بجملةٍ من مناقبه ومنها حديث المنزلة ، في قضيّةٍ اخرى ، رواها القوم عن أنس بن مالك :

فقد اخرج عن الحافظ الجليل أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه أنّه قال :

« حدّثنا عبدالله بن محمّد بن جعفر قال : حدّثنا جعفر بن محمّد العلوي ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين العلكي ، قال : حدّثنا أحمد بن موسى الخزاز الدورقي ، قال : حدّثنا تليد بن سليمان ، عن جابر الجعفي ، عن محمّد بن علي ، عن أنس بن مالك قال :

بينما أنا عند النبي صلّى الله عليه وسلّم ، إذْ قال : يطلع الآن.

قلت : فداك أبي وامّي ، من ذا؟

قال : سيّد المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وخير الوصيّين وأولى النّاس بالنبيّين.

قال : فطلع علي.

٤٠٥

ثمّ قال لعلي : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى » (٢).

وعن الحافظ ابن مردويه أيضاً :

« عن أنس بن مالك قال : بينما أنا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إذ قال رسول الله : الآن يدخل سيّد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيّين وأولى الناس بالنبيّين.

إذ طلع علي بن أبي طالب.

فقال رسول الله : اللهم وإليَّ وإليَّ.

قال : فجلس بين يدي رسول الله ( ص ). فأخذ رسول الله صلّى الله وسلّم يمسح العرق من جبهته ووجهه ويمسح به وجه علي بن أبي طالب ، ويمسح العرق من وجه علي ويمسح به وجهه.

فقال له علي : يا رسول الله ، نزل فيّ شيء؟

فقال : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟

أنت أخي ووزيري وخير من اخلّف بعدي ، تقضي ديني ، وتنجز وعدي ، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه من بعدي ، وتعلّمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا ، وتجاهدهم على التأويل كما جاهدتهم على التنزيل » (١).

المورد (١٠)

قضيّة بنت حمزة رضي‌الله‌عنه

أخر النّسائي في خصائص أمير المؤمنين عليه‌السلام :

« أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدّثنا عبيدالله قال : حدّثنا إسرائيل ، عن

__________________

(١) مناقب علي بن أبي طالب. عنه : اليقين في إمامة أمير المؤمنين لابن طاوس.

(٢) مناقب علي بن طالب. عنه : كشف الغمة في معرفة الأئمة ١ / ٣٤٣.

٤٠٦

أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب ، قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي : أنت منّي وأنا منك.

رواه القاسم بن يزيد الجرمي ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم وهانىء بن هانىء عن علي قال :

لمّا صدرنا من مكة ، إذا ابنة حمزة تنادي : يا عم يا عم ، فتناولها علي رضي‌الله‌عنه وأخذها ، فقال لصاحبته : دونك ابنة عمّك ، فحملتها.

فاختصم فيها علي وزيد وجعفر ، فقال علي : أنا آخذها وهي ابنة عمّي.

وقال جعفر : ابنة عمّي وخالتها تحتي. وقال زيد : ابنة أخي.

فقضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لخالتها وقال : الخالة بمنزلة الام ، ثمّ قال لعلي :

أنت منّي بمنزلة هارون وأنا منك.

وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخلقي.

وقال لزيد : يا زيد أنت أخونا ومولانا » (١).

وأخرجه ابن عساكر بسندٍ آخر ، قال :

« وأمّا ما روي عن عبدالله بن جعفر ، فأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو محمّد الصريفيني وأبو الحسين بن النقور.

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو محمّد الصيريفيني.

قالا : أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبدان الصيرفي ، أنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، أنا عبدالله بن شوذب ، حدّثني ابن أبي أويس ، حدّثني محمّد بن إسماعيل ، حدّثني عبد الرحمن بن أبي بكر ، عن إسماعيل بن عبدالله

__________________

(١) خصائص علي : ٦٤ ح ٦٦.

٤٠٧

ابن جعفر عن أبيه قال :

لمّا قدمت ابنة حمزة المدينة ، اختصم فيها علي وجعفر وزيد ...

فقال زيد : هي ابنة أخي وأنا أحق بها.

وقال علي : ابنة عمّي وأنا جئت بها.

وقال جعفر : ابنة عمّي وخالتها عندي.

قال : خذها يا جعفر ، أنت أحقّهم بها.

فقال رسول الله :

أمّا أنت يا زيد ، فمولاي وأنا مولاك.

وأمّا أنت يا جعفر ، فأشبهت خلقي وخلقي.

وأمّا أنت يا علي ، فأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة.

وقال الأنماطي : إلاّ أنه لا نبوّة » (١).

الكلام على سند هذا الحديث

وهذا الحديث برواية أحمد والنسائي وكذا غيرهما وإنْ اسقط حديث المنزلة من رواية بعضهم صحيح قطعاً ، فقد أخرجه أحمد قال : « ثنا يحيى بن آدم ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانىء بن هانىء وهبيرة بن يريم عن علي رضي‌الله‌عنه قال :

لمّا خرجنا من مكّة ... » (٢).

أمّا « يحيى بن آدم » فمن رجال الصحاح الستّة (٣).

__________________

(١) تاريخ دمشق ٤٢ / ١٦٩ ـ ١٧٠.

(٢) مسند أحمد ١ / ٩٨.

(٣) تقريب التهذيب ٢ / ٢٩٦.

٤٠٨

وأمّا « إسرائيل » وهو ابن يونس ، فكذلك (٤).

وأمّا « أبو إسحاق » وهو السبيعي ، فكذلك (٥).

وأمّا « هانىء بن هاني » فمن رجال البخاري في الأدب المفرد ، وأبي داود ، والترمذي ، والنسائي في الخصائص ، وابن ماجة (٦).

وأمّا « هبيرة بن يريم » فمن رجال أبي داود ، والنسائي ، والترمذي ، وابن ماجة (١).

وهؤلاء هم رجال سند النسائي ، حيث روى هذا الحديث عنهم بواسطة :

« القاسم بن يزيد الجرمي » وهو من رجال النسائي. قال الحافظ : ثقة عابد (٢).

المورد (١١)

يوم غدير خم

قال ابن خلّكان في تاريخه ، بترجمة أبي تميم المستنصر بالله الفاطمي ، في آخرها :

« وتوفي ليلة الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة ٤٨٧ رحمه‌الله تعالى.

قلت : وهذه الليلة هي ليلة عيد الغدير ، أعني ليلة الثامن عشر من ذي الحجة ، وهو غدير خم ـ بضم الخاء وتشديد الميم ـ ورأيت جماعةً كثيرةً

__________________

(١) تقريب التهذيب ١ / ٦٤.

(٢) تقريب التهذيب ٢ / ٧٣.

(٣) تقريب التهذيب ٢ / ٣١٥.

(٤) تقريب التهذيب ٢ / ٣١٥.

(٥) تقريب التهذيب ٢ / ١٢١.

٤٠٩

يسألون عن هذه الليلة ، متى كانت من ذي الحجة؟

وهذا المكان بين مكة والمدينة ، وفيه غدير ماء ، ويقال : إنّه غيضة هناك.

ولمّا رجع النبي صلّى الله عليه وسلّم من مكة ـ شرّفها الله تعالى ـ عام حجة الوداع ، ووصل إلى هذا المكان ، وآخى علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، قال :

علي منّي كهارون من موسى ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله.

وللشيعة به تعلّق كبير.

وقال الحازمي : هو واد بين مكة والمدينة ، عند الجحفة به ، غدير ، عنده خطب النبي صلّى الله عليه وسلّم ، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة وشدّة الحر » (١).

المورد (١٢)

في كلامٍ له مع عقيل

أخرج ابن عساكر قال :

« أخبرنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان في كتابه ، أنبأ أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبدالله الدقاق ، نا الحسين بن حميد بن الربيع ، نا مخول بن إبراهيم أبو عبدالله النهدي ، نا موسى بن طير ، عن ابن عقيل ، عن أبيه ، عن جدّه عقيل بن أبي طالب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :

« يا عقيل ، احبّك لخصلتين ، لقرابتك ولحبّ أبي طالب إيّاك. وأمّا أنت

__________________

(١) وفيات الأعيان ٥ / ٢٣٠.

٤١٠

يا جعفر ، فان خلقك يشبه خلقي ، وأنت يا علي فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي » (١).

قال الميلاني :

فقد ثبت ـ والحمد لله ـ أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد تكرّر منه القول : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى » ونحوه ، كما تكرّر منه صدور « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » و « إنّي تارك فيكم الثقلين ... » وأمثالهما ، وقد كانت موارده من أهم الوقائع وأعظم الأيام في تاريخ الإسلام ، كيوم ( خيبر ) ويوم ( المؤاخاة ) ويوم ( الغدير ) ونحوها ، غير أنّه قد اشتهر من بينها يوم ( تبوك ) كما اشتهر ( يوم الغدير ) من بين موارد حديث : « من كنت مولاه فعلي مولاه ».

وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

__________________

(١) تاريخ دمشق ٤١ / ١٧.

٤١١
٤١٢

فهرس الكتاب

هل العزل منقصة منفّرة

٥ ـ ٢٤

تجويز انقطاع الخلافة باطل لانه نقص منفر....................................... ٧

التمثيل بعادة السّلاطين لا يرفع الإشكال....................................... ١١

إثبات النبوة الإستقلالية لهارون لا يرفع الإشكال................................ ١٢

إضطرابهم في معني النبوّة ووقت حصولها........................................ ١٨

خلاصة الكلام في هذا المقام................................................... ٢٢

هل يجوز المنفّر على الأنبياء؟

٢٥ ـ ٦٢

كلام شنيع للفخر الرازي.................................................... ٢٧

كلماتٌ في وجوب نزاهة الأنبياء عن المنفّرات................................... ٢٧

مع ابن روزبهان............................................................. ٣١

جواب دعوى الرازي ابتناء المسألة على الحسن والقبح........................... ٣٤

من الأشاعرة مَن يقول بالتحسين والتقبيح العقليّين............................... ٣٥

كلام أبي حنيفة في كتاب العالم والمتعلّم :....................................... ٤٨

الجواب عن الإستدلال بموت هارون قبل موسى

٦٣ ـ ١١٠

١ ـ إعترافه سابقاً بدلالة الحديث على الإمامة................................. ٦٥

٢ ـ إعترافه لاحقاً بدلالة الحديث على الإمامة................................. ٦٦

٤١٣

٣ ـ إعترافات تلميذه الرشيد بدلالة الحديث.................................. ٦٧

٤ ـ إعترافات والده بدلالة الحديث على الإمامة............................... ٦٧

٥ ـ اعتراف الكابلي بدلالة الحديث على الإمامة.............................. ٦٨

٦ ـ كلام شرّاح الحديث وعلماء الكلام...................................... ٦٩

فضل الله التوربشتي....................................................... ٦٩

شمس الدين الخلخالي :..................................................... ٧٠

مظهر الدين الزيداني....................................................... ٧٠

محب الدين الطبري........................................................ ٧٠

أبو شكور الحنفي......................................................... ٧١

عبد الرؤف المناوي....................................................... ٧١

ابن تيميّة................................................................. ٧٢

ابن حجر المكي........................................................... ٧٢

ابن طلحة الشافعي........................................................ ٧٣

ابن الصبّاغ المالكي........................................................ ٧٤

محمّد الأمير الصنعاني...................................................... ٧٤

ابن روزبهان.............................................................. ٧٥

الطيّبي................................................................... ٧٥

علي القاري.............................................................. ٧٦

ابن الحجر العسقلاني...................................................... ٧٦

علي العزيزي............................................................. ٧٦

شمس الدين العلقمي....................................................... ٧٦

القسطلاني............................................................... ٧٧

الفخر الرازي............................................................ ٧٧

٧ ـ لو تمّ الإستدلال لدلّ على نفي خلافته مطلقاً.............................. ٧٨

٤١٤

٨ ـ إنّه ينافي مراد الشيعة والسنّة معاً......................................... ٧٩

٩ ـ كلام بعض النواصب كما نقله الراغب................................... ٧٩

١٠ ـ تشبّث الرازي بخرافات الجاحظ........................................ ٨١

من فضائح الجاحظ........................................................ ٨٣

١١ ـ الحديث لا يتناول إلاّمنزلة ثابتة : قاله عبد الجبار......................... ٨٩

١٢ ـ دعوى الدلالة على نفي الخلافة فرض وتقدير............................ ٩٥

١٣ ـ إستحقاق الخلافة منزلة ثابتة لهارون..................................... ٩٦

١٤ ـ عدم صحّة القول بأن فلاناً بمنزلة فلان في أنه ليس كذا................... ٩٦

١٥ ـ المنزلة هي المرتبة وهي الأمر الثابت..................................... ٩٧

١٦ ـ حديث المنزلة في حق الشيخين....................................... ١٠٠

١٧ ـ تشبيه عثمان بهارون................................................ ١٠١

١٨ ـ طلب الأمير الخلافة منذ قبض النبي................................... ١٠١

١٩ ـ كلام العباس لأمير المؤمنين حول الخلافة............................... ١٠٢

٢٠ ـ قول العباس له : أمدد يدك أبايعك.................................... ١٠٣

٢١ ـ نصّ عمر على الستة ووصيّته لكلٍ منهم............................... ١٠٤

٢٢ ـ قول عمر : فمالهم عن أبي الحسن ، فوالله إنّه لأحراهم ................. ١٠٤

٢٣ ـ ما فعله عبد الرحمن في الشورى...................................... ١٠٥

٢٤ ـ ممّا قال الأمير في الشورى : ليس هذا أول يوم ......................... ١٠٦

ممّا نقتضيه المشابهة التامة بين علي وهارون.................................... ١٠٨

دلالة حديث المنزلة

١١١ ـ ٣٦٠

من وجوه دلالته على نفي خلافة الثلاثة...................................... ١١٣

دلالته على الخلافة العامة................................................... ١١٣

٤١٥

دلالته على افتراض الطّاعة.................................................. ١١٤

دلالته على الأفضلية....................................................... ١١٤

دلالته على العصمة........................................................ ١١٤

دلالته على الأعلمية........................................................ ١١٤

(١) إفتراض طاعة هارون.................................................. ١١٧

ثبوت خلافة الأمير بثبوت فرض طاعته في حياة النّبي........................... ١١٩

جواب شبهة أن افتراض الطاعة مسبب عن النبوة لا الخلافة.................... ١٢٠

كلام المرتضى في جواب الشبهة............................................. ١٢٣

إيراد الرازي الشبهة على وجه الترديد........................................ ١٢٥

حال هارون في حياة موسى حال النبي قبل البعثة............................... ١٢٧

من تناقضات الرازي....................................................... ١٣٣

من قواعد فن المناظرة....................................................... ١٣٧

(٢) إمامة هارون ووصياته.................................................. ١٤٤

١ ـ من التواريخ.......................................................... ١٤٤

كتاب « روضة الصفا » واعتباره............................................ ١٤٤

العيني وتاريخه.............................................................. ١٤٥

الثناء على الشهرستاني...................................................... ١٤٧

فوائد في كلام الشهرستاني.................................................. ١٤٩

٢ ـ من التّوراة........................................................... ١٥١

احتجاج الدهلوي بالعهدين................................................. ١٥٥

مؤيّدات الإمامية في التوراة كما نقل السنّة.................................... ١٥٦

البشارة بالأئمة الاثنى عشر كما نقل السنة واعترفوا........................... ١٥٧

بعض أئمة أهل السنّة على أن التحريف في الكتب السابقة معنوي لا لفظي...... ١٦٤

تصريحات ائمّتهم بإمامة هارون واولاده...................................... ١٦٨

٤١٦

(٣) حديث المنزلة من الأحاديث القدسيّة..................................... ١٧١

وقد نزل على النبي عند ولادة الحسنين....................................... ١٧١

رواية الخركوشي في شرف النبوة............................................ ١٧١

ترجمة أبي سعد الخركوشي.................................................. ١٧٣

رواية عمر الملّا............................................................. ١٧٤

رواية المحبّ الطبري........................................................ ١٧٥

رواية القاضي الدياربكري.................................................. ١٧٦

الخبر في صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام........................................... ١٧٦

الخبر عن الصحيفة في عدّة من الكتب بلفظٍ مختصر............................ ١٧٩

(٤) دلالة الحديث على عصمة الإمام........................................ ١٨١

بسبب عصمة هارون عليهما‌السلام................................................ ١٨١

إستدلال بعضهم بالحديث على عصمة الأمير................................. ١٨٢

ترجمة نظام الدين السّهالوي................................................. ١٨٣

(٥) حديث : « أمر موسى أنْ لا يسكن مسجده ... إلاّ هارون ... وإنّ علياً مني بمنزلة هارون من موسى ... ولا يحلُّ مسجدي لأحدٍ إلاّعلي ... » ............................................................ ١٨٦

(٦) حديث : يا علي يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي ، ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ١٨٩

(٧) حديث : « إن الله أوحى إلى موسى أنْ أتخذ مسجداً طاهراً » « لا يسكنه إلاّ هو وابنا هارون » « وإنّ الله أوحى إليّ أنْ أتّخذ مسجداً طاهراً » « لا يسكنه إلاّ أنا وعلي وابنا علي » ...................... ١٩١

(٨) حديث : « إن موسى سأل ربه أنْ يطهّر مسجده بهارون » « وأنا سألت ربي أنْ يطهّر مسجدي بك » ١٩٤

(٩) حديث : « إن الله أوحى إلى موسى ... وإنّ الله أوحى إليَّ » « أن أبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ أنا وعلي وابنا علي » ١٩٦

٤١٧

(١٠) حديث : « إن الله أمر موسى وهارون ... أنْ لا يبيت في مسجدهما جنب » « ولا يقربوا فيه النساء إلاّهارون وذريّته ... » « ولا يحلّ لأحدٍ ... إلاّعليّ وذريّته »......................................... ١٩٩

(١١) حديث : صياح النخلة لمّا مرّ بها المصطفى والمرتضى « هذا موسى وأخوه هارون » ٢٠٠

(١٢) كلمة « إلاّ أنّه لا نبيَّ بَعدي »........................................ ٢٠٣

(١٣) قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: « ولو كان لكنته ».................................... ٢٠٤

إحتجاجهم بالحديث الموضوع : لو كان بعدي نبي لكان عمر................... ٢٠٦

قولهم في حق الجويني : لو بعث الله نبياً لكان هو............................... ٢٠٨

قولهم في حق الغزالي : لو كان بعد النبي نبي لكان الغزالي....................... ٢١٠

رؤيا والدة وليّ الله في استحقاق زوجها أو ولدها النبوّة......................... ٢١٠

(١٤) قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في علي عليه‌السلام : « شدّ به عضدي كماشدّ عضد موسى بأخيه هارون وهو خليفتي » « ووزيري ولو كان بعدي النبوة لكان نبيّاً » ........................................................ ٢١٢

(١٥) ما قاله عمار في حقّ الأمير واستدلاله بحديث المنزلة...................... ٢١٣

(١٦) الأعلميّة من منازل هارون............................................ ٢١٨

(١٧) دلالة الحديث على الأعلميّة على لسان معاوية.......................... ٢٢٠

(١٨) قول معاوية بعد سماع الحديث « لو سمعت من رسول الله في علي لكنت له خادماً » ٢٢٤

(١٩) كلام أروى بنت الحارث مع معاوية................................... ٢٢٧

رواية ابن عبد ربه.......................................................... ٢٢٧

ابن عبد ربه وكتابه العقد................................................... ٢٢٩

رواية أبي الفداء............................................................ ٢٣١

أبو الفداء وتاريخه.......................................................... ٢٣٢

رواية ابن شحنة........................................................... ٢٣٢

٤١٨

ابن شحنة وتاريخ.......................................................... ٢٣٣

المشابهة بين هارون وعلي في كلام أروى..................................... ٢٣٤

قول النبي : أنتم المستضعفون بعدي.......................................... ٢٣٥

استنتاج باطل من الرازي................................................... ٢٣٦

ردّ النيسابوري على الرازي................................................. ٢٣٦

قول الأمير : يا ابن ام إنّ القوم استضعفوني ................................... ٢٣٧

نسبة كتاب ( الإمامة والسياسة ) إلى ابن قتيبة................................ ٢٤٠

(٢٠) الأفضليّة من منازل هارون............................................ ٢٤٥

تحريم القاضي عياض وغيره تشبيه غير النبي بالنّبي.............................. ٢٤٧

تصريح شبعة بن الحجاج بدلالة الحديث على الأفضلية......................... ٢٥١

الكنجي الشافعي وكتابه.................................................... ٢٥١

ترجمة شعبة بن الحجاج..................................................... ٢٥٢

تصريح القاضي عبد الجبار بدلالة الحديث على الأفضليّة....................... ٢٥٤

ترجمة القاضي عبد الجبّار................................................... ٢٥٦

تصريح السمناني بدلالة الحديث على أنّ عليّاً سيّد الأولياء...................... ٢٥٧

ترجمة السمناني............................................................ ٢٥٨

تصريح السيد محمّد الدّهلوي بأنَّ الحديث برهان الاتحاد بين.................... ٢٥٨

النبيّ وعلي................................................................ ٢٥٨

ترجمة السيد محمّد الدهلوي................................................. ٢٥٩

تصريح محمّد الأمير بدلالة الحديث على الأفضلية.............................. ٢٦٠

ترجمة محمّد بن إسماعيل الأمير............................................... ٢٦١

تصريح ابن روزبهان بحصول جميع الفضائل للإمام علي......................... ٢٦٢

تصريح الشريف بدلالة الحديث على........................................ ٢٦٣

شدّة الاتصال بين النبي وعلي................................................ ٢٦٣

تصريح المولوي محمّد إسماعيل الدهلوي بدلالة الحديث على .................... ٢٦٣

٤١٩

عدم الفرق بين النبي وعلي إلاّفي النبوة........................................ ٢٦٣

تصريح نظام الدين الكهنوي بدلالة الحديث على.............................. ٢٦٤

اتصاف الإمام بكلّ ما اتّصف به النبيّ........................................ ٢٦٤

(٢١) ورود الحديث في غزوة تبوك في مقام التّسلية............................ ٢٦٥

(٢٢) قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الحديث « إنّ المدينة لا تصلح إلاّبي أو بك »............ ٢٦٧

(٢٣) قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذا الحديث « لابُدّ من أنْ أقيم أو تقيم » ترجمة ابن سعد. ٢٧٣

(٢٤) قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذا الإستخلاف « لك من الأجر مثل مالي ومالك من المغنم مثل مالي » ترجمة أبي الحسين الخلعي ٢٧٦

(٢٥) قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الحديث « إنّه لا ينبغي أنْ أذْهب إلاّوأنت خليفتي » .... ٢٧٨

رواية أحمد بن حنبل........................................................ ٢٧٩

رواية الحاكم.............................................................. ٢٨١

رواية ابن عساكر.......................................................... ٢٨٣

رواية المحبّ الطبري........................................................ ٢٨٤

رواية ابن كثير............................................................. ٢٨٤

رواية ابن حجر العسقلاني.................................................. ٢٨٥

رواية جلال الدين السيوطي................................................. ٢٨٥

رواية شاه ولي الله.......................................................... ٢٨٧

رواية محمّد بن إسماعيل الأمير................................................ ٢٨٧

الجواب عن مناقشة المحبّ الطبري في المقام.................................... ٢٨٩

٤٢٠