نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٨

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٨

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٤

لأنه صاح بفضلي وفضلك » (١).

ورواه أسعد بن إبراهيم الإربلي في ( أربعينه ) الذي هو بطريق شيخه الحافظ عمر بن الحسين المعروف بابن دحية عن الثقات ... كما صرّح في خطبة كتابه ... قال :

« الحديث السادس ـ يرفعه إلى جابر قال : سمعت عليّاً يقول لجماعةٍ من الصحابة : أتدرون لم سمّي الصّيحاني صيحانيّاً؟ قلنا : اللهم لا. قال : خرجت أنا ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فلمّا وصلنا إلى الحدائق صاحت نخلة بنخلةٍ : هذا النبي المصطفى وذاك علي المرتضى ، ثم صاحت ثالثة برابعة : هذا كموسى وهذا كهارون ... » (٢).

ورواه محمّد بن يوسف الكنجي بسنده إلى أبي الحسن بن دوما بسنده كما تقدم ... قال : « أخبرنا الحافظ أبو محمّد عبدالرحمن بن أبي الفهم البلداني بدمشق ، أخبرنا عبد المنعم الحرّاني ببغداد ، أخبرنا أبو علي بن نبهان ، أخبرنا أبو الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل بن دوما ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن نصر بن عبدالله الذارع بنهروان ...

قلت : هكذا ذكره الذارع في مسنده » (٣).

أقول :

في هذا الحديث دلالة على إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام بلا فصل من وجوه ، كما في تشبيهه بهارون ـ مع تشبيه النبيّ بموسى بصورةٍ مطلقة ـ دلالة

__________________

(١) المناقب للخوارزمي : ٣١٢ رقم ٣١٣.

(٢) الأربعين للاربلي : ٣٢٤. مصورة ضمن المجموع الرائق.

(٣) كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب : ٢٥٥.

٢٠١

على أنّ التنزيل في حديث المنزلة هو بالنسبة إلى عموم منازل هارون عليه‌السلام.

وبالجملة ، ففي هذا الحديث تشبيه أمير المؤمنين عليه‌السلام بإبراهيم وبهارون ، ووصف له ب « سيد الوصيين » بعد وصف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بـ « سيّد النبيين ».

وقد روى الحديث جماعة من أعلام السنة وفيه وصفه ب « سيد الأولياء أبو الأئمة الطاهرين » وب « سيف الله » ... وممّن رواه الحافظ السمهودي قال :

« وأنواع تمر المدينة كثيرة استقصيناها في الأصل الأول ، فبلغت مائة وبضعاً وثلاثين نوعاً. منها : الصيحاني. وفي ( فضل أهل البيت ) لابن المؤيد الحموي ، عن جابر رضي‌الله‌عنه قال : كنت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم يوماً في بعض حيطان المدينة ، ويد علي في يده ، قال : فمررنا بنخلٍ ، فصاح النخل : هذا محمّد سيد الأنبياء وهذا علي سيد الأولياء أبو الأئمة الطاهرين. ثم مررنا بنخلٍ فصاح النخل : هذا محمّد رسول الله وهذا علي سيف الله. فالتفت النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى علي فقال له : سمّه الصيحاني ، فسمّي من ذلك اليوم الصيحاني. فكان هذا سبب تسمية هذا النوع بذلك ، إذ المراد نخل ذلك الحائط » (١).

ورواه الشيخ عبد الحق الدهلوي في ( جذب القلوب ) ، وحسام الدين السهارنفوي في ( المرافض ) عن ( جذب القلوب ).

وهو بهذا اللفظ دليل آخر على أفضليّة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

__________________

(١) خلاصة الوفا ، الفصل الخامس ، في ترابها وثمرها.

٢٠٢

(١٢)

كلمة « إلاّ أنّه لا نبيَّ بَعدي »

إنّ قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث المنزلة : « إلاّ أنه لا نبي بعدي » يدل دلالة واضحة على أنّه لو كان بعده نبي لكان عليّاً عليه‌السلام ... فيكون مفاد الحديث دليلاً على العصمة والأفضلية ، ضرورة اشتراط العصمة والأفضلية في النبي.

وممّن صرّح بدلالة هذه الكلمة على المعنى المذكور هو الشيخ علي القاري ، حيث قال في شرحه :

« فيه إيماء إلى أنّه لو كان بعده نبي لكان عليّاً » (١).

والشيخ علي القاري من كبار العلماء المحقّقين في الحديث عندهم ، مشهور بالتحقيق والتنقيح بينهم ... كما لا يخفى على من راجع ترجمته في ( خلاصة الأثر ) وغيرها ، ... وقد اعتمد المتأخّرون عنه على كلماته في شرحه على المشكاة ، وفي غيره من كتبه ، وقد نصّ غير واحدٍ منهم على اعتبار خصوص كتابه ( المرقاة ) ، أنّ كاشف الظنون قد وصفه بالعظمة.

__________________

(١) المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٦٥.

٢٠٣

(١٣)

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

« ولو كان لكنته »

وبالإضافة إلى دلالة « إلاّ أنه لا نبي بعدي » على أنه لو كان بعده نبي لكان عليّاً ... نجد التّنصيص منه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على هذا المعنى في بعض ألفاظ حديث المنزلة ...

وهذا اللفظ رواه الحافظ الخطيب البغدادي بسنده عن جابر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قال الحافظ ابن عساكر : « وأمّا ما روي عن جابر بن عبدالله ، فأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : نا أبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو القاسم الأزهري ، نا يوسف بن عمر القواس ، والمعافى بن زكريا الجريري ، قالا : نا ابن أبي الأزهر.

ح قال : وأنا الحسن بن علي الجوهري ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا أبو بكر بن أبي الأزهر ، نا أبو كريب محمّد بن العلاء ، نا إسماعيل بن صبيح ، نا أبو أويس ، نا محمّد بن المنكدر ، نا جابر ، قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي : أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ولو كان لكنته.

قال الخطيب : قوله : ولو كان لكنته ، زيادة لا نعلم رواها إلا ّابن أبي

٢٠٤

الأزهر » (١).

وقال الحافظ السيوطي في خاتمة كتابه ( بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ) :

« هذا باب في أحاديث منتقاة من الطبقات الكبرى ، عنَّ لنا أن نختم بها هذا المختصر ، ليكون المسك ختامه والكلم الطيب تمامه ».

وقد جاء فيه :

« وبه إليه ( أي بالإسناد إلى الخطيب البغدادي ) :

أنبأنا أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا المعافى بن زكريّا ، حدّثنا ابن أبي الأزهر ، حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن صبيح ، حدّثنا أبو أويس ، حدّثنا محمّد بن المنكدر ، حدّثنا جابر قال :

قال رسول الله صلّى الله الله عليه وسلّم لعلي : أما ترضى أنْ تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنته » (٢).

أقول :

هذا الحديث الذي أورده السّيوطي الحافظ المعروف ، عن الخطيب البغدادي ، الحافظ المشهور ، الغني عن الوصف والثناء والتعريف ، المترجم له بآيات المدح والإطراء الفائقة عن الحصر والحد في ( الأنساب ) و ( وفيات الأعيان ) و ( تذكرة الحفاظ ) و ( سير أعلام النبلاء ) و ( طبقات الشافعية ) و ( الكامل في التاريخ ) و ( المختصر في أخبار البشر ) و ( مرآة الجنان ) وغيرها ...

هذا الحديث نصٌّ صريح في عصمة أمير المؤمنين عليه‌السلام وأفضليّته

__________________

(١) تاريخ دمشق ٤٢ / ١٧٦.

(٢) بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ٢ / ٤١٤ رقم ٤٧.

٢٠٥

وفي غير ذلك مما يشترط ويعتبر في كلّ نبي من الأنبياء ، وإنّما المانع عن نيله تلك المرتبة ختم النبوّة بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وليس عن ذلك مانع آخر ، وإلاّ كان الكلام مستهجناً منكراً ، ولم يكن فرق بين أمير المؤمنين وبين أدنى الناس ... والعياذ بالله ... فلا يتوهمنّ أحد أن هذا الكلام من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قبيل تعليق المحال بالمحال ، وأنّه لا يدل على استحقاق الإمام للنوبة كي يثبت به عصمته وأفضليته عمّن سواه ...

هذا ، ولو جاز ذلك وصحّ لما وضعوا في حق عمر أنه قال : « لو كان بعدي نبي لكان عمر » وللزم تجويز : لو كان بعده نبي لكان أبا جهل أو أبا لهب! وهل يصدر هذا إلاّممن سيصلى ناراً ذات لهب؟! وعلى الجملة ، فلا ريب في أنّه كما أنّ موانع النبوة مثل سبق الكفر وعدم العصمة وفقدان الأفضلية من الكل غير مفقودة في عمر ، كذلك هي موجودة في أبي جهل وأبي لهب ، فلو جاز إثبات النبوة لعمر على تقدير عدم اختتام النبوة جاز إثباتها لأبي لهب وأبي جهل وأمثالهما ...

وأيضاً ، لو كان قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ولو كان لكنته » غير دالٍ على جواز النبوّة للأمير على تقدير عدم اختتامها ، بل كان من قبيل تعليق المحال بالمحال ، لَما دلَّ إلاّعلى استحالة النبوة له ... لكن بيان استحالة النبوة له لا يفيد فضيلةً له ، والحال أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مقام بيان فضله عليه الصلاة والسلام ... فالقرينة المقامية مانعة قطعياً عن التوهّم المذكور.

إحتجاجهم بالحديث الموضوع : لو كان بعدي نبي لكان عمر

وأيضاً ، يبطل التوهّم المذكور باستدلال القوم بالحديث الموضوع في حق عمر : « لو كان بعدي نبي لكان عمر » واحتجاجهم على الأفضلية لعمر بن

٢٠٦

الخطاب ... كالتفتازاني القائل في ( تهذيب الكلام ) :

« والأفضلية بترتيب الخلافة ، أمّا إجمالاً ، فلأنّ اتّفاق أكثر العلماء على ذلك يشغر بوجود دليل لهم عليه ، وأمّا تفصيلاً ، فلقوله تعالى : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى ) وهو أبو بكر. ولقوله صلّى الله عليه وسلّم : والله ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيّين والمرسلين على أحدٍ أفضل من أبي بكر. ولقوله صلّى الله عليه وسلّم : خير امتي أبو بكر ثم عمر. وقال : لو كان بعدي نبي لكان عمر ».

فهذا الحديث ـ عند التفتازاني ـ يدل على الأفضلية ، ولو كان من باب تعليق المحال بالمحال ، فمن أين الدلالة على ذلك؟

و ( كالدهلوي ) الذي احتج بهذا الحديث وعارض به حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » حيث جعله دالاًّ على وجدان عمر شرطاً من شروط الخلافة ـ وهو العلم ـ على الوجه الأتم (٢) ... فإنّ هذه الدلالة إنّما تكون إذا لم يكن المراد منه من تعليق المحال بالمحال.

وكالشريفي صاحب ( النواقض ) حيث قال : « ولو أنصف المسلمون علموا أنّ إسلام جلّهم كان ببركة عمر ، وهو تلك النعمة الجليلة العظيمة التي تفوق النعم. ولهذا قال النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في شأنه : لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب نبيّاً ».

هذا ، وممّا يدل على صدور حديث المنزلة لإفادة استجماع أمير المؤمنين عليه‌السلام لكلّ شرائط النبوة ، وعلى سقوط التوهّم المذكور :

كلام الحافظ ابن حجر فيما قاله عمر في حق معاذ بن جبل ... وهذا نصه :

« قال عياض : اشتراط كون الإمام قرشيّاً مذهب العلماء كافة ، وقد عدّوها

__________________

(١) التحفة الاثنا عشرية : ٢١٢.

٢٠٧

في مسائل الإجماع ، ولم ينقل عن أحدٍ من السلف فيها خلاف ، وكذلك من بعدهم في جميع الامصار. قال : ولا اعتداد بقول الخوارج ومن وافقهم من المعتزلة ، لما فيه من مخالفة المسلمين.

قلت : ويحتاج من نقل الإجماع إلى تأويل ما جاء عن عمر في ذلك ، فقد أخرج أحمد عن عمر بسندٍ رجاله ثقات أنه قال : إنْ أدركني أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته. فذكر الحديث وفيه : فإنْ أدركني أجلي وقد مات أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل. الحديث ومعاذ بن جبل أنصَاري ، ولا نسب له في قريش.

فيحتمل أنْ يقال : لعلّ الإجماع انعقد بعد عمر على اشتراط أنْ يكون الخليفة قرشياً ، أو تغيّر اجتهاد عمر في ذلك. والله أعلم » (١).

فإنّ ما قاله عمر في حق معاذ يدلّ دلالةً واضحةً على استجماع معاذ لشرائط الخلافة ... ولولا هذه الدلالة لما احتاج هذا القول إلى التأويل ، من جهة عدم كونه قرشيّاً ...

فتلخص : أن الحديث الشريف الذي رواه الحافظ الخطيب البغدادي يدل دلالةً تامةً واضحةً على استجماع الأمير لشرائط النبوة ، وأنه لولا اختتامها بالنبي الأكرم لكان نبيّاً ... ولا مجال لتأويله بما يخرجه عن هذه الدلالة.

قولهم في حق الجويني : لو بعث الله نبياً لكان هو

ثم إنّه لا غرابة في أنْ يضع القوم حديثاً في فضل عمر مفاده استحقاقه النبوة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... ليعارضوا به الأحاديث الثابتة في الأمير وأهل البيت عليهم‌السلام ... بعد أن قالوا مثل هذا الكلام في حق عالمٍ من علمائهم ...!!

__________________

(١) فتح الباري شرح صحيح البخاري ١٣ / ١٠٢.

٢٠٨

لقد قالوه في حق أبي محمّد بن عبدالله بن يوسف الجويني كما جاء في ترجمته :

قال اليافعي : « سنة ٤٣٨. فيها الشيخ الإمام الجليل القدر ، مفتي الأنام ، قدوة المسلمين وركن الإسلام ، ذو المحاسن والمناقب العظام ، والفضائل المشهورة عند العلماء والعوام ، الفقيه الاصولي ، الأديب النحوي المفسّر ، الشيخ أبو محمّد الجويني ، عبدالله بن يوسف ، شيخ الشافعية ، وولد إمام الحرمين.

قال أهل التواريخ : كان إماماً في التفسير والفقه والاصول والعربية والأدب ... وكان مهيباً لا يجري بين يديه إلاّ الجدل والبحث والتحريض على التحصيل.

له في الفقه تصانيف كثيرة الفضائل مثل ... وله التفسير المذكور المشتمل على عشرة أنواع في كلّ آية.

وقال الإمام عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري : كان أئمتنا في عصره والمحققون من أصحابنا يعتقدون فيه من الكمال والفضل والخصال الحميدة ، ما أنّه لو جاز أنْ يبعث الله تعالى نبيّاً في عصره لما كان إلاّهو ، من حسن طريقته وورعه وزهده وديانته وكمال فضله. رضي الله تعالى عنه » (١).

وذكر السبكي بترجمته كلام القشيري وأضاف : « وقال شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني : لو كان الشيخ أبو محمّد في بني إسرائيل لنقل إلينا شمائله ولافتخروا به » (٢).

__________________

(١) مرآة الجنان. حوادث ٤٣٨ ٣ / ٥٨ـ ٥٩.

(٢) طبقات الشافعية ٥ / ٧٤.

٢٠٩

قولهم في حق الغزالي : لو كان بعد النبي نبي لكان الغزالي

وعن بعض أكابرهم الجامعين بين علوم الظاهر والباطن! أنه قال نظير الكلمة المذكورة في حق أبي حامد الغزالي ، وأضاف بأن بعض مصنفاته معجزات ... فقد ذكر الحافظ السيوطي في ( التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كل مائة ) بترجمة الغزالي :

« قال الشيخ عفيف الدين اليافعي في الإرشاد : قد قال جماعة من العلماء ـ منهم الحافظ ابن عساكر ـ في الحديث الوارد عن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إن الله يبعث لهذه الامّة من يجدّد لها دينها على رأس كلّ مائة ، إنه كان على رأس المائة الاولى : عمر بن عبد العزيز ، وعلى رأس الثانية : الإمام الشافعي ، وعلى رأس الثالثة : الإمام أبو الحسن الأشعري ، وعلى رأس الرابعة : أبو بكر الباقلاني ، وعلى رأس الخامسة : الإمام أبو حامد الغزالي. وذلك لتميّزه بكثرة المصنّفات البديعات ، وغوصه في بحور العلوم ، والجمع بين علوم الشريعة والحقيقة والفروع والاصول والمعقول والمنقول والتدقيق والتحقيق والعلم والعمل.

حتى قال بعض العلماء الأكابر الجامعين بين العلم الظاهر والباطن :

لو كان بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم نبي لكان الغزالي ، وأنه يحصل ثبوت معجزاته ببعض مصنفاته ».

رؤيا والدة وليّ الله في استحقاق زوجها أو ولدها النبوّة

والأطرف من كلّ ذلك : رؤيا والدة شاه ولي الله الدهلوي في استحقاق زوجها النبوّة ، لكن ولدها ـ ولي الله ـ يعبّر الرؤيا بما حاصله استحقاقه هو النبوة

٢١٠

دون والده ... وإليك نصّ صورة الرؤيا كما حكاها ولي الله في كتابه ( التفهيمات الإلهيّة » :

« تفهيم ـ رأت والدتي بارك الله في عمرها في المنام : كأنّ طائراً عجيب الشكل ، جاء إلى أبي ـ قدس‌سره ـ يحمل في منقاره كاغذة عليها اسم الله بالذهب ، ثم جاء طائر آخر يحمل في منقاره كاغذة اخرى فيها : بسم الله الرحمن الرحيم لو كان النبوة بعد محمّد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ممكناً لجعلتك نبيّاً ولكنها انقطعت به. هذه الألفاظ أو بمعناها. والطائر الأول كان منقاره أحمر وسائر جسده أغبر مثل الحمام ، والثاني : سائر جسده أخضر كالطوطي.

فقال أبي ـ قدس‌سره ـ : أبشري بولدك ـ أشار إلىّ ـ أما كنّا أعلمناك أنه سيكون وليّاً؟!

قالت والدتي : وكان علمي في ذلك المنام أن البشارة في حق أبيك وقوله ـ قدس‌سره ـ يشعر بأنها فيك. وكان الأمر مشتبهاً عليها.

أقول : وحق التعبير ـ كما تقتضيه قوانين الحكمة ـ أنْ يقال : الكاغذة الاولى إشارة إلى كمال أبي قدس‌سره ، فإنه كان نافياً في الله مستغرقاً فيه. أما غبرة حاملها ، فلأنه كان غير مشغول بذكر المعارف. وكذلك الحمام والفاختة حسن الصوت غير فصيحها. وأما الكاغذة الاخرى فإشارة إلى الكمال الذي اوتيته من تلقاء تشريح كمالات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وأمّا الخضرة حاملها فلإيضاحي بالمعارف ، كما أنّ الطوطي تفصح وتقطع صوتها. وكان هذا حين فطمت عن اللبن. والحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ».

٢١١

(١٤)

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في علي عليه‌السلام :

« شدّ به عضدي كماشدّ عضد موسى بأخيه هارون وهو خليفتي »

« ووزيري ولو كان بعدي النبوة لكان نبيّاً »

وجاء في حديثٍ تشبيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمير المؤمنين عليه‌السلام بهارون ، مع التنصيص على وصايته وخلافته ، ثم قال : « ولو كان بعدي النبوة لكان نبيّاً ».

وهذا نصّه : « عن أنس رفعهُ إنّ الله اصطفاني على الأنبياء ، واختار لي وصيّاً ، واخترت ابن عمّي وشدّ به عضدي كما شدّ عضد موسى بأخيه هارون ، وهو خليفتي ووزيري ، ولو كان بعدي النبوة لكان نبياً » (١).

وهذا الحديث الذي رواه السيد علي الهمداني في كتابه الذي ضمّنه ـ كما قال ـ « جواهر الأخبار ولآلي الآثار في فضائل أهل البيت ». نصّ صريح في خلافة أمير المؤمنين عليه‌السلام ووصايته ، وأنه إنّما كان كذلك لأنّه لا نبي بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإلاّ لكان نبيّاً ... وبالجملة ، فإنّ له كلّ ما لهارون ، إلاّ النبوة ، لكون رسول الإسلام خاتم النبيّين.

__________________

(١) مودة القربى ـ المودة السادسة ، ينابيع المودة ٢ / ٢٨٨. الطبعة الحديثة.

٢١٢

(١٥)

ما قاله عمار في حقّ الأمير

واستدلاله بحديث المنزلة

وروى الشيخ علي المتقي :

« عن يحيى بن عبدالله بن الحسن ، عن أبيه قال : كان علي يخطب ، فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين! أخبرني من أهل الجماعة؟ ومن أهل الفرقة؟ ومن أهل السنّة؟ ومن أهل البدعة؟ فقال : ويحك! أمّا إذا سألتني فافهم عنّي ، ولا عليك أنْ لا تسأل عنها أحد بعدي.

فأمّا أهل الجماعة فأنا ومن اتّبعني وإن قلّوا ، وذلك الحق عن أمر الله وأمر رسوله.

فأمّا أهل الفرقة فالمخالفون لي ومن اتّبعني وإنْ كثروا.

وأمّا أهل السنّة المتمسّكون بما سنّه الله لهم ورسوله ، وإنْ قلّوا. وإنْ قلّوا.

وأمّا أهل البدعة فالمخالفون لأمر الله ولكتابه ورسوله ، العاملون برأيهم وأهوائهم وإنْ كثروا. وقد مضى منهم الفوج الأول وبقيت أفواج ، وعلى الله قصمها واستئصالها عن جدبة الأرض.

فقام إليه عمّار فقال : يا أمير المؤمنين ، إن الناس يذكرون الفيء ويزعمون أن من قاتلنا فهو وماله وأهل فيء لنا وولده.

فقام رجل من بكر بن وائل ـ يدعى عبّاد بن قيس ـ وكان ذا عارضة ولسان شديد ، فقال : يا أمير المؤمنين! والله ما قسمت بالسويّة ، ولا عدلت في الرعيّة!

٢١٣

فقال علي : ولِمَ ويحك؟

قال : لأنك قسّمت ما في العسكر وتركت الأموال والنساء والذريّة.

فقال علي : أيها الناس من كان به جراحة فليداوها بالسمن.

فقال عباد : جئنا نطلب غنائمنا فجاءنا بالترّهات!

فقال له علي : إن كنت كاذباً فلا أماتك الله حتى تدرك غلام ثقيف.

فقال رجل من القوم : ومن غلام ثقيف يا أمير المؤمنين؟

فقال : رجل لا يدع لله حرمةً إلاّ انتهكها.

قال : فيموت أو يقتل؟

قال : بل يقصمه قاصم الجبّارين ، قتله بموت فاحش يحترف منه دبره لكثرة ما يجري من بطنه.

يا أخا بكر ، أنت امرؤ ضعيف الرأي! أما علمت أنّا لا نأخذ الصغير بذنب الكبير ، وإنّ الأموال كانت لهم قبل الفرقة ، وتزوّجوا على رشده ، وولدوا على الفطرة ، وإنما لكم ما حوى عسكرهم ، وما كان في دورهم فهو ميراث لذريّتهم ، فإنْ عدا علينا أحد منهم أخذناه بذنبه ، وإنْ كفَّ عنّا لم نحمل عليه ذنب غيره. يا أخا بكر : لقد حكمت فيهم بحكم رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في أهل مكة ، قسّم ما حوى العسكر ولم يعرض لما سوى ذلك ، وإنما اتّبعت أثره حذو النعل بالنعل. يا أخا بكر أما علمت أن دار الحرب يحلّ ما فيها وأن دار الهجرة يحرم ما فيها إلاّبحق. فمهلاً مهلاً يرحمكم الله.

فإنْ أنتم لم تصدّقوني وأكثرتم عليَّ ، وذلك أن تكلّم في هذا غير واحد ، فأيّكم يأخذ امّه عائشة بسهمه؟

قالوا : أيّنا يا أمير المؤمنين ، بل أصبت وأخطأ ، وعلمت وجهلنا. ونحن نستغفر الله.

٢١٤

وتنادى الناس من كل جانب : أصبت يا أمير المؤمنين ، أصاب الله بك الرشاد والسداد.

فقام عمار وقال :

يا أيها الناس ، إنكم ـ والله ـ إنْ اتّبعتموه وأطعتموه لم يضل بكم عن منهاج نبيّكم قيس شعرة ، وكيف يكون ذلك؟ وقد استودعه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المنايا والوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران ، إذ قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ، فضلاً خصّه الله به إكراماً منه لنبيّه حيث أعطاه ما لم يعط أحداً من خلقه.

ثم قال علي : انظروا رحمكم الله ما تؤمرون به فامضوا له ، فإنّ العالم أعلم بما يأتي من الجاهل الخسيس الأخس ، فإني حاملكم ـ إن شاء الله تعالى ، إن أطعتموني ـ على سبيل الجنّة وإنْ كاد ذا مشقة شديدة ومرارة عتيدة وان الدنيا حلوة الحلاوة لمن اغترّ بها ... من الشقوة والندامة عمّا قليل. ثم إنّي مخبركم أنّ خيلاً من بني إسرائيل أمرهم نبيّهم أنْ لا يشربوا من النهر ، فلجّوا في ترك أمره ، فشربوا منه إلاّقليلاً منهم ، فكونوا رحمكم الله من أولئك الذين أطاعوا نبيّهم ولم يعصوا ربّهم » (١).

فقد جعل الصحابي الجليل عمار بن يا سر ـ رضي‌الله‌عنه ـ حديث المنزلة دليلاً على أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ قد استودع الإمام عليّاً عليه‌السلام علم المنايا والوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون ، وهو المعصوم عن الخطأ والمصون عن النقائص ... فاستفاد من حديث المنزلة الدلالة على عصمة الإمام عليه‌السلام ووجوب إطاعته واتّباعه ، كما يجب إطاعة رسول الله صلّى الله وآله وسلّم ، لكونه على منهاجه تماماً ...

__________________

(١) كنز العمال ١٦ / ١٨٣ رقم ٤٤٢١٦.

٢١٥

فلا ريب إذَنْ في دلالة الحديث على افتراض طاعة الأمير وعصمته وأفضليّته وأعلميّته ، وبذلك يكون هو المتعيَّن للخلافة ، ويظهر أنْ لا حق لغيره فيها ... ويتبيّن سقوط الترّهات التي فاه بها المكابرون ، وتذهب أضاليل الأعور وابن تيمية أدراج الرّياح ...

مضافاً إلى الفوائد الاخرى المشتمل عليها هذا الحديث :

منها : قوله الإمام عليه‌السلام : « فأما أهل الجماعة فأنا ومن اتّبعني وإنْ قلّوا » فإنّه يفيد أنّ كلّما ورد من الأمر باتّباع الجماعة والكون مع الجماعة ونحو ذلك ، فهو أمر باتّباعه واتباع من اتّبعه ...

ويفيد أيضاً أنه مفترض الطاعة وواجب الاتّباع ، وذاك يفيد عصمته وتعيّنه للإمامة والخلافة.

وقد أكّد ذلك بقوله : « وذلك عن أمر الله وأمر رسوله ».

ومنها : قوله عليه‌السلام : « فأمّا أهل الفرقة فالمخالفون لي ولمن اتّبعني » فإنّه أيضاً يفيد وجوب اتّباعه وذم مخالفتهْ. وهذه هي العصمة كذلك.

ومنها : قوله عليه‌السلام : « فأما أهل السنّة ... » فانّه بعد تعريفه « أهل الجماعة » بما عرفت ، يدلّ على أن أهل السنّة هم المتابعون له لا المنقادون لغيره وإنْ تسمّوا بهذا الاسم.

ومنها : قوله عليه‌السلام : « فأمّا أهل البدعة ... » فإنّ المراد منهم ـ بعد معرفة أهل السنّة والجماعة ـ هم المخالفون له ولأتباعه وإنْ كثروا ...

ومنها : قوله عليه‌السلام : « وقد مضى منهم الفوج الأول » فإنّه إنْ أراد الثلاثة وأتباعهم ـ كما هو الظاهر ـ فالأمر واضح ، وإنْ أراد أصحاب الجمل ، فيكون قد وصف عليه‌السلام طلحة والزبير وأتباعهما بأهل البدعة.

ومنها : قوله : « إنّا لا نأخذ الصغير بذنب الكبير » فصريح في أن أصحاب

٢١٦

الجمل مرتكبون للذنب ، فلا فائدة لما يقال من أنهم اجتهدوا وأخطأوا ، فهم مأجورون أجراً واحداً!!

كما أنّه عليه‌السلام وصفهم بأهل الفرقة.

وأنّه أجرى فيهم حكم الكفار من أهل مكة.

ومنها : قوله : « فانظروا رحمكم الله ما تؤمرون فامضوا له ... » نصّ في عصمته ووجوب طاعته ... وأنه الأعلم ، الحامل للُامّة على سبيل الجنة.

ومنها : قوله : « فكونوا رحمكم الله من أولئك ... » حيث أفاد أن طاعته بعينها طاعة النبيّ المعصوم ، وعدم عصيانه إطاعة الحيّ القيوم ، وفيه ما يدل على كمال العصمة ، وأن حكمه عين حكم ربّ العزة.

٢١٧

(١٦)

الأعلميّة من منازل هارون

إنه لا ريب في أن هارون كان الأعلم في الامّة بعد موسى عليه‌السلام ... فيكون أمير المؤمنين عليه‌السلام الأعلم في الامة بعد نبيّنا ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ. والأعلميّة تفيد الأفضليّة ، والأفضلية سبب انحصار الخلافة فيه.

أمّا أعلميّة هارون بعد موسى ، فقد ذكرنا عدم الريب فيها ، وإليك جملةً من عباراتهم الصريحة بها :

قال البغوي : « قال أهل العلم بالأخبار : كان قارون أعلم بني إسرائيل بعد موسى وهارون ـ عليهما‌السلام ـ وأقرأهم للتوراة وأجملهم وأغناهم ، وكان حسن الصورة فبغى وطغى » (١).

وفي الجلالين : « ( قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ ) أي المال ( عَلى عِلْمٍ عِنْدِي ). أي في مقابله. وكان أعلم بني إسرائيل بالتوراة بعد موسى وهارون » (٢).

وقال الخطيب الشربيني : « وروى أهل العلم بالأخبار : أن قارون كان أعلم بني إسرائيل بعد موسى وهارون ... » (٣).

وقال العيني : « وكان قارون أعلم بني إسرائيل بعد موسى وهارون وأفضلهم وأجملهم ، قال قتادة : وكما يسمى المنور لحسن صورته ، ولم يكن في

__________________

(١) معالم التنزيل ٣ / ٣٩١ ـ ٣٩٢.

(٢) تفسير الجلالين ٣٩٥.

(٣) السراج المنير في تفسير القرآن ٣ / ١١٦.

٢١٨

بني إسرائيل أقرء للتوراة منه ... » (١).

وعلى الجملة ، فإنّ هارون كان أعلم بني إسرئيل بعد موسى ، فلا يبقى ريب في أعلمية أمير المؤمنين عليه‌السلام ، لما دلَّ على عموم المنزلة ممّا تقدم ويأتي ، ولخصوص ما أوردناه عن عمار بن ياسر ونحوه.

وعلى فرض قبول ما ذكره ولي الله الدهلوي من حمل الحديث على المنازل المشهورة ، فإنّ الأعملية منها قطعاً ، فالدلالة تامّة.

هذا ، وقد نصّ العلامة سعيد الدين الفرغاني بشرح قول ابن الفارض في ( التائيّة ) :

« وأوضح بالتأويل ما كان مشكلا

علي بعلمٍ ناله بالوصية »

نصّ على أنّ حديث المنزلة ـ كحديث الثقلين وكحديث أنا مدينة العلم ـ يدلّ على حصول العلم لأمير المؤمنين بوصيةٍ من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكان بذلك أعلم من سائر الصّحابة ، لا سيّما من عمر الذي أفصح عن ذلك بقوله غير مرة : لولا علي لهلك عمر.

ووجه الإستدلال بحديث المنزلة على الأعلميّة لا يكون إلاّبأنْ يقال : كما أنّ هارون كان متمكّناً من حلّ المشكلات والمعضلات بعلمٍ ناله بالوصية من موسى ، فعلي مثل هارون ، حصلت له تلك المرتبة بوصيةٍ من النبي.

كما أفاد كلامه دلالة حديث الثقلين على المرام. والحمد لله.

ولو كابر متعصّب عنود فيما قاله الفرغاني وغيره ، فإليك المطلب من رئيس الفرقة الباغية :

__________________

(١) عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان ـ النوع الثامن والثلاثون ، قصة هارون.

٢١٩

(١٧)

دلالة الحديث على

الأعلميّة على لسان معاوية

ففي خبر رواه أعاظم القوم وأكبار أئمّتهم أمثال :

١ ـ أحمد بن حنبل.

٢ ـ الفقيه أبي الليث السمرقندي ، متوفي سنة ٣٧٣ أو ٣٧٥.

٣ ـ أبي الحسن علي بن عمر بن شاذان ، متوفي سنة ٣٨٦.

٤ ـ الفقيه الشافعي ابن المغازلي الواسطي ، متوفي سنة ٤٨٣.

٥ ـ محبّ الدين الطبري.

٦ ـ إبراهيم بن محمّد الحمويني الجويني.

٧ ـ محمّد بن يوسف الزرندي.

٨ ـ نور الدين السّمهودي.

٩ ـ إبراهيم بن عبدالله اليمني الوصابي.

١٠ ـ أحمد بن حجر المكّي.

١١ ـ أحمد بن فضل بن باكثير المكي.

١٢ ـ أحمد بن عبد القادر العجيلي.

١٣ ـ المولوي مبين الكهنوي.

يستدل رئيس بالفرقة الباغية وقائد النواصب ... معاوية بن أبي سفيان بحديث المنزلة على أعلميّة مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ... والفضل ما شهدت به الأعداء ...

٢٢٠