نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٦

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٦

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٤

أبي طالب ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي رضي‌الله‌عنه ، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال :

سألت [ الله ] ـ يا علي ـ فيك خمساً ، فمنعني واحدةً وأعطاني أربعاً ، سألت الله أنْ يجمع عليك أُمّتي فأبى عليَّ. وأعطاني فيك : أنّ أوّل من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي ، [ معك ] لواء الحمد ، وأنت تحمله بين يديّ ، تسبق [ به ] الأوّلين والآخرين. وأعطاني أنّك أخي في الدّنيا والآخرة. وأعطاني أن بيتي مقابل بيتك في الجنّة. وأعطاني أنّك وليّ المؤمنين بعدي » (١).

أقول :

وإنّ هذا الحديث الشريف يهتك أستار التضليل والتخديع ، ويكشف أسرار التزويق والتلميع ، فهو من خير الأدلّة على بطلان تأويل حديث الولاية ، وحمله على معنىً غير معنى ( المتصرّف في الأمر ) ، وسقوطه من أصله وقمعه من جذوره ...

إنّ هذا الحديث يدل دلالةً وأضحةً على أنّ المراد من جملة ( ولي المؤمنين بعدي ) معنىً جليل ومقام عظيم ، لأنّ المنازل التي ذكرها النبي صلّى الله عليه وسلّم له قبل هذه الجملة يستوجب كلّ واحدةٍ منها على اليقين أفضليته عليه‌السلام من جميع الخلائق من الأوّلين والآخرين ، لأنّ مفادها مساواته عليه‌السلام للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم ـ الذي لا شك في أفضليّته من الخلائق أجمعين ـ في مراتبه ومنازله كلّها.

__________________

(١) التدوين بذكر أهل العلم بقزوين ٢ / ١٢٦.

٣٠١

فكما أنّ تلك المنازل والمراتب للنبي صلّى الله عليه وسلّم جعلته خير الخلائق وأشرف المرسلين ... كذلك يكون علي عليه‌السلام ـ المساوي له فيها ـ أفضل الخلائق أجمعين من الأنبياء والمرسلين وسائر الناس ، فلذا قال بعد أن ذكرها : « وأعطاني أنّك وليُّ المؤمنين بعدي » ليشير إلى أن تلك المنازل توجب أنْ يكون هو ( المتصرّف ) في أُمور المؤمنين بعده صلّى الله عليه وسلّم ، وهذا ليس إلاّ ( الإمامة والخلاقة ).

ترجمة الرّافعي

ولا بأس بذكر ترجمة الرافعي الرّاوي لهذا الحديث عن بعض المصادر المعتبرة :

١ ـ الذهبي : الامام الرافعي أبو القاسم عبدالكريم بن محمّد بن عبدالكريم بن الفضل القزويني الشافعي ، صاحب الشرح الكبير ، إليه انتهت معرفة المذهب ودقائقه ، وكان مع براعته في العلم صالحاً زاهداً ذا أحوالٍ وكراماتٍ ونسكٍ وتواضع. توفي في حدود آخر السنة. رحمه‌الله » (١).

٢ ـ ابن الوردي : « وفيها مات إمام الدين عبدالكريم بن محمّد بن عبدالكريم الرافعي القزويني ، مصنّف الشّرح الكبير والصّغير على الوجيز والمحرر ، ومصنّف التذنيب على الشرحين. وكان مع براعته في العلوم صالحاً زاهداً ذا أحوالٍ وكرامات. وعلى شرحه الكبير اليوم إعتماد المفتين والحكّام في الدنيا » (٢).

__________________

(١) العبر ٣ / ١٩٠ حوادث ٦٢٣.

(٢) تتمة المختصر في أخبار البشر ـ حوادث ٦٢٣.

٣٠٢

٣ ـ اليافعي : « وفيها توفي الإمام الكبير العلاّمة البارع الشهير ، الجامع بين العلوم والأعمال الصالحات ، والزهد والعبادات ، والتّصانيف المفيدات النفيسات ، أبو القاسم عبدالكريم بن محمّد بن عبدالكريم القزويني الشافعي ، صاحب الشرح الكبير المشتمل على معرفة المذهب ودقائقه الغامضات ، الجامع الفائق على التصانيف السابقات واللاّحقات. ومن كراماته : أنّه أضاءت له شجرة في بيته لمّا انطفى السراج الذي يستضيء به عند كتبه بعض مصنفاته » (١).

٤ ـ الأسنوي : « أبو القاسم إمام الدين عبدالكريم بن محمّد القزويني ، صاحب الشرح الوجيز الذي لم يصنّف في المذهب مثله. تفقّه على والده وعلى غيره.

وكان إماماً في الفقه والتفسير والحديث والاصول وغيرها ، طاهر اللّسان في تصنيفه ، كثير الأدب ، شديد الإحتراز في المنقولات ، ولا يطلق نقلاً عن أحدٍ غالباً إلاّ إذا رآه في كلامه ، وإنْ لم يقف عليه فيه عبّر بقوله : وعن فلانٍ كذا ، شديد الإحتراز أيضاً في مراتب الترجيح » (٢).

وتوجد ترجمته أيضاً في :

سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٥٢

فوات الوفيات ٢ / ٧

طبقات الشافعية للسبكي ٨ / ٢٨١

تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٦٤

__________________

(١) مرآة الجنان ٤ / ٥٦.

(٢) طبقات الشافعية : ١ / ٢٨١.

٣٠٣

النجوم الزاهرة ٦ / ٢٦٦

شذرات الذهب ٥ / ١٠٨

(١٦)

« الأولياء » في تفسير أهل البيت بمعنى « الأئمّة »

جاء ذلك في خطبةٍ للإمام الحسن السّبط عليه‌السلام ، رواها الأئمة الطاهرون من أهل البيت ، وأوردها العلاّمة القندوزي ، قال :

« وفي التفسير المنسوب إلى الأئمّة من أهل البيت الطيّبين ـ رضي الله عنهم ـ عن جعفر الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه : إن الحسن ابن أمير المؤمنين علي ـ سلام الله عليهم ـ خطب على المنبر وقال :

إنّ الله عزّ وجلّ ـ بمنّه ورحمته ـ لمّا فرض عليكم الفرائض ، لم يفرض ذلك عليكم لحاجةٍ منه إليه ، بل رحمةً منه ، لا إله إلاّهو ، ليميز الخبيث من الطيّب ، وليبلي ما في صدوركم ، وليمحّص ما في قلوبكم ، ولتتسابقوا إلى رحمته ، ولتتفاضل منازلكم في جنّته ، ففرض عليكم الحج والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية لنا أهل البيت ، وجعلها لكم باباً لتفتحوا به أبواب الفرائض ، ومفتاحاً إلى سبيله ، ولولا محمّد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وأوصياؤه لكنتم حيارى ، لا تعرفون فرضاً من الفرائض ، وهل تدخلون داراً إلاّمن بابها؟

فلمّا منَّ الله عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيّكم ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ

٣٠٤

دِيناً ). ففرض عليكم لأوليائه حقوقاً ، وأمركم بأدائها إليهم ، ليحلّ ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومآكلكم ومشاربكم ، ويعرّفكم بذلك البركة والنماء والثروة ، وليعلم من يطيعه منكم بالغيب.

ثم قال الله عزّ وجلّ : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) واعلموا أنّ من يبخل المودّة فإنّما يبخل عن نفسه ، إنّ الله هو الغني وأنتم الفقراء إليه.

فاعملوا من بعد ما شئتم ، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ، ثم تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون ، والعاقبة للمتّقين ، ولا عدون إلاّعلى الظالمين.

سمعت جدّي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يقول : خلقت أنا من نور الله وخلق أهل بيتي من نوري ، وخلق محبّيهم من نورهم ، وسائر الناس في النار » (١).

أقول :

ولا ريب في أنّ مراده عليه‌السلام من « إقامة الأولياء بعد النبي » هو : نصب الأئمة ، ويؤكّده استشهاده بالآية المباركة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ... ) النازلة في يوم غدير خم.

فإذن : المراد من « الولي » هو « الإمام ».

فكذلك : المراد من « الولي » في حديثنا هو « الإمام ».

__________________

(١) ينابيع المودة ٣ / ٣٦٥ الطبعة المحققة.

٣٠٥

لأنّ : الحديث يفسّر بعضه بعضاً ، كما نصّ عليه العلماء كالحافظ في ( شرح البخاري ) وغيره من الأعلام.

(١٧)

إختصاص لفظ « الولي » ومقام « الولاية » بنوّاب نبيّنا وهم « اثنا عشر »

وهذا ما نصَّ عليه شيخ الشيوخ سعدالدين الحموي ، أورده الشيخ عزيز ابن محمّد النسفي (١) في كتابه ، وحكاه الشيخ القندوزي ، وهذا معرّبه :

إنّه لم يكن قبل نبيّنا محمّد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في الأديان السابقة عنوان « الولي » وإنّما كان عنوان « النبي » ، وكان يسمّون المقرّبين إلى الله الوارثين لصاحب الشريعة بـ « الأنبياء » ... فلمّا نزل الدين الجديد والشريعة الجديدة على محمّد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ من عند الله عزّ وجلّ ، وجد في هذا الدين اسم « الولي » ، إذ اختار اثني عشر رجلاً من أهل بيت محمّد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وجعلهم الوارثين له ، المقرّبين إلى نفسه ، واختصهم بولايته ، فهم النوّاب ـ من عند الله ـ لمحمّد صلّى الله عليه وسلّم ، الوارثون له ، وهؤلاء الاثنا عشر هم الذين ورد فيهم الحديث : العلماء ورثة الأنبياء ، والحديث : علماء امتي كأنبياء بني إسرائيل.

وإنّ آخر الأولياء ـ وهو آخر النوّاب ـ هو الولي والنائب الثاني عشر ، وهو خاتم الأولياء ، واسمه : المهدي ، صاحب الزمان.

__________________

(١) عزيز الدين محمّد النّسفي ، من أعلام الصّوفية ، له في ذلك مصنّفات ، توفي سنة ٦٨٦. هدية العارفين ١ / ٥٨٠.

٣٠٦

قال الشيخ : والأولياء في العالم لا يزيدون على اثني عشر ، وأمّا الثلاثمائة والخمسون ، الذين هم رجال الغيب ، فلا يسمّون بالأولياء ، وإنّما هم الأبدال » (١).

فهذا رأي شيخ شيوخ القوم ، الذي نقله النّسفي وهو من كبارهم ، فدونكها من حجة حاسمة لشكوك أرباب الغواية ، مبيّنة لكون « الولي » دليلاً على « الإمامة » في حديث الولاية!

(١٨)

تبادر « المتصرّف في الأمر » من « الولي » عند الإطلاق

فإنّ المنسبق إلى الأذهان من لفظ « الولي » عند الإطلاق هو معنى « المتصرّف في الأمر » فكيف لو ضمّ إليه كلمة « بعدي »؟

فلو غض النظر عن جميع الأدلة السابقة لكفى هذا التبادر وجهاً تامّاً للإستدلال ، ودليلاً قاطعاً للشبهة.

وإنّ لنا على هذا الذي ذكرناه شواهد في كلمات كبار العلماء المعتمدين ، ومن ذلك ما جاء في ( الروضة النديّة ) بعد حديث الثقلين المشتمل لفظه على حديث الغدير :

« وتكلّم الفقيه حميد (٢) على معانيه وأطال ، ولننقل بعض ذلك :

__________________

(١) ينابيع المودّة : ٤٧٥.

(٢) حميد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبدالواحد المحلّي ، النهمي ، الوادعي ، الهمداني. متكلّم ، من شيوخ الزيدية ، من تصانيفه : العمدة ، في مجلدين ، العقد الفريد.

٣٠٧

قال ـ رحمه‌الله ـ منها : فضل العترة عليهم‌السلام ، ووجوب رعاية حقّهم ، حيث جعلهم أحد الثقلين اللّذين يسأل عنهما ، وأخبر بأنّه سأل لهم اللطيف الخبير وقال : فأعطاني ، يعني : استجاب لدعاه فيهم.

... ومنها قوله : ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : من كنت وليّه فهذا وليّه. الولي : المالك المتصرف ، بالسبق إلى الفهم ، وإنْ استعمل في غيره ، ولهذا قال : السلطان وليّ من لا وليّ له. يريد : ملك التصرف في عقد النكاح ، يعني : إنّ الإمام له الولاية فيه حيث لا عصبة ».

(١٩)

وجوب حمل اللفظ المشترك على جميع معانيه حيث لا قرينة

عند الشافعي وجماعة

فلقد ذهب الشافعي (١) وأبو بكر الباقلاني (٢) وجماعة من أعلام الاصوليين عند القوم إلى : وجوب حمل اللفظ المشترك عند فقد المخصّص على جميع معانيه ، فلو فرضنا عدم الدليل على ما نذهب إليه في المراد من حديث الولاية ، لكفى هذا المبنى الاصولي في الاستدلال بالحديث على إمامة أمير

__________________

الحسام الوسيط ، عقيدة الآل. الحدائق الوردية. وفاته سنة : ٦٥٢. معجم المؤلفين ١ / ٦٥٨.

(١) محمّد بن إدريس ، إمام الشّافعيّة ، توفي سنة ٢٠٤ ، من مصادر ترجمته : حليةالأولياء ٩ / ٦٣ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٤٤ ، وفيات الأعيان ٤ / ١٦٣ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥ ، صفة الصفوة ٢ / ٩٥.

(٢) محمّد بن الطيّب ، المتكلّم الكبير ، الاصولي الشهير المتوفى سنة ٤٠٣. من مصادر ترجمته : تاريخ بغداد ٥ / ٣٧٩ ، وفيات الأعيان ٤ / ٢٦٩ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٩٠.

٣٠٨

المؤمنين عليه‌السلام ، إذ لا ريب في أنّ من جملة المعاني هو : المتصرّف في الأمر ، فيثبت له هذا المعنى ، وسائر معاني لفظ « الولي » له ، ولا ضير فيه.

وأمّا أن ما ذكر هو مذهب الشّافعي والباقلاني وأتباعهما ، فصريح الكتب الاصولية ، قال العبري (١) في ( شرح المنهاج ).

« نقل عن الشافعي ـ رضي‌الله‌عنه ـ والقاضي أبي بكر ـ رحمه‌الله ـ وجوب حمل المشترك على جميع معانيه حيث لا قرينة معه تدل على تعيين المراد منه ، لأنّ حمله على جميع معانيه غير ممنوع لما ذكرناه ، فيجب أن يحمل ، إذ لو لم حمل عليه فإمّا أنْ لا يحمل على شيء من معانيه ، وذلك إهمال اللّفظ بالكليّة ، وهو ظاهر البطلان ، أو يحمل على بعض معانيه دون بعض ، وذلك ترجيح بلا مرجّح ، لاستواء الوضع بالنسبة إليها وعدم القرينة المعيّنة للبعض ، وهو أيضاً محال » (٢).

وقال الفخر الرازي في كتاب ( مناقب الشافعي ) :

« المسألة الرابعة : عابوا عليه قوله : اللفظ المشترك محمول على جميع معانيه عند عدم المخصّص. قالوا : والدليل على أنّه غير جائز : إنّ الواضع وضعه لأحد المعنيين فقط ، فاستعماله فيها معاً يكون مخالفةً للّغة.

وأقول : إن كثيراً من الاصوليّين المحققين وافقوه عليه ، كالقاضي أبي بكر الباقلاني ، والقاضي عبدالجبّار بن أحمد. ووجه قوله فيه ظاهر وهو : إنّه لمّا

__________________

(١) عبدالله بن محمّد العبري الفرغاني المتوفى سنة ٧٤٣ ، فقيه ، اصولي ، متكلّم. البدر الطالع ١ / ٤١١ ، الدرر الكامنة ٢ / ٤٣٣.

(٢) شرح المنهاج في الاصول ـ مخطوط.

٣٠٩

تعذّر التعطيل والترجيح لم يبق إلاّ الجمع. وإنّما قلنا : إنّه تعذّر التعطيل ، لأنّه تعالى إنّما ذكره للبيان والفائدة ، والقول بالتعطيل إخراج له عن كونه بياناً وفائدة. وإنّما قلنا : إنّه تعذّر الترجيح ، لأنّه يقتضي ترجيح الممكن من غير مرجّح وهو محال. ولمّا بطل القسمان لم يبق إلاّ الجمع ، وهذا وجه قوي حسن في المسألة وإنْ كنا لا نقول به ».

وقال محمّد الأمير في ( الروضة الندية ) بعد الكلام المنقول عنه سابقاً ، نقلاً عن الفقيه الحميد :

« ثم لو سلّمنا احتمال « الولي » لغير ما ذكرنا على حدّه ، فهو كذلك يجب حمله على الجميع ، بناءً على أنَّ كلّ لفظةٍ احتملت معنيين بطريقة الحقيقة فإنّه يجب حملها على الجميع ، إذ لم يدل دليل على التخصيص ».

(٢٠)

ابن حجر : « من كنت وليّه » أي : المتصرّف في الامور

وهذا نصّ كلامه :

« على أنّ كون « المولى » بمعنى « الإمام » لم يعهد لغةً ولا شرعاً ، أمّا الثاني فواضح ، وأمّا الأوّل : فلأنَّ أحداً من أئمة العربيّة لم يذكر أن « مفعلاً » يأتي بمعنى « أفعل ». وقوله تعالى : ( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) أي : مقرّكم أو ناصرتكم مبالغةٌ في نفي النصرة ، كقولهم : الجوع زاد من لا زاد له. وأيضاً : فالإستعمال يمنع من أنّ « مفعلاً » بمعنى « أفعل » إذْ يقال : هو أولى من كذا ، دون : مولى من كذا. وأولى الرجلين ، دون : مولاهما.

٣١٠

وحينئذٍ ، فإنّما جعلنا من معانيه : المتصرف في الامور ، نظراً للرواية الآتية : من كنت وليّه » (١).

أقول :

فابن حجر يرى أنّ لفظ « الولي » في الحديث : « من كنت وليّه فعلي وليّه » بمعنى « المتصرّف في الامور » ، وعليه يكون المراد منه في الحديث « وليّكم بعدي » هو « المتصرف في الامور » كذلك ، حتى لا يلزم الافتراق واختلال الاتّساق المستبشع في المذاق ، الذي لا يلتزمه إلاّمن ليس له من الفهم والحدس الصائب خلاق.

ولا يخفى أنّ هذا كافٍ في الإستدلال به على المطلوب.

(٢١)

حديث بريدة بلفظ : « من كنت وليّه فعلي وليّه »

وفي بعض طرق حديث بريدة ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « من كنت وليّه فعلي وليّه » ، وأخرجه غير واحدٍ من الأئمة الأعلام :

* أخرج أحمد : « ثنا وكيع ، ثنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : من كنت وليّه فعلي وليّه » (٢).

__________________

(١) الصواعق المحرقة : ٦٥.

(٢) مسند أحمد ٥ / ٣٦١.

٣١١

* وأخرج : « حدّثنا أبو معاوية ، ثنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : بعثنا رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في سرية ، قال : لمّا قدمنا قال : كيف رأيتم صحبة صاحبكم؟ قال : فإمّا شكوته أو شكاه غيري قال : فرفعت رأسي ـ وكنت رجلاً مكباباً ـ قال : فإذا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد احمرّ وجهه قال : وهو يقول : من كنت وليّه فعلي وليّه » (١).

وأخرج : « ثنا وكيع ، ثنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، إنّه مرّ على مجلسٍ وهم يتناولون من علي ، فوقف فقال : إنّه قد كان في نفسي على علي شيء ، وكان خالد بن الوليد كذلك ، فبعثني رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في سرية عليها علي ، وأصبنا سبياً ، قال : فأخذ علي جاريةً من الخمس لنفسه ، فقال خالد بن الوليد : دونك. قال : فلمّا قدمنا على النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في سرية عليها علي ، وأصبنا سبياً ، قال : فأخذ علي جاريةً من الخمس لنفسه ، فقال خالد بن الوليد : دونك. قال : فلمّا قدمنا على النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ جعلت احدّثه بما كان ، ثم قلت : إنَّ علياً أخذ جاريةً من الخمس ، قال : وكنت رجلاً مكباباً ، قال : فرفعت رأسي فإذا وجه رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قد تغيّر فقال : من كنت وليّه فعلي وليّه » (٢).

* وأخرج النَسائي : « أخبرنا أبو كريب محمّد بن العلاء الكوفي قال : حدّثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : بعثنا رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في سرية ، واستعمل علينا علياً ، فلمّا رجعنا سألنا كيف رأيتم صحبة صاحبكم ، فإمّا شكوته أنا وإمّا شكاه غيري ، فرفعت رأسي ـ وكنت رجلاً مكباباً ـ فإذا وجه رسول الله ـ صلّى الله

__________________

(١) مسند أحمد ٥ / ٣٥٠.

(٢) مسند أحمد ٥ / ٣٥٨.

٣١٢

عليه وسلّم ـ قد احمرّ فقال : من كنت وليّه فعلي وليّه » (١).

* وأخرج : « أخبرنا محمّد بن المثنّى قال حدثنا يحيى بن حماد قال أخبرنا أبو عوانة عن سليمان قال : حدّثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : لمّا رجع رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ من حجّة الوداع ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ، ثم قال : كأنّي [ قد ] دعيت فأجبت ، وإني قد تركت يكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترفا حتى يردا عليَّ الحوض. ثم قال :

إنّ الله مولاي ، وانا ولي كلّ مؤمن. ثم أخذ بيد علي فقال : من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه.

فقلت لزيد : سمعته من رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ؟

قال : ما كان في الدوحات أحد إلاّرآه بعينه وسمعه باذنه » (٢).

* وأخرج الحاكم : « حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن تميم الحنظلي ـ ببغداد ـ ثنا أبو قلابة عبدالملك بن محمّد الرقاشي ، حدّثنا يحيى بن حماد.

وحدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالويه ، وأبو بكر أحمد بن جعفر البزاز ، قالا : ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، ثنا يحيى بن حماد.

وثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ـ ببخارى ـ ثنا صالح بن محمّد الحافظ البغدادي ، ثنا خلف بن سالم المخرّمي ، ثنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ، عن سليمان الأعمش قال : ثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن

__________________

(١) الخصائص : ٧٠.

(٢) الخصائص : ٦٩.

٣١٣

زيد بن أرقم قال : لمّا رجع رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ من حجّة الوداع ، ونزل غدير خم ، أمر بدوحاتٍ فقممن ، ثم قال : كأنّي قد دعيت فأجبت ، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ؛ ثمّ قال :

الله عزّ وجلّ مولاي ، وأنا مولى كلّ مؤمنٍ ، ثم أخذ بيد علي فقال :

من كنت مولاه فهذا وليّه ، اللهم والِ من والاه.

وذكر الحديث بطوله.

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه بطوله.

شاهده حديث سلمة بن كهيل ، عن أبي الطفيل أيضاً ، صحيح على شرطهما » (١).

* وروى ابن كثير عن سنن النسائي عن محمّد بن المثّنى بإسناده فيه :

« إنّ الله مولاي وأنا وليّ كلّ مؤمنٍ. ثم أخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فهذا وليّه » (٢).

* ورواه المتّقي الهندي عن ابن جرير الطبري وفيه :

« إنّ الله مولاي وأنا وليّ كلّ مؤمنٍ. ثم أخذ بيد علي فقال : من كنت وليّه فعلي وليّه ، اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه » (٣).

* وقال العزيزي ـ شارح الجامع الصغير ـ : « من كنت وليّه فعلي وليّه ،

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٩.

(٢) البداية والنهاية ٣ / ٢٠٩.

(٣) كنز العمال ١٣ / ١٠٤ رقم ٣٦٣٤٠.

٣١٤

يدفع عنه ما يكرهه. حم ن ك‍ عن بريدة ، وإسناده حسن » (١).

* وقال محمّد صدر العالم الهندي : « أخرج ابن أبي شيبة ، والنسائي ، وأحمد ، وابن حبان ، والحاكم ، والضياء ، عن بريدة. والطبراني عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : من كنت وليّه فعلي وليّه » (٢).

أقول :

لا ريب في أنّ المراد من « الولي » في « فعلي وليّه » هو نفس المراد منه في « من كنت وليّه » ، ولا ريب في أنّه بمعنى « المتصرّف في الامور ». قال العزيزي :

« أنا وليُّ المؤمنين. أي : متولّي أُمورهم. وكان ـ صلّى الله عليه وسلّم يباح له أنْ يزوّج ما شاء من النّساء ممّن يشاء من غيره ومن نفسه ، وإنْ لم يأذن كلّ من الولي والمرأة ، وأنْ يتولّى الطرفين بلا أذن. حم م ن » (٣).

ترجمة العزيزي

والعزيزي ـ شارح الجامع الصغير ـ إمامٌ عالم محدِّث جليل حافظ ، قال العلاّمة المحبّي بترجمته : « علي العزيزي البولاقي الشافعي ، كان إماماً فقيهاً محدّثاً حافظاً ، متقناً ذكيّاً ، سريع الحفظ بعيد النسيان ، مواظباً على النظر

__________________

(١) السراج المنير في شرح الجامع الصغير ٢ / ١٨٤.

(٢) معارج العلى في مناقب المرتضى ـ مخطوط.

(٣) السراج المنير في شرح الجامع الصغير ١ / ٢١٢.

٣١٥

والتحصيل ، كثير التلاوة سريعها ، متوادداً متواضعاً ، كثير الاشتغال بالعلم ومحبّاً لأهله ، خصوصاً أهل الحديث ، حسن الخلق والمحاضرة ، مشاراً إليه في العلم ، شارك النور الشبراملسي في كثيرٍ من شيوخه ، وأخذ عنه واستفاد منه ، وكان يلازمه في دروسه الأصليّة والفرعيّة ، وفنون العربية ، وله مؤلفات كثيرة ، نقله فيها يزيد على تصرّفه ، منها : شرح على الجامع الصغير للسيوطي في مجلَّدات ، وحاشية على شرح التحرير للقاضي زكريّا ، وحاشية على شرح الغاية لابن القاسم في نحو سبعين كرّاسة ، واخرى على شرحها للخطيب.

وكانت وفاته ببولاق في سنة ١٠١٧٠ وبها دفن » (١).

(٢٢)

الحديث بلفظ : « الله وليّي وأنا وليُّ المؤمنين ومن كنت وليّه فهذا وليّه »

وقد أخرجه النسائي من طريق الحسين بن حريث ... : « إنّ الله وليّي وأنا ولي المؤمنين ومن كنت وليه فهذا وليه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره » (٢).

ولا ريب أنّ الله هو « الولي » أي « متولّي أُمور الخلق » ، فهذا المعنى هو المراد من ولاية النبي ، فكذا ولاية علي ...

وأمّا أنّ المراد من ولاية الله ما ذكرناه فهو صريحهم في كتب التفسير وغيرها :

__________________

(١) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٣ / ٢٠١.

(٢) الخصائص ١٠١.

٣١٦

قال النيسابوري بتفسير آية الكرسي : ( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ) أي : متولّي أُمورهم وكافل مصالحهم ، فعيل بمعنى فاعل » (١).

وقال القاري في ( الحرز الثمين ـ شرح الحصن الحصين ) بشرح الدعاء : « اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ... اللهم آت نفسي تقواها ... أنت وليّها ... » قال :

« أي المتصرّف فيها ومصلحها ومربّيها ، ومولاها ، أي : ناصرها وعاصمها. وقال الحفني : عطف تفسيري ».

(٢٣)

قوله لبريدة : « لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي »

فإنّه لمّا شكى عليّاً عليه الصّلاة والسّلام نهاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وزبره بشدّة ، وكذا فعل مع وهب بن حمزة لمّا انتقصه ، وقال : لا تقل هذا ...

وقد جاء هذا اللفظ في رواية :

سليمان بن أحمد الطبراني.

ومحمّد بن إسحاق بن يحيى بن مندة الأصبهاني.

وأحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني.

وأبي نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني.

وعلي بن محمّد بن محمّد الجزري المعروف بابن الأثير.

__________________

(١) تفسير النيسابوري ٣ / ٢٢ هامش الطبري.

٣١٧

ونور الدين الهيثمي.

وجلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي.

وعلي بن حسام الدين المتّقي الهندي.

وإبراهيم بن عبدالله الوصّابي اليمني.

رواية الطبراني :

في ( مجمع الزوائد ) : « وعن وهب بن حمزة قال : صحبت عليّاً إلى مكة ، فرأيت منه بعض ما أكره. فقلت : لئن رجعت لأشكونّك إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فلما قدمت لقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقلت : رأيت من علي كذا وكذا ، فقال : لا تقل هذا ، فهو أولى الناس بكم بعدي.

رواه الطبراني » (١).

وفي ( كنز العمّال ) : « لا تقل هذا ، فهو أولى الناس بكم بعدي يعني : عليّاً. طب عن وهب بن حمزة » (٢).

وفي ( الإكتفاء ) : « عن وهب بن حمزة قال : قدم بريدة من اليمن ـ وكان خرج مع علي بن أي طالب ، فرأى منه جفوةً ـ فأخذ يذكر عليّاً وينتقص من حقّه ، فبلغ ذلك رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فقال له : لا تقل هذا ، فهو أولى الناس بكم بعدي. يعني عليّاً. أخرجه الطّبراني في الكبير » (٣).

__________________

(١) مجمع الزوائد ٩ / ١٠٩.

(٢) كنز العمال ١١ / ٦١٢ رقم ٣٢٩٦١.

(٣) الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء ـ مخطوط.

٣١٨

رواية ابن مندة وأبي نعيم :

في ( اسد الغابة ) قال : « وهب بن حمزة ، يعدّ في أهل الكوفة ، روى حديثه : يوسف بن صُهيب ، عن رُكين ، عن وهب بن حمزة قال : صحبت عليّاً ـ رضي‌الله‌عنه ـ من المدينة إلى مكّة ، فرأيت منه بعض ما أكره ، فقلت : لئن رجعت إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ لأشكونّه إليه ، فلمّا قدمت لقيت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فقلت : رأيت من علي كذا وكذا. فقال : لا تقل هذا ، فهو أولى الناس بعدي. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم » (١).

رواية ابن مردويه :

في كتاب ( الطرائف ) : « وفي كتاب المناقب ، تأليف أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه ـ وهو من رؤساء المخالفين لأهل البيت عليهم‌السلام ـ هذا الحديث من عدّة طرق. وفي رواية بريدة بزيادة وهي : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لبريدة :

أيه عنك يا بريدة ، فقد أكثرت الوقوع في علي ، فوالله إنّك لتقع في رجل إنّه أولى الناس بكم بعدي » (٢).

__________________

(١) أُسد الغابة ٤ / ٦٨١.

(٢) الطرائف في معرفة الطوائف : ٦٦.

٣١٩

تراجم الرواة

ورواة هذا الحديث من أكابر الحفّاظ الأعلام.

أما الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم وابن الأثير ، فقد سبقت تراجمهم.

بقي أن نترجم لابن مندة :

قال الذهبي : « ابن مندة. الإمام الحافظ الجوّال ، محدّث العصر ، أبو عبدالله محمّد ابن الشيخ أبي يعقوب إسحاق ابن الحافظ أبي عبدالله محمّد بن أبي زكريا يحيى بن مندة ...

ولد أبو عبدالله سنة ٣١٠ وقيل في التي تليها.

سمع أبه ، وعم أبيه عبدالرحمن بن يحيى ، وأبا علي الحسن بن أبي هريرة ، وطائفة باصبهان ، ومحمّد بن الحسين القطّان ...

وعدّه شيوخه الذين سمع وأخذ عنهم ألف وسبعمائة شيخ ... وما بلغنا أنّ أحداً من هذه الامّة سمع ما سمع ، ولا جمع ما جمع ، وكان ختام الرحّالين وفرد المكثرين ، مع الحفظ والمعرفة والصّدق.

حدّث عنه ...

قال الباطرقاني : نا أبو عبدالله إمام الأئمة في الحديث لقّاه الله روضوانه.

قال شيخنا أبو علي الحافظ : بنو مندة أعلام الحفّاظ في الدنيا قديماً وحديثاً ، ألا ترون إلى قريحة أبي عبدالله؟!

وقيل : إنّ أبا نعيم ذكر له ابن مندة فقال : كان جبلاً من الجبال » (١).

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٣١ ـ ١٠٣٣.

٣٢٠