نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٦

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٦

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٤

وسلّم ـ بل هو في حياته وبعد مماته ولي كلّ مؤمنٍ ، وكلّ مؤمنٍ وليّه في المحيا والممات. فالولاية التي هي ضدّ العداوة لا تختص بزمانٍ. وأمّا الولاية التي هي الأمارة فيقال فيها : والي كلّ مؤمنٍ بعدي ، كما يقال في صلاة الجنازة إذا اجتمع الولي والوالي قدّم الوالي في قول الأكثر ، وقيل يقدّم الولي.

فقول القائل : علي ولي كلّ مؤمنٍ بعدي ، كلام يمتنع نسبته إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فإنّه إنْ أراد الموالاة لم يحتج أنْ يقول بعدي ، وإنْ أراد الإمارة كان ينبغي أن يقال : وال على كلّ مؤمن » (١).

أقول :

فثبت بالقطع واليقين أنّ « الولي » في هذا الحديث مع اشتماله على لفظ « بعدي » ليس بمعنى الولاية التي هي ضدّ العداوة ، بل لابدَّ من حمله على معنىً يختص بزمان بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وهو ليس إلاّ الإمارة والخلافة ... فالحديث دال على المطلوب.

بقي قوله : أنّه إن أراد الأمارة كان ينبغي أن يقال : « وال على كلّ مؤمن ».

ولا يخفى وهنه ، ولعلّه لالتفاته إلى ذلك قال : « كان ينبغي » ، لأنّه كما يكون لفظ « الوالي » بمعنى « الأمير » كذلك لفظ « الولي » يكون بمعنى « الأِّير » و« ولي الأمر » ويكون لفظ « بعدي » معيّناً للمراد ... وللمتكلّم أن يختار لإفادة كلامه أيّ لفظٍ يكون دالاً على مرامه ، فلا انحصار لإفادة « الإمارة » بلفظ « الوالي ».

__________________

(١) منهاج السنة ٧ / ٣٩١. الطبعة الجديدة.

٢٨١

الحديث في رواية عمرو بن العاص

ولمزيد البيان لما ذكرنا والتأكيد له ، نورد هنا كتاباً لعمرو بن العاص إلى معاوية ، يشتمل على أحاديث من مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، منها حديث الولاية ، بل لقد ذكر عمرو بعد حديث الولاية جملة صريحة في المطلوب ، رافعة لكلّ شكٍ وارتيابٍ في معناه ... فقد جاء فيه قوله :

« وأمّا ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله صلّى الله وآله ووصيّه إلى الحسد والبغي على عثمان ، وسمّيت الصّحابة فسقةً ، وزعمت أنه أشلاهم على قتله ، فهذا كذب وغواية. ويحك يا معاوية! أما علمت أن أبا حسنٍ بذل نفسه بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبات على فراشه ، وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة.

وقد قال فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هو منّي وأنا منه ، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي.

وقد قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم : ألا من كنت مولاه فعليّ ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

وهو الذي قال فيه عليه‌السلام فيه يوم خيبر : لأُعطينَّ الرّاية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله.

وهو الذي قال فيه يوم الطّير : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك. فلمّا دخل عليه قال : اللهم إليَّ وإليَّ.

٢٨٢

وقد قال فيه يوم بني النّضير : علي إمام البررة وقاتل الفجرة ، منصور من نصره مخذول من خذله.

وقد قال فيه : علي وليكم بعدي. وأكّد القول عليَّ وعليك وعلى جميع المسلمين.

وقال : إني مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي.

وقد قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها » (١).

أقول :

فأنت ترى عمرو بن العاص يقول بعد حديث الولاية : « وذلك عليَّ وعليك وعلى جميع المسلمين » ولا يخفى أنّه لا يريد إلاّ « الإمارة » و« الحكومة » لأنّ « الولاية » متى تعدّت بـ « علي » اختصّت « بالإمارة » وإنْ شئت فراجع « الولي » في كتب اللّغة ، ففي ( الصّحاح ) مثلاً : « الوليْ : القرب والدّنو ... وتقول : فلان ولي ووُلّي عليه ، كما يقال : ساس وسيس عليه ».

ثمّ إنّ كلام عمرو بن العاص يفيد ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام من وجوه :

فإنّه إذا ثبتت ولايته على عمرو ثبتت على غيره من أفراد الامة لعدم الفصل ، وكذا إذا ثبتت على معاوية ، ثم قوله : « وعلى جميع المسلمين » نص صريح. والحمد لله على وضوح الحق.

__________________

(١) مناقب أمير المؤمنين للخوارزمي : ١٢٩ ـ ١٣٠.

٢٨٣

(٩)

الاستدلال بما نسبوه إلى الحسن المثنّى وارتضوه

ونسبوا إلى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام كلاماً في الردّ على استدلال الشيعة على إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فنقلوه في كتبهم معجبين به مستندين إليه ، غافلين عن أنّه نص في دلالة حديث الولاية على الإمامة والخلافة ، دلالةً تامّةً واضحة!

وممّن أورد كلام الحسن المثنى واستحسنه وارتضاه هو : محبّ الدين أو العباس الطبري المكي (١) ، وهذه عبارته :

« لقد أحسن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب حيث قال لبعض الرافضة :

لو كان الأمر كما تقولون إنّ الله جلّ وعلا ورسوله صلّى الله عليه وسلّم اختار علياً لهذا الأمر والقيام إلى الناس بعده ، فإنّ علياً أعظم الناس خطيئةً وجرماً ، إذ ترك أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يقوم فيه كما أمره ويعذر إلى الناس.

فقال له الرّافضي : ألم يقل النبي صلّى الله عليه وسلّم لعلي : من كنت مولاه فعليّ مولاه؟

فقال : أما والله ، لو يعني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بذلك الأمر والسلطان والقيام على الناس ، لأفصح به كما أفصح بالصّلاة والزكاة والصوم والحج

__________________

(١) توجد ترجمته في : شذرات الهذب ٥ / ٤٢٥ وغيره ، في وفيات سنة ٦٩٤ ، وقد وصفوه بألقاب ضخمة وأوصاف فخمة.

٢٨٤

والصيام ، ولقال : أيّها الناس ان هذا لولي بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا.

أخرجه ابن السّمان في الموافقة » (١).

أقول :

فظهر من هذا الكلام أن قوله صلّى الله عليه وسلّم « إنّه الولي بعدي » إفصاح بالإمامة والخلافة والسلطنة وأنه متى قال رسول الله في حق علي كذلك فقد أفصح عن إمامته بعده بلا فصل كما أفصح بالصّلاة والزكاة والحج والصّيام.

فكان ما نسبوه إلى الحسن المثّى ـ ونقلوه وارتضوه ـ دليلاً للحق وهادماً لما أسّسوه ... وهم لا يشعرون!

ولو أنّ أحداً كابر فقال بأنّ الإفصاح بها يكون بضميمة الجملة التالية وهي : « فاسمعوا له وأطيعوا » وإلاّ فالجملة الاولى : « إنّه الولي بعدي » وحدها ليست نصّاً في الإمامة والخلافة.

لقلنا في جوابه : بأنّ الأمر ليس كذلك ، إذ من الواضح لدى أهل اللسان أنّ قوله : « فاسمعوا له وأطيعوا » تفريع على « إنّه الولي بعدي » والجملة الاولى هي الأصل ، فالدالّ على الإمامة الصّريح فيه هو قوله « إنّه الوليّ بعدي » والجملة الاولى هي الأصل ، فالدالّ على الإمامة الصّريح فيه هو قوله « إنّه الوليّ بعدي » وإلاّ لم يكن وافياً بالغرض بل كان لغواً ، لأنّ الحسن المثنّى في مقام ذكر الكلام الصريح في

__________________

(١) الرياض النضرة في فضائل العشر ١ / ٧٠ وابن السّمان هو : أبو سعيد إسماعيل بن علي ابن زنجويه الرازي ، المتوفى سنة ٤٤٥ ، له كتاب ( الموافقة بين أهل البيت والصحابة ) توجد ترجمته في : تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٢١ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٥١ ، البداية والنهاية ١٢ / ٦٥ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٥ ، طبقات المفسرين ١ / ١٠٩ ، مرآة الجنان ٣ / ٦٢ وغيرها.

٢٨٥

الإمامة النصّ في الخلافة ، فكيف لا يدل على هذا المعنى أصل الكلام ويكون الدليل عليه فرعه؟

على أنّه لو كان المفيد للمطلب هو الجملة الثّانية لكفاه ضمّها إلى « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، ولم يكن لعدوله عن ذلك إلى « إنّه الولي بعدي » وجه ، فلمّا لم يقل : « لو يعني بها رسول الله الأمر والسلطان لأفصح بها كما أفصح بالصّلاة والزكاة والحج والصيام ، ولقال : أيها الناس إنّه مولى من كنت مولاه فاسمعوا له وأطيعوا » ورأى ضرورة تغيير اللفظ إلى « إنّه الولي بعدي » علم أنّ الغرض الأصلي غير متعلّق بجملة « فاسمعوا له وأطيعوا » بل يريد بيان لفظٍ يكون دالاً بنفسه بالصرّاحة التامّة على الخلافة والإمامة.

هذا كلّه ، مضافاً إلى إيجاب النبي صلّى الله عليه وسلّم إطاعة أمير المؤمنين عليه‌السلام في غير واحدٍ من الأحاديث المعتبرة ، كالحديث الذي أخرجه الحاكم بسنده عن أبي ذر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : « من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع عليّاً فقد أطاعني ، ومن عصى عليّاً فقد عصاني » قال : « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجها » (١).

بل إنّ الأمر باطاعته بنفس لفظ « فاسمعوا وأطيعوا » وارد في كتب أهل السنّة في قصة يوم الدار وبشأن نزول قوله تعالى : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ). ومن رواته : إبن إسحاق ، والطبري ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ،

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢١.

٢٨٦

وأبو نعيم ، والبيهقي ، والبغوي ، والسّيوطي ، والمتقي الهندي ... (١).

ثمّ إنّ الذي يقلع أساس الشّبهة هو : أنّ جماعةً من أكابر القوم كالفخر الرازي في ( نهاية العقول ) وغيره ، ينكرون دلالة الأمر بالطاعة على الإمامة والخلافة ، وقد تبعهم في هذه الدعوى ( الدهلوي ) كما يظهر من الرجوع إلى كلامه في جواب حديث الثقلين ... فليس لأحدٍ من المتعصّبين أن يعود فيدّعي دلالة الجملة على الإمامة.

فارتج من كل وجهٍ بحمد الله المتعال باب القيل والقال ، وضاقت الأرض بما رحبت على أصحاب الجدال ، وكفى الله المؤمنين القتال.

(١٠)

الإستدلال بكلامٍ للإمام الحسن السبط عليه‌السلام

وفي خطةٍ لسيّدنا الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام :

« وقال له جدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ حين قضى بينه وبين أخيه جعفر ومولاه زيد بن حارثة في ابنة عمّه حمزة ـ : أمّا أنت يا علي فمنّي وأنا منك ، وأنت وليّ كلّ مؤمنٍ ومؤمنة بعدي. فلم يزل أبي يقي جدي صلّى الله عليه وسلّم بنفسه ، وفي كلّ موطن يقدّمه جدي صلّى الله عليه وسلّم ، ولكلّ شدةٍ يرسله ثقةً منه وطمأنينةً له » (٢).

__________________

(٢) كنز العمال ١٣ / ١٢٩ ، ١٣١ ، ١٤٩ ، ١٧٤.

(١) ينابيع المودّة ١ / ٤٢.

٢٨٧

ومن الواضح أنّ تقديم النبي صلّى الله عليه وسلّم أمير المؤمنين عليه‌السلام في كل موطنٍ وإرساله إيّاه لكلّ شدة ، ثقة منه وطمأنينة إليه ، دليل مبين وبرهان جلي على أفضلية الإمام من كلّ من عداه ... والإمام الحسن عليه‌السلام فرّع في كلامه هذا المقام الجليل على ما نقله عن النبي صلّى الله عليه وسلّم من قوله : « أما أنت يا علي فمنّي وأنا منك وأنت وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ».

ومنه يظهر أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم إنّما قال له : « أنت وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي » تعييناً له وليّاً للأمر من بعده ، أي : إنّ كونه وليّ كلّ مؤمنٍ من بعدهِ هو العلّة لتفويض الامور العظيمة إليه ، وتقديمه في الشدائد الجسيمة.

وبهذا البيان لا تبقى شبهة في كون الولاية في الحديث بمعنى الأولويّة في التصّرف ، وهي الإمامة الكبرى والولاية العظمى.

(١١)

حديث المناشدة في مسجد المدينة

وبالإسناد عن سليم بن قيس الهلالي قال :

« رأيت علياً في مسجد المدينة في خلافة عثمان وان جماعة المهاجرين والأنصار يتذاكرون فضائلهم وعلي ساكت. فقالوا : يا أبا الحسن ، تكلّم. فقال : يا معشر قريش والأنصار ، أسألكم : بمن أعطاكم الله هذا الفضل أبأنفسكم أو بغيركم؟

قالوا : أعطانا الله ومنَّ علينا بمحمّد صلّى الله عليه وسلّم.

٢٨٨

قال : ألستم تعلمون أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال : إني وأهل بيتي كنّا نوراً نسعى بين يدي الله تعالى ، قبل أنْ يخلق الله عزّ وجلّ آدم بأربعة عشر ألف سنة ، فلمّا خلق الله آدم عليه‌السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض ، ثمّ حمله في السفينة في صلب نوح عليه‌السلام ، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه‌السلام. ثم لم يزل الله ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة من الآباء والامّهات ، لم يكن واحد منّا على سفاح قط؟

فقال أهل السابقة وأهل بدر وأُحد : نعم. قد سمعناه.

ثمّ قال : أنشدكم الله ، أتعلمون أن الله عزّ وجلّ فضّل في كتابه السابق على المسبوق في غير آيةٍ ، ولم يسبقني أحد من الامة في الإسلام؟

قالوا : نعم.

قال : فأنشدكم الله ، أتعلمون حيث نزلت : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ). سئل عنها رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فقال : أنزلها الله عزّ وجلّ في الأنبياء وأوصيانهم ، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله ، وعلي وصيي أفضل الأوصياء؟

قالوا : نعم.

قال : أنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) وحيث نزلت : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) وحيث نزلت : ( وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ). وأمر الله عزّ وجلّ نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم ، وأن يفسّر لهم من الولاية كما فسّر لهم من

٢٨٩

صلاتهم وزكاتهم وحجّهم ، فنصبني للنّاس بغدير خم ، فقال : أيها الناس ، إنّ الله جلّ جلاله أرسلني برسالةٍ ضاق بها صدري ، وظننت أنّ الناس مكذّبي ، فأوعدني ربي. ثم قال : أتعلمون أنّ الله عزّ وجلّ مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله. فقال آخذاً بيدي : من كنت مولاه فعليّ مولاه. اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه.

فقام سلمان وقال : يا رسول الله ، ولاء علي ماذا؟

قال : ولاؤه كولائي ، من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه.

فنزلت : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ).

فقال صلّى الله عليه وسلّم : الله أكبر بإكمال الدين وإتمام النعمة ورضاء ربّي برسالتي وولاية علي بعدي.

قالوا : يا رسول الله ، هذه الآيات في علي خاصة؟

قال : بلى ، فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة.

قال : بيّنهم لنا.

قال : علي أخي ووارثي ووصيي ووليّ كلّ مؤمنٍ بعدي. ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم التسعة من ولد الحسين ، القرآن معهم وهم مع القرآن ، لا يفارقونه ولا يفارقهم ، حتى يردوا عليّ الحوض.

قال بعضهم : قد سمعنا ذلك وشهدنا. وقال بعضهم : قد حفظنا جلّ ما قلت ولم نحفظ كلّه ، وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا.

ثم قال : أتعلمون أنّ الله أنزل : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ

__________________

(١) المائدة : ٢.

٢٩٠

الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ). فجمعني وفاطمة وابنيَّ حسناً وحسيناً ، ثمّ ألقى علينا كساءً وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، لحمهم لحمي ، يؤلمني ما يؤلمهم ، ويجرحني ما يجرحهم ، فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً. فقالت أمّ سلمة : وأنا يا رسول الله؟! فقال : أنتِ إلى خير.

قالوا : نشهد ، إنّ ام سلمة حدثتنا بذلك.

ثم قال : أنشدكم الله ، أتعلمون أن الله أنزل : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٢). فقال سلمان : يا رسول الله هذه عامة أم خاصة؟ قال : أما المأمورون فعامّة المؤمنين. وأما الصادقون فخاصة ، أخي علي وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة.

قالوا : نعم.

فقال : أنشدكم الله أتعلمون أني قلت لرسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في غزوة تبوك ـ : خلّفتني على النساء والصبيان. فقال : إنّ المدينة لا تصلح إلاّبي أو بك. وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي؟

قالوا : نعم.

قال : أنشدكم الله أتعلمون أنّ الله أنزل في سورة الحج : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ ) إلى آخر السورة. فقام سلمان فقال : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس ، الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملّة إبراهيم؟ فقال : عنى بذلك ثلاثة عشر رجلاً. قال سلمان : بيّنهم لنا يا رسول الله. قال : أنا وأخي وأحد عشر من ولدي؟

٢٩١

قالوا : نعم.

قال : أُنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال في خطبته في مواضع متعددة ، وفي آخر خطبةٍ لم يخطب بعدها : أيّها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فتمسّكوا بهما لن تضلّوا ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني وعهد إليَّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض؟

فقال كلّهم : نشهد أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال ذلك » (١).

أقول :

قد اقترن حديث الولاية في هذا الحديث بثلاثة ألفاظ صريحة في الإمامة صراحة تامة وهي : « أخي » و« وارثي » و« وصيّي » ...

فيكون هذا الحديث ـ كغيره من الأحاديث المستشهد بها في هذه المناشدة ـ ... دليلاً تاماً على الإمامة والخلافة بلا فصل.

كلام القندوزي في صدر كتابه

هذا ، ومن كلام الشيخ سليمان القدوزي في صدر كتابه ( ينابيع المودّة ) يظهر اعتبار رواياته والكتب التي نقلها عنها ، ومن جملتها كتاب ( فرائد السمطين ) للحمويني. ولننقل عين عبارته :

« أما بعد : فإنّ الله تبارك وتعالى قال في كتابه لحبيبه : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ

__________________

(١) ينابيع المودّة ١ / ٣٤١ عن فرائد السمطين ١ / ٣١٢ للشيخ الجويني الحمويني ، من مشايخ الحافظ الذهبي ، كما في ( تذكرة الحفاظ ) و ( المعجم المختص ).

٢٩٢

عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) وقال جلّ جلاله وتعالت آلاؤه : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) أوجب الله مودة نبيّه وأهل بيت نبيّه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ على جميع المسلمين ، وأنه تعالى أراد تطهيرهم عن الرجس تطهيراً كاملاً ، لأنه ابتدأ بكلمة إنّما التي هي مفيدة لانحصار إرادته تعالى على تطهيرهم ، وأكّد بالمفعول المطلق.

ولمّا كانت مودّتهم على طريق التحقيق والبصيرة موقوفةً على معرفة فضائلهم ومناقبهم ، وهي موقوفة على مطالعة كتب التفاسير والأحاديث التي هي المعتمد بين أهل السنّة والجماعة ، وهي الكتب الصّحاح الستة من : البخاري ، ومسلم ، والنسائي ، والترمذي ، وأبي داود. باتّفاق المحدثين المتأخرين. وأمّا السادس من الصحاح فابن ماجة أو الدارمي أو الموطأ بالاختلاف.

فجمع مناقب أهل البيت كثير من المحدّثين وألّفوها كتباً مفردة ، منهم : أحمد ابن حنبل ، والنسائي ـ وسمّياه : المناقب ـ ومنهم أبو نعيم الحافظ الاصفهاني ، وسمّاه بـ ( نزول القرآن في مناقب أهل البيت. ومنهم الشيخ محمّد بن إبراهيم الجويني الحمويني الشافعي الخراساني وسمّاه : فرائد السمطين في فضائل المرتضى والزهراى والسبطين ، ومنهم علي بن عمر الدارقطني سمّاه : مسند فاطمة. ومنهم أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خطباء خوارزم الحنفي سمّاه : فضائل أهل البيت. ومنهم علي بن محمّد الخطيب الفقيه الشافعي المعروف بابن المغازلي سمّاه : المناقب. رحمهم‌الله.

٢٩٣

وهؤلاء أخذوا الأحاديث عن مشايخهم بالسّياحة والأسفار ، وبالجد والجهد في طلب الحديث من أهل القرى والأمصار. فكتبوا في كتبهم إسناد الحديث إلى الصحابي السامع الراوي بقولهم : حدّثنا وأخبرنا ...

فالمؤلّف الفقير إلى الله المنّان : سليمان بن إبراهيم المعروف بخواه كلان ابن محمّد معروف المشتهر ببابا خواجه بن إبراهيم بن محمّد معروف ، ابن الشيخ السيد ترسون الباقي الحسيني البلخي القندوزي ـ غفر الله لي ولهم ولآبائهم وامّهاتهم ولمن ولدا بلطفه ومنّه ـ ألّف هذا الكتاب آخذاً من كتب هؤلاء المذكورين ... ».

(١٢)

حديث الولاية وأحاديث اخرى في سياق واحد

قال أبو المؤيد الموفق بن أحمد الخطيب الخوارزمي (١) :

« أنبأني مهذّب الأئمة أبو المظفر عبدالملك بن علي بن محمّد الهمداني ـ إجازة ـ : أخبرني محمّد بن الحسين بن علي البزّاز ، أخبرني أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبدالعزيز : أخبرني هلال بن محمّد بن جعفر قال : حدثنا أبو بكر محمّد بن عمرو الحافظ : حدّثني أبو الحسن علي بن موسى الخزار من كتابه قال : حدّثنا الحسن بن علي الهاشمي قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان

__________________

(١) توجد ترجمته في : الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية ٢ / ١٨٨ ، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ٧ / ٣١٠ ، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ٢ / ٣٠٨ ، المختصر المحتاج إليه : ٣٦٠ وغيرها.

٢٩٤

قال : حدثني أبو مريم ، عن ثور بن أبي فاختة ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال قال أبي :

دفع النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ الرّاية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ففتح الله على يده.

وأوقفه يوم غدير خم ، فأعلم اناس أنّه مولى كلّ مؤمنٍ ومؤمنة.

وقال صلّى الله عليه وسلّم : أنت منّي وأنا منك.

وقال له : تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل.

وقال له : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى.

وقال له : أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت.

وقال له : أنت العروة الوثقى.

وقال له : أنت تبيّن ما اشتبه عليهم بعدي.

وقال له : أنت إمام كلّ مؤمنٍ ومؤمنة ووليّ كلّ مؤمنٍ ومؤمنة بعدي.

وقال له : أنت الّذي أنزل الله فيك : ( وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ).

وقال له : أنت الآخذ بسنّتي والذابّ عن ملّتي.

وقال له : أنا أوّل من تنشق الأرض عنه وأنت معي.

وقال له : أنا عند الحوض وأنت معي.

وقال له : أنا أول من يدخل الجنّة وأنت معي تدخلها الحسن والحسين وفاطمة.

وقال له : إنّ الله أمرني بأن أقوم بفضلك ، فقمت به في الناس وبلّغتهم ما

٢٩٥

أمرني الله بتبليغه.

وقال له : إتّق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّبعد موتي ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاّعنون ... » (١).

وقال القندوزي الحنفي : « أخرج موفق بن أحمد أخطب خطباء خوارزم بسنده عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال : دفع النبي ... » (٢).

أقول :

فقد ذكر أبو ليلى الأنصاري ـ بعد خبر فتح خيبر وبيان حديث غدير خم وحديث المنزلة ، الدالّين على إمامة أمير المؤمنين ووجوب إطاعته وثبوت أفضليّته ـ حديث : « أنت إمام كلّ مؤمنٍ ومؤنة ووليّ كلّ مؤمنٍ ومؤمنة بعدي ». ثم ذكر أحاديث أُخرى كلّ واحدٍ منها بوحده دليل على الإمامة والوصاية والافضلية.

وحينئذٍ ، لا مجال لصرف لفظ ( الولي ) عن معنى ( متولّى الأمر ) ، بل كما أنّ لفظ ( الإمام ) يدل بالصراحة التامة على المطلوب ـ وهو إمامة علي عليه‌السلام ـ كذلك لفظ ( الولي ) المقترن بلفظ ( الإمام ) يكون دالاً على ( الأولى بالتصرّف ).

__________________

(١) مناقب أمير المؤمنين : ٦١.

(٢) ينابيع المودّة : ٣ / ٢٧٨.

٢٩٦

(١٣)

حديث : أنت إمام كلّ مؤمنٍ ومؤمنة بعدي

وفي الحديث أنّه صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي عليه‌السلام : أنت إمام كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ بعدي ».

ومن رواته : نور الدين جعفر المشهور بـ « مير ملاّ » البدخشي ، خليفة السيد علي الهمداني ، فإنّه أرسله إرسال المسلّم في كلامٍ له في كتابه ( خلاصة المناقب ) حول الحبّ والبغض المجازيين ، فقال :

« إنّ الإيمان يورث الولاية. قال الله تعالى : ( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ) وأمير المؤمنين إمام أهل الولاية. قال صلّى الله عليه وسلّم لعلي : أنت إمام كلّ مؤمنٍ ومؤمنة بعدي.

ولذا ، فإنّ أهل الولاية يحبّون أمير المؤمنين لكونهم مؤمنين ، وأهل النفاق لا يحبّونه لأنهم لا إيمان لهم ».

وإذا كان أمير المؤمنين عليه‌السلام إمام كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ بنصّ هذا الحديث الشّريف ، فولاية كلّ مؤمنٍ ومؤمنة الثابتة له بعد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بحديث الولاية هي بمعنى الإمامة ، لأن الحديث يفسّر بعضه بعضاً.

ترجمة أمير ملاّ البدخشي

ونور الدين جعفر البدخشي من أجلاّء العلماء ومشاهير العرفاء ، ويكفي في فضله وعظمته أنه خليفة السيّد الهمداني ... وقد ترجم له وذكر طرفاً من فضائله صاحب كتاب ( جامع السلاسل ) فراجعه.

٢٩٧

(١٤)

قول النبيّ يوم الانذار في علي : « وليّكم بعدي »

وروى الشيخ علي المتّقي :

« عن علي قال : لمّا نزلت هذه الآية : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) دعا بني عبدالمطلب ، وصنع لهم طعاماً ليس بالكثير ، فقال صلّى الله عليه وسلّم : كلوا بسم الله من جوانبها ، فإنّ البركة تنزل من ذروتها ، ووضع يده أوّلهم ، فأكلوا حتى شبعوا ، ثم دعا بقدحٍ فشرب أوّلهم ثم سقاهم ، فشربوا حتى رووا. فقال أبو لهب : لقد سحركم. وقال صلّى الله عليه وسلّم : يا بني عبدالمطلب إنّي جئتكم بما لم يجيء به أحد قط. أدعوكم إلى شهادة أنْ لا إله إلاّ الله ، وإلى الله وإلى كتابه. فنفروا وتفرّقوا.

ثم دعاهم الثانية على مثلها. فقال أبو لهب كما قال المرة الاولى.

فدعاهم ففعلوا مثل ذلك.

ثمّ قال لهم ـ ومدّ يده ـ من يبايعني على أنْ يكون أخي وصاحبي ووليّكم بعدي؟

فمددت [ يدي ] وقلت : أنا ابايعك ـ وأنا يومئذٍ أصغر القوم ، عظيم البطن ـ فبايعني على ذلك.

قال : وذلك الطعام أنا صنعته.

ابن مردويه » (١).

__________________

(١) كنز العمال ١٣ / ١٤٩ رقم ٣٦٤٦٥.

٢٩٨

ورواه محمّد محبوب عالم في ( تفسيره ) بتفسير آية الانذار عن ( منتخب كنز العمّال ) عن ابن مردويه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، كذلك.

أقول :

ولا ريب في أنّ المراد من لفظ ( الولي ) في هذا الحديث هو ( المتصرف في الأمر ) ، لأنّ الوارد في الطرق الاخرى لهذا الحديث لفظ « وصيّي وخليفتي عليكم فاسمعوا له وأطيعوا » ، ولأنّ المخاطبين بهذا الكلام لم يفهموا منه إلاّ ( ولاية الأمر ) بمعنى ( المتصرّف فيه ) و ( الواجب إطاعته والانقياد له ).

وإذا كان هذا معنى الحديث الوارد يوم الانذار ، كان نفس هذا المعنى هو المراد من لفظ ( الولي ) في حديث بريدة وعمران بن الحصين وابن عباس وغيرهم.

(١٥)

قول النبيّ في حديثٍ لعلي : « إنّك وليّ المؤمنين بعدي »

وروى الشيخ علي المتقي أيضاً : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لأمير المؤمنين عليه الصّلاة والسّلام :

« سألت الله ـ يا علي ـ فيك خمساً ، فمنعني واحدةً وأعطاني أربعاً : سألت الله أنْ يجمع عليك امّتي ، فأبى عليَّ وأعطاني فيك : أنّ أوّل من تنشقُّ عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي ، معك لواء الحمد وأنت تحمله بين يديَّ تسبق به الأوّلين والآخرين. وأعطاني فيك أنّك وليّ المؤمنين بعدي.

٢٩٩

الخطيب والرافعي ، عن علي » (١).

ورواه عنهما كذلك كلّ من :

البدخشاني في ( مفتاح النجا ).

ومحمّد صدر العالم في ( معارج العلى ).

وحسن زمان التركماني في ( القول المستحسن ) ، ونصّ على صحّة إسناده.

وهذا هو الحديث بسنده عند الرافعي بترجمة « إبراهيم بن محمّد الشهرزوري حيث قال :

« إبراهيم بن محمّد بن عبيد بن جهينة ، أبو إسحاق الشهرزوري. ذكر الخليل الحافظ : إنّه كان يدخل قزوين مرابطاً ، وأنّه سمع بالشام ومصر والعراق ، وروى بقزوين الكتاب الكبير للشافعي ، سمعه منه : أبو الحسين القطّان ، وأبو داود سليمان بن يزيد. قال : وأدركت من أصحابه : علي بن أحمد بن صالح ، ومحمّد بن الحسين بن فتح كيسكين.

وروى أبو إسحاق عن : هارون بن إسحاق الهمداني ، وعن عبيدالله بن سعيد بن كثير بن عفير ، والربيع بن سليمان. وسمع بقزوين : أبا حامد أحمد بن محمّد بن زكريا النيسابوري.

وحدّث بقزوين سنة ٢٩٨ ، فقال :

ثنا عبيدالله بن سعيد بن كثير بن عفير ، ثنا إبراهيم بن رشيد أبو إسحاق الهاشمي الخراساني ، حدّثني يحيى بن عبدالله بن حسن بن حسن بن علي بن

__________________

(١) كنز العمّال ١١ / ٦٢٥ رقم ٣٣٠٤٧.

٣٠٠