نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٣

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٣

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٣

أمير المؤمنين عليه‌السلام ، عن الترمذي عن أنس (١).

ترجمته

العلاّمة الميبدي من أكابر العلماء المشاهير ، وكتابه ( الفواتح ) من الكتب المعروفة والمعتمدة لدى أهل السنّة ، وصفه صاحب ( حبيب السّير ) بأنّه من أفاضل علماء العراق بل من أعظم علماء الآفاق ، وأورده الكفوي في ( كتائب أعلام الأخيار ) ، واعتمد على كتابه ولي الله الدهلوي في ( النوادر من حديث سيد الأوائل والأواخر ) ، وذكر الجلبي كتابه في ( كشف الظنون ) معبّرا عن الميبدي بـ « مولانا » وسيأتي تفصيل هذا كلّه في قسم حديث ( الأشباه ) إن شاء الله.

(٦٨)

رواية المطيري

ورواه عبد الله بن محمّد المطيري حيث قال :

« الحديث الثامن والثمانون ، في محبّة الله تعالى لعلي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه : وذلك إنّ صحّ في كتب الحديث.

عن أنس بن مالك ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : أهدي إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم طير مشوي يسمى الحجل ـ وفي رواية : ما أراه إلاّ الحبارى ـ فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء علي ـ رضي‌الله‌عنه ـ فحجبته وقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مشغول ، رجاء أن يكون الدعوة لرجل من قومي ، ثمّ جاء علي ـ رضي‌الله‌عنه ـ

__________________

(١) الفواتح ـ شرح ديوان أمير المؤمنين عليه‌السلام : ٤٨.

٣٦١

فحجبته ، ثمّ جاء الثالثة ، فقرع الباب فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : أدخله فقد عنيته ، فلمّا دخل قال له صلّى الله عليه وسلّم : ما حبسك عنّا يرحمك الله؟ قال : هذه آخر ثلاث مرّات وأنس يقول : إنّك مشغول ، فقال : يا أنس : ما حملك على ذلك؟ قال : سمعت دعوتك وأحببت أن يكون لرجل من قومي ، فقال صلّى الله عليه وسلّم : لا يلام الرجل على حبّه لقومه.

رواه الترمذي » (١).

(٦٩)

رواية الحافي الشّافعي

ورواه أحمد بن محمّد بن أحمد الحافي الحسيني الشافعي ، في فضائل الإمام عليه‌السلام بقوله :

« في رواية : قدمت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طيرا فسمّى وأكل لقمة وقال : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ ، فأتى علي فضرب الباب فقلت : من أنت؟ قال : علي. قلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، ثمّ أكل لقمة وقال مثل الاولى ، فضرب علي فقلت : من أنت؟ قال : علي. قلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، ثمّ أكل لقمة وقال مثل مقالته ، فضرب علي ورفع صوته فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا أنس ، افتح الباب ، ففتحته ، فدخل علي ، فلمّا رآه النبيّ تبسّم ثمّ قال : الحمد لله الذي جعلك هو ، فإنّي أدعو في كلم لقمة أن يأتيني الله بأحبّ الخلق إلى الله وإليّ ، فكنت أنت ، فقال : والذي بعثك بالحق نبيا إنّي لأضرب

__________________

(١) الرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبيّ وعترته الطاهرة ـ مخطوط

٣٦٢

الباب ثلاث مرّات ، ويدرأني أنس. قال : لم رددته؟ قال : كمن أحبّ معه رجلا من الأنصار ، فتبسّم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقال : ما يلام الرجل على حبّ قومه » (١).

(٧٠)

رواية الصّفوري

ورواه الشيخ عبد الرحمن بن عبد السلام الصفوري الشّافعي ، في باب مناقب سيدنا أمير المؤمنين عليه‌السلام حيث قال :

« قال أنس ـ رضي‌الله‌عنه -: قدّمت للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم طعاما فسمّى وأكل لقمة وقال : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ. فطرق علي الباب فقلت : من؟ قال : علي. فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مشغول ، فأكل لقمة ثمّ قال : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ ، فطرق علي الباب ورفع صوته فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : افتح الباب يا أنس ، ففتح ، فدخل علي ، فلمّا رآه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم تبسّم وقال الحمد لله فإنّي أدعو الله في كل لقمة أن يأتيني بأحبّ الخلق إليه وإليّ. فقال : والذي بعثك بالحق إنّي لأضرب الباب ثلاث مرّات ويردّني أنس. فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ما حملك على ما صنعت يا أنس؟ قال : رجوت يا نبيّ الله أن يكون رجلا من الأنصار. فقال : أوفي الأنصار خير من علي وأفضل؟! » (٢).

__________________

(١) التبر المذاب في بيان ترتيب الأصحاب ـ مخطوط.

(٢) نزهة المجالس.

٣٦٣

(٧١)

رواية ابن روزبهان

والفضل ابن روزبهان الخنجي الشيرازي ممّن يروي حديث الطير ، ويصفه بالشهرة ، ويعترف بكونه فضيلة عظيمة لأمير المؤمنين عليه‌السلام حيث يقول : « أقول : حديث الطير مشهور. وهو فضيلة عظيمة ومنقبة جسيمة ، ولكن لا تدل على النصّ » (١).

ترجمته

١ ـ السخاوي : « فضل الله بن روزبهان بن فضل الله الأمين ، أبو الخير ، ابن القاضي أبي الخير بأصبهان أمين الدين ، الخنجي الأصل ، الشيرازي ، الشافعي ، الصوفي ، ويعرف بـ « خواجه ملاّ ». لازم جماعة كعميد الدين الشيرازي ، وتسلك بالجمال الأردستاني وتجرّد معه ، وتقدّم في فنون من عربية ومعان وأصلين وغيرها ، مع حسن سلوك وتوجّه وتقشّف ولطف عشرة وانطراح وذوق وتقنّع ، قدم القاهرة ... وزار بيت المقدس ... وسافر إلى المدينة المنوّرة ، فجاور بها أشهرا من سنة ٨٧ ولقيني ... وقرء عليّ البخاري وغيره بالروضة ... وكتبت له إجازة حافلة ... » (٢).

٢ ـ وقد أكثر الفاضل رشيد الدين خان الدهلوي من الاستدلال والاحتجاج بأقاويل ( ابن روزبهان ) في ردوده على الشيعة وبحوثه معهم ، مبجّلا له ومثنيا عليه ، ومن ذلك استشهاده بكلماته في نفي إمامة معاوية وخلافته ، في

__________________

(١) إبطال الباطل ـ مخطوط.

(٢) الضوء اللامع ٦ / ١٧١.

٣٦٤

كتابه ( غرة الراشدين ).

٣ ـ وكذلك المولوي حيدر علي الفيض في كتابه ( منتهى الكلام ) كما لا يخفى على من راجعه.

(٧٢)

رواية جلال الدين السيّوطي

وروى جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي حديث الطير بطرق متعدّدة ، في كتابه ( جمع الجوامع ) كما لا يخفى على من راجع ترتيبه ( كنز العمال ) وسيأتي ذكرها أيضا إن شاء الله. ومن ذلك أخرجه في كتابه المذكور :

« عن الزهري ، عن أنس قال : كنت جالسا على باب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فأتته أم أيمن بطير أهدي لها من الليل ، فأكل منه ثمّ أعطاني فضلة ، فجئت حتى انتهيت بفضل ذلك فقال : اللهم اطلع أحبّ خلقك إليك ، فوقفت على الباب وأنا أقول : اللهم أطلع رجلا من الأنصار ، فو الله إني لواقف إذ طلع علي بن أبي طالب ، فقلت : هذا علي بن أبي طالب ، قد أتى الباب ، قال : اللهم أدخله ، الحمد لله الذي أطلع أحبّ خلقه إليّ ، ادن ، فكل معي. بن النجار » (١).

كتاب ( جمع الجوامع ) :

وقد مدح السيوطي كتابه ( جمع الجوامع ) في مقدّمته ، ووصفه بأنّه « كتاب شريف حافل ، ولباب منيف رافل ، بجمع الأحاديث الشريفة النبويّة كافل ،

__________________

(١) جمع الجوامع ٢ / ٢٨٦.

٣٦٥

قصدت فيه إلى استيعاب الأحاديث النبويّة ، وأرصدته مفتاحا لأبواب المسانيد العليّة ... » وقال كاشف الظنون :

« ثمّ إن الشيخ العلاّمة علاء الدين علي بن حسام الدين الهندي الشهير بالمتقي المتوفى سنة ٩٧٥ ، رتّب هذا الكتاب الكبير ، كما رتّب الجامع الصغير ، وسماه : كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، ذكر فيه أنّه وقف على كثير مما دوّنه الأئمة من كتب الحديث ، فلم ير فيها أكثر جمعا منه ، حيث جمع فيه بين الأصول الستة وأجاد ، مع كثرة الجدوى وحسن الإفادة ... » (١).

وذكر العيدروس بترجمة السيوطي أنّه : « حكي عنه أنّه قال : رأيت في المنام كأنّي بين يدي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فذكرت له كتابا شرعت في تأليفه في الحديث وهو جمع الجوامع ، فقلت له : أقرأ عليكم شيئا منه؟ فقال :

هات يا شيخ الحديث. قال : هذه البشرى عندي أعظم من الدنيا بحذافيرها » (٢).

ترجمته

وجلال الدين السّيوطي يلقّب عندهم بـ « مجدّد القرن التاسع » وهو شيخ مشايخ ( الدّهلوي ) ، وتوجد مناقبه وفضائله بترجمته في :

١ ـ الضوء اللامع ٤ / ٦٥.

٢ ـ البدر الطالع ١ / ٣٢٨.

٣ ـ النور السافر : ٥٤.

٤ ـ الكواكب السائرة ١ / ٢٢٦.

وقد ترجم لنفسه ترجمة مفصّلة جدا في كتابه ( حسن المحاضرة ).

__________________

(١) كشف الظنون ١ / ٥٩٧.

(٢) النور السّافر : ٥٤.

٣٦٦

كما ترجم له في مقدّمات مؤلّفاته ، من قبل المحققين.

وألّف بعضهم كتابا خاصّا بمؤلّفاته.

وقد ترجمنا له نحن في بعض مجلّدات الكتاب ، على ضوء المصادر المذكورة وغيرها.

(٧٣)

رواية ابن حجر المكّي

ونصّ ابن حجر الهيتمي المكّي على كثرة طرق هذا الحديث وقال بأنّ « كثرة طرقه صيّرته حسنا يحتجّ به » ... وهذه عبارته حيث قال :

« تنبيه : ورد في مناقب علي حديث كثر كلام الحفّاظ فيه ، فأردت أن الخصّ المعتمد منه ، ولفظه عن أنس :

كان عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم طير ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير. فجاء علي فأكل مع. رواه الترمذي.

والمعتمد عند محققي الحفّاظ فيه : أنّه ليس بموضوع ، بل له طرق كثيرة. قال الحاكم في المستدرك : رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسا. انتهى. وحينئذ ، فيقوى كلّ من تلك الطرق بمثله ، ويصير سنده حسنا لغيره. والمحققون أيضا على أنّ الحسن لغيره يحتجّ به كالحسن لذاته. وفي جملة طرقه طريق رواتها كلّهم ثقات إلاّ واحد قال بعض الحفّاظ : لم أر من وثّقه ولا من جرحه. وله طريق أخرى رواتها كلّهم ثقات أيضا إلاّ واحد قال النسائي فيه : ليس بالقوي ، وهو معارض بأنّ غير واحد وثّقه. وذكر الحاكم : أنّه صح عن : علي ، وأبي سعيد ، وسفينة. لكن تساهله في التصحيح معلوم.

فالحقّ ما سبق أنّ كثرة طرقه صيّرته حسنا يحتج به ، ولكثرتها جدّا أخرج

٣٦٧

الحافظ أبو بكر ابن مردويه فيها جزء.

وأما قول بعضهم : إنّه موضوع ، وقول ابن طاهر : طرقه كلها باطلة معلولة. فهو الباطل. وابن طاهر معروف بالغلو الفاحش. وابن الجوزي مع تساهله في الحكم بالوضع ـ كما هو معلوم ـ ذكر في كتابه العلل المتناهية له طرقا كثيرة واهية ، ولذلك لم يذكره في موضوعاته.

فالحقّ ما تقرر أوّلا أنّه حسن يحتج به » (١).

ترجمته

وابن حجر المكّي صاحب ( الصواعق المحرقة ) من أشهر علماء القوم في الفقه والحديث والكلام ، يثنون عليه وينقلون عنه ويستندون إليه في مختلف بحوثهم ... فراجع :

١ ـ لواقح الأنوار في طبقات الأخيار ـ مخطوط.

٢ ـ ريحانة الألباء : ٢١١.

٣ ـ النور السافر عن أخبار القرن العاشر : ٢٨٧.

٤ ـ التحفة البهية في طبقات الشافعيّة.

٥ ـ المرقاة في شرح المشكاة.

٦ ـ شذرات الذهب ٨ / ٣٧٠.

٧ ـ البدر الطالع ١ / ١٠٩.

وغيرها من كتب التراجم والأسانيد والأخبار ...

وقد ألّف بعضهم بترجمته كتاب ( نفائس الدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر ).

__________________

(١) المنح المكيّة في شرح الهمزية.

٣٦٨

(٧٤)

رواية المتّقي

رواه بطرق عديدة في ( كنز العمال ) فقال :

« عن أنس ـ إنّ أم سليم أتت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بحجلات قد شوتهنّ بأضباعهنّ وخمرهنّ ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطائر. قال أنس : فجاء علي بن أبي طالب فقال : استأذن على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقلت : هو على حاجة ، فأحببت أن يجئ رجل من الأنصار ، ثمّ رجع فعاد ، فسمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صوته فقال : ادخل عليّ. اللهم وإليّ ، اللهم وإليّ ، اللهم وإليّ. كر » أي أخرجه ابن عساكر.

« مسند أنس ـ عن دينار عن أنس قال : كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بستان ، فأهدي لنا طائر مشوي ، فقال : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك ، فجاء علي بن أبي طالب ، فقلت : رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مشغول ، فرجع ، ثمّ جاء بعد ساعة ودقّ الباب ، ورددته مثل ذلك. ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا أنس ، افتح له فطالما رددته ، فقلت : يا رسول الله ، كنت أطمع أن يكون رجلا من الأنصار ، فدخل علي بن أبي طالب فأكل معه من الطير ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : المرء يحب قومه. كر وابن النجار أيضا » (١).

« عن عبد الله القشيري قال : حدّثني أنس بن مالك قال : كنت أحجب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وسمعته يقول : اللهم أطعمنا من طعام الجنّة ، فأتي

__________________

(١) كنز العمّال ١٣ / ١٦٦ ـ ١٦٧.

٣٦٩

بلحم مشوي فوضع بين يديه فقال : اللهم ائتنا بمن نحبّه ويحبّك ويحبّ نبيّك ويحبّه نبيّك. قال أنس : فخرجت فإذا علي بالباب فاستأذنني فلم آذن له ، ثمّ عدت فسمعت من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مثل ذلك. فخرجت فإذا علي بالباب فاستأذنني فلم آذن له ـ أحسب أنّه قال ثلاثا ـ فدخل بغير إذني ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ما الذي أبطأ بك يا علي؟ قال : يا رسول الله جئت لأدخل فحجبني أنس. قال : يا أنس لم حجبته؟ قال : يا رسول الله ، لمّا سمعت الدعوة أحببت أن يجئ رجل من قومي فتكون له. فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : لا يضرّ الرجل محبّة قومه ما لم يبغض سواهم » (١)

ترجمته

وإن شئت الوقوف على ما ذكروا للمتقي من فضائل ومناقب فراجع :

١ ـ لواقح الأنوار في طبقات الأخيار ـ مخطوط.

٢ ـ النور السّافر عن أخبار القرن العاشر : ٣١٥.

٣ ـ سبحة المرجان في آثار هندوستان : ٤٣.

٤ ـ شذرات الذهب ٨ / ٣٧٩.

٥ ـ أبجد العلوم : ٨٩٥.

٦ ـ أخبار الأخيار : ٢٤٥.

وغيرها من الكتب ... وإليك نبذة من كلماتهم في حقه :

قال الشعراني : « منهم ـ الشيخ الصالح ، الورع الزاهد ، سيدي علي الهندي رضي‌الله‌عنه ، اجتمعت به في سنة سبع وأربعين ، بمكّة المشرّفة مدة إقامتي بها للحج ، وانتفعت برؤيته ولحظه ... ».

وقال العيدروس : « في ليلة الثلاثاء وقت السحر توفي العالم الصّالح ،

__________________

(١) كنز العمّال ١٣ / ١٦٧.

٣٧٠

الولي الشهير ، العارف بالله تعالى ، علي المتقي بن حسان الدين. وكان من العلماء العاملين وعبّاد الله الصالحين ، على جانب عظيم من الورع والتقوى والاجتهاد في العبادة ورفض السوى. وله مصنفات عديدة ، وذكروا عنه أخبارا حميدة ... مؤلّفاته كثيرة نحو مائة مؤلّف ، ما بين صغير وكبير ، ومحاسنه جمّة ومناقبه ضخمة ، وقد أفردها العلاّمة عبد القادر بن أحمد الفاكهي في تأليف لطيف سمّاه : القول النقي في مناقب المتقي ... فما كان هذا الرجل إلاّ من حسنات الدهر وخاتمة أهل الورع ومفاخر الهند ، وشهرته تغني عن ترجمته ، وتعظيمه في القلوب يغني عن مدحته ».

(٧٥)

رواية الميرزا مخدوم

وروى الميرزا مخدوم الشريفي هذا الحديث في كتابه ، وجعله من فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام حيث قال :

« في فضائل علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه : عن أنس بن مالك قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الإثنين ، وصلّى عليّ يوم الثلاثاء. أخرجه الترمذي.

وعن ابن عباس قال : أوّل من صلّى علي. أخرجه الترمذي.

وعن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه قال : أوّل من أسلم علي. قال عمر بن مرة : فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي فأنكره وقال : أوّل من أسلم أبو بكر الصدّيق. أخرجه الترمذي.

وعن سعد بن أبي وقاص قال : لمّا آخى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين أصحابه ، جاءه علي تدمع عيناه فقال : يا رسول الله ، آخيت بين أصحابك فلم تواخ بيني وبين أحد! فقال : فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

٣٧١

يقول : أنت أخي في الدنيا والآخرة. أخرجه الترمذي.

وعن ابن عمر : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه. أخرجه الترمذي.

وعن زيد بن أرقم إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خلّف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال علي : يا رسول الله ، أتخلفني في النساء والصبيان! فقال : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي! أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

عن سعد بن أبي وقاص : إنّ معاوية بن أبي سفيان أمره فقال : ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟ فقال : أمّا ما ذكرت ثلاثا قالهنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلن أسبّه ، لئن يكون لي واحدة أحبّ من حمر النعم : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول له ـ وخلّفه في بعض مغازيه ـ فقال له علي : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصّبيان ، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي! وسمعته يقول يوم خيبر : لاعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله. فتطاولنا ، فقال : ادعوا لي عليا ، فأتي به أرمد ، فبصق في عينيه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه. ولمّا نزلت هذه الآية : ( تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي. أخرجه مسلم والترمذي.

وعن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضى في السريّة فأصاب جارية ، فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالوا : إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع علي ، ـ وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدءوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ انصرفوا إلى رحالهم ـ فلمّا قدمت السريّة فسلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ،

٣٧٢

فقام أحد الأربعة فقال : ألم تر إلى علي بن أبي طالب فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ثمّ قام الثاني فقال مثل ما قال ، فأعرض عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ثمّ قام الثالث فقال مثل مقالتهما. ثمّ قام الرابع فقال ما قالوا. فأقبل إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ والغضب يعرف في وجهه ـ فقال : ما تريدون من عليّ ـ ثلاثا ـ إنّ عليا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي. أخرجه الترمذي.

وعن حبشي بن جنادة : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : عليّ منّي وأنا من علي ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو علي. أخرجه الترمذي.

وعن أنس قال : كان عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي فأكل معه. أخرجه الترمذي » (١).

(٧٦)

رواية الوصّابي اليمني

رواه بطرق متعدّدة ... قال : « عن أنس رضي‌الله‌عنه قال : قدّمت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طيرا ، فسمّى وأكل لقمة وقال : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ. فأتى علي فضرب الباب ، فقلت : من أنت؟ فقال : علي. فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، ثمّ أكل لقمة فقال مثل الأول ، فضرب علي الباب ، فقلت : من أنت؟ قال : علي. فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، ثمّ أكل لقمة فقال مثل ذلك. فضرب علي فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :

__________________

(١) نواقض الروافض ـ الفصل الثاني.

٣٧٣

يا أنس ، افتح الباب ، فدخل ، فلمّا رآه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم تبسّم ، ثمّ قال : الحمد لله الذي جعلك ممّن يحبّه الله ورسوله ، فإني دعوت الله في كلّ لقمة أن يأتيني بأحبّ الخلق إليه وإليّ ، فكنت أنت. قال : فو الذي بعثك بالحقّ إنّي لأضرب الباب ثلاث مرّات ويردّني أنس.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : لم رددته؟ قال : كنت أحبّ معه رجلا من الأنصار ، فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال : ما يلام الرجل على حبّ قومه.

أخرجه ابن عساكر والحافظ محبّ الدين ابن النجار في تاريخه ».

وقال الوصابي : « وعنه ـ أي أنس ـ رضي‌الله‌عنه : إنّ أم سلمة أتت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بحجلات قد شوتهنّ ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم :

اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير. قال أنس : فجاء علي ابن أبي طالب فقال : استأذن لي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت : هو على حاجة ، وأحببت أن يجئ رجل من الأنصار ، فرجع ثمّ عاد فسمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : أدخل يا علي ، اللهم وإليّ ، اللهم وإليّ ، اللهم وإليّ. أخرجه ابن عساكر في تاريخه ».

وقال : « عن عبد الله القشيري قال : حدّثني أنس رضي‌الله‌عنه قال : كنت أحجب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسمعته يقول : اللهم أطعمنا من طعام الجنّة ، فأتي بلحم طير مشوي فوضع بين يديه فقال : اللهم ائتنا بمن نحبّه ويحبّك ويحبّ نبيّك ويحبّه نبيّك ، فإذا علي بن أبي طالب على الباب ، فاستأذنني فلم آذن له ـ أحسب أنّه قال : ثلاث مرّات ـ فدخل بغير إذني ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ما أبطأ بك يا علي؟ قال : يا رسول الله جئت لأدخل فحجبني أنس. فقال : لم حجبت؟ قال : يا رسول الله لمّا سمعت الدعوة أحببت أن يجئ رجل من قومي فتكون له. فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : لا يضرّ الرجل محبّة الرجل قومه ما لم يبغض سواهم.

٣٧٤

أخرجه ابن عساكر في تاريخه » (١).

الوصّابي وكتابه :

والشيخ إبراهيم الوصّابي اليمني من أعلام محدّثي أهل السنّة ، وصفه العلاّمة العجيلي في ( ذخيرة المآل ) بأنّه من أجلاّء العلماء ، والمولوي حسن زمان التركماني صاحب ( القول المستحسن في فخر الحسن ) بالشيخ المحدّث ... وكتابه ( الاكتفاء ) من الكتب المعتمدة لدى مؤلّفيهم ، كما لا يخفى على من راجع ( ذخيرة المآل ) و ( تفسير شاهي ) و ( القول المستحسن ) وغيرها من الكتب.

(٧٧)

رواية جمال الدين الشيرازي « المحدّث »

رواه في ( الأربعين في فضائل أمير المؤمنين ) حيث قال : « الحادي والعشرون ـ عن أنس قال :

أهدي إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم طير يسمّى الحجل ـ وفي رواية : ما أراه إلاّ حبارى. وفي رواية : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير نضيج فأعجبه ـ فقال : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ يأكل معي من هذا الطير. فجاء علي ففرع الباب. فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مشغول ـ وكنت أحبّ أن يكون لرجل من الأنصار ـ ثمّ أتى علي فقرع الباب فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مشغول ، ثمّ أتى الثالثة. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أدخله فقد عنيته. فلمّا أن أقبل قال :

__________________

(١) الاكتفاء في مناقب الأربعة الخلفاء ـ مخطوط.

٣٧٥

ما حبسك يرحمك الله؟ قال : هذه آخر ثلاث مرّات. كلّ ذلك كان أنس يقول : إنّك مشغول على حاجة ، فقال : يا أنس ما حملك على ذلك. قال : قد سمعت دعوتك فأحببت أن تكون لرجل من الأنصار ـ وفي رواية قال : من قومي ـ قال : فجلس علي فأكل معه ».

ترجمته

وجمال الدين عطاء الله الشيرازي المعروف بـ « المحدّث » من مشاهير المحدّثين الثقات والعرفاء الكبار عند أهل السنّة ، يوجد الثناء عليه والاستناد إلى رواياته وأقواله في مختلف كتب الحديث والأسانيد والتاريخ والفضائل والكلام أمثال ( حبيب السير ) و ( المرقاة في شرح المشكاة ) و ( تاريخ الخميس ) و ( منتهى الكلام ) و ( إتحاف الأكابر ) ...

(٧٨)

رواية الجفري

وروى شيخ بن علي الجفري حديث الطير حيث قال :

« وأهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل من هذا الطّير ، أو أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طيرين بين رغيفين ، فقال صلّى الله عليه وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك ، فأتى علي فضرب الباب ، فقال له أنس : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، ثمّ ضرب الباب فقال له مثل ذلك ، ثمّ ضرب الباب ورفع صوته فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا أنس ، افتح الباب. فلمّا رآه صلّى الله عليه وسلّم تبسّم ثمّ قال : الحمد لله الذي جعلك أحبّ الخلق إليه ، كنت آكل ثمّ أدعو في كلّ لقمة أن

٣٧٦

يأتيني بأحبّ الخلق إليه وإليّ ، فكنت أنت. فقال : والذي بعثك بالحقّ إنّي لأضرب الباب ثلاث مرّات ويردّني أنس. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : لم رددته؟ قال : كنت أحب معه رجلا من الأنصار. فتبسّم صلّى الله عليه وسلّم وقال : لا يلام الرجل على حبّ قومه » (١).

ترجمته :

وترجم المحبّي للجُفْري ترجمة حسنة هذا نصّها : « شيخ بن علي ... لأستاذ الأعظم الفقيه المقدّم ، عرف كسلفه بالجفري ـ بضم الجيم وسكون الفاء ثمّ بعدها راء ـ المفضال الكامل الماجد ، القاضي الأجلّ المحترم. كان من رؤساء العلم ، جليل المقدار ، ذائع الذكر ، مقبول السمعة ، وافر الحرمة. ولد بقرية تريس ـ بالسين المهملة ـ وحفظ القرآن ، وأخذ عن جماعة من العارفين. ثمّ دخل بلاد الهند والسواحل ، وأخذ عن أجلاّء لقاهم من العلماء الأعلام ، وضبط وقيّد ، ورحل إلى الحرمين ، وفاق في العلوم النقلية والعقلية. ثمّ تديّر بندر الشحر فاشتهر بها وعلا صيته وأقبل عليها أهلها وعظّموه وأجلّوه ، وولي بها مشيخة التدريس بالمدرسة السلطانية ، فدرّس في العلوم الشرعية وأفاد ، وانتفع به خلق كثير ، وولي خطابة الجامع ، ثمّ ولّي القضاء وجمع بين أطراف الرياسة والمراتب.

وبالجملة ، فقد كان من صدور العلماء الأعلام. وكانت وفاته ببندر الشحر في صفر سنة ١٠٦٣ » (٢).

__________________

(١) كنز البراهين الكسبيّة.

(٢) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٢ / ٢٣٦.

٣٧٧

(٧٩)

رواية أبي مهدي الثّعالبي

وقال أبو مهدي عيسى بن محمّد الثعالبي في ( مقاليد الأسانيد ) بترجمة الحاكم :

« وقال الخطيب البغدادي : كان الحاكم ثقة ، وكان يميل إلى التشيّع ، وجمع أحاديث وزعم أنّها صحاح على شرط البخاري ومسلم ، منها : حديث الطير ، ومن كنت مولاه فعلي مولاه. فأنكرها عليه أصحاب الحديث ولم يلتفتوا إلى قوله. قال الحافظ الذهبي : ولا ريب أن في المستدرك أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحّة ، بل فيه أحاديث موضوعة شان المستدرك بإخراجها فيه. وأمّا حديث الطير فله طرق كثيرة جدّا قد أفردتها بمصنف ، ومجموعها يوجب أن الحديث له أصل. وأمّا حديث من كنت مولاه فعلي مولاه فله طرق جيدة وقد أفردت ذلك أيضا ».

فقد تعقّب الثعالبي البغدادي ، واستشهد بكلام الذهبي ليثبت حديث الطّير وغيره ويدافع عن الحاكم وكتابه ... وأنّه إذا ثبت أنّ الحديث الشريف له طرق كثيرة جدّا ، وله أصل بشهادة مثل الذّهبي ، فالقول بالبطلان والوضع جزاف محض وتعصّب بحت.

ترجمته

والثعالبي من مشايخ والد ( الدهلوي ) الذين منّ الله بهم عليه حسب تعبيره ، وقد ترجم له :

١ ـ المحبي ترجمة مطوّلة في أعيان قرنه ، وإليك ملخصها بلفظه :

٣٧٨

« عيسى بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن عامر ، جار الله ، أبو مكتوم ، المغربي ، الجعفري ، الثعالبي ، الهاشمي ، نزيل المدينة المنوّرة ثمّ مكّة المشرّفة. إمام الحرمين وعالم المغربين والمشرقين ، الإمام العالم العامل ، الورع الزاهد ، المفنّن في كل العلوم الكثير الإحاطة والتحقيق ... وشوهدت له كرامات ، وكانت سائر أوقاته معمورة بأنواع العبادة. وانتفع به جماعة من العلماء الكبار ، منهم الأستاذ الكبير إبراهيم بن حسن الكوراني ، وشيخنا الحسن بن علي العجيمي ، وشيخنا أحمد بن محمّد النخلي ، وغيرهم ، وله مؤلفات منها ( مقاليد الأسانيد ) ذكر فيه شيوخه المالكيين ، وأسماء رواة الإمام أبي حنيفة ، وفهرست البابلي. وكانت وفاته سنة ١٠٨٠ » (١).

٢ ـ النخلي ( وهو من مشايخ والد ( الدهلوي ) أيضا ) قال بترجمة مشايخه : « ومنهم : الشيخ الإمام ، الجهبذ الهمام ، حبر لا يبارى في تحقيق العلوم ، وبحر لا يجارى في تدقيق الفهوم ، من وصف بحسن التقرير والتأليف إطباق الآفاق ، ووضعها بلطف الترصيف الحذّاق على الأحداق ، الشيخ عيسى ابن محمّد بن محمّد الثعالبي الجعفري المالكي ، رحمه‌الله تعالى رحمة واسعة في الدنيا والآخرة آمين.

حضرت درسه في مجاورته بمكّة المشرّفة ، وقد جاور بها سنين كثيرة ، ولازمت درسه إلى أن مات بها ، ودفن بالمعلاّة » (٢).

٣ ـ وليّ الله الدّهلوي : « فصل ـ قد اتصّل سندي ـ بحمد الله ـ بسبعة من المشايخ الجلّة الكرام ، الأئمة القادة الأعلام ، من المشهورين بالحرمين المحترمين ، المجمع على فضلهم من بين الخافقين الشيخ محمّد بن العلاء البابلي ، والشيخ عيسى المغربي الجعفري ، والشيخ محمّد بن سليمان الرداني

__________________

(١) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٣ / ٢٤٠.

(٢) رسالة أسانيد النخلي : ١٤.

٣٧٩

المغربي ، والشيخ إبراهيم بن الحسن الكردي المدني ، والشيخ حسن بن علي العجيمي المكّي ، والشيخ أحمد بن محمّد النخلي المكّي ، والشيخ عبد الله بن سالم البصري ثمّ المكّي. ولكلّ واحد منهم رسالة جمع هو فيها أو جمع له فيها أسانيده المتنوعة في علوم شتى ... » (١).

٤ ـ القنوجي : « تلمّذ عليه جمهور أهل الحرمين الشريفين ، وصار استاذا لهم ، وكان من أدعية الحديث والقراءة. قال السيد حسن باعمر : من أراد أن ينظر إلى شخص لا يشك في ولايته فلينظر إلى هذا. وكان لا يعمل إلاّ بالسنّة المطهّرة ... » (٢).

(٨٠)

رواية حسام الدين السّهارنفوري

وقال حسام الدين بن محمّد با يزيد السهارنفوري ، في الفصل الذي عقده من كتابه لبيان الآيات والأحاديث الواردة في مناقب أمير المؤمنين :

« عن أنس قال : كان عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم طير فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فجائه علي فأكل معه. رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب ».

ثمّ ترجمه إلى الفارسية وقال : « الحديث الغريب عند المحدّثين هو الحديث الذي رواه الواحد ولو في موضع واحد من إسناده » (٣).

وبالجملة : فالسّهارنفوري يروي حديث الطير ويعدّه من مناقب الأمير ،

__________________

(١) الإرشاد إلى مهمات الاسناد لولي الله الدهلوي

(٢) أبجد العلوم للقنوجي

(٣) مرافض الروافض ـ الفصل التاسع. الباب الأول.

٣٨٠