نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٣

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٣

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٣

كنت مولاه. فله طرق جيدة ، وقد أفردت ذلك أيضا » (١).

وقال الذهبي أيضا :

« وقال عبيد الله بن موسى وغيره ، عن عيسى بن عمر القاري ، عن السدّي قال : ثنا أنس بن مالك قال : أهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أطيار ، فقسّمها ، وترك طيرا فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي ، فجاء علي ، وذكر حديث الطير.

وله طرق كثيرة عن أنس متكلّم فيها ، وبعضها على شرط السنن. من أجودها حديث :

قطن بن نسير ـ شيخ مسلم ـ ثنا جعفر بن سليمان ، ثنا عبد الله بن المثنى ، عن عبد الله بن أنس بن مالك ، عن أنس قال : أهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حجل مشوي فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي ، وذكر الحديث » (٢).

« وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء ، وطرق حديث : من كنت مولاه. وهو أصح ، وأصح منهما ما أخرجه مسلم عن علي قال : إنّه لعهد النبيّ الأميّ إليّ : إنّه لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق. وهذا أشكل الثلاثة ، فقد أحبّه قوم لا خلاق لهم ، وأبغضه بجهل قوم من النواصب ، فالله أعلم » (٣).

ترجمته

١ ـ السبكي : « الشيخ الإمام الحافظ ، شمس الدين ، أبو عبد الله ،

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ ـ بترجمة الحاكم ـ ٢ / ١٠٣٩.

(٢) تاريخ الإسلام ٣ / ٦٣٣.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦٩.

٣٤١

الذّهبي التركماني ، محدّث العصر وخاتمة الحفّاظ ، القائم بأعباء هذه الصناعة وحاصل راية أهل السنّة والجماعة ، إمام أهل العصر حفظا واتقانا ، وفرد الدهر الذي يذعن له أهل العصر ، ويقولون لا ننكر أنّك أحفظنا وأتقانا ، شيخنا واستأذنا ومخرجنا ، وهو على الخصوص شيخي وسيدي ومعتمدي ، توفي ليلة الإثنين ثالث ذي القعدة سنة ٧٤٨ » (١).

٢ ـ ابن شاكر : « الشيخ الإمام العلاّمة الحافظ شمس الدين ، أبو عبد الله الذهبي ، حافظ لا يجارى ، ولافظ لا يبارى ، أتقن الحديث ورجاله ونظر علله وأحواله ، وعرف تراجم الناس وأزال الإبهام في تواريخهم والألباس ، جمع الكثير ونفع الجّم الغفير ، وأكثر من التصنيف » (٢).

٣ ـ الأسنوي : « حافظ زمانه ، صنّف التصانيف الكثيرة المشهورة النافعة » (٣).

٤ ـ ابن قاضي شهبة : « الإمام العلاّمة ، الحافظ ، المقري ، المؤرّخ شيخ الإسلام ، تخرّج به حفّاظ العصر ، وصنّف التصانيف الكثيرة المشهورة ، مع الدين المتين والورع والزّهد » (٤).

٥ ـ ابن حجر العسقلاني : « مهر في فن الحديث ، وجمع فيه المجاميع المفيدة الكثيرة ، حتى كان أكثر أهل عصره تصنيفا ، وجمع تاريخ الإسلام فأربى فيه على من تقدمه ، بتحرير أخبار المحدثين خصوصا ، ورغب الناس في تواليفه ورحلوا إليه بسببها ، وتداولوها قراءة ونسخا وسماعا. قرأت بخط البدر النابلسي في مشيخته : كان علاّمة زمانه في الرجال وأحوالهم ، حديد الفهم

__________________

(١) الطبقات الوسطى ـ مخطوط.

(٢) فوات الوفيات ٢ / ١٨٣.

(٣) طبقات الشافعية ١ / ٢٧٣.

(٤) طبقات الشافعية ٢ / ٢٠٨.

٣٤٢

ثاقب الذهن ، وشهرته تغني عن الإطناب فيه » (١).

٦ ـ السيوطي : « الذهبي ، الإمام الحافظ ، محدّث العصر وخاتمة الحفّاظ ، ومؤرخ الإسلام وفرد الدهر ، والقائم بأعباء هذه الصناعة ، حكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل ابن حجر أنّه قال : شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ » (٢).

٧ ـ و ( الدهلوي ) في كتابه ( بستان المحدثين ) حيث ذكر كتاب ( صلاح المؤمن ) وصف الذهبي بـ « عمدة محدثي زمانه ».

(٦٠)

رواية الزرندي المدني

ورواه الحافظ جمال الدين محمّد بن يوسف الزرندي المدني الأنصاري : « عن أنس رضي‌الله‌عنه :

أهدي إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم طير يسمّى الحجل ، وفي رواية ما أراه إلاّ حبارى. فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي ، فجاء علي فحجبته رجاء أن تكون الدعوة لرجل من قومي ، وفي رواية قال : قلت : إن شئت يا ربّ جعلته رجلا من الأنصار ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : لست بأوّل من أحبّ قومه. ثمّ جاء علي الثانية ، فحجبته ، وجاء علي الثالثة فحجبته. ثمّ جاء علي الرابعة فأذنت له فدخل. فلمّا رآه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : اللهم إني أحبّه فأحبّه ، فأكل معه من ذلك الطير.

وفي رواية : إنّه قال : ما حبسك رحمك الله؟ قال : هذا آخر ثلاث مرّات ،

__________________

(١) الدرر الكامنة ٤ / ٢٣٦.

(٢) طبقات الحفّاظ : ٥٢١.

٣٤٣

كل ذلك يقول أنس : إنّك مشغول على حاجة. فقال : يا أنس : ما حملك على ذلك؟ قال : سمعت دعوتك فأحببت أن تكون لرجل من قومي. فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : لا يلام الرجل على حبّ قومه.

وروى أنس رضي‌الله‌عنه أيضا قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك ـ وفي رواية برجل ـ يحبّه الله ورسوله. قال أنس : فجاء علي فقرع الباب. فقلت : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مشغول ـ وكنت أحبّ أن يكون رجل من الأنصار ـ ثمّ أتى علي وقرع الباب فقلت : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مشغول. ثمّ أتى الثالثة ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أدخله فقد عنيته. فلمّا دخل قال : اللهم وإليّ.

وعنه أيضا قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير نضيج فأعجبه فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ يأكل معي من هذا الطير. فجاء علي فأكل معه » (١).

ورواه الزرندي في كتابه الآخر ( معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول ) بقوله : « روى أنس رضي‌الله‌عنه قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير مشوي نضيج. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ يأكل معي من هذا الطير. فجاء علي فأكل معه » (٢).

ترجمته

والحافظ الزرندي من أكابر حفّاظ أهل السنّة الثقات ، فقد ترجم له الحافظ ابن حجر في ( الدرر الكامنة ) (٣) وجاء وصفه بالحفظ ونحوه في ( جواهر

__________________

(١) نظم درر السمطين : ١٠٠.

(٢) معارج الوصول ـ مخطوط.

(٣) الدرر الكامنة ٤ / ٢٩٥.

٣٤٤

العقدين ) و ( الفصول المهمة ) و ( سبل الهدى والرشاد ) و ( ذخيرة المآل ) وغيرها في كل موضع نقل عنه معتمدين عليه في المواضع المختلفة.

(٦١)

رواية الصّلاح العلائي

وقد سعى الحافظ صلاح الدين العلائي سعيا جميلا وبذل جهدا مشكورا في الردّ عمّا قال بعض المعاندين المفترين في هذا المقام ... قال السّيوطي بشرح الترمذي :

« حدّثنا سفيان بن وكيع ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن عيسى بن عمر ، عن السدّي ، عن أنس بن مالك قال : كان عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم طير فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير. فجاء علي ، فأكل معه.

هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ السراج القزويني على المصابيح وزعم أنّه موضوع.

وقال الحافظ الصلاّح العلائي : ليس بموضوع ، بل له طرق كثيرة غالبها واه ، ومنها ما فيه ضعف قريب ، وربّما يقوى منها بمثله إلى أن ينتهي إلى درجة الحسن.

والسدّي : إسماعيل ، احتج به مسلم والناس. وعيسى بن عمر هو : الأسدي الكوفي القاري ، وثّقه يحيى بن معين وغيره ولم يتكلّم فيه. وعبيد الله ابن موسى مشهور من رجال الصحيحين ، وقد تابعه على روايته عن عيسى بن عمر : مسهر بن عبد الملك : أخرجه النسائي في خصائص علي. ومسهر هذا وثقه ابن حبان.

إلى أن قال السيوطي عن العلائي ـ بعد ذكره الحسن بن حمّاد ، وطريق

٣٤٥

الحاكم لحديث الطير ـ : فهذان الطريقان ـ أي طريق النسائي والحاكم ـ أمثل ما روي فيه.

وقد ساق ابن الجوزي في العلل المتناهية للحديث طرقا كثيرة عن أنس واهية.

وقال الحاكم في المستدرك : رواه عن أنس جماعة أكثر من ثلاثين نفسا ، ثمّ صحّت الرواية عن علي وأبي سعيد وسفينة ، ولم يذكر طرق أحاديث هؤلاء.

وخرّج أبو بكر ابن مردويه في طرق هذا الحديث جزء.

وقال ابن طاهر الحافظ : كل طرقه باطلة معلولة. وهو غلوّ منه في مقابلة تساهل الحاكم.

والحكم على الحديث بالوضع بعيدا جدّا ، ولذلك لم يذكره أبو الفرج في كتاب الموضوعات » (١).

ترجمته

١ ـ الذهبي في شيوخه : « وسمعت من الإمام المفتي المحدّث صلاح الدين أبي سعيد العلائي ... وهو عالم ثبت مقدس اليوم » (٢).

وفي ( المعجم المختص ) : « خليل بن كيكلدي. الإمام الحافظ الفقيه البارع المفتي صلاح الدين أبو سعيد العلائي الدمشقي الشّافعي ... » (٣).

٢ ـ الأسنوي : « كان حافظ زمانه ، إماما في الفقه والأصول وغيرهما. ذكيّا نظّارا فصيحا كريما ذا رياسة وحشمة. توفي سنة ٧٦٠ » (٤).

٣ ـ ابن حجر العسقلاني : « صنّف التصانيف في الفقه والأصول

__________________

(١) قوت المغتذي في شرح الترمذي.

(٢) تذكرة الحفّاظ ٢ / ١٠٥٧.

(٣) المعجم المختص : ٩٢.

(٤) طبقات الشافعية ٢ / ٢٣٩.

٣٤٦

والحديث وكتبه كثيرة جدّا سائرة مشهورة نافعة متقنة محرّرة ، وكان ممتعا في كل باب فتح ، ويحفظ تراجم أهل العصر ومن قبلهم ، وكان له ذوق في الأدب ونظم حسن ، مع الكرم وطلاقة الوجه ، ووصفه بالحفظ شيخه الذهبي.

وقال الحسيني : كان إماما في الفقه والنحو والأصول ، مفننا في علوم الحديث وفنونه ، حتى صار بقية الحفّاظ ، عارفا بالرجال ، علامة في المتون والأسانيد ، بقيّة الحفّاظ ، ومصنّفاته تنبئ عن إمامته في كلّ فن ، ولم يخلّف بعده مثله.

وقال شيخنا في الوفيات : درس وأفتى وجمع بين العلم والدين والكرم والمروة ، ولم يخلّف بعده مثله.

وقال الأسنوي في الطبقات : كان حافظ زمانه ...

وقرأت بخط شيخنا العراقي : توفي حافظ المشرق والمغرب صلاح الدين في ثالث المحرّم » (١).

٤ ـ ابن قاضي شهبة : « الإمام البارع المحقق بقيّة الحفّاظ ، فاق أهل عصره في الحفظ والإتقان ، ذكره الذهبي في معجمه وأثنى عليه ، وقال الحسيني ... وقال الأسنوي ... وقال السبكي في الطبقات الكبرى : كان حافظا ثبتا ثقة ... » (٢).

٥ ـ السيوطي : « العلائي ، الشيخ الإمام العلاّمة الحافظ الفقيه ذو الفنون صلاح الدين أبو سعيد. وكان إماما محدثا حافظا متقنا جليلا فقيها أصوليا نحويا » (٣).

٦ ـ مجير الدين العليمي : « شيخ الإسلام ، صلاح الدين ، الإمام البارع

__________________

(١) الدرر الكامنة ٢ / ١٧٩.

(٢) طبقات الشافعية ٢ / ٢٤٢.

(٣) طبقات الحفّاظ : ٥٢٨.

٣٤٧

المحقق ، بقية الحفّاظ » (١).

٧ ـ الشوكاني. فأورد كلمات الأعلام في الثناء عليه (٢).

(٦٢)

ردّ السبكي على الحكم بوضع الحديث

وردّ الشيخ عبد الوهّاب السبكي على الحكم على حديث الطير بالوضع بقوله :

« وأمّا الحكم على حديث الطير بالوضع فغير جيد » (٣)

وهذا يكفي لإبطال وتقبيح هذر ( الدهلوي ) ومن سبقه من الذين سوّلت لهم أنفسهم ردّ فضائل آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ترجمته

١ ـ الذهبي : « عبد الوهاب ابن شيخ الإسلام تقي الدين علي ، أجاز له الحجار وطائفة ، وأسمعه أبوه من جماعة. كتب عني أجزاء ونسخها ، وأرجو أن يتميّز في العلم. ثمّ درّس وأفتى » (٤).

٢ ـ ابن حجر : « أجاز له ابن الشحنة ويونس الدبوسي وقرأ بنفسه على المزي ولازم الذهبي وتخرج بتقي الدين ابن رافع ، وأمعن في طلب الحديث وكتب الأجزاء والطباق ، مع ملازمة الاشتغال بالفقه والأصول والعربية ، حتّى مهر وهو شاب ، وخرّج له ابن سعد مشيخة وحدّث بها ، وكان جيد البديهة طلق

__________________

(١) الأنس الجليل ٢ / ١٠٦.

(٢) البدر الطالع ١٢ / ٢٤٥.

(٣) طبقات الشافعية ـ ترجمة الحاكم ـ ٤ / ١٥٥.

(٤) المعجم المختص : ١٥٢.

٣٤٨

اللسان ، أذن له ابن النقيب بالإفتاء والتدريس ، ودرّس في غالب مدارس دمشق ، وناب عن أبيه في الحكم ، وانتهت إليه رياسة القضاء والمناصب بالشام. مات في سنة ٧٧١ » (١).

٣ ـ ابن قاضي شهبة : « إن شمس الدين ابن النقيب أجازه بالإفتاء والتدريس ، ولمّا مات ابن النقيب كان عمر القاضي تاج الدين ثمانية عشر سنة.

وأفتى ودرّس وحدّث وصنّف واشتغل وحصّل فنونا من العلم والفقه والأصول ، وكان ماهرا فيه ، والدين والأدب ... » (٢).

(٦٣)

رواية السيّد شهاب الدين أحمد

ورواه السيّد شهاب الدين أحمد صاحب كتاب ( توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل ) من غير طريق ، واستدلّ به على كون الأمير عليه‌السلام أحبّ الناس إلى الله والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ وهذا نصّ كلامه :

« الباب السّابع ، في ترنّم أغاني النبوّة في مغاني الفتوّة بأحبيّته إلى الله تعالى ورسوله ، وتنسّمه شقائق أعالي الولاية ، بتسنّمه شواهق معالي العناية ، بما ظهر أنّه أشد حبّا لله ورسوله :

عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه قال : كان عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبارك وسلّم طير ، فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي بن أبي طالب فأكل معه.

رواه الطبري وقال : خرّجه الترمذي والبغوي في المصابيح في الحسان.

__________________

(١) الدرر الكامنة ٢ / ٢٤٥.

(٢) طبقات الشافعية ٢ / ٢٥٦.

٣٤٩

وأخرجه الحربي. وقال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير وكان ممّا يعجبه أكله ثمّ ذكر الحديث.

وخرّجه الإمام أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير النجّار وقال : عن أنس قدّمت لرسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم طيرا فسمّى وأكل لقمة وقال : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ ، فأتى علي رحمة الله تعالى عليه فضرب الباب فقلت : من أنت؟ فقال : علي ، فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم على حاجة قال : ثمّ أكل لقمة وقال صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم مثل الأولى ، فضرب عليّ فقلت : من أنت؟ قال : عليّ قلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم على حاجة ثمّ أكل لقمة وقال صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم مثل ذلك ، فضرب عليّ رضي‌الله‌عنه ورفع صوته ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم : يا أنس افتح الباب قال : فدخل عليّ ، فلمّا رآه النبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم تبسّم ثمّ قال الحمد [ لله ] الذي جعلك ، فإنّي أدعو في كلّ لقمة أن يأتيني الله بأحبّ الخلق إليه وإليّ فكنت أنت ، قال رضي‌الله‌عنه : والّذي بعثك بالحقّ إنّي لأضرب الباب ثلاث مرّات ويردّني أنس ، قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم : لم رددته؟ قلت : كنت أحبّ معه رجلا من الأنصار ، فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم وقال : ما يلام الرّجل على حبّ قومه.

وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال : أهدي لرسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم طير فقال : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك ، وفي رواية برجل يحبّه الله ورسوله ، قال أنس : فجاء علي فقرع الباب فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم مشغول ـ وكنت أحبّ أن يكون لرجل من الأنصار ـ ثمّ أتى علي رضي‌الله‌عنه فقرع الباب فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم مشغول ، ثمّ أتى الثالثة

٣٥٠

فقال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم : أدخله فقد عنيته ، فلمّا أن أقبل قال صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم : اللهم وإليّ.

وعنه رضي الله تعالى عنه قال : أهدي لرسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم طير نضيج فأعجبه فقال النبيّ صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ يأكل معي من هذا الطّير ، فجاء علي رحمة الله تعالى عليه فأكل معه. رواه الزّرندي.

وعنه رضي الله تعالى عنه قال : أهدي لرسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم طائر فوضع بين يديه فقال صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي ، قال فجاء علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فدقّ الباب فقلت : من هذا؟ قال : أنا علي فقلت : إنّ النبيّ صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم على حاجة ، حتى فعل ذلك ثلاثا ، فجاء الرّابعة فضرب الباب برجله فدخل فقال النبيّ صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم : ما حبسك؟ قال : جئت ثلاث مرّات كل ذلك يمنعني أنس ، فقال النبيّ صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم : ما حملك على ذلك؟ قلت : كنت أحبّ أن يكون رجلا من قومي. رواه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي ».

ترجمته

والمؤلّف هو : شهاب الدين أحمد بن جلال الدين عبد الله بن قطب الدين محمّد بن جلال الدين عبد الله بن قطب الدين محمّد بن معين عبد الله بن هادي ابن محمّد الحسيني الإيجي الشافعي ، من أعلام القرن التاسع.

ترجم له : السّخاوي في الضّوء اللاّمع (١).

__________________

(١) الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ١ / ٣٦٧.

٣٥١

وبيت المؤلف بيت فقه وحديث وتصوّف ، ينتمون إلى الحسين الأصغر ابن الإمام زين العابدين عليه‌السلام ، وأصلهم من مكران ، وكانوا حكّام البلاد ، ثمّ إنّ جدّه الرابع اعتزل الحكم ، وآثر العزلة والانقطاع ، فهاجر منها إلى بلاد فارس ، وتوطّن في ( ايج شبانكاره ) ، وتوفي أبوه سنة ٨٤٠ ، وجدّه سنة ٧٨٥ ، وأبو جدّه سنة ٧٦٣ ، وجدّ جدّه سنة ٧١٤.

وكان المؤلّف قد ألّف كتابا في فضائل الخلفاء ، ثمّ لمّا رأى أنّ فضائل علي عليه‌السلام كثيرة ، بدا له أن يؤلّف في فضائله كتابا مفردا ، فألّف كتاب ( توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل ) (١).

(٦٤)

رواية ملك العلماء الهندي

ورواه ملك العلماء شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي الهندي في مواضع عديدة من كتابه ( هداية السعداء ) عن عدة من كتب أهل السنّة ، واحتج به على كون أمير المؤمنين عليه‌السلام أحبّ الخلق ، كما نصّ على صحته بإسناد النسائي عن أنس بن مالك ، وإليك نصّ عبارته :

« بيان : خطاب علي كرّم الله وجهه بأحبّ الخلق ، في دستور الحقائق روى الجماعة عن الجماعات : أهدي إليه طير مشوي فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ خلقك يأكل معي هذا الطّير ، فجاء علي فدقّ الباب فقال أنس بن مالك : إنّ النبيّ على حاجة فرجع ، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما قال أوّلا فجاء علي فدق الباب فقال أنس كما قال فرجع ، ثمّ قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كما قال في الأوليين ، فجاء علي

__________________

(١) أهل البيت عليهم‌السلام ـ في المكتبة العربية ، مجلة تراثنا العدد : ٣.

٣٥٢

فدقّ الباب أقوى من الأوّليين ، فسمع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقد قال له أنس إنّه على حاجة : فآذنه النبيّ بالدخول وقال له : ما أبطأ بك عنّي؟ قال جئت فردّني أنس ثمّ جئت الثّانية والثّالثة فردّني. فقال صلّى الله عليه وسلّم : يا أنس ما حملك على هذا؟ قال : رجوت أن يكون الدّعاء لأحد من الأنصار ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : علي أحبّ الخلق إلى الله فأكل معه.

وفي النسائي بإسناد صحيح عن أنس بن مالك لمّا قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذا الحديث جاء أبو بكر فردّه ، فجاء عمر فردّه ، ثمّ جاء علي فأذن له وأكل معه ... » (١).

وقال أيضا : « اعلم أنّ أحاديث فضيلة علي كرّم الله وجهه من الصحاح ولكن احتجاجهم على الخطأ. احتج الشيعة بخبر الطير ، وتمام الخبر ذكرناه ... » (٢).

كتاب ( هداية السعداء )

وكتاب ( هداية السعداء ) لملك العلماء من محاسن الكتب المعتمدة لدى أهل السنّة ، احتج به محمّد محبوب العالم في ( تفسيره ) ، وقد ذكر ملك العلماء في مقدمته أنّه قد استخرج رواياته من بطون كتب تبلغ الثلاثمائة.

ملك العلماء الهندي

وأمّا مؤلفه ملك العلماء الدولت آبادي الهندي الذي ترجمنا له في مجلّد ( حديث النور ) عن عدة من مصادر التراجم لأهل السنّة ، فمن أكابر أهل السنّة ومشاهير محدثيهم في الديار الهنديّة ... قال الصديق حسن خان القنوجي

__________________

(١) هداية السعداء. الجلوة العاشرة من الهداية التاسعة.

(٢) المصدر. الجلوة السابعة من الهداية الاولى.

٣٥٣

بترجمته في ( أبجد العلوم ) :

« القاضي شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر الزاولي ، ولد بدولت آباد دهلي ، وتلمذ على القاضي عبد المقتدر ومولانا خواجكي الدهلوي ، وهو من تلامذة مولانا معين الدين العمراني ، وفاق أقرانه وسبق إخوانه. وكان استاذه القاضي يقول في حقه : أتاني من الطلبة من جلده علم ولحمه علم وعظمه علم. توفي سنة ٨٤٩ ».

(٦٥)

رواية ابن حجر العسقلاني

رواه في غير واحد من كتبه :

قال في ( المطالب العالية ) : « أنس ـ قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم حجل مشوي بخبزة وصبابة ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطعام ، فقالت عائشة : اللهم اجعله أبي. وقالت حفصة : اللهم اجعله أبي. قال أنس : فقلت : اللهم اجعله سعد بن عبادة. قال : فسمعت حركة بالباب ، فخرجت ، فإذا علي ، فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، فانصرف ، ثمّ سمعت حركة بالباب ، فخرجت ، فإذا علي كذلك ، فسمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صوته فقال : انظر من هذا؟ فخرجت ، فإذا هو علي ، فجئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته ، فقال : اللهم وال ، اللهم وال.

أنس ـ قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أطيار ، فقسّمها بين نسائه ، فأصاب كلّ امرأة ... به. الحديث.

هذا لفظ البزار.

سفينة صاحب زاد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال : أهدت امرأة من

٣٥٤

الأنصار إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طيرين بين رغيفين ، وكان في المسجد ، ولم يكن في البيت غيري وغير أنس بن مالك ، فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فدعا بالغداء ، فقلت : يا رسول الله ، قد أهدت لك امرأة هدية ، فقدّمت إليه الطيرين فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك ـ أحسبه قال : ـ إليك وإلى رسولك ، قال : فجاء علي فضرب بالباب ضربا حفيفا ، فقلت : من هذا؟ قال : أبو الحسن. ثمّ ضرب ورفع صوته ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من هذا؟ قلت : علي. قال : افتح له ، ففتحت ، وأكل مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الطيرين حتى فينا » (١).

* وقال في ( الأجوبة عن أحاديث المصابيح ) ، أي : أن السراج القزويني زعم وجود أحاديث موضوعة في ( مصابيح السنّة ) فسئل عن الحافظ ابن حجر العسقلاني ، وكان منها حديث الطير ، وهذه صورة السؤال :

« الحديث السادس عشر : كان عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم طير فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي فأكل معه.

غريب. قال ابن الجوزي : موضوع. وقال الحاكم : ليس بموضوع ».

فأجاب ابن حجر :

« قلت : أخرجه الترمذي من طريق عيسى بن عمر ، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدّي ، عن أنس وقال : غريب ، لا نعرفه من حديث السدّي إلاّ من هذا الوجه.

وقد روي من غيره عن أنس. قال : والسدّي اسمه : إسماعيل بن عبد الرحمن سمع من أنس.

قلت : أخرج له مسلم ، ووثّقه جماعة ، منهم : شعبة ، وسفيان ، ويحيى

__________________

(١) المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ٤ / ٦١ ـ ٦٣ الأحاديث : ٣٩٦٢ ـ ٣٩٦٤.

٣٥٥

القطّان.

وأخرجه الحاكم من طريق سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد ، عن أنس : كنت أخدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقدّم له فرخ مشوي فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فقلت : اجعله رجلا من أهلي الأنصار ، فجاء علي فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، ثمّ جاء فقلت ذلك ، فقال : اللهم ائتني ... كذلك. فقلت : ذلك. قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : افتح ، فدخل ، فقال : ما حبسك يا علي؟ فقال : إن هذه آخر ثلاث كرّات يردّني أنس ، فقال : ما حملك على ما صنعت؟ قلت : أحببت أن يكون رجلا من قومي ، فقال : إنّ الرجل محب قومه.

وقال الحاكم : رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسا ، ثمّ ذكر له شواهد عن جماعة من الصحابة.

وفي الطبراني منها عن : سفينة ، وعن ابن عباس. وسند كلّ منهما متقارب » (١).

* وقال الحافظ ابن حجر بترجمة إبراهيم بن ثابت القصّار :

« وقد جمع طرق الطير ابن مردويه والحاكم وجماعة ، وأحسن شيء فيها طريق أخرجه النسائي » (٢).

* وبترجمة إسماعيل بن سليمان :

« إسماعيل بن سليمان الرازي ، أخو إسحاق بن سليمان. قال العقيلي : الغالب على حديثه الوهم. حدّثنا جعفر بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن حميد ، حدّثنا إسماعيل بن سليمان ، حدّثنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطا ، عن

__________________

(١) انظر آخر مشكاة المصابيح ٣ / ١٧٨٨.

(٢) لسان الميزان ١ / ٤٢.

٣٥٦

عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما -: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يطعن في البيت بمخصرته ويقول : ها إنّ هذا البيت مسئول عن أعمالكم يوم القيامة ، ما ذا يخبر عنكم :

وروى : عن عطا ، عن أنس : حديث الطير. يروى من غير وجه بأسانيد ليّنة.

وحديث عبد الله بن عمر يروى من قوله.

قلت : والحديث الأول رواه البزار في مسنده ، من طريق ليث بن أبي سليم ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عبد الله بن عمر.

وحديث الطير قد توبع فيه أيضا. وتقدّم أيضا في ترجمة إبراهيم بن ثابت القصّار » (١).

ترجمته

١ ـ الشوكاني : « الحافظ الكبير الشهير ، الإمام المتفرد بمعرفة الحديث وعلله في الأزمنة المتأخرة ، ارتحل إلى : بلاد الشام ، والحجاز ، اليمن ، ومكّة ، وما بين هذه النواحي ، وأكثر جدّا من المسموع والشيوخ ، وسمع العالي والنازل ، واجتمع له من ذلك ما لم يجتمع لغيره ، وأدرك من الشّيوخ جماعة كل واحد رأس في فنه الذي اشتهر به ، ثمّ تصدّى لنشر الحديث ، وقصر نفسه عليه مطالعة وإقراء وتصنيفا وإفتاء ، وتفرّد بذلك ، وشهد له بالحفظ والإتقان القريب والبعيد والعدو والصديق ، حتى صار إطلاق لفظ « الحافظ » عليه كلمة إجماع ، ورحل إليه الطّلبة من الأقطار ، وطارت مؤلّفاته في حياته ، وانتشرت في البلاد ، وتكاتب الملوك من قطر إلى قطر في شأنها. مات في أواخر ذي الحجة سنة ٨٥٢ » (٢).

__________________

(١) لسان الميزان ١ / ٤٠٨.

(٢) البدر الطالع ١ / ٨٧.

٣٥٧

٢ ـ السيوطي : « ابن حجر ـ شيخ الإسلام ، وإمام الحفّاظ في زمانه ، وحافظ الديار المصريّة ، بل حافظ الدنيا مطلقا قاضي القضاة ، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي ... ولد سنة ٧٧٣ ، وعانى أوّلا الأدب ، فبلغ فيه الغاية ، ثمّ طلب الحديث ... وتقدّم في جميع فنونه ... وصنّف التصانيف التي عمّ النفع بها ، كشرح البخاري ، الذي لم يصنّف أحد في الأولين ولا في الآخرين مثله ... توفي في ذي الحجة سنة ٨٥٢ ... وقد غلق بعده الباب ، وختم به هذا الشأن ... » (١).

٣ ـ الصدّيق القنوجي : « الحافظ ابن حجر العسقلاني ... ترجمه تلميذه السخاوي في كتاب سمّاه الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر ، وترجمه البلقيني أيضا في كتاب وقف عليه في حياته. وقال المعلّم بطرس البستاني في دائرة المعارف : جدّ في الفنون حتى بلغ الغاية ، وعكف على الزين العراقي وانتفع به ، وأخذ عن الشيوخ ، وأذن له في الإفتاء والتدريس ، وشهد له أعيان شيوخه بالحفظ ، وزادت تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفنون الأدب والفقه وغير ذلك على مائة وخمسين تصنيفا ، ورزق فيها السعد والقبول ، خصوصا فتح الباري ... » (٢).

وله ترجمة في :

١ ـ حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ١ / ٣٦٣.

٢ ـ ذيل طبقات الحفّاظ : ٣٨٠.

٣ ـ شذرات الذهب ٧ / ٢٧٠.

٤ ـ الضوء اللامع ٢ / ٣٦.

__________________

(١) طبقات الحفّاظ : ٥٥٢.

(٢) التاج المكلّل : ٣٢.

٣٥٨

(٦٦)

رواية ابن الصبّاغ المالكي

ورواه نور الدين ابن الصبّاغ المالكي ، مصرّحا بوروده صحيحا في كتب الحديث ، وفي الأخبار الصريحة حيث قال :

« فصل ـ في محبة الله تعالى ورسوله له. وذلك أنّه صحّ النقل في كتب الأحاديث الصحيحة والأخبار الصريحة عن أنس بن مالك ـ رضي‌الله‌عنه. قال :

أهدي إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم طير مشوي يسمّى الحجل ـ وفي رواية : ما أراه إلاّ الحبارى ـ فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء علي فحجبته وقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مشغول ، رجاء أن تكون الدعوة لرجل من قومي ، ثمّ جاء علي ثانية فحجبته ، ثمّ جاء الثالثة فقرع الباب فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : أدخله فقد عنيته ، فلمّا دخل قال له النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما حبسك عنا يرحمك الله؟ قال : هذه آخر ثلاث مرّات وأنس يقول : إنّك مشغول. فقال : يا أنس : ما حملك على ذلك؟ قال : سمعت دعوتك فأحببت أن تكون لرجل من قومي. فقال صلّى الله عليه وسلّم : لا يلام الرحل على حبّه لقومه. رواه الترمذي » (١).

ترجمته

ونور الدين علي بن محمّد المعروف بابن الصبّاغ المالكي ، المتوفى سنة ٨٥٥ ، من أعلام المحدثين وكبار فقهاء المالكية :

__________________

(١) الفصول المهمة : ١٩.

٣٥٩

١ ـ ترجم له السّخاوي ، وذكر له كتاب ( الفصول المهمّة ) وأنّ له منه إجازة (١).

٢ ـ ذكره عمر بن فهد المكّي فيمن كان بمكّة من الأعلام (٢).

٣ ـ وذكر أحمد بن عبد القادر العجيلي الشافعي اختلاف الفقهاء في حكم الخنثى ثمّ قال : « وجدت حكم أمير المؤمنين في كتاب الفصول المهمّة في فضل الأئمة ، تصنيف الشيخ الإمام علي بن محمّد الشهير بابن الصبّاغ من علماء المالكية » (٣).

وفي هذه العبارة : صحّة نسبة الكتاب إليه ، ووصفه بالشيخ الإمام ، والتصريح بكونه من علماء المالكية.

٤ ـ وذكر عبد الله بن محمّد المطيري كتابه ( الفصول المهمّة ) في مصادر كتابه ( الرياض الزاهرة ).

٥ ـ ونصّ رشيد الدين الدهلوي على أنّه من كتب أهل السنّة المؤلّفة في فضائل الأئمّة.

٦ ـ واعتمد عليه ونقل عنه جمع من العلماء المشاهير في مصنفاتهم :

كالسمهودي في ( جواهر العقدين ) ، والشيخاني القادري في ( الصراط السوي ) ، ومحمّد محبوب في ( تفسير شاهي ).

(٦٧)

رواية الميبدي اليزدي

ورواه الحسين بن معين الدين الميبدي اليزدي ، حيث أورده بشرح ديوان

__________________

(١) الضوء اللاّمع ٥ / ٢٨٣.

(٢) إتحاف الورى بأخبار أم القرى. حوادث ٨٥٥.

(٣) ذخيرة المآل ـ مخطوط.

٣٦٠