نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٣

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٣

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٣

إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طيرا مشويا فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي منه. فجاء علي فأكل معه.

أخبرتنا ـ أعلا من هذه أو أتم ـ أم المجتبى فاطمة العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقري ، أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا أبو هشام ، أنبأنا ابن فضيل :

أنبأنا مسلم الملائي ، عن أنس [ بن مالك ] قال : أهدت أم أيمن إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم طيرا مشويا فقال : اللهم ائتني بمن تحبه يأكل معي من هذا الطير. قال أنس فجاء علي فاستأذن ، فسمع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم صوته فقال : ائذن له. فدخل وهو موضوع بين يديه ، فأكل منه ، وحمد الله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد ، أنبأنا أبو النجم بدر بن عبد الله الشيحي ، [ كذا ] أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، أنبأنا التنوخي ، أنبأنا أبو الطيب ظفران بن الحسن بن الفيرزان النخاس المعروف بالفأفاء ـ سنة أربع وثمانين وثلاث مائة ـ أنبأنا أبو هارون موسى بن محمّد بن هارون الأنصاري ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عاصم الرازي ، أنبأنا حفص بن عمر المهرقاني.

حيلولة : قال : وأنبأنا أبو بكر عبد القاهر بن محمّد بن عترة الموصلي ، أنبأنا أبو هارون موسى بن محمّد الأنصاري الزرقي ، أنبأنا أحمد بن علي الخراز ، أنبأنا محمّد بن عاصم الرازي ، أنبأنا حفص بن عمر المهرقاني ، أنبأنا النجم بن بشير ، عن إسماعيل بن سليمان الرازي ـ أخي إسحاق بن سليمان ـ عن عبد الملك بن أبي سليمان :

عن عطاء ، عن أنس بن مالك ، قال : أتي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بطائر فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر. فجاء علي بن أبي طالب فدق الباب. وذكر الحديث.

٣٠١

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد ، أنبأنا أبو الحسن الحسن آبادي ، أنبأنا أحمد بن محمّد ، أنبأنا أبو العباس الكوفي ، أنبأنا محمّد ابن سالم بن عبد الرحمن الطحان الأزدي ، أنبأنا أحمد بن النضر بن الربيع بن سعد مولى جعفر بن علي ، حدثني سليمان بن قرم ، عن محمّد بن علي السلمي :

عن أبي حذيفة العقيلي ، عن أنس بن مالك ، قال : كنت أنا وزيد بن أرقم نتناوب [ باب ] النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأتته أم أيمن بطير أهدي له من الليل ، فلمّا أصبح أتته بفضله ، فقال : ما هذا؟ قالت : فضل الطير الذي أكلت البارحة. فقال : أما علمت أن كل صباح يأتي برزقه؟ اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير. قال : فقلت : اللهم اجعله من الأنصار. قال :

فنظرت فإذا علي قد أقبل فقلت له : إنّما دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الساعة فوضع ثيابه ، فسمعني أكلّمه فقال : من هذا الذي تكلّمه؟ قلت علي. فلمّا نظر إليه قال : اللهم أحب خلقك إليك وإليّ.

وروي عن سفينة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم :

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى ، أنبأنا أبو عبد الله المحاملي ، أنبأنا عبد الأعلى بن واصل ، أنبأنا عون بن سلام ، أنبأنا سهل بن شعيب :

عن بريدة بن سفيان ، عن سفينة ـ وكان خادما لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طوائر قال : فرفعت أم أيمن بعضها ، فلمّا أصبحت أتته بها فقال : ما هذا يا أم أيمن؟ فقالت : هذا بعض ما أهدي لك أمس. فقال : أولم أنهاك أن ترفعي لأحد أو لغد طعاما ، إن لكل غد رزقه. ثمّ قال : اللهم وإليّ إليّ.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن

٣٠٢

الحسين الناطقي ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا أبو القاسم البغوي ، أنبأنا يونس بن أرقم ، أنبأنا مطير :

عن ثابت البجلي ، عن سفينة مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قال : أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طائرين بين رغيفين ، ولم يكن في البيت غيري وغير أنس ، فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فدعا بغدائه ، فقلت : يا رسول الله قد أهدت لك امرأة من الأنصار هدية ، فقدمت الطائرين إليه ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك. فجاء علي بن أبي طالب فضرب الباب ضربا خفيفا فقلت من هذا؟ قال : أبو الحسن ، ثمّ ضرب الباب ورفع صوته ، فقال صلّى الله عليه وسلّم : من هذا؟ قلت : علي بن أبي طالب. قال : افتح له ، ففتحت له فأكل معه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الطيرين حتى فنيا.

وأخبرتنا به أم المجتبى قالت : قرئ على إبراهيم ، أنبأنا ابن المقرئ أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا عبيد الله القواريري ، أنبأنا يونس بن أرقم ، أنبأنا مطير بن أبي خالد :

عن ثابت البجلي ، عن سفينة ـ صاحب دار النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال : أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طيرين بين رغيفين ، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المسجد [ و ] لم يكن في البيت غيري وغير أنس بن مالك ، فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فدعا بالغذاء فقلت : يا رسول الله قد أهدت لك امرأة هدية ، فقدّمت إليه الطيرين فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك ـ أحسبه قال : إليك وإلى رسولك. ـ قال فجاء علي فضرب الباب ضربا خفيفا فقلت من هذا؟ قال أبو الحسن ، ثمّ ضرب ورفع صوته فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من هذا؟ قلت : علي. قال : افتح له. ففتحت [ له الباب ] فأكل مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الطيرين حتى فنيا ».

٣٠٣

ترجمته

١ ـ ياقوت : « هو أبو القاسم علي بن الحسن ... الشّافعي. الحافظ. أحد أئمة الحديث المشهورين ، والعلماء المذكورين. ولد في المحرم سنة ٤٩٩. ومات في الحادي عشر من رجب سنة ٥٧١ » (١).

٢ ـ ابن خلكان : « الحافظ أبو القاسم ... الملقب ثقة الدين. كان محدّث الشام في وقته ، ومن أعيان الفقهاء الشافعية. غلب عليه الحديث فاشتهر به ، وبالغ في طلبه إلى أن جمع منه ما لم يتّفق لغيره. ورحل وطوّف وجاب البلاد ولقي المشايخ ، وكان رفيق الحافظ أبي سعد عبد الكريم بن السمعاني في الرحلة ، وكان حافظا ديّنا ، جمع بين معرفة المتون والأسانيد ... وكان حسن الكلام على الأحاديث ، محظوظا في الجمع والتأليف ، صنّف التاريخ الكبير لدمشق في ثمانين مجلدة ، أتى فيه بالعجائب ، وهو على نسق تاريخ بغداد ... » (٢).

٣ ـ الذهبي : « ابن عساكر ـ الإمام الحافظ الكبير ، محدّث الشام ، فخر الأئمة ثقة الدين ... قال السمعاني : أبو القاسم ، حافظ ، ثقة ، متقن ، ديّن ، خيّر ، حسن السمت ، جمع بين معرفة المتن والإسناد ، كان كثير العلم غزير الفضل صحيح القراءة مثبتا ، رحل وتعب وبالغ في الطلب ، وجمع ما لم يجمعه غيره ، وأربى على الأقران ...

قال سعد الخير : ما رأيت في سنن ابن عساكر مثله.

قال القاسم ابن عساكر : سمعت التاج المسعودي يقول : سمعت أبا العلاء الهمداني يقول لرجل استأذنه في الرحلة : إن عرفت أحدا أفضل مني

__________________

(١) معجم الأدباء ١٣ / ٧٣.

(٢) وفيات الأعيان ٣ / ٣٠٩.

٣٠٤

حينئذ آذن لك أن تسافر إليه ، إلاّ أن تسافر إلى ابن عساكر فإنه حافظ كما يجب. حدّثني أبو المواهب بن صصري قال : لمّا دخلت همدان قال لي الحافظ : أنا أعلم أنّه لا يساجل الحافظ أبا القاسم في شأنه أحد.

سمعت أبا الحسن علي بن محمّد الحافظ سمعت الحافظ أبا محمّد المنذري يقول : سألت شيخنا أبا الحسين علي بن المفضل عن أربعة تعاصروا أيّهم أحفظ؟ فقال : من؟ قلت : الحافظ ابن ناصر وابن عساكر. فقال : ابن عساكر أحفظ. قلت : الحافظ أبو العلاء وابن عساكر. قال : ابن عساكر أحفظ.

قلت : الحافظ أبو طاهر السلفي وابن عساكر. فقال : السلفي شيخنا ، السلفي شيخنا.

قلت : يعني أنّه ما أحبّ أن يصرّح بتفضيل ابن عساكر على السلفي فإنّه شيخه. ثمّ أبو موسى أحفظ من السلفي مع أن السلفي من بحور الحديث وعلمائه. وكان شيخنا أبو الحجاج يميل إلى ابن عساكر ويقول : ما رأى حافظا مثل نفسه.

قال الحافظ عبد القادر : ما رأيت أحفظ من ابن عساكر.

وقال ابن النجار : أبو القاسم إمام المحدثين في وقته ، انتهت إليه الرياسة في الحفظ والإتقان والنقل والمعرفة التامة ، وبه ختم هذا الشأن.

فقرأت بخطّ الحافظ معمر بن الفاخر في معجمه : ثنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي بمنى ـ وكان أحفظ من رأيت من طلبة الحديث والشأن. وكان شيخنا إسماعيل بن محمّد الإمام يفضّله على جميع من لقيناهم ، قدم أصبهان ونزل في داري وما رأيت شابا أورع ولا أحفظ ولا أتقن منه ... » (١).

٤ ـ اليافعي : « الفقيه ، الإمام ، المحدّث البارع ، الحافظ المتقن ، الضابط ذو العلم الواسع ، شيخ الإسلام ومحدث الشام ، ناصر السنّة قامع

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٣٢٨.

٣٠٥

البدعة ، زين الحفّاظ وبحر العلوم الزاخر ، ورئيس المحدثين ، المقرّ له بالتقدم ، العارف الماهر ، ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر ، الذي اشتهر في زمانه بعلوّ شأنه ولم ير مثله في أقرانه ، الجامع بين المعقول والمنقول ، والمميّز بين الصحيح والمعلول ، كان محدّث زمانه ومن أعيان الفقهاء الشافعية ... » (١).

٥ ـ السبكي : « الإمام الجليل ، حافظ الامة ، أبو القاسم ابن عساكر ، هو الشيخ الإمام ناصر السنّة وخادمها ، وهازم جند الشيطان بعساكر اجتهاده وهادمها ، إمام أهل الحديث في زمانه ، وختام الجهابذة الحفّاظ ولا ينكر أحد منهم مكين مكانه ، محطّ رحال الطالبين وموئل ذوي الهمم من الراغبين ، الأوحد الذي أجمعت الامة عليه ، والواصل إلى ما لا تطمح الآمال إليه ...

ولد في مستهل رجب سنة ٤٩٩ ، وسمع خلائق ، وعدة شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ ، ومن النساء بضع وثمانون امرأة. وارتحل إلى العراق ومكّة والمدينة ، وارتحل إلى بلاد العجم ... ولمّا دخل بغداد أعجب به العراقيون وقالوا : ما رأينا مثله ، وكذلك قال مشيخة الخراسانيين.

وقال شيخه أبو الفتح المختار بن عبد الحميد : قدم علينا أبو علي ابن الوزير فقلنا : ما رأينا مثله ، ثمّ قدم علينا أبو سعد ابن السمعاني فقلنا : ما رأينا مثله ، حتى قدم علينا هذا فلم نر مثله.

وقال فيه الشيخ محي الدين النووي ـ ومن خطه نقلت ـ هو حافظ الشام بل هو حافظ الدنيا ، الإمام مطلقا ، الثقة الثبت ... » (٢).

٦ ـ الأسنوي ... كذلك (٣).

__________________

(١) مرآة الجنان ٣ / ٣٩٣.

(٢) طبقات الشافعية ٧ / ٢١٥.

(٣) طبقات الشافعية ٢ / ٢١٦.

٣٠٦

٧ ـ وابن قاضي شهبة ... (١).

٨ ـ السيّوطي : « ابن عساكر ، الإمام الكبير ، حافظ الشام ، بل حافظ الدنيا ، الثقة الثبت الحجة ، ثقة الدنيا ... وكان من كبار الحفّاظ المتقنين ، من أهل الدين والخير ، غزير العلم ، كثير الفضل ، جمع بين معرفة المتن والإسناد ، وأملى مجالس متينة ... » (٢).

٩ ـ أبو الفداء : « الحافظ أبو القاسم ... كان إماما في الحديث من أعيان الشافعيّة ، صنّف تاريخ دمشق في ثمانين مجلدة » (٣).

١٠ ـ ابن الوردي : « الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي نور الدين. من أعيان الشافعية والمحدّثين ... » (٤)

(٤٨)

رواية مجد الدين المبارك ابن الأثير

روى حديث الطير من فضائل الإمام عليه‌السلام حيث قال :

« أنس قال : كان عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير ، فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطائر. فجاء علي فأكل معه.

أخرجه الترمذي. وقال رزين : قال أبو عيسى : في هذا الحديث قصة ، وفي آخرها : إن أنسا قال لعلي : استغفر لي ولك عني بشارة ، ففعل فأخبره بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. انتهى » (٥).

__________________

(١) طبقات الشافعية ١ / ٣٤٥.

(٢) طبقات الحفّاظ : ٤٧٤.

(٣) المختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٩.

(٤) تتمة المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٣٢.

(٥) جامع الأصول ٩ / ٤٧١.

٣٠٧

ترجمته

١ ـ ابن الأثير : « وفيها في سلخ ذي الحجة توفي أخي مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمّد بن محمّد بن عبد الكريم الكاتب. مولده في أحد الربيعين سنة أربع وأربعين. وكان عالما في عدة علوم منها : الفقه والاصولان والنحو والحديث واللغة. وله تصانيف مشهورة في التفسير والحديث والنحو والحساب وغريب الحديث. وله رسائل مدوّنة. وكان كاتبا مفلقا يضرب به المثل ، ذا دين متين ، ولزوم طريق مستقيم ، رحمه‌الله ورضى عنه ، فلقد كان من محاسن الزمان ، ولعلّ من يقف على ما ذكرته يتّهمني في قولي ، ومن عرفه من أهل عصرنا يعلم إني مقصّر » (١).

٢ ـ ابن خلكان نقلا عن ابن المستوفي : « اشتهر العلماء ذكرا وأكبر النبلاء قدرا ، وأحد الفضلاء المشار إليهم ، وفرد الأماثل المعتمد في الأمور عليهم ... » (٢).

٣ ـ الذهبي ، ووصفه بالعلاّمة (٣).

٤ ـ أبو الفداء : « وكان عالما بالفقه والأصولين والنحو والحديث واللغة. وله تصانيف مشهورة : وكان كاتبا مفلقا » (٤).

وهكذا تجد ترجمته والثناء عليه في كتب أخرى منها :

١ ـ سير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٨٨.

٢ ـ معجم الأدباء ٦ / ٢٣٨.

٣ ـ العبر ٥ / ١٩.

__________________

(١) الكامل ١٢ / ١٢٠.

(٢) وفيات الأعيان ٤ / ١٤١.

(٣) العبر ٥ / ١٩ دول الإسلام ٢ / ٨٤.

(٤) المختصر في أحوال البشر ٣ / ١١٨.

٣٠٨

٤ ـ طبقات السبكي ٥ / ١٥٣.

٥ ـ بغية الوعاة ٢ / ٢٧٤.

٦ ـ شذرات الذهب ٥ / ٢٢.

(٤٩)

رواية أبي الحسن علي ابن الأثير

روى حديث الطير بترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام بأسانيده عن أنس ابن مالك حيث قال ما نصّه :

« أنبأنا المنصور بن أبي الحسن الفقيه ، بإسناده إلى أبي يعلى قال : حدّثنا الحسن بن حمّاد ، حدّثنا مسهر بن عبد الملك ، حدّثنا عيسى بن عمر ، عن السدي ، عن أنس بن مالك : إن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان عنده طائر فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، فجاء أبو بكر فردّه ، فجاء عمر فردّه ، فجاء عثمان فردّه. فجاء علي فأذن له. ذكر أبي بكر وعمر وعثمان في هذا الحديث غريب جدا.

وقد روى من غير وجه عن أنس. ورواه غير أنس من الصّحابة.

أنا أبو الفرج الثقفي ، أنبأنا الحسن بن عيسى ، حدّثنا الحسن بن أحمد ـ وأنا حاضر أسمع ـ أنبأنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي ، حدّثنا الحسن بن عيسى ، ثنا الحسن بن السميدع ، ثنا موسى بن أبي أيوب ، عن شعيب بن إسحاق ، عن أبي حنيفة ، عن مسعر ، عن حماد ، عن إبراهيم عن أنس قال : أهدي إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم طير فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك. فجاء علي فأكل معه.

تفرد به شعيب عن أبي حنيفة.

أخبرنا محمّد بن أبي الفتح بن الحسن النقّاش الواسطي ، ثنا أبو روح عبد

٣٠٩

المعز بن محمّد بن أبي الفضل البزاز ، أنبأنا زاهر بن طاهر الشحامي ، أنا أبو سعيد الكنجرودي أخبرنا الحاكم أبو أحمد ، أنا عبد الله محمّد بن عمرو بن الحسين الأشعري بحمص ، نا محمّد بن مصفى ، نا حفص بن عمر المعرّي ، نا موسى بن سعد البصري قال : سمعت الحسن يقول : سمعت أنس بن مالك يقول : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير فقال : اللهم ائتني برجل يحبّه الله ويحبّه رسوله. قال أنس : فأتى علي فقرع الباب. فقلت : إن رسول الله مشغول ـ وكنت أحبّ أن يكون رجلا من الأنصار ـ ثمّ إن عليا فعل مثل ذلك ، ثمّ أتى الثالثة ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا أنس ، أدخله فقد عنيته. فلمّا أقبل قال : اللهم وإليّ ، اللهم وإليّ.

وقد رواه عن أنس غير من ذكرنا : حميد الطويل ، وأبو الهندي ، ويغنم ابن سالم ـ يغنم بالياء تحتها نقطتان والغين المعجمة والنون وآخره ميم. وهو اسم مفرد. والله أعلم » (١).

ترجمته

١ ـ ابن خلكان : « أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني ، المعروف بابن الأثير الجزري ، الملقب عزّ الدين ... كان إماما في حفظ الحديث ومعرفته وما يتعلّق به ، وحافظا للتواريخ المتقدمة والمتأخرة ، وخبيرا بأنساب العرب وأخبارهم وأيامهم ووقائعهم ... ولمّا وصلت إلى حلب في أواخر سنة ٦٢٦ كان عزّ الدين المذكور مقيما بها ... فاجتمعت به فوجدته رجلا مكمّلا في الفضائل وكرم الأخلاق وكثرة التواضع ، فلازمت التردّد إليه ...

وتوفي في شعبان سنة : ٦٣٠ ... » (٢).

__________________

(١) أسد الغابة ٤ / ٣٠.

(٢) وفيات الأعيان ٣ / ٣٤٨.

٣١٠

٢ ـ الذهبي : « ابن الأثير ، الإمام العلاّمة الحافظ فخر العلماء عز الدين أبو الحسن ... المحدّث اللغوي ، صاحب التاريخ. ومعرفة الصحابة وغير ذلك ... وكان مكمّلا في الفضائل ، علاّمة ، نسّابة ، أخباريا ، عارفا بالرجال وأنسابهم ولا سيّما الصحابة ، مع الأمانة والتواضع والكرم ... » (١).

٣ ـ اليافعي : « الإمام الحافظ ، ابن الأثير أبو الحسن ... » (٢).

٤ ـ الأسنوي : « ... فأمّا عز الدين فكان محدّثا حافظا ، ومؤرخا ... » (٣).

٥ ـ السيوطي : « ابن الأثير ، الإمام العلاّمة الحافظ ... » (٤).

وكذا ترجم له في ( المختصر ) و ( العبر ) و ( دول الإسلام ) و ( روضة المناظر ) في حوادث سنة ٦٣٠.

(٥٠)

رواية محبّ الدّين ابن النّجار

روى حديث الطّير في ( ذيل تاريخ بغداد ) بترجمة « سهل بن عبيد بن سورة الخراساني الأصبهاني » على ما نقل عنه. حيث قال عن سهل المذكور أنّه :

« حدّث عن إسماعيل بن هارون عن الصعق بن حرب عن مطر الورّاق قال : أهدي للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم طير يقال له النحام ، فأكله واستطابه وقال : اللهم أدخل إليّ أحبّ خلقك إليك ـ وأنس رضي الله تعالى عنه ،

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٣٩٩.

(٢) مرآة الجنان ـ حوادث ٦٣٠.

(٣) طبقات الشافعية ١ / ٧١.

(٤) طبقات الحفّاظ : ٤٩٥.

٣١١

بالباب ـ فجاء علي رضي الله تعالى عنه ، فقال : يا أنس ، استأذن لي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال : إنّه على حاجة ، فدفع صدره ودخل ، فقال رضي الله تعالى عنه : يوشك أن يحال بيننا وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فلمّا رآه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : اللهم وال من ولاه ».

وستعلم روايته من عدّة من الكتب أيضا.

ترجمته

١ ـ الذهبي : « ابن النجار ، الحافظ الإمام البارع مؤرّخ العصر ، مفيد العراق ، محبّ الدين أبو عبد الله محمّد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن بن النجار البغدادي ، صاحب التصانيف. ولد سنة ٥٧٨ ... وكان من أعيان الحفّاظ الثقات ، مع الدين والصيانة والفهم وسعة الرّواية ... واشتملت مشيخته على ثلاثة آلاف شيخ ... وكان من محاسن الدنيا. توفي في خامس شعبان سنة ٦٤٣ » (١).

٢ ـ ابن شاكر : « الحافظ الكبير محبّ الدين ابن النجار البغدادي صاحب التاريخ ـ وكان إماما ثقة حجة مقريا مجوّدا حسن المحاضرة كيّسا متواضعا ... » (٢).

٣ ـ الصفدي : « وكان إماما ثقة حجة ... » (٣).

٤ ـ اليافعي : « الحافظ الكبير ... وكان ثقة متقنا ، واسع الحفظ ، تام المعرفة » (٤).

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٤٢٨ وأنظر العبر ، دول الإسلام ـ حوادث ٦٤٣.

(٢) فوات الوفيات ٤ / ٣٦.

(٣) الوافي بالوفيات ٥ / ٩.

(٤) مرآة الجنان. حوادث ٦٤٣.

٣١٢

٥ ـ الأسنوي : « كان إماما حافظا » (١).

(٥١)

رواية محمّد بن طلحة

رواه في كتابه ( مطالب السؤول ) بقوله :

« وقال صلّى الله عليه وسلّم يوما ـ وقد أحضر إليه طير ليأكله ـ اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي فأكل معه منه. وكان أنس حاضرا يسمع قول النبي صلّى الله عليه وسلّم قبل المجيء ، فبعد ذلك جاء أنس إلى علي فقال : استغفر لي ولك عندي بشارة. ففعل. فأخبره بقول النبي صلّى الله عليه وسلّم » (٢).

ترجمته

توجد ترجمة أبي سالم محمّد بن طلحة ومآثره الفاخرة في :

١ ـ مرآة الجنان ٢ / ١٢٨.

٢ ـ طبقات الأسنوي ٢ / ٥٠٣.

٣ ـ طبقات ابن قاضي شهبة ٢ / ٥٣.

٤ ـ سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٢٩٣.

٦ ـ العبر ٥ / ٢١٣.

وهذه عبارة ابن قاضي شهبة : « محمّد بن طلحة بن محمّد بن الحسن ، الشيخ كمال الدين ، أبو سالم القرشي العدوي النصيبي ... مصنّف كتاب

__________________

(١) طبقات الشافعية ٢ / ٥٠٢.

(٢) مطالب السؤول : ٤٢.

٣١٣

العقد الفريد ، أحد الصدور والرؤساء المعظميّن ولد سنة ٥٨٢ وتفقّه وشارك في العلوم ، وكان فقيها بارعا عارفا بالمذهب والأصول والخلاف ، ترسّل عن الملوك ، وساد وتقدّم ، وسمع الحديث ، وحدّث في بلاد كثيرة ... قال السيد عز الدين : أفتى وصنّف ، وكان أحد العلماء المشهورين والرؤساء المذكورين ... توفي في حلب في رجب سنة ٦٥٢ ودفن في المقام ».

وقد اعتمد جماعة من الأعلام على رواياته وكلماته في كتابه ( مطالب السؤول ) ومنهم : الكنجي الشافعي في ( كفاية الطالب ) والبدخشاني في ( مفتاح النجا ) ... وقد مدح هو نفسه كتابه المذكور في خطبته ... فراجعه.

(٥٢)

رواية سبط ابن الجوزي

ورواه أبو المظفّر سبط ابن الجوزي حيث قال في ذكر أحاديث فضائل الإمام عليه‌السلام : « وأمّا السنّة فأخبار. فنبتدئ منها بما ثبت في الصحيح والمشاهير من الآثار ...

حديث الطائر :

وقد أخرجه : أحمد في الفضائل ، والترمذي في السنن.

فأمّا أحمد فأسنده إلى سفينة مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ واسمه مهران ـ قال : أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طيرا بين رغيفين ، فقدّمته إلى رسول الله ـ وفي رواية : طيرين بين رغيفين ـ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك. فإذا بالباب يفتح ، فدخل علي فأكل معه.

وأمّا الترمذي فقال : ثنا سفيان بن وكيع ، عن عبيد الله بن موسى ، عن

٣١٤

عيسى بن عمر ، عن السدّي ، عن أنس بن مالك قال : كان عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم طير فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك يأكل معي من هذا الطائر ، فجاء علي فأكل معه.

قال الترمذي : السدّي اسمه : إسماعيل بن عبد الرحمن ، سمع من أنس بن مالك ، ورأى الحسين بن علي ، ووثّقه سفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم.

قلت : إنّما ذكر الترمذي هذا في تعديل السدّي ، لأن جماعة تعصّبوا عليه ليبطلوا هذا الحديث ، فعدّله الترمذي.

وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري : حديث الطائر صحيح ، يلزم البخاري ومسلما إخراجه في صحيحيهما ، لأنّه من شرطهما » (١).

ترجمته

وسبط ابن الجوزي من كبار الحفّاظ المشهورين العلماء الاعلام المعتمدين ، فقد ترجم له ووصفه بذلك ، واعتمد على رواياته وأقواله مشاهير الأئمة في الكتب المختلفة ، وقد أوردنا طرفا من ذلك في قسم ( حديث النور ) ومن مصادر ترجمته الكتب التالية :

١ ـ وفيات الأعيان ٣ / ١٤٢.

٢ ـ فوات الوفيات ٤ / ٣٥٦.

٣ ـ ذيل مرآة الزمان ١ / ٣٩.

٤ ـ المختصر في أحوال البشر ٣ / ٢٠٦.

٥ ـ تتمة المختصر في أحوال البشر ٢ / ٢٨٦.

٦ ـ العبر ٥ / ٢٢٠.

٧ ـ طبقات المفسرين ٢ / ٢٨٣.

__________________

(١) تذكرة خواص الامة : ٣٨ ـ ٣٩.

٣١٥

٨ ـ مرآة الجنان ٤ / ١٣٦.

٩ ـ الجواهر المضيّة في طبقات الحنفيّة ٢ / ٢٣٠.

١٠ ـ البداية والنهاية ١٣ / ١٩٤.

١١ ـ النجوم الزاهرة ٧ / ٣٩.

١٢ ـ النجوم الزاهرة ٧ / ٣٩.

١٣ ـ سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٢٩٦.

هذا ، ولا يخفى على أهل العلم أنّ ( الدّهلوي ) أيضا ممّن يعتمد على سبط ابن الجوزي ويستند إلى روايته ، في نفس كتابه ( التحفة ).

(٥٣)

رواية الكنجي الشّافعي

رواه في باب عقده لنقله بأسانيده قائلا :

« الباب الثالث والثلاثون ـ في حديث الطائر :

أخبرنا منصور بن محمّد أبو غالب المراتبي بها ، أخبرنا أبو الفرج بن أبي الحسين الحافظ ، أخبرنا أحمد بن محمّد السدّي ، أخبرنا علي بن عمر بن محمّد السكري ، أخبرنا أبو الحسن علي بن السراج المصري ، حدّثنا أبو محمّد فهد بن سليمان النحاس ، حدّثنا أحمد بن يزيد ، حدّثنا زهير ، حدّثنا عثمان الطويل ، عن أنس بن مالك ، أهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر وكان يعجبه أكله ، فقال : ائتني بأحبّ الخلق يأكل معي من هذا الطائر ، فجاء علي بن أبي طالب فقال : استأذن على رسول الله ، قال : فقلت ما عليه إذن ـ وكنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار ـ فذهب ، ثمّ رجع فقال : استأذن لي عليه ، فسمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلامه فقال : ادخل يا علي ،

٣١٦

ثمّ قال : اللهم وإليّ اللهم وإليّ.

أخبرنا الشيخ العلاّمة أبو محمّد عبد الله بن أبي الوفا محمّد بن الحسن الباذرائي الحافظ ، عن الحافظ أبي محمّد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر قال : أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الهروي ، أخبرنا أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل بن أبي حامد ، والقاضي أبو عامر محمود ابن القاسم الأزدي ، وأبو نصر عبد العزيز بن محمّد بن إبراهيم الترياقي ، قالوا : أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن عبد الله بن أبي الجراح المروزي ، أخبرنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محبوب ، أخبرنا الحافظ أبو عيسى محمّد ابن عيسى الترمذي ، حدّثنا سفيان بن وكيع ، حدّثنا عبيد الله بن موسى عن عيسى ابن عمر ، عن السدّي ، عن أنس بن مالك ، قال : كان عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير فقال : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك يأكل معي هذا الطائر ، فجاء علي فأكل معه.

قلت : هكذا أخرجه الترمذي في جامعه ، وهو أحد الصحاح الستّة.

وقد صحّح الترمذي سماع السدّي من أنس ، ووثقه أحمد بن حنبل وسفيان الثوري ، وشعبة ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى بن سعيد القطان.

وقال الحاكم النيسابوري : حديث الطائر يلزم البخاري ومسلم إخراجه في صحيحيهما لأن رجاله ثقات.

وأخبرنا إبراهيم بن بركات بن إبراهيم الخشوعي ، أخبرنا الحافظ أبو القاسم ، أخبرنا أبو القاسم السمرقندي ، أخبرنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان ، وأبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، قالا : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله ، حدّثنا حمزة بن القاسم الهاشمي ، حدّثنا محمّد بن الهيثم ، حدّثنا يوسف بن عدي ، حدّثنا حماد بن المختار عن عبد الملك بن عمير ، عن أنس قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طائر فوضع بين يديه ، فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي ، فجاء

٣١٧

علي فدّق الباب فقلت : من ذا؟ فقال : أنا علي ، فقلت : إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، فرجع ، ثلاث مرات كل ذلك يجيء ، قال : فضرب الباب برجله فدخل ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ما حبسك؟ قال : جئت ثلاث مرات كل ذلك يقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على حاجة.

فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ما حملك على ذلك؟ قال قلت : كنت أحب أن يكون رجلا من قومي.

قلت : هكذا رواه الحافظ في تاريخه وطرّقه عن جماعة من الصحابة والتابعين.

أخبرنا شيخ الشيوخ أبو البركات عبد الرحمن بن أبي الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي السعيد الصوفي ـ قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد ـ أخبرنا أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل ، أخبرنا أحمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن ، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان ، أخبرنا محمّد ابن العباس بن نجيح ، حدّثنا محمّد بن القاسم النحوي ، حدّثنا أبو عاصم ، عن أبي الهندي ، عن أنس ، قال : أتي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بطائر فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي ، فجاء علي فحجبته مرتين ، فجاء في الثالثة فأذنت له ، فقال : يا علي ما حبسك؟ قال : هذه ثلاث مرات قد جئتها فحبسني أنس ، قال : لم يا أنس؟ قال : سمعت دعوتك يا رسول الله فأحببت أن يكون رجلا من قومي. فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : الرجل يحب قومه.

قلت : رزقناه عاليا ، ذكره ابن نجيح البزاز في الأوّل من منتقى أبي حفص عمر البصري.

وقد رواه أيضا سفينة مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، كما أخبرتنا الشيخة الصالحة شرف النساء ، وابنة الإمام أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن علي الأبنوسي إجازة.

٣١٨

وحدّثني عنها الإمام الحافظ أبو محمّد الحسين بن الحافظ عبد الله بن الحافظ عبد الغني من لفظه ، قالت : أخبرنا والدي أبو الحسن ، أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن الدقاق ، أخبرنا أبو محمّد بن البيع ، أخبرنا أبو عبد الله المحاملي ، حدّثنا عبد الأعلى بن واصل ، حدّثنا عون بن سلام ، حدّثنا سهل بن شعيب ، عن بريدة بن سفيان ، عن سفينة ـ وكان خادما لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طوائر. قال : فرفعت له أم أيمن بعضها فلمّا أصبح أتته بها ، فقال : ما هذا أم أيمن؟ فقالت : هذا بعض ما أهدي لك أمس. قال : أو لم أنهك أن ترفعي لأحد أو لغد طعاما ، إن لكلّ غد رزقه ثمّ قال : اللهم أدخل لي أحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، فدخل علي فقال : اللهم وإليّ.

قلت : رواه المحاملي في الجزء التاسع من أماليه ، كما أخرجناه سواه ، وفيه دلالة واضحة على أن عليا عليه‌السلام أحبّ الخلق إلى الله ، وأدل الدلالة على ذلك دعاء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيما دعا به.

وقد وعد الله تعالى من دعاه بالاجابة ، حيث قال عزّ وجلّ ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) فأمر بالدعاء ووعد بالإجابة ، وهو عزّ وجلّ لا يخلف الميعاد. وما كان الله عزّ وجلّ ليخلف وعده رسله ولا يرد دعاء رسوله لأحب الخلق إليه ، ومن أقرب الوسائل إلى الله تعالى محبته ومحبة من يحب لحبه ، كما أنشدني بعض أهل العلم في معناه :

بالخمسة الغرّ من قريش

وسادس القوم جبرئيل

بحبهم ربّ فاعف عني

بحسن ظني بك الجميل

العدد الموسوم في هذا البيت أراد بهم أهل البيت أصحاب العباء الذين قال الله تعالى في حقهم : ( لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وهم محمّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين صلوات الله عليهم وسادس القوم جبرئيل عليه‌السلام.

٣١٩

وحديث أنس الذي صدّرته في أوّل الباب أخرجه الحاكم أبو عبد الله الحافظ النيسابوري عن ستة وثمانين رجلا ، كلهم رووه عن أنس ، وهذا ترتيبهم على حروف المعجم.

ـ أ ـ

إبراهيم بن هدبة أبو هدبة ، وإبراهيم بن مهاجر أبو إسحاق البجلي ، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدّي ، وإسماعيل بن سليمان بن المغيرة الأزرق ، وإسماعيل بن وردان ، وإسماعيل بن سليمان ، وإسماعيل غير منسوب من أهل الكوفة ، وإسماعيل بن سليمان التيمي ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، وأبان بن أبي عياش أبو إسماعيل.

ـ ب ـ

بسام الصيرفي الكوفي ، وبرذعة بن عبد الرحمن.

ـ ث ـ

ثابت بن أسلم البنانيان ، وثمامة بن عبد الله بن أنس.

ـ ج ـ

جعفر بن سليمان الضبعي.

ـ ح ـ

حسن بن أبي الحسن البصري ، وحسن بن الحكم البجلي ، وحميد بن التيرويه الطويل.

ـ خ ـ

خالد بن عبيد أبو عاصم.

ـ ز ـ

الزبير بن عدي ، وزياد بن محمّد الثقفي ، وزياد بن ثروان.

٣٢٠