السيّد علي الحسيني الميلاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٣
المعدوم الناصر ، الكثير الخاذل ، المحصور في منزله ، المقتول عطشا وظلما في محرابه ، المعذب بأسياف الفسقة. إلى عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وثقته وأمير عسكره بذات السلاسل ، المعظم رأيه ، المفخم تدبيره : أما بعد ، فلن يخفى عليك احتراق قلوب المؤمنين ، وما أصيبوا به من الفجيعة بدم عثمان ، وما ارتكب به جاره حسدا وبغيا بامتناعه من نصرته وخذلانه إياه ، واشيا به العامة عليه ، حتى قتلوه في محرابه ، فيا لها من مصيبة عمّت جميع المسلمين وفرضت عليهم طلب دمه من قتلته ، وأنا أدعوك إلى الحظ الأجزل من الثواب والنصيب الأوفر من حسن المآب ، بقتال من آوى قتلة عثمان.
فكتب إليه عمرو : من عمرو بن العاص صاحب رسول الله ، إلى معاوية ابن أبي سفيان : أما بعد ، فقد وصل إليّ كتابك ، فقرأته وفهمته ، فأما ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي والتهور في الضلالة معك ، وإعانتي إياك على الباطل ، واختراط السيف في وجه علي ـ وهو أخو رسول الله ، ووصيّه ، ووارثه ، وقاضي دينه ، ومنجز وعده ، وزوج ابنته سيدة نساء أهل الجنّة ، وأبو السبطين الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة ـ فلن يكون. وأما ما قلت : إنك خليفة عثمان ، فقد صدقت ولكن تبيّن اليوم عزلك عن خلافته ، وقد بويع لغيرك ، فزالت خلافتك. وأما ما عظّمتني به ونسبتني إليه من صحبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنى صاحب جيشه ، فلا أغتر بالتزكية ولا أميل بها عن الملة.
وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ووصيّه إلى البغي والحسد على عثمان وسميت الصحابة فسقة ، وزعمت أنّه أشلاهم على قتله ، فهذا كذب وغواية ، ويحك ـ يا معاوية ـ أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبات على فراشه وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة. وقد قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : هو
منّي وأنا منه. وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي. وقال فيه يوم غدير خم : ألا من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله. هو الذي قال فيه يوم خيبر : لأعطينّ الرّاية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. وقال فيه يوم الطير : اللهم آتني بأحبّ خلقك إليك وإليّ ، فلمّا دخل إليه قال : إليّ وإليّ وإليّ. وقد قال فيه يوم بني النضير : علي قاتل الفجرة وإمام البررة منصور من نصره مخذول من خذله. وقال فيه : علي إمامكم بعدي. وأكّد القول عليّ وعليك وعلى خاصته وقال : إني مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي. وقد قال فيه : أنا مدينة العلم وعلي بابها.
وقد علمت ـ يا معاوية ـ ما أنزل الله تعالى في كتابه من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشاركه فيها أحد كقوله تعالى : ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) وقوله تعالى : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) وقوله تعالى : ( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) وقوله تعالى : ( رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) وقوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وقد قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أما ترضى أن يكون سلمك سلمي وحربك حربي وتكون أخي وولي في الدنيا والآخر : يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن أحبك أدخله الله الجنة ومن أبغضك أدخله الله النار.
وكتابك ـ يا معاوية الذي هذا جوابه ـ ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين. والسلام.
ثمّ كتب إليه معاوية يعرض عليه الأموال والولايات ، وكتب في آخر كتابه هذا الشعر : ... » (١).
__________________
(١) مناقب علي بن أبي طالب : ١٢٩ ـ ١٣٠.
* وروى الخوارزمي المكّي حديث الطير بسند له قال :
« وأخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرني القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرني والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرني أبو علي الحسين بن محمّد بن علي الرودباري ، أخبرني أبو بكر محمّد بن مردويه بن عباس بن سنان الرازي ، حدّثني أبو حاتم الرازي ، حدّثني عبيد الله بن موسى ، أخبرني إسماعيل الأزرق ، عن أنس بن مالك قال : اهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير فقال : اللهم آتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فقلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار ، فجاء علي عليهالسلام فقلت : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة قال : فذهب ثمّ جاء ، فقلت : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة قال : فذهب ثمّ جاء ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : افتح الباب ، ففتحت ، ثمّ دخل فقال له : ما حديثك يا علي؟ قال : يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذا آخر ثلاث كرات قد أتيت ويردني أنس ، ويزعم أنّك على حاجة قال : النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ما حملك على ما صنعت يا أنس؟ قال : سمعت دعاك ، فأحببت أن يكون في رجل من قومي الأنصار ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : إن الرجل ليحب قومه.
وللصاحب كافي الكفاة يمدح الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام :
يا أمير
المؤمنين المرتضى |
|
إن قلبي عندكم
قد وقفا |
كلّما جدّدت
مدحي فيكم |
|
قال ذو النصب
تسبّ السلفا |
من كمولاي علي
زاهدا |
|
طلّق الدنيا
ثلاثا ووفى؟ |
من دعي للطير أن
يأكله |
|
ولنا في بعض هذا
مكتفى |
من وصي المصطفى
عندكم |
|
فوصي المصطفى من
يصطفى » (١) |
__________________
(١) مناقب علي بن أبي طالب : ٦٤ ـ ٦٥.
وقال الخطيب الخوارزمي :
وقال الصاحب كافي الكفاة يمدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام :
هو البدر في
هيجاء بدر وغيره |
|
فرائصه من ذكره
السيف ترعد |
وكم خبر في خيبر
قد رويتم |
|
ولكنكم مثل
النعام تشرد |
وفي احد ولّى
الرجال وسيفه |
|
يسود وجه الكفر
وهو مسود |
علي له في الطير
ما طار ذكره |
|
وقامت به أعداؤه
وهي تشهد |
وما سدّ عن خير
المساجد بابه |
|
وأبوابهم إذ ذاك
عنه تسدد |
وزوجته الزهراء
خير كريمة |
|
لخير كريم فضلها
ليس يجحد |
وقال الصاحب أيضا في مدحه عليهالسلام :
ما لعلي العلى
أشباه |
|
لا والذي لا إله
إلاّ هو |
مبناه مبنى
النبيّ تعرفه |
|
وابناه عند
التفاخر ابناه |
إن عليا علا إلى
شرف |
|
لو رامه الوهم
ذلّ مرقاه |
أيا غداة الكساء
لا تهنى |
|
عن شرح علياه إذ
تكساه |
يا صحوة الطير
تنبئ شرفا |
|
فاز به لا ينال
أقصاه |
براءة اعلمي
بلاغك من |
|
أقعد عنه ومن
تولاّه |
يا مرحب الكفر
من أذاقك من |
|
حد الضبا ما
كرهت ملقاه |
يا عمرو من ذا
الذي أنالك من |
|
صارمه الحتف حين
تلقاه |
أما رأيتم
محمّدا حذرا عليه |
|
قد حاطه وربّاه |
واختصه يافعا
وآثره |
|
واعتامه مخلصا
وآخاه |
زوجه بضعة
النبوة إذ |
|
رآه خير امرئ
وأتقاه » (١) |
__________________
(١) مناقب علي بن أبي طالب : ٢٤٠.
ونظم الخوارزمي هذه المأثرة في قصيدة له. قال :
هل أبصرت عيناك
في المحراب |
|
كأبي تراب من
فتى محراب |
لله درّ أبي
تراب إنّه |
|
أسد الحراب
وزينة المحراب |
هو ضارب وسيوفه
كثواقب |
|
هو مطعم وجفانه
كجواب |
هو ماهد الأرض
الدماء ومطلع |
|
شهب الأسنة في
سماء تراب |
هو قاصم الأصلاب
غير مدافع |
|
يوم الهياج
وقاسم الأسلاب |
إن النبيّ مدينة
لعلومه |
|
وعلي الهادي لها
كالباب |
لو لا علي ما
اهتدى في مشكل |
|
عمر الإصابة
والهدى لصواب |
قد نازع الطير
النبيّ وردّه |
|
من ردّه فاصدق
وقل بكذاب » (١) |
ترجمته
وتوجد ترجمة الخطيب المكّي الخوارزمي المتوفى سنة ٥٦٨ في بعض مجلّدات كتابنا ، ومن مصادرها :
١ ـ العقد الثمين في أعلام البلد الأمين ٧ / ٣١٠.
٢ ـ الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية ٢ / ١٨٨.
٣ ـ إنباه الرواة على أنباء النحاة ٣ / ٣٣٢.
٤ ـ إعلام الأخيار بأعلام فقهاء مذهب النعمان المختار ـ مخطوط.
٥ ـ بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة : ٤٠١.
٦ ـ المختصر المحتاج إليه ١٥ / ٣٦٠.
ثمّ إنّ الخطيب الخوارزمي من أعلام تلامذة جار الله الزمخشري ، كما إنّه قد تخرّج به جماعة من الأعلام ، منهم : ناصر بن عبد السيّد المطرزي
__________________
(١) القصيدة مطبوعة في آخر المناقب.
الخوارزمي ، كما في وفيات الأعيان ، ومعجم الأدباء ، وغيرهما من المصادر بترجمة المطرزي المذكور.
(٤٦)
رواية الملاّ الأردبيلي
رواه في كتابه ( وسيلة المتعبّدين ) (١) كما ذكر الشيخ حسن بن محمّد بن علي السهمي في ( الأنوار البدريّة ) حيث قال : « وقد أخرجه الفرّاء في مصابيحه في الغريب ـ وهو قسم من الصحيح ـ وأخرجه صاحب جامع الأصول ، وأخرجه صاحب الوسيلة فيما خصّ به علي » (٢).
قلت : وهذا نصّ عبارته :
« قوله فيما خصّ به ـ عن أنس بن مالك رضياللهعنه ـ قال : اهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي ، فجاء علي ـ رضياللهعنه ـ يستأذن قال أنس : وأحببت أن يكون من الأنصار ، فقلت لعلي : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة مشغول ، فانصرف علي ، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي ، فعاد علي في الثالثة ، فقلت : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الحاجة ، قال : فدفعني ودخل ، فلما رآه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : اللهم وال ، اللهم وال. وفي أخرى : فجاء علي ـ رضياللهعنه ـ وأكل معه » (٣).
__________________
(١) قال كاشف الظنون : « وسيلة المتعبدين للشيخ الصالح عمر بن محمّد بن خضر الأردبيلي المتوفى سنة وهو الذي كان يعتقده نور الدين الشهيد ».
(٢) الأنوار البدرية في الردّ على رسالة الأعور الواسطي ـ مخطوط.
(٣) وسيلة المتعبدين ج ٥ ق ٢ ص ١٦٠.
ترجمته
والملاّ من أكابر الحفاظ المشهورين المستندين ، فقد أثنى عليه علماء أهل السنّة ، ووصفوه بالصلاح والديانة ، وجعلوه أسوة وقدوة لهم في عقائدهم وأعمالهم ... قال الحافظ الدمشقي الصالحي : « قال الإمام الحافظ أبو محمّد ابن عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة في كتابه ( الباعث على إنكار البدع والحوادث ) قال الربيع قال الشافعي رحمهالله تعالى : المحدثات من الأمور ضربان أحدهما : ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنّة أو أثرا أو إجماعا. فهذه البدعة هي الضلالة. والثاني : ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لأحد من هذا ، فهي محدثة غير مذمومة. قال عمر رضياللهعنه في قيام رمضان : نعمة البدعة هذه. يعني أنها محدثة لم تكن. وإذا كانت فليس فيها ردّ لما مضى ، فالبدع الحسنة متفق على جواز فعلها ، والاستحباب لها ، ورجاء الثواب لمن حسنت نيّته فيها ، وهي كل مبتدع موافق للقواعد الشرعية ، غير مخالف لشيء منها ، ولا يلزم من فعله محذور شرعي ، وذلك نحو بناء المنائر والربط والمدارس وخانات السبيل ، وغير ذلك من أنواع البرّ التي لم تعهد في الصدر الأول ، فإنّه موافق لما جاءت به السنّة من اصطناع المعروف ، والمعاونة على البرّ والتقوى.
ومن أحسن البدع ما ابتدع في زماننا هذا من هذا القبيل : ما كان يفعل بمدينة إربل كلّ عام في اليوم الموافق ليوم مولد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، من الصدقات والمعروف ، وإظهار الزينة والسرور ، فإن ذلك ـ مع ما فيه من الإحسان إلى الفقراء ـ يشعر بمحبّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وتعظيمه وإجلاله في قلب فاعله ، وشكر الله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي هو رحمة للعاملين صلّى الله عليه وسلّم.
وكان أوّل من فعل بالموصل عمر بن محمّد الملاّ أحد الصالحين
المشهورين ، وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره ، رحمهمالله تعالى ».
قلت : ومن أكابر العلماء والرجال الذين اقتدوا به. الحافظ السخاوي ، والحافظ ابن الجزري ، والحافظ أبو شامة ، وابن طغريل صاحب ( الدر المنتظم ) ، والشيخ ابن فضل ، ويوسف الحجّار ، وابن البطّاح ، والإمام جمال الدين ، والإمام ظهير الدين ، والشيخ نصير الدين ، والإمام الحافظ أبو محمّد ، والإمام العلاّمة صدر الدين ، والحافظ السيوطي ... وغيرهم ... هؤلاء كلّهم اقتدوا بالملاّ في إقامة الشعائر المذكورة يوم ميلاد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وناهيك بذلك من فضيلة جليلة ومنقبة جميلة ...
وقد أورد المولوي سلامة الله عبارة الحافظ الصالحي بطولها في كتابه ( إشباع الكلام ).
واعتمد على روايات الملاّ وأوردها كلّ من : الحافظ المحبّ الطبري والحافظ نور الدين السمهودي. بل استند إلى أحاديثه وتمسّك بها الكابلي في ( صواقعه ) و ( الدهلوي ) في ( تحفته ).
وكتابه ( وسيلة المتعبّدين ) من مشاهير الكتب المصنّفة في السّيرة النبويّة ، وقد ذكره ( الدهلوي ) في رسالته في ( أصول الحديث ) في عداد السيرة لابن إسحاق ، والسّيرة لابن هشام ...
وأورد صديق حسن خان كلام ( الدهلوي ) في كتابه ( الحطّة ).
(٤٧)
رواية ابن عساكر
روى الحديث بطرق جمّة بترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام من
( تاريخه ) حيث قال :
« أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أخبر أبو الفتح هبة الله بن علي بن محمّد بن الطيب بن الجار القرشي الكوفي ببغداد ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد التميمي النحوي ـ يعرف بابن النجار الكوفي ـ أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي ، أنبأنا عباد بن يعقوب :
أنبأنا عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي قال : اهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير يقال له الحبارى فوضعت بين يديه ـ وكان أنس بن مالك يحجبه ـ فرفع النبي صلّى الله عليه وسلّم يده إلى الله ثمّ قال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك يأكل معي من هذا الطير. قال : فجاء علي فاستأذن فقال له أنس : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة! فرجع ، ثمّ دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [ الثانية فجاء علي فاستأذن فقال أنس : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ] فرجع!! ثمّ دعا الثالثة فجاء علي فأدخله ، فلمّا رآه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : اللهم وإليّ. فأكل معه ، فلمّا كان رسول الله [ كذا ] صلّى الله عليه وسلّم خرج علي قال أنس : اتبعت عليا فقلت : يا أبا حسن استغفر لي فإن لي إليك ذنبا ، وإن عندي [ لك ] بشارة! فأخبرته بما كان من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فحمد الله ، واستغفر لي ورضي عني ، أذهب ذنبي عنده بشارتي إياه.
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان ، أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد ، أنبأنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، أنبأنا حسين بن محمد ، أنبأنا سليمان بن قرم ، عن محمّد بن شعيب :
عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده ابن عباس قال : أتي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بطائر فقال : اللهم ائتني برجل يحبه الله ورسوله. فجاء علي عليهالسلام فقال : اللهم وإليّ.
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي ، وأبو غالب أحمد بن علي بن الحسين ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن الحسن ، أنبأنا يحيى بن محمّد ، أنبأنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، أنبأنا أبو أحمد حسين بن محمّد ، أنبأنا سليمان بن قرم ، عن محمّد بن شعيب :
عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جدّه ابن عباس ، قال : أتي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بطائر فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك. فجاءه علي فقال : اللهم وإليّ.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي ـ أنبأنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني ، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص العطّار ، أنبأنا حاتم بن الليث الجوهري ، أنبأنا عبد السلام بن راشد.
أنبأنا عبد الله بن المثّنى ، عن ثمامة ، عن أنس ، قال : أتي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بطير فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي منه. فجاء علي عليهالسلام فأكل معه.
ورواه غيره عن [ عبد الله ] بن المثنى ، عن عبد الله بن أنس :
أخبرتنا [ به ] أم المجتبى بنت ناصر ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقري ، أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا قطن بن نسير ، أنبأنا جعفر بن سليمان الضبعي ، أنبأنا عبد الله بن المثنى :
عن عبد الله بن أنس ، عن أنس بن مالك ، قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم حجل مشوي بخبزة وصبابة ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطعام. فقالت عائشة : اللهم اجعله أبي. وقالت حفصة : اللهم اجعله أبي. قال أنس : وقلت : اللهم اجعله سعد بن عبادة ، قال أنس : فسمعت حركة بالباب فخرجت فإذا علي بالباب ، فقلت : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، فانصرف
ثمّ سمعت حركة بالباب ، فخرجت فإذا علي بالباب ، فقلت : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة فانصرف ، ثمّ سمعت حركة بالباب فسلّم علي فسمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صوته فقال : انظر من هذا. فخرجت فإذا هو علي ، فجئت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : فأخبرته. فقال : ائذن له ، فدخل علي فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : اللهم وإليّ اللهم وإليّ.
أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن محمّد بن عبد الرحمن بن محمّد الزهري ، أنبأنا عبد الله بن إسحاق المدايني ، أنبأنا عبد القدوس بن محمّد بن شعيب الحبحاب ، حدّثني عمّي صالح بن عبد الكبير ابن شعيب ، حدّثني عبد الله بن زياد أبو العلاء :
عن سعيد بن المسيب ، عن أنس ، قال : اهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير مشوي فقال : اللهم أدخل عليّ أحبّ أهل الأرض إليك يأكل معي. قال أنس : فجاء علي فحجبته ، ثمّ جاء ثانية فحجبته ، ثمّ جاء ثالثة فحجبته رجاء أن تكون الدعوة لرجل من قومي ، ثمّ جاء الرابعة فأذنت له ، فلمّا رآه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، قال : اللهم وأنا أحبه. فأكل معه من الطير.
[ وبالسند المتقدم ] قال : وأنبأنا عبد الله ، أنبأنا أبو هشام محمّد بن يزيد الرفاعي ، عن ابن فضيل :
عن مسلم الملائي ، عن أنس بن مالك ، قال : أهدت أم أيمن إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طيرا مشويا ، فقال : اللهم أدخل [ عليّ ] من تحبه يأكل معي من هذا الطير. فجاء رجل فاستأذن وأنا على الباب ، فقلت : أنّه على حاجة ، فرجع ثمّ جاء الثانية فاستأذن فقلت : إنّه على حاجة! فرجع ثمّ جاء الثالثة فاستأذن فسمع [ النبيّ ] صوته فقال : ائذن له. [ قال : فأذنت له فجاءه ] وهو موضوع بين يديه ، فأكل [ معه ].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو عثمان بن سعيد بن محمّد بن
أحمد البجيري ، أنبأنا زاهر بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن نوح ، قال : قرئ على عبد القدوس بن محمّد بن شعيب ، أنبأنا عمّي صالح ، أنبأنا عبيد (١) الله بن زياد أبو العلاء ، عن علي بن زيد :
عن سعيد بن المسيب ، عن أنس بن مالك ، قال : اهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير مشوي فقال : اللهم أدخل عليّ أحبّ خلقك إليك من أهل الأرض يأكل معي منه. قال أنس : فجاء علي فحجبته ، ثمّ جاء الثانية فحجبته ، ثمّ جاء الثالثة فحجبته رجاء أن تكون الدعوة لرجل من قومي ، ثمّ جاء الرابعة فأذنت له فدخل ، فلمّا رآه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قال : اللهم إني أحبه. فأكل معه من ذلك الطير.
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو حفص ابن شاهين ، أنبأنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، أنبأنا عبد القدوس بن محمّد بن عبد الكبير بن الحبحاب بالبصرة ، حدّثني عمّي صالح بن عبد الكبير ، أنبأنا عبد الله بن زياد أبو العلاء ، عن علي بن زيد :
عن سعيد بن المسيب ، عن أنس بن مالك ، قال : اهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير مشوي فقال : اللهم أدخل عليّ أحبّ [ أهل ] الأرض إليك يأكل معي. قال أنس : فجاء علي بن أبي طالب فحجبته ، ثمّ جاء الثانية فحجبه أنس ، ثمّ جاء الثالثة فحجبه أنس رجاء أن تكون الدعوة لرجل من قومه! قال : ثمّ جاء الرابعة فأذن له ، فلمّا رآه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، قال : وأنا أحبّه. فأكل معه.
قال ابن شاهين : تفرّد بهذا الحديث عبد القدوس بن محمّد عن عمّه ، لا أعلم حدّث به غيره ، وهو حديث حسن غريب.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا
__________________
(١) في الحديث السابق عليه والآتي بعده : « عبد الله ».
حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي ، أنبأنا جعفر بن أحمد بن عاصم.
حيلولة : وأنبأنا أبو محمّد ابن الأكفاني ، أنبأنا أبي أبو الحسين ، أنبأنا أبو الحسن ابن السمسار ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري ، أنبأنا أبو محمّد جعفر بن عاصم بن الرواس ، أنبأنا محمّد بن مصفى ، أنبأنا حفص بن عمر ، عن موسى بن سعد :
عن الحسن ، عن أنس ، قال : أتي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بطير جبلي ، فقال : اللهم ائتني برجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فإذا علي يقرع الباب ، قال أنس : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مشغول ـ زاد الأكفاني : قال : وكنت أحبّ أن يكون رجلا من الأنصار. وقالا : ـ ثمّ أتى الثانية ، فقال أنس : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مشغول!! ثمّ أتى الثالثة فقال : يا أنس أدخله فقد عنيته! قال : فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : اللهم وإليّ اللهم وإليّ.
أخبرناه عاليا أبو القاسم الشحامي ، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي ، أنبأنا الحاكم أبو أحمد ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عمرو بن الحسن الأشعري بحمص ، أنبأنا محمّد بن مصفى ، أنبأنا حفص بن عمر العدني ، أنبأنا موسى ابن سعد البصري ، قال :
سمعت الحسن يقول : سمعت أنس بن مالك يقول : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، طير فقال : اللهم ائتني برجل يحبه الله ويحبه رسوله.
قال أنس : فأتى علي فقرع الباب ، فقلت : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مشغول ـ وكنت أحبّ أن يكون رجلا من الأنصار ـ ثمّ إن عليّا فعل مثل ذلك ، ثمّ أتى الثانية فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا أنس أدخله فقد عنيته! فلمّا أقبل إليه قال : اللهم إليّ اللهم إليّ.
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو حفص بن شاهين ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم الأنماطي ، أنبأنا محمّد بن عمرو
ابن نافع ، أنبأنا علي بن الحسن [ الشامي ] أنبأنا خليد بن دعلج :
عن قتادة ، عن أنس ، قال قدّمت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طيرا مشويا فسمى وأكل منه ، ثمّ قال : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ. [ قال : ] فذكر الحديث.
أخبرنا أبو الفرح قرام بن زيد بن عيسى ، وأبو القاسم بن السمرقندي قالا : أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا علي بن عمر بن محمّد الحربي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن سراج المصري ، أنبأنا أبو محمّد فهد بن سليمان بن النحاس ، أنبأنا أحمد بن يزيد الورتنيس أنبأنا زهير :
أنبأنا عثمان الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : أهدي إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم طائر كان يعجبه أكله ، فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي. فجاء علي فقال : استأذن [ لي ] على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقلت : ما عليه إذن ـ وكنت أحب أن يكون رجل من الأنصار ـ فذهب ثمّ رجع فقال : استأذن لي عليه. فسمع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كلامه فقال : ادخل يا علي ، ثمّ قال : اللهم وإليّ اللهم وإليّ.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن علي بن دحيم ، أنبأنا أحمد بن حازم ، أنبأنا عبيد الله بن موسى ، أنبأنا سكين بن عبد العزيز :
عن ميمون أبي خلف ، حدثني أنس بن مالك ، قال : أهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نحامات فقال : اللهم وفق لي أحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر. قال أنس : قلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار. فجاء علي فضرب الباب ، قلت : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة. قال فدفع الباب ثمّ دخل فقال [ رسول الله لمّا رآه : ] اللهم وإليّ.
قال الدار قطني : هذا حديث غريب ، من حديث ميمون أبي خلف عن
أنس ، تفرّد به سكين بن عبد العزيز عنه.
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الخلال وفاطمة بنت ناصر ـ واللفظ للخلال ، قالا : أنبأنا إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقري ، أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا إبراهيم الشامي ، أنبأنا سكين :
أنبأنا ميمون الرفاء أبو خلف ، عن أنس بن مالك ، قال أهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نحامات ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : [ اللهم ] وفق لي أحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير. فقال أنس فقلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار. قال : فبينما أنا كذلك إذ جاء علي فضرب الباب ، فقلت : إن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، فرجع فلم يلبث أن رجع فضرب الباب ، فقلت : إن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، فرجع فلم يلبث أن رجع فضرب الباب ، فقلت إن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، فرمى الباب ودخل ، فلمّا رآه النبي صلّى الله عليه وسلّم ، قال : اللهم وإليّ اللهم وإليّ.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر بن أبي بكر ، أنبأنا أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله الإمام ، وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليمان ، قالا : أنبأنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عمر بن حفص الجورجيري ، أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض ، أنبأنا العناء بن [ كذا ] الجارود :
عن عبد العزيز بن زياد ، أن الحجاج بن يوسف دعا أنس بن مالك من البصرة فسأله عن علي بن أبي طالب ، فقال : أهدي للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم طائر فأمر به فطبخ وصنع ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليّ يأكل معي. فجاء علي فرددته ، ثمّ جاء ثانية فرددته ، ثمّ جاء الثالثة فرددته فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : يا أنس إني قد دعوت ربّي وقد استجيب لي ، فانظر من كان بالباب فأدخله ، فخرجت فإذا أنا بعلي فأدخلته
فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : إني قد دعوت ربّي أن يأتيني بأحبّ خلقه إليّ وقد استجيب لي فما حبسك؟ قال : يا نبيّ الله جئت أربع مرات كل ذلك يردني أنس ، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ما حملك على ذلك يا أنس؟ قال : قلت : يا نبيّ الله بأبي أنت وأمي ، إنّه ليس أحد إلاّ وهو يحب قومه ، وإن عليا جاء فأحببت أن يصيب دعاؤك رجلا من قومي ، قال : وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم نبيّ الرحمة ، فسكت ولم يقل شيئا.
كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد المقري في كتابه ، وحدثني أبو مسعود المعدل عنه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا أبو بكر بن خلاد ، أنبأنا محمّد بن هارون بن مجمع ، أنبأنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة ، أنبأنا بشر بن الحسين :
عن الزبير بن عدي ، عن أنس بن مالك ، قال : أهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير مشوي ، فلمّا وضع بين يديه قال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك يأكل معي من هذا الطير. فقرع الباب فقلت : من هذا؟ فقال : علي فقلت : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، الحديث.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني ، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص العطار قال أبو العيناء [ كذا ] أنبأنا أبو عاصم :
عن أبي الهندي ، عن أنس ، قال : أتي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بطير ، فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك. فجاء علي. فقال : اللهم وإليّ.
كتب إليّ أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسن بن سوسن التمار ، وأخبرني أبو طاهر محمّد بن أبي بكر بن عبد الله عنه ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد الآدمي القارئ ، أنبأنا محمّد بن القاسم مولى بني هاشم.
وأخبرنا أبو طاهر أيضا وأبو محمّد بختيار بن عبد الله الهندي ، قالا : أنبأنا
أبو سعد محمّد بن عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي ، أنبأنا أبو علي بن شاذان.
حيلولة : وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، وأبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن العباس بن النجيح ، أنبأنا محمّد بن القاسم النحوي أبو عبد الله ، أنبأنا أبو عاصم :
عن أبي الهندي ، عن أنس قال : أتي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بطائر فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي. ـ زاد الآدمي : جئني بأحبّ خلقك إليك يأكله معي. وقال الآدمي : وإليك وإليّ يأكل معي ـ [ قال ] فجاء علي فحجبته ـ وفي حديث الخطيب : فحجبه مرتين فجاء في الثالثة. وقال الآدمي : فحجبته ـ ثمّ جاء الثانية فحجبته ، ثمّ الثالثة ـ وقالا : ـ فأذنت له ، فقال [ النبيّ ] يا علي ما حبسك؟ قال : هذه ثلاث مرات قد جئتها ـ وقال الآدمي : قد جئت ـ فحجبني أنس. قال : لم يا أنس؟ قال : سمعت دعوتك يا رسول الله. ـ وقال الآدمي : قلت : لأني سمعت دعوتك. وقالا : ـ فأحببت أن يكون رجلا من قومي. فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : الرجل يحبّ قومه.
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر ، وأبو عبد الله الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب ، وأم البهاء فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا ، قالوا : أنبأنا محمّد بن علي بن علي ، أنبأنا علي بن عمر بن محمّد ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله ابن إسحاق المدائني ـ سنة عشر وثلاثمائة ـ أنبأنا عبد الله بن علي بن الحسن ، أنبأنا محمّد بن علي.
أنبأنا الحكم بن محمّد بن سليم ، عن أنس بن مالك ، قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير مشوي ، فقال : اللهم أدخل عليّ من تحبه وأحبه يأكل معي من هذا الطير فجاء علي بن أبي طالب ، فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، فرجع ثمّ قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم :
اللهم أدخل ـ زاد ابن السبط : عليّ. وقالوا : ـ من تحبه وأحبّه يأكل معي من هذا الطير. فجاء علي بن أبي طالب ، فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة فرجع ثمّ قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : اللهم أدخل ـ زاد ابن السبط : عليّ ـ من تحبه وأحبّه يأكل معي من هذا الطير. فجاء علي بن أبي طالب ، فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : على حاجة ، فدفعني ودخل فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما بّطأ بك يا ابن أبي طالب؟ قال : قد جئت ثلاث مرّات كل ذلك يردني أنس. قال : ما حملك على هذا يا أنس؟ قلت : يا رسول الله سمعتك تدعو فأحببت أن يكون رجلا من قومي. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : لست بأوّل رجل أحبّ قومه.
أخبرنا أبو غالب بن البناء ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني ، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص ، أنبأنا حاتم بن الليث ، أنبأنا عبيد الله بن موسى ، عن عيسى بن عمر القاري :
عن السدي [ قال ] أنبأنا أنس بن مالك ، قال : أهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أطيار ، فقسمها وترك طيرا فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير. فجاء علي بن أبي طالب ، فدخل يأكل معه من ذلك الطير.
قال الدار قطني : تفرّد به عيسى بن عمر ، عن السدي.
أخبرنا أبو المظفر ابن القشيري ، أنبأنا أبو سعد الأديب ، أنبأنا أبو عمرو الحيري.
حيلولة : وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ قالا : أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا الحسن بن حمّاد ـ زاد ابن المقرئ : الورّاق ـ أنبأنا مسهر بن عبد الملك بن سلع ـ وهو ثقة ـ أنبأنا ـ وقال ابن المقرئ : عن عيسى بن عمر :
عن إسماعيل السدي عن أنس ـ زاد ابن حمدان : ابن مالك ـ أنّ النبيّ
صلّى الله عليه وسلّم كان عنده طائر فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك يأكل معي من هذا الطير. ـ فجاء أبو بكر فردّه ، ثمّ جاء عمر ـ وقال الحيري : عثمان ـ فردّه ، ثمّ جاء علي فأذن له.
أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين عاصم بن الحسن ، أنبأنا أبو العباس ابن عقدة ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، أنبأنا يوسف بن عدي ، أنبأنا حمّاد بن المختار الكوفي :
أنبأنا عبد الملك بن عمير ، عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طائر فرفع بين يديه ، فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي. قال : فجاء علي بن أبي طالب فدق الباب فقلت : من ذا؟ قال : أنا علي. فقلت : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، حتى فعل ذلك ثلاثا ، فجاء الرابعة فضرب الباب برجله ، فدخل ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ما حبسك؟ قال : قد جئت ثلاث مرات [ ومنعني أنس ]. فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ما حملك على ذلك [ يا أنس ]؟ قال : قلت : كنت أحبّ أن يكون رجلا من قومي.
أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان ، وأبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم.
حيلولة : وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد ، أنبأنا أبي أبو طاهر ، قالا : أنبأنا أبو طاهر قالا : أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله ، أنبأنا حمزة بن القاسم الهاشمي ، أنبأنا محمّد بن الهيثم ، أنبأنا يوسف بن عدي ، أنبأنا حمّاد بن المختار من أهل الكوفة :
عن عبد الملك بن عمير ، عن أنس قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طائر فوضع بين يديه فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك ليأكل. قال : فجاء علي فدق الباب فقلت : من ذا؟ فقال : أنا علي. فقلت : النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، فرجع ثلاث مرات كل ذلك يجيء فأقول له
ذلك فيذهب ، حتى جاء في المرة الرابعة ، فقلت له مثل ما قلت في الثلاث مرات قال : فضرب الباب برجله فدخل فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ما حبسك؟ قال : قد جئت ثلاث مرّات كل ذلك يقول [ أنس ] : النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على حاجة فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم [ يا أنس ] ما حملك على ذلك؟ قال : كنت أحبّ أن يكون رجلا من قومي.
أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح ، أنبأنا أبو بكر بن خلف ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا عبدان بن يزيد بن يعقوب الدقاق بهمدان ، أنبأنا إبراهيم بن الحسين الكسائي ، أنبأنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي ، أنبأنا حسين بن سليمان :
عن عبد الملك بن عمير ، قال : كنا عند أنس بن مالك فدخل علينا محمّد بن الحجاج يشتم علي بن أبي طالب ، قال [ أنس ] : ويحك أنت الشاتم عليا؟ كنت خادما للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذ أهدي له طائر.
[ قال : ] فذكر الحديث بطوله. قال الحاكم : لم نكتبه إلاّ بهذا الإسناد.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو القاسم زاهر الشحامي ، قالا : أنبأنا أبو يعلى الصابوني ، أنبأنا أبو سعيد الرّازي ، أنبأنا محمّد بن أيوب الرازي ، أنبأنا مسلم بن إبراهيم ، أنبأنا الحرث بن نبهان :
أنبأنا إسماعيل ـ رجل من أهل الكوفة ـ عن أنس بن مالك : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أهدي له طير ، ففرّق بعضها في نسائه ووضع بعضها بين يديه ، فقال : اللهم سق أحب خلقك إليك يأكل معي.
قال : وذكر حديث الطير.
أخبرنا أبو القاسم بن مندويه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى ، أنبأنا أبو العباس ابن عقدة ، أنبأنا أحمد بن يحيى بن زكريا ، أنبأنا إسماعيل بن أبان :
أنبأنا عبد الله بن مسلم الملائي ، عن أبيه عن أنس ، قال : أهدت أم أيمن