نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٢

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٢

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٤

المعرفة ، واتّصف بمحكم الحكمة وأدرك أنواع العلم ، فصارت الحكم من ألفاظه ملتقطة ، وشوارد العلوم الظاهرة والباطنة به آنسة ، وعيونها من قليب قلبه متفجرة.

ولم يزل بملازمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يزيده الله تعالى علما حتى قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ فيما نقله الترمذي في صحيحه بسنده عنه ـ : أنا مدينة العلم وعلي بابها. فكان من غزارة علمه يذلّل جوامع القضايا ، ويوضّح مشكلات الوقائع ، ويسهّل مستصعب الأحكام. فكلّ علم كان له فيه أثر ، وكل حكمة كان له عليها استظهار. وسيأتي تفصيل هذا التأصيل في الفصل السادس المعقود لبيان علمه وفضله إن شاء الله تعالى.

وحيث اتّضح ما آتاه الله تعالى من أنواع العلم وأقسام الحكمة ، فباعتبار ذلك وصف بلفظة البطين ، فإنها لفظة يوصف بها من هو عظيم البطن متّصف بامتلائه. ولّما كان عليه‌السلام قد امتلأ علما وحكمة ، وتضلّع من أنواع العلوم وأقسام الحكمة ما صار غذاء له مملوّا به وصف باعتبار ذلك بكونه بطينا من العلم والحكمة ، كمن تضلّع من الأغذية الجسمانية ما عظم به بطنه وصار باعتباره بطينا ، فأطلقت هذه اللفظة نظرا إلى ذلك » (١).

الكنجي الشافعي : « قلت : والله أعلم : إن وجه هذا عندي : أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها. أراد صلّى الله عليه وسلّم أن الله تعالى علّمني العلم وأمرني بدعاء الخلق إلى الإقرار بوحدانيّته في أول النبوة ، حتى مضى شطر زمان الرسالة على ذلك. ثم أمرني الله بمحاربة من أبى الإقرار لله عزّ وجل بالوحدانيّة بعد منعه من ذلك ، فأنا مدينة العلم في الأوامر والنواهي وفي السلم والحرب حتى جاهدت المشركين ، وعلي بن أبي طالب بابها ، أي هو أول من يقاتل أهل البغي بعدي من أهل بيتي وسائر أمتي ، ولو لا أنّ عليا بيّن للناس قتال أهل البغي وشرّع الحكم في قتلهم ، وإطلاق الأسارى منهم ، وتحريم

__________________

(١) مطالب السئول : ٣٥.

٢٨١

سلب أموالهم وسبي ذراريهم ، لما عرف ذلك ، فالنبي صلّى الله عليه وسلّم سنّ في قتال المشركين ونهب أموالهم وسبى ذراريهم ، وسنّ علي في قتال أهل البغي أن لا يجهز على جريح ولا يقتل الأسير ولا تسبى النساء والذرية ، ولا تؤخذ أموالهم. وهذا وجه حسن صحيح.

ومع هذا ، فقد قال العلماء من الصحابة والتابعين وأهل بيته بتفضيل عليّ ، وزيادة علمه وغزارته وحدّة فهمه ووفور حكمته وحسن قضاياه وصحة فتواه ، وقد كان أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من علماء الصحابة يشاورونه في الأحكام ويأخذون بقوله في النقض والإبرام ، اعترافا منهم بعلمه ووفور فضله ورجاحة عقله وصحة حكمه ، وليس هذا الحديث في حقّه بكثير ، لأنّ رتبته عند الله عزّ وجل وعند رسوله وعند المؤمنين من عباده أجلّ وأعلى من ذلك » (١).

النووي :

« إمام المسلمين بلا ارتياب

أمير المؤمنين أبو تراب

نبي الله خازن كلّ علم

علي للخزانة مثل باب »

ذكر البيتين شهاب الدين في ( توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل ).

أبو بكر الخوافي ، فقد قال شهاب الدين أحمد : « الباب الخامس عشر في أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبارك وسلّم دار حكمة ومدينة علم وعلي لهما باب. وأنه أعلم الناس بالله تعالى وأحكامه وآياته وكلامه بلا ارتياب.

عن مولانا أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم : يا علي إن الله أمرني أن أدنيك فاعلّمك لتعي ، وأنزلت عليّ هذه الآية ( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) فأنت اذن واعية لعلمي. رواه الحافظ الامام أبو نعيم في الحلية.

ورواه سلطان الطريقة وبرهان الحقيقة الشيخ شهاب الدين أبو جعفر عمر

__________________

(١) كفاية الطالب : ٢٢٢.

٢٨٢

السهروردي في العوارف بإسناده إلى عبد الله بن الحسن رضي الله عنهما ولفظه : قال حين نزلت هذه الآية ( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم لعلي رضي الله تعالى عنه : سألت الله أن يجعلها اذنك يا علي. قال علي كرّم الله تعالى وجهه : فما نسيت شيئا بعده وما كان لي أن أنسى.

قال شيخ المشايخ في زمانه وواحد الأقران في علومه وعرفانه الشيخ زين الدين أبو بكر محمد بن محمد بن علي الخوافي قدس الله تعالى سرّه : فلذا اختص علي كرّم الله وجهه بمزيد العلم والحكمة حتى قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى وآله وبارك وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها. وقال عمر : لو لا علي لهلك عمر ».

شهاب الدين أحمد ، قال بعد حديث مدينة العلم : « واعلم أن الباب سبب لزوال الحائل والمانع من الدخول إلى البيت ، فمن أراد الدخول وأتى البيوت من غير أبوابها شقّ وعسر عليه دخول البيت ، فهكذا من طلب العلم ولم يطلب ذلك من علي رضي‌الله‌عنه وبيانه ، فإنه لا يدرك المقصود ، فإنه رضي‌الله‌عنه كان صاحب علم وعقل وبيان ، وربّ من كان عالما ولا يقدر على البيان والإفصاح ، وكان علي رضي‌الله‌عنه مشهورا من بين الصحابة بذلك. فباب العلم وروايته واستنباطه من علي رضي‌الله‌عنه ، وهو كان بإجماع الصحابة مرجوعا إليه في علمه ، موثوقا بفتواه وحكمه ، والصحابة كلهم يراجعونه مهما أشكل عليهم ، ولا يسبقونه ، ومن هذا المعنى قال عمر : لو لا علي لهلك عمر. رضي الله تعالى عنهم ».

ابن الصباغ المالكي بعد نقل حكم الامام في الخنثى : « فانظر رحمك الله إلى استخراج أمير المؤمنين علي رضي‌الله‌عنه بنور علمه وثاقب فهمه ما أوضح به سبيل السداد ، وبيّن به طريق الرشاد ، وأظهر به جانب الذكورة على الأنوثة من مادة الإيجاد ، وحصلت له هذه المنة الكاملة والنعمة الشاملة بملاحظة النبي صلّى الله عليه وسلّم له ، وتربيته وحنّوه عليه وشفقته ، فاستعدّ لقبول الأنوار وتهيّأ لفيض العلوم والأسرار ، فصارت الحكمة من ألفاظه ملتقطة ، والعلوم الظاهرة والباطنة بفؤاده مرتبطة ، لم تزل بحار العلوم تنفجر من صدره ويطفو عبابها. حتى قال صلّى

٢٨٣

الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها » (١).

نور الدين السمهودي : « وقد أخرج ابن السمّان عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه أنه سمع عمر يقول لعلي رضي الله عنهما ـ وقد سأله عن شيء فأجابه ففرّج عنه ـ لا أبقاني الله بعدك يا علي. قال الزين العراقي في شرح التقريب في ترجمة علي رضي‌الله‌عنه : قال عمر رضي‌الله‌عنه : أقضانا عليّ ، وكان يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو حسن. انتهى. وهذا التعوّذ رواه الدار قطني وغيره ولفظه : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن. وفي رواية له عن أبي سعيد الخدري قال : قدمنا مع عمر مكة ومعه علي بن أبي طالب فذكر له علي شيئا فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم أبا حسن. قالوا : وإنما لم يولّه شيئا من البعوث لأنه كان يمسكه عنده لأخذ رأيه ومشاورته. وأخرج الحافظ الذهبي عن عبد الملك بن أبي سليمان قال : ذكر لعطاء أكان أحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أفقه من علي؟ قال : لا والله ما علمته.

قلت : وهذا وأشباهه مما جاء في فضيلة علي في هذا الباب شاهد لحديث : أنا مدينة العلم وعليّ بابها » (٢).

الفضل ابن روزبهان ، في جواب كلام العلاّمة الحلّي وقد استدل فيه بقوله عليه‌السلام : سلوني ، وبحديث مدينة العلم كما سمعت : « هذا يدل على وفور علمه واستحضاره أجوبة الوقائع واطّلاعه على العلوم والمعارف ، وكلّ هذه الأمور مسلّمة » (٣).

الملاّ علي القاري : « ثم علي بن أبي طالب. أي ابن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي. وهو المرتضى ، زوج فاطمة الزهراء ،

__________________

(١) الفصول المهمة : ١٩.

(٢) جواهر العقدين ـ مخطوط.

(٣) إبطال الباطل ـ مخطوط.

٢٨٤

وابن عم المصطفى ، والعالم في الدرجة العليا ، والمعضلات التي سأله كبار الصحابة عنها ورجعوا إلى فتواه ، فيها فضائل كثيرة شهيرة ، تحقق قوله عليه‌السلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها. وقوله عليه‌السلام : أقضاكم علي » (١).

القاري أيضا بعد نقل حكاية مكذوبة في تعلّم الخضر عليه‌السلام من أبي حنيفة : « ولا يخفى أن هذا من كلام بعض الملحدين الساعي في فساد الدين ، إذ حاصله أن الخضر ـ الذي قال الله تعالى في حقّه : ( عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ) وقد تعلّم موسى عليه‌السلام بعض العلوم منه بما أوتي علما ـ من جملة تلاميذ أبي حنيفة ، ثم عيسى عليه‌السلام يأخذ أحكام الإسلام من تلميذ تلميذ أبي حنيفة في ذلك المقام ، وما أسرع فهم التلميذ حيث أخذ عن الحضر في ثلاث سنين ما تعلّم الخضر من أبي حنيفة حيّا وميّتا في ثلاثين سنة. وأعجب منه أن أبا القاسم القشيري ليس معدودا في طبقات الحنفية وإنما هو أحد أكابر الشافعية.

ثم العجب من الخضر أنه أدرك النبي عليه‌السلام ولم يتعلّم منه الإسلام ولا من علماء الصحابة الكرام ، كعليّ باب مدينة العلم وأقضى الصحابة ، وزيد أفرضهم ، وأبي أقرأ القرّاء ، ومعاذ بن جبل الأعلم بالحلال والحرام. ولا من التابعين العظام كالفقهاء السبعة. وسعيد بن المسيّب بالمدينة ، وعطاء بمكة ، والحسن بالبصرة ، ومكحول بالشام. وقد رضي لجهله بالشريعة الحنيفيّة حتى تعلّم مسائلها بدلائلها في أواخر عمر أبي حنيفة ، فهذا مما لا يخفى بطلانه على العقول السخيفة والفهوم الضعيفة. بل لو أطلق على هذه المقالة الرديّة علماء الشّافعية أو الحنابلة أو المالكية أخذوها على وجه السخريّة وجعلوها وسيلة في قلة عقل الطائفة الحنفية ، حيث لم يعلموا أن أحدا منهم لم يرض بهذه القضية بالكليّة. ثم لو تعرّضت لما في منقوله من الخطأ في مبانيه ومعانيه الدالة على نقصان

__________________

(١) شرح الفقه الأكبر : ١١٣.

٢٨٥

معقوله لصار كتابا مستقلا في ردّ محصوله ، إلاّ أني أعرضت عنه صفحا لقوله تعالى ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) وقال عزّ وجل ( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) » (١).

المنّاوي : « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. فإن المصطفى صلّى الله عليه وسلّم المدينة الجامعة لمعالي الديانات كلّها ، ولا بدّ للمدينة من باب ، فأخبر أن بابها هو علي كرّم الله وجهه ، فمن أخذ طريقه دخل المدينة ، ومن أخطأه أخطأ طريق الهدى. وقد شهد له بالأعلميّة الموافق والمؤالف والمعادي والمخالف. وخرّج الكلاباذي أن رجلا سأل معاوية عن مسألة فقال : سل عليا هو أعلم مني. فقال : أريد جوابك. قال : ويحك كرهت رجلا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يغرّه بالعلم غرّا. وكان أكابر الصحب يعترفون له بذلك ، وكان عمر يسأله عمّا أشكل عليه. جاءه رجل فسأله فقال : هاهنا علي فاسأله فقال : أريد أن أسمع منك يا أمير المؤمنين قال : قم لا أقام الله رجليك ، ومحا اسمه من الديوان. وصحّ عنه من طريق : أنه كان يتعوّذ من قوم ليس هو فيهم حتى أمسكه عنده ولم يولّه شيئا من البعوث لمشاورته في المشكل. وأخرج الحافظ الذهبي عن عبد الملك بن أبي سليمان قال : ذكر لعطاء أكان أحد من الصحب أفقه من علي؟ قال : لا والله. وقال الحرالي : قد علم الأوّلون والآخرون أن فهم كتاب الله منحصر إلى علم علي. ومن جهل ذلك فقد ضلّ عن الباب الذي من ورائه يرفع الله من القلوب الحجاب حتى يتحقق اليقين الذين لا يتغير بكشف الغطاء. إلى هنا كلامه » (٢).

عبد الحق الدهلوي. وقد تقدّم كلامه.

عبد الرحمن بن عبد الرسول الجشتي ، في مقدمة كتابه ( مرآة الأسرار ).

__________________

(١) المشرب الوردي في مذهب المهدي ـ مخطوط.

(٢) فيض القدير ٣ / ٤٦.

٢٨٦

إسماعيل بن سليمان الكردي. في كتابه ( جلاء النظر في دفع شبهات ابن حجر ).

محمد بن عبد الرسول البرزنجي ـ في كتابه ( الاشاعة لأشراط الساعة ).

ولي الله الدهلوي ـ وقد تقدمت عباراته عن قريب.

محمد معين السندي ـ في جواب استدلال القائلين بالقياس : « واستدلّوا أيضا على حجية القياس بعمل جميع كثير من الصحابة ، وأن ذلك نقل عنهم بالتواتر ، وإن كانت تفاصيل ذلك آحادا. وأيضا : عملهم بالقياس وترجيح البعض على البعض تكرر وشاع من غير نكير ، وهذا وفاق وإجماع على حجية القياس. فالجواب : إنه كما نقل عنهم القياس نقل ذمّهم القياس أيضا ، فعن باب مدينة العلم رضي‌الله‌عنه أنه قال : لو كان الدين بالقياس لكان باطن الخف أولى بالمسح من ظاهره » (١).

محمد بن إسماعيل الأمير : « ... وإذا عرفت هذا عرفت أنه قد خصّ الله الوصي عليه‌السلام بهذه الفضيلة العجيبة ، ونوّه شأنه إذ جعله باب أشرف ما في الكون وهو العلم ، وأنه منه يستمد ذلك من أراده. ثم أنه باب لأشرف العلوم وهي العلوم الدينية ، ثم لأجمع خلق الله علما وهو سيّد رسله صلّى الله عليه وسلّم.

وإن هذا لشرف يتضاءل عنه كل شرف ، ويطأطئ رأسه تعظيما له كل من سلف وخلف. وكما خصّه الله بأنّه باب مدينة العلم فاض عنه منها ما يأتيك من دلائل ذلك قريبا » (٢).

الشيخ سليمان جمل حيث قال بشرح :

« ووزيره ابن عمه في المعالي

ومن الأهل تسعد الوزراء »

قال : « وقوله : ومن الأهل ... إلخ. من تلك السعادة ما أمدّ به من المؤاخاة فقد أخرج الترمذي : آخى صلّى الله عليه وسلّم بين أصحابه فجاء علي

__________________

(١) دراسات اللّبيب : ١٨٨.

(٢) الروضة الندية.

٢٨٧

تدمع عيناه فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد. فقال : أنت أخي في الدنيا والآخرة.

ومنها : العلوم التي أشار إليها بقوله : أنا مدينة العلم وعلي بابها. فمن أراد العلم فليأت الباب » (١).

العجيلي الشافعي : « ولّما أصاب أهل مكة جدب شديد أخذه النبي صلّى الله عليه وسلّم من عمه أبي طالب وربّاه وأزلفه ، وهداه إلى مكارم الأخلاق ، فحصلت له العلوم بملاحظته له وحنوّه عليه وشفقته ، فاستعد لقبول الأنوار وتهيّأ لفيض العلوم والأسرار ، فصارت الحكمة من ألفاظه ملتقطة ، والعلوم الظاهرة والباطنة بفؤاده مرتبطة ، يتفجّر بحار العلوم من صدره. ولذلك قال صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها » (٢).

حديث « أنا مدينة الفقه وعلي بابها »

الثاني : وإنّ ممّا يردّ الحمل على العلوم الباطنة حديث « أنا مدينة الفقه وعلي بابها » فكما ورد الحديثان عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقد ورد هذا الحديث الشريف عنه أيضا ، وأخرجه وأثبته جماعة من العلماء الأعيان ... كما علمت سابقا ... وكما لا مجال للتأويل والحمل فيه كذلك لا مجال له في الحديثين ، فظهر بطلان ما ذكره القاضي الهندي بهذا البيان أيضا ، فليمت الجاحد المنكر لذلك غيظا.

الثالث : إنّ جميع هذه الأحاديث تدلّ على اختصاص العلوم مطلقا وانحصارها بمولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ... وقد ذكرنا الوجوه الدالّة على ذلك في جواب كلمات العاصمي والقاري وغيرهما ، وذكرنا هناك كلمات الأعلام

__________________

(١) الفتوحات الاحمدية بشرح الهمزية.

(٢) ذخيرة المآل ـ مخطوط.

٢٨٨

في هذا الباب ، وقد كان منها ما نقله المناوي عن الحرالي : « قد علم الأوّلون والآخرون أنّ فهم كتاب الله منحصر إلى علي ، ومن جهل ذلك فقد ضلّ عن الباب الذي من ورائه يرفع الله من القلوب الحجاب ، حتى يتحقّق الذي لا يتغيّر بكشف الغطاء ».

فبطل قوله : « فإن أخذ علوم الفقهاء لم ينحصر على علي رضي‌الله‌عنه ».

قدح حديث النجوم

الرابع : تمسّكه « بحديث أصحابي كالنجوم » لما زعمه من عدم الانحصار المذكور ، أضعف وأوهن ، ... فإنّ هذا الحديث موضوع باعتراف أكابر الحفاظ والأئمة من أهل السنّة ، ... وقد تقدم قدحه في جواب كلام الأعور الواسطي ، وممّن نصّ على بطلان هذا الحديث : ابن عبد البر ، وابن تيمية ، وأبو حيان ، والزين العراقي ، وابن حجر العسقلاني ، وابن أمير الحاج ، والسيوطي ، والخفاجي ، والشوكاني ... وتفصيل الكلام فيه مذكور في قسم ( حديث الثقلين ) من كتابنا.

* * *

٢٨٩

(١٨)

مع الدهلوي

في كلامه حول الحديث

وقال عبد العزيز الدهلوي في الباب الحادي عشر من ( التحفة ) في بيان أنواع أوهام الشيعة على زعمه : « النوع الثالث ـ أن يكون المطلوب شيئا ، ونتيجة الاستدلال شيئا آخر ، لكنّهم يتوهّمون ويجعلونها عين المطلوب لكمال القرب والمجاورة بينها وبين المطلوب ، وعلى هذا الأساس يتم أكثر استدلالات الشيعة ، كما تقدّم بالتفصيل في مباحث الإمامة ، من ذلك : أنّ الأمير باب مدينة العلم ، وكل من كان باب مدينة العلم فهو الامام ، ومن جهة أنّ الامام رئيس الأمة ، والباب له رئاسة الدار بوجه من الوجوه ، وإذا كان الأمير الباب فهو الإمام.

والحال أنّ كونه باب مدينة العلم أمر ، وكونه الامام أمر آخر ، وليس بين الأمرين اتّحاد ولا تلازم ».

أقول : وهذا الكلام مرفوض ومردود بوجوه كثيرة. نكتفي هنا بإيراد بعضها :

أحدها : دعوى عدم تفرقة الشيعة بين المطلوب والنتيجة زعم فاسد ، فإنّ الشيعة أجلّ شأنا وأعظم قدرا من ذلك ، كما ستراه عمّا قريب بعون المنعم المثيب.

والثاني : دعواه أنّ أكثر استدلالات الشيعة من هذا القبيل ، دعوى كاذبة ، ويكفيك مراجعة استدلالاتنا في المواضع المختلفة من مباحث الامامة

والثالث : ما ذكره حول استدلال الشيعة بحديث أنا مدينة العلم باطل ، فقد عرفت من بحوث كتابنا هذا حول حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » سندا ودلالة ، متانة استدلالاتنا ، وتماميّة دلالة هذا الحديث على مطلوبنا.

والرابع : إنّ طريق استدلال الشيعة بحديث مدينة العلم موجود ومضبوط في كتبها ، وليس طريق الاستدلال المبهم والمجمل الذي نسبه ( الدهلوي ) إليهم

٢٩٠

في شيء من مؤلّفاتهم ، ونحن نورد هنا طريق الاستدلال عن بعض أصحابنا لترى خيانة ( الدهلوي ) وكذبه في هذه المقالة :

قال أبو جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب السروي بعد نقل الحديث عن المخالفين : « وهذا يقتضي وجوب الرجوع إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، لأنه كنّى عنه بالمدينة ، وأخبر أن الوصول إلى علمه من جهة عليّ خاصة ، لأنه جعله كباب المدينة الذي لا يدخل إليها إلاّ منه. ثم أوجب ذلك الأمر به بقوله : فليأت الباب. وفيه دليل على عصمته ، لأنه من ليس بمعصوم يصحّ منه وقوع القبيح ، فإذا وقع كان الاقتداء به قبيحا فيؤدّي إلى أن يكون عليه‌السلام قد أمر بالقبيح ، وذلك لا يجوز. ويدلّ أيضا على أنه أعلم الأمة ، يؤيد ذلك ما قد علمناه من اختلافها ورجوع بعضها إلى بعض وغناءه عليه‌السلام عنها ، وأبان عليه‌السلام ولاية علي عليه‌السلام وإمامته ، وأنه لا يصح أخذ العلم والحكمة في حياته وبعد وفاته إلاّ من قبله وروايته عنه كما قال الله تعالى ( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها ) » (١).

وقال يحيى بن الحسن الحلي المعروف بابن البطريق : « واعلم أن هذا الفصل قد جمع أشياء في فنون شتى من مناقبه كلّها يوجب لأمير المؤمنين عليه‌السلام السيادة واتّباع الأمة والاقتداء به. منها ، قوله : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب.

وكذلك قوله : أنا مدينة الجنة. وقد قدّمنا فضل العالم على من ليس بعالم ، وأن الله قد ميّز العالم على من ليس بعالم ، وأن الله تعالى قد أوجب اتّباع من يهدي إلى الحق وهو أحق بالاتّباع من غيره ، وليس ذلك إلاّ لتفضيل العالم على من ليس كذلك ، فقد وجبت له السيادة ووجب اتّباعه. وقد استوفينا ذلك فيما مضى فلا وجه لإعادته » (٢).

وقال القاضي السيد نور الله التستري : « أقول : في الحديث إشارة إلى قوله تعالى ( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها ) وفي كثير من روايات ابن المغازلي تصريح

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٤.

(٢) العمدة : ٣٦٣.

٢٩١

بذلك ، ففي بعضها مسندا إلى جابر : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. وفي بعضها مسندا إلى علي عليه‌السلام : يا علي أنا المدينة وأنت الباب. كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلاّ من الباب. وروي عن ابن عباس : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. وعن ابن عباس أيضا : أنا مدينة الجنة وعلي بابها فمن أراد الجنة فليأتها من بابها. وعن ابن عباس أيضا بطريق آخر : أنا دار الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب.

فهذا يقتضي وجوب الرجوع إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، لأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كنّى عن نفسه الشريفة بمدينة العلم ومدينة الجنة وبدار الحكمة ، ثم أخبر أن الوصول إلى علمه وحكمته وإلى جنة الله سبحانه من جهة علي خاصة ، لأنه جعله كباب مدينة العلم والحكمة والجنة التي لا يدخل إليها إلاّ منه ، وكذّب عليه‌السلام من زعم أنه يصل إلى المدينة لا من الباب. وتشير إليه الآية أيضا كما ذكرناه.

وفيه دليل على عصمته وهو ظاهر ، لأنه عليه‌السلام أمر بالاقتداء به في العلوم على الإطلاق ، فيجب أن يكون مأمونا عن الخطأ.

ويدل على أنه إمام الأمة ، لأنه الباب لتلك العلوم. ويؤيّد ذلك ما علم من اختلاف الأمة ورجوع بعض إلى بعض وغناءه عليه‌السلام عنها.

ويدل أيضا على ولايته وإمامته عليه‌السلام وأنه لا يصح أخذ العلم والحكمة ودخول الجنّة في حياته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلاّ من قبله ، ورواية العلم والحكمة إلاّ عنه لقوله تعالى ( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها ) حيث كان عليه‌السلام هو الباب. ولله درّ القائل :

مدينة علم وابن عمك بابها

فمن غير ذاك الباب لم يؤت سورها

ويدل أيضا على أن من أخذ شيئا من هذه العلوم والحكم التي احتوى عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من غير جهة علي عليه‌السلام كان عاصيا كالسارق والمتسوّر ، لأن السارق والمتسوّر إذا دخلا من غير الباب المأمور به ووصلا

٢٩٢

إلى بغيتهما كانا عاصيين. وقوله عليه‌السلام : فمن أراد العلم فليأت الباب ، ليس المراد به التخيير ، بل المراد به الإيجاب والتهديد كقوله عزّ وجل ( فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ ) والدليل على ذلك أنه ليس هاهنا نبيّ غير محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو مدينة العلم ودار الحكمة ، فيكون العالم مخيّرا بين الأخذ من أحدهما دون الآخر ، وفقد ذلك دليل على إيجابه وأنّه فرض لازم. والحمد لله.

ثم لا يخفى على أولي الألباب أن المراد بالباب في هذه الأخبار الكناية عن الحافظ للشيء الذي لا يشذّ عنه منه شيء ، ولا يخرج إلاّ منه ولا يدخل عليه إلاّ به. وإذا ثبت أنه عليه‌السلام الحافظ لعلوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحكمته ، وثبت أمر الله تعالى ورسوله بالتوصّل به إلى العلم والحكمة وجب اتّباعه والأخذ عنه ، وهذا حقيقة معنى الامام ، كما لا يخفى على ذوي الأفهام » (١).

والخامس : لقد توهّم ( الدهلوي ) في هذه العبارة ، فذكر أنّ الباب له رئاسة الدار ، وقد كان عليه أن يقول هنا : باب المدينة له رئاسة المدينة ، ألا يفرّق ( الدهلوي ) بين « الدار » و« المدينة »؟

والسادس : إن للدهلوي هنا غلطا آخر ، فإنّ للباب رئاسة على الداخلين والخارجين من المدينة أو الدار ، لا على نفس المدينة أو الدار ... وهذا مما لا يرتاب فيه عاقل ... فهذا خطأ من ( الدهلوي ) في خطأ في خطأ.

والسابع : قد عرفت أنّ كونه عليه‌السلام باب مدينة العلم يثبت إمامته ومرجعيّته لجميع الخلائق في جميع العلوم ، ... وكونه باب مدينة العلم بهذا المعنى متحد مع الإمامة كما لا يخفى.

وأيضا : يدل الحديث على الأعلمية ، والأعلمية مستلزمة للإمامة.

__________________

(١) احقاق الحق ـ مبحث الامامة.

٢٩٣

إذن ، بين الحديث والامامة اتحاد من جهة ، وملازمة من جهة ... فنفي ( الدهلوي ) ذلك باطل ...

تمّ الكتاب ، والحمد لله ربّ العالمين ،

وصلّى الله على محمّد وآله الطّاهرين

٢٩٤

فهرس الكتاب

( ٤ )

مع ابن تيمية الحراني

في كلامه حول حديث أنا مدينة العلم

١ ـ بطلان دعوى ضعف الحديث............................................ ٦

ثناء ابن تيمية على يحيى بن معين وأحمد بن حنبل................................. ٧

اعتراف ابن تيمية برواية الترمذي............................................. ١١

ثناء ابن تيمية على الترمذي واعتماده عليه..................................... ١٢

غلو ابن تيمية في ابن جرير الطبري............................................ ١٤

ثناء ابن تيمية على الحاكم................................................... ١٦

٢ ـ سقوط التمسك بقدح ابن الجوزي...................................... ١٧

٣ ـ قوله : والكذب يعرف من نفس متنه ................................... ١٨

٤ ـ بطلان دعوى وجوب أن يكون المبلغون أهل التواتر....................... ١٩

٥ ـ قوله : خبر الواحد لا يفيد العلم الا بقرائن............................... ٣٨

١ ـ قال أحمد : خبر الواحد يفيد العلم مطلقا.............................. ٣٨

٢ ـ قال الأكثر : لا يفيد العلم مطلقا..................................... ٣٩

٣ ـ لا حاجة إلى القرينة بعد النص....................................... ٣٩

٢٩٥

٤ ـ لماذا التخصيص بالقرآن والسنة المتواترة؟.............................. ٤٠

٦ ـ الإشارة إلى أدلة عصمة علي عليه‌السلام...................................... ٤٠

٧ ـ لازم قوله : هذا الحديث إنما افتراه زنديق................................ ٤٢

من الأحاديث الدالة على أن عليا مبلغ علوم النبي............................... ٤٥

٨ ـ انتشار العلم عن علي.................................................. ٤٧

المدينة المنورة............................................................... ٤٨

مكة المكرمة................................................................ ٤٩

الشام...................................................................... ٥١

البصرة.................................................................... ٥١

الكوفة.................................................................... ٥٢

اليمن...................................................................... ٥٦

( ٥ )

مع يوسف الأعور الواسطي

في كلامه حول حديث أنا مدينة العلم

دلالة الحديث على رجحان علم الامام........................................ ٦٣

دلالته على إحاطته بعلوم النبي................................................ ٦٤

دلالته على أعلميته من غيره................................................. ٦٤

بطلان دعوى المساواة بين الأصحاب في العلم.................................. ٦٤

حديث : أصحابي كالنجوم ... موضوع...................................... ٦٤

حديث النجوم لا يدل على المساواة بينهم...................................... ٦٩

إثبات العلم لكل الصحابة محال............................................... ٧٠

حديث أنا مدينة العلم ثابت عن طريق الفريقين................................ ٧١

ليس للزيادة المزعومة فيه طريق موثوق به...................................... ٧١

ومن الذي رواها؟.......................................................... ٧١

لو ثبت لم تكن حجة على الإمامية............................................ ٧٢

٢٩٦

الأصل في الزيادة والكلمات فيها وفي واضعها.................................. ٧٢

دلالة الزيادة على خلاف مرامهم............................................. ٧٦

تأويل لفظ « علي » من صنع الخوارج........................................ ٧٨

إنه خلاف ما فهمه الناس من اللفظ........................................... ٧٨

يبطله ذكرهم حديث المدينة في مناقب الامام علي.............................. ٧٨

وضع الزيادة فيه دليل على بطلان تأويل الكلمة................................ ٧٩

طعن بعضهم في سند حديث المدينة دليل بطلان تأويله.......................... ٧٩

قول الامام : أنا باب المدينة.................................................. ٧٩

احتجاج الامام بالحديث يوم الشورى......................................... ٨٣

استدلال ابن عباس به....................................................... ٨٤

احتجاج عمرو بن العاص به على معاوية...................................... ٨٤

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في آخره : فليأت عليا........................................... ٨٥

القرائن في بعض ألفاظ الحديث............................................... ٨٧

شواهد الحديث تكذب التأويل............................................... ٨٨

رد أعلام القوم التأويل المذكور............................................... ٩٢

( ٦ )

مع السخاوي

في كلامه حول حديث أنا مدينة العلم

دعوى إجماع الصحابة والتابعين على أفضلية الشيخين فاسدة.................... ٩٥

لو سلمنا انعقاده فحديث مدينة العلم وغيره يبطله.............................. ٩٦

عدم صحة حديث ابن عمر في المفاضلة معنى................................... ٩٦

عدم صحة حديث ابن عمر في المفاضلة سندا................................... ٩٧

النظر في الطريق الأول....................................................... ٩٧

النظر في الطريق الثاني....................................................... ٩٩

حديث ابن عمر بلفظ صريح في أفضلية علي.................................. ٩٩

٢٩٧

تصريح ابن عمر بأفضليته في أحاديث أخرى................................. ١٠٠

تأملات القوم في حديث ابن عمر في المفاضلة................................. ١٠٢

رأي علي في الشيخين..................................................... ١٠٤

تحريف من البخاري....................................................... ١٠٥

تحريف من أبي بكر الجوهري............................................... ١٠٨

نظرة في سند حديث مختلق................................................. ١٠٩

حديث مختلق آخر......................................................... ١١١

حديث مختلق آخر......................................................... ١١١

( ٧ )

مع السيوطي

في كلامه حول حديث أنا مدينة العلم

كلام السيوطي تكرار لكلام الطيبي الذي تقدم الرد عليه سابقا................. ١١٣

( ٨ )

مع السمهودي

في كلامه حول حديث أنا مدينة العلم

١ ـ نسبة الطعن إلى البخاري والترمذي كذب........................... ١١٤

٢ ـ دعوى عدم المنافاة بينه وتفضيل أبي بكر باطلة........................ ١١٦

٣ ـ دعوى شهادة الإمام بتفضيل أبي بكر باطلة.......................... ١١٦

٤ ـ دعوى شهادة غير الإمام بذلك باطلة................................ ١١٦

٥ ـ دعوى شهادة الامام له بالعلم كاذبة................................ ١١٦

٦ ـ دعوى كون الحق مع أبي بكر وفي موارد الاختلاف باطلة............. ١١٧

٧ ـ الاعتذار بقصر مدة أبي بكر غير مسموع............................ ١١٧

٨ ـ اعتراف الشيخين بأعلمية علي ورجوعهما إليه....................... ١١٩

٢٩٨

( ٩ )

مع ابن روزبهان

في كلامه حول حديث أنا مدينة العلم

وجوه الجواب عن كلامه................................................... ١٢١

كلام آخر لابن روزبهان ووجوه الجواب عنه :............................... ١٢٢

١ ـ علي أعلم الأمة لا أنه من علماء الأمة فقط.......................... ١٢٢

٢ ـ الناس محتاجون إليه كاحتياجهم إلى النبي............................. ١٢٣

٣ ـ اعتراف ابن روزبهان بكون الامام وصي النبي في إبلاغ العلم........... ١٢٣

٤ ـ اعترافه برواية الترمذي............................................ ١٢٤

٥ ـ دفع إيراده على العلامة الحلي...................................... ١٢٤

إسقاطهم حديث أنا مدينة العلم من صحيح الترمذي.......................... ١٢٤

ذكر من رواه عنه قبل العلامة الحلي وبعده................................... ١٢٥

إسقاطهم حديث أنا مدينة العلم من مصابيح السنة للبغوي..................... ١٢٦

نموذج من تحريفهم في مصابيح السنة زيادة................................... ١٢٧

بحث حول حديث : أنا دار الحكمة وعلي بابها............................... ١٢٨

( ١٠ )

مع ابن حجر المكي

في كلامه حول حديث أنا مدينة العلم

علي الأعلم لحديث مدينة العلم............................................. ١٣٢

١ ـ دعوى أن الحديث مطعون باطلة...................................... ١٣٣

ابن حجر نفسه من المعترفين بكون الحديث من فضائل الامام................... ١٣٤

آراء العلماء في ابن الجوزي الطاعن فيه...................................... ١٣٥

ردهم على طعنه في الحديث................................................ ١٣٦

٢ ـ حكم ابن حجر نفسه بحسنه في المنح المكية............................. ١٣٨

٢٩٩

٣ ـ حكم ابن حجر نفسه بحسنه في تطهير الجنان............................ ١٤١

٤ ـ حكم ابن حجر نفسه بحسنه في بعض فتاويه............................ ١٤٣

٥ ـ ... وأبو بكر محرابها؟!............................................... ١٤٤

حكم ابن حجر نفسه بضعفه............................................... ١٤٤

إحداث المحاريب عندهم بدعة.............................................. ١٤٥

متن رسالة للسيوطي في أنه بدعة........................................... ١٤٦

أول من أحدث المحراب : عمر بن عبد العزيز................................ ١٤٩

واقع حال أبي بكر لا يناسب ذلك.......................................... ١٥٠

الفروق بين « الباب » و « المحراب » ...................................... ١٥٠

٦ ـ قوله : فمن أراد العلم ... لا يقتضي الأعلمية.......................... ١٥٣

هل يجوز الإرجاع إلى غير الأعلم مع وجوده؟................................ ١٥٤

إبطال توجيه ابن حجر ذلك................................................ ١٥٥

٧ ـ حديث : أبو بكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها................. ١٥٦

هو من وضع إسماعيل الاسترآبادي.......................................... ١٥٦

السخاوي وهذا الحديث................................................... ١٥٦

ابن حجر نفسه وهذا الحديث.............................................. ١٥٧

البدخشاني وهذا الحديث................................................... ١٥٧

ولي الله الكهنوي وهذا الحديث............................................. ١٥٨

... أبو بكر أساسها ...!!................................................ ١٥٨

... وعمر حيطانها ...!!.................................................. ١٥٩

... وعثمان سقفها ...!!................................................. ١٦٠

رأي ابن حجر في تأويل كلمة « علي »..................................... ١٦٢

قوله تعالى : ( هذا صراط علي مستقيم ) في قراءة أهل البيت.................. ١٦٣

... وحلقتها معاوية ...!!.................................................. ١٦٤

لا يصح عن النبي في فضل معاوية شئ....................................... ١٦٥

محنة النسائي.............................................................. ١٦٦

٣٠٠