تراثنا ـ العدد [ 135 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 135 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣١٨

أنّ هذا المقدار لا يحقّق الجزم بمطابقة نسخة الحسن بن سليمان الحلّي ـ المفقودة كغيرها من نسخ المتقدّمين والمتأخّرين ـ لنسخة هذا الزمان ، وإن كانت المطابقة محتملة وعليها قرائن جيّدة.

والحاصل :

أنّنا خلصنا بعد تتبّع ما نقل عن نسخ المفيد والطوسي وابني طاووس والحسن بن سليمان الحلّي إلى أنّ القرائن مجتمعة تؤيّد اختلاف النسخة الحاضرة عن نسخ المتقدّمين خاصّة ، وأنّ الاشتراك بينهما كثير ، وترجيح احتمال الزيادة والتحرير لا يزال باقياً ، ومع فقدنا ـ حتّى الآن ـ للنسخ القديمة أو قرائن الاعتبار ، فالجزم بأحد الاحتمالين غير مقدور بهذا المقدار من التتبّع الذي بذلنا الوسع في استخراجه وترتيبه ، لكن المجموع وبلا ريب يضعّف الوثوق بدعوى مشهورية النسخة الحاضرة التي لم نقف على اتّصال شهرتها بنسخ المتقدّمين.

١٢١

خاتمة في تعيين مؤلّف الكتاب المتداول

المعروف بكامل الزيارات

وعلى الراجح من انتساب الكتاب المتداول اليوم لغير جعفر بن محمّد ابن قولويه ، سواء بالزيادة أو معها والتحرير والتغيير في الترتيب ، فإنّ تعيينه مهمّ للغاية وممتنع مع قلّة القرائن ، إلاّ أنّ تقريب الأمر بتوظيف تلك الدلائل لا يترك أو يهمل.

فممّا يمكن معرفته حول تلك الشخصية :

١ ـ جعفر بن محمّد بن قولويه : ويروي عنه الحسين بن أحمد بن المغيرة أيضاً.

٢ ـ أبو القاسم علي بن محمّد بن عبدوس الكوفي ، ويتفرّد المؤلّف بالرواية عنه ، سمع منه بمصر.

٣ ـ أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عيّاش (ت ٤٠١ هـ) ، قال فيما نقلناه عنه سابقاً : «... وذلك أنّي ما قرأته على شيخي رحمه‌الله ولا قرأه علي ، غير أنّي أرويه عمّن حدّثني به عنه وهو أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عيّاش» ، والظاهر أنّه بمنزلة المعاصر له في الطبقة.

عليّ بن محمّد بن عبدوس ، أبو القاسم الكوفي :

ذُكر أنّه من تلاميذ الكليني ، وليس له رواية في كتب الحديث الإمامي

١٢٢

إلاّ رواية واحدة فقط ، وهو من رجال العامّة ورواتهم.

ذكر سماعة من الكليني ابن عساكر في تاريخ دمشق ، قال : «محمّد بن يعقوب ويقال محمّد بن علي أبو جعفر الكليني ، من شيوخ الرافضة ، قدم دمشق وحدّث ببعلبك» حتّى قال : «روى عنه أبو سعد الكوفي شيخ الشريف المرتضى أبي القاسم علي بن الحسين بن موسى الموسوي وأبو عبد الله أحمد بن إبراهيم وأبو القاسم علي بن محمّد بن عبدوس الكوفي وعبد الله ابن محمّد بن ذكوان ، أنبأنا أبو الحسن بن جعفر قالا أنا جعفر بن أحمد بن الحسين بن السرّاج أنا أبو القاسم المحسن بن حمزة الورّاق بتنيس نا أبو علي الحسن بن علي بن جعفر الديبلي بتنيس في المحرّم سنة خمس وتسعين وثلاثمائة نا أبو القاسم علي بن محمّد بن عبدوس الكوفي أخبرني محمّد بن يعقوب الكليني عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن موسى بن إبراهيم المحاربي عن الحسن بن موسى عن موسى بن عبد الله عن جعفر ابن محمّد قال قال أمير المؤمنين إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله»(١).

أقول : مجرّد الرواية لا تحقّق عنوان التلمذة ولا المشيخة ، والكليني رحمه‌اللهسمع منه الكثير من أهل البلاد التي رحل لها ونزل بها كقم وبغداد والكوفة وبعلبك.

وهو من علماء العامّة ونحاتها ، قال الحموي (٦٢٦ هـ) في معجم الأدباء : «علي بن محمّد بن عبدوس الكوفي : نحوي ذكره محمّد بن إسحاق ،

__________________

(١) تاريخ دمشق ٥٦ : ٢٩٧ / ر٧١٢٦.

١٢٣

وله من الكتب كتاب ميزان الشعر بالعروض. كتاب البرهان في علل النحو. كتاب معاني الشعر»(١).

وله كتاب الفوائد ، قال الشامي (٩٤٢ هـ) في (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) : «روى أبو القاسم علي بن محمّد بن عبدوس العوفي في فوائده ، عن سالم بن عبد الله بن عمر قال : أخبرني واقد أنّ جنّياً عشق جارية لا أعلمه إلاّ قال : منهم أو من آل عمر ، قال : وإذا في دراهم ديك ، فلمّا جاءها صاح الديك ، فهرب فتمثّل في صورة إنسان ، ثمّ خرج حتّى لقي شيطاناً من الإنس ، فقال له : اذهب فاشتر لي ديك بني فلان بما كان ، وأت به في مكان كذا ، فذهب الرجل ، فأغلى لهم في الديك فباعوه ، فلمّا رآه الديك صاح فهرب وهو يقول : اخنقه ، فخنقه خنقة صرعت الديك ، فجاء ، فحزّ رأسه ، فلم يلبثوا يسيراً حتّى صرعت الجارية»(٢).

أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عيّاش (ت ٤٠١ هـ) :

ضعيف الحديث وظاهر تجنّبهم الرواية عنه اتّهامه أيضاً.

ففي فهرست النجاشي : «أحمد بن محمّد بن عبيد الله بن الحسن بن عيّاش بن إبراهيم بن أيّوب الجوهري أبو عبد الله. وأمّه سكينة بنت الحسين ابن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن إسحاق بنت أخي القاضي أبي عمر

__________________

(١) معجم الأدباء ٤ : ١٨٦٩.

(٢) سبل الهدى ٧ : ٤١٧ ، تنبيهات.

١٢٤

محمّد بن يوسف. كان سمع الحديث وأكثر واضطرب في آخر عمره وكان جدّه وأبوه من وجوه أهل بغداد أيّام آل حمّاد والقاضي أبي عمر. له كتب منها : كتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمّة الاثني عشر ، كتاب الأغسال ، كتاب أخبار أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري ، كتاب شعر أبي هاشم ، أخبار جابر الجعفي ، كتاب الاشتمال على معرفة الرجال ومن روى عن إمام إمام ، كتاب ما نزل من القرآن في صاحب الزمان [عليه السلام] ، كتاب في ذكر الشجاج ، كتاب عمل رجب ، كتاب عمل شعبان ، كتاب عمل شهر رمضان ، كتاب أخبار السيّد ، كتاب اللؤلؤ وصنعته وأنواعه ، كتاب ذكر من روى الحديث من بني ناشرة ، كتاب أخبار وكلاء الأئمّة الأربعة. رأيت هذا الشيخ وكان صديقاً لي ولوالدي وسمعت منه شيئاً كثيراً ورأيت شيوخنا يضعّفونه فلم أرو عنه شيئاً تجنّبته وكان من أهل العلم والأدب القويّ وطيّب الشعر وحسن الخطّ رحمه‌الله وسامحه ومات سنة إحدى وأربعمائة»(١).

ونحوه قال الشيخ في الفهرست ، ومن قوله : «كان سمع الحديث وأكثر اختلّ في آخر عمره»(٢) ، وفي رجاله : «أحمد بن محمّد بن عيّاش : يكنّى أبا عبد الله ، كثير الرواية إلاّ أنّه اختلّ(٣) في آخر عمره ، أخبرنا عنه جماعة من

__________________

(١) فهرست النجاشي : ٨٥ ـ ٨٦ / ر٢٠٧.

(٢) الفهرست : ٧٨ / ر٩٩.

(٣) قال الميرداماد في الرواشح : أنّه تصحيف (أخبل) ، قال :

١٢٥

أصحابنا مات سنة إحدى وأربعمائة».

انطباق المعطيات مع المحتملات :

ولعلّ تتبّع من روى عن هؤلاء الثلاثة مجتمعين ـ أو له نصيب من الرواية عن بعضهم ـ واتّفاق الطبقة ، وشيء من وحدة الخصائص ، يضيّق دائرة احتمال من يمكن أن يكون المتصرّف في الكتاب ، ولنورد بعض هؤلاء ، فمنهم :

١ ـ علي بن محمّد الخزّاز الرازي صاحب كفاية الأثر وصاحب كتاب أخبار أبي هاشم الجعفري الذي يروي منه الطبرسي في كتاب أعلام الورى.

فقد روى عن أحمد بن محمّد بن عيّاش عن محمّد بن أحمد بن عبد الله الصفواني من تلامذة الكليني ـ الذي جاء أنّ المتصرّف الراوي روى عنه الزيادة السابقة ـ في كفاية الأثر :

«حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بن عَيَّاش الْجَوْهَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا

__________________

«ثمّ من هذا الباب في التصحيف أنّ الشيخ في كتاب الرّجال قال في ترجمة أبي عبد الله أحمد بن محمّد بن عيّاش : «كثير الرواية إلاّ أنّه أخبل في آخر عمره» ، على بناء الأفعال من الخبال بالخاء المعجمة المفتوحة والباء الموحّدة وهمزة القطع للصيرورة ، يعنى : صار ذا خبال أي ذا فساد في عقله أو في روايته ، والخبال في الأصل بمعنى الفساد وأكثر ما يستعمل في العقول والحواسّّ والأبدان والأعضاء ، وفي التنزيل الكريم : (لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً) ، فجماهير المُصحّفين من ضعف التحصيل وقلّة البضاعة بدّلوه إلى (اختلّ) بالتاء المثنّاة من فوق وتشديد اللاّم ، من الاختلال». الرواشح (ط قديم ، درا الخلافة) : ٨٢ ـ ٨٣ / الراشحة ٢٤.

١٢٦

مُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ الصَّفْوَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الْحُسَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ابن مَسْلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللهِ الْحِمَّصِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابن حَمَّاد عَنْ أَنَسِ بن سِيرِينَ عَنْ أَنَس بن مَالِكُ قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) صَلاَةَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ مَعَاشِرَ أَصْحَابِي مَنْ أَحَبَّ أَهْلَ بَيْتِي حُشِرَ مَعَنَا وَمَنِ اسْتَمْسَكَ بِأَوْصِيَائِي مِنْ بَعْدِي فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو ذَرّ الْغِفَارِيُّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ كَمِ الأَئِمَّةُ بَعْدَكَ قَالَ عَدَدَ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ كُلُّهُمْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي تِسْعَةٌ مِنْ صُلْبِ الْحُسَيْنِ وَالْمَهْدِيُّ مِنْهُمْ»(١).

وقد يؤيّد أنّه الخزّاز برواية زيدت في نسخ الكافي عن الصفواني ، وذكرناها سابقاً عند مقارنة ما رواه الحسن بن سليمان الحلّي ، وهو في المجموع الحديثي المسمّى المختار من بصائر الدرجات أو مختصر بصائر الدرجات :

«وَعَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللهِ بن جَعْفَر الْحِمْيَرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ ابن مُحَمَّدِ بن سَالِم ، عَنْ مُحَمَّدِ بن خَالِد ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن حَمَّاد الْبَصْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَصَمِّ ، قَالَ؛ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْبَزَّازُ ، عَنْ حَرِيز ، قَالَ : قُلْتُ لاَِبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَقَلَّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَأَقْرَبَ آجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْض مَعَ حَاجَةِ هَذَا الْخَلْقِ إِلَيْكُمْ؟ فَقَالَ : إِنَّ لِكُلِّ وَاحِد مِنَّا صَحِيفَةً ...»(٢) الحديث.

__________________

(١) كفاية الأثر : ٧٤.

(٢) المجموع الحديثي (المعروف بمختصر البصائر) : ٤٣٢.

١٢٧

وهو بعينه في الكامل المتداول(١).

وهو في الكافي من الزيادات الملحقة به عن نسخة الصفواني ، ما صورته : «وَفِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ زِيَادَةٌ : عَلِيُّ بن إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمنِ الأَصَمِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْبَزَّازِ ، عَنْ حَرِيز ، قَالَ : قُلْتُ لاَِبِي عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَقَلَّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَأَقْرَبَ آجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْض مَعَ حَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْكُمْ! فَقَالَ : إِنَّ لِكُلِّ وَاحِد مِنَّا صَحِيفَة ...»(٢) الحديث.

٢ ـ محمّد بن علي الطرازي(٣) :

لم يترجم له فيما وصلنا من كتب التراجم والفهارس ، أكثر السيّد ابن طاووس النقل عن الطرازي من كتابه الذي بخطّه في الإقبال ، وقيل أنّ اسمه الدعاء والزيارة ، وروى عن أحمد بن عيّاش المذكور أنّه من مشايخ المؤلّف.

قال ابن طاووس في الإقبال :

«من الدعوات في كلّ يوم من رجب ، ما رويناها عن جماعة ونذكرها بإسناد محمّد بن علي الطرازيّ من كتابه قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن عيّاش رضي الله عنه ، قال :

__________________

عن علىّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن الأصمّ ، عن أبي عبد الله البزّاز ، عن حريز. وعنه في مرآة العقول ٣ : ١٩٩ / ٥.

(١) كامل الزيارات : ٨٧ / ح١٧ ب٢٧.

(٢) الكافي ١ : ٧٠٧ / ح٥ ب أنّ الأئمّة عليهم‌السلام لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلاّ بعهد.

(٣) نسبة لمدينة طراز بتركستان.

١٢٨

حدّثنا أحمد بن محمّد بن سهل المعروف بابن أبي الغريب الضبّي ، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور ، قال : حدّثني محمّد بن الحسين الصائغ ، عن محمّد بن الحسين الزّاهرىّ ، من ولد زاهر مولى عمرو بن الحمق وزاهر الشهيد بالطفّ ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي معشر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أنّه كان إذا دخل رجب يدعو بهذا الدعاء في كلّ يوم من أيّامه : خابَ الْوافِدُونَ عَلى غَيْرِكَ ...»(١) الحديث.

٣ ـ محمّد بن علي بن يعقوب أبو الفرج الكاتب :

صاحب كتاب المزار ، وممّن تناسب طبقته الرواية عن ابن قولويه آخر حياته.

قال النجاشي : «محمّد بن علي بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرّة ، أبو الفرج القناتي(٢) الكاتب : كان ثقة ، وسمع كثيراً ، وكتب كثيراً ، وكان يورق لأصحابنا وقعنا ، ومعنا في المجالس ، له كتب منها : كتاب عمل يوم الجمعة ، كتاب عمل الشهور ، كتاب معجم رجال أبي المفضّل ، كتاب التهجّد ، أخبرني وأجازني جميع كتبه»(٣).

ونقل من كتابه السيّد ابن طاووس في الإقبال : «فصل [١٣] فيما نذكره

__________________

(١) الإقبال ٣ : ٢٠٩.

(٢) في هامش كتاب غيبة النعماني : ١٨ : القناني ـ بفتح القاف ونونين بينهما ألف ـ نسبة إلى قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب من مذحج كما في اللباب لابن الأثير.

(٣) فهرست النجاشي : ٣٩٨ / ر١٠٦٦.

١٢٩

من تعيين زيارة لمولانا علي صلوات الله عليه في يوم الغدير المشار إليه : اعلم أنّنا ذكرنا في كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر عدّة روايات مطوّلات يضيق عن مثلها مثل هذا الميقات؛ لأنّ يوم الغدير يختصّ بيومه زيارات في كتاب المسرّة من كتاب مزار ابن أبي قرّة ، وهي زيارات يوم الغدير» ، ثمّ روى الزيارة الرجبية لأمير المؤمنين عليه‌السلام(١).

وهو الذي يروي النسخة الواصلة إلينا من كتاب غيبة النعماني (ت ٣٦٠).

ومن مشايخه أبو الحسين محمّد بن علي البجلي الكاتب أو محمّد بن أبو الحسين الشجاعي الكاتب في طريق رواية كتاب الغيبة : «حدّثنا الشيخ أبو الفرج محمّد بن علي بن يعقوب بن أبي قرّة القناني(٢) رحمه‌الله قال حدّثنا أبو الحسين محمّد بن علي البجلي الكاتب واللفظ من أصله وكتبت هذه النسخة وهو ينظر في أصله قال حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم النعماني بحلب»(٣).

__________________

(١) رواه في كامل الزيارات : ٣٩ ، عنه البحار ١٠٠ : ٢٦٤ ، المزار الكبير : ١١٢ ، مصباح الزائر : ٥٨٣ ، مزار الشهيد : ٩٥ ، البلد الأمين : ٢٩٥ ، ومصباح الكفعمي : ٤٨٠ ، فرحة الغري : ٤٠ ، عنه الوسائل ١٠ : ٣٠٦ ، البحار ١٠٠ : ٢٦٤ و١٠٢ : ١٧٦ ، وفي الصحيفة السجادية الجامعة : ٥٩٥ ، الدعاء : ٢٥٥.

(٢) القناني ـ بفتح القاف ونونين بينهما ألف ـ نسبة إلى قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب من مذحج كما في اللباب لابن الأثير.

(٣) وفي نسخة : «حدّثني محمّد بن علي أبو الحسين الشجاعي الكاتب ـ حفظه الله ـ قال : حدّثني محمّد بن إبراهيم أبو عبد الله النعمانيّ رحمه‌الله في ذى الحجّة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة قال : وفي بعض النسخ مكان أبو الحسين أبو الحسن ولعلّه هو الصواب.

١٣٠

٤ ـ محمّد بن هارون التلعكبري :

الراوي عن ابن عيّاش أيضاً ، ومن طبقة من أخذ عن ابن قولويه.

قال ابن طاووس في جمال الأسبوع :

«حَدَّثَ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بن هَارُونَ التَّلَّعُكْبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بن عَيَّاشَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بن مُحَمَّد الزُّبَيْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بن الْحُسَيْنِ بن فَضَّال عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن أَبِي بَكْر عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابن مَنْصُور الرِّيَالِيِّ عَنْ أَبِي رِكَاز قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام مَنْ قَالَ : يَوْمَ الْجُمُعَةِ حِينَ يُصَلِّي الْغَدَاةَ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّم»(١).

٥ ـ آخرون :

وقد يحتمل آخرون ، كالحسين بن أحمد بن المغيرة ، وتبيّن ممّا مرّ مفصّلاً عدم رجحان هذا الاحتمال ، وأنّ من تصرّف في كتاب أساس كتاب ابن قولويه ليس له سماع عن الحسين بن المغيرة ، ولم نقف على رواية للحسين بن أحمد بن المغيرة عن علي بن محمّد بن عبدوس أحد مشايخ مؤلّف الكتاب.

ويحتمل أنّه الشيخ المفيد ، ولم يذكر له هذا الكتاب لكونه ممّا ينسب لصاحب الأصل ابن قولويه ، ولأنّه يروي عن الحسين بن أحمد بن المغيرة أيضاً ولا يجب عليه ذكر سماعه عنه في الكتاب ، وهو من أبرز من روى عن شيخه ابن قولويه ، ويناسب أن يفاوضه أيضاً كما مرّ في موضع من الزيادات حكاية ذلك.

__________________

(١) جمال الأسبوع : ٢٢٧ ، الفصل ٢٤.

١٣١

إلاّ أنّها محتملات بعيدة ليست على قواعد التحقيق والإثبات.

وقد جمعنا أثناء التسويد أسماء أخرى وفوائد شتّى وقواعد في الحديث والرجال والدراية استطرادية ، لا حاجة لذكرها هنا لكونها محتملات صرفة ـ وفي عين الحال شيّقة ـ ومحلّها مواضع أُخر ، فلا يليق إيداعها كتب البحث والتحقيق ، ولا تُعين الباحث على اختصار الطريق.

أحمده سبحانه على إتمام الكلام في هذا المقام

وأصلّي على النبي المصطفى المختار وآله الطاهرين الطيّبين

الكرام ، وأسأله التوفيق بالإخلاص وغفران الذنوب العظام

إنّه سميع مجيب الدعاء(١).

محمّد علي حسين العريبي

البحرين

١٤٣٦ هـ ـ ٢٠١٥ م(٢)

__________________

(١) وأجزت ـ أنا محمّد علي العريبي ـ لمن حضر واستمع دروسي هذه أو أخذ مدوّنتها

منّي ، أن يرويها على النمط المعروف بين العلماء ، وأن يجيز روايتها لغيره

محتاطاً في الرواية مقتصراً في التغيير على موارد الخطأ الجازم ، موصياً

إيّاه بالدعاء لي في سوانح الليل والنهار.

وقد أجزت طباعته ونشره بعد التنسيق بشرط الاستئذان.

(٢) وتم تبييض نسخته في شهر رمضان ١٤٣٨ هـ ـ ٢٠١٧ م.

١٣٢

المصادر

١ ـ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد : للمفيد ، محمّد بن محمّد ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام ، مؤتمر الشيخ المفيد ، الطبعة الأولى ، ١٤١٣ هـ ، قم.

٢ ـ الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة : لابن طاووس ، علي بن موسى ، تحقيق : الشيخ جواد القيّومي الأصفهاني ، مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الأولى ، ١٤١٨ هـ ، قم.

٣ ـ البلد الأمين والدرع الحصين : للكفعمي ، إبراهيم بن علي العاملي ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، الطبعة الأولى ، ١٤١٨ هـ ، بيروت.

٤ ـ الأمالي : للمفيد ، محمّد بن محمّد ، تحقيق : الأستاد حسين ولي ، وعلي أكبر الغفاري ، مؤتمر الشيخ المفيد ، الطبعة الأولى ، ١٤١٣ هـ ، قم.

٥ ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار : للمجلسي ، محمّد باقر بن محمّد تقي ، تحقيق : جمع من المحقّقين ، دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٣ هـ ، بيروت.

٦ ـ تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلّها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها : لابن عساكر ، علي بن حسن ، تحقيق : شيري ، علي ، دار الفكر ، ١٤١٥ هـ ـ ١٩٩٥ م ، بيروت.

١٣٣

٧ ـ تحف العقول عن آل الرسول صلّى الله عليه وآله : لابن شعبة الحرّاني ، الحسن بن علي ، محقّق مصحّح : غفاري ، علي أكبر ، الناشر : جماعة المدرّسين ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٤ هـ ، قم.

٨ ـ تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة : للحرّ العاملي ، محمّد بن الحسن ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، الطبعة الثالثة ، ١٤٢٩ هـ ـ ٢٠٠٨ م ، بيروت.

٩ ـ تهذيب الأحكام في شرح المقنعة : للطوسي ، محمّد بن الحسن ، تحقيق : السيّد حسن الموسوي الخرسان ، دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الرابعة ، ١٤٠٧ هـ ، طهران.

١٠ ـ جامع الرواة : للأردبيلي ، محمّد علي ، دار الأضواء ، الطبعة الأولى ، ١٤٠٣ هـ ـ ١٩٨٣ م ، بيروت.

١١ ـ جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع : لابن طاووس ، علي بن موسى ، الناشر : دار الرضي ، ١٣٣٠ هـ ، الطبعة الأولى ، قم.

١٢ ـ خلاصة الأقوال : للحلّي ، الحسن بن يوسف ، تحقيق : القيّومي ، الشيخ جواد ، مؤسّسة نشر الفقاهة ، الطبعة الأولى ، ١٤١٧ هـ ، قم.

١٣ ـ الدروع الواقية : لابن طاووس ، علي بن موسى ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، الطبعة الأولى ، ١٤١٥ هـ ، بيروت.

١٤ ـ الرجال : للطوسي ، محمّد بن الحسن ، تحقيق : الشيخ جواد القيّومي الأصفهاني ، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المقدّسة ، الطبعة الثالثة ، ١٤١٥ هـ ، قم.

١٣٤

١٥ ـ الرجال : لابن الغضائري الواسطي البغدادي ، أحمد بن حسين ، تحقيق : الحسيني ، محمّد رضا ، دار الحديث ، الطبعة الأولى ، ١٤٠٥ هـ ، قم.

١٦ ـ الرجال : للحلّي ، الحسن بن عليّ بن داود ، تحقيق : بحر العلوم ، محمّد صادق ، نشر جامعة طهران ، الطبعة الأولى ، طهران ، ١٣٨٤ هـ ش.

١٧ ـ الرجال : للبرقي ، أحمد بن محمّد ، تحقيق : الطوسي ، محمّد بن الحسن / المصطفوي ، حسن ، منشورات جامعة طهران ، الطبعة الأولى ، ١٣٨٣ هـ ش ، طهران.

١٨ ـ الرواشح السماوية في شرح الأحاديث الإمامية : للمير داماد ، محمّد باقر بن محمّد ، نشر دار الخلافة (القديم) ، الطبعة الأولى ، ١٣١١ هـ ، قم.

١٩ ـ سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد : لشمس الشامي ، الصالحي ، محمّد ابن يوسف ، تحقيق : معوّض ، علي محمّد / عبد الموجود ، عادل أحمد ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، ١٤١٤ هـ ـ ١٩٩٣ م ، بيروت.

٢٠ ـ الصحيفة السجّادية : للسجّاد ، الإمام علي بن الحسين عليه‌السلام ، نشر الهادي ، الطبعة الأولى ، ١٤١٨ هـ ، قم.

٢١ ـ الغيبة : لابن أبي زينب ، محمّد بن إبراهيم ، تحقيق : غفاري ، علي أكبر ، الناشر : نشر الصدوق ، الطبعة الأولى ، ١٣٩٧ هـ ، طهران.

٢٢ ـ فرحة الغري : لابن طاووس ، عبد الكريم بن أحمد ، تحقيق : السيّد تحسين آل شبيب الموسوي ، مركز الغدير للدراسات الإسلامية ، الطبعة الأولى ، ١٤١٩ هـ ـ ١٩٩٨ م ، قم.

٢٣ ـ فرحة الغري : لابن طاووس ، عبد الكريم بن أحمد ، تحقيق : محمّد مهدي نجف ، نشر العتبة العلوية المقدّسة ، مطبعة التعارف ، الطبعة الأولى ، ١٤٣١ هـ ـ ٢٠١٠ م.

١٣٥

٢٤ ـ فرحة الغري في تعيّين قبر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام في النجف : لابن طاووس ، عبد الكريم بن أحمد ، منشورات الرضي ، الطبعة الأولى ، لا ت ، قم.

٢٥ ـ فهرست أسماء ومصنّفي الشيعة : للنجاشي ، أبو العباس ، أحمد بن علي بن أحمد بن العباس ، السيّد موسى الشبيري الزنجاني ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الخامسة ، ١٤١٦ هـ ، قم.

٢٦ ـ فهرست نسخه هاي خطي كتابخانه مركز مطالعات اسلامى : للناطقي ، علي أوسط وانتظاري ، رمضانعلي ، ١٣٨١ هـ ق ، قم.

٢٧ ـ فهرستواره دست نوشت هاى ايرانى (دنا) : به كوشش مصطفى درايتي ، مؤسّسة فرهنگي بژوهشي الجواد عليه‌السلام ، الطبعة الأولى ، ١٣٨٩ هـ ش.

٢٨ ـ الكافي : الكليني ، محمّد بن يعقوب ، دار الحديث ، الطبعة الأولى ، ١٤٢٩ هـ ، قم.

٢٩ ـ كامل الزيارات : لابن قولويه القمّي ، جعفر بن محمّد ، تحقيق : الشيخ جواد القيّومي ، نشر مؤسّسة الفقاهة ، الطبعة الأولى ، ١٤١٧ هـ ، قم.

٣٠ ـ كامل الزيارات : لابن قولويه ، جعفر بن محمّد ، تصحيح وتعليق أميني ، عبد الحسين ، نشر المكتبة المباركة المرتضوية ، الطبعة الأولى ، ١٣٥٦ هـ ، النجف.

٣١ ـ كتاب المزار : للمفيد ، محمّد بن محمّد ، تحقيق : السيّد محمّد باقر الأبطحي ، مؤتمر ألفيّة الشيخ المفيد ، الطبعة الأولى ، ١٤١٣ هـ ، قم.

٣٢ ـ كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الإثني عشر : للخزّاز الرازي ، علي بن محمّد ، تحقيق : الحسيني الكوهكمري ، عبد اللطيف ، الناشر : بيدار ، ١٤٠١ هـ ، قم.

٣٣ ـ مختصر البصائر : للحلّي ، حسن بن سليمان بن محمّد ، تحقيق : المظفّر ، مشتاق ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الأولى ، ١٤٢١ هـ ، قم. ن

١٣٦

٣٤ ـ المزار في كيفيّة زيارات النبيّ والأئمّة عليهم‌السلام : للشهيد الأوّل ، محمّد بن مكّي ، تحقيق : موحّد أبطحي الأصفهاني ، محمّد باقر ، الناشر : مدرسة الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجة الشريف ، الطبعة الأولى ، ١٤١٠ هـ ، قم.

٣٥ ـ المزار الكبير : لابن المشهدي ، محمّد بن جعفر ، تحقيق : الشيخ جواد القيّومي الإصفهاني ، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم ، الطبعة الأولى ، ١٤١٩ هـ ، قم.

٣٦ ـ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل : للنوري ، حسين بن محمّد تقي ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام ، الطبعة الأولى ، ١٤٠٨ هـ ، قم.

٣٧ ـ مصباح الزائر : لابن طاووس ، علي بن موسى ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، الطبعة الأولى ، ١٤١٦ هـ ـ ١٣٧٥ هـ ق ، قم.

٣٨ ـ مصباح المتهجّد : للطوسي ، محمّد بن الحسن ، مؤسّسة فقه الشيعة ، الطبعة الأولى ، ١٤١١ هـ ، بيروت.

٣٩ ـ معجم الأدباء : لياقوت الحموي ، ياقوت بن عبد الله ، دار الفكر ، الطبعة الثالثة ، ١٤٠٠ هـ ـ ١٩٨٠ م ، بيروت.

٤٠ ـ معجم رجال الحديث وطبقات الرواة : للخوئي ، أبو القاسم ، مركز نشر الثقافة ، الطبعة الخامسة ، ١٣٧٢ هـ ق ، قم.

٤١ ـ المقنعة : للمفيد ، محمّد بن محمّد ، مؤتمر ألفيّة الشيخ المفيد ، الطبعة الأولى ، ١٤١٣ هـ ، قم.

٤٢ ـ من لا يحضره الفقيه : للصدوق ، محمّد بن علي ابن بابويه ، تحقيق : الغفاري ، علي أكبر ، دفتر انتشارات إسلامي ، الطبعة الثانية ، ١٤١٣ هـ ، قم.

٤٣ ـ نظرات في نسخ كتاب بصائر الدرجات : للعريبي ، محمّد علي ، غير مطبوع ، ١٤٣٥ هـ ، البحرين.

١٣٧

الخطاب الحجاجي في وصيّة الإمام الصادق عليه‌السلام

إلى أبي جعفر محمّد بن النعمان الأحول

(التوجيه الحجاجي اختياراً)

د. عبد الإله عبد الوهاب العرداوي

بسم الله الرحمن الرحیم

توطئة :

يعدّ خطاب الإمام الصادق عليه‌السلام مدوّنة تراثية فكرية ، فهو من أعرق النصوص الأدبية وأفصحها ، وهذا ديدن أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ومنهم الإمام الصادق عليه‌السلام ، ومن ذلك الخطاب الثرّ وصيّته إلى محمّد بن النعمان الأحول التي تشكّل مقاربة إصلاحية في الدين والدولة ، بنيت على أسس تبليغية على وفق مقدّمات خطابية تواصلية تحاور الناس عبر بوّابة الإقناع والتأثير في المتلقّي ، واعتماد استراتيجيّات توجّه عقل المخاطب وروحه وضميره بعيداً عن العنف والإكراه والمغالطة.

وكانت خطّة البحث مقسّمة على مقدّمة ومبحثين : الأوّل : الإطار

١٣٨

النظري اشتغل على فقرات عدّة : الأولى : ترجمة محمّد بن النعمان الأحول ، والثانية : مهاد نظري للتوجيه الحجاجي ، والمبحث الثاني : الإطار التطبيقي وفيه خطوات اجرائية لمنهج الحجاج في نصّ الوصية ،وتمثّل بالموجّهات اليقينية ، ثمّ ختم البحث بخاتمة عرضت أهمّ نتائج البحث ، وأخيراً ثبت المصادر والمراجع.

المقدّمة :

الحمد لله الذي منَّ علينا بنبيّه الصادق الأمين محمّد(صلى الله عليه وآله) ، والصلاة والسلام على أفضل خلقه وأشرف بريّته أئمّة الهدى وسفن النجاة آل البيت عليهم‌السلام المنتجبين ، وبعد :

فتاريخ الإنسانية والأمم يحفل بأحداث وتطوّرات متتابعة ، ولو تصفّحناه وبحثنا في ثناياه عن القدوات الإنسانية والعظماء لجذبتنا إليه شخصيّات سجّل التاريخ مسيرتها بأحرف من الأنوار الإلهية ، والإشراقات الربّانية ، ومن تلك الشخصيّات أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام الذين خصّهم الله سبحانه وتعالى بمعرفة متميّزة ، لذلك فالتقويم البشري لمعرفتهم لا يعتدّ به بقدر ما يجسّد حجّة على الآخرين ممّن يحيا بمعزل عن مبادئهم عليهم‌السلام.

ومن سليل تلك العترة الطاهرة عليهم‌السلام ، الإمام الصادق عليه‌السلام ، مدرسة علم الأوّلين والآخرين ، وهذا اللقب كاف في التعريف بمدى المعرفة التي أفادها الناس منه عليه‌السلام ، حتّى أنّ جميع الفئات الثقافية أقرّت بسعة المعرفة التي توافر

١٣٩

عليها ، حتّى أنّ المؤرّخين يذكرون أنّ أي شخصية عندما تناظر الإمام الصادق عليه‌السلام ، إنّما تبدو كأنّها صبىّ أمام المعلّم.

وفي ضوء ما تقدّم ، كانت أقلام العلماء قد سطّرت المؤلّفات الكثيرة التي دارت في مختلف العلوم التي اشتغل عليها الإمام الصادق عليه‌السلام ، لذلك أجد نفسي صغيراً لأكتب عن جانب من جوانب حياته المضيئة ، لكن حبّي لهذه الشخصية العظيمة وإيماني الكبير بأفعاله ومواقفه وعلمه شجّعني على تعقّب طريق من الطرق التي سلكها في استشرافه نحو الكمال الإنساني ، وذلك في رحاب أدبه الواسع من خلال وصيّته عليه‌السلام لأبي جعفر بن النعمان الأحول التي حاولنا سبر أغوارها بتحقيق عنصر ارتكزت عليه ، ألا وهو التوجيه الحجاجي ، الذي قرّر قضايا عبادية وأخلاقية ونفسية ، فكان حضوره في الوصيّة يشكّل تمظهراً فكريّاً وإقناعيّاً بارزاً ، فكان مقاربة إلى ما يؤول إليه الخطاب الحجاجي من أنماط تبليغية إبداعية مبوّبة على نسق ايدولوجي قارّ في غائيّة معرفية متمركزة في مطلق علمه عليه‌السلام.

وكانت خطّة البحث مقسّمة على مقدّمة ومبحثين : الأوّل : الإطار النظري وقد اشتغل على فقرات عدّة : الأولى : ترجمة محمّد بن النعمان الأحول ، والثانية : مهاد نظري للتّوجيه الحجاجي ، والمبحث الثاني : الإطار التطبيقي وفيه خطوات إجرائية لمنهج الحجاج في نصّ الوصية ،وتمثّل بالموجّهات اليقينية ، ثمّ ختم البحث بخاتمة عرضت أهمّ نتائج البحث ، وأخيراً ثبت المصادر والمراجع.

١٤٠