تراثنا ـ العدد [ 134 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 134 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣٢٦

علماء الإمامية في بلاد الحرمين في القرن الحادي عشر

على ضوء كتاب العلاّمة آقا بزرك الطهراني

(الروضة النضرة في المائة الحادية عشرة)

(٣)

وسام عبّاس السبع

لقد تناولنا في العدد (١٣١ و ١٣٣) القسم الأوّل والثاني من هذه المقالة ونستأنف البحث هنا :

ومن كبار العلماء أيضاً : نور الدين علي بن علي بن نور الدين بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي ثمّ المكّي مسكنا (ت ١٠٦٨هـ) ، قرأ عليه في الطائف ومكّة الشيخ قاسم بن محمّد الكاظمي كما ذكره في إجازته لنور الدين محمّد سبط أخي الفيض الكاشاني. وقد تلمّذ على أبيه نور الدين علي بن الحسين تلميذ الشهيد الثاني وعلى أخويه ، ذكر الحرّ(١) ، قال : وله شرح المختصر النافع والفوائد المكّية وشرح الاثنى عشريّة الصلاتيّة البهائيّة وغير ذلك.

وله شرح مختصر النافع سمّاه بـ : الغرر الجامع(٢) ، وله حاشية على المعالم لأخيه.

__________________

(١) أمل الآمل ١/٢٤.

(٢) الذريعة ١٦/٣٧.

٨١

وذُكر في السلافة بثناء بليغ وذكر أنه «قطن بمكّة شرّفها الله تعالى ... رأيته بها وقد أناف على التسعين والناس تستعين به ولا يستعين ... وكانت وفاته لثلاث عشرة بقين من ذي الحجّة ١٠٦٨هـ» ثمّ ذكر جملة من أشعاره. وقال في أمل الآمل : حضرت درسه بالشام يسيراً وكنت صغيراً ، ورأيته بمكّة أيّاماً وكان ساكناً بها أكثر من عشرين سنة ، ولمّا مات رثيته بقصيدة (١).

ومنهم : علي الحرّ العاملي ، ابن الحسن بن علي بن محمّد أخو المحدّث الحرّ العاملي. قال أخوه الحرّ(٢) وعنه نقل الأفندي(٣) : «كان فاضلاً صالحاً زاهداً عابداً ، قرأ على أبيه وعليّ ، وتوفّي في طريق مكّة راجعاً بعد ما حجّ ثلاث حجج متوالية في ثلاث سنين ١٠٧٨هـ (١٦٦٧م)»(٤).

ومنهم : زين الدين بن محمّد بن زين الدين الشهيد (ت ١٠٧٤هـ/١٦٦٧م) ، سافر إلى مكّة في سنة ١٠٣٠هـ (١٦٢١م) ، وهي السنة التي انتقل البهائي إليها ، وجاور مكّة إلى أن توفّي بها. ترجمه المحبّي في خلاصة الأثر وعلي خان في سلافة العصر وتلميذه الحرّ في أمل الآمل وأخوه علي في الدرّ المنثور ويظهر من الأخير أنّه ولد ١٠٠٩هـ (١٦٠٠م) ، توفّي ١٠٧٤هـ (١٦٦٤م) ودفن بقرب والده في مقبرة خديجة الكبرى بمكّة ، وفي

__________________

(١) الروضة النضرة : ٣٨٦ ـ ٣٨٧.

(٢) أمل الآمل ١/١١٨.

(٣) رياض العلماء ٣/٤١٠.

(٤) الروضة النضرة : ٣٩١.

٨٢

سلافة العصر أرّخه ١٠٦٢هـ. (١٦٥٢م) وفي مجلّة المجمع العلمي سنة ١٠٦٤هـ (١٦٥٤م).

وذكر في الدرّ المنثور أنّه قرأ على أخيه ـ يعني صاحب الترجمة ـ كثيراً من الأُصول والفقه والهيئة ، وقرأ صاحب الترجمة في أوائل أمره على والده محمّد وتلاميذ جدّه الحسن صاحب المعالم وهو في بلادنا ، ثمّ سافر إلى العراق أوقات إقامة والده بها ، ثمّ إلى بلاد العجم ، فأنزله البهائي في داره وبقى عنده مدّة طويلة مشتغلاً عنده وعند غيره بالعلوم الرياضية ، ثمّ سافر إلى مكّة حتّى أدركته الوفاة. وله ديوان شعر صغير(١) ، وكان يعترض على جدّه الشهيد الثاني وعلى الشهيد الأوّل في قلّة التقيّة ويذكر عليهم ذلك «مع كثرة قراءتهم على علماء العامّة حتّى ترتّب على ذلك ما ترتّب عفا الله عنهم»(٢).

ومنهم : زين العابدين الجبعي ابن نور الدين علي بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي (ت ١٠٧٣هـ/ ١٦٦٣م) ، قال الحرّ العاملي : «كان عالماً فاضلاً عابداً عظيم الشأن جليل القدر حسن العشرة كريم الأخلاق ، من المعاصرين ، قرأ على والده وعلى جملة من مشايخنا وغيرهم. ولمّا مات رثاه أخي الشيخ زين العابدين الحرّ بقصيدة»(٣) ، وعنه نقل الأفندي الذي قال :

وقد أتى تاريخه سيّداً

قد لبس الدهر ثياب الحداد

وهو مطابق لما حُكِي عن ضامن بن شدقم في كتابه تحفة الأزهار من

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٩/٤١٠.

(٢) الروضة النضرة : ٢٣٦.

(٣) أمل الآمل ١/١٠٠ ، رياض العلماء ٢/٣٩٨.

٨٣

أنّه توفّي بمكّة ودفن بالمعلّى في ١٠٧٣هـ (١٦٦٣م) وكذا ذكره في بغية الطالبين. وله أربعة إخوة كلّهم علماء ؛ أبو الحسن وجمال الدين وعلي وحيدر ، كلّهم من معاصري الحرّ(١).

ومنهم : علي رضا بن آقا جاني ، المجاز من الميرزا محمّد الإسترآبادي الرجالي بمكّة بعد قراءته عليه أكثر كتاب التهذيب ، فكتب شيخه له إجازة بخطّه صورتها وهي في آخر النسخة هكذا : «بسم الله والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد ، فقد ذاكر المولى الفاضل الورع ، خلاصة الأفاضل المتورّعين مولانا علي رضا وفّقه الله لما يحبّ ويرضى أكثر كتاب تهذيب الأحكام وبحث تفتيش وتحقيق وإتقان في مدّة من الزمان وكذلك جملة من بقيّة الكتب الأربعة المشهورة في هذا الزمان ، فلمّا لم يساعده على إتمامها حوادث الأيّام أجزت له روايتها بطرقي المقرّرة وأعلاها ما نبّهت عليه في كتب الرجال وإنّما اكتفينا عن التفصيل بهذا الإجمال لضيق المجال وقرب الترحال مشرطاً عليه الأخذ بطريق الاحتياط وملازمة الجادّة الموظّفة بين أُولي الفضل والكمال. كتب ذلك العبد الفقير إلى رحمة ربّه الهادي محمّد بن علي الإسترآبادي في أواخر شهر ذي الحجّة الحرام بمكّة المكرّمة زادها الله تعظيماً وتشريفاً سنة ست عشرة بعد الألف ١٠١٦هـ (١٦٠٧م) حامداً مصلّياً على محمّد نبيّه وآله مسلّماً مستغفراً عفي عنهما بمحمّد وآله».

وكتب المجاز في آخر كتاب الحدود من هذه النسخة صورة خطّ الشهيد الثاني على نسخته وإمضاء المجاز هكذا : «كتبه العبد الجاني ابن آقا جاني علي رضا عفي عنهما في مكّة المكرّمة عند حضرة الكعبة في ذي

__________________

(١) الروضة النضرة : ٢٣٧.

٨٤

القعدة سنة ست عشرة وألف (١٠١٦هـ/ ١٦٠٨م»(١).

ومنهم : محمّد علي الشيباني ، ابن محمّد صالح الشيرازي ، كتب بخطّه حواشي متفرّقة من بعض الرسائل وبعض الأدعية وغيرهما في مكّة وفرغ منه ٢٧ رمضان ١٠٧٣هـ (٥ مايو ١٦٦٣م) والمتن هو الإرشاد للمفيد كتب بقلم بهاء الدين محمّد بن محمّد القاري أيضاً في مكّة في التاريخ المذكور(٢).

ومنهم : المير محمّد مؤمن بن شرف الدين علي الحسيني الإسترآبادي الشهيد بمكّة ١٠٨٨هـ (١٦٧٧م) ومن مشايخ المجلسي وصاحب رسالة العروض ورسالة ميزان المقادير ونزيل (الدكن) والمعظّم عند الملوك القطب شاهية هناك وكان حيّاً في ١٠٣١هـ. (١٦٢٢م)(٣).

ومنهم : المير أبو المحاسن فضل الله دستغيب بن محبّ الله (ت ١٠٢٢هـ/ ١٦١٣م) ترجمه إعجاز حسين (ت ١٢٨٦هـ/ ١٨٦٩م) في شذور العقيان وحكى عنه في نجوم السماء ووصفه بـ : «العالم الفاضل العابد الزاهد الورع الصالح الجليل القدر العظيم الشأن» وهو من تلاميذ الميرزا محمّد بن علي بن إبراهيم الحسيني (ت ١٠٢٦هـ/ ١٦١٧م) صاحب كتب الرجال الكبير والوسيط والوجيز وماجد بن هاشم البحراني (ت ١٠٢٨هـ/ ١٦١٩م) ، وذكر في النجوم شطراً من إجازة الماجد له التي كتبها في ١٠٢٣هـ (١٦١٤م)

__________________

(١) الروضة النضرة : ٣٩٨.

(٢) الروضة النضرة : ٤٠٤.

(٣) الروضة النضرة : ٤٣٤.

٨٥

والموجودة صورتها في آخر مجلّدات بحار الأنوار(١).

ومن آثاره : الرجال الكبير للميرزا الإسترآبادي كتبها بخطّه في حياة أُستاذه المؤلّف في مكّة وفرغ من الكتابة ٢٧ رجب ١٠٢٢هـ (١٢ سبتمبر ١٦١٣م) وفرغ من المقابلة مع نسخة خطّ المؤلّف في أواخر شعبان ١٠٢٢هـ (اكتوبر ١٦١٣م) وعليها بعض الحواشي من «المصنّف بخطّه دام ظلّه» وقد توفّي المصنّف أواخر ذي القعدة ١٠٢٢هـ (١٦١٣م) واشترك مع صاحب الترجمة بعض المسافرين معه إلى مكّة وعاونوه في الكتابة والمقابلة ، وبين تمام المقابلة ووفاة المصنّف ثلاثة أشهر تقريباً(٢).

ومنهم : محمّد محسن بن محمّد مؤمن (ت ١٠٨٩هـ/١٦٧٨م) ، وهو يروي عن نور الدين علي بن علي بن الحسين بن أبي الحسن العاملي (ت ١٠٦٨هـ/ ١٦٥٨م) بإجازة كتبها له عام ١٠٥١هـ (١٦٤١م) بمكّة وصورتها موجودة في بحار الأنوار(٣) ، وصفه فيها بـ : «المولى الجليل الفاضل الأثيل المتقن محمّد محسن بن محمّد مؤمن» ووصفه شيخنا النوري في الفيض القدسي وخاتمة المستدرك بالعلم والفضل والصلاح وغيرها ، وعدّه في المستدرك خامس مشايخ المجلسي ، وترجمه في نجوم السماء وأورد صورة إجازة نور الدين له نقلاً عن كتاب شذور العقيان في تراجم الأعيان للسيّد

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠٧/١٧ ـ ١٩.

(٢) الروضة النضرة : ٤٤٠ ـ ٤٤١.

(٣) الروضة النضرة : ٤٨٩.

٨٦

إعجاز حسين(١). وقد كان من المشايخ ؛ قال الحرّ في أمل الآمل : «كان فاضلاً محقّقاً زاهداً عابداً معاصراً ، عمّر نحواً من ثمانين سنة ثمّ انتقل إلى مشهد الرضا عليه‌السلام بقصد المجاورة ومات فيه سنة ١٠٨٩هـ (١٦٧٨م).

ومنهم : محمّد الإسترآبادي (ت ١٠٢٨هـ/ ١٦١٩م) ، ابن علي بن إبراهيم الحسيني ، غادر النجف وأقام في مكّة حتّى أدركته الوفاة ، وهو مؤلّف كتب الرجال منهج المقال الكبير المطبوع والآخر الوسيط ، والثالث ، وصفه محمّد صادق النيسابوري في إجازته لمحمّد التستري في ١١١٠هـ (١٦٩٨م) عند ذكره لمشايخ المولى نصرا بما لفظه : «عن شيخه المحقّق والميرزا المدقّق السيّد الأمجد ميرزا محمّد صاحب كتاب الرجال» وكلمة (السيّد) إن لم يكن بالمعنى اللغوي يدلّ على أنّ المترجم له كان من ذرّية الرسول (صلى الله عليه وآله) كما صرّح المجلسي بها أيضاً.

ووصفه المحبّي في خلاصة الأثر بالعالم العلاّمة. وله غير كتاب الرجال شرح آيات الأحكام ، وحاشية تهذيب الحديث ورسائل أُخرى متعدّدة. توفّي بمكّة ثالث عشر ذي حجّة أو ثالث ذي القعدة سنة ١٠٢٨هـ (٢٢ اكتوبر ١٦١٩م) كما في مصفى المقال.

ترجمه مصطفى التفريشي في نقد الرجال ونقل عنه في جامع الرواة ،

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠٧/٢٥.

٨٧

ونقل في أمل الآمل(١) عن السلافة وفاته بمكّة ١٠٢٦هـ (١٦١٧م) ، وزاد الأفندي(٢) في تعليقاته على أمل الآمل المطبوع نقلاً عن بعض أنّ المترجم له كان مع المقدّس الأردبيلي الملاّ أحمد حين وفاته في النجف فسئل عمّن يرجع إليه في التعليم فأشار إلى المير فضل الله في العقليّات والمير علاّم في النقليّات ، فدخل الغيظ من ذلك على الميرزا محمّد المترجم له حيث لم يجعله في عدادهما ، فلم يَبقَ في النجف وتوجّه إلى مكّة وأقام بها(٣).

ومنهم : مصطفى التبريزي ، ابن محمّد إبراهيم القاري المشهدي ، تشرّف بزيارة العتبات ثلاث مرّات ، وللحجّ ثلاث مرّات ، وفي الحجّة الثانية قرأ بمكّة على إسماعيل القاري ، وقرأ في سائر أسفاره على جمع من قرّاء العرب مدّة ثلاثين سنة ، وكتب في حجّه الثالث سنة ١٠٦٧هـ (١٦٥٧م) كتاب التحفة بين الحرمين راجعاً عن الحجّ ، له من التصنيفات : تحفة القرّاء وتحفة الأبرار ووقوف القرآن ورسالة سند قراءة عاصم.

وقد ترجم نفسه في الفصل الخامس من تلك الرسالة التي ألّفها بعد تحفة القاري في ١٠٦٧هـ (١٦٥٧م) وعمره ستّون سنة وقت التأليف ، وذكر أنّه ولد في (تبريز) في ١٠٠٧هـ (١٥٩٩م) وجاور مشهد الرضا عليه‌السلام وله

__________________

(١) أمل الآمل ٢/٢٨١.

(٢) رياض العلماء ٥/١١٦.

(٣) الروضة النضرة : ٤٩٧.

٨٨

عشرون سنة ، وقرأ القرآن على والده أوّلا ، ثمّ قرأ في ١٠٣٠هـ (١٦٢١م) بقراءة عاصم على الحاج محمّد رضا ابن الحاج محبّ علي السبزواري الذي قرأ على والده أوّلاً ثمّ على المولى محمّد أمين الذي قرأ على جدّه الملاّ عماد الدين علي الشريف القاري الإسترآبادي بسنده المذكور في تصانيفه. وبعد حجّته الأخيرة رجع إلى إصفهان ، ولازم خدمة مجتهد الزمان الآخوند الملاّ محمّد الخراساني ، يراجع في مشكلاته ويأخذ منه أحكامه(١).

ومنهم : محمّد مؤمن الإسترآبادي ، بن دوست محمّد الحسيني المكّي المجاور للحرم الشريف الإلهي حيّاً وميّتاً ، والشهيد للتشيّع في الحرم في ١٠٨٧هـ (١٦٧٦م) عن عمر طويل.

وجاء في أمل الآمل : «محمّد مؤمن الإسترآبادي ساكن مكّة ، عالم فاضل فقيه محدّث ، صالح عابد شهيد ، له رسالة في الرجعة من المعاصرين». وزاد صاحب الأفندي(٢) في تعليقاته على أمل الآمل : «أدركته في الحجّة الأُولى ومات شهيداً بمكّة سنة سبع وثمانين وألف في مسجد الحرام بتهمة التنجيس»(٣).

وأمّا في (المدينة المنورة) فأبرز العلماء الذين جاوروها :

__________________

(١) الروضة النضرة : ٥٦٥ ـ ٥٦٦

(٢) رياض العلماء ٥/١٥٤.

(٣) الروضة النضرة : ٥٩٢ ـ ٥٩٣.

٨٩

إسماعيل بن علي بن صالح فلجي (حيّاً ١٠٢٠هـ/ ١٦١١م) ، العراقي المولد الجزائري المسكن ، من تلاميذ عبدالنبي بن سعد الجزائري. روى عنه بعض الأفاضل في المدينة عام ١٠٢٣هـ (١٦١٤م) على ما وجد بخطّه على ظهر نسخة من الاقتصاد في شرح الإرشاد تصنيف الشيخ عبدالنبي الجزائري ما لفظه : «ومن مناقب شيخنا العلاّمة المقدّس الشيخ عبدالنبي بن سعد الجزائري مصنّف هذا الكتاب تغمّده الله برحمته في صلابته في الأُمور الدينية أنّه تحاكم إليه طائفتان» إلى آخر القضية. وكان حيّاً إلى سنة ١٠١٣هـ (١٦٠٤م) التي فرغ فيها من كتابه الإمامة (١).

ومن العلماء : محمّد زمان الحسيني بن إسماعيل كتب بخطّه خلاصة الأقوال للحلّي في ١٠٠٧هـ (١٥٩٩م) والنسخة في الرضوية وقف محمّد زمان في ١٠٢٤هـ (١٦١٥م) والمظنون أنّ الواقف هو الكاتب يعني ابن إسماعيل الحسيني الذي ذكر في آخر الخلاصة أنّه استنسخه من أصل منقول عن خطّ أبي المظفّر يحيى ابن فخر المحقّقين بن المصنّف ثمّ قابله وصحّحه ثانياً في المدينة المباركة مع نسخة خطّ المصنّف بكمال الدقّة ، فيظهر من جميع ذلك أنّ صاحب الترجمة من الأفاضل. وقد أوقف السيّد محمّد زمان بعض الكتب على الخزانة الرضوية ، منها : المجلّد الأوّل من التهذيب في ١٠٢٤هـ (١٦١٥م) وكذا مجلّده الثاني وكمال الدين وتمام من لا يحضره الفقيه الذي

__________________

(١) الروضة النضرة : ٤٨.

٩٠

كتبه بخطّه فوقّفه في التأريخ المذكور للخزانة (الرضوية)(١).

ومنهم : سليمان الشدقمي (ت ١٠٥٧هـ/ ١٦٤٧م) ، ابن شمس الدين محمّد بن بدر الهندي المدني الحمزوي الحسيني. ترجمه ضامن بن شدقم في تحفة الأزهار وقال : «إنّه كان عالماً فاضلاً كاملاً محقّقاً مدقّقاً صالحاً عابداً ... سافر إلى العراق بقصد زيارة أجداده بعد ما أخذ في المدينة عن والده وعمّيه علي والحسين ، وفي بلاد العجم أخذ عن البهائي (ت١٠٣٠هـ/ ١٦٢١م) والمير محمّد باقر الداماد (ت ١٠٤١هـ/ ١٦٣٢م) فعرّفاه للشاه عبّاس (ت ١٠٣٨هـ/ ١٦٢٩م) فأكرم مقامه وقرّر له أوقاف أهل الحرمين ، وحكى ذلك كلّه عن خاله محسن بن محمّد بن الحسن أخ صاحب الترجمة إلى أن قال : أنّه توفّي ببغداد فرثاه عمّه علي (ت ١٠٣٣هـ/ ١٦٢٤م)». وقد توفّي ١٠٥٧هـ (١٦٤٧م)(٢).

ومن علماء الإمامية الذين تشرّفوا بمجاورة مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) : شمس الدين ابن علي بن الحسن بن شدقم الحسيني المدني ، قال الأفندي(٣) : إنّه سئل عن الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري (ت ١٠٢١هـ/ ١٦١٢م) بالمدينة أن يكتب شرحاً على إرشاد الأذهان للحلّي فكتب هو بأمره

__________________

(١) الروضة النضرة : ٢٣٢ ـ ٢٣٣.

(٢) الروضة النضرة : ٢٥٠.

(٣) رياض العلماء ٣/٢٧٤.

٩١

الشرح الموسوم بـ : الاقتصاد في شرح الارشاد. وجدّه الحسن الشدقمي بن علي النقيب كان تلميذ الحسين بن عبدالصمد والد البهائي وأثنى عليه في سلافة العصر ، ولوالده علي ابن الحسن مسائل سئلها البهائي كما في أمل الآمل(١).

٢) الأدباء والشعراء :

وإلى جانب العلماء الذين تفرّغوا للعلم والتأليف في العلوم الشرعية والعربية ، ظهر في مكّة والمدينة المنوّرة في تلك الفترة مجموعة من الشعراء والأدباء ، الذين أسهموا في الحياة العلمية ، من أبرزهم :

السيّد نظام الدين أحمد بن محمّد معصوم الحسيني (ت١٠٨٥هـ/ ١٦٧٤م) والد علي خان المدني ، وقد ترجمه ولده في سلافة العصر وأثنى عليه ثناءً بليغاً وذكر جملة من أشعاره وأشعار بعض الأُدباء المجارين معه مثل محمّد بن علي الشامي وعيسى النجفي وأحمد الجوهري والسيّد حسين بن المطهّر الجرموزي (هرمزي) اليمني والحسن بن علي باعفيف اليمني وعبد الله الزنجي.

وذكر أنّه رحل إلى (حيدر آباد) سنة ١٠٥٥هـ (١٦٤٥م) وحلّ عند السلطان عبد الله بن محمّد قطب شاه ، فأملكه من عامه ابنته. وقال في أمل الآمل : «عالم ، عظيم الشأن ، جليل القدر ، شاعر ، أديب ، له ديوان شعر ورسائل متعدّدة ، كان كالصاحب بن عبّاد في عصره. مدحه شعراء زمانه ،

__________________

(١) الروضة النضرة : ٢٦٧ ـ ٢٦٨.

٩٢

توفّي في زماننا بحيدر آباد ، وكان مرجع علمائها وملوكها ، وكان بيننا وبينه مكاتبات ومراسلات ...».

وحكى عن مآثر الكرام : «إنّ والدة المير نظام الدين بيگم أُخت الشاه عبّاس تزوّج بها المير محمّد معصوم في طريق الحجّ ، وبعد الأعمال جاور مكّة حتّى ولد المير نظام بها ونشأ منشأً حسناً واشتغل حتّى فاق أقرانه في الفضل فطلبه وزير عبدالله قطب شاه إلى حيدر آباد ، فتزوّج المير نظام الدين بابنة السلطان عبدالله ، ولم يرزق منها ، بل ولد له علي خان من زوجة أُخرى ليلة النصف من جمادى الأُولى ١٠٥٢هـ (١١ أغسطس ١٦٤٢م) بالمدينة ولذا قد يقال له المدني. وفي سنة ١٠٥٤هـ (١٦٤٤م) نهض إلى بلاد الهند إلى أن توفّي بحيدر آباد سنة ١٠٨٦هـ (١٦٧٥م)». ولم يذكر ولده وفاته لأنّه ألّف سلافة العصر سنة ١٠٨٢هـ (١٦٧١م) في حياة والده المير نظام الدين أحمد(١).

ومنهم : أحمد بن محمّد بن مكّي الشهيد الجزّيني العاملي ، ونسبة إلى الجدّ لأنّه من أحفاد الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي كما صرّح به في أمل الآمل وقال : «كان عالماً فاضلاً ، أديباً ، شاعراً منشياً سكن بلاد الهند مدّةً وجاور بمكّة سنين وهو من المعاصرين».

وقد ذكر الطهراني أنّه يوجد بخطّه المجلّد الثاني من كتاب خلق

__________________

(١) الروضة النضرة : ٢٣.

٩٣

الإنسان وقف مدرسة (فاضل خان) فرغ منه ١٠٥٢هـ (١٦٤٢م) وامضاؤه (أحمد بن مكّي الشهيدي الشامي)(١).

ومنهم : جمال الدين ابن نور الدين علي بن علي بن أبي الحسن الموسوي الجبعي العاملي (ت ١٠٩٧هـ/ ١٦٨٦م). قال في أمل الآمل : «عالم ، فاضل ، مدقّق ، ماهر ، أديب شاعر كان شريكنا في الدرس عند جماعة من مشايخنا سافر إلى مكّة وجاور بها ، ثمّ إلى مشهد الرضا عليه‌السلام ثمّ إلى (حيدر آباد) وهو الآن ساكن بها ، مرجع لفضلائها ، وله شعر كثير ومعمّيات ، وله حواشي كثيرة وأورد جملة من أشعاره».

وفي بغية الطالبين في آل شرف الدين عن نزهة الجليس إنّه توفّي بحيدر آباد سنة ١٠٩٧هـ. (١٦٨٦م) وترجمه عبّاس بن علي بن نور الدين في كتابه نزهة الجليس مفصّلاً وأثنى عليه غاية الثناء وأورد قصيدته المتغزّلة :

يانديمي بمهجتي أنديك

قم وهات الكؤوس من هاتيك

اسقنيها ممزوجة من فيك

بالذي أورد المحاسن فيك(٢)

ومنهم : حسين بن الحسن العاملي المشغري ، ويبدو أنّه عاش سنواته الأخيرة في مكّة ، حيث توفّي فيها ليلة الاثنين عاشر ذي القعدة ١٠٣٠هـ

__________________

(١) الروضة النضرة : ٢٥.

(٢) الروضة النضرة : ١٢٢.

٩٤

(١٦٢١م) ودفن بالمعلّى قرب قبر خديجة.

قال الحرّ العاملي : «كان فاضلاً صالحاً جليلَ القدر ، شاعراً أديباً ، قرأ على البهائي وعلى محمّد بن الحسن بن الشهيد الثاني ، سافر إلى الهند ثمّ إلى إصفهان ثمّ إلى خراسان وسكن بها حتّى مات ، وكان عمّي محمّد بن علي بن محمّد الحرّ يصف فضله وعلمه وفصاحته وكرمه. رأيتُ جملة من كتبه ، منها كتاب النكاح من التذكرة وعليه خطّ البهائي بالإجازة له ، يروي عن عمّي عنه عن البهائي»(١).

وحكى الشيخ علي في الدرّ المنثور تاريخ وفاة والده محمّد بن الحسن ابن الشهيد عن خطّ تلميذه ومصاحبه بمكّة صاحب الترجمة ، بعنوان الشيخ حسين بن الحسن بن الحسين العاملي المشغري ، وأنّه كتب التأريخ بخطّه على ظهر شرح الاستبصار لأُستاذه الشيخ محمّد بن الحسن المتوفّي ١٠٣٠هـ (١٦٢١م).

يقول الطهراني : «ورأيت بخطّه فوائد علمية في مجموعة السيّد محمّد خطيب قطب شاه كتبها تذكاراً له أوان مسافرته إلى الهند». وترجمه الأفندي وقال : «لم أجد ترجمته في أمل الآمل وإنّما رأيت خطّه على ظهر الكامل لابن الأثير في ١٠٢٧هـ. (١٦١٨م) ورأيت مجموعة في هراة كتب بخطّه فيها بعض المطالب عن الكشّاف تذكرة لمحمّد حسين المدرّس الكاسي الهروي (المذكور) وخطّه لا يخلو عن جودة وتأريخه أواخر رمضان أوائل العشر

__________________

(١) أمل الآمل ١/٦٩.

٩٥

الخامس من المئة الحادية عشر»(١).

وترجمه ثانياً أيضاً(٢) ونقل ما في أمل الآمل ثمّ ذكر أنّه رأى إجازته لتلميذه الشيخ عبدالكاظم الكاظمي تأريخها أوائل المئة الحادية عشرة. قال : وعندي الكامل لابن الأثير كتب تملّكه عليه في ١٠٢٧هـ (١٦١٨م) وكان قبله لمحمّد بن خاتون العاملي(٣).

ومن الذين جاوروا الحرم المكّي من أهل الأدب والشعر :

الشريف ضياء الدين يوسف بن يحيى الحسني اليمني الصنعاني (ت ١١٢١هـ/ ١٧٠٩م) صاحب كتاب نسمة السحر في ذكر من تشيّع وشعر ، إذ حجّ وأقام بمكّة نحو سنتين ، وامتدح الأشراف ، وأفاد مالاً. وكاتب السيّد صدر الدين علي بن أحمد الحسيني المدني (١١٢٠هـ/ ١٧٠٨م) ، ثمّ لقيه بمكّة المشرّفة في سنة ١١١٤هـ (١٧٠٢م).

وينتمي الصنعاني إلى أسرة كريمة تنتسب إلى أكرم البيوت وأشرفها ، لها باع في العلم والأدب ، إضافة إلى تولّي الرعيل الأوّل منهم الإمامة والرئاسة والإمارة والقضاء في اليمن ، وهي زيدية المعتقد ، سواه ، فهو إمامي إثنا عشري(٤). ولد بمدينة صنعاء باليمن في جمادى الأولى سنة ١٠٧٨هـ

__________________

(١) رياض العلماء ٢/٤٣.

(٢) رياض العلماء ٢/٤٥.

(٣) الروضة النضرة : ١٨٥ ـ ١٨٦.

(٤) البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ٢/٣٧٢ ـ ٣٧٣.

٩٦

(١٦٦٧م) ونشأ فيها وحقّق علوم العربية والأصولين والمنطق ، وشارك في الطبّ وتضلّع في الأدب ونثر ونظم فأجاد.

وقد أشار إلى مكانته العلمية في أرجوزة له منها قوله :

وإنّني لأحفظ القرآنا

غيباً يهزُّ لفظه الصفوانا

وأحفظ النحو وعلم الصرفِ

حفظاً له يمشي النحاة خلفي

والشعر والبيان والمعاني

والمنطق المذكور في اليونانِ

ثمّ البديع والحديث واللغة

والطبّ والتاريخ عمّن بلغه

وأعلم الجدال والتفسيرا

فاسأل به عن فطنتني خبيرا

وأحفظ الأخبار والأنسابا

والفقه والأصول والحسابا

ولي من الشعر الغريب الممتنع

ما لو زهير ذاقه إثري تبع

من كلّ غرّا حلوة النظامِ

ما صاغها قبلي أبو تمّامِ

وإن أردت النثر فالبلابلُ

تشدو به إذ تورق الخمائلُ

والفاضل المصريّ عنه قاصرُ

ومنتقى مروان فيه حائرُ

هذا وما خُيّرت من عرفاني

أكثر ممّا قصّه لساني(١)

وأغلب شعره مبثوث في كتابه نسمة السحر وما أورده له صاحب نشر العرف في ترجمته له ، ومنه يرثي أخاه زيد بن يحيى المتوفّى ١١٠٤هـ (١٦٩٣م) عن عمر لايتجاوز الثلاثين سنة بقصيدة أوّلها :

__________________

(١) نشر العرف لنبلاء اليمن بعد الألف ٢/٩٥٥ ـ ٩٥٦.

٩٧

بعد الأحبّة ما في العيش من أربِ

ولي التجلّد والتسليم للنوبِ

كيف الأمان وذي الدنيا تخاتلنا

وليس منها سوى التمويه والكذبِ

وهي طويلة ، ومنها :

إنّي أهيم بسلوى ثمّ يزعجني

ذكري لزيد خليل المجد والأدبِ

هوى الشقيق الذي ودّعته فغدت

تنهلّ كالورد أجفاني بمنسكبِ

 

خِلٌّ فقدتُ به ماليس واجدهُ

من الفضيلة في الأعجام والعربِ(١)

وله من المصنّفات إضافة إلى نسمة السحر : طلوع الضياء وهو ديوان جمع فيه شعر أخيه زيد بن يحيى بن الحسين ، و (أرجوزة) في سيرته.

٣) المؤرّخون :

وبرز في مكّة والمدينة في تلك الفترة جملة من المؤرّخين الذين اهتمّوا بجوانب من التاريخ وتراجم الأعلام وتدوين الرحلات.

ومنهم : السيّد زين العابدين بن علي الحسيني الكاشاني ، الكاشاني مولداً المكّي موطناً ومدفناً السعيد الشهيد مؤسّس بيت الله الحرام بتفصيل ذكره في كتابه مفرّحة الأنام في تأسيس بيت الله الحرام(٢) ، حيث هدم بعض جوانب الكعبة بالسيل في ١٩ شعبان ١٠٣٩هـ. (٣ ابريل ١٦٣٠م) : «وشرعوا

__________________

(١) نشر العرف ١/٧٠٧.

(٢) أوضح الطهراني أنّ فتح الله بن مسيح الله مؤلّف (أبنية الكعبة) أدرج فيه ترجمة عربية للرسالة الفارسية (مفرّحة الأنام) للمترجم له. وقد ذكر في (جنّة النعيم ، ص٢٩٣) طرفاً من تاريخ التعمير هذا للكعبة. وذكر في (خطّي فارسي ، ص٣٩٤١) وفي فهرس مكتبة كلّية الآداب بطهران النسخ الفارسية لرسالة زين العابدين الكاشاني المترجم له.

٩٨

بهدم بقيّتها سوى جانب الحجر الأسود في ٣ ج٢ / ١٠٤٠هـ (٧ يناير ١٦٣١م) ، وشرع في التأسيس في رجب ١٠٤٠هـ (فبراير ١٦٣١م) وتمّ في ٢٧ رمضان ١٠٤٠هـ (٢١ فبراير ١٦٣١م) ، وأوّل من وضع الحجر الأسود في الأساس هو المتَرجَم له ومعه جماعة من المؤمنين سمّاهم في الكتاب وصرّح فيه بأنّ محمّد أمين الإسترآبادي كان أُستاذه وذكر أنّ قبره في المعلّى مع الميرزا محمّد الرجالي ومحمّد السبط وغيرهم. وصرّح الأفندي(١) بأنّه استشهد بمكّة للتشيّع ودفن بالمعلّى مع مشايخه وأورد في شذور العقيان بعض إجازاته لتلميذه عبد الرزّاق المازندراني وتمام الإجازة موجودة في آخر بحار الأنوار(٢).

ومنهم: كما ولد وترعرع السيّد علي خان المدني (ت ١١٢٠هـ/ ١٦١١م) صاحب سلافة العصر منذ ولادته في (المدينة المنورة) عام ١٠٥٢هـ (١٦٤٢م) وحتّى وفاته في (شيراز) عام ١١٢٠هـ (١٦١١م) ، هو السيّد علي صدر الدين ابن الأمير أحمد نظام الدين ابن الأمير محمّد معصوم. يصل نسبه إلى زيد ابن الإمام علي بن الحسين ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

أمّا نسبه من جهة الأمّ ، فأمّه القانتة بنت الشيخ محمّد بن أحمد المنوفي المصري الشافعي ، نزيل مكّة وأحد أعيانها وفضلائها ، ورئيس الشافعية فيها ،

__________________

(١) رياض العلماء ٢/٣٩٩.

(٢) الروضة النضرة : ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ، بحار الأنوار ١٠٧/١٤.

٩٩

قال عنه المحبّي (ت ١١١١هـ/ ١٦٩٩م) : «هو المقام خليفة الشافعي»(١) ، وفضلاً عن قيامه بمهامّ العلم والتدريس فإنّه كان تاجراً ، ومعه مفتاح الكعبة المشرّفة ، وتوفّي سنة أربع وأربعين وألف من الهجرة النبوية المباركة (٢).

أمّا خاله فهو القاضي عبد الجواد المنوفي قال عنه المحبّي : «كان فاضلاً أديباً حسن الذاكرة ، أخذ بمكّة من علمائها وولي بها مدرسة»(٣). «وكانت وفاته خامس شوّال سنة (١٠٦٨هـ)، ودفن بالطائف بقرب تربة ابن عبّاس»(٤).

ولابن معصوم أخوان ، اثنان من أبيه ، الأوّل منهم هو السيّد محمّد يحيى بن أحمد نظام الدين ، قال عنه المحبّي : «أخو السيّد علي صاحب السلافة ، قال أخوه في وصفه : أخي وشقيقي وابن أبي(٥) ... وكانت ولادته في سنة ثمان وأربعين وألف (١٠٤٨هـ/ ١٦٣٨م) وذهب إلى والده في الهند ، وأقام إلى أن مات ، وكانت وفاته بها في سنة اثنتين وتسعين وألف (١٠٩٢هـ/ ١٦٨١م)»(٦).

وقد ذكر ابن معصوم طرفاً من الحالة السيّئة التي عاشها وأهله في مكّة

__________________

(١) نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة ٤/١٧٣.

(٢) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٣/٣٤٤ ـ ٣٤٥ ، نفحة الريحانه ٤/١٧٢.

(٣) خلاصة الأثر ٢/٣٩٢.

(٤) سلافة العصر :١٢٥ ، خلاصة الأثر ٢/٣٩٦.

(٥) سلافة العصر : ٣٦.

(٦) خلاصة الأثر ٣/٣٧٦ ـ ٣٧٩.

١٠٠