تراثنا ـ العدد [ 134 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 134 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣٢٦

المكرّمة وما جاورها ، وكان أميرها آنذاك الشريف (زيد بن المحسن بن الحسين) إذ قال فيه : «وليها ـ أي مكّة المكرّمة ـ وهي جمرة تخترم ، ونار تضطرم ، فأخمد نيرانها وأمّن جيرانها ، وكانت ولايته سنة إحدى وأربعين وألف ، وله من العمر سبع وعشرون سنة»(١) بعد أن ثار ضدّ الشريف (نامي) وبقي في الحكم حتّى وفاته عام ١٠٧٧هـ (١٦٦٦م).

وسافر إلى بلاد الهند بدعوة من أبيه أحمد ناظم الدين (ت ١٠٨٩هـ/ ١٦٦٨م) ، ووصوله إليها في شهر ربيع الأوّل من عام ١٠٦٨هـ (مارس ١٦٥٨م) ، وكان حاكم الدكن آنذاك السلطان عبد الله قطب شاه ، الذي اتّخذ من السيّد أحمد نظام الدين (عينا) ، وهو من أرفع المناصب الحكومية عندهم ، وقد برع ابن معصوم في جملة من العلوم وترك فيها مصنّفات في اللغة العربية والأدب والفقه ، وشؤون الثقافة الأخرى ، وصنّف أكثر من عشرين كتاباً ورسالة.

وكان لوالده السيّد أحمد نظام الدين مجلس عامر بالعلماء والأدباء يقصدونه من كلّ حدب وصوب في الديار الهندية ، وأتاح له منصبه كوزير في حكومة الدكن أن يكون مجلسه مهوىً لقلوب أهل العلم.

وكان والده معلّمه الأوّل ، إذ كان أديباً وشاعراً وعالماً ، وقد حضر في مجلسه وأصغى بما دار فيه من محاورات ومناظرات ، فأخذ عنه كثيراً ، ومن أساتذته أيضاً جعفر بن كمال الدين البحراني (ت ١٠٨٨هـ/ ١٧٧٤م) ، خرج

__________________

(١) رحلة ابن معصوم أو سلوة الغريب وأسوة الأريب : ٥٢.

١٠١

من البحرين إلى شيراز ومنها إلى الهند حيث استوطن فيها ، ومحمّد بن علي ابن يوسف الشامي العاملي (ت ١١٠٤هـ/ ١٦٩٣م).

٤) العلوم الطبيعية والتطبيقية :

لقد برع في مكّة في تلك الفترة الزمنية أعلام تخصّصوا في العلوم الطبيعية والتطبيقية مثل الحساب والفلك والطبّ والصيدلة ، فمن الذين برعوا في الطبّ محمّد صالح الگيلاني الحكيم (ت ١٠٨٨هـ/ ١٧٧٤م) نزيل اليمن ، وهو تلميذ البهائي ، ترجمه ضياء الدين يوسف (ت ١١٢١هـ/ ١٧٠٩م) في كتابه نسمة السحر بذكر من تشيّع وشعر الذي فرغ من بعض أجزائه في ١١١٤هـ (١٧٠٢م) ، وحكى فيه عن أُستاذه وابن عمّه السيّد محمّد بن الحسين بن الحسن ابن الإمام القاسم ، وكان محمّد تلميذ صاحب الترجمة في علم الطبّ ، وحكى محمّد عن صاحب الترجمة بعض أحواله منها أنّه حضر بحث البهائي في إصفهان وتلمّذ عليه وعلى غيره من الأعيان وأقام دهراً في خدمة بعض الأطبّاء في بيمارستان إصفهان التي كانت كلّية للطبّ والكيمياء في عهدها.

قال : وبرع في أنواع العلوم حتّى علم الصنعة ، وكان فاضلاً في المنطق والرياضيّات والتصريف والنحو والأدب مع الخطّ الحسن الجيّد ، وأمّا الطبّ فهو إمامه المطلق حتّى صار طبّه مثلاً في بلاد اليمن ، وحكى عنه أيضاً إنّ أباه وجدّه بلغا العمر الطبيعي ، قال : وكذلك هو بلغ العمر الطبيعي لأنّه توفّي

١٠٢

١٠٨٨هـ (١٦٧٧م) ، وله مئة وتسعة عشر سنة ، وحكى عنه أيضاً «أنّه ارتحل من بلاد العجم إلى بلاد الهند فأقام بها أربعين سنة في مملكة الدكن أيّام أبي الحسن قطب شاه فَعَلاَ صيته ، واقتنى نفايس الكتب فعزم الحجّ وأخذ معه ذخائر كتبه في البحر فغرق ما معه ونجى بنفسه ، وأقام بمكّة زماناً فركب البحر مريداً البلاد الهندية فاجتاز باليمن أيّام الإمام (المتوكّل على الله) إسماعيل بن القاسم (ت١٠٨٧هـ/ ١٦٧٦م) فلمّا تحقّق الإمام فضله ألزمه بالقيام باليمن واشترى له داراً في صنعاء بخمسمئة غرش وخدمه آل القاسم ، ونال منهم الرغائب ، وكان لا يعالج أحداً إلاّ بأُجرة نظير سلفه بقراط ، حكى في نسمة السحر جملة من معالجاته الغريبة وذكر جمعاً من تلاميذه ومنهم والده يحيى قال : «وكان يأتي إلى والدي لدرسه ويأخذ منه أُجرة كلّ يوم ربع غرش» ثمّ ذكر جملة من أشعاره ، وترجمته في النسمة طويلة اختصرها الطهراني في الروضة (١).

ومن الجدير بالملاحظة هنا ، أنّ حالة الصراعات السياسية والعسكرية في البلاد العربية والإسلامية في الفترة أسفرت عن انحلال الثقافة وتدنّي المستوى العلمي والأدبي بين أبنائها وخاصّة إبّان حكم بني عثمان الذين حاربوا اللغة العربية وفرضوا على شعوبها اللغة التركية بعد اتخاذهم إيّاها لغة رسمية للبلاد العربية ، ممّا أثّر في الثقافة عندهم ، فانحدر فيها الشعر والشعراء

__________________

(١) الروضة النضرة : ٢٨٧ ـ ٢٨٨.

١٠٣

إلى مستويات متدنّية «وتجد ضعفاً في أساليب الكثيرين إلى جانب ضعف الألفاظ والتراكيب ، وقد جاء ذلك عن عجزهم عن التصرّف في اللغة تصرّف المالك لزمامها والمتمكّن من دقائق أسرارها ، وقد أخفى بعضهم هذا الضعف بثوب الصناعة اللفظية والمحسنات البديعية»(١) ، حتّى سادت هذه الصناعة وعمّت شعر تلك الفترات ، فضلاً عن ظهور فنون شعرية اختلطت فيها اللغة الفصيحة بالعامية مثل الدوبيت والكان كان ، والقوما ، والزجل ، والموشّح ، إضافة إلى رواج بعض الصناعات الشعرية المتمثّلة بالتأريخ الشعري وغيرها(٢).

وبالمقابل ، نشأت حركة تأليف متواصلة في ميادين شتّى ، إلاّ أنّها اتّسمت بالشروح والحواشي(٣) ، فنبغ فيهم علماء ومؤلّفون ، من أمثال : بهاء الدين العاملي (ت ١٠٣١هـ/ ١٦٢٢م) ، والمقري (ت١٠٤١هـ/ ١٦٣٢م) ، والشهاب الخفاجي (ت ١٠٦٩هـ/ ١٦٥٩م) ، ويوسف البديعي (ت ١٠٧٣هـ/ ١٦٦٣م) ، وعبدالقادر البغدادي (ت ١٠٩٣هـ/ ١٦٨٢م) ، والمحبي الشامي (ت ١١١١هـ/ ١٦٩٩م) ، وابن معصوم المدني (ت ١١٢٠هـ/ ١٦١١م) وغيرهم كثير.

__________________

(١) في أدب العصور المتأخّرة : ٣٨.

(٢) تأريخ آداب العرب ٣/٣٥٣ ـ ٤٢١.

(٣) تاريخ آداب اللغة العربية ٣/٢٨٦ ـ ٢٩٠.

١٠٤

خلاصة البحث

ونستطيع بعد ذلك أن نقف على مجموعة من النقاط التي يجدر التأكيد عليها وبيان أهمّيتها وهي :

١) إن (مكّة المكرّمة) و (المدينة المنوّرة) كانتا مركزين علميّين وعباديّين لهما خصوصيّتهما وتفرّدهما في العالم الإسلامي ، فالمكانة العظيمة لبيت الله الحرام ولمقام النبي (صلى الله عليه وآله) جعل من هاتين البقعتين الطاهرتين مركزاً يستقطب إليه المسلمين من كلّ مكان بصرف النظر عن مذاهبهم الدينية وانتمائاتهم العقائدية ويغريهم بالتوطّن الدائم ، وهذا ما أفسح لهم مجالاً واسعاً فظهرت في هاتين البقعتين بعد ذلك أنماط من الحوارات العلمية والجدل الرصين بين علماء المذاهب الإسلامية في إطار من الاحترام المتبادل والذي قد لايخلو في بعض وجوهه من المنافسة والحماس العنيف أحياناً ، لكن الجميع ظلّوا يحترمون صيغة التعايش التي يفرضها الانتماء للمكان.

ولم يقف الأمر عند حدود التعاطي العلمي والإفادة من علماء المذاهب الإسلامية الأخرى ـ سواء بالاحتكاك المباشر والشخصي عبر حضور حلقات الدروس أو الاستجازة في طلب الحديث ، أم بشكل غير مباشر من خلال الاستفادة من مضامين كتبهم واستنساخها والتعليق عليها واختصارها أو تهذيبها أو الردّ عليها ـ إنّما تَعَدّاهُ إلى التزاوج المختلط ونشوء المصاهرات وهو ما نجده ، على سبل المثال ، في حالة السيّد أحمد الدشكتي ، والد صاحب سلافة العصر ، حيث تزوّج بنت الشيخ محمّد بن أحمد المنوفي

١٠٥

المصري الشافعي نزيل مكّة وأحد أعيانها وفضلائها ورئيس الشافعية فيها ، وهي سليلة بيت علم ووجاهة وقضاء كما أوضحنا.

٢) إنّ المماحكات الطائفية في الحجاز والتي كانت تندلع بين الحين والآخر كانت في واقع الأمر تمثّل حالات استثنائية لاتعكس واقع الحال ، فقد كان التشيّع يمثّل ظاهرة أصيلة في المجتمع المكّي والمدني ، ولم يكن بالأمر الطاري ولا الدخيل ، ورغم الإقرار بأنّ أتباع مذهب أهل البيت كانوا يتعرّضون ـ كما يتعرّض الشيعة في كلّ مكان ـ للمضايقات والتهميش الاجتماعي ، إلاّ أنّ المسار التاريخي للتشيّع في الحجاز ظلّ متدفّقاً برغم الظروف الصعبة التي كانت تحيط به ، ولايمكن القول بأنّهم واجهوا عنفاً دمويّاً واستهدافاً منظّماً على طول الخطّ ، لاسيّما في الحالات الكثيرة التي كان الشيعة الإماميّون يعيشون في حالة من السُبات السياسي الذي لايَستَفزّ الأغلبية السنّية الحاكمة ، الأمر الذي جعل من العلاقات السنّية الشيعية تكون في حالة موادعة طويلة الأجل لفترة ليست بالقصيرة.

٣) تبيّن أنّ الأغلبية الساحقة من المجاورين لبيت الله الحرام وقبر الرسول (صلى الله عليه وآله) كانوا ينحدرون من بلاد فارس ، حيث تبيّن أنّ من بين ٧٧ من علماء الإمامية المجاورين طبقاً لما أورده الطهراني في الروضة النضرة ، ينحدر ٣٦ منهم من بلاد فارس ، في حين يمثّل علماء جبل عامل المرتبة الثانية من حيث العدد بواقع ٢٢ عالماً ، ومن المدينة المنوّرة ٦ علماء ، ومن العراق ٤ علماء ، ومن بلاد البحرين (أول والقطيف أو الأحساء) عالمين اثنين ، أمّا الهند واليمن ومكّة المكرّمة فعالم واحد لكلّ منها ، أمّا العلماء الإماميّون الذين لم يُعرف إنتماؤهم الجغرافي لعدم وجود قرائن تنبي عنه

١٠٦

بوضوح فعددهم أربعة علماء ، وذلك بالشكل الذي يوضّحه الجدول التالي :

التسلسل

البلد

عدد المجاورين

١

٢

٣

٤

٥

٦

٧

٨

٩

بلاد فارس

جبل عامل

المدينة المنوّرة

العراق

غير المعلوم

الهند

البحرين والقطيف والأحساء

مكّة المكرّمة

اليمن

المجموع

٣٦

٢

٦

٤

٤

١

٢

١

١

٧٥

وأمّا من حيث طول الإقامة ، فقد تبيّن أنّ اثني عشر عالماً من المجاورين فقط آثروا المجاورة حتّى الوفاة ، ودفنوا في مكّة أو المدينة ، والأغلبية الساحقة منهم بَقَوا بضع سنين ثمّ رجعوا بلدانهم ، وذلك بالنحو الذي يوضّحه الجدول التالي :

 التسلسل

مكان الوفاة

العدد

١

٢

٣

٤

٥

٦

٧

العراق

المدينة المنوّرة

بلاد فارس

جبل عامل

الهند(حيدر آباد)

مكّة المكرّمة

غير معلوم

المجموع

١

١

١٠

٢

٤

١١

٤٨

٧٧

١٠٧

٤) الوجود الإمامي في بلاد الحرمين في القرن الحادي عشر يمثّل امتداداً لما قبله من قرون خلت ، فهذا الوجود له امتداد تاريخي بعيد الجذور ، والقرن الحادي عشر يمثّل واسطة العقد والحلقة التي تصل ماضيه بمستقبله.

٥) رغم أنّ كتاب طبقات أعلام الشيعة لم يُخصّصه مؤلّفه لموضوع المجاورين للحرمين الشريفين ، إلا أنّه كشف عن معلومات وتفاصيل تاريخية تتصل بالموضوع وتكشف جانباً كبيراً منه ، وقد وفّر الكتاب بمعلوماته الغزيرة للباحثين المهتمّين زاداً نافعاً وخلق أرضية لدراسة مختلف جوانب الحياة العلمية والاجتماعية عبر القرون.

ورغم أنّ المؤلّف لم يبحث بالتفصيل حياة من ترجم لهم ، إلاّ أنّ ذلك لا يقلّل من قيمة عمله بلحاظ ضخامة العمل وجسامته وهو عمل تنوء بحمله مؤسّسات بطاقم كامل من الباحثين المتخصّصين. وما يهمّنا هنا هو مناقشة المعيار الذي احتكم إليه الشيخ الطهراني ـ أعلى الله مقامه ـ في كتابه طبقات أعلام الشيعة ، وهو معيار (التشيّع) لأهل البيت ، فهل التزم به الشيخ الطهراني في عمله؟

لقد لاحَظنَا أنّ الكتاب حفل بعدد من الأسماء التي ينسبها إلى التشيّع خطأً ، اعتماداً على أدلّة لاتفيد الجزم بالانتماء العقائدي للتشيّع ، نظير ما ذكره عن خضر الموصلي(١) ، على سبيل المثال ، اعتماداً على ما ذكره في كتابه الإسعاف والتي تفيد بميول شيعية لمؤلّفه!!

__________________

(١) أوردنا هذا المثال فحسب لأنّه ورد ضمن العلماء المجاورين وقد أشرنا إليه في ثنايا البحث ، وإلاّ فالأمثلة في موسوعة الطبقات كثيرة جدّاً.

١٠٨

ومن المعروف أنّ اصطلاح (التشيّع) عند أهل الجرح والتعديل من علماء الجمهور كان يُراد به تفضيل الإمام علي عليه‌السلام على عثمان ، أمّا النيل من بني أميّة فهو عندهم (تشدّد في التشيّع).

أمّا تفضيل الامام علي على أبي بكر وعمر فهو (الرفض) ، حسب تعريفهم ، وأمّا النيل من أبي بكر وعمر فهو (الغلوّ في الرفض) حسب هذا التعريف.

وبناءً على هذا التقسيم أدخلوا الكثير من أهل العلم في التشيّع لمجرّد تفضيلهم الإمام علي عليه‌السلام ، وقدحهم في بني أميّة ، فمن الحفّاظ عدّوا النسائي والحاكم في الشيعة ؛ لهذا الاعتبار وحده.

وعلى هذا القياس عَدّوا جماعة في رجال الشيعة ، ولم يكونوا كذلك ، وعلى رأسهم محمّد بن جرير الطبري ـ صاحب التاريخ ـ حتّى أدخله الدكتور عبد العزيز محمّد نور ولي في كتابه أثر التشيّع على الروايات التاريخية وترجم له ترجمة مفصّلة ، وصنع مثل هذا مع النسائي ، والحاكم النيسابوري وعبد الرزّاق صاحب المصنّف.

وقد وقع هذا الخطأ كثيراً في كتابي الذريعة وأعيان الشيعة لمثل تلك الاعتبارات أو لاعتبارات أخرى ، كالتصنيف في فضائل أهل البيت أو الذبّ عنهم ، أو لمجرّد إيراد أحاديث أو إثبات وقائع تاريخية تثبت حقوقهم ، وقد وقع هذا عند الشيخ الطوسي والنجاشي ، أمّا أمثلته في الموسوعتين الكبيرتين الذريعة والأعيان فكثير جدّاً(١).

__________________

(١) معجم مؤرخي الشيعة ١/٢٩ ـ ٣٠.

١٠٩

من هنا تظهر الحاجة الماسّة إلى إعادة إخراج كتاب الطبقات وتحقيقه تحقيقاً علميّاً يليق بأهمّيته ومكانة مؤلّفه الذي أسدى خدمات عظيمة للتراث الإسلامي بما تركه من نتاج غزير ظلّ محوراً لعدد لايحصى من الدراسات التاريخية والتراثية ، إنّ إعادة إخراج الكتاب محقّقاً بأجزائه السبعة عشر سيتيح للباحثين وطلاّب العلم الوقوف على جانب من عظمة ما تركه علماء الإمامية عبر القرون من مخزون علمي غزير ومتنوّع ، ولعلّ أهمّ ما يبرّر هذه الدعوة ثلاثة أمور : الأخطاء الإملائية والأسلوبية ، فكثير من عبارات الطبقات تحوي لحناً أعجميّاً ، والاشتباهات التاريخية وأبرز شواهدها نسبة غير الشيعة إلى التشيّع ، وأخيراً الحاجة الماسّة للاستدراكات والتعليقات على مادّة الكتاب ، فكثيرٌ من المخطوطات التي أشار إليها الطهراني أصبحت اليوم مطبوعة ومتاحة للقراء ، والكثير من النسخ الخطّية التي نَبّه الطهراني إلى وجودها في المكتبات الخاصّة انتقلت إلى مراكز أبحاث متخصّصة ، أو ظهرت نسخ أكثر اعتباراً منها ، بل أنّ الكثير من النسخ الخطّية أصبحت مصوّراتها متوفّرة في أغلب مراكز المخطوطات والمكتبات المتخصّصة في إطار سياسة التبادل العلمي بين المكتبات الخطّية في العالم ، وهذا يعني أن تحوّلاً هائلاً قد حَدَثَ في عالم المخطوطات عمّا كان عليه الحال قبل خمسين عاماً أو أبعد ، الأمر الذي يستلزم إعادة النظر في قيمة ما كتبه الشيخ الطهراني فيما يتعلّق بمظانّ النسخ الخطّية وأماكن وجودها اليوم أخذاً بالاعتبار كلّ هذه التحوّلات الكبيرة التي جرت في عالم المخطوطات وأوجه العناية بالتراث المخطوط.

١١٠

الخاتمة

ننتهي ممّا سبق أنّ المدينتين المقدّستين (مكّة المكرّمة) و (المدينة المنوّرة) كانتا تعجّان بحياة علمية نشطة شارك فيها جمٌّ غفيرٌ من العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية ، وكان لعلماء الإمامية مساهمة واسعة وأدوار جليلة في هذه المجال ، فقد ظهر على مسرح الحياة العلمية والاجتماعية في هاتين المدينتين المقدّستين مجموعة من العلماء الذين تفرّغوا للتدريس ، وألّف كثير منهم مؤلّفات في علوم متنوّعة مثل الفقه والحديث والتفسير والسيرة النبوية والتراجم والمنطق والحساب والفلك ، جرياً على ما كان سائداً في البلدان العربية والإسلامية الأخرى.

وتبيّن أنّ أغلب العلماء الإمامية الذين ساهموا في النشاط العلمي في كلّ من مكّة والمدينة كانوا من الوافدين عليها بقصد المجاورة وطلب العلم ، وأنّ الأغلبية الساحقة منهم وفدوا من فارس وجبل عامل ، وجماعة أقلّ منهم وفدت من العراق واليمن ، ناهيك عن علماء شبه الجزيرة العربية.

وقد برز من بين هؤلاء العلماء مشتغلين بحقل الدراسات الإسلامية في المجالات المذكورة كالسيّد بدر الدين أحمد بن إدريس العاملي الحسيني ،

وأشرف محمّد بن شهاب الجوزي ، ومحمّد بن عبد اللطيف بن علي العاملي ، وشمس الدين محمّد بن أحمد العيناثي العاملي ، وحسن بن المشغري العاملي (ت قبل ١٠٦٠هـ/ ١٦٥٠م) ، وحسين ابن محمّد الشيرازي ، والمير حسين القاضي ، ومعزّ الدين حسين الإصفهاني ، والمولى خليل بن

١١١

الغازي القزويني (ت١٠٨٩هـ/ ١٦٧٨م) ، وشمس الدين محمّد الجيلاني الإصفهاني ، وشمس الدين محمّد المكّي الشيرازي ، وأحمد بن شهاب الدين الفضل بن محمّد باكثير المكّي ، والميرزا محمّد أمين الإسترآبادي (ت ١٠٣٦هـ/ ١٦٢٧م) وغيرهم من العلماء.

كما ظهر أيضاً أدباء وشعراء كبار مثل : نظام الدين أحمد بن محمّد معصوم الحسيني (ت ١٠٨٥هـ/ ١٦٧٤م) وولده علي خان المدني (ت ١١٢٠هـ/ ١٧٠٨م) ، وأحمد بن محمّد بن مكّي الشهيد الجزيني العاملي ، وجمال الدين ابن نور الدين علي بن علي بن أبي الحسن الموسوي الجبعي العاملي (ت ١٠٩٧هـ/ ١٦٨٦م) ، وحسين بن الحسن العاملي المشغري ، وضياء الدين يوسف بن يحيى الحسني اليمني الصنعاني (ت ١١٢١هـ/ ١٧٠٩م) صاحب نسمة السحر في من تشيّع وشعر. هؤلاء شكّلوا مع آخرين غيرهم حالة أدبية وشعرية خصبة اتّسمت بخصائص معيّنة.

وإلى جانب ذلك ، ظهر في مكّة والمدينة علماء أعلام توجّهوا بجهودهم نحو العلوم التطبيقية من أطبّاء وفلكيّين وصيادلة بالنحو الذي أوضحنا جانباً منه في ثنايا البحث ، وذَكَرَتهُ بالتفصيل كتب التراجم كأمل الآمل للحرّ العاملي ، محمّد بن الحسن (ت ١١٠٤هـ/ ١٦٩٣م) ورياض العلماء وحياض الفضلاء ، للميرزا عبد الله أفندي (ت ١١٣٠هـ/ ١٧١٨م) والمجاميع الأدبية وأبرزها : سلافة العصر للسيّد علي خان المدني وخلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبّي ، محمّد أمين (ت ١١١١هـ/ ١٦٩٩م) وغيرها من المصادر الأخرى التي تعكس توافر مناخ علمي جعل من الحجاز

١١٢

مركزاً علميّاً مميّزاً يزاحم الحواضر العلمية الشهيرة في العالم الإسلامي وقتئذ مثل : إصفهان واستانبول والقاهرة ودمشق وخراسان وبغداد والنجف الأشرف ، إذ كانت مقصداً لوفود العلماء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي يشدّون إليهما الرحال ويستكملون تعلميهم على يد علمائها.

إنّ ما نخلص إليه في هذه الخاتمة أنّ (مكّة المكرّمة) و (المدينة المنوّرة) في فترة الدراسة حفلت بوجود نشاط علمي شارك فيه علماء الإسلام متعدّدي المذاهب ومن مختلف بقاع العالم الإسلامي ، وكان لعلماء الإمامية دورٌ أصيلٌ في إنضاج مساره ، وكانت هاتان الحاضرتان تسود فيهما ثقافة لا تختلف في إطارها العام عمّا كان يسود البلدان العربية والإسلامية الأخرى ، كما توضّحه طبيعة الاهتمامات العلمية والمؤلّفات التي ظهرت في هذه الفترة ، والتي نجدُ التركيز فيها على وضع المتون والشروح والحواشي.

وأخيراً ، لعلّ هذه الدراسة قد أوفت الموضوع حقّه من الاهتمام والعناية ، وهي محاولة متواضعة قُصد بها تسليط الضوء على النشاط العلمي في مكّة والمدينة لعلماء الإمامية في فترة زمنية اتّسمت بكثير من الفتن والاضطرابات السياسية التي عصفت بالعالم الإسلامي ، وفي بقعتين طاهرتين كانت وما تزال مقصداً للمسلمين من شتّى بقاع العالم.

١١٣

المصادر

١ ـ اتّعاظ الحنفا بأخبار الأئمّة الفاطميّين الخلفاء : المقريزي ، تقي الدين أحمد ابن علي (ت ٨٤٥هـ/ ١٤٤١م) ، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ـ لجنة إحياء التراث الإسلامي ، القاهرة ، ط١ ، ١٣٨٧هـ.

٢ ـ أشراف مكّة في القرن الحادي عشر الهجري : فرديناند ، فوستنفلد ، ترجمة : محمود كبيبو ، دار الورّاق للنشر ، بيروت ٢٠١٥م.

٣ ـ أصول تحقيق التراث : الفضلي ، عبد الهادي.

٤ ـ أعيان الشيعة : الأمين ، محسن (ت ١٣٧١هـ/ ١٩٥١م) ، تحقيق : حسن الأمين ، دار التعارف للمطبوعات ط ٥ ، بيروت ٢٠٠٠م.

٥ ـ أمل الآمل : الحرّ العاملي ، محمّد بن الحسن (ت ١١٠٤هـ/ ١٦٩٣م) ، مؤسّسة دار الوفاء ، ط ٢ ، بيروت ١٩٨٣م.

٦ ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار : المجلسي ، محمّد باقر (ت ١١١١هـ/ ١٦٩٩م) ، مؤسّسة الوفاء ط٢ ، بيروت ١٩٨٣م.

٧ ـ البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع : الشوكاني ، محمّد بن علي (ت ١٢٥٠هـ) ، مطبعة السعادة ، القاهرة ١٣٤٨هـ.

٨ ـ تاريخ آداب العرب : الرافعي ، مصطفى ، دار الكتاب العربي ، ط٦ ، بيروت ٢٠٠١م.

١١٤

٩ ـ تاريخ آداب اللغة العربية : زيدان ، جرجي ، مطبعة الهلال ، القاهرة ١٩١٣م.

١٠ ـ تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي : حسن ، إبراهيم حسن ، مكتبة النهضة المصرية ١٩٨٢م.

١١ ـ تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : الصدر ، حسن ، دار الرائد العربي ، ط١ ، بيروت ١٩٨١م.

١٢ ـ التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة : السخاوي ، محمّد بن عبد الرحمن ، بيروت ١٩٩٣م.

١٣ ـ تحفة المحبّين والأصحاب في معرفة ما للمدنيّين من الأنساب : الأنصاري ، عبد الرحمن ، تحقيق : محمّد العروسي المطوي ، المكتبة العتيقة ، تونس ، ١٩٧٠م.

١٤ ـ الحجج المبينة في التفضيل بين مكّة والمدينة : السيوطي ، جلال الدين ، تحقيق : محمّد زينهم محمّد عرب ، دار الأمين ، القاهرة ١٩٩٣م.

١٥ ـ حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر : لعبد الرزّاق البيطار (ت ١٣٣٥هـ/ ١٩١٧م).

١٦ ـ الحياة العلمية والاجتماعية في مكّة : العبيكان ، طرفة عبد العزيز ، مكتبة الملك فهد الوطنية ، الرياض ١٩٩٦م.

١٧ ـ خاتمة مستدرك الوسائل : النوري ، الميرزا حسين ، تحقيق : رحمة الله الرحمتي الأراكي ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، ط١ ، قم ١٤٣٤هـ.

١٨ ـ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر : المحبّي ، محمّد أمين (ت ١١١١هـ/١٦٩٩م) ، دار الكتب العلمية ،ط١ ، بيروت ٢٠٠٦م.

١٩ ـ خواطر السنين (سيرة معماري ويوميّات محلّة بغدادية) : مكّية ، محمّد ، دار الساقي ، بيروت ٢٠٠٥م.

١١٥

٢٠ ـ دائرة المعارف الإسلامية الشيعية : الأمين ، حسن ، دار التعارف للمطبوعات ، ط٦ ، بيروت ٢٠٠١م.

٢١ ـ الدرر السنية في الأنساب الحسنية والحسينية : البرادعي ، أحمد بن محمّد ، ط ٢ ، ١٣٤٩هـ.

٢٢ ـ الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة : لابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي (ت ٨٥٢هـ/١٤٤٨م).

٢٣ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : الطهراني ، آقا بزرك (ت ١٣٨٩هـ/ ١٩٧٠م) ، دار الأضواء ، بيروت ، د. ت.

٢٤ ـ الرجال : النجاشي ، أحمد بن علي ، تحقيق : موسى الشبيري الزنجاني ، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، قم.

٢٥ ـ الرحلات المغربية والأندلسية : عواطف محمّد يوسف ، الرياض ١٩٩٦م.

٢٦ ـ رحلة ابن بطّوطة المسمّاة تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار : ابن بطّوطة ، أبو عبد الله اللواتي الطنجي (ت٧٧٩هـ/ ١٣٧٧م) ، تحقيق : عبد الهادي التازي ، المغرب ١٩٩٧م.

٢٧ ـ رحلة ابن معصوم أو (سلوة الغريب وأسوة الأريب) : لابن معصوم ، علي خان ، تحقيق : شاكر هادي شكر ، عالم الكتب ، مكتبة النهضة العربية ، ط١ ، بيروت ١٩٨٨م.

٢٨ ـ الرحلة الحجازية : لولي النعم الحاج عبّاس حلمي باشا الثاني ، خديوي البتنوني ، محمّد لبيب ، مصر ، مطبعة مدرسة والده عبّاس الأوّل ، ط١ ، القاهرة ١٣٢٧هـ.

١١٦

٢٩ ـ رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين الإمام علي بن الحسين عليه‌السلام : لابن معصوم ، علي خان ، تحقيق : محسن الحسيني الأميني ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، ط٤ ، قم ١٤٢٥هـ.

٣٠ ـ رياض العلماء وحياض الفضلاء : الأفندي ، الميرزا عبد الله الإصفهاني (ت ١١٣٠هـ/١٧١٨م) ، تحقيق : أحمد الحسيني ، مؤسّسة التاريخ العربي ، ط١ ، بيروت ٢٠١٠م.

٣١ ـ رياض المسائل : للسيّد علي الطباطبائي (ت ١٢٣١هـ) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، ط١ ، قم المشرّفة ١٤١٢هـ.

٣٢ ـ سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر : لمحمّد خليل المرادي (ت ١٢٠٦هـ/ ١٧٩٢م).

٣٣ ـ شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام : الفاسي ، محمّد بن أحمد المكّي المالكي (ت ٨٣٢ هـ/١٤٢٩م) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، بدون تاريخ.

٣٤ ـ شيخ آقا بزرك تهراني : صفري ، علي أكبر ، مؤسّسة تراث الشيعة ، قم ١٣٩٠ ش.

٣٥ ـ شيخ الباحثين آقا بزرك الطهراني حياته وآثاره : عبد الرحيم محمّد علي ، مطبعة النعمان ، ط١ ، النجف الأشرف١٣٩٠هـ.

٣٦ ـ شؤون الحرمين الشريفين في العهد العثماني في ضوء الوثائق التركية العثمانية : هريدي ، محمّد عبد اللطيف ، دار الزهراء للنشر ، ط١ ، القاهرة ١٩٨٩م.

٣٧ ـ صناعة المخطوطات في نجد : المنيف ، عبد الله بن محمّد ، أروقة للدراسات والنشر ، ط١ ، عمّان ٢٠١٤م.

١١٧

٣٨ ـ الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة : لأبن حجر الهيتمي ، أحمد بن محمّد (ت ٩٧٣هـ/ ١٥٦٦م) ، تحقيق : عبدالرحمن التركي وكامل محمّد الخرّاط ، دار الوطن ، الرياض ، دون تاريخ.

٣٩ ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع : للسخاوي ، شمس الدين محمّد بن عبدالرحمن (ت ٩٠٢ هـ/ ١٤٩٧م).

٤٠ ـ طبقات أعلام الشيعة : آقا بزرك الطهراني ، دار إحياء التراث العربي ط١ ، بيروت ٢٠٠٩م ، الجزء الثامن ، القرن الحادي عشر.

٤١ ـ العلاقات بين مصر والحجاز زمن الفاطميّين والأيوبيّين : صبحي عبد المنعم ، العربي للنشر والتوزيع ، دون تاريخ.

٤٢ ـ على هامش الذريعة : الأشكوريّ ، أحمد الحسينيّ نسخة بژوهى ، العدد ٢ ، ص ٢٩٨.

٤٣ ـ عين على الذريعة : الحلّي ، أحمد مجيد ، مقال منشور في مجلّة مخطوطاتنا الصادرة عن العتبة العلوية ، العدد ٣ ـ ٤ ، ٢٠١٥م / ١٤٣٦هـ.

٤٤ ـ فرحة الأنام في تأسيس بيت الله الحرام : الحسيني الكاشاني ، زين العابدين بن نور الدين ، تحقيق : عمّار نصّار ، حيدر لفتة مال الله ، مشعر ، طهران ١٤٢٨هـ.

٤٥ ـ في أدب العصور المتأخّرة : رشيد ، ناظم ، جامعة الموصل ـ كلّية الآداب ، مكتبة بسّام ، ١٩٨٥م.

٤٦ ـ قصّة الأشراف وآل سعود : الوردي ، علي ، دار الورّاق للنشر ، ط٣ ، بيروت ٢٠١٣م.

٤٧ ـ كامل الزيارات : القمّي ، جعفر ابن قولويه ، دار المرتضى ، ط١ ، بيروت ٢٠٠٨م.

٤٨ ـ الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة : لمحمّد نجم الدين الغزّي (ت ١٠٦١هـ/ ١٦٥١م).

١١٨

٤٩ ـ المجتمع الحجازي في العصر المملوكي : صبحي عبد المنعم ، المكتبة التاريخية ، العربي للنشر والتوزيع ، ط١ ، ١٩٩٧م.

٥٠ ـ المدينة المنوّرة في العصر الأيّوبي : حرب ، جميل ، دار تهامة ، ط١ ، جدّة ١٩٨٥م.

٥١ ـ مظاهر الحياة الاجتماعية في مكّة والمدينة إبّان القرن الثامن الهجري من خلال كتب الرحّالة : شبني ، أحمد هاشم أحمد بدر ، مجلّة مركز البحوث ودراسات المدينة المنوّرة ، العدد الرابع عشر والخامس عشر.

٥٢ ـ معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء : حرز الدين ، محمّد ، تحقيق : محمّد حسين حرز الدين ، نشر : مكتبة المرعشي ، قم ١٤٠٥هـ.

٥٣ ـ معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي : محمّد أحمد دهمان ، دار الفكر ، ط ١ ، دمشق ١٩٩٠م.

٥٤ ـ معجم البلدان : الحموي ، ياقوت ، دار إحياء الثراث العربي ، بيروت ١٩٧٩م.

٥٥ ـ معجم مؤرّخي الشيعة : عبد الحميد ، صائب ، مؤسّسة دائرة معارف الفقه الإسلامي ، ط١ ، قم المقدّسة ٢٠٠٤م.

٥٦ ـ مكّة المكرّمة في عيون رحّالة نصارى : رالي ، أغسطس ، ترجمة : حسن سعيد غزالة ، دارة الملك عبدالعزيز ، الرياض ١٤٣٠هـ.

٥٧ ـ ميزان الاعتدال : الذهبي ، شمس الدين محمّد بن أحمد ، (ت٧٤٨هـ/ ١٣٤٧م) ، دار الرسالة العالمية ، ط١ ، دمشق ٢٠٠٩م.

٥٨ ـ نشر العرف لنبلاء اليمن بعد الألف إلى سنة (١٣٥٧هـ) : الصنعاني ، محمّد ابن محمّد ابن زبارة الحسني ، مصر ١٣٥٩ ـ ١٣٧٦هـ.

٥٩ ـ نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة : المحبّي ، محمّد أمين (ت ١١١١هـ/ ١٦٩٩م) ، دار الكتب العلمية ، ط١ ، بيروت ٢٠٠٥م.

١١٩

تراجم علماء البحرين وكتبهم ومكتباتهم

من كتاب (الفوائد الطريفة)

للعلاّمة عبد الله الأفندي الأصفهاني

(١٠٦٧هـ ـ ١١٣١هـ)

(٢)

عبد العزيز علي آل عبد العال القطيفي

لقد قلنا في القسم الأوّل من مقالتنا هذه أنّ العلاّمة عبد الله الأفندي (١٠٦٧هـ ـ ١١٣١هـ) كتب كتابه هذا فيما يبدو في مراحل زمنية مختلفة، لعلّ آخرها هو ما أشار إليه في الصفحة (٥٨١) وهو سنة (١١٣١هـ) ، وقد اهتمّ فيه بالحديث عن الكتب الفريدة ، والنسخ العزيزة ، والتصحيح على الأخطاء التي وقع فيها المؤلّفون في نسبة الكتب ، وكذلك التعريف بالأعلام ، وذكر الإجازات ، وهذا الكتاب عبارة عن مسوَّدة لم تخرج إلى التبييض لذلك لم تذكره المصادر ولم تنتشر نسخه ، ولم يعْطِ مؤلّفه له اسماً ، واسمه هذا (الفوائد الطريفة) انتخبه المحقّق السيّد مهدي الرجائي استطراداً لما هو المستفاد من مجموع الكتاب ، وقد طبع من قبل مكتبة آية الله المرعشي النجفي الطبعة الأولى (١٤٢٧هـ) ، وهي طبعة كثيرة التصحيف ، مليئة بالأخطاء المطبعية.

١٢٠