تراثنا ـ العدد [ 133 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 133 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣٢٦

قال في اللؤلؤة : «إنّي رأيت له حاشية بعض أبواب الطهارة من المدارك جاور المدينة ثمّ مكّة وبها توفّي سنة ١٠٣٦هـ (١٦٢٧م)».

يقول الطهراني : «ورأيت إجازته بخطّه لتلميذه المير عبدالهادي الحسيني التستري كتبها له على ظهر الفقيه بعد قراءته عليه في ١٠٢٩هـ (١٦٢٠م) ، والنسخة في كتب السيّد محمّد اليزدي وخطّه جيّد لطيف»(١).

ومن العلماء المجاورين : محمّد أمين القمّي ، كتب بخطّه لنفسه خلاصة الأقوال في الرجال للحلّي في مكّة فرغ منه في ج٢/ ١٠٠٩هـ (ديسمبر ١٦٠٠م) ثمّ وقفه لكافّة الشيعة وشرط التولية لنفسه ما دام حيّاً ، وكتب الوقفية في أوّل القسم الثاني نظماً ونثراً ، وكتب تمام نسبه بخطّه(٢).

ومنهم : محمّد باقر بن محمّد مؤمن السبزواري (ت ١٠٩٠هـ/ ١٦٧٩م) فقد جاور مكّة عام ١٠٦٢هـ. (١٦٥٢م) ، وفي أمل الآمل وصفه بـ : «العالم الفاضل الحكيم المتكلّم ، الجليل القدر» ، وفي رياض العلماء بالأُستاذ الفاضل وقال : «قرأتُ عليه حاشيته على إلهيّات الشفا». وفي سلافة العصر بأنّه من المجتهدين المتبحّرين في علوم الدين وسائر الفنون والعلوم وأصناف المنطوق والمفهوم.

وقد قرأ في (إصفهان) على علمائها ، وأخذ الرواية عنهم ، وكان يدرّس

__________________

(١) الروضة النضرة : ٥٦.

(٢) الروضة النضرة : ٥٩.

١٤١

بالمدرسة (السميعية) التي بناها عبدالسميع السبزواري وأوقف لها مكتبة فاشتهرت المدرسة بعد تدريسه فيها بمدرسة السبزواري.

ومن تصانيفه : الكفاية والذخيرة والمناسك والخلافية في العبادات كلاهما فارسيّان ، رسالة في الأغسال ، ورسائل في تحديد النهار ، وصلاة الجمعة اثنتان فارسية وعربية ، شبهة الاستلزام ، وشرح الإشارات ، وشرح الزبدة البهائية ، وروضة الأنوار ، ومفاتيح النجاة. وأحفاده في إصفهان من العلماء يعرفون بشيوخية الإسلام ، وهو يحرّم نوعاً من الغناء ولا يشمله السماع الصوفي ، وقد طبع من آثاره الفلسفية حاشية إلهيّات الشّفاء بتحقيق جلال الدين الآشتياني ضمن منتخبات آثار حكماء إيران ج٢ ص٤٩٣ ـ ٥٥٦ بطهران ١٩٧٥م(١).

ومن علماء الإمامية في مكّة في القرن الحادي عشر حسين النيشابوري المكّي ابن محمّد علي ، والذي نزل مكّة وجاور بيت الله الحرام ومات بها واستكتب فيها باب (إحياء الموات) إلى آخر المواريث من كتاب جامع المقاصد في مجلّد كبير ، كما كتب بخطّه على ظهر النسخة ، ونقلت بعده إلى ولده محمّد باقر ، كما كتبه الولد أيضاً بخطّه في جنب خطّ والده. قال الأفندي :(٢) أنّه رأى إجازة صاحب الترجمة بخطّه لنوروز علي التبريزي

__________________

(١) الروضة النضرة : ٧١ ـ ٧٢.

(٢) رياض العلماء ٥/٢٥٨.

١٤٢

صرّح فيها بأنّه يروي عن المير شرف الدين علي بن حجّة الله الشولستاني وتأريخ الإجازة ١٠٥٦هـ (١٦٤٦م).

قال الأفندي أيضاً(١) أنّ الحاج حسين النيشابوري المكّي «توفّي بها في صغرى وولده يسكن مكّة» ، وبما أنّ ولادة صاحب رياض العلماء كانت سنة ١٠٦٦هـ (١٦٥٦م) فيكون وفات صاحب الترجمة قريباً من ١٠٨٠هـ.

يقول الطهراني : «وهو والد محمّد باقر المجاز من المجلسي ومحمّد السراب والسيّد علي خان الدشتكي ، وقد وصفوا في إجازتهم لمحمّد باقر بأنّه : «ابن العلاّمة محمّد حسين النيشابوري»(٢) وكذا في إجازات المتأخّرين مثل إجازة رضي الدين بن محمّد حيدر العاملي المكّي للسيّد نصر الله المدرّس الشهيد الحائري ، ورضي الدين المذكور ولد رضاعي لمحمّد باقر ابن صاحب الترجمة ، كما صرّح به في الإجازة المذكورة ، ورأيت من آثار المترجم له ظاهراً نسخة من المدارك كتبها بخطّه ثمّ قابلها وصحّحها بنسخة خطّ المؤلّف وكتب شهادة مقابلته وتاريخ تصحيحه في ١٨ / ج٢ / ١٠٥٤هـ (٢٠ اغسطس ١٦٤٤م) على هامش النسخة الموجودة(٣).

ومنهم : جعفر بن كمال الدين بن محمّد البحراني (ت ١٠٨٨هـ/

__________________

(١) رياض العلماء ٢/١٧١.

(٢) الروضة النضرة : ٧٤.

(٣) الروضة النضرة : ١٨٧.

١٤٣

١٦٧٧م) وهو وإن لم يكن من المجاورين إلاّ أنّ الحرّ العاملي يصرّح بأنّه قابله في مكّة ، إذ يقول بعد أن يصفه بالفضل والعلم والصلاح : «... معاصر رأيته بمكّة وتوفّي بحيدر آباد»(١). وقد عبّر عنه علي خان المدني الدشتكي في سلافة العصر في طيّ ترجمة أحمد ابن عبدالصمد البحراني بـ : «شيخنا العلاّمة ...» ولم يترجمه مستقلاًّ.

وفي اللؤلؤة ذكر اشتغاله مع صالح بن عبدالكريم الكرزكاني بشيراز ، ثمّ انتقاله إلى حيدر آباد ووفاته بها في سنة ثمان وثمانين وألف ، وأثنى عليه كثيراً وقال «لم أقف له على شيء من المصنّفات».

والميرزا حسين النوري في خاتمة المستدرك عند ذكر مشايخ المحدّث البحراني حكى ترجمة مفصّلة لصاحب الترجمة عن مجموعة استظهر أنّها لصاحب طيف الخيال ذكر أنّ وفاته أواخر السنة الحادية والتسعين والألف وأنّ له تصانيف شتّى وتعليقات لا تحصى في التفسير والحديث والعلوم العربية منها اللّباب الذي أرسله إلى تلميذه السيّد علي خان الدشتكي وجرى بينهما أبيات فيه.

ووجدت خطّه في آخر شرح التهذيب للعميدي ، هذه صورته :

هذا الكتاب لديّ ملكاً خالصاً

وأنا المقصّـر جعفر بن كمال

وكتبته من بعد ألف قد مضت

مع أربعين بمنتهى شوّال

وله : الكامل في الصّناعة وهو أرجوزة في التجويد نظمها بإشارة السيّد

__________________

(١) أمل الآمل ٢/٥٣.

١٤٤

علي خان المدني الدشتكي في ثلاثين باباً والموجود عند المشكاة ثلاثة أبواب منه ، أوّله :

قال الفقير الطالب الغفران

من ربّه جعفرٌ البحراني

ابن كمال الدين شيخ القرّاء

في عصره بل هو شيخ الإقراء(١)

ومنهم : جلال الدين ابن الأمير مرتضى ، وله مشايخ كثيرة من علماء مكّة والمدينة والقدس والشام ومصر والعراق وإصفهان وكاشان وقم وقزوين وسمنان ومشهد الرضا عليه‌السلام والكاظمية والحائر ، ذكر فيها روايته عن البهائي في حرم الكاظمين عليهما‌السلام ليلة الجمعة ١٧ / ج٢ / ١٠٠٣هـ (٢٦ فبراير ١٥٩٥م) ، كما وجد عين هذه الخصوصيّات بخطّ الحسين بن حيدر الكركي في صورة ذكر مشايخه وأساتيذه المذكورة هذه الصورة أيضا في بحار الأنوار.

وُصِفَ في إجازة كتبها له بعض تلاميذ البهائي ، وقد حكاها في نجوم السماء مع هذه الترجمة عن شذور العقيان لإعجاز حسين اللكهنوي. قال : «السيّد المرتضى الأجلّ العامل العالم الناسك المتورّع النسيب المدقّق شارح الأحاديث المصطفويّة وناقد الأخبار النّبوية ـ إلى قوله ـ جمال الملّة والحقّ والدين ابن المرتضى الأعظم ـ إلى قوله ـ تاج الملّة والحقّ والدين ...».

يقول الطهراني : «وعلى مقتضى ظاهر لفظ الإجازة يكون الاسم جمال الدين لا ما ذكره في العنوان ، يعني (جلال الدين) ، فراجع صورة الإجازة

__________________

(١) الروضة النضرة : ١٠٩ ـ ١١١.

١٤٥

المسطورة في آخر بحار الأنوار ، وهي إجازة من الحسين بن حيدر بن قمر الكركي المفتي بإصفهان الذي هو شيخ محمّد تقي المجلسي الأوّل»(١).

ومنهم : حامد بن محمّد الجرجاني الإسترآبادي الذي جاور مكّة أكثر من خمس سنين ، وكتب تمام الكافي هناك في أربع مجلّدات موجودة بخطّه ، وخطّه جيّد مجدول مذهّب ، وبعد الكتابة قرأها على مشايخه وكتبوا بلاغاتهم على النسخة ، بعضها بعنوان «بلغ مولانا أيّده الله سماعاً بسماع تحقيق وتدقيق»(٢).

ومنهم : المير سيّد حسن القائني الرضوي أستاذ عدد من الفضلاء منهم : المولى الحاج حسين النيشابوري المكّي والمولى محمّد يوسف الدهخوارقاني التبريزي ، وهو يروي عن جماعة منهم الشيخ محمّد سبط الشهيد الثاني على ما يظهر من إجازة الحاج حسين المذكور للمولى نوروز علي التبريزي تاريخها ١٠٥٦هـ (١٦٤٦م) بمكّة في حياة أُستاذه السيّد حسن صرّح فيها «بأنّ أُستاذه الحسن ، يروي عن محمّد السبط وَدَعَا له بالبقاء ووصفه بقوله شيخنا السيّد العالم البارع الجليل الأوحد المير حسن الرضوي القائني عامله الله سبحانه بلطفه ومتّع الأنام بعمره».

__________________

(١) الروضة النضرة : ١٢٠.

(٢) الروضة النضرة : ١٣٠.

١٤٦

وقد سكن مشهد الرضا عليه‌السلام بخراسان ، وترجمه الأفندي مرّتين(١) في الأوّل في حرف الحاء بعنوان الحسن وهو الأصحّ والثاني في الكنى بعنوان أبو الحسن القايني.

يقول الطهراني : ولعلّه متّحد مع الحسن الرضوي ابن المير محمّد زمان(٢) ، وفي باب الكنى من رياض العلماء عند ذكر أبي الحسن القائني قال أنّه والد الشاه ميرزا المعاصر الساكن بالمشهد الرضوي ، ولكن يظهر من إجازته لمحمّد يوسف أنّ اسمه الحسن وليس أبو الحسن وكذا صرّح به في ديباجة ترجمته لرسالة العقايد للبهائي ، ألّفها للأمير حسن خان حاكم هراة ، وله مؤلّفات أُخر ، منها الحاشية على أُصول الكافي. مات حوالي عصرنا في المشهد الرضوي ودفن فيه(٣).

ومنهم : نصير الدين حسين بن إبراهيم الحسيني الدشتكي ، أخو الأمير نظام الدين أحمد جدّ علي خان المدني الدشتكي بن أحمد بن محمّد معصوم ابن نظام الدين أحمد. قال السيّد المدني في سلافة العصر إنّ هذين الأخوين يشبهان الشريفين المرتضى والرضي. وتوفّي المير نصير الدين حسين ١٠٢٣هـ (١٦١٤م) وعدّ في مفرحة الأنام من القبور التي بمكّة «قبر سيّد

__________________

(١) رياض العلماء ١/١٨٧ و ٥/٤٤٩.

(٢) الروضة النضرة :١٤٣ و ٢٣٤.

(٣) الروضة النضرة : ١٥٣ ـ ١٥٤.

١٤٧

الصالحين السيّد نصير الدين حسين» يعني صاحب ترجمة.

وحكى الأفندي في ترجمته(١) عن (عالم آرا) أنّه تزوّج ببنت إبراهيم ميرزا ابن أخي الشاه طهماسب وكانت فاضلة عالمة متورّعة كسائر بنات العائلة المالكة(٢).

ومنهم : حسين بن الحسن الظهيري العيناثي العاملي ، فقد قال الميرزا أفندي : إنّه «قرأ على محمّد أمين بمكّة ، وله رسالة في السؤال عن بعض المسائل المعضلة من الأصلية والفرعية»(٣). وهو أُستاذ محمّد بن الحسن الحرّ وأجازه سنة ١٠٥١هـ (١٦٤١م) ، كما ذكره في آخر الجواهر السنيّة.

وقال الحرّ العاملي : «كان فاضلاً عالماً ثقة صالحاً زاهداً عابداً فقيهاً ماهراً شاعراً ، قرأ عنده أكثر الفضلاء المعاصرين ، بل جماعة من المشايخ السابقين عليهم ، وأكثر تلامذته صاروا فضلاء علماء ببركة أنفاسه ، قرأتُ عنده جملة من كتب العربية والفقه وغيرهما من الفنون وممّا قرأتُ عنده أكثر كتاب المختلف ، وألّف رسائل متعدّدة وكتاباً في الحديث وكتاباً في العبادات والدعاء وهو أوّل من أجازني وكان ساكناً في بلدة جبع ومات بها»(٤). وعنه

__________________

(١) رياض العلماء ٢/٣٥.

(٢) الروضة النضرة : ١٦٧ ـ ١٦٨.

(٣) رياض العلماء ١/٤٤.

(٤) أمل الآمل ١/٧٠.

١٤٨

أخذه في رياض العلماء(١). وله مسائل سألها عن محمّد أمين بن محمّد شريف الإسترآبادي فكتب الإسترآبادي جواب مسائله(٢).

ومنهم : حسين بن حيدر الكركي (ت ١٠٤١هـ/ ١٦٣٢م) المفتي المجتهد بإصفهان ، وهو يروي عن قرب أربعين شيخاً من أطراف البلاد : مكّة والمدينة والقدس والنجف والحائر والكاظمية ومشهد الرضا عليه‌السلام وهراة وقم وكاشان وإصفهان وسمنان وغيرها(٣). وقد ترجمه الأفندي في رياض العلماء

__________________

(١) اعترض آقا بزرك الطهراني هنا على صاحب الرياض ، لخلط رآه في نسخته المخطوطة في النجف ، ويرى في المطبوع من الرياض بقم ١٤٠١ هـ بصورة تكرار لبعض التراجم في ص٤٣ إلى ص٤٨ من المجلّد الثاني.

(٢) الروضة النضرة : ١٧٣ ـ ١٧٤.

(٣) ذكر الطهراني أسماء بعضهم وأبرزهم : البهائي والمولى معاني التبريزي في ١٠٠٣هـ وبايزيد بن عناية الله البسطامي سنة ١٠٠٤هـ وضياء الدين محمّد الكاشاني ١٠٠٥هـ ونجيب الدين تلميذ صاحب (المعالم) في ١٠١٠هـ ونور الدين محمّد بن حبيب الله ، والمير أبو الولي في ١٠٠٥هـ والسيّد رحمة الله والمير حيدر بن علاء الدين التبريزي ، والشاه مرتضى الكاشاني ، وشجاع الدين محمود وتاج الدين حسين بن شمس الدين الصاعدي ، وتاج الدين حسن بن شرف الدين الفلاورجاني الإصفهاني ومحمّد علي بن عناية الله ، وعبد الصمد أخي البهائي وابنه أحمد ومحمّد بن أحمد الأردكاني ، والقاضي حبيب الله ، وغياث الدين علي ، وعبد علي النجفي ، والقاضي صفي الدين محمّد الزواري ، وأبي البركات ، ومحمّد الطالقاني وعبدالله بن قنديل ، ولطف الله الميسي والسيّد حسين بن الحسن ، وعبدالعالي الكركي ، ومحمّد بن خاتون ، والمير الداماد ، ومحمّد السبط ، وحسين الكاشاني ، وعبد اللطيف الجامعي ، ومحمّد بن علي الأحسائي ومحمّد الدامغاني.

١٤٩

مرّتين(١) مع الشكّ في تعدّدهما. والمترجم له شيخ إجازة محمّد تقي المجلسي (ت١٠٧٠هـ/ ١٦٦٠م) والمحقّق السبزواري ، وهو من أعاظم العلماء في عصر الشاه عبّاس الماضي (ت ١٠٣٨هـ/ ١٦٢٩م) وله كتاب الإجازات ورسائل متفرّقة في مسائل شتّى وبعض إجازاته وصورة مشايخه مذكورة في آخر بحار الأنوار(٢).

ومن تصانيفه : إشراق الحقّ من مطلع الصدق في جواز تسمية الحجّة عليه‌السلام ، كتب بخطّه على ظهر النسخة بيده اسم الكتاب وأنّه تصنيف الفقير إلى رحمة ربّه الغنيّ حسين بن حيدر بن قمر بن علي الحسيني الكركي العاملي عامله الله بلطفه الخفيّ بالنبي والوصي وآلهما الأطهار الأبرار ، وذكر في آخره أنّه فرغ منه في ٢٣ شهر رمضان سنة ١٠٢٠هـ (٢٩ نوفمبر ١٦١١م) وكتب بخطّه إجازة(٣) لتلميذه القارئ عليه الكتاب(٤).

وللبحث صلة ...

__________________

(١) وعدّه في الأُولى من مشايخ المير الداماد وليس بصحيح فإنّه من تلاميذه. ينظر : رياض العلماء ٢/٨٨ و ٩١.

(٢) بحار الأنوار ١٠٦/١٦١ ـ ١٧٥.

(٣) وهذا لفظها «... أجزت للمولى الفاضل المحقّق والأولى الكامل المدقّق صاحب الفهم الوقّاد والطبع النقّاد الأخ في الله والمحبوب لوجه الله ، مولانا نصير الدين محمّد سلّمه الله تعالى وأدام ، وبلّغه إلى أعلى درجات الكمال وأقامه أن يروي عنّي هذه الرسالة لمن شاء وأحبّ والملتمس منه عدم النسيان من صالح الدعوات سيّما بمظانّ الإجابات ... وكتب مؤلّفها الحسين بن حيدر الكركي الحسيني عفى عنه بالنبي وآله».

(٤) الروضة النضرة : ١٨١ ـ ١٨٣.

١٥٠

تراجم علماء البحرين وكتبهم ومكتباتهم

من كتاب (الفوائد الطريفة)

للعلاّمة عبد الله الأفندي الأصفهاني

(١٠٦٧هـ ـ ١١٣١هـ)

(١)

عبد العزيز علي آل عبد العال القطيفي

بسم الله الرحمن الرحیم

بطاقة الكتاب :

كتب العلاّمة عبد الله الأفندي (١٠٦٧هـ ـ ١١٣١هـ) كتابه هذا فيما يبدو في مراحل زمنية مختلفة، لعلّ آخرها هو ما أشار إليه في الصفحة (٥٨١) وهو سنة (١١٣١هـ) ، وقد اهتمّ فيه بالحديث عن الكتب الفريدة ، والنسخ العزيزة ، والتصحيح على الأخطاء التي وقع فيها المؤلّفون في نسبة الكتب ، وكذلك التعريف بالأعلام ، وذكر الإجازات ، وهذا الكتاب عبارة عن مسوَّدة لم تخرج إلى التبييض لذلك لم تذكره المصادر ولم تنتشر نسخه ، ولم يعْطِ مؤلّفه له اسماً ، واسمه هذا (الفوائد الطريفة) انتخبه المحقّق السيّد مهدي الرجائي استطراداً لما هو المستفاد من مجموع الكتاب ، وقد طبع من قبل مكتبة آية

١٥١

الله المرعشي النجفي الطبعة الأولى (١٤٢٧هـ) ، وهي طبعة كثيرة التصحيف ، مليئة بالأخطاء المطبعية.

مقدّمة :

لا أدري ما السبب الذي من أجله افتتح الأفندي كتابه هذا بترجمة ثلاثة من أعلام البحرين منتخبة من كتاب سلافة العصر للسيّد علي خان المدني ، هل هو الإيمان بما للمنطقة من أهمّية بعد العلاقة التي توثّقت بينه وبينها كأرض وبشر ، وذلك من خلال العلاقة الخاصّة التي كانت تربطه بالشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي (١٠٧٥ هـ ـ ١١٢١هـ) ، فجعلته يجعلهم كمدخل أو مفتتح لكتابه هذا ، وهو ما أتاح له فيما بعد فرصة التعرّف عليها عن قرب بزيارتها والتجوّل فيها وفي بحرها ، وهو السبب ذاته الذي من أجله طلب من الشيخ سليمان كي يكتب له رسالة في تعداد أعلام البحرين ، وبعد أن تمّ ذلك أرسلها إليه وهو فيما يبدو بأصفهان ، ولأنّ هذه الرسالة ـ جواهر البحرين في علماء البحرين(١) ـ وصلت إليه غير كاملة لأسباب غير معروفة ، حيث اشتملت على اثني عشر ترجمة بحرف الألف وواحدة غير تامّة من حرف الجيم ، ولأنّه رأى في أصفهان مجموعة مشتملة على جملة من علماء البحرين عند المولى ذو الفقار ، وكانت نيّته أخذها منه لاستنساخها لأنّها فيما يبدو أوسع وأشمل ، فقد أردف قائلا : «لابدّ من مطالبة بقيّة هذه الرسالة ـ

__________________

(١) الفوائد الطريفة : ١١٨ ـ ١٢٩.

١٥٢

جواهر البحرين ـ من البحرين ليتمّها الشيخ سليمان ، وإلاّ فلابدّ من التماس إتمامها ثمّ إرسالها إن شاء الله تعالى»(١). لقد كان الأفندي مستيقناً من وجود المزيد من الأعلام الذين لم يكتب عنهم الشيخ سليمان الماحوزي بدليل حديثه عن المجموعة التي رآها عند المولى ذو الفقار والتي تبحث ذات الموضوع ، أو لأنّها تبدو مختلفة كمّاً ونوعاً ، بدليل حديثه عن تعريف نسخه من كتاب الإرشاد للعلاّمة رآها في القطيف وبها إجازة من الشيخ محمّد بن الحسن بن أحمد بن فرج الأوالي البحراني بخطّ تلميذه الشيخ علي بن محمّد ابن يوسف بن سعيد المقشاعي حيث قال : «لكن لم يذكره الشيخ سليمان في جملة ما كتبه لي من أسامي علماء البحرين»(٢). وأنّ ما وصله من الشيخ كان مؤشّراً على أنّه كان يكتب على حروف المعجم فلم يتجاوز حرف الجيم ، وأنّ هذه التراجم قد كتبت بعد سنة (١١٠٠هـ) وذلك من خلال آخر تاريخ فيها وهو وفاة الشيخ أحمد بن محمّد بن يوسف الخطّي المقابي المتوفّى بالطاعون في المشهد الكاظمي سنة (١١٠٢ هـ) ، وهي بذلك أحدث من رسالته الأولى المسمّاة فهرست علماء البحرين التي كتبها سنة (١٠٩٩ هـ) وعمره ٢٤ سنة(٣).

لا ندري لم وصلت التراجم ناقصة للأفندي!! ففي ذلك احتمالات كثيرة

__________________

(١) الفوائد الطريفة : ١٢٩.

(٢) الفوائد الطريفة : ٥٩٥.

(٣) فهرست آل بابويه وعلماء البحرين : ٧٩.

١٥٣

لعلّنا نتداولها بدراسة مستقلّة ، المهمّ أنّ ما نشره الأفندي في كتابه عن البحرين الكبرى (البحرين والأحساء والقطيف) يشكّل مادّة مهمّة في إثراء معلومات الباحثين عن هذه المنطقة وإن كان ذلك قليلاً ، لأنّه وبحسب ما نثره من فوائد متفرّقة في هذا الكتاب محلّ الدراسة بعد أن جال وتوسّع في دائرة البحث والتقصّي لكنّه لم يرصد لنا أموراً كثيرة عن هذه المنطقة لأنّه لم يكن يعتني بذلك على وجه الخصوص ، يقول في حديثه عن اللؤلؤ في البحرين : «إنّ اللؤلؤ لا يكون إلاّ في مواضع معينة ، وأغلب ما يوجد فيه أربعة مواضع ، الأوّل : الموضع المتعلّق بالبحرين. والثاني : الموضع المتعلّق بالقطيف. والثالث : في قطر من توابع البحرين. والرابع : في الموضع المتعلّق بعمان ولُكنُهو يتّصل إلى نواحي قطر الذي هو من توابع البحرين : وقد شاهدت أكثر هذه المواضع ، ورأيت طريقة غوصهم وإخراجهم اللؤلؤ ، ورأيت الصدف حيّاً وله عروق في الأرض أيضاً»(١).

ويقول عن دارين : «ودارين في هذا العصر داخل في جملة الخطّ المعروف بالقطيف ، وقد رأيناه ، وقد كان لفظ البحرين يطلق على الجميع»(٢).

فإذا كان هذا حديثه عن البحر وصدفه وأماكن تواجد اللؤلؤ فيه وهو ليس من أهله ، وعن تحديد الموقع وهو ليس من أهله ، فكيف به في أمر

__________________

(١) الفوائد الطريفة : ٥٩٤ ـ ٥٩٥.

(٢) الفوائد الطريفة : ٥٧٨.

١٥٤

العلم الذي ينتمي له ، والذي كان مقتصراً على رصد ملاحظات عامّة على الكتب وبالخصوص النوعية منها وذِكرِ بعض الإجازات والتراجم ، لكنّه أغفل الكثير الكثير ممّا لم يرصده ، ولو أنّه فعل لأكمل سدّ نقص الحلقات المفقودة من تاريخ هذه الأرض.

عملي في هذا الكتاب :

سأقسّم حديثي عمّا جاء في هذا الكتاب إلى مقدّمة وثلاثة أقسام ، وهي : القسم الأوّل : التراجم. القسم الثاني : الكتب التي رآها في البحرين والأحساء والقطيف ، القسم الثالث : متفرّقات وملاحظات.

وسأراعي هنا الأخذ بعبارة الأفندي ما أمكن ، إلاّ ما اقتضته الضرورة من صياغة العبارة ، حتّى أحتفظ بروح المعلومة ودقّتها ، وسيجري ذلك في الأقسام الثلاثة سابقة الذكر.

١٥٥

مقدّمة

في تحقيق وجه تسمية البحرين

قال الأفندي : «إعلم أنّ البحرين يقال لها : أوال ، وجزيرة أوال ، وهجر ، بل الخطّ أيضاً ، ولكن فيه تأمّل ، لأنّ الخطّ لا يطلق إلاّ على القطيف ، بل في إطلاق هجر عليه تأمّل ، لأنّه كما سيأتي غير البحرين.

والمعروف أنّ أهل البحرين بل أهل الخطّ القطيف ، ويشهد بذلك النواحي لسانهم ، ولغتهم هي لغة النبط ، ولسان النبطي. ثمّ قد اشتبه الأمر في وجه تسمية هذا المكان بالبحرين ، فالمشهور بين الناس أنّه مجمع البحر المالح والبحر الحالي ، بل عليه يحملون قوله تعالى في سورة الرحمن : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ)(١) فظنّوا أنّه لا يتكوّن اللؤلؤ إلاّ باجتماع مائي الحلو والمالح ، لكن هذا خبط في خبط في ضبط.

أمّا أوّلاً : فإنّ البحر الحالي لا يوجد في هذا الموضع أصلاً ، ولو فرض أنّ المراد بالبحر الحالي هو شطّ العرب ، فهو أيضاً لا ينفع المدّعى ، فإنّ بين البصرة التي فيها شطّ العرب وبين البحرين مسافة بعيدة ، ولا يتّصل به ماء ذلك الشطّ.

__________________

(١) سورة الرحمن : ١٩ ـ ٢٢.

١٥٦

أمّا ثانياً : فلأنّ ظنّ كون المراد من البحرين في تلك الآية هو هذا المكان أيضاً ممّا لا دليل عليه ، بل مدلول الأخبار ونصّ المفسّرين في الآثار يكذّبه.

وأمّا ثالثاً : فلأنّ حسبان أن تَكَوُّن اللؤلؤ لا يكون إلاّ من جهة اجتماع مائي البحرين فهو الحالي والمالح ، فهو أيضاً في كفَّة ذلك ، بل التجربة تشهد ببطلانه ، كما ظهر لنا أيّام إقامتنا بالبحرين.

على أنّ المعروف بين الناس أنّ تكَوُّن اللؤلؤ إنّما يكون بوقوع قطرة المطر على فم الصدف ، فإنّ أهل البحرين ومن ضاهاهم يقولون : إنّه أوّل ما ينزل المطر يرتفع الصدف من قعر تلك المواضع إلى سطح الماء ، ويفتح فاه كي يقع قطرة من المطر في فيه ، فإذا وقع في فيه يغوص في الماء ، وعلى هذا تتكوّن منه اللؤلؤ. وبالجملة ؛ الذي وجدت في سبب هذه التسمية في بعض المواضع ، وحكاه ابن خلّكان أيضاً في تاريخه في ترجمة الشيخ أبي عبد الله محمّد بن يوسف بن محمّد بن قائد ، الملقّب موفّق الدين الإربلي أصلاً ومنشأً والبحراني مولداً ، الشاعر المشهور : إنّ البَحْرَانِي بفتح الباء الموحّدة وسكون الحاء المهملة وفتح الراء وبعد الألف ونون ، هذه النسبة إلى البحرين المقدّم ذكرها ، وهي بليدة قريبة من هجر. قال الأزهري : وإنّما ثنوا البحرين ، لأنّ في ناحية قراها بحيرة على باب الأحساء وقرى هجر ، وبينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ ، وقدر تلك البحيرة ثلاثة أميال ، ولا يغيض ماؤها ، وهو راكد زعاق.

١٥٧

وحدّث أبو عبيد عن أبي محمّد اليزيدي ، قال : سألني المهدي وسأل الكسائي عن النسبة إلى البريم وإلى الحصن ، لِمَ قالو حصني وبحراني؟ فقال الكسائي : كرهوا أن يقولوا حصناني لاجتماع النونين ، قال : وقلت أنا : كرهوا أن يقولوا بحري فتشبه النسبة إلى البحر. انتهى ما في تاريخ ابن خلّكان.

ثمّ إنّ اللؤلؤ لا يكون إلاّ في مواضع معيّنة ،وأغلب ما يوجد فيه أربعة مواضع :

الأوّل : الموضع المتعلّق بالبحرين.

الثاني : الموضع المتعلّق بالقطيف.

الثالث : في قطر من توابع البحرين.

الرابع : في الموضع المتعلّق بعمان ولُكُنهو يتّصل إلى نواحي قطر الذي هو من توابع البحرين. وقد شاهدت أكثر هذه المواضع ، ورأيت طريقة غوصهم وإخراجهم اللؤلؤ ، ورأيت الصدف حيّاً وله عروق في الأرض أيضاً.

ثمّ إنّه قد روى السيوطي والعسقلاني وغيرهما ، أنّه لمّا توفّي أبو طالب عليه‌السلام وضاق الأمر على النبيّ(صلى الله عليه وآله) بمكّة ، جاءه جبريل وأمره من عند الله بالهجرة ، وخيرّه بين المدينة والبحرين من بلاد هجر وفلسطين من أرض الشام ، فاستشار(صلى الله عليه وآله) جبريل في الاختيار من هذه الثلاث ، فأشار إليه بالمدينة ، فهاجر إليها ، وهذه منقبة للبحرين كما لا يخفى.

واعلم أنّ المشهور بين الحكماء أنّ المواليد الثلاثة لا يجتمع ولا يركب

١٥٨

بعضها ببعض ، ولكنّ الذي شاهدناه في شأن الصدف إنّما هو مركّب من الحيوان والنبات ، يوجد فيه خواصّ كليهما ، فتأمّل فإنّ فيه حسّ وحركة ونبات وله عرق»(١).

تحقيق حول الأوالي :

قال الأفندي : «يطلق الأوالي على القطيفي ، بل كان في الزمن السابق لا يطلق الأوالي إلاّ على القطيف ، ولكن الآن لا يطلق أوال إلاّ على جزيرة البحرين ، وفي الكتب أيضاً إنّما يذكر جزيرة أوال»(٢).

المراد من نسبة الداري :

قال الأفندي : «قال بعض علماء اللغة من المتأخّرين عن الجوهري صاحب الصحاح ـ على ما رأيته في نسخة عتيقة في القارة من قرى الأحساء ـ في أثناء قوله : ومن فصل في العطّار الخ ، والمسك الداري منسوب إلى دارين فرضة بالبحرين ، ويقال : مسك دارين ، ومسك داري ، والتماري منسوب إلى موضع ببلاد الهند.

وأقول : دارين في هذا العصر داخل في جملة الخطّ المعروف

__________________

(١) الفوائد الطريفة : ٥٩٣ ـ ٥٩٥.

(٢) الفوائد الطريفة : ٥٠٠.

١٥٩

بالقطيف ، وقد رأيناه ، وقد كان لفظ البحرين يطلق على الجميع»(١).

التعريف ببعض بلدان البحرين :

نذكر هنا أسماء بعض الأماكن مع طريقة نطقها مستفادة ممّا ذكر في بعض التراجم من باب الفائدة :

أوَال : بضمّ الهمزة وفتحها ، أو جزيرة أوَال وهي جزيرة البحرين.

[التَّيْميَّة] : قرية ابن أبي جمهور الأحسائي قريبة من قرية القارة بالأحساء.

الرُّوَيْس : بضمّ الراء المهملة ، والواو المفتوحة ، [والياء الساكنة] والسين المهملة أخيراً ، قرية من قرى البحرين ينسب لها الشيخ أحمد بن محمّد بن عطية الرويسي.

الشاخورة : بالخاء المعجمة ، والراء المهملة ، من قرى البحرين. سمّاها الأفندي بـ : (الشاخوراء) ولعلّه تصحيف المنضد أو المحقّق. ينسب لها الشيخ سليمان بن علي بن سليمان بن راشد بن محمّد البحراني الشاخوري.

القارَة : قرية من قرى الأحساء قريبة من قرية ابن أبي جمهور الأحسائي [التيمية].

المَاحُوز : بالحاء المهملة والزاي المعجمة ، وهي قرية عظيمة من قرى البحرين ، وهي ثلاث محالّ : الدّونج وهلتا والعُرَيفة :

__________________

(١) الفوائد الطريفة : ٥٧٨.

١٦٠