تراثنا ـ العدد [ 131 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 131 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٢٨٦

ابن علي الحسيني الطبري فرغ من نسخها يوم الأحد المبارك من شهر جمادى الأولى من ١٠٤٤هـ (١٦٣٥م).

وذكره السيّد ضامن بن شدقم في كتابه وأثنى عليه وقال : منشؤه في الشام ثمّ عطف عنان عزمه إلى البيت الحرام ، تشرّفنا برؤيته مراراً بمكّة المكرّمة سنة ١٠٦٨هـ»(١).

في المقابل ، نستنتج ممّا ذكره زين العابدين بن نور الدين الحسيني الكاشاني من أعلام القرن الحادي عشر الهجري في فرحة الأنام في تأسيس بيت الله الحرام ـ وقد كان مجاوراً مكّة ـ أنّ سلطنة الحرمين الشريفين كانت بيد «المخالفين» ، أي من أهل السنّة والجماعة(٢). وعندما تحدّث الحسيني عن (صفة المسجد الحرام) قال : «وأمّا الأمكنة المبتدعة لكلّ إمام من الأئمّة الأربعة ولا حاجة إلى ذكرها»(٣) ، وفي ذلك إشارة إلى أنّ أروقة الحرم المكّي كانت تشهد تدريساً لفقه المذاهب الأربعة بشكل رسمي ونظامي ، أمّا حلقات التدريس طبقاً للمذهب الشيعي الإمامي فقد كانت على الأرجح تتمّ في نطاق ضيّق وبحذر شديد ، ورغم ذلك فإنّ عدم تطرّق السيّد الحسيني إلى حلقات الدرس الشرعي الإمامي ولو بإشارة خاطفة أمرٌ يسترعي الانتباه حقّاً. من هنا يمكن القول أنّ محاولة السيّد محسن الأمين إعطاء الوجود الإمامي في

__________________

(١) أعيان الشيعة ٨/٢٨٩.

(٢) فرحة الأنام في تأسيس بيت الله الحرام : ٥٦.

(٣) فرحة الأنام : ٩٧.

٨١

الحجاز زخماً أكبر ، والمبالغة في تقدير حجمه في بلاد الحرمين أمر يتّسم بعدم الدقّة ، خصوصاً إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار الفتن الطائفية التي اندلعت في بحر هذا القرن ، فقد انتشرت بين سكّان مكّة في ذلك الحين إشاعة مفادها أنّ الشيعة لا يتمّ حجّهم في مذهبهم إلاّ إذا لوّثوا الكعبة بالنجاسة ، وقد صدّق الكثير من الناس هذه الإشاعة كما هي عادة الناس عند استفحال التعقّب الطائفي لديهم ، وفي ٨ شوال ١٠٨٨هـ (٤ ديسمبر ١٦٧٧م) وقعت فتنة طائفية في مكّة المكرّمة من جرّاء تلك الإشاعة ، ننقل فيما يلي وصفاً لتلك الحادثة كما رواها رجل من أهل مكّة شاهدها بنفسه ، حيث قال ما نصّه :

«وفي سنة ثمان وثمانين وألف يوم الخميس ثامن شوّال منها وقع حادث غريب ، وكارثة عجيبة ، هو أنّه وقع في ليلته أن لوّث الحجر الأسود وباب الكعبة ومصلّى الجمعة وأستار البيت الشريف بشيء يشبه العذرة في النتن والخبث ، فصار كلّ من يريد تقبيل الحجر يتلوّث وجهه ويداه ، ففزعت الناس من ذلك ، وضجّت الأتراك واجتمعت ، وغسل الحجر والباب والأستار بالماء ، وبقي الأتراك والحجّاج والمجاورون في أمر عظيم ، وكان إذ ذاك رجل من فضلاء الأروام يلقّب درس عام ، فكان يرى جماعة من الأرفاض بالمسجد الحرام ، وينظر صلاتهم وسجودهم وحركاتهم عند البيت والمقام ، فيحترق لذلك ويتأوّه ، فلمّا وقع هذا الواقع قال : ليس هذا إلاّ فعل هؤلاء الأرفاض اللئام ، الذين يلازمون المسجد الحرام ، وكان حينئذ مع قضاء الملك العلاّم ، السيّد محمّد مؤمن الرضوي قاعداً خلف المقام ، يتلو كتاب الله ذي

٨٢

الجلال والإكرام ، فأتوا إليه ، وأُخذت الختمة من يديه ، وضُرب على رأسه ، وسُحب حتّى أخرج من باب المسجد المعروف بباب الزيادة فطرح خارج الباب ، وضرب بالحجارة والكسارات حتّى زهق ومات ، وفي حال مسكهم إيّاه من المسجد كلّمهم فيه شخص شريف من السادة الرفاعية يسمّى السيّد شمس الدين ، فعدوا عليه وألحقوه به ، فضرب حتّى مات وجرّ ، ثمّ أصابوا آخر فضربوه وأخرجوه وقتلوه ، وعلى من قبله طرحوه ، ثمّ فعلوا ذلك برابع ، ثمّ بخامس ، ولقد رأيتهم مطروحين ، وبقي بعضهم على بعض ، الآتي والذاهب يوسعهم السبّ والركل ، ولقد رأيت ذلك الشيء وتأمّلته فإذا هو ليس من القاذورات ، وإنّما هو من أنواع الخضراوات ، عجين بعدس ممخخ وأدهان معفّنات ، فصار ريحه ريح النجاسات ، وكان هذا الفعل عند مغيب القمر من تلك الليلة ، ليلة الخميس ثامن الشهر المذكور ، ولم يعلم الفاعل لذلك ، وغلب بعض الظنون أنّ ذلك جعل عمداً وسيلة إلى قتل أولئك ، والله أعلم بالسرائر ، وهو متولّي الباطن والظاهر»(١). وقد تكرّرت هذه الأحداث المؤسفة في مكّة وأخذت بعضها طابعاً دمويّا وراح ضحيّتها عدد من علماء الإمامية في ظلّ موجة من الكراهية الطائفية أدّت بعضها إلى طرد الشيعة نهائيّاً من مكّة(٢).

ولعلّ في إشارة الحسيني الكاشاني ، زين العابدين بن نور الدين في

__________________

(١) قصّة الأشراف وآل سعود : ٣٧ ـ ٣٨.

(٢) قصّة الأشراف وآل سعود : ٣٨.

٨٣

كتابه فرحة الأنام من استياء شيخ الحرم المكّي من دور الكاشاني (مجتهد الرافضة)(١) في تأسيس الكعبة وإعادة إعمارها ما يعطي ظلالاً لطبيعة الجوّ المحتقن طائفيّاً وقتها.

وقد ذكر الكاشاني أسماء عدد من علماء الإمامية الذين ساهموا في إعادة إعمار بيت الله الحرام بعد سقوط أمطار غزيرة شتاء عام ١٠٣٩هـ (١٦٣٠م) حينما دخل سيل عظيم في المسجد الحرام وغمر الكعبة ، وأحدث دماراً كبيراً في الحرم المكّي ، كما خلّف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ، وهم : «محمّد الحسين ، وسيّد أحمد بن محمّد معصوم(٢) ، ومحمّد علي بن عاشور وأبوه ، وحسن بن عبدالله السمناني المكّي ، ودرويش حيدر الكشميري ، وميرزا خان الكشميري ، والحاج حسن علي الأردبيلي ، والحاج معصوم بيك التبريزي ، وحاجي محمّد شفيع التبريزي وولده إبراهيم بيك ، والشيخ طائف رفيع السيّد ، ولدي أبو جعفر ، وإسماعيل ابن شهيد أوغلي ، والشيخ عبد علي وعبدان للفقير هما : مفلح ونافع»(٣).

__________________

(١) فرحة الأنام : ٣٨.

(٢) والد السيّد علي خان المدني صاحب (سلافة العصر) ، والسيّد أحمد كان تلميذاً للشيخ محمّد أمين الاسترابادي ، وأنّ وفاته كانت في سنة ١٠٨٦ هـ ، خاتمة مستدرك الوسائل ١/٢٤٤.

(٣) فرحة الأنام : ١٠٩ ـ ١١١.

٨٤

ثالثاً : مظاهر النشاط العلمي في مكّة والمدينة

تعدّدت الأسباب والبواعث التي كانت تدفع علماء الأمصار من مختلف بقاع العالم الإسلامي إلى اتّخاذ المدينتين المقدّستين : (مكّة المكرّمة) و (المدينة المنوّرة) مكاناً للسكن والإقامة الدائمة أو المؤقّتة ، وحيث إنّ الدراسة تستهدف بالبحث رصد مظاهر النشاط العلمي لعلماء الإمامية من الذين اتّخذوا من هاتين المدينتين مقرّاً لإقامتهم ، فإنّنا سنحاول هنا إبراز أهمِّ هذه الأدوار العلمية التي نهضوا بها في بلاد الحرمين ، من خلال الاستشهاد بنماذج محدودة نرى أنّها تصلح إلى حدّ بعيد في الخروج باستنتاج قابل للتعميم وصولاً إلى نتائج معيّنة في الموضوع.

١) المجاورة :

رغم اختلاف الدوافع وتباين الأهداف التي كانت تدفع علماء الإسلام على مرّ العصور إلى الارتشاف الإيماني من ربوع أقدس البقاع وأطهرها في مكّة والمدينة ، إلاّ أنّ المقطوع به أنّ هذه الفئة ساهمت بشكل كبير في إثراء الحركة العلمية ومدّها بأسباب النموّ والازدهار ، وكما كانت الأهداف تتباين ، كانت المدّة التي يرغب المسلم المتعطّش لقضائها مجاوراً بيت الله الحرام أو قبر النبي (صلى الله عليه وآله) طامحاً في التعرّض للنفحات القدسية المباركة تختلف بدورها ؛ فمن هؤلاء من ربط بقاءه بنهاية أداء النسك ، ومنهم من مكث فيها فترة من

٨٥

الزمن راغباً بالجوار ومستمتعاً براحة البال ، على أن يرحل منها بعد تحقيق الأهداف التي بقي من أجلها ، بيد أنّ فئة ثالثة من أولئك القادمين قد راموا الاستقرار الدائم فيها ليختموا حياتهم الدنيا في أقدس البقاع وأطهرها. وعلى الفئتين الأخيرتين أطلق لقب المجاورين.

وتزخر الروايات عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت عليهم‌السلام من توجيهات حاثّة على استحباب زيارتهم عليهم‌السلام ، فعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «بينما الحسين بن علي عليه‌السلام في حِجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ رفع رأسه فقال له : يا أبة ما لمن زارَك بعد موتك؟ فقال : يابنيّ من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنّة ، ومن أتى أخاك زائراً بعد موته فله الجنّة ، ومن أتى أخاك بعد موته فله الجنّة ، ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة»(١).

وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة»(٢).

وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «قالَ رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أتى مكّة حاجّاً ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة ؛ ومن زارني زائراً وجبت له شفاعتي ؛ ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة ، ومن مات في أحد الحرمين ؛ مكّة أو المدينة لم يعرض إلى الحساب ؛ ومات مهاجراً إلى الله ، وحشر يوم القيامة

__________________

(١) كامل الزيارات : ٩.

(٢) كامل الزيارات : ١٠.

٨٦

مع أصحاب بدر»(١).

وعن علىِّ بن الحسين : عليه‌السلام قال : «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إلىَّ في حياتي ، فإنّ لم تستطيعوا فابعثوا إلىَّ بالسّلام فإنّه يبلغني»(٢).

ولعلّ هذا ما يفسّر ظاهرة ازدهار حواضر العلم في العالم الإسلامي عند الإمامية بالقرب من مراقد الأئمّة عليهم‌السلام في المدن المقدّسة : المدينة المنوّرة ، النجف الأشرف ، كربلاء المقدّسة ، قم المقدّسة ، وخراسان ، والكاظمية.

ولقد ذكرنا أبرز من جاور المدينتين المقدّسيتن مكّة والمدينة من علماء الإمامية منهم : محمّد الشدقمي المدني الحسيني وكان حافظاً للقرآن بالقرآءات السبع(٣) ، وحيدر بن علي بن نجم الدين الموسوي العاملي (ت ١٠٦٣هـ/ ١٦٥٣م)(٤) ، والمير حسين القاضي(٥) ، وإبراهيم بن عبد الله الخطيب الإسترآبادي(٦) ، ونعمة الله بن علي بن أحمد الحسيني الحسني النسّابة(٧) المجاور للمدينة المنوّرة وآخرين.

__________________

(١) كامل الزيارات : ١١.

(٢) كامل الزيارات : ١٢.

(٣) الروضة النضرة : ٥٢٣.

(٤) الروضة النضرة : ١٩٤.

(٥) الروضة النضرة : ١٧٨.

(٦) الروضة النضرة : ٣.

(٧) الروضة النضرة : ٦١٩.

٨٧

٢) طلب العلم :

لعلّ من أبرز الدوافع التي كانت تحرّك علماء الإسلام من مختلف المذاهب الإسلامية ، ومنهم علماء الإمامية للهجرة إلى (مكّة المكرّمة) و (المدينة المنوّرة) هو الهدف العلمي ، فقد كانت المدينتان المقدّستان تعجّان بنشاط علمي واسع ، كان فيه دور علماء الإمامية بارزاً ومؤثراً ، فهذا مصطفى ابن محمّد التبريزي صاحب تحفة القرّاء وتحفة الأبرار تشرّف بزيارة العتبات ثلاث مرّات وللحجّ ثلاث مرّات ، وفي الحجّة الثانية قرأ بمكّة على إسماعيل القاري وقرأ في سائر أسفاره على جمع من قرّاء العرب مدّة ثلاثين سنة ، وكتب في حجّه الثالث ١٠٦٧هـ التحفة بين الحرمين راجعاً عن الحجّ ، ولمّا حجّ ورجع إلى إصفهان لازم خدمة مجتهد الزمان الآخوند الملاّ محمّد الخراساني ، يراجع في مشكلاته ويأخذ منه أحكامه(١).

وكان السيّد مرتضى ابن المصطفى التبريزي تملّك نسخة تّامّة من أوّل (الأُصول) إلى آخر (الرّوضة) في الكافي ، وقرأ أكثره على شيخه الملاّ محمّد مؤمن ابن الشاه قاسم السبزواري ، فكتب شيخه إجازة مفصّلة في آخره في ١٠٦٠هـ (١٦٥٠م) وذكر فيها من مشايخه محمّد الشهير بنصر المحدّث التوني والحسن بن المشغري الراويين عن الميرزا محمّد الرجالي الاسترابادي ، وقد قرأ عليه أيّام مجاورتهما لمكّة ، وثالثهما بدر الدين الحسيني العاملي المدرّس

__________________

(١) الروضة النضرة : ٥٦٥ ـ ٥٦٦

٨٨

في الروضة الرضويّة والراوي عن البهائي(١).

وجاء في مجموعة التذكارات لبهاء الدين علي بن يونس الحسيني التفريشي التي كتبها في ١٠٢٤هـ (١٦١٥م) وقدّمها لأُستاذه محمّد السبط ، فكتب له : «بسم الله والحمد لله. يقول فقير عفو الله محمّد بن الحسن العاملي إنّ السيّد السند ... ثمّ إنّي اشتغلت بما لابدّ منه من العلوم العقليّة والنقليّة على والدي جمال الدين الحسن قدس‌سره وبعد ذلك على شيخي السيّد شمس الدين محمّد ابن أبي الحسن ... وبعد وفاتهما توجّهت إلى مكّة أقمت نحواً من خمس سنين مشتغلاً في الحديث على الميرزا محمّد الاسترآبادي ...

وفي أثنائها بما لابدّ منه من الأُصول على السيّد ... الأمير نصير الدين حسين قدس‌سره ، مضافا إلى ما لابدّ منه من العلوم على المولى ... محمّد أمين ، وصرفتُ برهة في الاشتغال على بعض العامّة ... إلى أن سهّل الله الوصول إلى العتبات ... وصرتُ منتظماً في سلك أصحاب الإجازات تيمّناً»(٢).

وقد أجيز علي رضا ابن آقا جاني من الميرزا محمّد الاسترابادي الرجالي بمكّة بعد قراءته عليه أكثر كتاب التهذيب ، فكتب شيخه له إجازة بخطّه صورتها وهي في آخر النسخة هكذا :

«بسم الله والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد فقد ذاكر المولى الفاضل الورع ، خلاصة الأفاضل المتورّعين مولانا علي رضا وفّقه الله

__________________

(١) الروضة النضرة : ٥٥٩ ـ ٥٦٠.

(٢) الروضة النضرة : ٥٢٠.

٨٩

لما يحبّ ويرضى أكثر كتاب تهذيب الأحكام وبحث تفتيش وتحقيق وإتقان في مدّة من الزمان وكذلك جملة من بقيّة الكتب الأربعة المشهورة في هذا الزمان ، فلمّا لم يساعده على إتمامها حوادث الأيّام أجزت له روايتها بطرقي المقرّرة وأعلاها ما نبّهت عليه في كتب الرجال وإنّما اكتفينا عن التفصيل بهذا الإجمال لضيق المجال وقرب الترحال ، مشرطاً عليه الأخذ بطريق الاحتياط وملازمة الجادّة الموظّفة بين أُولي الفضل والكمال. كتب ذلك العبد الفقير إلى رحمة ربّه الهادي محمّد بن علي الاسترابادي في أواخر شهر ذي الحجّة الحرام بمكّة المكرّمة زادها الله تعظيماً وتشريفاً سنة ستّ عشرة بعد الألف سنة ١٠١٦هـ (١٦٠٧م) حامداً مصلّياً على محمّد نبيّه وآله مسلّماً مستغفراً عفي عنهما بمحمّد وآله»(١).

وقد قرأ رحمة الله الگيلاني الحيدر آبادي مؤلّف برهان القارئ في تجريد كلام الباري في مكّة على أحمد الجكمي ، وكان نزيل حيدر آباد الهند وحجّ منها ١٠٤٢هـ (١٦٣٢م) وعاد إلى حيدر آباد ١٠٤٥هـ (١٦٣٥)(٢).

وقد تتلمذ حسين العيناثي العاملي في مكّة على محمّد أمين

__________________

(١) الروضة النضرة : ٣٩٨.

(٢) الروضة النضرة : ٢١٧.

٩٠

الإسترآبادي(١) ، وهو أستاذ الحرّ العاملي وقد أجازه سنة ١٠٥١هـ (١٦٤١م) كما ذكره في آخر الجواهر السنيّة. وقال الحرّ العاملي(٢) : «كان فاضلاً عالماً ثقةً صالحاً زاهداً عابداً فقيهاً ماهراً شاعراً ، قرأ عنده أكثر الفضلاء المعاصرين ، بل جماعة من المشايخ السابقين عليهم ، وأكثر تلامذته صاروا فضلاء علماء ببركة أنفاسه. قرأت عنده جملة من كتب العربية والفقه وغيرهما من الفنون ، وممّا قرأت عنده أكثر كتاب المختلف ، وألّف رسائل متعدّدة وكتاباً في الحديث وكتاباً في العبادات والدعاء وهو أوّل من أجازني وكان ساكناً في بلدة جبع ومات بها. انتهى».

ويوجد بخطّه في مكتبة (مدرسة البروجردي) في النجف الفوائد المدنية لأُستاذه محمّد أمين فرغ منه مؤلّفه ١٠٣١هـ (١٦٢٢م) وفرغ من كتابته نهار الأربعاء ٢٧ ذي الحجّة ١٠٤٧هـ وكتب معه الإثنى عشرية الحجيّة للبهائي في ١٠٢٥هـ (١٦١٦م) ورسالة في عدم جواز تقليد الميّت للشهيد الثاني. قال بعد ذكر نسبه : «المشتهر بابن الحسام العيناثي العاملي»(٣).

كما سافر جمال الدين ابن نور الدين علي الجبعي الموسوي العاملي (ت ١٠٩٧هـ/ ١٦٨٦م) ، قال الحرّ العاملي : «عالم ، فاضل ، مدقّق ، ماهر ،

__________________

(١) رياض العلماء وحياض الفضلاء ١/٤٤.

(٢) أمل الآمل ١/٧٠.

(٣) الروضة النضرة : ١٧٣ ـ ١٧٤.

٩١

أديب شاعر ، كان شريكنا في الدرس عند جماعة من مشايخنا ، سافر إلى مكّة وجاور بها ثمّ إلى مشهد الرضا عليه‌السلام ثمّ إلى حيدر آباد وهو الآن ساكن بها ، مرجع لفضلائها ، وله شعر كثير ومعمّيات ، وله حواش كثيرة ، وأورد جملة من أشعاره»(١).

كما جاور مكّة محمّد باقر السبزواري ، ابن محمّد مؤمن (ت ١٠٩٠هـ/ ١٦٧٩م) في عام ١٠٦٢هـ (١٦٥٢م) ، وقد وصفه الحرّ العاملي بـ : «العالم الفاضل الحكيم المتكلّم ، الجليل القدر» وهو من المجتهدين المتبحّرين في علوم الدين وسائر الفنون والعلوم وأصناف المنطوق والمفهوم. وله الرواية عن محمّد تقي المجلسي (ت ١٠٧٠هـ/ ١٦٦٠م) وعن نور الدين علي بن علي بن حسين بن أبي الحسن العاملي (ت ١٠٦٨ هـ/ ١٦٥٨م) ، وكان يدرّس بإصفهان بالمدرسة (السميعية) وأوقف لها مكتبة فاشتهرت المدرسة بعد تدريسه فيها باسمه(٢).

كما كان للميرزا محمّد أمين الاسترابادي صاحب الفوائد المدنية والفوائد المكّية دور تعليمي مهمّ في مكّة والمدينة ، فقد جاور المدينة ثمّ مكّة وبها توفّي سنة ١٠٣٦هـ (١٦٢٧م) ، عنه أخذ جمّ غفير من العلماء

__________________

(١) الروضة النضرة : ١٢٢.

(٢) الروضة النضرة : ٧١ ـ ٧٢.

٩٢

وتلمّذوا عليه ، وله إجازته بخطّه لتلميذه المير عبدالهادي الحسيني التستري كتبها له على ظهر الفقيه بعد قراءته عليه في ١٠٢٩هـ (١٦٢٠م)(١).

وممّن كان لهم دور تعليمي مهمّ : حسن العاملي ، ويظهر من إجازة محمّد مؤمن ابن شاه قاسم السبزواري (ت قبل ١٠٧٧هـ/ ١٦٦٦م) لمير مرتضى بن مصطفى التبريزي التي كتبها في ١٠٦٠هـ (١٦٥٠م) له بخطّه الجيّد : «إنّي قد قرأت معظم الكتب الأربعة على شيخي ومعتمدي وثقتي المبرور المرحوم الفاضل النقي محمّد الشهير بنصر المحدّث التّوني رحمه‌الله ، ثمّ قابلت بعض ما بقى منها مع الشيخ المرحوم المغفور الورع التقي النقي الكامل الشيخ حسن بن المشغري وهما قد قرآ الكتب الأربعة وغيرها مدّة مجاورتهما ببيت الله الحرام على الشيخ السعيد الفاضل الكامل الميرزا محمّد الاسترابادي الذي يروي عن الشيخ إبراهيم بن علي بن عبدالعالي الميسي». كما قرأ على الميرزا الاسترابادي (ت ١٠٢٨هـ/ ١٦١٩م) مؤلّف كتاب الرجال أَوَانَ مجاورته بمكّة(٢).

وكان الدرس الفقهي الذي يتّخذ من كتب (الحديث) و (الرواية) محوراً للعملية التعليمية مزدهر بشكل ملحوظ ، وينقل الحرّ العاملي في ترجمته

__________________

(١) الروضة النضرة : ٥٦.

(٢) الروضة النضرة : ١٤٩ ـ ١٥٠.

٩٣

لأحمد ابن الحسين النباطي العاملي أنّه : «كان عالماً فاضلاً أديباً صالحاً عابداً ورعاً ، وكان شريكنا في الدرس حال القراءة على زين الدين بن محمّد بن الحسن بن الشهيد والحسين بن الحسن بن يونس الظهيري العاملي والعمّ محمّد بن علي الحرّ العاملي في مكّة وتوفّي بالنبطية في ١٠٧٩هـ»(١).

ويذكر الحسيني الكاشاني ، زين العابدين بن نور الدين بامتنان شديد تأثير زوجته وأمّ ولده محمّد الباقر ، «سكينة بيكَم رحمها الله التي كانت معينتي في طلب العلم بمكّة المعظّمة»(٢) وقد ماتت ودفنت في مكّة.

كلّ ذلك يؤكّد أنّ علماء الإمامية شاركوا في القرن الحادي عشر بفعالية في الحياة العلمية في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة ، مستفيدين من وجود كبار العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية الذين كانوا يتوافدون دون انقطاع لأداء مناسك الحجّ وزيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) أو لمجاورة هاتين البقعتين المقدّستين.

٣) التصنيف العلمي :

لعلّ من أبرز المظاهر الدالّة على وجود حركة علمية نشطة في مكّة

__________________

(١) الروضة النضرة : ٣٨ ؛ رياض العلماء ٣/٢٧٤.

(٢) فرحة الأنام : ١٠٧.

٩٤

والمدينة المنوّرة في غضون القرن الحادي عشر هو كثافة ما صنّفه العلماء المسلمون من كتب ومصنّفات علمية في مختلف العلوم الإسلامية وعلى رأسها الفقه والحديث والتفسير والتاريخ وعلم الرجال والتراجم وعلم الفلك والطبّ والحساب واللغة.

ومن أبرز علماء الإمامية المصنّفين عبدالنبي بن سعد الجزائري (ت ١٠٢١هـ/ ١٦١٢م) ، الذي كتب في المدينة المنوّرة بأمر شمس الدين بن علي الشدقمي المدني شرحاً على إرشاد الأذهان عُرف بـ : الاقتصاد في شرح الإرشاد(١).

كما صنّف محمّد أمين الاسترابادي (ت ١٠٣٦هـ/ ١٦٢٧م) الفوائد المدنية والفوائد المكّية ، حيث كان متصلّبا في الأخبارية ضدّ الأُصوليّين وأهل العقل ، ويظهر من فوائده المدنية أنّ له شرح أُصول الكافي وشرح الاستبصار وشرح تهذيب الأحكام ، وقد ردّ على المحقّق الدواني والمولى صدرا في حواشيهما على شرح التجريد ، وله رسالة في البداء وأُخرى في طهارة الخمر ونجاستها ، وجواب مسائل الحسين الظهيري العاملي ، و (دانش نامه) فارسي في مسائل كلامية متفرّقة ، والمسائل الكلامية الثلاث في : (علم الله) و (ربط الحادث بالقديم) و (أفعال العباد). وقد شاهد الشيخ يوسف

__________________

(١) الروضة النضرة : ٢٦٧ ـ ٢٦٨.

٩٥

البحراني له حاشية بعض أبواب الطهارة من المدارك(١).

كما ألّف أحمد المكّي ابن شهاب الدين الفضل بن محمّد باكثير في مكّة عام ١٠٢٧هـ (١٦١٨م) كتابه وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل أخرج فيه مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام من كونه أخاً للرسول ووصيّاً ووزيراً له وغير ذلك من عقائد الشيعة ، والله العالم بالسرائر(٢).

كما وضع خضر الموصلي (ت ١٠٠٧هـ/ ١٥٩٩م) نزيل مكّة المعظّمة كتابه الإسعاف في ١٠٠٣هـ (١٥٩٥م) ، ويظهر من الإسعاف كونه إماميّا كما في نسخة موجودة في مكتبة مدرسة (سپهسالار)(٣).

كما وضع الملاّ خليل القزويني (ت ١٠٨٩هـ/ ١٦٧٨م) بعض المصنّفات التي كتبها في مكّة المكرّمة ، ويذكر الحرّ العاملي(٤) أنّه كان : «فاضلاً ، علاّمة ، حكيماً ، متكلّماً ، محقّقاً مدقّقاً ، فقيهاً ، محدّثاً ، ثقةً ، جامعاً للفضائل ، ماهراً ، معاصراً ، له مؤلّفات ؛ شرح الكافي فارسي وشرح عربي وشرح عدّة الأُصول ورسالة الجمعة وحاشية مجمع البيان والرسالة القمّية

__________________

(١) أمل الآمل ٢/١١٢.

(٢) الروضة النضرة : ٣٧ ـ ٣٨.

(٣) الروضة النضرة : ١٩٩ ـ ٢٠٠.

(٤) الروضة النضرة : ١٩٩ ـ ٢٠٠.

٩٦

والمجمل في النحو ورموز التفاسير الواقعة في الكافي والروضة. رأيته بمكّة الحجّة الأُولى كان مجاوراً بها مشغولاً بتأليف حاشية مجمع البيان»(١).

ومن المصنّفين الإمامية شمسا الگيلاني الإصفهاني وهو من الذين وفِّقوا لمجاورة بيت الله الحرام ، وتركوا تراثاً غزيراً ومتنوّعاً ، ومن مصنّفاته : إثبات الواجب وأسئلة سألها عن أُستاذه ملاّ صدرا (ت ١٠٥٠هـ/ ١٦٤٠م) والتحقيقات ألّفها سنة ١٠٤٥هـ (١٦٣٥م) وحدوث العالم وتفسير هل أتى ، والحاشية على الشرح الجديد والقديم للتجريد ، والحاشية على شرح حكمة العين ، والحاشية على كتاب المعالم واسمها فصول الأُصول ، والحكمة المتعالية ، ودفع شبهة ابن كمّونة ، وشرح خلاصة الحساب لأُستاذه البهائي والعلم الإلهي أو النورية ألّفها بمكّة ١٠٤٨هـ (١٦٣٨م) ، وتوجد رسالته في علم الواجب ، ورسالته في الوجود عند صدر الدين بن الشيخ أحمد الناهضي في النجف ذكر في آخره : «أنّه تمّ على يد مؤلّفه أقلّ العباد ، المجاور بمكّة خير البلاد ، وزادها الله تعالى خيراً وشرفاً إلى يوم الميعاد ، أفقر خلق الله الغني محمّد المشتهر بـ : شمسا الجيلاني غفر الله له ولوالديه ولجميع من له حقّ عليهما أو عليه في تأريخ ١٠٤٨هـ حامداً مصلّياً مستغفراً»(٢).

والبحث صلة ...

__________________

(١) الروضة النضرة : ٢٠٣ ـ ٢٠٤.

(٢) الروضة النضرة : ٢٦٦ ـ ٢٦٧.

٩٧

تراكيب الشَّرط في نصِّ الزِّيارة الجامعة الكبيرة

د. هاشم جعفر حسين

د. عدوية عبد الجبار الشرع

بسم الله الرحمن الرحيم

توطئة :

الزيارة الجامعة الكبيرة المرويّة عن الإمام عليّ الهادي عليه‌السلام موسوعة معرفية متكاملة ، تضمّنت معارف إلهية متعالية ، وحقائق عن مقامات آل البيت ومنازلهم عند الله سبحانه رائقة ، ومطالب في افتقار الخلق إليهم ، ووجوب موالاتهم واتّباعهم واسعة ، انتظمها قول بليغ سُبكت لآلئ ألفاظه وانتُخبت نفائس معانيه لتُصاغ في نصّ يُؤذِن بورودها عن عين صافية ، موصولة بينابيع الوحي والإلهام.

وقد شَرَحَ الزيارة أكابرُ العلماءِ ، فقد شَحَذَ نصُّها الشَّريفُ هِمَمَهُمْ ، وَبَرى أقلامَهَمْ ، فأقبلوا عليها يشرحون متنَها ، وينهلون من معارفها ، واستمرّت تلك الشروح جيلاً بعد جيل ، حتّى أحصى منها المحقّق آغا بُزرك

٩٨

الطهراني عشرين شرحاً(١).

وقد روى هذه الزيارة أكابرُ المُحدِّثين عن ثقاتِ أصحاب الإمام عليه‌السلام ، وأوّلهم الشيخ الصدوق في كتابيه عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ومَن لا يحضره الفقيه ، ممّا يثبت صحّة سندها ، فضلاً عن أنّ قوّة متنها يصحّح نسبتها إلى بيت العصمة عليهم‌السلام ، إذ ليس بمقدور غيرهم أن ينسج نسج كلامهم أو أن يستوحي مضامين نصوصهم.

أمّا تسميتها بـ : (الزيارة الجامعة الكبيرة) فيمكن لنا من استنطاق اللغة والاطّلاع على المناسبة التي رُويت فيها الزيارة أن نصل إلى بعض اللطائف المتعلّقة بالعنوان.

فـ (الزيارة) في اللغة مصدرٌ للفعل (زارَ ـ يَزورُ) بمعنى : (مالَ وعَدَلَ) ، وفي ذلك يقول ابنُ فارس : «الزاءُ والواوُ والراءُ ، أصلٌ واحدٌ يدلُّ على المَيْلِ والعُدُولِ ، فالزائرُ يَميلُ إلى شخص ويَعدلُ عن غيرِه»(٢).

ومنه يتّضح أنّ زيارة الأئمّة عليهم‌السلام تستوجب الميل إليهم والعدول عمّن سواهم ، وهي الحكمة التي ابتغاها الأئمّة من حثِّ شيعتهم وأتباعهم على ملازمة زيارة النبي وآل بيته المعصومين. فالزائر حاضر عند المزور بالجسد مرّة ، وبالقلب مرّة أخرى ، وبالجسد وبالقلب في مرتبة أعلى مرغوب في

__________________

(١) ينظر : الذريعة إلى تصانيف الشيعة : ٣/٢٣٩ ، ٣٠٢ ، و ٧/٤٣ ، و ٨/٤٤ ، و ١٦/٦٩ ، و ١٨/٣٠٤ ـ ٣٠٦ ، و ١٩/٢٣١.

(٢) ينظر : مقاييس اللغة : ٣/٣٦ ، (زور).

٩٩

تحقّقها عند الزائر ، ومعها يقف في ساحة المقامات العالية بين يدي المعصومين عليهم‌السلام ، ليقرَّ لهم بالموالاة ويشهد على نفسه بالبراءة من أعدائهم ، ويتعهّد بالسير على منهجهم ، والعدول عن نهج مخالفيهم.

والذي يجب أن يُدرَك أنّ حقيقة التولّي لآل البيت والبراءة من أعدائهم موصولة بحقيقة موالاة الخالق (عزّ وجلّ) وتوحيده والإخلاص في طاعته ، والتبرّي عن كلِّ ما يوجب الشرك والكفر ، ولذا ورد في أحاديثهم عليهم‌السلام عن الرسول الأكرم : «يا عليُّ مَن زارني حيّاً أو ميّتاً أو زاركَ في حياتك أو بعد موتك أو زار فاطمةَ أو زار الحسنَ أو زار الحسينَ في حياتهم أو بعد وفاتِهم كان كَمَنْ زار الله في عرشِه»(١). ومنه يُعلَم أنّ الزيارة هي ارتباط روحي مع الإمام المعصوم ، وإعراض عن غيره ، وتسليم لمنهجه الذي هو منهج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، المُبلَّغ به عن الله سبحانه وتعالى. وأنّ مَن يقرأ الزيارة الجامعة يتّضح له هذا المعنى جليّاً ، ومن أمثلة ذلك قول الإمام عليه‌السلام : «مَنْ وَالاكُمْ فَقَدْ وَالى اللهَ ، وَمَنْ عَادَاكُمْ فَقَدْ عَادَى الله»(٢).

أمّا لفظ (الجامعة) فمأخوذ من مناسبة الزيارة ، ذلك أنّ الراوي طلب من الإمام أن يعلّمه قولاً بليغاً كاملاً يصلح لزيارة أىِّ واحد منهم (سلام الله عليهم) ، فجمع له الإمام بهذه الزيارة ما أراد. وأمّا وصف هذه الزيارة بـ : (الكبيرة) ، فلأنّها من أطول الزيارات الواردة إلينا عن المعصومين عليهم‌السلام.

__________________

(١) بحار الأنوار : ٩٧/٢٥٩.

(٢) من لا يحضره الفقيه : ٢/٣٨٨.

١٠٠