تراثنا ـ العدد [ 131 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 131 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٢٨٦

علماء الإمامية في بلاد الحرمين في القرن الحادي عشر

على ضوء كتاب العلاّمة آقا بزرك الطهراني

(الروضة النضرة في المائة الحادية عشرة)

(١)

وسام عبّاس السبع

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدّمة

أثناء اطّلاعي على كتاب الروضة النضرة في المئة الحادية عشرة(١) للعلاّمة الكبير آقا بزرك الطهراني (ت ١٣٨٩ هـ/١٩٧٠ م) استرعى انتباهي الحشد الكبير من علماء الإمامية الذين جاوروا مكّة والمدينة لفترات متفاوتة ، فالبعض ولد في أرض الحرمين ، والبعض الآخر جاور العتبات المقدّسة لبضع سنوات من حياته ثمّ آثر الرجوع لمسقط رأسه ، فيما البعض الآخر قرّر قضاء سنوات عمره الأخيرة بجوار بيت الله الحرام أو مرقد النبيّ (صلى الله عليه وآله) بالمدينة ليدفن في أشرف البقاع.

__________________

(١) سنعتمد في هذا البحث على النسخة التي صدرت ضمن موسوعة (طبقات أعلام الشيعة) عن دار إحياء التراث العربي ط١ ، بيروت ٢٠٠٩ م ، الجزء الثامن ، القرن الحادي عشر.

٤١

وأمام هذه الوفرة في المعلومات وغزارة المادّة التاريخية حول الموضوع ، وجدتُ من المناسب أن أقدّم قراءة موجّهة لهذا الكتاب القيّم ، أستقصي فيها ملامح الدور العلمي والأدبي لعلماء الإمامية في بلاد الحرمين ، وذلك من أجل تحقيق الأهداف التالية :

أوّلاً : إبراز قيمة التراث العلمي الذي تركه شيخ الباحثين الحجّة العَلَم الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

ثانياً : إيضاح ملامح الدور الإمامي في القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي) في (مكّة المكرّمة) و (المدينة المنوّرة) من خلال إعادة اكتشاف دور علماء الإمامية وإسهاماتهم في رفد الحركة العلمية والأدبية في ذلك القرن.

ثالثاً : تقديم دراسة متأنّية وهادئة للجذور التاريخية للوجود الإمامي في مكّة والمدينة ، وهو وجود عريق يتّصل بمرحلة صدر الإسلام في القرن الأوّل الهجري ، وإزالة الغموض المرتبط بالتاريخ الشيعي في هذه المنطقة نتيجة لسيادة رؤية أحادية تُقصي التأثيرات الشيعية من الذاكرة التاريخية لأسباب ودواعي طائفية ترتهن بشكل كبير لما يجري اليوم من تحوّلات وأحداث سياسية وصراعات دولية.

رابعاً : محاولة إبراز صفحة مشرقة من صفحات التواصل الفكري المثمر بين علماء الإسلام بمختلف طوائفهم ، وهي صفحة من تاريخنا الإسلامي المجيد تبعث على الفخر والاعتزاز.

٤٢

هذه هي أبرز الأهداف التي يتوخّاها الباحث ، ويسعى للتأكيد عليها ، فإنّ وُفّقَ في ذلك فذلك من فضل الله ، وإن أخفق فله شرف المحاولة ومسعى التلميذ.

ولقد استفدنا من بعض المصادر والمراجع المرتبطة بموضوع البحث ، ويأتي كتاب فرحة الأنام في تأسيس بيت الله الحرام للحسيني الكاشاني وأمل الآمل للحرّ العاملي ، وتتميم أمل الآمل لعبد النبي القزويني ، وسلافة العصر لابن معصوم المدني ، وحياض العلماء ورياض الفضلاء للميرزا الشيخ عبد الله الأفندي ، من أهمّ المصادر التي اعتمدنا عليها ؛ لأنّها أضافت عنصراً جديداً ومعلومات وفيرة على هذه الدراسة ، لاعتبارات ثلاثة :

ـ أنّها مصادر الشيخ الطهراني نفسه في كتابه الروضة النضرة.

ـ أنّها مصادر تشترك في الموضوع نفسه وتعالج فترة زمنية واحدة.

ـ وحيث إنّ الطهراني عالج مادّته باختصار ، فإنّ هذه المصادر زوّدتنا بتفاصل أكثر وأضاءت جوانب مهمّة لم يشأ الطهراني بحثها بتوسّع في الروضة النضرة ، وإنّما قدّم ملامح رئيسية هي بمثابة مفاتيح تخدم القارئ الذي يريد التوسّع في دراسة الشخصيّات والأعلام الذين ترجم لهم.

أمّا بالنسبة للمصادر الأخرى ، فمنها : مجموعة كتب حديثة تبحث في تاريخ تلك الفترة الاجتماعي والثقافي ، فضلاً عن المقالات والأبحاث المنشورة في عدّة كتب أو مجلاّت تبحث في تاريخ المنطقة بالنحو الذي تكشف عنه المصادر والمراجع الواردة في هوامش البحث.

٤٣

وقبل أن أختم هذه السطور ، بودّي أن أتقدّم للصديقين العزيزين اللذين ساهما في قراءة مسوّدة هذا البحث وأغنياه بملاحظاتهما القيّمة ، وهما : الأستاذ السيّد علي السادة والأستاذ حسين منصور الشيخ ، ومن البداهة أنّني وحدي مسؤول عن نواقص وأخطاء هذا البحث.

والله وليّ التوفيق

وسام عبّاس السبع

البحرين

٤٤

تمهيد

مكّة والمدينة المجتمع والتاريخ

حفلت منطقة الحجاز بمجموعة من الوقائع المهمّة تاريخيّاً وثقافيّاً واجتماعيّاً ، وعندما يرد اسمها غالباً ما يقرن بالتوقير والتعظيم ، وقد وتضاعفت أهمّيتها بعد ظهور الإسلام في مكّة المكرّمة ، عندما سطعت أنواره من بطحائها ، وصارت الكعبة المشرّفة قبلة المسلمين ، حيث اتّجهت إليها الأنظار وازداد العناية بأمرها.

ولمّا بلغ المسلمون قمّة المجد والسيادة في منتصف القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) ، ازدهرت العلوم الإسلامية في أرجائها ، وتنبّه رواة الحديث والمغازي إلى وجوب التصنيف والتدوين في الحرمين ، بحيث صار لكلّ منهما رجال قصروا عليهما عنايتهم.

وبدءاً من القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) ، كان الخلفاء والحكّام المسلمين يبدون اهتماماً كبيراً ببلاد الحجاز ، وذلك طمعاً في شرف رعاية المقدّسات الإسلامية فيها ، إذ كانت الهيمنة على الحرمين الشريفين تُعدّ إحدى أبرز مؤشّرات السيادة على العالم الإسلامي ، ومن يوليها الرعاية الواجبة فهو الأحقّ بالاتّباع ، ولذلك كان الصراع متواصلا عبر التاريخ على نيل شرف خدمتها والسيطرة عليها.

وممّا يدلّ على ما يتمتّع به الحرمان الشريفان في مكّة المكرّمة والمدينة

٤٥

المنوّرة من اهتمام ، أنّ جدلاً كثيراً حدث بين العلماء حول أفضلية مكّة المكرّمة على المدينة المنوّرة ، أو العكس ، شارك فيه كثير من علماء المذاهب الإسلامية ، حتّى أنّ الإمام جلال الدين السيوطي (ت ٩١١ هـ/ ١٥٠٥ م) ألّف رسالة صغيرة في هذا الشأن سمّاها : الحجج المبينة في التفضيل بين مكّة والمدينة قرّر فيها تفضيل المدينة المنوّرة على مكّة المكرّمة بقوله : «الذي تميل إليه النفس تفضيل المدينة»(١).

وقد تَنَاولَ السيّد علي خان المدني (ت ١١٢٠ هـ/ ١٧٠٨ م) مسألة الصلاة في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وأضرحة آل البيت ، وبَيَّن أفضليّتها على بعضها ورجّح استحباباً مجاورة مكّة المكرّمة خلافاً لما ذكره غيره مستنداً في ذلك على ما رواه ابن بابويه ، فقال : «وأمّا كون الصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجد النبيّ (صلى الله عليه وآله) فيدلّ صريحاً ما رواه رئيس المحدّثين أيضاً في كتاب ثواب الأعمال بإسناده عن مسعد بن صدفه عن الصادق عليه‌السلام قال : (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاةٌ في مسجدي تعدل عند الله عشرة آلاف صلاة في غيره من المساجد إلاّ المسجد الحرام ؛ فإنّ الصلاة فيه تعدل ألف صلاة في مسجدي) ، وفي هذا المعنى أخبار أخر»(٢).

ثمّ إنّ المستفاد به في ذلك ما جاء من أحاديث آل البيت عليهم‌السلام ، في كون

__________________

(١) الحجج المبيّنة في التفضيل بين مكّة والمدينة : ٤٣.

(٢) رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين الإمام علي بن الحسين عليه‌السلام ١/٤٧٦ ـ ٤٧٧.

٤٦

مكّة أفضل من سائر بقاع الأرض ، وأنّ الصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله)(١).

مكّة المكرّمة :

وقد اختُلِفَ في سبب تمسيتها ؛ فقيل : سمّيت مكّة لأنّها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكوك ، وقيل لازدحام الناس فيها حيث يقصدونها من جميع الأطراف من قولهم : امتكّ الفصيل أخلاف الناقة إذا جذب جميع ما فيها جذباً شديداً فلم يَبقَ فيها شيئاً ، وهذا قول أهل اللغة. وقال آخرون : سمّيت مكّة لأنّها لا يفجر بها أحد إلاّ بكّت عنقه ، فكان يصبح وقد التوت عنقه. وبكّة موضع البيت ، وما حول البيت مكّة(٢).

وبكّة هي مكّة بيت الله الحرام ، أبدلت الميم باء ، وقيل بكّة بطن مكّة ، وقيل : موضع البيت المسجد ومكّة وما وراءه ، وقيل : البيت مكّة وما ولاه بكّة ، وقال ابن الكلبي : «سمّيت مكّة لأنّها بين جبلين بمنزلة المكوك ، وقال أبو عبيدة : بكّة اسم لبطن مكّة ، وذلك أنّهم كانوا يتباكّون فيه أي يزدحمون»(٣).

وتُعدّ مكّة المكرّمة أوّل بلد مقدّس في الإسلام ، ففيها أوّل الحرمين

__________________

(١) رياض السالكين١/٤٧٦ ـ ٤٧٧.

(٢) معجم البلدان ٥/١٨٢.

(٣) معجم البلدان ١/٤٧٥.

٤٧

وثاني القبلتين ، وهي مهبط الوحي والتنزيل ومحطّ أنظار المسلمين ، يتوجّهون شطرها ويحجّون إليها من كلّ حدب وصوب ، فلا عجب أن تهفوا إليها قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، فيرجون الله مخلصين أن يمنحهم التوفيق لزيارتها ، ويكتب لهم حجّ البيت فيها وزيارة قبر نبيّه (صلى الله عليه وآله) قبل أن يتوفّاهم الله ويفارقون هذه الحياة الدنيا.

ولم تكن رحلة الحجّ في الفترة التي ندرسها سهلة يسيرة على المسلمين بالشكل التي هي عليه اليوم ، فقد كانت حرارة الشمس الحارقة تصهر الأجساد الآدمية في وهاد الحجاز القاحلة ، وكان على الحجّاج أن يتلاءموا مع برودة ليل الصحراء ، وكان عليهم أن يقاسوا آلام الجوع وكظّة العطش وهم يلهجون بصوت جهير دون توقّف : «لبّيك اللهمّ لبّيك».

كان موكب الحجيج يشقّ طريقه الصحراوي بمهابة ، وكانت القوافل تسير بجمالها الملفوفة بالسجّاد ، وكانت النساء على الجمال يهلّلن على طول الطريق ، وكذا كان يفعل الرجال الذين كانوا يقودون الجمال(١).

وكان الخوف يسيطر على الحجّاج وهم يترقّبون الهجمات التي يشنّها الأعراب ، وكثيراً ما لاتقتصر هذه الهجمات على السرقة والنهب ، إذ يسقط فيها ضحايا كثر ، ومن كان ينجو من القتل تتربّص به الصحراء بقسوتها ، فيموت وهو يحاول الفرار عطشاً ، والمحظوظ من تكتب له النجاة في هذه التجربة المهلكة.

__________________

(١) مكّة المكرّمة في عيون رحّالة نصارى : ٩٦.

٤٨

ويعطينا الرحّالة الألماني يوهان وايلد Johann Wild ـ على سبيل المثال ـ معلومات حول رحلته للحجّ في القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي) كعبد رقيق مع سيّده الفارسي إلى مكّة ضمن القافلة المصرية ، وقد عسكر القائد (أمير الحجّ) في حديقة تبعد ميلين عن القاهرة قبل أسبوع ، وتقاطر الحجّاج إلى هناك بالتدريج ، أطلقت الأبواق إيذاناً ببدء الرحلة ، كان الحجّاج يسيرون في نظام لكي تسهل مراقبتهم في أثناء الرحلة ، كانت تحمل الجمال في أرتال الواحدُ تلو الآخر ، ومئة من الجنود المماليك المرافقين ومعهم ستّة مدافع. كان ثلاثون جملاً تحمل سلالاً فارغة لوضع الذين يمرضون من الحجّاج فيها. وكان كلّ رجل يحمل جوداً مملوءاً بالماء يكفي لثلاثة أيّام ، لم يكن هناك إمكانية لإعادة ملئه قبل الوصول إلى السويس ، وما كان شيء أثمن من الماء آنذاك. كان من المناظر المألوفة أن ترى الحجّاج الفقراء يطوفون بالمعسكر يتسوّلون ، وحينما يُقَدّم لهم الطعام كانوا يرفضون قائلين : «لا نريد أن نأكل لكن إكراماً لله شربة ماء».

بعد عبور السويس جابوا شبه جزيرة سيناء ، وكانوا يقضون يوماً كاملاً في شقّ طريقهم عبر الممرّ المرعب لسلسلة العقبة ، وهي سلسلة جبال عالية وصخور شاهقة ، كانت الجمال تقاد من خطامها بينما سار الحجّاج على الأقدام ، مكثوا يومين في مدينة العقبة في الوادي حيث آبار مياه الأمطار الحلوة يحرسها الجنود المماليك خوفاً من البدو.

كان عدد رجال القافلة (٢٠٠٠٠) وعدد الجمال (١٠٠٠٠٠). وصلوا إلى

٤٩

ينبع ـ وتقع في منتصف الطريق إلى مكّة ـ في زهاء ١٩ أو ٢٠ يوماً ، وكان عدد الوفيات (١٥٠٠) رجل و (٩٠٠) جمل. بعد ينبع تعرّضوا لمضايقات من البدو وهم يعبرون الجبال(١).

المدينة المنوّرة :

أمّا (المدينة المنوّرة) ، فسمّيت أيضاً يثرب ، قال أبو القاسم الزجّاجي : «يثرب مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، سمّيت بذلك لأنّ أوّل من سكنها عند التفرّق يثرب بن قانية بن مهلائيل ابن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سالم ابن نوح عليه‌السلام ، فلمّا نزلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، سمّاها طيبة وطابة كراهية للتثريب ، وسمّيت مدينة الرسول لنزوله بها.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله) ، لمّا هاجر : «اللهمّ إنّك أخرجتني من أحبّ أرضك إلَيّ

فأسكنّي أحبّ أرضك إليك ، فأسكنه المدينة»(٢).

وللمدينة تسعة وعشرون اسماً ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان(٣) ، وتكتسب المدينة قداسة خاصّة عند المسملين لشرافة ما ضمّته

__________________

(١) المصدر السابق : ٩٥ ـ ٩٦ ، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ٢/١٩٤.

(٢) معجم البلدان ٥/٤٣٠.

(٣) وهي : المدينة ، وطيبة ، وطابة ، والمسكينة ، والعذراء ، والجابرة ، والمحبّة ، والمجبّة ، والمحبورة ، ويثرب ، والناجية ، والموفية ، وأكّالة البلدان ، والمباركة ، والمحفوفة ، والمسلمة ، والمجنّة ، والقدسية ، والعاصمة ، والمرزوقة ، والشافية ، والخيرة ، والمحبوبة ، والمرحومة ، وجابرة ، والمختارة ، والمحرمة ، والقاصمة ، وطبابا. انظر : معجم البلدان ٥/٨٣.

٥٠

في ترابها. وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله : «ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ، قالوا : المدينة ومكّة»(١). وقال (صلى الله عليه وآله) : «من استطاع منكم أن يموت في المدينة فليفعل فإنّه من مات بها كنت له شهيداً (أو شفيعاً) يوم القيامة»(٢).

التركيبة الاجتماعية في مكّة والمدينة :

انقسم مجتمع (مكّة المشرّفة) و (المدينة المنوّرة) في القرن الحادي عشر الهجري إلى مجموعة متنوّعة من الطبقات :

ـ أولى هذه الطبقات في مجتمع مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة هي (طبقة الأشراف) ، والأشراف ينتسبون إلى سيّدنا علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ومنهم آل الحسن بمكّة المكرّمة وآل الحسين بالمدينة المنوّرة(٣) ، وقد بدأ ظهور طبقة الأشراف سنة ٣٥٨ هـ (٩٦٩ م) ، حينما استقلّ أبناء الحسن والحسين بمكّة والمدينة وتولّوا أمور الحجاز(٤) ، وأصبح هذا اللقب يطلق على أمراء الحرمين الشريفين وأفراد عائلاتهم ، فلم يكن هذا اللقب معروفاً في بلاد الحجاز من قبل(٥) ، وتمتّع الأشراف داخل المجتمع الإسلامي بمكانة

__________________

(١) معجم البلدان ٥/٨٣.

(٢) معجم البلدان ٥/٨٣.

(٣) شفاء الغرام ٢/١٩٤.

(٤) إتّعاظ الحنفا بأخبار الأئمّة الفاطميّين الخلفاء : ١٠١.

(٥) العلاقات بين مصر والحجاز زمن الفاطميّين والأيّوبيّين : ٢٢٦ ـ ٢٢٧.

٥١

عظيمة ، حيث تمتّعوا بالاحترام والتقدير من قبل الجميع ، وقد سكن بعضهم المدينة المنوّرة وما حولها ، وبعضهم سكن منعزلاً عن بقية السكّان(١) ، وكان اختيار أمير المدينة من بينهم لرفعة مكانتهم.

ـ ومن الطبقات التي كانت ذات شأن عظيم داخل مجتمع مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة هي (طبقة أصحاب الوظائف الدينية) وتتمثّل في القضاة والخطباء والقرّاء والمؤذّنين والأئمّة وغيرهم(٢).

ـ وأجلّ تلك المناصب كان (منصب القضاء) ، فهي الوظيفة الثانية بعد (ولاية إمارة المدينة) ، فلابدّ أن يكون القاضي في المدينة من كبار العلماء والفقهاء لعظمة وظيفته(٣) ، حيث كانوا يختارون من رجال العلم وأهل الدين ، ويقومون على تنفيذ الأحكام الدينية على كلّ الناس ، وقد وجد في المدينة قضاة لجميع المذاهب ، فكان لكلّ طائفة إمامها وقاضيها(٤) ، كما تمتّع القضاة بنفوذ كبير داخل الدولة وباحترام أمراء بلاد الحجاز ، وكذلك سلاطين المماليك بمصر ، وعاش هؤلاء القضاة في سعة من العيش نتيجة لما أغدقته الدولة عليهم(٥).

ـ وأمّا خطباء المدينة فهم يأتون بعد القضاة في مكانتهم ، وكما كان

__________________

(١) الدرر السنية في الأنساب الحسنية والحسينية : ٥٩.

(٢) المجتمع الحجازي في العصر المملوكي :١٩.

(٣) العلاقات بين مصر والحجاز : ٢٢٩.

(٤) رحلة ابن بطّوطة المسمّاة تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.؟؟؟

(٥) المجتمع الحجازي في العصر المملوكي : ٢٠.

٥٢

لكلّ طائفة قاض ، كان لها إمام يؤمّها في صلاتها ، فلكلّ إمام مكان محدّد في المسجد يصلّي فيه مع أتباعه(١).

ـ ومن أبرز الطبقات في مجتمع مكّة والمدينة : (طبقة المجاورين) ، وهم يشكّلون جزءاً كبيراً في البناء الاجتماعي لمجتمع المدينة المنوّرة ، حيث استقرّوا واندمجوا مع السكّان الأصليّين ، وهم من أكبر طبقات المدينة عدداً ، وتسميتهم تأتي من الجوار والمجاورة ، وتعني المجاورة البقاء في مكّة والمدينة لفترة غير معلومة تنتهي بخروج المجاور من إحدى هاتين المدينتين أو الوفاة بهما(٢).

وتتكوّن هذه الطبقة من كثيرين قدموا من مختلف أنحاء العالم الإسلامي للمجاورة بجوار المسجد النبوي ، وتعدّدت بلدانهم ، خاصّة مصر والشام والعراق والمغرب واليمن وفارس وبلاد ما وراء النهر وغيرها ، وكان منهم العلماء والتجّار وطلبة العلم وأرباب الوظائف الدينية كالأئمّة والقضاة وجماعات أخرى وفدت على المدينة. ولفضل المجاورة بها ، ما لبثوا أن استقرّوا واندمجوا مع سكّانها وشاركوهم في الحركة العلمية والاقتصادية(٣).

ولم تكن مدّة مجاورتهم محدّدة ، فقد تطول أو تقصر ، تبعاً لرغبة المجاور وأحوال مكّة والمدينة خلال فترة وجوده ، فقد يمكث بعضهم بضع

__________________

(١) الرحلات المغربية والأندلسية مصدر من مصادر تاريخ الحجاز في القرنين السابع والثامن الهجريّين : ٢٠٦.

(٢) لسان العرب ١/٥٣٠ ـ ٥٣١.

(٣) العلاقات بين مصر والحجاز : ٢٣٤ ـ ٢٣٥.

٥٣

سنوات ، وآخرون يفضّلون الإقامة حتّى يدركهم الموت ، ومارس العديد منهم بعض الأعمال إضافة إلى تولية الوظائف الدينية ، ومنها إمامة الحرم النبوي والأذان والقضاء والتدريس والفتوى ، ومنهم طلاّب للعلم(١) ، وقد نالوا الرعاية من جانب الحكّام المسلمين.

ـ أيضاً ، شكّلت (طبقة الأغوات)(٢) طبقة ذات خصائص اجتماعية خاصّة ؛ والأغوات هم من يقومون على خدمة المسجد النبوي الشريف ، بعضهم من أصل حبشي أو صقلبي ، وكان صلاح الدين الأيّوبي هو الذي ثبّت قاعدة الخدّام في الحرم النبوي ، وأوقف عليهم الأوقاف والجامكية(٣) ، ولهم كتاب بذلك وقفهم فيه على الحرم النبوي الشريف سنة ٥٦٨ هـ (١١٧٢ م) ، كان موجوداً لديهم إلى أيّام السخاوي(٤).

كانت طبقتهم كما ذكرها السخاوي في كتابه التحفة اللطيفة تقوم بحفظ المسجد نهاراً ، ومباشرة قفل أبوابه ، والمبيت فيه لحراسته ، ممّا هو الأصلي في ابتكارهم ، وتنزيل القناديل وتعليقها للتعمير والوقود وغسلها أومسحها وإسراج ما يوقد منها سَحَراً ، والدوران بعد صلاة العشاء بالقناديل لتفقد من

__________________

(١) الحياة العلمية الاجتماعية في مكّة : ١٤٤.

(٢) الأغوات جمع آغا والمقصود بها خدّام سيّد السادات (صلى الله عليه وآله). ينظر : تحفة المحبّين والأصحاب في معرفة ما للمدنيّين من الأنساب : ٥٣.

(٣) الجامكية : لفظ فارسي مشتقّ من جامة بمعنى اللباس ؛ أي نفقات أو تعويض اللباس الحكومي وقد ترد بمعنى الأجر أو الراتب أو المنحة والجمع (جامكيات ، جوامك ، جماكى) ينظر : معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي : ٥١.

(٤) التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ١/٦١ ـ ٦٣.

٥٤

يخشى مبيته ، ويرجعون عليه بالمنع ولا يبيت فيه إلا الفرّاش لإطفاء القناديل وفتح الأبواب للمؤذّنين وكنس المسجد والروضة والحجرة كلّ جمعة مع مسح الجدر كلّ سنة وفرش بساط أمير المدينة(١).

ـ كما كانت لـ (طبقة التجّار) مكانة كبيرة في المجتمع المكّي والمدني ، وتتكوّن هذه الطبقة من التجّار الذين يعملون في التجارة بين الشرق والغرب(٢) ، حيث يأتون إلى الأماكن المقدّسة بالأطعمة والمؤن المختلفة التي تحتاجها ويشترون من أهلها بضائعهم ، وخاصّة التمر الذي تشتهر به المدينة وتصدّره إلى الخارج(٣) ، وقد قام التجّار بدور كبير في تجارة بلاد الحجاز لاعتماد هذه البلاد بالدرجة الأولى على التجارة(٤) ، لذا كانوا طبقة ثريّة داخل المجتمع لما يعود عليهم من ثراء بسبب اشتغالهم بالتجارة(٥).

ـ وإلى جانب هذه الطبقات ، كانت هناك (طبقة العامّة) ، وهي التي تمثّل الغالبية العظمى داخل مجتمع المدينة ، فمنها الفلاّحون الذين يمثّلون فئة فقيرة داخل المجتمع ، نظراً لطبيعة أراضيها قليلة الأمطار(٦). فضلاً عن أنّ الحرفة الأساسية عند أهل مكّة والمدينة هي الرعي ، نظراً للبيئة التي كانوا

__________________

(١) المصدر نفسه ١/٦١ ـ ٦٣

(٢) العلاقات بين مصر والحجاز زمن الفاطميّين والأيّوبيّين : ٢٣٨.

(٣) الرحلة الحجازية لولي النعم الحاج عبّاس حلمي باشا الثاني خديوي مصر : ٢٥٩.

(٤) الرحلات المغربية والأندلسية : ٢٠٦ ـ ٢٠٧.

(٥) المدينة المنوّرة في العصر الأيّوبي : ١٢٢.

(٦) العلاقات بين مصر والحجاز ، زمن الفاطميّين والأيّوبيّين : ٢٣٨.

٥٥

يعيشون فيها ، ولأنّها الحرفة المفضّلة عند العربي التي تتّفق مع طبيعة الأرض(١).

ـ كذلك ، كان هناك (الأعراب) الذين يعيشون خارج الأماكن المقدّسة في مكّة والمدينة في المناطق المحيطة بها ، وعلى طول الطرق المؤدّية إليها ، فهم فئة من الناس احترف بعضهم السرقة والنهب والاعتداء على الحجّاج وسلب أموالهم ، كما ظهر خطرهم أيضاً على أهل بلاد الحجاز(٢).

ولم يكن إرضاء هؤلاء الأعراب والقبائل بالأمر اليسير ، فكثيراً ما تعرّضوا لقوافل الحجّاج بأعمال القتل والسلب والنهب ، بل كانوا يغيرون على المدينة المنوّرة للسلب والنهب أيضاً(٣).

ـ وإلى جانب هؤلاء ، شكّل (العبيد) إحدى طبقات مجتمع مكّة والمدينة ، وكان منها أتباع الأمير وأعوانه وخواصّه الذين يسهرون على راحته وخدمته ، بالإضافة إلى تنفيذ أوامره ، حيث كان لكلّ أمير مجموعة من العبيد من أجناس مختلفة ، فمنهم الفرس والروم والبربر والأحباش والنوبة والزنج ، وكلّ مجموعة من هؤلاء كانت لهم عاداتهم من الأطعمة والأشربة والملابس(٤).

__________________

(١) العلاقات بين مصر والحجاز ، زمن الفاطميّين والأيّوبيّين : ٢٣٨.

(٢) الرحلات المغربية والأندلسية : ٢٠٢.

(٣) شؤون الحرمين الشريفين في العهد العثماني في ضوء الوثائق التركية العثماني : ٢٢ ـ ٢٣.

(٤) مظاهر الحياة الاجتماعية في مكّة والمدينة إبّان القرن الثامن الهجري من خلال كتب الرحّالة : ١٢٣.

٥٦

ـ وكذلك كانت هناك مجموعة تعمل في الحقول والبساتين للخدمة فيها وحراستها ورعي المواشي. ولولا هؤلاء ما قامت زراعة بالمدينة ، وكانوا يتقاضون مقابل ذلك بعض من الغلّة ، ومنهم يقوم بالخدمة في البيوت وهم يسمّون بالنخولة(١) ، كما كانت الإماء والجواري منهم من يجلبن من أسواق النخاسة ، منهنّ الحبشيّات والروميّات والشركسيّات والعربيّات من مولّدات المدينة والطائف واليمامة ومصر(٢).

__________________

(١) المدينة المنوّرة في العصر الأيّوبي ٢/١٢٣.

(٢) تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي : ٤٣٢.

٥٧

أوّلاً : كتاب (الروضة النضرة) وسيرة مؤلّفه

١) أهمّية كتاب (الروضة النضرة) :

من الخصائص المميّزة في التراث العربي الإسلامي عنايته الشديدة بكتب السير ، وقد ولع المؤرّخون العرب بهذا الفنّ وسبقوا الأمم المعاصرة في هذا المضمار ، فتنوّعت تأليفاتهم وتعدّدت ، فمنها ما رتّبت السير فيه على طبقات ، فهناك كتب لطبقات الشعراء ، والنحاة ، والأدباء ، والأطبّاء ؛ ومنها ما تعدّى إلى تراجم الأعيان عامّة دون الاقتصار على طبقة خاصّة ؛ ومنها ما رتّبت السير فيه على المشاهير في هذا القرن أو ذاك ، فهناك كتاب في أعيان القرن الثامن(١) ، وذلك في أعيان القرن التاسع(٢) ، وهناك كتب في القرن العاشر(٣) ، وآخر في أعيان القرن الحادي عشر(٤) والثاني عشر(٥) والثالث عشر(٦).

وتأتي أهمّية كتاب الروضة النضرة في المائة الحادي عشرة من حيث كون مؤلّفه عالماً من طبقة العلماء المتخصّصين في المخطوطات ، فقد أفنى

__________________

(١) الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة.

(٢) الضوء اللامع لأهل القرن التاسع.

(٣) الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة.

(٤) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.

(٥) سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر.

(٦) حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر.

٥٨

آقا بزرك الطهراني جُلَّ حياته في جمع وملاحقة التراث الإمامي المخطوط.

وهو صاحب الكتاب الذائع الصيت : الذريعة إلى تصانيف الشيعة(١) وفكرة تأليفه كانت في مدينة الكاظميّة أيضاً في قصّة معروفة حدثت له مع السيّد حسن الصدر (ت١٣٥٤ هـ/ ١٩٣٥ م) والشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء (ت١٣٧٣ هـ/ ١٩٥٤ م) إذ اتّفقوا في تلك البلدة وأقسموا على وضع ما يخدم الطائفة ردّاً على جرجي زيدان الذي أنكر في أحد كتبه عدم وجود تصانيف للشيعة ، والثلاثة كتبوا ووفّقوا في ذلك(٢).

__________________

(١) وصفه عبد الجبّار عبد الرحمن في كتابه دليل المراجع العربية والمعرّبة بقوله : «جمع فيه الكتب المؤلّفة على مَرّ العصور ، ورتّبها حسب العناوين ، وإذا تشابهت يُراعي فيها أسماء مؤلّفيها. وهو عمل ببليوغرافي رائع لم يظهر مثله أو ما يُوازيه في البلاد العربية في العصر الحديث ، يضع أوّلاً اسم الكتاب بين قوسين ، ثمّ يذكر اسم المؤلّف الكامل وسنيّ ولادته ووفاته (إن وجدت) ، ومكان وجود الكتاب وذكر بدايته». ينظر : الفضلي ، عبد الهادي : أصول تحقيق التراث : ٧٦.

(٢) وكان الباعث على تأليف الذريعة هو ما ذكره (جرجي زيدان) في كتابه (تاريخ آداب اللغة العربيّة) حينما تحدّث عن الشيعة فقال ما خلاصته : (الشيعة طائفة صغيرة لم تترك أثراً يُذكر ، وليس لها وجود في الوقت الحاضر) فدفع هذا القول الشيخ آقا بزرك ورفيقيه في العلم السيّد حسن الصدر والشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء أن يتعاهدوا ويأخذ كلّ واحد منهم على عاتقه بيان جانب من جوانب الثقافة الشيعيّة الفنّيّة والتعريف بها. وقد تقرّر أن يبحث العلاّمة السيّد حسن الصدر في الآثار العلميّة الشيعيّة ، وبيان فضل الشيعة ، وإسهامهم في تأسيس علوم الإسلام ، وظهرت ثمرة بحثه في كتابه (تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام) الذي طبع بمساعدة الشيخ نفسه عام ١٣٧٠ هـ ، أمّا العلاّمة الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء فقد تقرّر أن يكتب نقداً لكتاب جرجي زيدان (تاريخ آداب اللغة العربيّة) ويكشف عن كلّ أخطائه فيه ، وقد

٥٩

وقد طبع الكتاب ضمن موسوعة طبقات أعلام الشيعة وكان نصيب القرن الحادي عشر هو الجزء الثامن من هذه الموسوعة ، وقد سماه : الروضة النضرة في علماء المئة الحادية عشرة كما كتبه بخطّه على ظهر النسخة الأصلية من الكتاب(١).

وهذه الأجزاء التي ضمّتها طبقات الأعلام لا تشتمل إلاّ على فهرس صغير لأسماء بعض من عثر عليهم المؤلّف عندما كان مشغولاً بتأليفه موسوعته : الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ولقرب عهد القرن الحادي عشر فقد كان اطّلاع المؤلّف عن رجاله في إيران خاصة أكثر من سوابقه فزاد حجم هذا المجلّد بالنسبة إلى ما قبله. وأمّا علماء الشيعة في الهند وما والاها فليس فيه ذكر عنهم مع الأسف.

وقد رتّب هذا الجزء كسوابقه على حروف المعجم في أسماء المترجمين ثمّ أشهر ألقابهم ، وقد حُلَّت مشكلة المعروفين بالكنى بغضّ النظر عن كلمات (الأب) و (الابن) و (الأم) ، فأورد ابن حسام في الحاء وأبو البركات وأبو القاسم في الباء والقاف.

وأمّا الأسماء المركّبة التي زاد انتشارها في القرن الحادي عشر عمّا قبله

__________________

نفّذ هذه المهمّة ، وكتب نقداً علميّاً جامعاً للكتاب بمجلّداته الأربعة وطبع ضمن كتابه المراجعات الريحانيّة ، وأمّا الشيخ آقا بزرك فقد تعهّد أن يكتب فهرساً يجمع فيه أسماء كلّ مؤلّفات الشيعة ، انظر : عبد الرحيم محمّد عليّ : شيخ الباحثين آقا بزرك الطهرانيّ حياته وآثاره ، (مطبعة النعمان ، ط١ ، النجف الأشرف١٣٩٠ هـ) : ٢٩ ـ ٣٠.

(١) الروضة النضرة : ١.

٦٠