تراثنا ـ العدد [ 131 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 131 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٢٨٦

مَنْ مَضى ، فَالرّاغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ ، وَاللاّزِمُ لَكُمْ لاحِقٌ ، وَالْمُقَصِّرُ في حَقِّكُمْ زاهِقٌ»(١) ، فتظهر الفاء لبيان النتيجة المترتّبة على ما ذكر قبلها ، فالفاء في (فالراغب) سببية عمّا سبقها من الكلام ، أي : بعد أن ثبت أنَّكم الأئمّة الراشدون المهديّون المعصومون المكرّمون المقرّبون المتّقون الصادقون وغيرها من الصفات المتقدّمة ، يكون الراغب عنكم مارق ، أي خارج عن دين الله (عزَّ وجلَّ) ، وكذلك مَن لازمكم وقال بإمامتكم وأخذ بأقوالكم وتبعكم كان لاحقاً لكم في الدنيا والآخرة(٢) ، فالفاء بيَّنت هذا الجزاء المُترتّب على ما سبق من كونهم الأئمّة والراشدين ـ إلى آخر الصفات ـ الذين يهلك مَنْ يعاديهم ويفوز مَنْ يواليهم.

ويُلحَظُ في نصِّ الزيارة الجامعة أنَّ هناك جُملاً تكرّرت بشكل منتظم يُسمّى تكرار التراكيب المتراصّة أو الجمل المتوازية ، ويعمد المتكلّم في هذا النوع من التكرار إلى توجيه خطابه بجمل ، لا ألفاظ ، منسّقة تركيبيّاً من حيث مكوّناتها ، تربطها أداة من الأدوات ، فتتتابع الأفكار وتتلاحق بتلاحق تلك التراكيب المنسَّقة لغرض يرمي المتكلّم إلى إيصاله ، فضلاً عن أنَّ بناء الجمل على هذه الشاكلة يمنح مجالاً للسرد وتعانق الأفكار والمعاني بيسر ، إذ يبتعد عن التعقيد والتكلّف ، علاوةً على ما فيه من انطلاق وحلّ لعقدة اللسان ، لعدم وجود ما يفصل تلك التراكيب المتوازية بعضها عن بعض ، فالجمل بهذا

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه : ٢/٣٨٧.

(٢) ينظر : في رحاب الزيارة الجامعة : ٣٥٧ ـ ٣٥٩ ، والأعلام اللامعة : ١٧ ـ ١٧٧.

١٢١

البناء تبدو مستقلّة ، كلّ واحدة منها على حدة ، لكنّها من حيث الدلالة مرتبطة ومتآصرة ، فقد رُتِّبَتْ في النطق على موجب ترتيبها في الفكر(١).

ونجد أنَّ هذا النوع من التكرار قد برز أكثر في تكرار تراكيب الشرط(٢) في نصِّ الزيارة الجامعة بجمل متوازية منسّقة ، ففي قوله عليه‌السلام : «مَنْ وَالاكُمْ فَقَدْ وَالى الله ، وَمَنْ عَادَاكُمْ فَقَدْ عَادَى الله ، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ الله ، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ الله ، وَمَنْ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدْ اعْتَصَمَ بِاللهِ»(٣) ، وكذلك في قوله عليه‌السلام : «سَعَدَ مَنْ وَالاكُمْ ، وَهَلَكَ مَنْ عَادَاكُمْ ، وَخَابَ مَنْ جَحَدَكُمْ ، وَضَلَّ مَنْ فَارَقَكُمْ ، وَفَازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ ، وَأَمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُمْ ، وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ ، وَهَدِيَ مَنْ اعْتَصَمَ بِكُمْ ، مَنْ اتَّبَعَكُمْ فَالجَنَّةُ مَأْوَاهُ ، وَمَنْ خَالَفَكُمْ فَالنَّارُ مَثْوَاهُ ، وَمَنْ جَحَدَكُمْ كَافِرٌ ، وَمَنْ حَارَبَكُمْ مُشْرِكٌ ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ في أَسْفَلِ دَرِك مِنَ الجَحِيمِ»(٤).

فيلحظ تكرّر الجمل الشرطية في كلام الإمام عليه‌السلام ، ففي كلامه (مَنْ ولاكم فقد وإلى الله) (ومَنْ عاداكم فقد عادى الله) (ومَنْ أحبّكم فقد أحبَّ الله) (ومَنْ أبغضكم فقد أبغض الله) (ومَنْ اعتصم بكم فقد اعتصم

__________________

(١) ينظر : اُسلوب طه حسين في ضوء الدرس اللغوي : ١٠١ ـ ١٠٢.

(٢) نجد مثال هذه الجمل حاضرة في القرآن الكريم ، مثلا توازي الجمل الشرطية المصدرة بـ : (مَنْ) ، في قوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [الجاثية :١٥] ، وفي قوله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ) [الأنفال : ٣٨]

(٣) من لا يحضره الفقيه : ٢/٣٨٨.

(٤) المصدر نفسه : ٢/٣٨٨.

١٢٢

بالله) كرّر نسقاً نمطيّاً للجملة الشرطية تكوَّن من الأداة (مَنْ) وفعل الشرط وجوابه ، وفي كلامه : (سعد مَنْ والاكم) (وهلك مَنْ عاداكم) (وخاب مَنْ جحدكم) (وضلّ مَنْ فارقكم) (وفاز مَنْ تمسّك بكم) (وأمن مَنْ لجأ إليكم) (وسلم مَنْ صدّقكم) (وهدي مَنْ اعتصم بكم) كرّر نسقاً آخر للجملة الشرطية بتقدُّم الجواب على الشرط.

والربطُ بين هذه الجمل بالواو بشكل منسّق يلفت الانتباه ويدعو للتفكّر فيه ، فكان هذا التكرار سبباً في ضمِّ أجزاء الكلام وتنسيقها تنسيقاً جميلاً ، إذ تعاضدت التراكيب المتوازية في إماطة اللثام عن خبايا المعنى وإجلائه أكثر بهذا الضُّمّ والتراصّ الجميل ، وكأنّه كما يقول الجرجاني : «ترى سبيلَه في ضمِّ بعضِه إلى بعض سبيلَ مَنْ عمدَ إلى لآل فخرَطَها في سلك»(١) ، فجاءت التراكيب المتراصّة حاملة مع توازيها حيوية ومرونة ، كسرت قيود الرتابة والملل ، وجلبت أُنْس النفوس وارتياحها عند تلقّيها ، فيُلحَظ في مجموعة التكرارات هذه كيف كان تكرار الأداة (مَنْ) سبباً لتماسك النصِّ بتوالي التراكيب الشرطية بالعطف عليها بحرف الواو ، التي جمعت بتواليها معاني متعدّدة ، فضلاً عمّا لهذا العطف من آثار مهمّة في بناء وحدة النصّ وربط المتواليات مع بعضها(٢).

وكذلك كان للتقابل ـ الذي يعني «إيراد الكلام ، ثمّ مقابلته بمثله في

__________________

(١) دلائل الإعجاز : ١٢٦

(٢) ينظر : التوازي التركيبي في القرآن الكريم : ١/٩٢.

١٢٣

المعنى واللفظ على جهة الموافقة أو المخالفة»(١) الذي اكتنف هذه الجمل المتوالية ـ أثرٌ في الكشف عن المعنى وتوضيحه ، فللتقابل بين الألفاظ سحرٌ عجيب في نفس المتلقّي إن تُليت عليها المتقابلات ، ذلك أنّ «للنفوس في تقارن المتماثلات وتشافعها والمتشابهات والمتضادّات وما جرى مجراها تحريكاً وإيلاعاً بالانفعال إلى مقتضى الكلام ، لأنّ تناصر الحسن في المستحسنين المتماثلين والمتشابهين أمكنُ من النفس موقعاً من سنوح ذلك لها في شيء واحد. وكذلك حال القبح»(٢).

ففي كلام الإمام عليه‌السلام جُمعت ألفاظ متقابلة من شأنها أنْ تحرّك انفعال النفس لها ، كالموالاة والمعاداة ، والهدى والضلال ، والجنّة والنار ، والحبّ والبغض ، فقابل بين (من والاكم فقد والى الله ، من عاداكم فقد عادى الله) ، و (من أحبّكم فقد أحبَّ الله ، من أبغضكم فقد أبغض الله) ، وبين (سعد من والاكم ، هلك من عاداكم) و (خاب من جحدكم ، فاز من تمسّك بكم) ، وبين (ضلّ من فارقكم ، هدي من اعتصم بكم) و (من اتّبعكم فالجنّة مأواه ، من خالفكم فالنار مثواه) ، فالفعلان (والاكم ، أحبّكم) قابلا الفعلين (عاداكم ، أبغضكم) ، ومن المؤكّد أنَّ أفعال (الولاء والحبّ) أكثر تأثيراً في النفس من أفعال (العداء والبغض) ، فالنفس الإنسانية بفطرتها تميل إليهما ، وتولع وتتحرّك باتّجاههما ، وإذا بها تجد أنَّ أثر الموالاة

__________________

(١) كتاب الصناعتين : ٣٣٧.

(٢) منهاج البلغاء : ٤٠.

١٢٤

والحبّ يرتبطان بالله (عزَّ وجلَّ) ، فمَن والى محمّداً (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته عليهم‌السلام فقد حظي بموالاة الله تعالى ، فهم المؤدّون إليه ، فتأنس النفس لذلك. أمَّا البغض والمعاداة لله سبحانه ، فمعه الانفعال السلبي ، لأنّ النفس بفطرتها لا تعادي الله ولا تبغضه ، فتفرّ من كلِّ ما يؤدّي بها إلى ذلك ، وتضطرب أكثر عندما توازن بين (خالفكم ، جحدكم ، حاربكم ، ردّ عليكم) وما جُعل نتيجة محصّلة لهذه الأفعال المذكورة (النار مثواه ، كافر ، مشرك ، في أسفل درك من الجحيم) ، فبالمتقابلات في أسلوب الشرط وغيره تُفرق النفس بين الحسن والقبيح وتختار الأفضل منهما. كذلك وقع التقابل بين الأفعال (سعد ، هلك) و (خاب ، فاز) و (هدي ، ضلَّ) ومن المؤكّد أنَّ النفس تغبط لما يسعدها ويهديها لا لما يهلكها ويضلّها. فيلحظ الجمع بين المتقابلات المتنوّعة كالجنّة والنار ، السعادة والهلاك ، الهدى والضلال ، الخيبة والفوز ، المولاة والمعاداة ، وإنّما حكمة الجمع ما بين هذه المتقابلات هي دفع المتلقّي للتمييز بينها وتأييد النافع منها والانتصار له ، ورفض المؤذي منها ، والابتعاد عنه.

١٢٥

خلاصة البحث

خلص البحث إلى النتائج الآتية :

١ ـ وردت أنماط عدّة من تراكيب الشرط في نصِّ الزيارة الجامعة الكبيرة ووُظِّفت لتحقيق الغرض الذي سعت الزيارة لإقراره ، ذلك أنّ أسلوب الشرط بما يحمل من مسبّبات ونتائج ساهم في تطويع العقول للإقرار بالمضامين العقائدية العالية التي تضمّنها النصّ الشريف.

٢ ـ ساعد أسلوب الشرط بما انماز به من إبهام وإعمام في أدواته على أن يتخلّص المتكلّم من الإشارات الواضحة التي قد تؤذي المتلقّي ، ولاسيّما أنّ الزيارة تقرّر المآل الحسن لِمُتَّبع آل البيت ، والعاقبة السيّئة لِمَن خالفهم ، فكان الإبهام والإعمام وسيلة من وسائل تنبيه المخاطب على ما يحتاج إلى معرفته في عقيدته ، ووصلة لإرشاده وإقناعه بالحقائق.

٣ ـ كثر استعمال الجملة الشرطية بترتيبها الأصلي ، المكوَّن من (أداة الشرط وفعل الشرط وجواب الشرط) في نصّ الزيارة ، فورد في واحد وعشرين موضعاً ، وتنوّعت أدوات الشرط ، فاستعملت ثلاثة منها ، هي (مَن ، ولو ، وإنْ). وكانت الأداة الاسمية (مَن) أكثرها استعمالاً ، إذ وردت في تسعة عشر موضعاً ، وعلّل الباحث ذلك بمناسبة المقال للحال ، ذلك أنّ نصوص الزيارة ناظرة إلى مقام مخاطبة العقلاء من الأمّة عامّة ، لغرض إرشادهم وتنبيههم على حقائق الأمور المبهمة عندهم غير القارّة في أذهانهم. على

١٢٦

حين استعملت الأداتان (لو) ، و (إنْ) مرّة واحدة.

٤ ـ سُلب الزمن من فعل الشرط وجوابه في نصوص الزيارة ، وعلّل الباحث ذلك بأنّ خطابات النصوص المقدّسة لا تخضع لزمن محدّد ، بل هي نصوص تجاوزت الزمان والمكان ، وأفعالها دالّة على الاستمرارية.

٥ ـ خالفت جملة من تراكيب الشرط ما ثبت عند النحويّين في باب أحكام فعل الشرط وجوابه ، فورد فيها الجواب اسماً مشتقّاً في قول الإمام عليه‌السلام : «مَنْ جَحَدَكُم كَافِرٌ ، وَمَنْ حَاربكم مُشْرِكٌ» ، وورد الجواب شبه جملة في قوله : «وَمَنْ رَدَّ عليكم في أسْفَلِ دَرَك من الجحيم» ، إذ لم تقترن هذه الأجوبة بفاء الجزاء مع أنّها لا تصلح أن تكون جواباً للشرط.

ونبّه الباحث على أنّ هذه الأجوبة يجب أن تقرّ في باب جملة الشرط ، سدّاً لنقص الاستقراء عند النحويّين ، وأشار إلى وجوب الانتفاع من نصوص المعصومين عليهم‌السلام في الاستشهاد اللغوي ، لكونها من أوثق المدوّنات اللغوية التي وردت إلينا.

٦ ـ عرض الباحث لتراكيب شرطية لم ترد على الترتيب الأصلي لجملة الشرط ، وفيها يتقدّم جواب الشرط على الأداة وفعل الشرط ، وفاتش النحويّين في أحكام هذا التركيب ودلالته ، وخلص إلى رأي مفاده أنّ مثل هذه الجمل يمكن أن تعدَّ من الجمل الناقصة التي لا تحتاج إلى تقدير الجواب ، وأنّها مكتفية بعناصرها النحوية ، وأنّها تامّة الفائدة ، وأنّ لها معنىً دلاليّاً لا يتوافر عليه الترتيب الأصلي للكلام.

١٢٧

ولاحظ الباحث في نصِّ الزيارة تراكيب شرطية يتكرّر فيها جواب الشرط على شكل جمل شرطية متتابعة متناسقة تشكّل بمجموعها جواباً للشرط. ولاحظ أيضاً جملاً تكرّرت بشكل منتظم متراصّ ، تقابلت فيه الجمل الشرطية في تراكيب شرطية منسوقة بالواو ، زادت من تماسك النصّ ووحدته ، وحقّقت دلالات متنوّعة سجّلها الباحث في متن الدراسة.

والحمد لله أوّلاً وأخيراً

١٢٨

المصادر

المطبوعات :

١ ـ ارتشاف الضرب من لسان العرب : أبو حيّان النحوي (محمّد بن يوسف بن علي (ت ٧٤٥ هـ) ، تحقيق وشرح ودراسة : رجب عثمان محمّد ، مراجعة ، رمضان عبد التوّاب ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، ط ١ ، ١٩٩٨ م.

٢ ـ أسلوب الشرط والقسم من خلال القرآن الكريم : صبحي عمر شو ، دار الفكر ، عمان ، ٢٠٠٩ م.

٣ ـ اُسلوب طه حسين في ضوء الدرس اللغوي : د. زهران البدراوي ، دار المعارف ، القاهرة ، دار المعارف ، مصر ، ١٩٨٢م.

٤ ـ الأصول في النحو : ابن السرّاج (أبو بكر محمّد بن السرّي بن سهل) (ت ٣١٦ هـ) ، تحقيق : د. عبد الحسين الفتلي ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ، ط ٣ ، ١٩٩٦م.

٥ ـ الأعلام اللامعة في شرح الجامعة : محمّد بن عبد الكريم الطباطبائي ، تحقيق وتعليق : كاظم البهادلي ، مؤسّسة الرافد ، قم ، ٢٠١١م.

٦ ـ الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويّين البصريّين والكوفيّين : أبو البركات الأنباري (كمال الدين عبد الرحمن بن محمّد ت ٥٧٧هـ) ، تحقيق : محمّد محيي الدين عبد الحميد ، المكتبة التجارية الكبرى ، مصر ، (د. ت).

٧ ـ الأنوار الساطعة في شرح الزيارة الجامعة : الشيخ جواد عبّاس الكربلائي ، مراجعة : محسن الأسدي ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت ، ط ١ ، ٢٠٠٧ م.

١٢٩

٨ ـ الأنوار اللامعة في شرح الزيارة الجامعة : السيّد عبد الله شبّر ، مكتبة الألفين ، الكويت ، ط ١ ، ١٩٨٣م.

٩ ـ الإيضاح في علوم البلاغة : جلال الدين القزويني (محمّد بن عبد الرحمن بن عمر) (ت ٧٣٩هـ) ، تحقيق : محمّد عبد المنعم خفاجي ، دار الجيل ، بيروت ، ط ٣ ، (د. ت).

١٠ ـ بحار الأنوار : محمّد تقي المجلسي (ت ١٠٧٠هـ) مؤسّسة الوفاء ، بيروت ، ط ٢ ، ١٤٠٣هـ.

١١ ـ البرهان في علوم القرآن : الزركشي (أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن بهادر) (ت ٧٩٤هـ) تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، دار إحياء الكتب العربية ، ط ١ ، ١٩٥٧ م.

١٢ ـ التعريفات : الشريف الجرجاني (علي بن محمّد بن علي) (ت ٨١٦ هـ) ضبطه وصحّحه : جماعة من العلماء ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط ١ ، ١٩٨٣م.

١٣ ـ تهذيب اللغة : الأزهري (أبو منصور محمّد بن أحمد) (ت ٣٧٠هـ) تحقيق : محمّد عوض مرعب ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، ط ١ ، ٢٠٠١م.

١٤ ـ الجملة الشرطية عند النحاة العرب : أبو أوس ابراهيم الشمسان ، مطابع الدجوي ، القاهرة ط ١ ، م.

١٥ ـ الخصائص : ابن جنّي (أبو الفتح عثمان بن جنّي) (ت ٣٩٢هـ) ، الهيأة المصرية العامّة للكتاب ، ط ٤ ، (د. ت).

١٦ ـ دلائل الإعجاز : الجرجاني (عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمّد) (ت ٤٧١ هـ) تحقيق : محمود محمّد شاكر ، مطبعة المدني ، القاهرة ، دار المدني ، جدّة ، ط ٣ ، ١٩٩٢م.

١٧ ـ شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك : ابن عقيل (عبد الله بن عبد الرحمن) (ت ٧٦٩هـ) ، تحقيق : محمّد محيي الدين عبد الحميد ، دار التراث ، القاهرة ، ط ٢٠ ، ١٩٨٠م.

١٣٠

١٨ ـ شرح التسهيل : ابن مالك (محمّد بن عبد الله) (ت ٦٧٢هـ) تحقيق : د. عبد الرحمن السيّد ، ود. محمّد بدوي المختون ، دار هجر ، ط ١ ، ١٩٩٠م.

١٩ ـ شرح التصريح على التوضيح : خالد الأزهري (خالد بن عبد الله بن أبي بكر) (ت ٩٠٥ هـ) دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط ١ ، ٢٠٠٠م.

٢٠ ـ شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب : ابن هشام (عبد الله بن يوسف بن أحمد) (ت ٧٦١هـ) تحقيق : عبد الغني الدقر ، الشركة المتّحدة ، سوريا (د. ت)

٢١ ـ شرح الكافية الشافية : ابن مالك ، تحقيق : عبد المنعم أحمد هريدي ، جامعة أمّ القرى ، دار المأمون للتراث ، دمشق ، (د. ت).

٢٢ ـ شرح المفصّل : ابن يعيش (يعيش بن علي بن يعيش) (ت ٦٤٣هـ) ، قَدَّمَ له : د. إميل بديع يعقوب ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط ١ ،٢٠٠١م

٢٣ ـ علل النحو : ابن الورّاق (محمّد بن عبد الله بن العبّاس) (ت ٣٨١هـ) تحقيق : محمود جاسم محمّد الدرويش ، مكتبة الرشد ، السعودية ، ط ١٩٩٩١م.

٢٤ ـ في رحاب الزيارة الجامعة (البيان الكامل لفضائل أهل البيت عليهم‌السلامومناقبهم الرائعة في زيارتهم الجامعة) : السيّد علي الحسيني الصدر ، مؤسّسة الرافد ، قم ، ط ٣ ، ٢٠١٠ م.

٢٥ ـ في النحو العربي نقد وتوجيه : د. مهدي المخزومي ، دار الرائد العربي ، بيروت ، ط ٢ ، ١٩٨٦م.

٢٦ ـ كتاب سيبويه : سيبويه (عمرو بن عثمان بن قنبر) (ت١٨٠هـ) ، تحقيق : عبد السلام محمّد هارون ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، ط ٣ ، ١٩٨٨ م.

٢٧ ـ اللغة العربية معناها ومبناها : د. تمّام حسان ، عالم الكتب ، بيروت ، ط ٥ ، ٢٠٠٦م.

١٣١

٢٨ ـ اللمع في العربية : ابن جنّي ، تحقيق فائز فارس ، دار الكتب الثقافية ، الكويت ، (د. ت).

٢٩ ـ مغني اللبيب عن كتب الأعاريب : ابن هشام ، تحقيق : د. مازن المباركو محمّد علي حمد الله ، دار الفكر ، دمشق ، ط ٦ ، ١٩٨٥م.

٣٠ ـ المفصّل في صنعة الإعراب : الزمخشري (أبو القاسم محمود بن عمرو) (ت٥٣٨هـ) تحقيق : د. علي بو ملحم ، مكتبة الهلال ، بيروت ، ط ١ ، ١٩٩٣م.

٣١ ـ مقاييس اللغة : ابن فارس (أحمد بن فارس بن زكريّا) (ت ٣٩٥ هـ) تحقيق : عبد السلام محمّد هارون ، دار الفكر ، ١٣٩٩هـ ، بيروت ، ١٩٧٩م.

٣٢ ـ المقتضب : المبرّد (أبو العبّاس محمّد بن يزيد) (ت ٢٨٥ هـ) تحقيق : محمّد عبد الخالق عضيمة ، عالم الكتب ، بيروت ، (د. ت).

٣٣ ـ من لا يحضره الفقيه : ابن بابويه القمّي (أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين) (ت٣٨١ هـ) أشرف على تصحيحه وطبعه والتعليق عليه : حسين الأعلمي ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت ، ط ١ ، ١٩٨٦م.

٣٤ ـ النحو الوافي : د. عبّاس حسن ، دار المعارف ، مصر ، ط ١٥ ، (د. ت).

٣٥ ـ نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر : الجوزي (أبو الفرج عبد الرحمن ابن علي بن محمّد) (ت٥٩٧ هـ) ، تحقيق : محمّد عبد الكريم كاظم الراضي ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ، ط ١ ، ١٩٨٤م.

٣٦ ـ همع الهوامع في شرح جمع الجوامع : السيوطي (جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر) (ت٩١١هـ) تحقيق : عبد الحميد هنداوي ، المكتبة التوفيقية مصر ، (د. ت).

المخطوطات :

١ ـ أسلوب الشرط في نهج البلاغة (دراسة نحوية تطبيقية) : يُسرى خلف سمير ، الجامعة المستنصريّة ، كليّة الآداب ، ٢٠٠٩ م.

١٣٢

٢ ـ أنماط التركيب القرآني (دراسة في سور آل حم) : علي ميران جبّار ، جامعة الكوفة ، كلّية الآداب ، ٢٠٠٩م.

٣ ـ التوازي التركيبي في القرآن الكريم : عبد الله خليف خضيّر عبيد الحيَّاني ، جامعة الموصل ، كلّية التربية ، ٢٠٠٤م.

٤ ـ ظواهر أسلوبية وفنّية في سورة النحل : أسامة عبد المالك ابراهيم عثمان ، جامعة النجاح الوطنية ، كلّية الآداب ، ٢٠٠١م.

١٣٣

بابل وخططها في معجم البلدان

مصطفى صباح الجنابيّ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربِّ العالمين ، والصَّلاة والسَّلام على سيّد الأوصياء والمرسلين محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.

أمّا بعد ..

لم يكن الجغرافيّون العرب مجرَّد رحّالة متنقّلين بين المدن والأمصار ، بل أنّهم خلَّفوا لنا ثروة تراثية علمية في ضوء ما خطّوه من معاجم وأسفار ومصوّرات وخرائط أسهمت وبشكل فاعل في حفظِ التراثِ التاريخي والجغرافي للأمصار والمدن ، فالعلاقة بين التراث والجغرافيا قائمة على دراسة المعلومات التراثية والتاريخية المبثوثة في كتب الجغرافيا التي اهتمّت بدراسة الأماكن ، ومن المعاجم كتاب معجم البلدان ، المعجم الببلوغرافي للبلدان الإسلامية وغيرها ، والذي اتّخذناه أنموذجاً لاستقصاء ما جاء به عن مدينة

١٣٤

(بابل) وأعمالها قبل سنة (٦٢٦هـ) ـ سنة وفاة مصنِّفه ـ ، ولا يخفى على أحد ماذا تعني (بابل) ، المدينة التي مازالت تعيش في وجدان التراث ، فطالما اقترن اسمها في أذهان العالم الخارجي بالآثار والحضارة والعلم ، فقد كانت موطناً لأولى الحضارات البشرية ومسرحاً لأهمّ الأحداث التاريخية.

وكان السبب في اختيار البحث هذا هو معرفة حدود مدينة (بابل) وأعمالها في هذا المعجم الضخم الذي يؤرّخ لهذه المدينة العريقة من القرون الأولى إلى القرن السابع ، بل تعدّى ذلك إلى تاريخ ما قبل الميلاد ، وقد قسّمت البحث هذا على محورين ، عناوينها كالآتي :

المحور الأوّل : نبذة يسيرة عن المؤلِّف والمؤلَّف.

المحور الثاني : تضمّن ما ذُكِر عنها من مدن وأعلام وأعمال بصورة نصّية مرتّبة حسب الترتيب الألفبائي مع بعض التعاليق المتعلّقة بمطالب البحث.

واعتمدتُ في البحث هذا على مجموعة من المصادر التاريخية والجغرافية وكتب الأنساب والتراجم التي تُعدّ من أمّات الكتب وغيرها ، وما ورد فيه بين معقوفين فهو زيادة منّي اقتضاها السياق.

وختام الديباجة هذه أن أشكر الأستاذ المحقّق أحمد علي مجيد الحلّي لما درَّه علَيّ من الفوائد العلمية من يراع قلمه ، كما وأشكر إدارة مجلّة تراثنا المتمثّلة بفضيلة الشيخ نصير الدين الشيخ عبد الحليم آل كاشف الغطاء ـ أيّده الله تعالى ـ والإخوة العاملين فيها على جهودهم في نشر التراث المعرفي ومن

١٣٥

ضمنها هذا البحث الذي بين يدي القارئ ، وأحمد الله تعالى الذي وفّقني إلى إنجازه محاولةً منّي لاستقصاء جوانبه المختلفة ، فإن كنت أصبت فذلك من نعم الله عليّ ، وإن جانبني التوفيق فحسبي أجر المجتهد ، وأقول قولي هذا والحمد لله ربِّ العالمين.

المحور الأوّل

المؤلِّف والمؤلَّف

المؤلِّف(١) :

هو شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي البغدادي (٥٧٤ ـ ٦٢٦هـ) ، مؤرخٌ ثقةٌ ، من أئمّة الجغرافيّين ، ومن العلماء باللّغة والأدب.

أصله من الروم ، أُسِر من بلاده صغيراً ، وابتاعه ببغداد تاجرٌ يُدعى (عسكر بن إبراهيم الحموي) ، فربّاه وعلّمه وشغّله بالأسفار في متاجره ، ثمَّ أعتقه سنة (٥٩٦ هـ) وأبعده ، فعاش من نَسخِ الكتبِ بالأجرةِ ، وعطَف عليهِ مولاهُ بعد ذلك ، فأعطاه شيئاً من المال واستخدمه في تجارته فاستمرّ إلى أن توفي مولاه ، فاستقلَّ بعلمهِ ، ورحل رحلةً واسعةً انتهى بها إلى (مرو) بخراسان وأقام يتَّجر ، ثمَّ انتقل إلى خوارزم ، وبينما هو فيها خرج التتر سنة

__________________

(١) يُنظر ترجمته : تاريخ إربل : ١ / ٣١٩ ، وفيات الأعيان : ٦ / ١٢ ، الأعلام : ٨ / ١٣١.

١٣٦

(٦١٦هـ) فانهزم بنفسه تاركاً ما يملك ، ونزل بالموصل وقد أعوزه القوت ، ثمَّ رحل إلى حلب وأقام في خان بظاهرها إلى أن توفّي بها سنة (٦٢٦هـ) وعمره حينئذ واحد وخمسون عاماً ، أمّا نسبته فيُرجَّح أنّها انتقلت إليه من مولاه (عسكر الحموي) المذكور.

مؤلّفاته :

إنَّ قراءة كتاب معجم البلدان تكشف عمّا يمتلكه الحموي من معرفة واسعة للعديد من العلوم المختلفة ما بين جغرافية ، وتاريخ ، ولغة ، وأدب ، وتراجم ، فقد أنتج عدد من المؤلّفات التي لها حيّز كبير في الأوساط العلمية ، هذا على الرغم من أنَّه عاش حياة مضطربة إلاّ أنَّه أنتج جملة من المؤلّفات العلمية ، وأهمّها(١) :

١ ـ أخبار أهل الملل وقصص أهل النحل ، في مقالات أهل الإسلام.

٢ ـ أخبار الشعراء.

٣ ـ أخبار المتنبّي.

٤ ـ أخبار الوزراء.

٥ ـ أخبار النحويّين.

٦ ـ إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (معجم الأدباء).

__________________

(١) ياقوت الحموي مؤرّخاً : ٩٥ ـ ١٠٨ ، فقد أورد المؤلِّف جميع مؤلَّفات ياقوت الحموي وما يتعلّق بها.

١٣٧

٧ ـ أوزان الأسماء والأفعال الحاصرة في كلام العرب.

٨ ـ الردّ على ابن جنّي عند كلامه في الهمزة والألف من سرّ الصناعة.

٩ ـ ضرورات الشعر.

١٠ ـ كتاب الدول في التاريخ.

١١ ـ كتاب في أخبار الأمراء الغوريّين.

١٢ ـ كتاب في النسب.

١٣ ـ المبدأ والمآل في التاريخ.

١٤ ـ مجموع كلام أبي علي الفارسي.

١٥ ـ مختصر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.

١٦ ـ معجم البلدان.

١٧ ـ المشترك وضعاً والمفترق صقعاً.

١٨ ـ المقتضب في النسب.

١٩ ـ منتخب كتاب (الأغاني).

٢٠ ـ نهاية العجب في أبنية كلام العرب.

المؤلَّف :

يمثِّل معجم البلدان نمطاً من أنماط الفهرسة والتبويب في انتخاب المعلومات الجغرافيَّة وتصنيفها حسب الترتيب الألفبائي ، ويتطلَّب التأليف في هذا المجال جهداً كبيراً وعملا دؤوباً ووقتاً ليس بالقليل ، وكذلك يجب أن

١٣٨

تتوفّر لديه المهارة والخبرة ؛ كونه يحتاج إلى قدرة عالية في حصر المادّة وتبويبها وفهرستها وتقديمها بين يدي القارئ بحُلَّة جميلة ، ولذا حاز الكتاب اهتمام الباحثين والمؤلِّفين القدامى والمحدّثين.

إنَّ فكرة تأليف الكتاب ظهرت عندما كان ياقوت حاضراً في (مَرْو) في مجلس للإمام السمعاني سنة (٦١٥هـ) وسُئِل عن كلمة (حُباشة)(١) ـ وهي سوقٌ من أسواق العرب في الجاهلية ، ورد ذكرها في الحديث الشريف ـ فقال : إنَّه حُباشة بـ (ضمّ الحاء) قياساً على أصل هذه اللفظة في اللغة ، لأَنّ الحُباشَةَ : الجماعة من الناس من قبائل شتّى ، فانبرى له رجلٌ من المحدِّثين وقال : إنَّما هو حَباشةُ بـ(الفتح) ، وصمَّم على ذلك وكابر ، وجاهرَ بالعناد من غير حُجّة وناظر ، وقد تعذَّر على ياقوت أن يدعم رأيه بالنقل عن العلماء على الرغم من اكتظاظ مكتبات (مَرْو) بالمراجع ، فأُلقي حينئذ في رُوعه افتقارُ العالم إلى كتاب فيه ذا الشأْن مضبوطاً ، بالتَّقييد مخطوطاً ، متقناً للألفاظ ، ليكون في مثل هذه الظُّلمْة هادياً ، وإلى ضَوءِ الصواب داعياً ، ونبَّه على هذه الفضيلة النبيلة(٢).

__________________

(١) حُباشة : (بضمّ أوّله والشين معجمة) : وهو سوق بـ(تهامة) يبعُد عن مكّة ستّ ليال من جهة اليمن ، كان يتردّد عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) للتجارة بمال خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ قبل البعثة.

ينظر : أخبار مكّة : ١ / ١٩١ ، معجم ما استعجم : ١ / ٤١٨ ، معجم البلدان : ٢ ٢٤٣ (حباشة).

(٢) ينظر : معجم البلدان : ١/١٠ (المقدِّمة).

١٣٩

أمّا منهجه : فقد ذكر في مقدِّمة كتابه المنهج الذي اعتمده في التأليف ، فقد رتَّب مواد كتابه ترتيباً ألفبائياً ، وضبطها بالحروف ، مثبتاً شكل كتابتها ؛ خشية من التصحيف والتحريف ، ممّا سهَّل على الباحثين البحث واستخراج المعلومة ، على أنَّ هذا الترتيب قد يختلف داخل الحرف الواحد أحياناً ، بعد ذلك يورد وصفاً شاملا عنها ، مع الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والشعر العربي والأمثال والحكايات.

وقد صرَّح الحموي عن الغرض من تأليف هذا الكتاب بما نصَّه : «وقد قدّمتُ أمام الغرض من هذا الكتاب ، خمسة أبواب بها يتمّ فضله ، ويغزر وبله :

الباب الأوّل : فيذكر صورة الأرض وحكاية ما قاله المتقدّمون في هيئتها ، وروينا عن المتأخّرين في صورتها.

الباب الثاني : في وصف اختلافهم في الاصطلاح على معنى الإقليم وكيفيّته واشتقاقه ودلائل القبلة في كلِّ ناحية.

الباب الثالث : فيذكر ألفاظ يكثر تكرار ذكرها فيه يحتاج إلى معرفتها كالبريد ، والفرسخ ، والميل ، والكورة(١) ، وغير ذلك.

الباب الرابع : في بيان حكم الأرضين والبلاد المفتتحة في الإسلام وحكم قسمة الفيء والخراج فيما فتح صلحاً أو عنوة.

__________________

(١) البريد : أربعة فراسخ ، والفرسخ : ثلاثة أميال ، والميل : أربعة آلاف ذراع ، والكُورَة ـ بالضمِّـ : الْمَدِينَة والصُّقْع.

يُنظر : لسان العرب : ٣ / ٨٦ ، تاج العروس : ١٤ / ٧٧.

١٤٠