نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٠

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١٠

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٤

٦ ـ السبكي : « الامام الجليل القدر الرفيع الشأن أبو الحسن الماوردي صاحب الحاوي ... كان إماما جليلا رفيع الشأن ، له اليد الباسطة في المذهب والتفنن التام في سائر العلوم ، قال الشيخ أبو إسحاق : درس بالبصرة وبغداد سنين كثيرة ، وله تصانيف كثيرة في الفقه والأدب ، وكان حافظا للمذهب. وقال الخطيب : من وجوه الفقهاء الشافعيين ، وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه وغير ذلك ، قال : وجعل إليه القضاء ببلدان السلطان ، وكان أحد الأئمة ، له التصانيف الحسان في كلّ فن من العلم ...

ومن كلام الماوردي الدال على دينه ومجاهدته لنفسه ما ذكره في كتاب أدب الدين والدنيا فقال : ومما أتدرك به من حالي أنّي صنّفت في البيوع كتابا جمعته ما استطعت من كتب الناس ، واجتهدت فيه نفسي وكرّرت فيه خاطري ، حتى إذا نهدت واستكمل وكدت أعجب به ، وتصوّرت أني أشدّ الناس اطلاعا بعلمه ، حضرني ـ وأنا في مجلس ـ أعرابيان فسألاني عن بيع عقداه في البادية على شروط تضمنت أربع مسائل لم أعرف لشيء منها جوابا ، فأطرقت مفكرا وبحالي وحالهما معتبرا ، فقالا : أما عندك فيما سألنا جواب وأنت زعيم هذه الجماعة؟ فقلت : لا ، فقالا : إيها لك وانصرافا ، ثم أتيا من قد يتقدّمه في العلم كثير من أصحابي فسألاه فأجابهما مسرعا بما اقنعهما ، فانصرفا عنه راضيين بجوابه حامدين لعلمه ـ إلى أنّ قال ـ فكان ذلك زاجر نصيحة وتدبر عظيمة ، تذلل لهما قياد النفس وانخفض لهما جناح العجب.

قال الخطيب : كان ثقة ... » (١) ...

__________________

(١) طبقات الشافعية للسبكي ٣ / ٣٠٣.

١٢١

(٣٢)

رواية أبي بكر البيهقي

قال أخطب خوارزم « أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، قال أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، قال أخبرنا أبوبكر أحمد بن الحسين البيهقي ، قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين ابن داود العلوي رحمه‌الله تعالى ، قال أخبرنا محمد بن محمد بن سعد الهروي الشعراني ، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن النيسابوري ، قال حدثنا أبو الصلت الهروي ، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب » (١).

ترجمته :

١ ـ الفخر الرازي في ( مناقب الشافعي ).

٢ ـ ابن الأثير في ( الكامل ـ حوادث : ٤٥٨ ).

٣ ـ ياقوت في ( معجم البلدان ١ / ٨٠٤ ).

٤ ـ ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٢٠ ).

٥ ـ أبو الفداء الأيوبي في ( المختصر ـ حوادث : ٤٥٨ ).

٦ ـ ابن الوردي في ( تتمة المختصر ـ حوادث : ٤٥٨ ).

٧ ـ الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٣٢ ) و ( العبر ٣ / ٢٤٠ ) و ( دول

__________________

(١) المناقب للخوارزمي : ٤٠.

١٢٢

الإسلام حوادث : ٤٥٨ ).

٨ ـ الخطيب التبريزي في ( أسماء رجال المشكاة المطبوع مع المشكاة ٣ / ٨٠٦ ).

٩ ـ اليافعي في ( مرآة الجنان ـ حوادث ٤٥٨ ).

١٠ ـ السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ٨ ).

١١ ـ الأسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ١٩٨ ).

١٢ ـ السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٣٣ ).

١٣ ـ القاري في ( المرقاة ١ / ٢٣ ).

١٤ ـ المناوي في ( فيض القدير ١ / ٢٨ ).

١٥ ـ الزرقاني في ( شرح المواهب ١ / ٣٣ ).

١٦ ـ ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).

١٧ ـ القنوجي في ( التاج المكلل : ٢٨ ).

وغيرهم ، وقد ذكرنا ترجمته في بعض مجلّدات الكتاب بالتفصيل ، ونقتصر هنا على عبارة ابن خلكان ، وهي هذه : « أبوبكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي الخسروجردي ، الفقيه الشافعي ، الحافظ الكبير المشهور ، واحد زمانه وفرد أقرانه في الفنون ، من كبار أصحاب الحاكم أبي عبد الله ابن البيع في الحديث ، ثم الزائد عليه في أنواع العلوم ، أخذ الفقيه عن أبي الفتح ناصر بن محمد العمري المروزي ، غلب عليه الحديث واشتهر به ورحل في طلبه إلى العراق ، والحجاز ، وسمع بخراسان من علماء عصره ، وكذلك ببقية البلاد التي انتهى إليها ، وشرع في التصنيف ، فصنّف فيه كثيرا حتى قيل تبلغ تصانيفه ألف جزء ، وهو أول من جمع نصوص الامام الشافعي رضي الله تعالى عنه في عشر مجلّدات ... وكان قانعا من الدنيا بالقليل ، وقال إمام الحرمين في حقّه : ما من شافعي المذهب إلاّ وللشّافعي عليه منة إلاّ أحمد البيهقي فإنّ له على الشافعي منة. وكان من أكثر الناس نصرا لمذهب الشافعي ، وطلب إلى نيسابور لنشر العلم

١٢٣

فأجاب وانتقل إليها ، وكان على سيرة السلف ، وأخذ عنه الحديث جماعة من الأعيان ... ».

(٣٣)

رواية أبي غالب ابن بشران النحوي

لقد علمت روايته من عبارة ( المناقب ) لابن المغازلي ، وستقف على ذلك فيما بعد أيضا ان شاء الله تعالى.

ترجمته :

١ ـ الذهبي في ( العبر ـ حوادث ٤٦٢ ).

٢ ـ القرشي في ( الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ١١ ).

٣ ـ اليافعي ( مرآة الجنان ـ حوادث ٤٦٢ ).

٤ ـ القاري في ( الأثمار الجنيّة في طبقات الحنفية ).

وقد أوردنا ذلك في مجلّد ( حديث الطير ).

(٣٤)

رواية الخطيب البغدادي

لقد أخرج حديث مدينة العلم عن ابن عباس بطرق متعددة حيث قال :

« أخبرنا الحسين بن علي الصيمري ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن علي الصيرفي ، قال ثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ، قال حدثنا محمد بن عبد الله

١٢٤

أبو جعفر الحضرمي ، قال حدثنا جعفر بن محمد البغدادي أبو محمد الفقيه ـ وكان في لسانه شيء ـ قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب » (١).

« أخبرني أحمد بن محمد العتيقي ، قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الشاهد ، قال ثنا أبوبكر أحمد بن فاذويه بن عزرة الطحان ، قال ثنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن يزيد بن سليم ، قال حدثني رجاء بن سلمة قال حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب » (٢).

« حدثنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال أخبرنا أبوبكر مكرم القاضي ، قال حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنباري ، قال ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان بن ميسرة الهروي ، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها » (٣).

وأخرجه من حديث جابر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حيث قال : « أخبرنا يحيى بن علي الدسكري بحلوان ، قال أخبرنا أبوبكر محمد بن المقري بأصبهان ، قال ثنا أبو الطيّب محمد بن عبد الصمد الدقاق ، قال ثنا أحمد بن عبد الله أبو جعفر المكتب ، قال أخبرنا عبد الرزاق قال ثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان قال سمعت جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي : هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله ـ يمد بها صوته ـ أنا مدينة

__________________

(١) تاريخ بغداد ٧ / ١٧٢.

(٢) المصدر نفسه ٤ / ٣٤٨.

(٣) المصدر نفسه ١١ / ٢٠٤.

١٢٥

العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب » (١).

وأخرجه من حديث سيدنا أمير المؤمنين عليه‌السلام قائلا : « أخبرنا عبد الله ابن محمد بن عبد الله ، حدثنا محمد بن المظفر ، حدثنا أبو جعفر الحسين بن حفص الخثعمي ، حدثنا عباد بن يعقوب ، حدثنا يحيى بن بشير الكندي عن اسماعيل بن إبراهيم الهمداني عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي. وعن عاصم بن ضمرة عن علي قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنّ الله خلقني وعليا من شجرة ، أنا أصلها وعلي فرعها ، والحسن والحسين ثمرتها ، والشيعة ورقها ، فهل يخرج من الطيب إلاّ الطيّب ، وأنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب » (٢).

ويعلم هذا من ( كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) أيضا. كما سيأتي.

وأخرجه من حديث ابن عباس في كتاب ( المتفق والمفترق ) على ما جاء في ( الاكتفاء للوصابي ) وهذا نصه : ـ « وعنه ( أي عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه ) قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب. أخرجه الحاكم في المستدرك والخطيب في المفترق والمتفق » (٣).

كما أورد في ( تاريخ بغداد ) عدة روايات عن يحيى بن معين تتضمن إثبات وتصحيح حديث مدينة العلم ، وستقف عليها إن شاء الله تعالى فيما بعد.

ترجمته :

١ ـ السمعاني في ( الأنساب ـ البغدادي ).

٢ ـ ابن الأثير في ( الكامل ـ حوادث : ٤٦٣ ).

__________________

(١) تاريخ بغداد ٢ / ٣٧٧.

(٢) المصدر نفسه ١١ / ٤٩.

(٣) الاكتفاء للوصابي عن المتفق والمفترق للخطيب ـ مخطوط.

١٢٦

٣ ـ الخوارزمي في ( أسماء رجال جامع مسانيد أبي حنيفة ).

٤ ـ ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٢٧ ).

٥ ـ أبو الفداء الأيوبي في ( المختصر ـ حوادث : ٤٦٣ ).

٦ ـ ابن الوردي في ( تتمة المختصر ـ حوادث : ٤٦٣ ).

٧ ـ الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٣٥ ) و ( العبر ٣ / ٢٥٣ ) وغيرهما.

٨ ـ اليافعي في ( مرآة الجنان ٣ / ٨٧ ).

٩ ـ السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ٢٩ ).

١٠ ـ الأسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٠١ ).

١١ ـ السيوطي في ( طبقات الحفاظ : ٤٣٤ ).

١٢ ـ الدياربكري في ( الخميس ـ حوادث : ٤٦٣ ).

١٣ ـ المناوي في ( فيض القدير ١ / ٢٩ ).

١٤ ـ الزرقاني في ( شرح المواهب ١ / ١٠٥ ).

١٥ ـ ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٤٦ ).

١٦ ـ ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).

١٧ ـ القنوجي في ( التاج المكلل ).

قال القنوجي : « الحافظ أبوبكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي ابن ثابت البغدادي ، المعروف بالخطيب صاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنفات ، كان من الحفاظ المتقنين والعلماء المتبحرين ، ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه فانه يدل على اطلاع عظيم ، وصنّف قريبا من مائة مصنّف ، وفضله أشهر من أن يوصف ، وأخذ الفقه عن أبي الحسن المحاملي والقاضي أبي الطيّب الطبري وغيرهما ، وكان فقيها فغلب عليه الحديث والتاريخ ، ولد في جمادى الآخرة سنة ٣٩٢ يوم الخميس لست بقين من الشهر ، وتوفي يوم الاثنين سابع ذي الحجة سنة ٤٦٣ ببغداد ، رحمه‌الله تعالى ، وقال السمعاني : توفي في شوال. وسمعت أنّ الشيخ أبا إسحاق الشيرازي رحمه‌الله كان من جملة من حمل نعشه ، لأنه انتفع به

١٢٧

كثيرا وكان يراجعه في تصانيفه ، والعجب إنه كان في وقته حافظ المشرق وأبو عمرو يوسف بن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب حافظ المغرب ، وماتا في سنة واحدة ... » (١).

(٣٥)

رواية ابن عبد البر القرطبي

لقد روى حديث مدينة العلم بترجمة الامام أمير المؤمنين عليه‌السلام حيث قال : « وروي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأته من بابه » (٢).

ترجمته :

١ ـ السمعاني في ( الأنساب ـ القرطبي ).

٢ ـ ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ٢ / ٣٤٨ ).

٣ ـ أبو الفداء في ( المختصر حوادث : ٤٦٣ ).

٤ ـ ابن الوردي في ( تتمة المختصر حوادث : ٤٦٣ ).

٥ ـ الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٢٨ ) و ( العبر ٣ / ٢٥٥ ) وغيرهما.

٦ ـ اليافعي في ( مرآة الجنان ـ حوادث : ٤٦٣ ).

٧ ـ ابن شحنة في ( روضة المناظر ـ حوادث ٤٦٣ ).

٨ ـ ابن ناصر الدين في ( طبقات الحفاظ ـ مخطوط ).

__________________

(١) التاج المكلل : ٣٢.

(٢) الاستيعاب في معرفة الاصحاب ٣ / ١١٠٢.

١٢٨

٩ ـ السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٣٢ ).

١٠ ـ الزرقاني في ( شرح المواهب ١ / ١٢٦ ).

١١ ـ البدخشاني في ( تراجم الحفاظ ـ مخطوط ).

١٢ ـ القنوجي في ( التاج المكلل ١٥٣ ).

١٣ ـ ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).

قال الميرزا محمد البدخشاني ما ملخصه : « يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الأندلسي أبو عمر ، المعروف بابن عبد البر ، أحد الأئمة ـ ذكره في نسبة القرطبي ـ الحافظ ، كان إماما فاضلا كبيرا جليل القدر ، صنّف التصانيف. مات سنة ٤٦٣. وذكره الذهبي وابن ناصر الدين في طبقات الحفّاظ ».

(٣٦)

رواية الغندجاني

لقد روى أبو محمد الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني حديث مدينة العلم ، كما تقدم ويأتي في كلام ابن المغازلي ، وقد أوردنا ترجمة الغندجاني في مجلد حديث الثقلين عن ( كتاب الأنساب ) فانّه جاء فيه : « كان شيخا صالحا ثقة صدوقا ، سكن واسط بأخرة ... » وله ترجمة في ( معجم الأدباء ٧ / ٢٦١ ) و ( بغية الوعاة : ٢١٧ ) وغيرهما.

(٣٧)

رواية ابن المغازلي

لقد روى هذا الحديث بطرق عديدة وألفاظ مختلفة ، حيث قال : « حدثنا

١٢٩

إبراهيم بن عبد الرحمن ، قال حدثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة ، قال حدثنا أبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح ، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فيمن أراد العلم فليأته من بابه ».

« قوله صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي رحمه‌الله بقراءتي عليه فأقرّ به سنة أربع وثلاثين وأربعمائة قلت له : أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي رحمه‌الله ، نا عمر بن الحسن الصيرفي رحمه‌الله ، نا أحمد بن عبد الله بن يزيد ، نا عبد الرزاق ، قال أنا سفيان الثوري عن عبد الله ابن عثمان عن عبد الرحمن بن بهمان عن جابر بن عبد الله قال : أخذ النبي صلّى الله عليه وسلّم بعضد علي فقال : هذا أمير البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره مخذول من خذله ، ثمّ مدّ بها صوته فقال : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج رحمه‌الله تعالى ، أنا أبوبكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز إذنا ، نا محمد بن حميد اللخمي أنا أبو جعفر محمد بن عمار بن عطية ، نا عبد السلام بن صالح الهروي ، نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ، أنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى ابن عيسى الحافظ البغدادي ، نا الباغندي محمد بن محمد بن سليمان ، نا محمد بن مصفا ، نا حفص بن عمر العدني ، نا علي بن عمر عن أبيه عن جرير عن علي قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها.

أخبرنا أبو منصور زيد بن طاهر بن سيار البصري ـ قدم علينا واسطاً ـ نا

١٣٠

أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داسة ، نا أحمد بن عبيد الله ، نا بكر بن أحمد بن مقيل نا محمد بن الحسن بن العباس ، نا عبد السلام بن صالح ، نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الاصفهاني ـ قدم علينا واسطا إملاء في جامعنا في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ـ أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور ، أنا أبو العباس محمد ابن يعقوب الأصم ، نا محمد بن عبد الرحيم الهروي ، نا عبد السلام بن صالح ، نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي ، نا علي بن محمد المقري ، نا محمد بن عيسى بن شعبة البزاز ، نا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدّب ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر عن عبد الله بن عثمان عن عبد الرحمن قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم الحديبية ـ وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب ـ هذا أمير البررة وقاتل الفجرة ، منصور من نصره مخذول من خذله ، ثم مدّ بها صوته فقال : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه‌الله تعالى ـ فيما أذن لي في روايته عنه ـ أن أبا طاهر إبراهيم بن عمر بن يحيى يحدّثهم نا محمد بن عبيد الله بن [ محمد بن عبيد الله بن ] المطلب ، نا أحمد بن محمد بن عيسى سنة عشر وثلاثمائة ، نا محمد بن عبد الله بن عمر بن مسلم اللاحقي الصفّار بالبصرة سنة أربع وأربعين ومائتين ، نا أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال : حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه علي بن الحسن عن أبيه الحسين عن أبيه علي ابن أبي طالب قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا علي أنا مدينة العلم

١٣١

وأنت الباب ، كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلاّ من قبل الباب » (١).

ترجمته :

ترجم له جماعة من أكابر علماء أهل السنة ، وأثنوا عليه الثناء البالغ ، كما ذكرنا في بعض مجلّدات الكتاب ، وهذه جملة من مصادر ترجمته : الأنساب ـ الجلاّبي ، ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ٤ / ٧١ ، الوافي بالوفيات ٢٢ / ١٣٣ ، واللباب في الأنساب ١ / ٣١٩ ، تبصير المنتبه ١ / ٣٨٠ ...

(٣٨)

رواية أبي المظفر السمعاني

قال ابن شهرآشوب « قال النبي عليه‌السلام بالإجماع : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب.

رواه أحمد من ثمانية طرق ، وإبراهيم الثقفي من سبعة طرق ، وابن بطة من ستة طرق ، والقاضي الجعابي من ستة طرق ، وابن شاهين من أربعة طرق ، والخطيب التاريخي من ثلاثة طرق ، ويحيى بن معين من طريقين.

وقد رواه السمعاني والقاضي الماوردي وأبو منصور السكري » (٢).

ترجمته :

١ ـ عبد الغافر الفارسي في ( سياق تاريخ نيسابور ).

٢ ـ السمعاني في ( الأنساب ـ السمعاني ).

__________________

(١) المناقب لابن المغازلي ٨٠ ـ ٨٥.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٤.

١٣٢

٣ ـ الرافعي في ( التدوين ٤ / ١١٨ ).

٤ ـ ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ).

٥ ـ الذهبي في ( العبر حوادث ٤٨٩ ) و ( دول الإسلام حوادث ٤٨٩ ).

٦ ـ اليافعي في ( مرآة الجنان ـ حوادث : ٤٨٩ ).

٧ ـ السبكي في ( طبقات الشافعية ٥ / ٣٣٠ ).

٨ ـ الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٢٩ ).

٩ ـ ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٣٨١ ).

١٠ ـ الداودي في ( طبقات المفسرين ٢ / ٣٣٩ ).

وغيرهم. قال الرافعي ما ملخصه :

« منصور بن محمد السمعاني التميمي أبو المظفر ، تفقه على أبيه على مذهب أبي حنيفة رضي‌الله‌عنه حتى برع في الفقه ، ثم ورد بغداد واجتمع بأبي إسحاق الشيرازي ، وجرى بينه وبين أبي نصر بن الصباغ صاحب الشامل مسألة أحسن الكلام فيها ، ثم انتقل إلى مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه.

وقال أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في سياق تاريخ نيسابور : أبو المظفر السمعاني وحيد عصره فضلا وطريقة ، من بيت العلم والزهد.

وصنف الامام أبو المظفر التفسير في ثلاث مجلدات ، وصنّف في الخلاف كتبا مشهورة ، توفي سنة تسع وثمانين وأربعمائة ».

(٣٩)

رواية أبي علي البيهقي

لقد روى أبو علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي حديث مدينة العلم ، كما علمت سابقا من عبارة ( المناقب ) لأخطب خطباء خوارزم.

١٣٣

ترجمته :

١ ـ ابن الأثير في ( الكامل ـ حوادث : ٥٠٧ ).

٢ ـ أبو الفداء في ( المختصر ـ حوادث : ٥٠٧ ).

٣ ـ ابو الوردي في ( تتمة المختصر ـ حوادث ٥٠٧ ).

٤ ـ السبكي في ( طبقات الشافعية الوسطى ـ مخطوط ).

٥ ـ الأسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٠٠ ).

٦ ـ ابن شحنة في ( روضة المناظر ـ حوادث : ٥٠٧ ).

وغيرهم. قال ابن الأثير : « وإسماعيل بن أحمد بن الحسين بن علي ، أبو علي ، ابن أبي بكر البيهقي ، الامام ابن الامام ، ومولده سنة ثمان وعشرين وأربعمائة ، وتوفي بمدينة بيهق ، ولوالده تصانيف كثيرة مشهورة ».

(٤٠)

رواية شيرويه الديلمي

رواه حيث قال : « أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب » (١).

ترجمته :

١ ـ الرافعي في ( التدوين ٣ / ٨٥ ).

٢ ـ الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٥٩ ) و ( العبر ٤ / ١٨ ) وغيرهما.

٣ ـ اليافعي في ( مرآة الجنان ـ حوادث : ٥٠٩ ).

٤ ـ الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ١٠٤ ).

__________________

(١) فردوس الأخبار ١ / ٧٦.

١٣٤

٥ ـ السبكي في ( طبقات الشافعية ٧ / ١١١ ).

٦ ـ ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٩٢ ).

٧ ـ السيوطي في ( طبقات الحفاظ : ٤٥٧ ).

٨ ـ المناوي في ( فيض القدير ١ / ٢٨ ).

وغيرهم ، وستقف على ترجمته بالتفصيل في موضعه إن شاء الله تعالى.

هذا ، ولا يخفى على أهل العلم أن كتاب ( الفردوس ) في أعلى درجات الاعتبار والشهرة لدى العلماء الأعلام ، وجهابذة الحديث والأخبار ، كما نصّ مؤلفه ( الديلمي ) في ديباجته على أنه قد انتقى أحاديثه من الأحاديث الصحاح والغرائب والأفراد ، وصرح بخلوّه عن الأكاذيب الموضوعات.

كما أشاد ولده بفضل هذا الكتاب وشأنه في ( مسند الفردوس ) ، وكذا السيد على الهمداني في ( روضة الفردوس ) فراجع.

(٤١)

رواية العاصمي

رواه في ( زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ) حيث قال : « ذكر مشابه أبينا آدم عليه‌السلام : أما آدم عليه‌السلام ، فإنّه قد وقعت المشابهة بين المرتضى وبينه عليه‌السلام بعشرة أشياء : أوّلها : بالخلق والطينة ، والثاني : بالمكث والمدة ، والثالث : بالصاحبة والزوجة ، والرابع : بالتزويج والخلعة ، والخامس : بالعلم والحكمة ، والسادس : بالذهن والفطنة ، والسابع : بالأمر والخلافة ، والثامن : بالأعداء والمخالفة ، والتاسع : بالوفاة والوصية والعاشر : بالأولاد والعترة ».

قال : « وأما بالعلم والحكمة فإنّ الله تعالى قال لآدم عليه‌السلام : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ) ففضّل بالعلم العباد الذين كانوا لا يعصون الله ما أمرهم

١٣٥

ويفعلون بما يؤمرون ، واستحق بذاك منهم السجود له ، فكما لا يصير العلم جهلا والعالم جاهلا فكذلك لم يصر آدم المفضل بالعلم مفضولا ، وكذلك حال من فضل بالعلم ، وأما من فضل بالعبادة فربّما يصير مفضولا ، لأن العابد ربما يسقط عن درجة العبادة إن تركها معرضا عنها ، أو توانى فيها تغافلا منها فيسقط فضله ، ولذلك قيل : بالعلم ويعلو ولا يعلى ، والعالم يزار ولا يزور ، ومن ذلك وجوب الوصف لله سبحانه بالعلم والعالم وفساد الوصف له بالعبادة والعابد ، ولذلك منّ على نبيه عليه‌السلام بقوله : ( وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) فعظّم الفضل عليه بالعلم دون سائر ما أكرمه به من الخصال والأخلاق ، وما فتح عليه البلاد والآفاق.

وكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، فضّل بالعلم والحكمة ففاق بهما جميع الأمة ما خلا الخلفاء الماضين رضي الله عنهم أجمعين ، ولذلك وصفه الرسول عليه‌السلام بهما حيث قال : يا علي ملئت علما وحكمة ، وذكر في الحديث عن المرتضى رضوان الله عليه : إن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان ذات ليلة في بيت أم سلمة فبكرت إليه بالغداة ، فإذا عبد الله بن عباس بالباب ، فخرج النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى المسجد وأنا عن يمينه وابن عباس عن يساره فقال النبي عليه‌السلام : يا علي ما أول نعم الله عليك؟ قال : أن خلقني فأحسن خلقي. قال : ثم ما ذا؟ قال : أن عرّفني نفسه ، قال : ثم ما ذا؟ قال قلت : وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. قال : فضرب النبي صلّى الله عليه وسلّم على كتفي وقال : يا علي ملئت علما وحكمة. ولذلك قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، وفي بعض الروايات : أنا دار الحكمة وعلي بابها.

أخبرني شيخي محمد بن أحمد رحمه‌الله ، قال حدثنا أبو سعيد الرازي ، قال قرئ على أبي الحسن بن محمد بن مهرويه القزويني بها في الجامع وأنا اسمع ، قال حدّثنا أبو أحمد داود بن سليمان بن وهب الفراء قال حدثني علي بن موسى الرضا ، قال حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن

١٣٦

أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. ولهذا الحديث طرق أخر نذكرها في فصل خصائص المرتضى رضوان الله عليه إن شاء الله عز وجلّ ».

ورواه في « ذكر مشابه داود ذي الأيد صلوات الله وسلامه عليه » قال :

« ووقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين داود عليه‌السلام بثمانية أشياء ... والثامن بفصل الخطاب ... وأما فصل الخطاب فقوله تعالى : ( وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ ) ... فكذلك المرتضى رضوان الله عليه أوتي من فصل الخطاب كما ذكرناه في معنى قوله عليه‌السلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، وفي فصل قضائه ».

ورواه أيضا في « أسماء الامام عليه‌السلام » حيث ذكر فيها « باب مدينة العلم وباب دار الحكمة » ثم قال : وأما باب مدينة العلم فإنه أخبرنا محمد بن أبي زكريا رحمه‌الله ، قال فيما أجاز لنا أبو حفص بن عمر ، قال أخبرنا أبوبكر بن إسحاق قال أخبرنا العباس بن الفضل قال حدثنا أبو الصلت الهروي قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ».

(٤٢)

إثبات الحكيم السنائي

لقد أرسله أبو المجد مجدود بن آدم الشهير بالحكيم السنائي في كتاب [ حديقة الحقيقة والشريعة والطريقة ] إرسال المسلم حيث قال ما نصه « في مناقب زوج البتول وابن عم الرسول أبي الحسن والحسين ، المبارز الكرار غير الفرار ،

١٣٧

غالب الجيش ، سيد المهاجرين والأنصار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه : من أحبّ عليا فقد استمسك بالعروة الوثقى ، الذي أنزل الله تعالى في شأنه : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) وقال النبي عليه‌السلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها. وقال : يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي. وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : دخلت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها على النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا عائشة ما تقولين في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؟ فأطرقت مليا ثم رفعت رأسها فقالت بيتين :

إذا ما التبرحك على المحك

تبين غشه من غير شك

و فينا الغش والذهب المصفى

على بيننا شبه المحك »

وفي [ حديقة الحقيقة ] في مدح الامام عليه‌السلام :

« آل يس شرف بدو ديده

ايزد او را بعلم بگزيده

مر نبى را وصى وهم داماد

جان پيغمبر از جمالش شاد

كتب ناديده بود خوانده بود بدل

علم هر دو جهان ورا حاصل

بفصاحت جو او سخن گفتى

مستمع زان حديث در سفتى

لطف او بود لطف پيغمبر

عنف او عنف شير شرزه نر

خوانده در دين وملك مختارش

هم در علم وهم علمدارش »

ترجمته :

١ ـ عبد الرحمن الجامي في ( نفخات الأنس من حضرات القدس ٥٩٥ ).

٢ ـ دولت شاه السمرقندي في ( تذكرة الشعراء ١٠٦ ).

٣ ـ مجد الدين البدخشاني في ( جامع السلاسل ـ مخطوط ).

١٣٨

وغيرهم ... وقد عدّه ( الدهلوي ) في ( التحفة ) من كبار أهل السنة المقبولين لديهم ، ومن أجلة عظمائهم الذين جمعوا بين الشريعة والطريقة ... كما استشهد بشعر له في تفسيره ( فتح العزيز ) معبّرا عنه بـ « بعض المحققين ».

هذا ، وقد ذكر الكاتب الجلبي كتابه المذكور بقوله : « حديقة الحقيقة وشريعة الطريقة المعروف بفخري نامه ، فارسي منظوم لأبي المجد ـ محمد ـ بن آدم الشهير بالحكيم السنائي المتوفى سنة ٥٢٥ ، نظمه من بحر الخفيف لبهرام شاه القونوي السبكتكيني ، ورتّب على عشرين بابا في التوحيد وكلام الله ونعت الرسول وفضل الصحابة والخلفاء وفضل السيدين الشهيدين ، والإمامين أبي حنيفة والشافعي ، والعقل والعلم والعشق والقلب والتصوف وصفة البشر والشيخوخة وغور الغفلة والحكمة والشهوة وصنعة الأفلاك والربيع. ومدح بهرام شاه ومدح ولده دولت شاه. والحكم والأمثال. فرغ من نظمه سنة ٥٢٤ » (١).

(٤٣)

رواية شهردار الديلمي

لقد روى حديث مدينة العلم في كتابه ( مسند الفردوس ) الذي خرج فيه سند كل حديث رواه والده في كتاب ( الفردوس ). قال المناوي في ( فيض القدير ) « فر للديلمي في مسند الفردوس المسمى بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب ، والفردوس للإمام عماد الإسلام أبي شجاع الديلمي ، ألّفه محذوف الأسانيد مرتّبا على الحروف ليسهل حفظه ، وأعلم بإزائها بالحروف للمخرجين كما مر ، ومسنده لولده سيد الحفاظ أبي منصور شهردار بن شيرويه ، خرّج سند كل حديث تحته وسمّاه : إبانة الشبهة في معرفة كيفية الوقوف على ما في كتاب الفردوس من علامات الحروف » (٢).

__________________

(١) كشف الظنون ١ / ٦٤٥.

(٢) فيض القدير ١ / ٢٨.

١٣٩

وقد تقدم ذكر رواية والده الحديث في كتاب ( الفردوس ).

ترجمته :

١ ـ الذهبي في ( العبر ـ حوادث : ٥٥٨ ).

٢ ـ السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ٢٢٩ ).

٣ ـ الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ١٠٥ ).

٤ ـ ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٣٢٤ ).

٥ ـ ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).

وقد تقدّم عن المناوي وصفه إياه بسيد الحفاظ.

(٤٤)

إثبات السمعاني

لقد قال السمعاني ما نصه :

« الشهيد ـ بفتح الشين المعجمة وكسر الهاء وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وفي آخرها الدال المهملة ـ اشتهر بهذا الاسم جماعة من العلماء المعروفين قتلوا فعرفوا بالشهيد ، أوّلهم ابن باب مدينة العلم وريحانة رسول الله الشهيد ابن الشهيد الحسين بن علي سيد شبّان أهل الجنة ، وكان يكنّى أبا عبد الله ... » (١).

ترجمته :

١ ـ ابن الأثير في ( الكامل ـ حوادث : ٥٦٢ ) و ( اللباب ـ السمعاني ).

٢ ـ المحب ابن النجار في ( تاريخه ـ مخطوط ).

__________________

(١) الأنساب ـ الشهيد.

١٤٠