تراثنا ـ العدد [ 129 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 129 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣٠٢

سنان حيث قال عليه‌السلام : «علّة تزويج الرجل أربع نسوة ويحرم أن تتزوّج المرأة أكثر من واحد ، لأنّ الرجل إذا تزوّج أربع نسوة كان الولد منسوباً إليه ، والمرأة لو كان لها زوجان أو أكثر من ذلك لم يعرف الولد لمن هو ، إذ هم مشتركون في نكاحها ، وفي ذلك فساد الأنساب والمواريث والمعارف»(١).

١٠ ـ الاستناد بآيات القرآن في بيان المطالب.

ففي هذا الوجه من الوجوه التفسيرية يبيّن المعصوم حكماً أو أمراً معيّناً ويدعمه بآيات من القرآن ، وبعبارة أخرى إنّ الموضوع أو الحكم الذي يبيّنه المعصومون عليهم‌السلام إنّما يذكرون سنده من القرآن وذلك من أجل إقناع المخاطب أو السائل أو لتعليم كيفية الاستفادة من القرآن ، فإنّ الاستناد بآيات القرآن الكريم بعد توضيح بعض الأمور له دورٌ مهمّ في تبيين آيات القرآن.

وهذه الطريقة نلاحظها في الروايات التفسيرية للمعصومين عليهم‌السلام ومن جملتها الروايات التفسيرية للإمام الرضا عليه‌السلام كما في الروايات التالية عنه عليه‌السلام :

«عن مبارك مولى الرضا عليه‌السلام ، عن الرضا عليّ بن موسى عليه‌السلام قال : لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون فيه ثلاث خصال ، سنّة من ربّه وسنّة من نبّيه ، وسنّة من وليّه ، فأمّا السنّة من ربّه فكتمان السرّ ، قال الله عزّ وجلّ : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إلاّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) علل الشرائع ٢/٥٠٤.

١٨١

رَسُوْل)(١) ، وأمّا السنّة من نبّيه فمداراة الناس فإنّ الله عزّ وجلّ أمر نبيّه (صلى الله عليه وآله) بمداراة الناس فقال : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجاهِلِينْ)(٢) ، وأمّا السنّة من وليّه فالصبر على البأساء والضرّاء يقول الله عزّ وجلّ : (والصّابِرِيْنَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرّاءِ وَحِيْنَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الذِيْنَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتّقُوْنَ)(٣)»(٤).

«عن الحسن بن علي الوشّاء قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : أقرب ما يكون العبد من الله عزّ وجلّ وهو ساجد ، وذلك قوله تبارك وتعالى : (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)(٥)»(٦).

«إنّ رحم آل محمّد ـ الأئمّة ـ لمعلّقة بالعرش ، تقول : اللهمّ صِل من وصلني ، واقطع من قطعني ، ثمّ هي جارية في أرحام المؤمنين ، ثمّ تلا هذه الآية : (وَاتَّقُوا اللهَ الذِي تَسَاءَلُوْنَ بِهِ وَالأَرْحَامَ)(٧)»(٨).

«قال الإمام الرضا عليه‌السلام في رجل أوصى بجزء من ماله ، فقال : جزء من سبعة ، إنّ الله يقول في كتابه (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَاب لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْءٌ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الجنّ : ٢٦ ـ ٢٧.

(٢) الأعراف : ١٩٩.

(٣) البقرة : ١٧٧.

(٤) معاني الأخبار ١/٨٢.

(٥) العلق : ١٩.

(٦) الكافي ٣/٢٦٥ ، عيون أخبار الرضا ٢/٧.

(٧) النساء : ١.

(٨) تفسير القمي ١/٣٦٣.

١٨٢

مَقْسُوْمٌ)(١)»(٢).

١١ ـ التفسير التصويري.

في بعض الأحيان يكون الإمام في مقام شرح الآية ورفع الإبهام والإجمال عنها ، وذلك من خلال الاستعانة بتصوير الحالة للسائل ، عوضاً عن تبيين المفردات وشرح الآيات؛ حيث شوهد كراراً هذا الأسلوب في تفسير الآيات في سيرة المعصومين عليهم‌السلام ، ومن بين هذه الروايات ما بيّنه الإمام الرضا عليه‌السلام عمليّاً لعبد الله بن سنان في تفسير آية (وَالَّذِيْنَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً)(٣) ، فبسط كفّه وفرّق أصابعه وحناها شيئاً ، وعن قوله تعالى : (وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ)(٤) فبسط راحته وقال : هكذا ، وقال : القوام ما يخرج من بين الأصابع ويبقى في الراحة من شيء(٥).

وكذلك في الرواية التالية :

«عن الحسن بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : قلت : أخبرني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الحجر : ٤٤.

(٢) تفسير العياشي ٢/٢٤٣.

(٣) الفرقان : ٦٧.

(٤) الإسراء : ٢٩.

(٥) الكافي ٤/٥٦.

١٨٣

عن قول الله : (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُك)(١) فقال : هي محبوكة إلى الأرض ، وشبّك بين أصابعه ، فقلت : كيف تكون محبوكة إلى الأرض والله يقول (رَفَعَ السَّماوَاتِ بِغَيْرِ عَمَد تَرَوْنَها)(٢)؟ فقال : سبحان الله ، أليس يقول : بغير عمد ترونها؟ قلت : بلى ، فقال : فثمّ عمد ولكن لا ترونها ، قلت : كيف ذلك جعلني الله فداك؟ قال : فبسط كفّه اليسرى ثمّ وضع اليمنى عليها ، فقال : هذه أرض الدنيا والسماء الدنيا عليها فوقها قبّة ، والأرض الثانية فوق السماء الدنيا والسماء الثانية فوقها قبّة ، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية والسماء الثالثة فوقها قبّة ، والأرض الرابعة فوق السماء الثالثة والسماء الرابعة فوقها قبّة ، والأرض الخامسة فوق السماء الرابعة والسماء الخامسة فوقها قبّة ، والأرض السادسة فوق السماء الخامسة والسماء السادسة فوقها قبّة ، والأرض السابعة فوق السماء السادسة والسماء السابعة فوقها قبّة ، وعرش الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء السابعة وهو قول الله : (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَات وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ)(٣)»(٤).

وهناك رواية يعلِّم فيها الإمام عليه‌السلام أبي نصر البزنطي بشكل عملي كيفية المسح على الرجلين :

«عن ابن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سألته عن المسح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الذاريات : ٧.

(٢) الرعد : ٢.

(٣) الطلاق : ١٢.

(٤) بحار الأنوار ٥٧/٧٩.

١٨٤

على القدمين كيف هو؟ فوضع كفّه على الأصابع فمسحها إلى الكعبين إلى ظاهر القدم ، فقلت : جعلت فداك ، لو أنّ رجلا قال بإصبعين من أصابعه هكذا؟ فقال لا إلاّ بكفّه»(١).

١٢ ـ ردّ التفاسير الخاطئة بآيات القرآن.

لا شكّ إنّ أحد مسؤوليّات أهل البيت عليهم‌السلام التي قاموا بأعبائها هو ردّهم الشبهات ، فإنّهم عليهم‌السلام بالإضافة إلى ما لديهم من الطريقة الإثباتية في تفسير الآيات في الردّ على الشبهات فقد قاموا بتصحيح التفاسير الواردة من غيرهم عليهم‌السلامللآيات وردّ الشبهات عنها ، وقد مهّدوا الطريق للتفسير الصحيح وذلك بمخالفتهم للتفاسير الخاطئة والمناهج المخالفة لقواعد التفسير ، مثل التفسير بالرأي ، وتجزئة الآيات ، وعدم الاعتناء بآيات الناسخ والمنسوخ ، والنهي عن تبيين الإسرائيليّات الواردة في الروايات.

إنّ شطراً من الروايات المذكورة عن الإمام الرضا عليه‌السلام يتبيّن من خلالها أنّ أحد المواضع المنحصرة بهم عليهم‌السلام هو هدايتهم إلى التفسير الصحيح وتصحيح الفهم الخاطىء للقرآن الكريم. وقد روى الصدوق رحمه‌الله في كتبه الثلاثة رواية بسند معتبر «عن الإمام الرضا عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّ الله تبارك وتعالى قال : ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي»(٢).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الكافي ٣/٣٠.

(٢) التوحيد : ٦٨ ، عيون أخبار الرضا ١/١١٦ ، الأمالي : ٥٥.

١٨٥

وفي رواية فسّر فيها الإمام الرضا عليه‌السلام قوله تعالى : (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ)(١) ثمّ سأل الوشّاء أن كيف تقرأون هذه الآية في شأن ابن نوح؟ ثمّ يردّ القراءة القائلة بنفي البنوّة عن ابن نوح ويكذّبها ويخطّئها ويقول عليه‌السلام : «هو ابنه ولكنّ الله عزّ وجلّ نفاه عنه حين خالفه في دينه»(٢).

يتبيّن من خلال هذا الحوار أنّ الإمام الرضا عليه‌السلام مضافاً إلى ما سلكه من التفسير الصحيح فإنّه أراد أن يردّ ويخطّئ التفسير والفهم الخاطئ للآية.

نتيجة البحث :

إنّ التأمّل في التراث التفسيري للإمام الرضا عليه‌السلام يبيّن لنا أنّ الإمام عليه‌السلام كالنبيّ (صلى الله عليه وآله) وكسائر المعصومين عليهم‌السلام كانت على عاتقه مهمّة تبيين وتفسير القرآن ، وإنّه عليه‌السلام لم يكن ليتطرّق إلى تبيين وتفسير كلام الله فحسب بل قد بيّن للمسلمين أهمّ الأصول والقواعد التفسيرية ، ففي ظلّ التوضيح الدقيق لهذه الأصول في كلام الإمام عليه‌السلام يتمّ عرض المبنى المناسب للتفسير الصحيح ليمهّد الأرضية للتقليل من حجم الأخطاء والاشتباهات الحاصلة في التفسير.

فمن خلال المباني التي أشار إليها الإمام الرضا عليه‌السلام في الروايات يمكننا أن نعدّ منها خلود القرآن ، عدم تحريف القرآن ، إمكان فهم القرآن ، هداية القرآن وكون ألفاظ القرآن صادرة من الوحي الإلهي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) هود: ٤٦.

(٢) البرهان ٤/١٠٦.

١٨٦

كما أنّ الإمام عليه‌السلام اتّخذ المناهج التفسيرية التالية في تفسيره للقرآن الكريم وهي عبارة عن تفسير القرآن بالقرآن ، تفسير القرآن بالسنّة ، تفسير القرآن بواسطة الدليل العقلي القطعي ، تفسير القرآن بما توصّل إليه البشر من التطوّر العلمي ، تفسير القرآن بالتاريخ.

فمن جملة القواعد التفسيرية الواردة ضمن التفسير المأثور عن الإمام الرضا عليه‌السلام يمكننا الإشارة إلى الموارد التالية : الاهتمام بالقراءة الصحيحة ، الاعتناء بمفاهيم الكلمات ، الاهتمام بالقرائن مثل السياق ، سبب النزول ، الاعتناء بخصائص المخاطب ، وسائر الآيات القرآنية والضرورات الدينية ، بحيث يمكننا من خلال هذه القواعد التفسيرية الواردة في روايات أهل البيت عليهم‌السلام أن نكوّن في تفسير القرآن مجموعة من المناهج والقواعد التفسيرية.

إنّ روايات الإمام الرضا عليه‌السلام مضافاً إلى التفسير تشتمل على التأويل ، بيان المعنى الباطني ، تعيين المصداق ، تبيين المعارف الاعتقادية والأمور الغيبيّة وتفصيل آيات الأحكام.

هذا وإنّ تبيين بواطن وحقائق الآيات إنّما هو من اختصاصات المعصومين عليهم‌السلام الراسخون في العلم ومنحصرٌ بهم.

١٨٧

المصادر

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ نهج البلاغة.

٣ ـ آفاق التفسير : محمّد عليّ مهدوي راد ، منشورات هستي نما ـ طهران/١٣٨٢هـ. ش.

٤ ـ الاتقان في علوم القرآن : جلال الدين السيوطي ، دار ابن كثير ـ بيروت/١٤١٤هـ. ق.

٥ ـ إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات : الحرّ العاملي ، انتشارات الأعلمي ـ بيروت/١٤٢٥هـ. ق.

٦ ـ الاحتجاج : أحمد بن عليّ الطبرسي ، منشورات المرتضى ـ مشهد / ١٤٠٣هـ. ق.

٧ ـ الأمالي : محمّد بن عليّ ابن بابويه ، كتابخانه اسلامية ـ طهران/١٣٦٢هـ. ش.

٨ ـ الأمالي : الشيخ المفيد ، كنگره شيخ مفيد ـ قم/١٤١٣هـ. ق.

٩ ـ أسباب نزول القرآن : عليّ بن أحمد الواحدي ، دار الكتب العلمية ـ بيروت/١٤١١ هـ. ق.

١٠ ـ بحار الأنوار : محمّد باقر المجلسي ، مؤسسة الوفاء ـ بيروت/١٤٠٤هـ. ق.

١١ ـ البرهان في تفسير القرآن : السيّد هاشم البحراني ، مؤسسة بعثت ـ قم.

١٨٨

١٢ ـ البرهان في علوم القرآن : بدر الدين الزركشي ، دار المعرفة ـ بيروت/١٤١٠هـ. ق.

١٣ ـ بصائر الدرجات الكبرى : محمّد بن حسن الصفّار ، منشورات الأعلمي ، كتابخانه آية الله المرعشي النجفي ـ طهران/١٣٧٤هـ. ش ، ١٤٠٤هـ. ق.

١٤ ـ التبيان في تفسير القرآن : الشيخ الطوسي ، دار احياء التراث العربي ـ بيروت/١٤٠٢ هـ. ق.

١٥ ـ التحقيق في كلمات القرآن الكريم : حسن مصطفوي ، وزارت فرهنگ وارشاد إسلامي ـ طهران/١٣٦٨هـ. ش.

١٦ ـ تحليلي از زندگى امام رضا عليه‌السلام : محمّد جواد فضل الله ، آستان قدس رضوي ـ مشهد ، چاپ هفتم/١٣٨٢هـ. ش.

١٧ ـ تفسير العيّاشي : محمّد بن مسعود العيّاشي ، المطبعة العلمية ـ طهران/١٣٨٠هـ. ق.

١٨ ـ تفسير القرآن العظيم : إسماعيل بن عمرو ابن كثير ، دار الكتب العلمية ـ بيروت/١٤١٦هـ. ق.

١٩ ـ تفسير القمّي : علي بن إبراهيم القمّي ، تحقيق : الطيّب الموسوي الجزائري ، دار الكتاب ـ قم ، چاپ سوم/١٤٠٤هـ. ق.

٢٠ ـ التفسير المنسوب للإمام الرضا : مدرسة الإمام المهدي عليه‌السلام ـ قم/ ١٤٠٩هـ. ق.

٢١ ـ التوحيد : جعفر بن محمّد بن عليّ ابن بابويه ، انتشارات جامعة المدرسين ـ قم/١٣٩٨هـ. ق.

٢٢ ـ جامع البيان : محمّد بن جرير الطبري ، دار المعرفة ـ بيروت/١٤١٢هـ. ق.

١٨٩

٢٣ ـ الجواهر الحسان : الثعالبي ، دار احياء التراث العربي ـ بيروت/١٤١٨هـ. ق.

٢٤ ـ روح البيان : حقّي إسماعيل بروسوي ، دار الفكر.

٢٥ ـ شرح أصول الكافي : محمّد صالح المازندراني ، دار إحياء التراث العربي.

٢٦ ـ الصافي في تفسير القرآن : محمّد محسن الفيض الكاشاني ، تصحيح : حسين الأعلمي ، دار المرتضى ـ بيروت.

٢٧ ـ صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام : تحقيق : محمّد مهدي نجف ، كنگره جهاني إمام رضا ـ مشهد/١٤٠٦هـ. ق.

٢٨ ـ علل الشرائع : محمّد بن علي ابن بابويه ، كتابفروشي داوري ـ قم/١٩٩٦م.

٢٩ ـ عيون أخبار الرضا : محمّد بن علي ابن بابويه ، انتشارات جهان ـ طهران/١٣٧٨هـ. ش.

٣٠ ـ قرآن در إسلام : السيّد محمّد حسين الطباطبائي ، دفتر انتشارات اسلامي ـ قم/١٣٦١ هـ. ش.

٣١ ـ قرب الاسناد : عبد الله بن جعفر الحميري ، مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام ـ قم/١٤١٣هـ. ق.

٣٢ ـ قصص الأنبياء : السيّد نعمت الله الجزائري ، انتشارات كتابخانه آيت الله المرعشي ، ١٤٠٤هـ. ق.

٣٣ ـ قواعد التفسير : خالد السبت ، دار ابن عفّان ـ بيروت/١٤٢١هـ. ق.

٣٤ ـ قواعد التفسير لدى الشيعة والسنة : محمّد فاكر ميبدي ، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/١٤٢٨هـ. ق.

٣٥ ـ الكافي : أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني ، دار الكتب الإسلامية ـ طهران/١٣٦٥ هـ. ش.

١٩٠

٣٦ ـ كتاب العين : خليل بن أحمد الفراهيدي ، نشر هجرت ـ قم ، چاپ دوم/١٤٠٩هـ. ق.

٣٧ ـ كنز العمال : علاء الدين المتّقي الهندي ، مؤسّسة الرسالة ـ بيروت/١٤٠٩هـ. ق.

٣٨ ـ مجمع البحرين : فخر الدين الطريحي ، مرتضوي ـ طهران ، چاپ سوم/١٣٧٥هـ. ش.

٣٩ ـ مسند الإمام الرضا عليه‌السلام : عزيز الله العطاردي ، دار الصفوة ـ بيروت/ ١٤١٣هـ. ق.

٤٠ ـ معالم التنزيل : حسين بن مسعود البغوي ، دار احياء التراث العربي ـ بيروت/١٤٢٠ هـ. ق.

٤١ ـ معاني الأخبار : محمّد بن عليّ ابن بابويه ، دفتر انتشارات إسلامي ـ قم/١٤٠٣هـ. ش.

٤٢ ـ مفردات ألفاظ القرآن : حسين بن محمّد راغب الإصفهاني ، دار القلم ـ بيروت/١٤١٢هـ. ق.

٤٣ ـ مناقب آل أبي طالب : محمّد بن عليّ ، ابن شهرآشوب المازندراني ، انتشارات علاّمه ـ قم/١٣٧٩هـ. ش.

٤٤ ـ مواهب الرحمان في تفسير القرآن : عبد الأعلى الموسوي السبزواري/١٤٠٩هـ ق.

٤٥ ـ الميزان : السيّد محمّد حسين الطباطبائي ، دار الكتب الإسلامية ـ طهران/١٤١٧هـ. ق.

١٩١

٤٦ ـ نوادر الأخبار : الفيض الكاشاني ، مؤسّسة مطالعات وتحقيقات فرهنگي ـ طهران/١٣٧١هـ. ش.

٤٧ ـ نور الثقلين : عبد عليّ بن جمعة العروسي الحويزي ، انتشارات إسماعيليان ـ قم/١٤١٥هـ. ق.

٤٨ ـ الوافي : الفيض الكاشاني ، كتابخانه إمام أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ـ اصفهان/١٤٠٦هـ. ق.

٤٩ ـ وسائل الشيعة : محمّد بن حسن بن عليّ الحرّ العاملي ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلامـ قم/١٤٠٩هـ. ق.

١٩٢

من ذخائر التراث

١٩٣
١٩٤

١٩٥
١٩٦

مقـدّمة التحقيـق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي شرع الإسلام فسهّل شرائعه لمن ورده ، وأعزّ أركانه على من غالبه ، فجعله أمناً لمن علقه ، وسلماً لمن دخله ، وبرهاناً لمن تكلّم به ، وشاهداً لمن خاصم به ، ونوراً لمن استضاء به ، وفهماً لمن عقل ، ولبّاً لمن تدبّر ، وآية لمن توسّم ، وتبصرة لمن عزم ، وعبرة لمن اتعظ ، ونجاة لمن صدّق ، وثقة لمن توكّل ، وراحة لمن فوّض ، وجنّة لمن صبر ، فهو أبلج المناهج ، واضح الولائج ، مشرف المنار ، مشرق الجواد ، مضيء المصابيح ، كريم المضمار ، رفيع الغاية ، جامع الحلبة ، متنافس السُّبقَة ، شريف الفرسان(١).

والصلاة على رسوله نبيّ الرحمة ، وإمام الأئمّة ، وسراج الأمّة ، المنتخب من طينة الكرم ، وسلالة المجد الأقدم ، ومغرس الفخار المعرّق ، وفرع العلاء المثمر المورق ، وعلى أهل بيته مصابيح الظُّلَم ، وعصم الأمم ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) نهج البلاغة ١ : ٢٠٣.

١٩٧

ومنار الدين الواضحة ، ومثاقيل الفضل الراجحة(١) ، ولا سيّما بقيّة الله في الأرضين روحي وأرواح العالمين لمقدمه الفداء ، واللعن الدائم المؤبّد على أعدائهم أجمعين.

أمّا بعد ..

فلا يخفى على أحد أهمّية البحث عن القواعد الفقهية ، إذ يبتني الحكم عليها في كثير من الفروع الفقهية التي لا نصّ عليها بخصوصها ، وتعتبر القواعد مستنداً ودليلاً للفتوى فيها.

ويمكن أن نقسّم المراحل التاريخية التي مرّت بها القواعد الفقهية إلى ثلاث :

المرحلة الأولى : التأسيس

وهذه المرحلة تبدأ مع نشوء الفقه والتشريع الإسلامي ، فإنّ كلام الله تعالى في القرآن الكريم يعدّ المؤسّس الأوّل لجملة من القواعد الفقهية ، كقاعدة نفي العسر والحرج ، وقاعدة نفي السبيل للكافرين على المؤمنين ، ثمّ أسّست جملة من أحاديث النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) مجموعة من القواعد الفقهية ، واستند إليها الفقهاء في الإفتاء ، كقاعدة نفي الضرر ، وقاعدة الإسلام يجبّ ما قبله ، وقاعدة الغرور ، وبعد النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) أكمل أئمة أهل البيت عليهم‌السلام عدل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) مقدّمة نهج البلاغة للشريف الرضي ١ : ١٠.

١٩٨

القرآن التأسيس لجملة من القواعد الفقهية كقاعدتي الفراغ والتجاوز ، وغيرها.

المرحلة الثانية : الاستدلال على الموارد :

أو البحث الصغروي ، ونجد أنّ أقدم الكتب الفقهية الموجودة بين أيدينا كالمقنعة والهداية والخلاف والمبسوط وغيرها قد استُدلّ فيها بالقواعد الفقهية على جملة من الفروع ، من دون التصريح بكونها قواعد فقهية ، ومن دون البحث الكبروي عن القاعدة ، ولعلّ في ذلك شيئاً من الغرابة ، فكيف يستدلّ بالقاعدة من دون بحث كبروي عن المستند وعن موارد تطبيقها.

ولعلّ السبب في ذلك أنّ جملة من تلك القواعد ما هي إلا عمومات وردت في الكتاب والسنّة ، وبعد وضوح السند في جملة من تلك الأحاديث استدلّوا بها وطبّقوها على صغرياتها.

المرحلة الثالثة : البحث الكبروي أو (مرحلة التدوين)

ونعني به تدوين القواعد الفقهية ، كقاعدة فقهية ، والبحث عن مستندها من الكتاب والسنّة والعقل والاجماع وبناء العقلاء ، ثمّ البحث عن ألفاظ الدليل ودلالته إن كان المستند دليلاً لفظياً ، وبعدها البحث عن موارد جريان القاعدة.

ويمكن تقسيم هذه المرحلة إلى مرحلتين :

الأولى : مرحلة التدوين الأوّلي

وبدأت هذه المرحلة في القرن الثامن الهجري على يد الشهيد الأوّل

١٩٩

محمّد بن مكّي الجزّيني العاملي قدس‌سره (ت ٧٧٨ هـ) ؛ إذ يُعدّ كتابه القواعد والفوائد أقدم مصنَّف في القواعد الفقهية على مذهب الإمامية ، وقد صرّح الشهيد قدس‌سره في إجازته لابن الخازن أنّه لم يسبق بمثله بين الأصحاب(١).

وقد لقي هذا الكتاب عناية خاصّة من الفقهاء وأعلام الطائفة فهذّبوه ورتّبوه ، كما فعل ذلك تمليذه الفقيه الأصولي والمتكلّم المحقّق الفاضل السيوري قدس‌سره (ت ٨٢٦هـ) حيث نظّم قواعده ، وحذف المكرّر منها ، ورتّبه ، ووضعه تحت عنوان :

نضد القواعد الفقهية على مذهب الإمامية.

ومن كتب القواعد في هذه المرحلة كتاب تمهيد القواعد للشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي قدس‌سره (ت ٩٦٦هـ).

الثانية : مرحلة التكامل

في القرنين الثالث عشر والرابع عشر نجد النضج في البحث عن القواعد الفقهية والأبحاث الاستدلالية المعمّقة ، والبحث عن الفوارق بين جملة من القواعد التي تتداخل في مواردها ، وكذلك البحث في التفريق بين القاعدة الفقهية والأصولية ، وتشخيص بعض القواعد وأنّها أصولية أو فقهية.

ومن الكتب المهمّة في هذه المرحلة التي يمكن أن نشير إليها هي :

١ ـ عوائد الأيام ، تأليف الفقيه الأصولي المولى أحمد بن محمّد مهدي النراقي (ت ١٢٤٥هـ) ، وقد طبع في مجلّدين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) بحار الأنوار ١٠٤ : ١٨٧.

٢٠٠