الوحي القرآني في المنظور الاستشراقي ونقده

دكتور محمود ماضي

الوحي القرآني في المنظور الاستشراقي ونقده

المؤلف:

دكتور محمود ماضي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
ISBN: 253-070-8
الصفحات: ١٨٨

الرب على الشر الذى قال أنه يفعله بشعبه» (١)

ما هذا الإله الذى يركبه الغضب فيتوعد ويهدد ثم يعظه موسى ، ويأمره أن يندم فيفىء إلى رشده ، ويندم على هذا التهديد وهذا الغضب ، ألمثل هذا الإله صورة في الإسلام؟

هذه صورة إله بدائى تسعه عقلية لم تسل عبادة الأشباح ، وكاتب السفر لم تشرق في عقله عقيدة التوحيد ، ولهذا جعله إله موسى ، وإله بنى إسرائيل فقط ، فهو إذن يسلم بوجود آلهة أخرى لأمم أخرى وهو بعد هذا إله (٢)

يا ترى ما ذا استفاد محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ نبى الإسلام وسرقه منهم؟

يقول الإمام ابن القيم : ومن العجب تواطؤهم على امتناع النسخ على الله فيما شرعه لعباده ، لئلا يلزم منه البداء ، ثم يقولون : إن الله ندم وبكى على الطوفان ، وعض أنامله ، حتى رمدت عيناه ، وعادته الملائكة (٣)

٦ ـ نسب سفر التكوين التعب والنصب إلى الله ـ جل وعلا ـ بعد عمل ستة أيام «وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذى عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذى عمله. وبارك الله اليوم السابع وقدسه لأن فيه استراح من جميع عمله الذى عمل الله خالقا» (٤)

بدل اليهود لفظ «استراح» بلفظ «فونغ» في الترجمة الأردية للكتاب المقدس ، لأنهم رأوا أن الاستراحة لا تليق بذات الله تعالى ، واستحيوا من انتماء هذا اللفظ إلى الله تعالى ، المنزه عن الصفات البشرية (٥) وفي النص الإنجليزى دلالة على ذلك :

And ؛andontheseventhd aygodendedworkwh ichhemade herestedonthesev enthdayfromallhi sworkwhichhehad made (٦)

__________________

١ ـ خروج ٣٣ : ٩ ـ ١٤

٢ ـ د. عبد الجليل شلبى : رد مفتريات على الإسلام ص ٨٨ دار القلم الكويت ١٤٠٢ ه‍ ـ ١٩٨٢ م

٣ ـ ابن القيم هداية الحيارى ص ٥٨٣ ـ ٥٩٠. وانظر : نبوة محمد «صلى‌الله‌عليه‌وسلم» للمؤلف.

٤ ـ تكوين ٢ : ٢ ـ ٣

٥ ـ المودودى : تفهيم القرآن ج ٥ ص ١٢٥.

٦ ـ Genesis ، ١٦١١TheholyBible KingJamesversion

١٦١

وفي سفر الخروج جاء : «لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض وفي اليوم السابع استراح وتنفس» (١)

ورد الله تعالى هذه الفرية في قرآنه الكريم (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨)) [ق : ٣٨]

يقول المستشرق الفرنسى «بوكاى» : وإنه لمن الجلى الاستراحة التى أخذها الله بعد عمل دام ستة أيام هى أسطورة» (٢)

٦ ـ يقرر سفر الخروج أن الله ـ جل وعلا ـ حرض اليهود على الكذب والنصب والاحتيال على المصريين حين خروج اليهود من مصر ، فيقول : «ولا تمضوا فارغين

بل تطلب كل امرأة من جارتها ، ومن نزيلة بيتها ، أمتعة فضة وأمتعة ذهب ، وثيابا ، وتضعونها على بنيكم وبناتكم ، فتسلبون المصريين» (٣)

عجيب أمر المستشرقين يثيرون الشبهات حسدا من عند أنفسهم وفي كتبهم ما يندى له الجبين

يقول كاتب سفر الخروج : «فتكلم الرب على مسامع الشعب ، أن يطلب الرجل من صاحبه ، والمرأة من صاحبتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب ...

وآتى الرب الشعب حظوة في عيون المصريين فأعاروها لهم وسلبوا المصريين» (٤) فصنع بنو إسرائيل كما أمر موسى ، فطلبوا من المصريين أمتعة ذهب وثيابا.

هذه نظرة اليهود للألوهية ، وتلك منزلة الله جل وعلا في توراتهم ، يقول الدكتور نظمى لوقا : «لقد أسف الشعب المسف بالتوحيد نفسه حتى جعلوا الأوثان في بيوتهم ... أما الروح والضمير ، أما النظرة الشاملة لبنى الإنسان كافة .. فذلك وعى لم يكن لديهم إلا مطموسا» (٥) لا نريد أن نستطرد في ذكر افتراءاتهم على الله ـ جل وعلا ـ وأنبيائه ـ عليهم‌السلام ـ فهى في غاية الكثرة ولكننا أردنا ـ وفي عجالة ـ أن نضع طرفا منها أمام المستشرقين والمنصرين لعلهم يتأملون فيرجعون.

لقد أصاب الدكتور «طيباوى» حين نحى باللائمة على المستشرقين والمنصرين لإشعالهم نار الحرب على الإسلام ، ونبى الإسلام ، ووضعهم بذلك عقبات خطيرة

__________________

(١) خروج ٣١ : ١٧.

(٢) موريس بوكاى : التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ص ٤٩ ـ ترجمة الشيخ حسن خالد المكتب الإسلامى دمشق / بيروت ١٤١١ ه‍ ـ ١٩٩٠ م

(٣) الخروج ١٢ : ٢٣ ـ ١٥.

(٤) الخروج ١١ ، ٢ ، ١٢ ، ٢٦ ، ٢٧

(٥) د. نظمى لوقا : السابق ص ٦٣ ـ ٦٤.

١٦٢

في طريق الحركة الفكرية بيننا وبينهم (١) لقد أصبح المستشرق ـ بدافع عدائى ـ مشغولا باستكشاف ما يسميه الأصول اليهودية المسيحية. ولما كان العين بالعين والسن بالسن فإننا نشير إلى بعض النصوص عند البراهمة والبوذيين وما يقابلها عند المسيحيين في ذات الوقت ننزه الله ـ جل وعلا ـ أن يكون هذا كلامه ، وننزه عيسى بن مريم ـ عليه‌السلام ـ أن يكون هو قائله ، فلن نجهل فوق جهل الجاهلين.

__________________

(١) د. عبد اللطيف الطيباوى : المستشرقون الناطقون بالانجليزية ترجمة د. قاسم السامرائى ص ٣١. ١٤١١ ه‍ ـ ١٩٩١ مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

١٦٣

مقارنة بين عقائد المسيحيين حاليا

وعقائد الوثنيين من البراهمة الهنود

أقوال الهنود الوثنيين في كريشنه

ابن الله (١)

أقوال النصارى المسيحيين في

عيسي أو يسوع ابن الله

١ ـ كريشنه هو المخلص والفادى والمعزى والراعى الصالح والوسيط وابن الله والأقنوم الثانى من الثالوث المقدس وهو الأب والابن والروح القدس.

٢ ـ ولد كريشنه من العذراء ديفاكى التى اختارها الله والدة لابنه بسبب طهارتها وعفتها.

٣ ـ مجدت الملائكة ديفاكى والدة كريشنه ابن الله وقالوا يحق للكون أن يفاخر بابن هذه الطاهرة.

٤ ـ عرف الناس ولادة كريشنه من نجمه الذى ظهر في السماء.

٥ ـ لما ولد كريشنه سبحت الأرض وأنارها القمر بنوره وترنمت الأرواح وهامت ملائكة السماء فرحا وطربا ورتل السحاب بأنغام مطربة.

٦ ـ كان كريشنه من سلالة ملوكانية

١ ـ يسوع المسيح هو المخلص والفادى والمعزى والراعى الصالح والوسيط وابن الله والأقنوم الثانى من الثالوث المقدس وهو الأب والابن والروح القدس.

٢ ـ ولد يسوع من العذراء مريم التى اختارها الله والدة لابنه بسبب طهارتها وعفتها.

٣ ـ فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها المنعم عليها الرب معك.

٤ ـ لما ولد يسوع ظهر نجمه من المشرق وبواسطة ظهور نجمه عرف الناس محل ولادته.

٥ ـ لما ولد يسوع المسيح رتل الملائكة فرحا وسرورا وظهر من السحاب أنغام طربه ٦ ـ كان يسوع المسيح من سلالة ملكية

__________________

١ ـ يرجع إلى كتاب تاريخ الهند المجلد الثانى من صفحة ٣١٧ ـ صفحة ٣٢٩ ـ ٣٣٦ وإنجيل لوقا الإصحاح ٣ إنجيل متى الإصحاح الثانى.

١٦٤

ولكنه ولد في غار بحال الذل والفقر.

٧ ـ لما ولد كريشنه أضىء الغار بنور عظيم وصار وجه ديفاك أمه يرسل أشعة نور ومجد.

٨ ـ ومن بعد ما وضعته صارت تبكى وتندب سوء عاقبة رسالته فكلمها وعزاها.

٩ ـ وعرفت البقرة أن كريشنه اله وسجدت له.

١٠ ـ وآمن الناس بكريشنه واعترفوا بلاهوته وقدموا له هدايا من صندل وطيب.

١١ ـ وسمع نبى الهنود (نارد) بمولد الطفل الإلهى كريشنه فذهب وزاره في (كركول) وفحص النجوم فتبين له من فحصها أنه مولود إلهى يعبد.

١٢ ـ أن كريشنا انبثق من الإله براهما الذى كان قبل الوجود حيث خالق العالم

٢. ويدعونه ملك اليهود ولكنه ولد في حالة الذل والفقر بغار في فلسطين ٧ ـ لما ولد يسوع المسيح أضىء الغار بنور عظيم أعيا بلمعانه عينى القابلة وعينى خطيب أمه يوسف النجار.

٨ ـ قال يسوع المسيح لأمه وهو طفل يا مريم أنا يسوع ابن الله وجئت كما أخبرك جبرائيل الذى أرسله أبى إليك وقد أتيت لأخلص العالم.

٩ ـ وعرف الرعاة يسوع وسجدوا له.

١٠ ـ وآمن الناس يسوع المسيح.

١١ ـ ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في عهد هيرودوس الملك إذ الماجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود.

١٢ ـ أن الأب هو الأصل والابن هو الكلمة التى تجسدت في المسيح وأن

١ ـ يرجع إلى كتاب فيشنوبرانا صفحة ٥٠٢.

٢ ـ تاريخ الهند المجلد الثانى ص ٣١١.

٣ ـ كتاب الديانات الشرقية.

٤ ـ كتاب الديانات القديمة المجلد

١ ـ انجيل لوقا اصحاح ٢.

٢ ـ انجيل لوقا اصحاح ٢.

٣ ـ انجيل متى اصحاح ٢.

١٦٥

وسمى نفسه الخالق وكريشنا هو الذى خلص بنى الإنسان بتقديم نفسه للصليب فداء عنهم ومن ثم يصورونه مصلوبا مثقوب اليدين والرجلين وعلى قميصه صورة قلب إنسان معلق وهناك إله آخر انبثق من الإله براهما ويدعى سيفا موكل بالخراب والفناء.

اعدام المسيح صلبا كان تكفيرا منه عن خطيئة آدم الأزلية بعد أن أكل من شجرة المعرفة فانتقلت الخطية إلى ذريته جيلا بعد جيل وإلى جميع نسله حتى افتداهم المسيح وخلصهم من هذه الخطيئة بقتله وصلبه ـ وهناك أقنوم ثالث ضمن ثالوث الإله هو روح القدس.

١٦٦

مقارنة بين ما يقوله عباد الوثنية في بوذا ابن الله

وبين ما يقوله النصارى المسيحيون في يسوع المسيح ابن الله

أقوال الهنود الوثنيين

في بوذا ابن الله

أقوال النصارى والمسيحيين

في يسوع ابن الله

١ ـ ولد بوذا من العذراء مايا بغير مضاجعة رجل.

٢ ـ كان تجسد بوذا بواسطة حلول روح القدس على العذراء مايا.

٣ ـ لما نزل بوذا من مقعد الأرواح ودخل في جسد العذراء مايا صار رحمها كالبلور الشفاف النقى وظهر بوذا منه كزهرة جميلة.

٤ ـ وقد دل على ولادة بوذا نجم ظهر في أفق السماء ويدعونه نجم المسيح.

٥ ـ ولد بوذا من العذراء مايا التى حل فيها الروح القدس يوم عيد الميلاد أى في ٢٥ كانون الأول.

٦ ـ لما ولد بوذا فرحت جنود السماء ورتلت الملائكة أناشيد المجد للمولود المبارك قائلين ولد اليوم بوذا على الأرض كى يعطى الناس المسرات والسلام ويرسل النور إلى المجالات المظلمة ويهب بصرا للعمى.

١ ـ ولد يسوع المسيح من العذراء مريم بغير مضاجعة رجل.

٢ ـ كان تجسد يسوع المسيح بواسطة حلول الروح القدس على العذراء مريم.

٣ ـ لما نزل اليسوع من مقعده السماوى ودخل في جسد مريم العذراء صار رحمها كالبلور الشفاف النقى وظهر فيه يسوع كزهرة جميلة.

٤ ـ وقد دل على ولادة يسوع نجم ظهر في الشرق ومن الواجب أن يدعى نجم المسيح.

٥ ـ ولد يسوع بن العذراء مريم التى حل فيها الروح القدس يوم عيد الميلاد أى في ٢٥ كانون الأول.

٦ ـ لما ولد يسوع فرحت ملائكة السماء والأرض ورتلوا الأناشيد حمدا للواحد المبارك قائلين المجد لله في الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة.

١٦٧

٧ ـ وعرف الحكماء بوذا وأدركوا أسرار لاهوته ولم يمض يوم على ولادته حتى جاء الناس ودعوه إله الآلهة.

٨ ـ وأهدوا بوذا وهو طفل هدايا من مجوهرات وغيرها من الأشياء الثمينة.

٩ ـ لما كان بوذا طفلا قال لأمه مايا أنه أعظم الناس جميعا.

١٠ ـ كان بوذا ولدا مخيفا وقد سعى الملك جمارا لقتله لما أخبروه أن هذا الغلام سينزع الملك من يده إن بقى حيا.

١١ ـ أن بوذا هو الابن الوحيد وأنه تجسد في الناسوت وقدم نفسه ذبيحة ليكفر عن ذنوب البشر ومن ثم يسمونه المسيح والمخلص والابن.

٧ ـ وقد زار الحكماء يسوع وأدركوا أسرار لاهوته ولم يمض يوم على ولادته حتى دعوه إله الآلهة.

٨ ـ وأهدوا يسوع وهو طفل هدايا من ذهب وطيب ومر.

٩ ـ لما كان يسوع طفلا قال لأمه مريم أنا ابن الله.

١٠ ـ كان يسوع ولدا مخيفا وسعى الملك هيردوس وراء قتله كى لا ينتزع الملك من يده.

١١ ـ أن الابن يسوع هو الكلمة التى تجسدت في المسيح نتيجة التقاء روح القدس بمريم العذراء وأنه صلب تكفيرا عن خطيئة آدم الأزلية التى انتقلت إلى ذريته حتى خلصهم المسيح بقتله وصلبه عن هذه الخطيئة.

١ ـ أنظر تاريخ الهند المجلد الثانى صفحة ٣١٧.

٢ ـ كتاب ديانة الهند الوثنية للولمبى صفحة ٨٢ ، ١٠٨ ،

٣ ـ كتاب تاريخ البوذيه صفحة ١٠٣ ، ١٠٤ تأليف بيل.

١ ـ أنظر إنجيل متى إصحاح ٢ عدد ١ ، ٢ وكذلك الإصحاح الأول.

٢ ـ كتاب الكونت امبرلى المدعو تحليل العقائد الدينية ص ٤٢٤.

٣ ـ إنجيل الطفولة إصحاح ١ عدد ٣.

١٦٨

الخاتمة

موضوع الوحى من أوسع الموضوعات وأدقها التى تناولها المفكرون الإسلاميون بالبحث والدرس والتحليل وإقامة الأدلة العقلية على إمكان الوحى وصحته وسلامته ، كذلك تناوله فريق كبير من المستشرقين في دراساتهم وأبحاثهم ، ولكن اتضح لنا ـ من خلال هذا البحث ـ الهوة الهائلة التى تفصل بين الفكرين : الفكر الإسلامى ، والفكر الغربى الاستشراقى ففي حين يقوم الأول على القرآن والسنة ، يقوم الثانى على العقل الأرسطى اليونانى. الأول يقوم على ميتافيزيقا القرآن ـ إذا جاز التعبير ـ والثانى يقوم على الميتافيزيقا الأرسطية وهى مخالفة كل المخالفة لإلهيات المسلمين.

الوحى كما جاء في القرآن الكريم وأخبرت به السنة تعليم خاص وهو المصدر الرئيسى لعلم الأنبياء ، وهو بعد ذلك تجربة شخصية ارتبطت أولا وأخيرا بمن تعرض لها ، وهو تجربة فرضت من الله ـ جل وعلا ـ ولم تأت قط بمشيئة إنسان.

إن أعظم دليل على نبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو لا يزال قائما ، موجودا بين أيدينا هو القرآن الكريم ، ذلك الذى أعجز أساطير البيان من العرب مع أنه منظوم من نفس الحروف والكلمات التى ينظمون بها كلامهم.

ولما أعجز القرآن أصحاب اللسان العرب ، فهو لغيرهم أعجز.

لقد ثبت عند جمهور العلماء ـ وعند اليهود والنصارى ـ تقرير نبوة الأنبياء بالمعجزات ـ فضلا عن الخبر ـ وثبت بدلالة الإخبار والحس والمشاهدة : ما أجرى الله جل وعلا على يدى محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم من معجزات حسية ، مادية ، تماما كالأحداث التى وقعت للأنبياء السابقين.

فإن ردوا التواتر قلنا : إن المعجزة لا تدل على الصدق ، فحينئذ تبطل نبوة سائر الأنبياء ، وإن اعترفوا بصحة التواتر ، واعترفوا بدلالة المعجزة على صدق من أجريت على يديه ـ ثم إنهما حاصلان في حق محمد ـ وجب الاعتراف قطعا بنبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضرورة عند الاستواء في الدليل لا بد من الاستواء في حصول المدلول (١)

وهم ـ أى أهل الكتاب ـ محجوجون بما ثبت عندهم من الأخبار عن الصادق المصدوق صلى‌الله‌عليه‌وسلم. كما بطل زعم العيسوية من اليهود : أن إرسال محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إلى العرب خاصة ، لان مقتضى تسليمهم برسالته إلى العرب أن يصدقوه في كل ما جاء

__________________

١ ـ الرازى : مناظرة في الرد على النصارى ص ٢٢ مصدر سابق.

١٦٩

به ، ومن بين ما جاء به ، قول الله جل وعلا (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً) [سبأ : ٢٨] بدا واضحا أن من أهم أهداف الاستشراق ، صد العقل الأوربى عن معرفة الإسلام الحق والوقوف عليه من مصادره ومنابعه الأصلية من ناحية أخرى محاولة تشكيك المسلمين في عقيدتهم وإضعاف روحهم المعنوية كى يخضعوا مستسلمين للاستعمار : العسكرى ثم الفكرى.

لقد أدرك المستشرقون أن قوة المسلمين تكمن في دينهم وأن روح المقاومة تكمن في عقيدتهم ، فسعوا جاهدين للنيل من الإسلام لتنهار روح المقاومة. وغير خاف ـ علينا ـ وسائلهم لتحقيق أهدافهم ـ فضلا تشويهاتهم ـ : من علمانية ، وجودية وفرويدية ، وبرمجاتيه و..

أما عن محاولة بعض المستشرقين رد القصص القرآنى إلى أصول يهودية مسيحية ، فقد باءت بالفشل ، للتباين الواضح بين هذه وتلك فضلا عن إفحام فريق آخر من المستشرقين لادعاءات الفريق الأول في هذا الصدد.

كما فشلت محاولات المستشرق الإنجليزى «مونتجمرى واط» ـ الذى يدعى الإيمان ـ رد القرآن الكريم إلى العنصر البشرى ممثلا في محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذلك حين حلل النبوة وأرجعها إلى ما أسماه التصور الخلاق أو التصور الخالق .....

creativeimmginat ion (١) ومعناه أن الوحى نوع من النشاط الذهنى غير العادى ، كما يظهر عند بعض الموهوبين ..

واتضح لنا أن القاسم المشترك بين المستشرقين ـ إلا قليل منهم ـ القدامى والمحدثين ، التشكيك في إلهية النص القرآنى ، والوحى إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يتورعوا عن دس الأكاذيب والأساطير ، كما فعل «هنرى لامانس» فى (كتابه فاطمة وبنات محمد) (٢). ويبدو أن هذا التوارث أمر طبيعى على اعتبار أن اللاحق ينقل عن السابق.

علما بأن التحرى العلمى يطلب من المستشرقين ـ وغيرهم من الباحثين ـ أن يتتبعوا جوهر حقيقة الإسلام حيث توجد في مظانها الأولى ، أى في القرآن وصحيح السنة ، لا أن يحكموا عليها من خلال وجهة نظر مستشرقين سابقين إليها ، مع ما عرف عنهم من عداء صريح للإسلام ونبى الإسلام.

__________________

١ ـ Muhammad ـ Prophetandst atesmanoxforduni ـ press : M.wat ٢٣٧p ، ١٩٧٨newyork

٢ ـ د. عبد الرحمن بدوى : موسوعة المستشرقين ص ٣٤٧ ـ ٣٤٩ مصدر سابق.

١٧٠

ذكرت المستشرقة الإنجليزية «تشاريس وادى» أن الغربيين لم يعرفوا الإسلام إلا من الغربيين ، ولم يعرفوه من أهله ولا من مصادره ، فهم عرفوه من أعدائه (١) ، ولو أن هؤلاء حذقوا اللغة العربية وتذوقوا بلاغة القرآن لأدركوا إعجازه وأنه تنزيل من حكيم حميد. وقد اعترف المستشرق «أندرسون». رئيس قسم قوانين الأحوال الشخصية المعمول بها في العالم الإسلامى ـ في جامعة لندن ـ وهو متخرج من كلية اللاهوت في جامعة كمبريج ، اعترف بأنه تعلم اللغة العربية من دروس اللغة العربية التى كان يلقيها بعض علماء الأزهر في الجامعة الأمريكية في القاهرة ساعة في كل أسبوع لمدة سنة واحدة (٢).

وقد حصل الدكتور طيباوى على معلومات مفصلة موثوقة من أحد الطلبة ممن درس اللغة العربية ـ في جامعة كمبردج ـ خلال فترة ثلاث سنوات وبالتالى منحته الجامعة في آخرها درجة الليسانس من الدرجة الأولى مع مرتبة الشرف : وهنا نشير فقط إلى المادة ومدرسها

ـ اللغة العربية الفصحى (المدرس : لاينز).

ـ اللغة العربية الحديثة (المدرس : هوبكنز).

والكتاب الذى يدرس : كتاب هنرى بيريس : الأدب العربى والإسلام

وكتاب نجيب محفوظ : اللص والكلاب.

وكتاب أحمد أمين : كتاب حياتى.

وكتاب كان يا ما كان : لمخائيل نعيمة. وكتاب توفيق الحكيم : يوميات نائب في الأرياف

(المدرس هو بكنز يساعده أحد الطلبة العرب) ـ القواعد العربية والقرآن (المحاضر : الطالب العربى المذكور أعلاه).

أما عدد الساعات وعدد الطلبة وكثرة غياب المدرس ، أنظر المرجع المذكور. (٣)

وقد تبين أنه مهما ادعى الملتزم من المستشرقين المنهجية وعدم جرح مشاعر المسلمين ـ كما ادعى «واط» في مقدمة كتاب «محمد في مكة» ـ فإنه سرعان ما يتخلى عن منهجيته وأمانته ، فمهما «كان المستشرق ملتزما بقواعد البحث

__________________

١ ـ Themuslemmind نقلا عن : د. عبد الجليل شلبى : ر د مفتريات .. ص ١٠٤ مصدر سابق.

٢ ـ د. مصطفي السباعى : الاستشراق والمستشرقون ص ٥١ مصدر سابق.

٣ ـ د. عبد اللطيف الطيباوى : المستشرقون الناطقون بالانجليزية ص ١٦٧ ـ ١٧٤.

١٧١

التاريخى وأصوله فإنه من خلال رؤيته التاريخية ، وتغربه يمارس نوعا من التكسير والتجريح في كيان السيرة ونسيجها ، فيصدم الحس الدينى ، ويرتطم بالبداهات الثابتة ... وهو من خلال منظوريه : العقلى والوضعى يسعى إلى فصل الروح عن جسد السيرة ويعاملها كما لو كانت حقلا ماديا للتجارب والاستنتاجات وإثبات القدرة على الجدل ..». (١)

وإلى جانب هذا الخط العام للاستشراق ، تبين وجود فئة قليلة أنصفت الإسلام والنبى محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم في جل كلامها وأبحاثها ، وإن كان بدرجة محدودة نظرا للخلفية الفكرية والثقافية والاجتماعية الضاغطة عليهم.

وقد صدرت أصوات إسلامية تحذيرية حتى لا يخدعنا الأسلوب الحديث للمستشرقين في تناولهم للإسلام.

«فالمفكرون المسلمون يعرفون جميعا أنه في العقدين الأخيرين قد تراجع الاستشراق عن أسلوبه القديم المباشر واستعمل أسلوبا أشد مكرا ، وأسوأ سبيلا ، وهو محاولة الدخول في الموضوعات من باب التقدير والمدح حتى يخدع القارئ ويكسب ثقته ، ثم لا يلبث بعد ذلك أن يثير شبهات خفيفة متتالية في إطار هذا التقدير العام الكاذب ، وقد تنبه كثير من الباحثين المسلمين اليقظين ، وأشاروا إلى خطورته وحذروا من الانخداع له» (٢)

ونسوق مقالا واحدا على هذا الخداع الذى حذر منه علماء المسلمين : جوستاف قرونبوم : «VonGrunebaum» يتحدث عن قبول العرب للدين الإسلامى فيقول :

١ ـ إن نظامه الدينى من أشد النظم والديانات إحكاما وأعظمها توافقا وتماسكا.

٢ ـ كان هذا النظام ينطوى على أجوبة مقنعة للمسائل الى كانت تشغل مواطنيه كما كان يتجاوب وروح العصر.

٣ ـ إنه رفع العالم الناطق بالعربية إلى مستوى العوالم الأخرى ذات الكتب المنزلة (٣)

__________________

١ ـ د. عماد الدين خليل : المستشرقون والسيرة ص ٦ مصدر سابق.

٢ ـ انور الجندى : شبهات التغريب في غزو الفكر الاسلامى ص ٢٩ المكتب الاسلامى / دمشق ، بيروت ١٩٧٨ ، د. محمود حمدى زقزوق : الاستشراق والخلفية الفكرية ... مصدر سابق.

٣ ـ جوستاف قرونبوم : حضارة الاسلام. ترجمة عبد العزيز جاويد ص ٩٨. القاهرة دار مصر للطباعة ١٩٥٦ م.

١٧٢

كلام المستشرق يوحى بالموضوعية والإقرار بالحقيقة فهل استمر والتزم بهذه الموضوعية في طول كتابه وعرضه؟ لننظر إليه يقول ـ بعد هذا الإطراء ـ : «كان الهواء يفوح بالزهد وكان الزهاد يحرمون الخمر ، ويستحبون الاعتدال الجنسى ، وكما حدث في الإسلام بعد ذلك فالراجح أن العناصر المسيحية غلبت اليهودية في تكوين وجهات نظرهم وسننهم ، ولكن العربى الذى كان يبحث عن الصدق لم يكن يعنيه كثيرا ممن يأخذ آراءه الدينية التى يستولى عليها ، ذلك أن حرمانه من كل ميراث قومى أجبره على الأخذ من مختلف العقائد» (١)

ومع أننا رددنا مثل هذه الادعاءات الكاذبة ، الضالة المضلة لأمثال هذا المستشرق ، إلا أننا ننبه : كيف أنه يتسلل برفق ولين ودهاء ، دون ضجيج ، ودون الإعلان عن خبيئة نفسه إلى التشكيك في القرآن الكريم.

إننا نحمد الذى أحسن وأنصف ـ فقد أنصف نفسه واحترم عقله ـ غير أننا لا ينبغى أن نستنيم إلى المديح حتى لا نخدر.

المآخذ علي جل المستشرقين ومناهجهم فيمكن اجمالها في الآتي :

١ ـ انتقاء الضعيف الشاذ من الروايات طالما أنها تحقق أهدافهم ، والإعراض عن الروايات الصحيحة المتواترة.

٢ ـ البعد عن الموضوعية ، والتأسيس على موقف مسبق مثل : «الإسلام لا يمثل منافسا رهيبا فحسب بالنسبة إلى الغرب ، بل إنه يمثل كذلك تحديا متأخرا للمسيحية» (٢) مما يتنافى وما يزعمه المستشرق (بارت) ٣ ـ مثلا ـ من نوايا علمية خالصة.

وتفتقد الموضوعية تماما في تناولهم للإسلام ، أما عند ما يتناولون البوذية والهندوكية وغيرهما يكونون موضوعيين في عرضهم لهذه الديانات (٤)

٣ ـ الرجوع إلى آراء وكتابات مستشرقين قدامى عرف عنهم العداء الشديد والخصام الألد للإسلام والمسلمين ، مما يؤكد التماثل بين الصورة ـ السيئة ـ التى ينظمها المحدثون للإسلام والصورة السيئة التى وضعها القدامى مع ادعاء المحدثين

__________________

١ ـ المصدر السابق ، مصطفي نصر المسلاتى : الاستشراق. السياسى ص ٤٢ مصدر سابق وأيضا : هاملتون جب : دراسة في حضارة الاسلام ، وأيضا : مونتجمرى واط؟ WhatisIslam

٢ ـ ادوارد سعيد : تغطية الاسلام ... ص ٣٦ ترجمة سميرة نعيم خورى بيروت ١٩٨٣ م.

٣ ـ بارت : المرجع السابق ص ١٠.

٤ ـ د. محمود حمدى زقزوق : السابق ص ١٤١.

١٧٣

الموضوعية ، ومعالجة أخطاء القدامى.

ويعترف «سوذرن» بذلك ، فيقول : «... وهكذا فإنه في ضوء العهد القديم الذى جعل فيه المسلمين أعقابا لإسماعيل ـ وجعلهم أعقابا لهاجر الجارية المصرية ـ أمكن فهم أخلاق وسلوك هؤلاء ـ أى المسلمين ويطلق عليهم الرازانيون ـ وما كان (بدا) ـ هو عالم بنصوص الكتاب المقدس في أوائل القرون الوسطى ـ أول من فعل ذلك ، كما لم يكن الأخير ، بيد أن أهمية ما قام به تكمن في أنه أول من أدخل المسلمين في تفسير العهد القديم وصار الآخر بعده بمثابة كليشية يستعمله الجميع في شروح الكتاب المقدس وخارجها» (١)

٤ ـ وبمقتضى ما سبق فإن الزعم بأن الاستشراق المعاصر قد تخلى عن الأفكار القديمة والتى كانت تسيء إلى الاسلام ونبى الإسلام ، غير صحيح ، فمن الواضح أن صورة العصور الوسطى النصرانية للإسلام قد ظلت في جوهرها دون تغيير ، وإنما نفضت عنها الثياب القديمة لأجل أن تضع عليها ثيابا جديدة أقرب إلى العصر ، وتتعدد أمثلة الإصرار على الأفكار العتيقة سواء فيما يتعلق بالقرآن ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أو ما يتعلق منطقيا بالعقيدة والشريعة والتاريخ في الإسلام» (٢)

٥ ـ الاضطراب ـ أو قل الفوضى ـ في تطبيق المناهج ، كمحاولاتهم إخضاع ما هو غيب مناهج مادية صرفة ، علما بأنه إذا أخضع الغيب للحس والعقل لا يكون غيبا ولا يكون دينا (٣)

من ناحية أخرى لا يريد المستشرقون أن يستغل المسلمون نفس المقاييس التى استخدموها للتشكيك في الإسلام ، لأنه لو تمكن المسلمون من استغلالها وتطبيقها على عقيدة المستشرقين لاضطر هؤلاء إلى أن يسلموا على الأقل بأن الدين لا يجب أن يخضع لمثل هذه المقاييس.

يقول الدكتور مصطفي السباعى : «... ترى لو استعمل المسلمون معايير النقد العلمى التى يستعملها المستشرقون في نقد القرآن والسنة ، في نقد كتبهم المقدسة ، وعلومهم الموروثة ، ما ذا كان يبقى لهذه الكتب المقدسة والعلوم التاريخية عندهم من

__________________

١ ـ ريتشارد سوزرن : صورة الاسلام في أوربا في القرون الوسطى ص ٥٣ بيروت ١٩٨٤ م.

٢ ـ د. طيباوى : المصدر السابق ص ٣٥.

٣ ـ أنظر : مباحث في المعرفة في الفكر الاسلامى للمؤلف ، د. حسن حنفى : التراث والتجديد ص ٩٠ ١٠١ مصدر سابق.

١٧٤

قوة؟ وما ذا يكون فيها من ثبوت» (١)؟

وأخيرا ، لما ذا يقتصر عملنا على درس ما يكتبه المستشرقون والرد على ما يزعمون؟ لما ذا لا يتخصص منا من يقوم بدراسة تراثهم الدينى والفكرى وعرضه على مناهجهم ليتعرى ، ويظهر ما فيه من خلل ومثالب؟ لا أقصد بالطبع الأعمال الفردية التى تظهر هنا وهناك ، إنما أعنى عملا جماعيا مخططا له تخطيط علمى.

فهل آن لمؤسساتنا : العلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية والإعلامية ، ... أن تأخذ المبادأة؟

أما بحثنا هذا فهو بداية لينطلق منها شباب الباحثين منافحين عن ما هم عليه من تفوق ، ذابين عن نبيهم فلا ينال منه عرق ينبض ...

والله ولينا ، وهو نعم المولى ونعم النصير.

المدينة المنورة

٢٩ ربيع الأول ١٤١٤ ه‍ ـ

١٥ سبتمبر ١٩٩٣ م

__________________

١ ـ د السباعى الاستشراق والمستشرقون ص ٦٤ ـ ٦٥ مصدر سابق.

١٧٥
١٧٦

قائمة بالمراجع

أ ـ مراجع القرآن الكريم وتفسيره :

* المصحف.

١ ـ ابن كثير. : تفسير القرآن العظيم. ط. الشعب ، الحلبي بمصر

٢ ـ احمد بن منير الاسكندري : الانتصاف بهامش الكشاف للزمخشري. الطبعة الاولى. الشرقية

٣ ـ فخرالدين الرازي. : مفاتيح الغيب الطبعة الثانية طهران

٤ ـ القرطبي. : الجامع لاحكام القرآن. كتاب الشعب. مصر

٥ ـ محمود بن عمر الزمخشري. : الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل الطبعة الاولى. المطبعة الشرقية.

ب ـ مراجع السنة :

٦ ـ ابن حجر العسقلاني. : فتح الباري شرح صحيح البخاري ١٣٧٩ هـ.

٧ ـ ابن كثير. : السيرة النبوية الحلبي بمصر.

٨ ـ ابن هشام. : السيرة النبوية تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد. المدني بمصر.

٩ ـ البخاري. : الصحيح طبعة عيس الحلبي مصر

١٠ ـ القسطلاني. : إرشاد السارى لشرح صحيح البخاري. مصر ١٣٠٤ هـ.

١١ ـ مسلم. : الصحيح بشرح النووي. دار الفكر بيروت.

ج ـ المراجع العربية :

١٢ ـ ابراهيم بيومي مدكور (الدكتور) : في الفلسفة الاسلامية منهج وتطبيقه. دار المعارف ط ٣.

١٣ ـ ابراهيم خليل احمد (الدكتور) : محمد في التوراة والانجيل والقرآن. دار المنار. مصر ١٤٠٩ هـ ١٩٨٩.

١٤ ـ ابراهيم اللبان : المستشرقون والاسلام. القاهرة ١٩٧٠ م.

١٥ ـ ابن تيمية : الرد على المنطقيين ط لاهور ١٣٩٦ هـ ـ ١٩٧٦ م.

١٧٧

: نقض المنطق. مكتبة السنة المحمدية بمصر.

: النبوات. القاهرة ١٣٨٦ هـ

: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (٤ أجزاء) مطابع المجد التجارية العقيدة الوسطية. شرح وتعليق د. محمد خليل هراس. ط ٤ من مطبوعات الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة.

١٦ ـ ابن حزم : الفصل في الملل والنحل. مكتبة السلام (ب. ت).

١٧ ـ ابن خلدون : المقدمة. كتاب الشعب. دار القلم بيروت ١٩٨٤ م.

١٨ ـ ابن سعد. : الطبقات. طبعة بيروت.

١٩ ـ ابن القيم : مدارج السالكين. دار الكتاب العربي. بيروت ١٣٩٢ هـ.

: مختصر الصواعق المرسلة مكتبة المتنبي (ب. ت).

٢١ ـ ابن منظور. : لسان العرب دار المعارف بمصر ١٩٨٢ م.

٢٢ ـ ابن الهيثم (الحسن) : مقال الشكوك على بطليموس. تحقيق د. عبدالحميد صبرة. القاهرة ١٩٧١ ٢٣.

٢٣ ـ ابوبكر الجزائري. : هذا الحبيب (محمد صلى الله عليه وآله). مكتبة لينة بدمنهور / مصر ١٤٠٨ هـ ـ ١٩٨٨ م.

٢٤ ـ ابوالحسن الندوي. : الاسلام والمستشرقون. ط ندوة العلماء لكنهو. الهند (ب. ت).

٢٥ ـ د. أحمد سمايلوفتش (الدكتور) : فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر دارالمعارف بمصر ١٩٨٠ م.

٢٦ ـ أحمد الشرباصي. : التصوف عند المستشرقيين. القاهرة ١٩٦٦

٢٧ ـ أحمد شلبي (د). : مقارنة الاديان : المسيحية.

٢٨ ـ أحمد عبدالرحيم السائح (الدكتور) : العلاقة بين الاستشراق والتبشير (الكتاب الدوري لقسم الاستشراق بكلية دعوة بالمدينة المنورة. العدد الاول ١٤١٣ هـ ـ ١٩٩٣).

٢٩ ـ أنور الجندي : شبهات التغريب في غزو الفكر الاسلامي المكتب الاسلامي دمشق / بيروت ١٩٧٨ م.

٣٠ ـ الاسفراييني (ابوالمظفر عماد الدين). : التبصير في الدين ١٣٥٩ هـ.

١٧٨

٣١ ـ الإيجي (عبدالرحمن) : شرح المواقف. المطبعة العامرة ١٢٩٢ هـ.

٣٢ ـ الباقلانی : إعجاز القرآن. بهامش الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ط ٣ الحلبي مصر.

٣٣ ـ البغدادي : أصول الدين. الخانجي بمصر ١٣٤٦ هـ.

٣٤ ـ البيهقي : دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة ط أولى. دار النصر بالقاهرة.

٣٥ ـ الجرجاني : الرسالة الشافية تحقيق د. زغلول سلام ، د. محمد خلف الله دار المعارف بمصر.

٣٦ ـ جواد علي (الدكتور) : تاريخ العرب في الاسلام. بيروت ١٩٨٣ م.

٣٧ ـ الجويني. : الارشاد الى قواطع الادلة. تحقيق د. محمد يوسف موسى مطبعة السعادة بمصر ١٩٥٠ م.

٣٨ ـ حسن حنفى (الدكتور) : مقدمة في علم الاستغراب. الدار الفنية ١٩٩١ م.

٣٩ ـ : التراث والتجديد. مكتبة الجديد.

٤٠ ـ : دراسات اسلامية دار التنوير ١٩٨٨ م.

٤١ ـ حسين الهراوي. : المستشرقون والاسلام. مطبعة المنار ١٩٣٦.

٤٢ ـ الحكيم السموءل : بذل الجهود في افحام اليهود. تحقيق د. عبدالوهاب الطويلة الدار الشامية بيروت.

٤٣ ـ الدهلوي. : حجة الله البالغة. دارالتراث القاهرة.

٤٤ ـ الرازي (فخرالدين) : أصول الدين. دارالكتاب العربي القاهرة.

: محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين دار الكتاب العربي ١٩٨٤ م.

: مناظرة في الرد على النصارى. تحقيق عبدالمجيد النجار. بيروت ١٩٨٦.

٤٥ ـ رحمة الله الهندي. : اظهار الحق.

٤٦ ـ الرماني : النكت في اعجاز القرآن. تحقيق د. زغلول سلام ، د، محمد خلف الله دارالمعارف بمصر.

١٧٩

٤٧ ـ رشيد رضا : الوحي المحمدي. القاهرة ١٣٨٠ هـ ١٣٦٠ هـ.

٤٨ ـ زكريا هاشم : المستشرقون والاسلام. المجلس الاعلى للشئون الاسلامية ١٩٦٥.

٤٩ ـ ساس سالم الحاج (الدكتور) : الظاهرة الاستشراقية مالطا ١٩٩١ م.

٥٠ ـ سيد قطب. : التصوير الفني في القرآن دارالمعارف بمصر ١٩٦٦ م.

٥١ ـ السيوطي. : الاتقان في علوم القرآن ط ٣ الحلبي بمصر.

٥٢ ـ الشاطبي. : الاعتصام. الاسكندرية (ب. ت).

٥٣ ـ الشهرستاني. : الملل والنحل بهامش الفصل لابن حزم ١٩٦٨ م.

٥٤ ـ الطبري. : تاريخ الطبري تحقيق محمد ابوالفضل ابراهيم ط ٤ دار المعارف.

٥٥ ـ د. طه حسين. : في الأدب الجاهلي. القاهرة ١٩٥٨ م.

٥٦ ـ د. عائشة عبدالرحمن. : تراثنا بين ماض وحاضر. ط معهد البحوث والدراسات العربية القاهرة. ١٩٦٨ م.

٥٧ ـ عباس محمود العقاد : مطلع النور سلسلة كتاب الشهر بمصر ديسمبر ١٩٦٨ م.

٥٨ ـ عبدالجليل شلبي (الدكتور) : الاسلام والمستشرقون. دارالشعب القاهرة.

٥٩ ـ عبدالجليل شلبي (الدكتور) : رد مفتريات على الاسلام. دارالقلم الكويت ١٤٠٢ هـ ١٩٨٢ م.

٦٠ ـ عبدالحليم محمود (الدكتور). : التفكير الفلسفي في الاسلام ط ٣ ـ ١٩٦٨ م.

٦١ ـ عبدالحميد غراب (الدكتور) : رؤية اسلامية للاستشراق ١٤٠٨ هـ.

٦٢ ـ عبدالرحمن آل الشيخ : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد. دار الفكر بيروت ١٤٠٩ هـ ١٩٨٩.

٦٣ ـ عبدالرحمن بدوي (الدكتور) : موسوعة المستشرقين. دارالعلم للملايين بيروت ١٩٨٩ م.

٦٤ ـ عبدالعظيم الديب (الدكتور) : المستشرقون والتراث البحرين ١٤٠٦ هـ ـ ١٩٨٦ م.

٦٥ ـ عبدالعظيم المطعني (الدكتور) : الاسلام في مواجهة الاستشراق العالمي دار الوفاء بمصر ١٤٠٧ هـ ١٩٨٧ م.

٦٦ ـ عدنان وزان (الدكتور) : الاستشراق والمستشرقون ط. رابطة العالم الاسلامي (مكة المكرمة) ط ١٤٠٤ هـ.

٦٧ ـ عبداللطيف السكر : الوحي الى الرسول صلى الله عليه وآله.

١٨٠