الغريب المصنّف - ج ١

أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي

الغريب المصنّف - ج ١

المؤلف:

أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي


المحقق: محمّد المختار العبيدي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: بيت الحكمة
الطبعة: ٠
ISBN: 9973-911-12-1
الصفحات: ٤٠٦
الجزء ١ الجزء ٢

والسَّمَارُ مثل السَّجَاجِ. وقال (٥) الكسائي : يقال منه : سَمَرْتُ اللّبن ، ومن الضَّيَاحِ ضَيَّحْتُهُ (٦). وقال (٧) أبو زيد : والْخَضَارُ من اللّبن مثل السَّمَارِ والسَّجَاجِ ، والْمَهْوُ منه الرقيقُ الكثير الماء ، وقد مَهُوَ مَهَاوَةً. وقال (٨) الفراء : الْمَسْجُورُ(٩) الذي ماؤه أكثر من لبنه. وقال (١٠) الأموي : والنَّسْءُ مثله ، وأنشدنا (١١) لعروة بن الورد : [وافر]

سَقَوْنِي النَّسْءَ ثُمَّ تَكَنَّفُونِي

عُدَاةَ اللهِ مِنْ كَذِبٍ وَزُورِ

بَابُ (١) رَغْوَةِ اللَّبَنِ وَدُوَايَتِهِ

قال (٢) أبو زيد : الثُّمَالَةُ من اللّبن رُغْوَتُهُ. وقال (٣) أبو عبيدة : والْحُبَابُ ما اجتمع من ألبان الإبل خاصّة فصار كأنّه زبد. قال : وليس للإبل زُبْدٌ (٤) ، إنّما هو شيء يجتمع فيصير كأنّه زبد. وقال (٥)

__________________

(٥) سقطت في ت ٢ وز.

(٦) في ز : وضيّحته من الضيّاح.

(٧) سقطت في ت ٢ وز.

(٨) سقطت في ت ٢ وز.

(٩) في ت ٢ : والمسجور.

(١٠) سقطت في ت ٢ وز.

(١١) في ز : وأنشد.

(١) سقطت في ت ٢.

(٢) سقطت في ت ٢ وز.

(٣) سقطت في ت ٢ وز.

(٤) عبارة : «وليس للابل زبد» وردت في ت ٢ في الجملة الموالية من نفس الباب بعد اسم الأصمعي.

(٥) سقطت في ت ٢ وز.

٢٢١

الأصمعي : الدَّاوِي من اللّبن الّذي تركبه جُلَيْدَةٌ فتلك الْجُلَيْدَةُ تسمّى الدُّوَايَةَ ، فإذا أكلها الصّبيانُ قيل (٦) : إدَّوَوْهَا / ٥٢ ظ /. وقال (٧) الكسائي : هي الدِّوَايَةُ والدُّوَايَةُ ، وقد دَوَّى اللّبن إذا فعل ذلك.

بَابُ أَسْمَاءِ اللَّبَنِ (١)

قال (٢) أبو عمرو : الرِّسْلُ هو اللّبن ما كان ، وكذلك [الرِّسْلُ] (٥) من الشّيء بالكسر أيضا. وقال (٤) الكسائي : الرِّسْلُ اللّبن والرَّسَلُ الإبل. أبو عمرو : الْغُبْرُ بقية اللّبن في الضّرع ، وجمعه أَغْبَارٌ. وقال (٥) أبو زيد : الإحْلَابَةُ أن يَحْلُبَ (٦) لأهلك وأنت في المرعي لَبَنًا ثمّ يبعث به إليهم ، يقال منه : أَحْلَبْتُهُمْ إحْلابًا ، واسمُ اللّبن إحْلَابَةٌ (٧) ، قال : والْمَاضِرُ(٨) من اللّبن الذي يَحْذِي اللّسان قبل أن يُدرك ، وقد مَضَر يَمْضُرُ مُضُورًا ، وكذلك النّبيذُ. قال : وقال (٩) أبو البيداء (١٠) : اسمُ مُضَرٍ مشتقّ منه (١١). [قال أبو عبيد : ولم نسمع العرب تقول مَضَرَ في النّبيذ](١٢).

__________________

(٦) في ز : قلت.

(٧) سقطت في ت ٢ وز.

(١) سقط عنوان الباب في ت ٢.

(٢) سقطت في ت ٢ وز.

(٣) زيادة من ت ٢ وز.

(٤) سقطت في ت ٢ وز.

(٥) سقطت في ت ٢ وز.

(٦) في ت ٢ وز : أن تحلب.

(٧) في ت ٢ وز : الإحلابة (بالتعريف).

(٨) في ت ٢ : والماضم. وهو خطأ.

(٩) سقطت في ز.

(١٠) كان أبو البيداء الرياحي راوية للشعر وكان ابن سلام الجمحي يعتمده كثيرا في رواية الشعر انظر الطبقات ج ١ / ٣٧٧ و ٤٣٣ وج ٢ / ٥٩٩.

(١١) في ز : مشتق من هذا.

(١٢) زيادة من ت ٢.

٢٢٢

بَابُ (١) عُيُوبِ اللّبَنِ

قال (٢) الأصمعي : الْخَرَطُ [من اللّبن](٣) أن يصيب الضَّرْعَ عَيْنٌ ، أو تَرْبِصَ الشّاة ، أو تَبْرُكَ النّاقةُ [على ندًى](٤) فيخرُجَ اللّبن متعقّدًا كأنّه قِطَعُ الأَوْتَارِ ، ويخرج منه (٥) ماءٌ أصفرُ. يقال : أَخْرَطَتِ الشّاةُ والنّاقةُ فهي مُخْرِطٌ والجمع مَخَارِيطُ ، فإذا كان [ذلك](٦) عادة لها فهي مِخْرَاطٌ. فإذا احمرّ اللّبن (٧) ولم يُخرِطْ فهي مُمْغِرٌ ومُنْغِرٌ. فإذا كان [ذلك](٨) عادة لها (٩) فهي مِمْغَارٌ ومِنْغَارٌ.

بَابُ (١) الزُّبْدِ يُذَابُ لِلسَّمَنِ

قال أبو زيد (٢) : الزُّبْدُ حين يجعل في الْبُرْمَةِ ليطبخ سمنا فهو الإذْوَابُ (٣) / ٥٣ و/ وَالإذْوَابَةُ. فإذا جَادَ وخَلُصَ اللّبن من الثُّفْلِ فذلك اللّبن الأَثْرُ والإخْلَاصُ. والثُّفْلُ أن يكون أسفل هو الخُلُوصُ (٣). [أبو زيد](٤) : وإن

__________________

(١) سقطت في ت ٢.

(٢) سقطت في ت ٢ وز.

(٣) زيادة من ت ٢ وز.

(٤) زيادة من ت ٢ وز.

(٥) في ز : يخرج معه.

(٦) زيادة من ٢ وز.

(٧) في ت ٢ وز : احمرّ لبنها.

(٨) زيادة من ٢ وز.

(٩) زيادة من ت ٢ وز.

(١) سقطت في ت ٢.

(٢) سقطت قال في ت ٢ وز.

(٣) في ت ٢ وز : الثفل الذي يكون أسفل فهو الخلوص.

(٤) زيادة من ت ٢ وز.

٢٢٣

اختلط اللّبن بالزّبد قيل ارْتَجَنَ. وقال (٥) الأموي : يقال (٦) قَرَدْتُ في السّقاء قَرْدًا جمعت السمن فيه. قال (٧) الكسائي : ويقال لِثُفْلِ السّمن : الْقِلْدَةُ والْقِشْدَةُ والْكُدَادَةُالْكُدَادُ] (٨)

بَابُ الشَّرَابِ

قال (١) الأصمعي : أقلّ الشّرب التَّغَمُرُّ ، يقال : تَغَمَّرْتُ ، وهو مأخوذ من الْغُمُرِ وهو (٢) الْقِدْحُ الصغير. وقال (٣) أبو عمرو : أَمْغَذَ الرّجلُ إمْغَاذًا إذا أكثر من الشرب (٤) ، فإن شرب دون الرّيّ قال : نَضَحْتُ الرّيّ بالضّاد ، فإن شرب حتّى يروى (٥) قال : نَصَحْتُ بالصّاد (٦) الرِّيَ نَصْحًا ، وبَضَعْتُ به ونَقَعْتُ به (٧) ، وقد أَبْضَعَنِي وأَنْقَعَنِي. والنَّشْحُ والنَّضْحُ واحد (٨). قال ذو الرّمة : [بسيط]

فَانْصَاعَتِ الْحُقْبُ لَمْ تَقْصَعْ صَرَائِرَها

وَقَدْ نَشَحْنَ فَلَا رِيٌّ وَلَا هِيمُ (٩)

__________________

(٥) سقطت في ت ٢ وز.

(٦) سقطت في ز.

(٧) سقطت في ت ٢ وز.

(٨) زيادة من ز.

(١) سقطت في ت ٢ وز.

(٢) سقطت في ٢.

(٣) سقطت في ت ٢ وز.

(٤) في ز : من الشراب.

(٥) سقطت عبارة : «فإن شرب حتّى يروى» في ز.

(٦) سقطت في ز.

(٧) سقطت : به في ت ٢.

(٨) وردت «والنشح والنضح واحد» في ز بعد عبارة : قال : نصحت بالصّاد.

(٩) سقط شطر البيت الأوّل في ت ٢. والبيت في الديوان ص ٦٦٩.

٢٢٤

أبو زيد : نَقَعْتُ به (١٠) ومنه أنْقَعُ نُقوعًا ، وبَضَعْتُ به ومنه أبْضَعُ بُضُوعًا. قال (١١) الأصمعي : فإنْ جَرَعَهُ جَرْعًا فذلك الغَمْجُ ، وقد غَمَجَ يَغْمُجُ (١٢). وقال (١٣) الكسائي : فإن أكثر منه قيل لَغَى بالماء يَلْغَى. أبو زيد : فإنْ غَصَّ به فذلك الْجَأْزُ فقد جَئِزْتُ أَجْأَزُ (١٤). فإن أكثر منه وهو في ذلك لا يروى ، قال : سَفِفْتُ الماء أَسِفُّهُ سَفًّا ، وَسَفِتُّهُ أَسْفَتُهُ سَفْتًا ، / ٥٣ ظ / قال (١٥) الكسائي : سَفِهْتُهُ أَسْفَهُهُ إذا أكثرت فلا يروى ، والله أَسْفَهَكَهُ ، قال (١٦) اليزيدي : وكذلك بَغُرْتُ بالماء بَغْرًا ، ومَجِرْتُ مَجَرًا. وقال (١٧) أبو الجرّاح : فإذا كَظَّهُ الشرابُ وثَقُلَ في جوفه فذلك الإعْظَارُ وقد أَعْظَرَنِي الشراب. وغيره التَّرَشُّفُ الشربُ بالمَصِّ. الأصمعي : تَحَبَّبَ الْحِمَارُ (!) إذا امتلأ من الماء. ومنه : والْمُجَدَّحُ (١٨) الشّرابُ الْمُخَوَّضُ بِالْمِجْدَاحِ. وقال (١٩) الحطيئة : [طويل]

فَقَالَتْ شَرَابٌ بَارِدٌ فَاشْرَبَنَّهُ

وَلَمْ تَدْرِ مَا خَاضَتْ لَهُ بِالْمَجَادِحِ (٢٠)

__________________

(١٠) في ت ٢ : قد نقعت به.

(١١) سقطت في ت ٢ وز.

(١٢) سقطت : وقد غمج يغمج في ز.

(١٣) سقطت في ت ٢ وز.

(١٤) سقطت : «فإن غصّ ... أجأز» في ز.

(١٥) سقطت في ت ٢ وز.

(١٦) سقطت في ت ٢ وز.

(١٧) سقطت في ز.

(١٨) في ز : المجدّح (بلا واو).

(١٩) في ت ٢ وز : قال.

(٢٠) صدر البَيْت ساقط في ت ٢ وز. وهو في الديوان ص ١٣٠ مع اختلاف في العجز : ولم يَدْرِ.

٢٢٥

وقال (٢١) أبو زيد : فإن شرب من السَّحَرِ فهي الشَّرْبَةُ (٢٢) الْحَاشِرِيَّةُ ، [يعني](٢٣) حين حَشْرِ الصبح وهو طلوعه ، وإذا سقى غيرَه أيّ شرابٍ كان ومتى كان قال : صَفَحْتُ الرجلَ أصْفَحُهُ صَفْحًا ، وقال (٢٤) الأصمعي : فإن مَجَّ الشرابَ قال : أَزْغَلْتُ زُغْلَةً أي مَجَجْتُ مَجَّةً. وقال أيضا : تَغَفَّقْتُ الشراب تَغَفُّقًا شربته. الأموي : اقْتَمَعْتُ ماءً (٢٥) في السّقاء شربته كلّه وأخذته. غيره : الْغُرْقَةُ مثل الشَّرْبَةِ. قال الشّماخ يصف الإبل :

[بسيط]

تُضْحِي وَقَدْ ضَمِنَتْ ضَرَّاتُهَا غُرَقًا

مِنْ نَاصِعِ اللَّوْنِ حُلْوِ الطَّعْمِ مَجْهُودِ

[ويروى حلو غير مجهود أجودُ](٢٦).

والنُّغْبَةُ الْجُرْعَةُ وجمعها نُغَبٌ قال ذو الرمة : [بسيط]

حَتَّى إذَا زَلَجَتْ عَنْ كُلِّ حُنْجُرَةٍ

إلَى الْغَلِيلِ وَلَمْ يَقْصَعْنَهُ نُغَبُ (٢٧)

/ ٥٤ و/ وقال (٢٨) الفراء : صَئِبَ (٢٩) وَقَئِبَ وَذَئِحَ إذا أكثر من شرب

__________________

(٢١) سقطت في ت ٢ وز.

(٢٢) سقطت في ت ٢.

(٢٣) زيادة من ت ٢.

(٢٤) سقطت في ت ٢ وز.

(٢٥) في ت ٢ : اقتمعت ما ...

(٢٦) زيادة من ت ٢. والبيت في الديوان ص ١١٧ مع اختلاف :

تصبح وقد

 ........................

(٢٧) البيت في الديوان ص ٢٢.

(٢٨) سقطت في ت ٢ وز.

(٢٩) في ز : قد صَئِبَ.

٢٢٦

الماء. وقال الفراء : تَمَقَّقْتُ الشرابَ [تَمَقُّقًا ِ] (٣٠) ، وتَوَتَّحْتُهُ (٣١) وتَمَزَّرْتُهُ إذا شُرِبَ قليلا قليلا. عن أبي عمرو : ونَئِفَ في الشراب (٣٢) ارتوى قال أبو العالية الرياحي (٣٣) في الحديث : «اشرب النبيذَ ولا تَمَزَّرْ» وأنشدني الأموي وذَكَرَ الخمرَ : [رجز]

تَكُونُ بَعْدَ الْحَسْوِ وَالتَّمَزُّرِ

فِي فَمِهِ مِثْلَ عَصِيرِ السُّكَّرِ

بَابُ الْعَطَشِ

قال (١) أبو زيد : الأُوَامُ العطش ، وهو أيضا الْجَوَادُ واللُّوَابُ واللَّوْحُ يقال منه : جِيدَ [الرجلُ](٢) فهو مَجُودٌ. وقال (٣) أبو عبيدة في الْجُوَادِ مثله. وقد (٤) لَابَ يَلُوبُ ولَاحَ يَلُوحُ. والْغَيْمُ العطش (٥) وأنشد :

[رجز]

مَا زَالَتِ الَّدلْوُ لَهَا تَعُودُ

حَتَّى أَفَاقَ غَيْمُهَا الْمَجْهُودُ (٥)

__________________

(٣٠) زيادة من ت ٢.

(٣١) في ز : توتجته (بالجيم المعجمة) وهو خطأ من الناسخ.

(٣٢) في ت ٢ : في الشّرب.

(٣٣) ذكره ابن خلكان في الوفيات ج ٣ / ١٧٦ وقال : «واسم أبي العالية الحسن بن مالك ، وأغلب الظن أنّه كان معاصرا للأصمعي لأنه رثاه عند ما مات». يقول أبو العالية في مرثيته للأصمعي :

[بسيط]

لا دردر بنات الأرض اذ فجعت

بالاصمعي لقد أبقت لنا أستا

عش ما بدالك في الدنيا فلست ترى

في الناس منه ولا من عمله خلفا

(١) سقطت في ت ٢ وز.

(٢) زيادة في ت ٢ وز.

(٣) سقطت في ت ٢ وز.

(٤) سقطت في ز.

(٥) في ت ٢ وز : قال : والغيم العطش أيضا.

(٥) في ت ٢ وز : قال : والغيم العطش أيضا.

٢٢٧

(٦) واللهَبَةُ العَطَشُ ، وقد لَهَبَ الرّجل يَلْهَبُ (٧) لَهَبًا وهو [رجل](٨) لَهْبَانُ. وامرأةٌ لَهْبَى. وقال (٩) أبو عمرو : الصَّارَّةُ العطش وجمعها صَرَائِرُ ، وهو قول ذي الرّمة : [بسيط]

وَانْصَاعَتِ الْحُقْبُ لَمْ تَقْصَعْ صَرَائِرَهَا

وَقَدْ نَشَحْنَ فَلَا رِيٌّ وَلَا هِيمُ (١٠)

غيره : الأُحَاحُ (١١) العطش. الفراء : يقال (١٢) : من الأَحَاحِ (١٣) في صدره أُحَاحٌ وأُحَيْحَةٌ (١٤) من الضَّعْنِ. وقال غيره : الأُحَاحُ والْغَلِيلُ (١٥) والْغُلَّةُ العطش ، والصَّدَى مثله ، والْحَرَّةُ مثله. [غيره](١٦) : رجل مَغْلُولٌ من الْغُلَّةِ. وقال (١٧) أبو عمرو : الْغَيْمُ والْغَيْنُ العطشُ ، وقال غَامَ يَغِيمُ ، وغَانَ يَغِينُ.

__________________

(٦) قائله مجهول.

(٧) سقطت في ز.

(٨) زيادة من ت ٢ وز.

(٩) سقطت في ت ٢ وز.

(١٠) سبق أن ذكر هذا البيت.

(١١) في ت ٢ وز : الأجاج (بجيمين معجمتين).

(١٢) في ت ٢ وز : قال.

(١٣) في ز : من الأجاج.

(١٤) في ز : أجيجة.

(١٥) في ز : الأحاح الغليل بلا ربط.

(١٦) زيادة في ت ٢ وز.

(١٧) سقطت في ت ٢ وز.

٢٢٨

/ ٥٤ ظ / كِتَابُ الأمْرَاضِ (١)

بَابُ الأَمْرَاضِ

قال أبو عبيد (٢) : سمعت الأصمعي يقول : أوّل ما يجد الإنسان مسّ الحُمَّى قبل أن تأخذه وتظهر فذلك الرَّسُ ، فإذا أخذته لذلك قِرَّةٌ ووجد مَسَّهَا فتلك العُرَوَاءُ ، وقد عُرِيَ فهو مَعْرُوٌّ ، فإذا عَرِقَ منها فهي الرُّحَضَاءُ. قال (٣) الكسائي : فإن كانت صَالِبًا قيل : صَلَبَتْ عليه فهو مَصْلُوبٌ عليه. وإن كانت نَافِضًا قيل : نَفَضَتْهُ فهو مَنْفُوضٌ. ويقال (٤) : وَعَكَتْهُ فهو مَوْعُوكٌ ، ووَرَدَتْهُ فهو مَوْرُودٌ. وقال (٥) الأصمعي : والوِرْدُ يوم الحُمَّي ، والقِلْدُ يوم تأتيه (٦) الرِّبْعُ. وقال (٧) الكسائي : يقال منه (٨) : أَرْبَعَتْ عليه الحُمَّى ، ومن الغِبِ غَبَّتْ. وقال (٩) الأصمعي : فإن لم تفارقه الحمّى أيّاما قيل : أَرْدَمَتْ عليه وأَدَمَتْ عليه وأَغْبَطَتْ ، فإذا أَقْلَعَتْ عنه فذلك الحين هو القَلَعُ. فإن كان مع الحُمَّى بِرْسَامٌ فهو المُومُ. عن أبي عمرو (١٠) : والنّحَواءُ التمطّي.

__________________

(١) سقطت العنوان في ت ٢.

(٢) بدأ الباب في ت ٢ وز بقوله : سمعت ...

(٣) سقطت في ت ٢ وز.

(٤) في ت ٢ : ويقال له.

(٥) سقطت في ت ٢ وز.

(٦) في ت ٢ : يأتيه ...

(٧) سقطت في ت ٢ وز.

(٨) «يقال منه» ساقطة في ز.

(٩) سقطت في ت ٢ وز.

(١٠) في ز : أبو عمرو.

٢٢٩

بَابُ أَوْجَاعِ الحَلْقِ

أبو زياد الكلابي والأصمعي : الجَائِرُ(١) حَرٌّ في الحلق. وقال (٢) الأصمعي : والذُّبْحَةُ وجعٌ في الحلق ، وأمّا الذُّبَحُ فهو نَبْتٌ (٣) أحمر. الأموي : الخَرْوَةُ والحَمَاطَةُ الحرقة / ٥٥ و/ يجدها الرجل في حلقه. غيرهم : والعُذْرَةُ وجع في الحلق أيضا يقال منه : رجل مَعْذُورٌ. وقال (٤) الكسائي : فإن كان به سُعال أو خشونة في صدره فهو المَجْشُورُ وبه جُشْرَةٌ.

بَابُ (١) أَوْجَاعِ البَطْنِ

الأصمعي : القُدَادُ وجع في البطن. الأموي : الذَّرَبُ دَاء يكون في المعدة (٢). أبو زيد : الحَقْوَةُ وجع يكون (٣) في البطن من أن يأكل الرجل اللّحم بَحْتًا فيقع عليه المشي ، وقد حُقِيَ فهو مَحْقُوٌّ. غيرهم : فإذا اشتكى حَشَاهُ ونَسَاهُ فهو حَشٌ ونَسٌ (٤). غيره : الحَشْيَانُ الذي به الرَّبْوُ. قال أبو جندب الهذلي (٥) :

__________________

(١) في ت ٢ وز : الجائز (بالجيم).

(٢) سقطت في ت ٢ وز.

(٣) في ز : فنبت.

(٤) سقطت في ت ٢ وز.

(١) سقطت في ت ٢.

(٢) في ز : في المعدة فساد.

(٣) في ت ٢ وز : وجع في البطن.

(٤) في ت ٢ وز : حش ونس.

(٥) هو أحد شعراء بني هذيل المعدودين. انظر بعض أخباره في شرح أشعار الهذليين ج ١ / ٣٤٤ ـ ٣٧٠ وفي ديوان الهذليين ج ٣ / ٨٥ ـ ٩٤.

٢٣٠

[طويل]

فَنَهْنَهْتُ أُولَى الْقَومِ عَنهم بضَرْبَةٍ

تَنَفَّسَ مِنْهَا كُلُ حَشْيَانَ مُجْحَرِ(٦)

أبو زيد : عَرِبَتْ مَعِدَتُهُ تَعْرَبُ عَرَبًا ، وذَرِبَتْ تَذْرَبُ ذَرَبًا ، فهي عَرِبَةٌ وذَرِبَةُ إذا فسدت. عن أبي عمرو : العِلَّوْصُ والعِلَّوْزُ. جميعا الوَجَعُ الذي يقال له اللَّوَى.

بَابُ (١) الوَجَعِ فِي الجَسَدِ والجُدَرِيِّ وما أشبههما (٢)

قال (٣) الأصمعي : الرُّدَاعُ الوجع في الجسدِ وأنشدنا : [وافر]

فَيَا حَزَنِي وَعَاوَدَنِي رُدَاعٌ

وَكَانَ فِرَاقُ لُبْنَى كَالْخِدَاعِ (٤)

والرَّثْيَةُ الوجع في المفاصل واليدين والرجلين. الكسائي : والحَمَاقُ مثل الجُدَرِيِّ يقال منه : رجل مَحْمُوقٌ / ٥٥ ظ / ، فإذا أَلْبَسَ (٥) الجدريُّ جلده

__________________

(٦) البيت غير مثبت في ديوان الهذليين.

(١) سقطت في ت ٢.

(٢) في ت ٢ وز : وأشباههما.

(٣) سقطت في ت ٢ وز.

(٤) البيت لقيس بن ذريح وهو أحد عشاق العرب المشهورين وصاحبته هي لبنى المتغزل بها في شعره. وقد سقط عجز هذا البيت في ت ٢. وذكره ابن قتيبة في الشعر والشعراء ج ٢ / ٥٢٥ برواية أخرى :

فواكبدي وعاودني رداعي

وكان فراق لبنى كالجداع

(٥) في ت ٢ : لبس.

٢٣١

قيل : أصبح جلده غَضَبَةً واحدة. ويقال : رجل مَيْرُوقٌ ومَأْرُوقٌ إذا أصابه اليَرَقَانُ والأرَقَانُ وهما واحد. ومن الحَصَفِ قد حَصِفَ يَحْصَفُ حَصَفًا ، وبَثِرَ(٦) يَبْثَرُ بَثَرًا ، وبَثَرَ يَبْثُرُ بَثْرًا (٧) ، وهو وجه بَثِرٌ من البَثَرِ. غيره : النَّبْخُ الجدريّ. الفرّاء : هو الجُدَرِيُ والجَدَرِيُ ، والحَصْبَةُ والحَصَبَةُ. العَدَبَّسُ الكِنَانِيُ (٨) : الخُرَدَةُ (٩) داء يأخذ في مستدقّ الظهر بفقرة الظهر (١٠) وأنشد : [رجز]

دَاوِ بِهَا ظَهْرَكَ مِنْ تَوْجَاعِهِ

مِنْ خُزَرَاتٍ فِيهِ وَانْقِطَاعِهِ (١١)

يعني الدّلو ، والهاء للدلو (١٢).

بَابُ وَجَعِ العَيْنِ وَالعُنُقِ

قال (١) اليزيدي : يقال بعينه سَاهِكٌ مثلُ العَائِرِ ، وهما من الرّمد. قال (٢) : العُوَّارُ مثل القَذَى. الفرّاء : اللَّبِنُ الذي يشتكي عنقه من وِسَادٍ (٣) أو غيره. [أبو زيد](٤) : الفَرْسَةُ قَرْحَةٌ تكون في العنق فَتَفْرِسُهَا. غيره : الفَرْصَةُ رِيحُ الحَدَبِ.

__________________

(٦) في ت ٢ وز : بشر وجهه.

(٧) سقط الفعل المفتوح العين ومضارعه والمصدر في ت ٢ وز.

(٨) سقطت في ت ٢ وز. والعدبّس الكناني هو أحد الأعراب المعروفين بحذقهم للعربيّة وقد ذكره صاحب اللسان في معرض كلامه على العدبّس فقال : «العدبّس من الإبل وغيرها الشديد الموثّق الخَلْقِ ... ومنه سمّي العدبّس الأعرابي الكناني». اللسان ج ٨ / ٩.

(٩) في ت ٢ وز : الخزرة. وفي هامش ت ١ : الخزرة أيضا.

(١٠) في ت ٢ ، بفقرة القَطَنِ.

(١١) ذكر ابن منظور هذا البيت في اللّسان ج ٥ / ٣١٩ ونسبه لآبن السكّيت ، وقد قاله يصف دلوا.

(١٢) «والهاء للدلو» ساقطة في ت ٢.

(١) سقطت في ت ٢ وز.

(٢) في ت ٢ : اليزيدي مكان قال.

(٣) في ت ٢ وز : وسادة.

(٤) زيادة من ت ٢ وز.

٢٣٢

بَابُ الوَجَعِ من التُّخْمَةِ وغيرها

الأصمعي (١) : إذا أَتْخَمَ (٢) الرّجل يقال (٣) : جَفِسَ جَفَسًا. وإذا غلب الدَّسَمُ على قلبه قيل : طَسِئَ طَسَأً وطَنَخَ طَنَخًا. الكسائي : وقد غَمَتَهُ الطعام يَغْمِتُهُ / ٥٦ و/. أبو عمرو : فإن انتفخ بطنه قيل : اضْرَوْرَى اضْرِيرَاءًا. الأصمعي : وَحَبِطَ حَبَطًا ، مثله سواء. فإن وقع عليه مشي البطن عن (٤) تُخْمَةٍ قيل أخذه الجُحَافُ فهو (٥) مَجْحُوفٌ فإن كان (٦) أكل لحم ضَأْنٍ فثقل على قلبه فهو نَعِجٌ وأنشدنا : [وافر]

كَأنَّ الْقَوْمَ عُشُّوا لَحْمَ ضَأْنٍ

فَهُمْ نَعِجُونَ قَدْ مَالَتْ طُلَاهُمْ (٧)

غيره : والسَّنِقُ الشَّبْعَانُ كالمتخم.

__________________

(١) سقطت في ت ٢.

(٢) في ت ٢ : التخم.

(٣) في ت ٢ وز : قيل.

(٤) في ت ٢ : من.

(٥) في ز : وهو.

(٦) سقط الفعل في ت ٢ وز.

(٧) قال هذا البيت ذو الرّمة حسب ما جاء في اللّسان ج ٣ / ٢٠٣. وهو غير مثبت في ديوانه.

٢٣٣

بَابُ بَدْءِ (١) المرض والبُرْءِ منه

الأموي : أوّلُ المَرَضِ الدَّعْثُ ، وقد دُعِثَ الرجل. أبو عبيدة : فإذا بَرَأَ قيل : تَقَشْقَشَ وبَلَ يَبِلُ وأَبَلَ. أبو زيد : واطْرَغشَ وانْدَمَلَ مثله (٢). الأصمعي : فإن (٣) كان داء لا يَبْرَأُ فهو نَاحِسٌ وَنَحِيسٌ (٤) وعُقَامٌ. الفرّاء : السُّحَافُ السّلُّ وهو رجل مَسْحُوفٌ. والعَقَابِيلُ بقايا المرض. غيره : الهَلْسُ مثلُ السُّلَالِ والهُلَاسِ يقال (٥) : رجلٌ مَهْلُوسٌ. قال الكميت :

[طويل]

يُعَالِجْنَ أَدْوَاءَ السُّلَالِ الهَوَالِسَا (٦)

بَابُ الجُرُوحِ وَالقُرُوحِ

قال (١) الأصمعي : إذا أصاب الإنسانَ جرحٌ فجعل يَنْدَى قيل : صَهَى يَصْهَى ، فإن سَالَ منه شيء قليلٌ (٢) فَصَ يَفِصُ ، وفَزَّ يَفِزُّ فَصِيصًا وفَزِيزًا. فإن سال بما فيه قيل : نَجَ نَجِيجًا. وأنشدنا (٣) السّعدي (٤) :

__________________

(١) في ت ١ وز. بدو.

(٢) سقطت في ت ٢ وز.

(٣) في ز : فإذا.

(٤) في ت ٢ وز : ناجس (بالجيم) ونجيس.

(٥) و «الهلاس يقال» ساقطة في ت ٢ وز.

(٦) البيت في الديوان ج ١ / ٢٤٤ كالآتي :

ظواهر أمثال القداح كأنما

يعالجن أدواء السلال الههواسا

(١) سقطت في ت ٢ وز.

(٢) في ت ٢ : فإن سال منه شيء قيل. وفي ز : فإن سال منه قيل.

(٣) في ز : وأنشد.

(٤) في ت ٢ وز : للقطران. والسعدي هو أبو وجزة يزيد بن عبيد من بني سعد بن هوازن وكان شاعرا ـ

٢٣٤

[وافر]

فَإنْ تَكُ قَرْحَةً خَبُثَتْ وَنَجَّتْ

فَإِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (٥)

أبو زيد : ومثله وَعَى الجُرْحُ يَعِي وَعْيًا ، والوَعْيُ هو القَيْحُ ، ومثله المِدَّةُ ، فأمّا الصَّدِيدُ فهو الذي كأنّه مَاءٌ وفيه شُكْلَةٌ. ويقال : خَرَجَ (٦) غَثِيثَةُ الجُرْحِ وهي مِدَّتُهُ ، وقد أَغَثَ إذا أَمَدَّ. الأصمعي : فإن فسدت القَرْحَةُ وتقطّعت قيل : أَرِضَتْ تَأْرَضُ أَرَضًا ، وتَذَيَّأَتْ تَذَيُّئًا (٧) ، وتَهَذَّأَتْ تَهَذُّؤًا. أبو زيد : فإن كان الدم قَد مَاتَ في الجرح وبقي (٨) قيل قد قَرَتَ فيه الدّم يَقْرِتُ ويَقْرُتُ (٩) قُرُوتًا. الأصمعي : فإن شققته قيل : بَجَجْتُهُ أَبُجُّهُ بَجًّا ، وأنشدنا (١٠) [جبيهاء الأشجعي](١١) : [طويل]

فَجَاءَتْ كَأنَّ القَسْوَرَ الْجَوْنَ بَجَّهَا

عَسَالِيجُهُ وَالثَّامِرُ المُتَنَاوِحُ

فإن انْتَقَضَ ونُكِسَ قيل : غَفَرَ يَغْفِرُ غَفْرًا ، وزَرِفَ زَرَفًا. الكسائي : في الغَفْرِ والزَّرَفِ مثله ، وزاد : وغَبَرَ غَبَرًا ، فإن أدخلتَ فيه شيئا

__________________

ـ مجيدا راوية للحديث. توفّي سنة ١٣٠ ه‍. الأغاني ج ١٢ / ٢٣٩ ـ ٢٥٤ والشعر والشعراء ج ٢ / ٥٩١ ـ ٥٩٢.

(٥) قال الزبيدي في تاج العروس ج ٢ / ١٠٥ في شأن هذا البيت : «وهذا البيت أورده الجوهري منسوبا لجرير ونبّه عليه ابن برّي في أماليه أنّه للقطران».

(٦) في ت ٢ وز : ويقال منه خرجت.

(٧) في ت ٢ : تديأت تديئا (بالدال المهملة).

(٨) سقطت في ت ٢ وز.

(٩) سقطت في ت ٢ وز.

(١٠) في ز : وأنشد.

(١١) زيادة من هامش ت ٢. وجبيهاء شاعر مقل من مخاليف الحجاز توفي في أيام بني أمية. الأغاني ج ١٨ / ٣٩ ـ ٤٢.

٢٣٥

تشدّه (١٢) به قيل : دَسَمْتُهُ أَدْسِمُهُ دَسْمًا. الأصمعي : مثله ، وأنشد (١٣) :

[رجز]

إذَا أَرَدْنَا دَسْمَهُ تَنَفَّقَا (١٤)

واسْمُ ذلك الشيء الدِّسَامُ. الأموي : فإن سال منه الدّم قيل : جُرحٌ تَغَّارٌ [بِالتَّاءِ](١٥). قال (١٦) أبو عبيد وعن غيره (١٧) : [نَغَّارٌ] (١٨) بالنّون والعين لا يكون بالغين (١٩). غيره : بَرَأَ (٢٠) جرحُه على بَغْي وهو أن يَبْرَأَ وفيه شيء من نَغَلٍ. أبو زيد : فإذا سكن وَرَمُ الجرح قيل : حَمَصَ يَحْمُصُ حُمُوصًا وانْحَمَصَ انْحِمَاصًا. غيره (٢١) : ومثله اسْخَاتَ اسْخِيتَاتًا. والقَرِيحُ المجروحُ / ٥٧ و/ وقد قَرَحْتُهُ جرحته ، قال المتنخّل (٢٢) :

__________________

(١٢) في ت ٢ وز : تسدّه.

(١٣) في ت ٢ وز : وأنشدنا.

(١٤) جاء في اللّسان ج ١٥ / ٩٠ أن هذا البيت لرؤبة بن العجاج قاله يصف جرحا وهو كالتالي :

إذا اردنا وسمه تنفقا

بناجشات الموت أو تمطقا

(١٥) زيادة من ز.

(١٦) سقطت في ز.

(١٧) سقطت في ت ٢ وز.

(١٨) زيادة في ت ٢ وز.

(١٩) ما بعد : بالنون ساقط في ز. وفي ت ٢ : قال أبو عبيد هو بالنون أشبه.

(٢٠) في ت وز : بريء.

(٢١) في ت ٢ وز : غيره قال.

(٢٢) واسمه مالك بن عويمر شاعر جاهلي من شعراء هذيل المعدودين وهو صاحب القصيدة الطائية المشهورة :

وماء قد وردت أميم

عليه موهنا زجل الغطاط

كان مزاحف الحيات فيه

قبيل الصيح آثار السیاط

جاء في المؤتلف ص ١٧٨ ما يلي : «قال الأصمعي أجود طائية قالتها العرب». انظر شرح أشعار الهذليين ج ٣ / ١٢٤٩ ـ ١٢٨٥ والبيت فيه مثبت في الصفحة ١٢٧٩ وديوان الهذليين ص ٣٢ والشعر والشعراء ج ٢ / ٥٥٢ ـ ٥٥٣.

٢٣٦

[بسيط]

لَا يُسْلمُونَ قَرِيحًا حَلَّ وَسْطَهُمُ

يَوْمَ اللِّقَاءِ وَلَا يُشْوُونَ مَنْ قَرَحُوا

أي جرحوا (٢٣). وقال الله تبارك وتعالى : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ) (٢٤). الأموي : فإذا صَلَحَ وتماثل قيل أَرَكَ يَأْرِكُ أُرُوكًا. الكسائي : فإذا عَلَتْهُ جلدة للبُرْءِ قيل : جَلَبَ يَجْلِبُ ويَجْلُبُ وَأَجْلَبَ يُجْلِبُ. أبو زيد : فإن (٢٥) تقشّرت الجلدة عنه للبرء قيل : تقشقش ، فإن بقيت له آثار بعد البرء قيل : عَرِبَ يَعْرَبُ عَرَبًا ، وحَبِرَ حَبَرًا ، وَحَبِطَ حَبَطًا ، كلّ هذا من الأثر ، وقد أَحْبَرَ (٢٦). يقال للجرح إذا تقشّر : تَقَرَّفَ ، واسم الجلدة القِرْفَةُ قال الشاعر (٢٧) : [طويل]

وَالْقُرْحُ لَمْ يَتَقَرَّفِ (٢٨)

ويقال : أَقْرَنَ الدُّمَّلُ إذا حان أن يتفقّأ ، وأَقْرَنَ الدم واستقرن إذا كثر.

__________________

(٢٣) سقطت في ز.

(٢٤) من قوله : وقال الله ... إلى نهاية الآية مَسْهُوٌّ عنه في ز ، وفي ت ٢ : وقال الله جلّ ذكره. رقم الآية ١٤٠ من سورة آل عمران.

(٢٥) في ز : فإذا.

(٢٦) في ت ٢ وز : وقد أحبره.

(٢٧) هو عنترة بن شداد كما جاء في حاشية ت ١ ، وحاشية ت ٢.

(٢٨) البيت كاملا هو كما جاء في اللّسان ج ١ / ١٨٦.

علالتنا في كل يوم كريهة

بأسيافنا والقرح لم يتقرف

٢٣٧

بَابُ الشِّجَاجِ وأسمائِها

قال (١) الأصمعي : أوّل الشِّجَاجِ الحَارِصَةُ ، وهي التي تحرصُ الجلدَ يعني تشقّه قليلاً ، ومنه قيل : حَرَصَ القَصَّارُ الثوب إذا شقّه. ثمّ البَاضِعَةُ وهي التي تشقّ اللّحم بعد الجلد. ثمّ المُتَلَاحِمَةُ وهي التي أخذت اللّحم (٢) ولم تبلغ السِّمْحَاقَ. ثمّ السِّمْحَاقُ وهي التي بينها وبين العظم قُشَيْرَةٌ رقيقة ، وكلّ قِشرة رقيقة فهي سِمْحَاقٌ ، ومنه قيل : في السماء سَمَاحِيقُ من غيم / ٥٧ ظ / ، وعلى ثَرْبِ الشاة سَمَاحِيقُ من شَحْمٍ. ثمّ المُوضِحَةُ وهي التي تُبدي وَضَحَ العظم. ثمْ الهَاشِمَةُ وهي التي تَهْشِمُ العظمَ ، ثمّ المُنَقَّلَةُ وهي التي يخرجُ منها فَرَاشُ العِظَامِ ، وفَرَاشُ العظام قشرة (٣) تكون على العظم دون اللّحم ومنه قول النابغة : [طويل]

وَيَتْبَعُهَا مِنْهُمْ فَرَاشُ الحَوَاجِبِ (٤)

ثمّ الأَمَّةُ وهي التي تبلغ أُمَّ الرأس وهي الجلدة التي تكون على الدماغ (٥). قال (٦) : وأخبرني الواقدي (٧) : أنّ السمحاق عندهم المِلْطَى. قال أبو عبيد : ويقال إنّها المِلْطَاةُ بالهاء ، فإذا كان على هذا فهي في التقدير مقصورة. قال : وتفسير الحديث الذي جاء أن «المِلْطَاةَ بدمها»

__________________

(١) سقطت في ت ٢ وز.

(٢) في ت ٢ وز : في اللحم.

(٣) في ت ٢ وز : وهي قشور تكون على العظم.

(٤) البيت في الديوان ص ٥١ كالتالي :

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

(٥) في ت ٢ وز : وهي الدماغ.

(٦) سقطت في ت ٢.

(٧) المقصود به أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد المدني صاحب التصانيف الكثيرة في المغازي.

٢٣٨

معناه (٨) أنّه حين يُشَجُّ صاحبها يؤخذ مقدارها تلك الساعة ، ثمّ يُقضى فيها بالقصاص أو الأَرْشِ لا يُنظر إلى ما يحدث فيها بعد ذلك من زيادة ونقصان ، وهذا قولهم وليس هو قول العراق. الأصمعي : الحَجِيجُ الذي قد عولج من الشَّجَّةِ وهو ضرب من علاجها. وقال أبو الحسن الأعرابي : هو أن يُشَجَّ الرّجل فيختلط الدّم بالدماغ فيصبّ عليه السمنُ المُغْلَى حتَّى يظهر الدم عليه (٩) فيؤخذ بالقُطْنَةِ (١٠) يقال منه : حَجَجْتُهُ أَحُجُّهُ حَجًّا ، والحَجُ حلق الرأس عن الشَّجَّةِ والحَجُّ القَصْدُ (١١).

/ ٥٨ و/ بابُ كسرِ العظامِ وجَبْرِهَا

أبو عمرو : عَفَتَ (١) فلانٌ عظمَ فلان يَعْفِتُهُ [عَفْتًا] (٢) إذا كسره وكذلك لَعْلَعَهُ. [أبو عمرو](٣) : فإذا بَرَأَ الكسر قيل : جَبَرَ وَجَبَرْتُهُ ، فإن كان على عَثْمٍ [وهو الاعوجاج](٤) والعَثْمُ أن يُجبر على غير استواء قيل : وَعَى يَعِي وَعْيًا ، وأجَرَ يَأْجِرُ أَجْرًا. الأصمعي : يَأْجُرُ أُجُورًا. أبو عمرو والفرّاء : ايتَشَى العظمُ إذا برأ من كسر (٥) كان به ، غير مهموز (٦).

__________________

(٨) في ز : يقول معناه.

(٩) سقطت عليه في ت ٢ وز.

(١٠) في ت ٢ وز : بقطنة.

(١١) سقط تعريف الحج في ت ٢ وز.

(١) في ت ٢ : ويقال عفت.

(٢) زيادة من ت ٢ وز.

(٣) زيادة من ز.

(٤) زيادة من ت ٢ وز.

(٥) في ز : من غير كسر.

(٦) سقطت في ت ٢ وز.

٢٣٩
٢٤٠