الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة

جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلّي

الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة

المؤلف:

جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلّي


المحقق: علي حاجي آبادي وعبّاس جلالي نيا
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع البحوث الاسلامية
الطبعة: ١
ISBN: 964-444-212-1
الصفحات: ٢١٦

١
٢

٣
٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة» كتاب في المعتقدات الإسلاميّة وفق منهج المتكلّمين ، اشتراك في وضعه ـ على طريقة المتن ثمّ الشرح ـ علمان من كبار علماء الإماميّة ، هما : واضعه الخواجة نصير الدين الطوسيّ في القرن السابع ، وشارحه الفاضل المقداد السيوريّ في القرن الثامن والتاسع ، وهذا ممّا يجعل للكتاب قيمة خاصّة ، إضافة إلى ما يتمتّع به موضوعه من أهميّة علميّة ، ومن شأن في التعرّف على حلقة من تاريخ الفكر الكلاميّ في الإسلام.

وقد عمدنا إلى تحقيق هذا الأثر بالرجوع إلى عدد من النسخ المخطوطة ، وإثبات ما يبدو الأقرب إلى الدقّة والصواب. وقدّمنا لعملنا هذا بمقدّمة تناولت بالإيجاز حياة هذين العلمين ، ثمّ ذكرنا تعريفا إجماليّا بالكتاب ووصفا للنسخ المعتمدة في التحقيق. نسأل الله سبحانه التوفيق والتسديد في البدء وفي الختام.

٥
٦

الخواجة نصير الدين الطوسيّ :

١ ـ مولده ونشأته.

٢ ـ حياته السياسيّة.

٣ ـ أساتذته.

٤ ـ تلامذته.

٥ ـ آثاره.

٦ ـ وفاته.

٧ ـ أولاده.

٧
٨

الخواجة نصير الدين الطوسيّ

مولده ونشأته

ولد المحقّق أبو جعفر الخواجة نصير الدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسيّ في الحادي عشر من جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وخمسمائة (١). وكانت ولادته ونشأته الأولى في طوسى فاشتهر بالطوسيّ. وأصله من «جهرود» ، من موضع يقال له : «وشارة» من ولاية قم. وكان أبوه وجيه الدين محمّد من فقهاء الإماميّة ومن محدّثيهم ، وتلميذا لفضل الله الراونديّ.

نشأ الخواجة نصير الدين في بيت علم وفضل ، وتلقّى فيه أوّل دروسه ، فتعلّم الحديث والأخبار والفقه من أبيه ، إضافة إلى القرآن وعلوم اللغة. وعلى خاله نور الدين درس الحكمة والمنطق ، وتعلّم الرياضيّات والهيئة على يد كمال الدين محمّد المحاسب ، كما حضر أيضا دروس خال أبيه نصير الدين عبد الله بن حمزة.

ثمّ ارتحل إلى نيسابور التي كانت وقتئذ مركزا علميّا بارزا ، فالتقى بسراج الدين القمريّ ، وأقام في المدرسة السراجيّة. وهناك تتلمذ في الطبّ على قطب الدين المصريّ شارح كتاب «القانون» لابن سينا ، وعلى فريد الدين الداماد في الفلسفة ، وفي نيسابور التقى أيضا بفريد الدين العطّار المتوفّى سنة ٦٢٧.

بعدها قصد الريّ فالعراق ، فدرس في الريّ على برهان الدين الحمدانيّ ، وتلقّى الرياضيّات

__________________

(١) استظهر الميرزا النوريّ (مستدرك الوسائل ٣ : ٤٦٥) من إجازة سالم بن بدران للخواجة سنة ٦١٩ أنّ ولادته كانت في عام ٥٩٣ ، حيث قال : وإذا نظرت إلى تاريخ ولادة المحقّق يظهر لك أنّ عمره وقت هذه الإجازة كان ستّا وعشرين سنة.

٩

العالية في العراق من كمال الدين الموصليّ. ومن أساتذته في هذه المرحلة من حياته العلميّة : سالم بن بدران الذي قرأ عليه «غنية النزوع في علمي الأصول والفروع» وأجازه في الرواية. وشارك السيّد عليّ بن طاوس وابن ميثم البحرانيّ في حضور درس أبي السعادات أسعد بن عبد القاهر الأصفهانيّ ، وكانت له صلة علميّة خاصّة بابن ميثم ؛ إذ أخذ عنه الفقه ، وتلقّى ابن ميثم منه الحكمة.

وهكذا نضجت شخصيّة المحقّق الطوسيّ العلميّة ، ودرس عليه كثيرون في شتّى المعارف والعلوم.

حياته السياسيّة :

ممّا هو حقيق بالبحث في حياته السياسيّة هو أوّلا لحوقه بالإسماعيليّين ، وثانيا اتّصاله بهولاكو الحاكم المغولي ، وهاتان الواقعتان قد توجبان سوء الظنّ بهذا الرجل العظيم ؛ فلنبحث أوّلا عن سبب لحوقه بالإسماعيليّين ثمّ عن سبب اتّصاله بهولاكو.

١ ـ أسباب لحوقه بالإسماعيليّين : زحف المغول زحفهم الأوّل بقيادة جنكيز حاملين الدمار والموت على إيران ، فاجتاحوا فيما اجتاحوه بلاد خراسان ، وانهزم إمامهم السلطان محمّد خوارزم شاه ، وانهارت بعده كلّ مقاومة ، وتساقطت المدن واحدة بعد أخرى ، وكانت القوّة الوحيدة التي يمكن أن يحتفظوا بها من زحف المغول قلاع الإسماعيليّين ؛ إذ قاومت هذه القلاع سنوات ولم تستسلم ، ولهم قلاع ب «ألموت» وال «قومس» (سمنان ودامغان) و «قهستان». قيل : إنّ جميع قلاعهم تبلغ مائة وخمسين ، على كلّ قلعة حاكم يقال له : «المحتشم». وكان محتشم قهستان ناصر الدين عبد الرحيم بن أبي منصور من قبل علاء الدين محمّد زعيم الإسماعيليّين آنذاك. وكان ناصر الدين هذا من أفاضل أهل زمانه ، وكانت شهرة الطوسيّ قد وصلت إليه ، فأرسل إلى الخواجة داعيا له إلى قهستان ، فقبل الدعوة وارتحل إلى قهستان ولحق بالإسماعيليّين حفظا لنفسه عن القتل.

وهناك رأي آخر يقول : إنّ الطوسيّ ذهب إليهم مرغما ، وأقام عندهم مكرها. نقل السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة عن درّة الأخبار ، أنّ أوامر قد صدرت إلى فدائيّى الإسماعيليّين

١٠

باختطاف الطوسيّ وحمله إلى قلعة ألموت. فكان يعيش عندهم شبه أسير أو سجين. واستدلّوا على ذلك بما كتب في آخر كتابه شرح الإشارات ـ وهو الذي ألّفه خلال إقامته في قلاع الإسماعيليّين ـ قال : رقمت أكثرها في حال صعب لا يمكن أصعب منها حال ، ورسمت أغلبها في مدّة كدورة بال لا يوجد أكدر منه بال ، بل في أزمنة يكون كلّ جزء منها ظرفا لغصّة وعذاب أليم وندامة وحسرة عظيم ، وأمكنة توقد كلّ آن فيها زبانية نار جحيم ، ويصبّ من فوقها حميم. ما مضى وقت ليس عيني فيه مقطّرا ، ولا بالى مكدّرا ، ولم يجئ حين لم يزد ألمي ولم يضاعف همّي وغمّي ، نعم ما قال الشاعر بالفارسيّة :

به گرداگرد خود چندان كه بينم

بلا انگشترى ومن نگينم

وما لي في امتداد حياتي زمان ليس مملوءا بالحوادث المستلزمة للندامة الدائمة والحسرة الأبديّة. وكان استمرار عيشي أمير جيوشه غموم ، وعساكره هموم. اللهمّ نجّني من تزاحم أفواج البلاء وتراكم أمواج العناء بحقّ رسولك المجتبى ووصيّه المرتضى صلّى الله عليهما وآلهما ، وفرّج عنّي ما أنا فيه بلا إله إلّا أنت وأنت أرحم الراحمين (١).

وكيف كان فقد مكث الخواجة عند ناصر الدين محتشم قهستان مدّة ، وفي خلالها ترجم كتاب «طهارة الأعراق» لابن مسكويه الرازيّ إلى الفارسيّة ، وزاد عليه مطالب جديدة وسمّاه «أخلاق ناصري» ، ناسبا به إلى مضيّفه ناصر الدين. وألّف هناك أيضا «الرّسالة المعينيّة في علم الهيئة» منسوبة إلى معين الدين بن ناصر الدين.

ولمّا بلغ علاء الدين محمّد زعيم الإسماعيليّين نزول الطوسيّ على واليه وعرف مقدار ما يستفيد من معارفه طلبه منه ، فأرسله إلى زعيمه علاء الدين في قلعة «ميمون دژ» ب ألموت. ثمّ انتهت حياة علاء الدين قتلا بيد أحد حجّابه ، فتولّى أمر الإسماعيليّين بعده ابنه الأكبر ركن الدين خورشاه. وظلّ الخواجة مع ركن الدين في قلعة ألموت حتّى استسلام ركن الدين للمغول بقيادة هولاكو. وكانت مدّة إقامته مع الإسماعيليّين ما يقرب من اثنتين وعشرين (٢٢) سنة ، وذلك من سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة (٥٣٢) إلى أربع وخمسين وخمسمائة (٥٥٤) ، وكتب في تلك الأيّام كتبا ورسائل كثيرة.

__________________

١ ـ شرح الإشارات ٣ : ٤٢٠.

١١

٢ ـ لحوقه بهولاكو : كان الغزو المغوليّ الثاني بقيادة هولاكو أشدّ ضراوة من الغزو الأوّل ، والقلاع الإسماعيليّة التي قاومت زحف جنكيز لم تستطع أن تثبت أمام هولاكو ، واستسلم ركن الدين خورشاه بإيماء الطوسيّ. وبذلك انقرضت دولة الإسماعيليّين في إيران ، وأمسى الخواجة في قبضة هولاكو ، ولم يملك لنفسه الخيار في صحبته ، فانتهز الفرصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التراث الإسلاميّ المهدّد بالزوال ، وإنقاذ جمع كثير من العلماء من القتل بيد المغول.

وعلى هذا المقصد العظيم أثّر الخواجة تأثيره في هولاكو وصار من أمنائه حتّى فوّض إليه أمر الأوقاف ، فقام بضبطها وجعلها تحت رعايته الخاصّة ، وولى عليها في كلّ بلد رجلا ذا كفاية ، وأوفى معيشة الفقهاء والمدرّسين والمحتاجين ، وبنى مرصدا عظيما بمراغة ، وجمع حوله من العلماء أفضل أهل زمانهم ، منهم مؤيّد الدين بن برمك بن مبارك العرضي الدمشقيّ ، ونجم الدين عليّ بن عمر بن عليّ القزوينيّ المعروف ب «الكاتبيّ» ، وفخر الدين المراغيّ ، وفخر الدين الأخلاطيّ ، وكتب نتيجة الإرصادات في كتاب عظيم معروف ب «زيج إيلخاني». كان مرجعا للمنجّمين في تأسيس المراصد وتدوين الزيجات.

واتّخذ في المرصد خزانة عظيمة فسيحة وملأها من الكتب المجموعة من شتّى البلاد الإسلاميّة ، حتى جمعت فيها أكثر من أربع مائة ألف مجلّد ، وجعل تلميذه المؤرّخ ابن الفوطيّ خازنا للمكتبة.

وبعد استسلام الإسماعيليّين أمام هولاكو كان الخواجة صحبه حتى احتلّ بغداد واستأصل المستعصم ، آخر الخلفاء العباسيّين. وبذلك انقرضت دولة بني العبّاس سنة ستّ وخمسين وستّمائة.

ومن المفيد هنا الإشارة إلى تأثير اتّصاله بهولاكو بما يلي :

الف ـ إنقاذ الكتب وآثار الثقافة الإسلاميّة من الدمار. وقد عرفت أنّه أسّس مكتبة جنب مرصد مراغة تحوي على أربعمائة ألف كتاب.

ب ـ إنقاذ جمع كثير من علماء الدين ـ وخصوصا علماء الشيعة ـ من القتل.

ج ـ بناء مرصد مراغة الذي هو من أهمّ ما تركه علماء المسلمين في هذا المجال.

د ـ تأثيره في ملوك المغول حتى أصبح خلفاء جنكيز وهولاكو من المسلمين.

١٢

ه ـ تشييد أركان التشيّع وانتشار معارف أهل البيت عليهم‌السلام.

أساتذته :

ولحرصه الشديد على التعلّم والتعليم غدا يجول في البلدان للوصول إلى من يأخذ منه العلم. وقوّى هذا الحرص وصيّة والده إليه للرحيل إلى أيّ مكان يلقى فيه أساتذة يستفيد منهم.

وإليك جملة من أساتذته :

١ ـ أبوه وجيه الدين محمّد بن الحسن الطوسيّ ، وهو من تلاميذ السيّد فضل الله بن عليّ بن عبيد الله ، والمجاز منه بالرواية.

٢ ـ نور الدين عليّ بن محمّد الشيعيّ ، وهو خال الطوسيّ.

٣ ـ نصير الدين أبو طالب عبد الله بن حمزة الطوسيّ ، وهو خال أبيه.

٤ ـ العالم الفقيه الجليل معين الدين سالم بن بدران بن عليّ المصريّ المازنيّ ، من كبار فقهاء الشيعة. وقد وصفه الصفديّ بأنّه شيعيّ معتزليّ (١) ، وهو من تلاميذ ابن إدريس الحلّيّ صاحب كتاب «السرائر». وله إجازة في الرواية من ابن زهرة ، يذكر كبار الفقهاء مثل العلّامة الحلّيّ والشهيد آراءه في مصنّفاتهم.

٥ ـ فريد الدين النيسابوريّ : أبو محمّد حسن بن محمّد بن حيدر المعروف بالداماد. يذهب أكثر المؤرّخين أنّ هذا الرجل تلميذ صدر الدين عليّ بن ناصر السرخسيّ الذي هو تلميذ أفضل الدين الجيلانيّ ، وهو تلميذ لأبي العبّاس اللوكريّ تلميذ بهمنيار. وبناء على هذا التسلسل فإنّ الخواجة تلميذ ابن سينا عبر خمس وسائط.

٦ ـ قطب الدين المصريّ : أبو الحارث إبراهيم بن عليّ بن محمّد السلميّ المصريّ. درس في خراسان على فخر الدين الرازيّ ، وكان الرازيّ يطريه في فهمه وذكائه. له مؤلّفات كثيرة في الطبّ والحكمة ، منها شرح القانون لابن سينا. قتل في الغزو المغوليّ لمدينة نيسابور عام ٦١٨ ه‍.

٧ ـ كمال الدين الموصليّ : أبو الفتح موسى بن أبي الفضل يونس محمّد بن منعة ، المتوفّى سنة ٦٣٩ ه‍. كان جامعا لجميع العلوم خاصّة الرياضيّات والهيئة.

__________________

١ ـ الوافي بالوفيات ١ : ١٧٩.

١٣

٨ ـ أبو السعادات الأصفهانيّ ، أسعد بن عبد القاهر أسعد الأصفهانيّ كان المحقّق الطوسيّ زميلا وشريكا في الدرس للشيخ ميثم بن عليّ بن ميثم البحرانيّ والسيّد رضيّ الدين بن طاوس.

٩ ـ برهان الدين محمّد بن عليّ الحمدانيّ القزوينيّ. كان ساكنا في الريّ ، وكان مجازا للرواية من الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست ، ومن السيّد فضل الله الراونديّ وسديد الدين محمود الحمصيّ ، وذكره العلّامة الحلّيّ في إجازته لمهنّإ بن سنان ، على أنّه من مشايخه في الرواية.

١٠ ـ كمال الدين محمّد المحاسب ، درس عليه في أيّام دراسته المبكّرة الرياضيّات.

تلامذته :

أقبل إليه لتلقّي العلوم والمعارف منه كثير من طلّاب العلم والمعرفة ، واستقوا من معين علمه ، واستضاءوا من مشكاة فضله. وإليك أسماء أهمّهم :

١ ـ العلّامة الحلّيّ ، جمال الدين أبو منصور الحسن الشيخ سديد الدين يوسف بن عليّ بن محمّد المطهّر الحلّيّ ، المتوفّى ٧٢٦ ه‍. قال في إجازته لبني زهرة عند ذكر الخواجة : وكان هذا الشيخ أفضل أهل عصره في العلوم العقليّة والنقليّة ، وكان أشرف من شاهدناه في الأخلاق ، نوّر الله ضريحه ، قرأت عليه إلهيّات الشفاء وبعض التذكرة في الهيئة.

وقال في المختلف في باب ميراث ابن العمّ : وهذه الاحتمالات الثلاثة سمعناها مشافهة من الشيخ الأعظم السعيد نصير الدين محمّد بن الحسن الطوسيّ قدّس الله روحه (١).

٢ ـ الحكيم المتألّه كمال الدين ميثم بن عليّ بن ميثم البحرانيّ صاحب الشروح الثلاثة على نهج البلاغة. ذكر صاحب المستدرك أنّه يروي عن الفيلسوف الأعظم الخواجة نصير الدين (٢). وقد عرفت أنّ ابن ميثم أخذ الحكمة من الخواجة.

٣ ـ قطب الدين الشيرازي محمود بن مسعود المشهور ب «قطب الدين» الشيرازيّ. ولد

__________________

١ ـ مختلف الشيعة : ٧٣٤.

٢ ـ المستدرك ٣ : ٤٦٢.

١٤

بشيراز وكان أبوه طبيبا فيها ، ثمّ قصد نصير الدين الطوسيّ وقرأ عليه (١).

٤ ـ ركن الدين الأسترآباديّ ، حسن بن محمّد بن شرفشاه الحسينيّ الأسترآباديّ ، تتلمذ على الخواجة في مراغة ، ولازمه في سفره إلى بغداد ، وارتحل بعد موت الخواجة إلى الموصل وتوطّن فيها وتوفّي بها.

٥ ـ ابن الفوطيّ ، كمال الدين عبد الرزّاق بن أحمد بن محمّد الصابونيّ المعروف بابن الفوطيّ. قرأ على الطوسيّ الحكمة والآداب ، وباشر خزانة المرصد بمراغة زهاء عشرة أعوام (٢). من تأليفاته : الحوادث الجامعة ومجمع الآداب في معجم الأسماء والألقاب.

٦ ـ الحموينيّ عرّفه صاحب الذريعة باسم صدر الدين إبراهيم بن سعد الدين ، صاحب كتاب «فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والحسنين عليهم‌السلام» ، قال : وممّن يروي عنه الخواجة نصير الدين الطوسيّ (٣).

وعرّفه خير الدين الزركليّ باسم إبراهيم بن محمّد المؤيّد أبي بكر بن حمويه الجوينيّ ، وقال : له فرائد السمطين (٤).

٧ ـ نور الدين أبو بكر بن عليّ الشيرازيّ ، ذكر المحمّد المدرّسيّ الزنجانيّ في كتاب «عقائد فلسفي خواجه» أنّه من تلامذته (٥).

آثاره :

ألّف في مختلف العلوم من الأدب والفقه والتفسير والكلام والأخلاق والحكمة والطبّ والرياضيّات وغيرها ما ينوف على مأتي كتاب ورسالة ومقالة وفائدة. وإليك أسماء بعضها :

في الرياضيات : تحرير أقليدس ، الرسالة الشافية عن الشكّ في الخطوط المتوازية ، تحرير المجسطي.

__________________

١ ـ الأعلام للزركليّ ٧ : ١٨٧.

٢ ـ شذرات الذهب ٦ : ٦٠ ، الأعلام للزركليّ ٣ : ٣٤٩.

٣ ـ الذريعة ١٦ : ١٣٦.

٤ ـ الأعلام للزركليّ ١ : ٦٣.

٥ ـ سرگذشت وعقائد فلسفى خواجه : ٤٥.

١٥

في الأخلاق : ديباجة الأخلاق الناصريّة ، خاتمة الأخلاق الناصريّة ، أوصاف الأشراف ، ترجمة الأخلاق الناصريّة.

في التفسير : تفسير سورة الإخلاص والمعوّذتين ، تفسير سورة العصر.

في التاريخ : واقعة بغداد.

في الفقه : جواهر الفرائض ، ويطلق عليه «الفرائض النصيريّة».

في الفلك : الصبح الكاذب ، التذكرة وهو في علم الفلك.

في الطبّ : تعليقة على قانون ابن سينا.

في التربية والتعليم : آداب المتعلّمين.

في المنطق : أساس الاقتباس ، تجريد المنطق.

في الفلسفة والحكمة : شرح الإشارات ، رسالة في العلم الاكتسابيّ ، الرسالة النصيريّة ، رسالة في إثبات الجوهر المفارق ، إثبات العقل الفعّال ، بقاء النفس بعد دثور البدن.

في علم الكلام : تجريد العقائد ، الفصول النصيريّة ، تلخيص المحصّل ، مصارع المصارع ، رسالة في الجبر والاختيار ، رسالة السير والسلوك ، معرفة النفس ، رسالة في العصمة ، رسالة في أصول الدين ، رسالة في الإمامة.

وفاته :

توفّي المحقّق الطوسيّ في آخر نهار يوم الغدير سنة اثنتين وسبعين وستّمائة (٦٧٢) ، وكانت مدّة عمره خمسا وسبعين سنة وسبعة أشهر وسبعة أيّام ، ودفن في مشهد مولانا الكاظم عليه‌السلام.

قال المحدّث النوريّ : من الاتّفاقات الحسنة أنّهم لمّا احتفروا الأرض لدفنه فيها وجدوا قبرا مرتّبا مصنوعا لأجل دفن الناصر العبّاسيّ ، ولم يوفّق الناصر للدفن فيه ، ودفنوه في الرّصافة ،

١٦

فوجدوا تاريخ إتمامه المنقوش في أحد أحجار القبر موافقا ليوم تولّد المحقّق (١).

أولاده :

خلّف أولادا ثلاثة :

١ ـ صدر الدين عليّ ، الذي قام مقام أبيه بعد وفاته ، وكان رئيسا لمرصد مراغة ، وتولّى الأوقاف إلى سنة ٦٨٧.

٢ ـ أصيل الدين أبو محمّد حسن ، كان عالما أديبا ماهرا في أمر الديوان ، وكان مفزعا وملجأ للعلماء ، وكان جمع كثير في خدمته.

٣ ـ أبو القاسم فخر الدين أحمد ، كان فاضلا شاعرا تولّى الأوقاف من جانب غازان خان سنة ٦٨٣. (٢)

__________________

١ ـ المستدرك ٣ : ٤٦٥.

٢ ـ سرگذشت عقائد فلسفي خواجة : ٧٩ ـ ٨٠.

١٧
١٨

الفاضل المقداد

١ ـ اسمه ونسبه.

٢ ـ مولده ووفاته.

٣ ـ منزلته العلميّة.

٤ ـ ما قيل فيه.

٥ ـ أساتذته.

٦ ـ تلاميذه والراوون عنه.

٧ ـ آثاره وتأليفاته.

١٩
٢٠