تراثنا ـ العددان [ 125 و 126 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 125 و 126 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٥١٠

الدين أبي منصور الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني (ت ١٠١١هـ) ، خرّجت منه أبواب العبادات إلى آخر الحجّ ، بخطّ السيّد حبيب زوين النجفي ، تلميذ الشيخ جعفر كاشف الغطاء(١).

٥٠ ـ النية : لنور الدين علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي (ت٩٤٠ هـ) ، مختصرة في خمسين بيتاً في ضمن مجموعة من رسائله(٢).

٥١ ـ وجوب الاجتهاد على جميع العباد عند عدم المجتهدين : لنور الدين عليّ بن الحسين بن عبد العالي الكركي (ت٩٤٠هـ) ، والنسخة في مجموعة من رسائله(٣).

٥٢ ـ وجوب الجهر بالتسبيحات في الأخيرتين : أو رجحانه ردّاً على من حرّمه من الأصوليّين. لمحمّد بن أحمد بن إبراهيم الدرازي البحراني(٤).

٥٣ ـ وجوب الذكر في سجدتي السهو وتعيين الذكر الواجب : لسليمان بن عبد الله الماحوزي (ت ١١٢١هـ)(٥).

٥٤ ـ الوسائل إلى النجاة : أو الوسائل الحائرية لأنّه ألّفه بالحائر ، أو وسائل الأصول ، أو الوسائل إلى معرفة أصول المسائل للسيّد المجاهد محمّد ابن عليّ الطباطبائي الإصفهاني الحائري (ت ١٢٤٢ هـ) ، وهذا أوّل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ينظر : الذريعة : ٢٣/٥ رقم ٧٨٢١.

(٢) ينظر : الذريعة : ٢٤/٤٤٠ رقم ٢٣٠٥.

(٣) ينظر : الذريعة : ٢٥/٢٩ رقم ١٣٦.

(٤) ينظر : الذريعة : ٢٥/٣٢ رقم ١٥٠.

(٥) ينظر : الذريعة ٢٥ : ٣٣ رقم ١٥٧.

٢٤١

تصانيفه... مجلّد واحد منه إلى مبحث ترك الاستفصال(١).

٥٥ ـ الهداية : فقه عملي مقتصرٌ على لبِّ الفتوى. خرج منه قسم من الطهارة لسيّدنا بحر العلوم مهدي بن مرتضى بن محمّد الطباطبائي البروجردي النجفي (ت ـ ١٢١٢ هـ). ذكره ميرزا محمود في المواهب السنية في شرح الدرّة. قال الشيخ الطهراني رحمه‌الله : رأيت النسخة عند حفيده السيّد جعفر بن باقر ابن عليّ إلى غسل الجنابة وعناوينه : (هداية... هداية) ، وهو غير المشكاة والمصابيح اللذين له ، ذكر فيه أنّه كتبه بالتماس جمع ، وهو في العبادات إلى آخر الحجّ. قال السيّد جعفر بحر العلوم : وقد شرح الهداية الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، ونسخة الشرح موجودة في مكتبة عليّ بن محمّد رضا آل كاشف الغطاء(٢)(٣).

مصادر ترجمته :

٢ ـ الإجازة الكبيرة للمرعشي : ١٥٨ رقم ١٩٦ ، أسرار العارفين (تحقيق فارس حسّون كريم) : ١٧ ـ ١٩ ، أسرار العارفين (تحقيق الربيعي) : ٧ ـ ٢٢ ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ينظر : الذريعة : ٢٥/٧٠ رقم ٣٧٩.

(٢) ذكر الشيخ حسين الحلّي رحمه‌الله في مجموعة فقهية له رأيتها في ضمن مخطوطات تلميذه الشهيد السيّد علاء الدين آل بحر العلوم أنّه رآها عند السيّد جعفر آل بحر العلوم وقال : إنّها رسالة مختصرة في أحكام الحجّ للمرحوم السيّد بحر العلوم قدس‌سره مذيّلة ببعض الأسئلة المتعلّقة بأحكام الحجّ ، ومصحّحة على يد السيّد حسين آل بحر العلوم.

(٣) ينظر : الذريعة : ٢٥/١٦٧ رقم ٨٣.

٢٤٢

الأعلام ٢ : ١٢٩ ، تحفة الطالب (تحقيق الباقري) :١٤ ـ ٢٨ ، تحفة العالم (ط٢) : أ ـ د المقدّمة ، و (ط٣) ، حدائق الشريعة في تراجم علماء الشيعة(خ) ، الدرر البهية(خ) ، علماى معاصر : ٤١٧ ـ ٤١٩ رقم ١٦٧ ، فهرس التراث ٢ : ٤٢٢ الفوائد الرجالية ١ : ١٥٣ ـ ١٥٥ ، المسلسلات في الإجازات ٢ : ١٤٣ ، مشهد الإمام ٣ : ٥٨ ، مصفى المقال : ١٠٩ ، ماضي النجف وحاضرها ١ : ١٦٧ ، معارف الرجال ١ : ١٨٢ رقم ٨١ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف١ : ٢١٤ ، معجم المؤلّفين ٣ : ١٤٥ ، معجم المؤلّفين العراقيّين ١ : ٢٥٣ ، المفصّل في تاريخ النجف ١٩ : ٣٢٥ ـ ٣٢٩ ، منار الهدى : ٥٤ رقم ١٠٨ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١٤ : ١٥١ رقم ٤٥٠٢ ، النفحات القدسية(خ) ، نقباء البشر : ٢٨١ رقم ٥٩٣ ، وغيرها من المصادر الكثيرة.

شكر وعرفان :

عرفاناً بالجميل المسدى إليَّ وإيماناً بالحديث الوارد عن الإمام الرضا عليه‌السلام : (من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزّ وجلّ)(١).

رأيت أن أشكر كلّ من آزرني وشجّعني لكتابة هذه الترجمة ، وبالخصوص جناب الأخ السيّد فاضل آل بحر العلوم دام توفيقه ، فجزاهم الله جميعاً أفضل جزاء المحسنين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ١/ ٢٧ ح٢.

٢٤٣

وختاماً :

أرجو أن أكون قد وفّقت فيما كتبت من هذه الترجمة ، كما ألتمس من إخواني المؤمنين ، ولا سيّما أهل البحث والتحقيق ، أن ينبّهوني على ما قد يجدونه من الخطأ غير المقصود ممّا جرى به القلم وزاغ عنه البصر ، فإنّ الإنسان موضع الغلط والنسيان والكمال لله والعصمة لأهلها والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.

وكَتَبَ أحمد علي مجيد الحلّي مولداً

النجفي منشأً ومسكناً ومدفناً إن شاء الله تعالى

في النجف الأشرف في جوار الروضة العلوية المقدّسة

يوم ٥ من شهر جمادى الأولى سنة (١٤٣٤هـ)

المصادف ذكرى ولادة السيّدة زينب ـ عليها السلام ـ

٢٤٤

المصادر

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ الإجازة الكبيرة : السيّد شهاب الدين المرعشي (ت ١٤١١ هـ) ، إعداد : محمّد السمامي الحائري ، مكتبة السيّد المرعشي ، ط١ ، سنة ١٤١٤ هـ.

٣ ـ الأعلام : خير الدين الزركلي (ت١٤١٠هـ) ، دار العلم للملايين ، بيروت ، ط٥ ، سنة ١٩٨٠م.

٤ ـ أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة : السيّد محمّد مهدي الإصفهاني الكاظمي (ت١٣٩١هـ) ، المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ، ط٢ ، سنة ١٣٨٨ هـ.

٥ ـ أسرار العارفين في شرح كلام أمير المؤمنين عليه السلام : السيّد جعفر بن محمّد باقر بحر العلوم (ت١٣٧٧هـ) ، تحقيق : الشيخ عبد الرحمن الربيعي ، مركز تراث السيّد بحر العلوم ، ط١ ، سنة ١٤٣٠هـ.

٦ ـ أعيان الشيعة : السيّد محسن الأمين العاملي (ت١٣٧١هـ) ، حقّقه وأخرجه : حسن الأمين ، دار التعارف ، بيروت.

٧ ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار عليهم السلام : العلاّمة محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي (ت١١١٠هـ) ، مؤسّسة الوفاء ، بيروت ، ط٣ ، سنة ١٤٠٣هـ.

٨ ـ تاريخ آداب اللغة العربية : جرجي زيدان (ت١٣٣٢ هـ) ، دار مكتبة الحياة ، بيروت ، ط٢ ، ١٩٧٩ م.

٢٤٥

٩ ـ تاريخ النجف الأشرف : الشيخ محمّد حسين حرز الدين (ت١٤١٨ هـ) ، هذّبه وزاد عليه : عبد الرزّاق حرز الدين ، منشورات دليل ما ، قم المقدّسة ، سنة ١٤٢٧هـ.

١٠ ـ تحفة الطالب في حكم اللحية والشارب : السيّد جعفر بن محمّد باقر بحر العلوم (ت١٣٧٧هـ) ، تحقيق : الشيخ محمّد الباقري ، نشر مركز تراث السيّد بحر العلوم ، ط١ ، ١٤٣٠هـ.

١١ ـ تحفة العالم في شرح خطبة المعالم : السيّد جعفر بن محمّد باقر بحر العلوم (ت١٣٧٧هـ) ، تحقيق : أحمد علي مجيد الحلّي ، نشر مركز تراث السيّد بحر العلوم ، ط١ ، ١٤٣٣هـ.

١٢ ـ تقريرات ثلاثة (الوصية ومنجزات المريض ـ ميراث الأزواج ـ الغصب) بحث السيّد حسين البروجردي : تقرير الشيخ علي پناه الاشتهاردي ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة ، ط١ ، سنة ١٤١٣ هـ.

١٣ ـ خزائن الكتب العربية في الخافقين : الفيكنت فيليب دي طرازي ، نشر دار الكتب ، مطبعة جوزيف صيقلي ، بيروت.

١٤ ـ ديوان الشيخ عبد الغني الخضري : عبد الغني الخضري (ت١٣٩٦ هـ) ، المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ، سنة ١٣٧١ هـ.

١٥ ـ ديوان الطباطبائي : السيّد إبراهيم الطباطبائي (ت١٣١٩ هـ) ، تقديم : علي الشرقي ، مطبعة العرفان ، صيدا ، سنة ١٣٣٢ هـ.

١٦ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : الشيخ آغا بزرك الطهراني (ت١٣٨٩ هـ) ، دار الأضواء ، بيروت ، ط٣ ، سنة ١٤٠٣هـ.

١٧ ـ سنن الدارقطني : علي بن عمر الدارقطني (ت٣٨٥ هـ) ، علّق عليه وخرّج أحاديثه : مجدي بن منصور بن سيّد الشورى ؛ دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط١ ، سنة ١٤٠٧ هـ.

٢٤٦

١٨ ـ شعراء الغريّ (النجفيات) : علي الخاقاني (ت١٣٩٩ هـ) ، مكتبة آية الله المرعشي ، سنة ١٤٠٨ هـ ، أوفسيت على طبعة المطبعة الحيدرية ، النجف ، سنة ١٣٧٣هـ.

١٩ ـ علماى معاصر : الحاجّ الملاّ عليّ الواعظ الخياباني التبريزي (ت١٣٦٧هـ) ، تصحيح : عبد الرحيم عقيقي ، نور إسلام ، ط١ ، سنة ١٣٨٢ ش.

٢٠ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : الشيخ الصدوق (ت٣٨١هـ) ، تقديم وتعليق : الشيخ حسين الأعلمي ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت ، سنة ١٤٠٤ هـ.

٢١ ـ فهرس التراث : السيّد محمّد حسين الحسيني الجلالي ، تحقيق : محمّد جواد الحسيني الجلالي ، منشورات دليل ما ، قم المقدّسة ، سنة ١٤٢٢ هـ.

٢٢ ـ فهرس مكتبة العلامة السيّد محمّد صادق بحر العلوم : أحمد علي مجيد الحلّي ، نشر : مؤسّسة تراث الشيعة ، قم المقدّسة ، سنة ١٤٣١هـ.

٢٣ ـ الفوائد الرجالية : السيّد محمّد مهدي بحر العلوم (ت ١٢١٢هـ) ، تحقيق وتعليق : السيّد محمّد صادق بحر العلوم ، السيّد حسين بحر العلوم ، نشر : مكتبة الصادق ، طهران ، ط١ ، سنة ١٣٦٣ ش.

٢٤ ـ الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة : الشيخ آقا بزرك الطهراني (ت١٣٨٩ هـ) ، دار المرتضى ، مشهد المقدّسة ، ط٢ ، سنة ١٤٠٤ هـ.

٢٥ ـ كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : مصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة وبكاتب چلبي(ت١٠٦٧هـ) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

٢٦ ـ الكشكول المبوّب : الحاج حسين الشاكري ، نشر : المؤلِّف ، مط : ستارة ، ط٥ ، سنة ١٤٠٧ هـ.

٢٧ ـ الكنى والألقاب : الشيخ عبّاس بن محمّد رضا القمّي (ت١٣٥٩هـ) ، تقديم : محمّد هادي الأميني ، مكتبة الصدر ، طهران ، سنة ١٣٦٨ هـ.

٢٤٧

٢٨ ـ ماضي النجف وحاضرها : الشيخ جعفر بن محمّد باقر محبوبة (ت١٣٧٧هـ) ، دار الأضواء ، بيروت ، سنة ١٤٣٠ هـ.

٢٩ ـ مجموعة التواريخ الشعرية : السيّد محمّد بن حسين الحلّي النجفي ، مطبعة الآداب ، النجف الأشرف ، سنة ١٣٨٨ هـ.

٣٠ ـ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل : الشيخ حسين بن محمّد تقي النوري (ت١٣٢٠هـ) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم المقدّسة ، ط١ ، سنة ١٤٠٨هـ.

٣١ ـ المسلسلات في الإجازات : السيّد محمود المرعشي(معاصر) ، نشر : مكتبة المرعشي ، قم المقدّسة ، سنة ١٤١٦هـ.

٣٢ ـ مشهد الإمام أو مدينة النجف : محمّد علي جعفر التميمي ، المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ، سنة ١٣٧٤ هـ.

٣٣ ـ مصفى المقال في علم الرجال : الشيخ آقا بزرك الطهراني (ت١٣٨٩ هـ) ، دار العلوم ، بيروت ، ط٢ ، سنة ١٤٠٨ هـ.

٣٤ ـ معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء : الشيخ محمّد حرز الدين (ت١٣٦٥ هـ) ، تحقيق : محمّد حسين حرز الدين ، مكتبة السيّد المرعشي ، قم المقدّسة ، سنة ١٤٠٥ هـ.

٣٥ ـ معالم الدين وملاذ المجتهذين : الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني (ت١١٠١هـ) ، جماعة المدرّسين ، قم المقدّسة.

٣٦ ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام : الشيخ محمّد هادي الأميني (ت١٤٢١ هـ) ، ط٢ ، سنة ١٤١٣ هـ.

٣٧ ـ معجم المطبوعات النجفية : محمّد هادي الأميني (ت١٤٢١ هـ) ، مط الآداب ، النجف الأشرف ، ط١ ، ١٣٨٥ هـ.

٢٤٨

٣٨ ـ المفصّل في تاريخ النجف الأشرف : الدكتور حسن عيسى الحكيم ، المكتبة الحيدرية ، ج ١٩ ، سنة ١٤٣٠ هـ.

٣٩ ـ منار الهدى في الأنساب : الشيخ محمّد حسين الأعلمي (ت١٣٩٣ هـ) ، نشر مكتبة المرعشي ، قم المقدّسة ، سنة ١٤٢٣هـ.

٤٠ ـ موسوعة العتبات المقدّسة : جعفر الخليلي(ت١٤٠٥ هـ) ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت ، ط٢ ، سنة ١٤٠٧هـ.

٤١ ـ نقباء البشر في القرن الرابع عشر : الشيخ آغا بزرك الطهراني (ت١٣٨٩هـ) ، دار المرتضى ، مشهد المقدّسة ، ط٣ ، سنة ١٤٠٤هـ.

٤٢ ـ هدية العارفين أسماء المؤلّفين وآثار المصنّفين : إسماعيل باشا البغدادي ، طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة في مطبعتها البهية استانبول سنة ١٩٥١ م ، أعادت طبعه بالأوفست دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

المخطوطات :

٤٣ ـ إجازاتي : السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم (ت١٣٩٩هـ).

٤٤ ـ حدائق الشريعة في تراجم علماء الشيعة : السيّد محمّد رضا الحسيني الأعرجي(ت١٤٢١هـ) ، تأليفه سنة ١٣٨٦ هـ.

٤٥ ـ الدرر البهية في تراجم علماء الإمامية : السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم (ت١٣٩٩هـ).

٤٦ ـ الرحيق المختوم في ما قيل في آل بحر العلوم : السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم (ت١٣٩٩هـ).

٤٧ ـ مجموعة السيّد مجيد ابن السيّد محمود الحكيم (ت ١٤٠٥هـ).

٤٨ ـ المفصّل في تاريخ الأعلام : السيّد أحمد الحسيني الأشكوري (معاصر).

٤٩ ـ النفحات القدسية في معجم السادة الطباطبائية : السيّد مجيد ابن السيّد محمود الحكيم(ت ١٤٠٥هـ).

٢٤٩

الدوريّات :

٥٠ ـ آفاق نجفية : مجلّة فصلية تعنى بالدراسات والبحوث التراثية والمعاصرة المختصّة بشؤون النجف الأشرف ، رئيس تحريرها : كامل سلمان الجبوري ، ع ٢٠ س ٢٠١١هـ.

٥١ ـ بهارستان : مجلّة ، تصدر عن مكتبة مجلس الشورى ، طهران ، السنة الثامنة ، العدد الثامن ، سنة ١٣٨٩ ش.

٥٢ ـ العدل الإسلامي : النجف الأشرف ، السنة الثانية ، العدد ٨ ، ١٤/١١/١٩٤٧ م ـ ٣٠/ ذي الحجّة/١٣٦٦ هـ.

٥٣ ـ علوم الحديث : مجلّة ، تصدر عن دار الحديث ، طهران ، السنة الأولى ، العدد الثاني ، شهر رجب ـ ذو الحجّة الحرام ، سنة ١٤١٨هـ.

٢٥٠

الشيخ عليّ كاشف الغطاء

(صاحب الحصون المنيعة في طبقات الشيعة)

سيرتُهُ وآثارهُ

د. عباس هاني الجرَّاخ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمدُ لله على ما أَنعَمَ وسدَّد ، وصَلوَاتُهُ على رَسُولِهِ المُصطَفَى مُحَمَّد ، وآل بيته الكرامِ البَرَرَةِ.

وبعدُ ، فإنَّ الشَّيخ عليّ ابن الشيخ محمَّد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء المُتَوَفَّى سَنَة (١٣٥٠هـ ـ ١٩٣١م) علمٌ بارزٌ في ميدان البحث والتَّراجم ، واشتهر بكتابهِ الذَّائع (الحصون المنيعة في طبقات الشِّيعَةِ) ، وهذا المقال في التعريفِ بهِ وشيوخه وتلامذته ، وآثارهِ ، ومكتبته الكبيرة ، وما قيلَ فيهِ شعراً ونثراً ، واستطعنا الظَّفر بشعر كثير له بعد سياحة وتنقير في مؤلّفاته وغيرها ، ونحسبُ أنَّنا أتينا بالجديد عنه.

والحَمدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ ، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وآله الطَّيِّبين الطاهرين المنتجبين.

٢٥١

نسبه :

هو (١) : الشيخ علىُّ ابن الشيخ مُحَمَّد رضا ابن الشيخ مُوسَى (المصلح بين الدولتين) ابن الشيخ الأكبر الشيخ جعفر الملقّب بـ : (كاشف الغطاء) ابن الشيخ خضر بنِ يَحيَى بنِ مَطَر بنِ سَيف الدين المالكىّ النَّجَفِيّ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) تَرجمتُهُ فِي : الذريعة ٧/٢٤ ـ ٢٥ ، ماضي النجف وحاضرها ٣/ ١٧٣ ـ ١٧٤ ، أعيان الشيعة ٨/٣١٦ ، مُصفّى المقال ٣٣٠ ـ ٣٣١ ، أحسن الوديعة ٢٦٠ ، المشيخة أو الإِسناد المصفّى إلى آل المصطفى ٣٦ ـ ٣٧ ، معارف الرجال ٢/١٣٦ ـ ١٣٨ ، العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية ٢/١١٥ ـ ٢٤٤ ، الأعلام ٥/١٩ ـ ٢٠ ، معجم المؤلّفين ٧/١٩٨ ، المستدرك على معجم المؤلّفين ٥٠٣ ، مخزن المعاني ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ، معجم رجال الفكر والأدب ٣/١٠٤٦ ، طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) ٤/١٤٣٦ ، مكارم الآثار ٦/٩١٠ ، المسلسلات في الإجازات ١١٦ ـ ١١٩ ، معجم مؤرّخي الشيعة ١/٦٢٢ ـ٦٢٣ ، مرآة الشرق ٩٥٥ ـ ٩٥٦ ، ديوان السيِّد جعفر الحلِّي ٢٦٤ ـ ٢٦٧ ، ديوان السيّد موسى الطالقاني ٣٥٣ ـ ٣٥٤ ، علماء معاصرون ١٤٨ ، عقود حياتي ٢٨ ، ١٣١ ، هكذا عرفتهم ٢٢٧ ، كنجينه دانشمندان ٧/٢٦٩ ، السيف الصنيع ٢١٧ ، أعلام الأدب في العراق الحديث ٢/٣٢٢ ، معجم الأدباء للجبوري ٤/٣١٩ ـ ٣٢٠ ، أعلام الشيعة ٢/١٠٠٣ ـ ١٠٠٤ ، فهرس التراث ٦٦١ ـ ٦٦٢ ، مجلّة (رسالة التقريب) ، ع ٨٢ ، ص ١٥٦ ـ ١٦٠ ، المفصَّل في تَرَاجِم الأعلام ١/٤٣٤ ـ ٤٤٢.

وأَلَّفَ د. أحمد ناجي الغريرىُّ كتاباً بعنوان (الشيخ علىّ كاشف الغطاء صاحب الحصون وجهوده العلميَّة) ، صدر في النجف الأشرف (١٤٣٦هـ/٢٠١٥م) ، ولكنَّهُ مُثخَنٌ بالأَوهام والأَخطاء العلميَّة ، ومعظمُ صَفَحَاتِهِ لا علاقة لها بموضوعِ كِتَابِهِ!.

وترجمَ لهُ د. جودت القَزوينىُّ ترجمةً مُفصَّلةً في كتابه الضَّخم (تاريخ القَزوينىِّ) ، ولكنَّ تَرجمتَهُ ذَهَبَتْ معَ كثير من التَّراجِم في القصفِ الصّهيُونىِّ على منزلِهِ في بيروت.

ولم يُترجم لهُ حميد المطبعي في كتابه : موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين!.

٢٥٢

وينحدرُ مِن (بني مالك) نِسبَةً إِلى مالك بن الحارث الأشتر النَّخَعِيِّ ، القبيلة العربية الكبيرة القاطنة في ضواحي الفرات حَوَالَي الكُوفَة مِن أَقدَمِ العُصُور ، وكانَ لها شأنٌ في القَرنَين الحادي عشر والثاني عشر الهِجرِيَّين ، وهي قبيلةٌ مشهورةٌ ذاتُ فروع وأغصان كثيرة منتشرة في قضاء الشاميَّة بمحافظة القادسية ، والحلّة(١).

وأوّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى النَّجَفِ الأشرف مِن هذه الأسرةِ هُوَ الشيخ خضر ابن يحيَى المنتهي اِليه نسب (آل خضري) ، و (آل كاشف الغطاء) ، و (آل راضي) ، و (آل عليوي) ، هاجر من إحدَى قرى الحلّة الجنوبيَّة ، وهي قرية (جناجة) إلى النجف الأشرف في أوائل القرن الثاني عشر ، وكان عالماً مشارًا إليه في الفقه والزهد والتقوى ، وأنجب أولادًا أربعة ، كلُّ واحد منهم أَبو أُسرَة عِلمِيَّة معروفَة في العراق ، وهم : الشيخ حسين ، والشيخ محسن ، والشيخ محمّد ، والشيخ جعفر.

أما لقبُ الأُسرَةِ الأَشهَرُ فَهُوَ (كاشف الغطاء) ، نسبةً إلى الكتاب الفقهيّ الذائع الصِّيت للشيخ جعفر (ت ١٢٢٧هـ/١٨١٢م) المُسَمَّى كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء ، إذْ صارَ هذا الكتابُ منذُ تأليفِهِ مِن عُيُونِ كُتُبِ الفِقهِ التي لمْ يَسْتَغْنِ عَنهَا كُلُّ فَقِيه يُمَارِسُ عَمَلِيَّةَ الاستنبَاطِ(٢).

وعُرِفَتْ أُسرةُ كاشف الغطاء بالشَّرفِ والكرمِ والنُّبلِ ، «وسَبَقَتْ في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ينظر : أنساب القبائل العراقية وغيرها ١٢٨.

(٢) مستدركات أعيان الشيعة ٧/١٨٠.

٢٥٣

الوَرَعِ والزُّهدِ والعِبَادَةِ ، خَدَمَتِ العِلمَ والدِّينَ خدمات جليلة سُجِّلَتْ لهم في التأريخ بأقلام الإِكبار والافتخار على صَحَائِف ذَهَبِيَّة ناصعة ساطعة ، وهي ما زالت مشرقة لامعة ، ولم تزل منشورة مَشهُورَة»(١) ، بَرَزَ فيها عُلماءٌ كِبار ، علا صَدَاهُم ، وذَاعَ صِيتُهُم في القَرنَين الثالث عشر والرَّابع عشر الهِجرِيَّين ، وكَانُوا مِمَّنْ يُشَارُ إِليهِم بالبنان ، فَهُمْ حديثُ النَّاسِ في المَجَالِسِ والمُنتَدَيَاتِ وَالكُتُبِ.

مَولدُهُ ونَشأَتُهُ :

وُلِدَ في النَّجَفِ الأَشرَف سَنَة (١٢٦٧هـ/١٨٥١م)(٢) على الأرجح.

أَمَّا سنة (١٢٦٨هـ) التي ذكرها الشيخُ آقا بزرك الطَّهرانىُّ فقد وَرَدَتْ في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(٤) ماضي النجف وحاضرها ٣/١٢٦.

(٥) معارف الرجال ٢/١٣٦ ، وقد ذكر أنَّها كانت سنة بعد وفاة صاحب (الجواهر).

قلتُ : وصاحب الموسوعة الفقهية (جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام) هو الشيخ محمّد حسن ابن الشيخ باقر ابن الشيخ عبد الرحيم ابن الآغا محمّد الصغير ابن الآغا عبد الرحيم النجفيّ ، وكانت وفاته في شعبان سنة (١٢٦٦هـ).

وقد أخذ بها السيّد المرعشي في : الإجازة الكبرى ١٠١ ، والزِّركليّ في : الأعلام ٥/١٩ ، والسيّد حسن الأمين في : مستدرك أعيان الشيعة ٧/١٨٠ ، والأميني في : معجم رجال الفكر والأدب ٣/١٠٤٦ ، وفي تعليقات محمَّد هادي زاده على السيف الصنيع ٢١٧ ، والسيّد أحمد الحسيني الأشكوري في : المفصَّل في تراجم الأعلام ١/٤٣٤.

وذَكَرَ الشَّيخُ علىٌّ الخاقانىُّ : أنَّ ولادته كانت سنة (١٢٦٦هـ). مجلة (الغريّ) ، ع ٨٦ ، (١٣٦١هـ/١٩٤٢م) ، ص ١٢٨ ، وهو تاريخٌ غيرُ صحيح.

٢٥٤

العبارة الآتية : «وُلِدَ في النَّجَف في حُدُودِ سَنَة (١٢٦٨هـ) ، كَمَا حَدَّثَني بهِ»(١) ، وتبدو واضحاً كلمةُ التمريض (حدود) في سياقها ، لعدم وجود الإحصاء الرَّسمىِّ الدَّقيقِ لِسِجِلِّ النُّفوسِ وَقتَذَاكَ ، وقد أخذ بهذهِ السَّنةِ الشَّيخُ مَحبوبة(٢) ، ونحنُ نأخذُ بها.

ونَشَأَ بِرِعَايَةِ وَالدِهِ ، وحضر في علوم العربيَّة وسطوح الفقه والأصول عند ابن عمِّ أبيه الشيخ جعفر الأصغر ، وأدركَ أيَّاماً قليلةً العلاّمة الشيخ مُرتَضَى الأَنصَارِيِّ.

وفي بيت الرِّياسة والفقه والشرف والدين (تَعَلَّمَ الأَوَّليَّات ، ودرسَ على فُضَلاءِ بَيتِهِ وغَيرهم من أَعلام النَّجف الأشرفِ وشَافَهَهُمْ واختَلَفَ إِليهِم ، فَنَمَتْ مَوَاهبُهُ واتَّسَعَتْ ، غَيرَ أَنَّهُ لمْ يكتفِ بدراستهِ الحوزويَّة ، إذْ وَلعَ ـ منذُ طُفولته ـ بالأدبِ فَانقَطَعَ إليهِ ، حيث المساجد والجوامع وحلقات الدرس والمكتبات والمطابع والشيوخ الأعلام ، ونَظَمَ الشِّعرَ مُبَكِّرًا ، وسَمِعَ مَنْ ينشدُهُ ، وقرأَ ما وَقَعَتْ عينُهُ عليهِ منهُ ، وطَارَحَ شُعَرَاءَ عَصرِهِ فِي العِرَاقِ وَغَيرِهِ.

صِفَاتُهُ :

عُرِفَ عَنِ الشَّيخِ علىّ السُّلوكُ الدَّمث ، والخُلق الرَّضىّ ، والهدوء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) ٤/١٤٣٧ ، وأَعادَ ذِكْرَ هذه السَّنة في : الذريعة ٧/٢٤ ، وتردُ أيضاً في : مكارم الآثار ٦/١٩١٠.

(٢) ماضي النجف وحاضرها ٣/١٧٣ ، ويُنظر : فهرس التراث ٢/٢١٢.

٢٥٥

الواضح ، والتواضع ، والمهابة والجلال ، والبرُّ لإخوانه ، والصَّبرُ على المُداراةِ.

وكان «رحب الصدر ، يحترم الصغير والكبير ، ويقضي حوائج الناس دون تفريق بين شريف ووضيع وقريب وبعيد ، لا يبخل بجاهِهِ على أَحَد ، ولا بِمَالِهِ على مُحتَاج»(١).

ولهُ مَكانَةٌ عظيمَّةٌ في الأَوساط العلمية ، والزعامة والرئاسة الاجتماعية في العراق ، يُعاشِرُ العُلَمَاءَ وَيَأنَسُ بِمجالسهم.

حدَّثَ حَفِيدُهُ الشَّيخُ شَرِيفُ(٢) قائلا(٣) : «كان يذهب إلى كربلاء ، ويذهب أيضاً إلى (البصيرة)(٤) حيثُ هواؤها العليل ، وله أراض في المشخاب والحلَّة.. كان إنساناً سهلا ، فريداً في ذكائه وأخلاقهِ وتواضعه ، متميِّزًا ، محترماً».

ولهُ صِلاتٌ ودِّيَّةٌ بالأُمَرَاء ، وخاصّة سري باشا (ت ١٣١٣هـ / ١٨٩٥م) والي العراق من قبل العثمانيّين ، الذي كان يقدِّرُ العلمَ ويعرفُ خطرهُ وتأثَّر بالشَّيخ علىّ كثيراً وزارَ الأماكن المقدَّسة في الكاظمية وكربلاء ، فتغيَّرتْ قلوبُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) ٤/١٤٣٦.

(٢) الشيخ شريف زعيم أسرة آل كاشف الغطاء ، وأمين مسجد ومقبرة ومدرسة ومكتبة كاشف الغطاء ، له دورٌ بارزٌ في أحداث العراق من سنة (١٩٥٤م) إلى سنة (٢٠٠٣م) ، منها حفظ المكتبات المهمَّة من التَّلف في العهد الصَّدَّامِيِّ.

(٣) مقابلةٌ شخصيةٌ معهُ في (٢٦/٥/٢٠١٥م).

(٤) البصيرة : قريةٌ مِن قُرَى الحِلَّة الجنوبيَّةِ ، لا تَبعدُ كثيراً عن قرية جناجة ، تقع على نهر يُسَمَّى (علاج) يسقي أراضيها ويتفرّع من شطّ الحلّة قرب قرية تُعرَفُ بـ : (الإبراهيمية).

٢٥٦

قومهِ ، وكتبَوا وشاية عند السلطان العثماني بزعمِ تحوُّلهِ إِلى المذهبِ الشِّيعىِّ! ، ونتيجة لذلكَ صار «بعد ذلك يزور المشاهد ولكنْ على قلَّة ، ولا يشدُّ الرّحالَ إِليها إلاّ بإظهار حاجة أو علَّة»(١) ـ ثُمَّ نُقِلَ هذا الوالي من بغداد إلى مَحَلِّ ولايتهِ الأَوَّلِ وَهي ديار بكر ، وجاء بَعدَهُ الوالي حسن رفيق باشا ، وكان من المقرَّبين إلى السُّلطانِ عبد الحميد ، وحَدَثَتْ بينَهُ وبينَ الشَّيخِ علىّ منافرةٌ ، فاقتضت الأحوالُ وساعدتِ الظروفُ على سفر الشيخ إلى إسلامبول لمقابلة السلطان سنة (١٣٠٩هـ) ، واجتمع بهِ أكثر من مرَّة ، ثمَّ ذَهَبَ إِلى الحَجِّ ، وسَافرَ إِلى القُدس ، ثُمَّ كانتْ رحلتهُ الثانية إلى الآستانة التي امتدَّتْ أربعَةَ أَعوَام ، وحينما(٢) كانَ هناكَ عَثَرَ على مَخطُوطِ (شرح أبي تمّام على هِجَاءِ جرير والأخطل) ، وقد كان بخطِّ مغربىّ قَدِيم ومُعَمَّى ، فَعكفَ على قِرَاءَتِهِ وتَفَهُّمِهِ حتَّى أَتقَنَهُ ، وبَدَأَ بِنَسخِهِ ، وعندَمَا بَلَغَ الصَّفحَةَ الأَخيرة وإذا بجلواز السُّلطانِ عبد الحميد الثاني يبلغهُ بِكلِّ عُنف لزوم حضورهِ حالا إلى البابِ العالي ـ متَّهماً إِيَّاهُ بالتَّواطؤ مع أبي الهُدَى الصيّادىّ(٣) في تدبير مؤامرة سياسيَّة ـ لكنَّ الشَّيخَ عليّاً رَفَضَ ذلك ، وقال بإصرار : (هيهاتَ! لا أُلبِّي الطلبَ قَبلَ أنْ أُتِمَّ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية ١٤٠.

(٢) الأحلام ٦٠ ، هكذا عرفتهم ١/٢٢٨ ـ ٢٢٩ ، موسوعة العتبات المقدّسة (قسم النجف) ٢/٢٤٥ ، المفصّل في تاريخ النجف الأشرف ١٩/٥.

(٣) محمّد بن حسن وادي بن علىّ بن خزام الرفاعىّ. وُلِدَ سنة (١٢٦٦هـ). تَوَلَّى منصب (شيخ مشايخ الدولة العثمانية) في زمن السُّلطان عبد الحميد ، ثمَّ تولَّى نقابة الأشراف. من مؤلَّفاته (الجوهر الشفّاف في طبقات السادة الأشراف). تُوُفِّيَ في سجن الاتّحاديّين سنة (١٣٢٨هـ/١٩٠٩م). ترجمتهُ في الأعلام ٦/٩٤.

٢٥٧

هذهِ الصَّفحَةَ ولو قَامَتِ القيامَةُ) ، وأشفقَ الحاضرون عليهِ من بطش الجلوازِ ، إلاّ أنَّه مضَى في النَّسْخِ ، وحالمَا انتَهَى منهُ قالَ لهُ : «هيا..» ، ولمَّا شَخَصَ إِلى البَابِ العَالي أُبلغَ بِلزُومِ مُغَادَرَةِ الآستانة إلى العراق ، ثُمَّ انكشفَ بُطلان تلك التُّهمَة ، وأُطلقَ سراح الشَّيخ علىّ وأبي الهدَى ، وأُجزل لهُ العطاء من السلطان ، ومِن صَديقِهِ أَبي الهُدَى.

ورجع بعدها إلى العراق سنة (١٣١٣هـ).

وكانَ هو الذي وَجَّهَ بأنْ يكونَ الملك فيصل حاكماً على العراق ، واتَّفقَ الجميعُ على طلبهِ من الحجاز وتتويجهِ(١).

يقول جعفرُ الخليلىُّ فيه إنّ للشيخ علىّ «شهرة كبيرة ، كسبها من سفره إلى إسطنبول ، ومقابلة السلطان وكبار الوزراء والقادة والعلماء ، وإقامته في إسطنبول زمناً طويلا ، وإنَّ رؤية إسطنبول ومقابلة السلطان والوزراء والقوّاد والقضاة ورجال العلم في ذلك اليوم لا يَعدِلهُ في هذا اليوم شيء حتّى الطواف بالدنيا كلّها والتعرّف بجميع شخصيّات العالم من الميكادو إلى البانديت نهرو وكلّ رجال الدنيا وشخصيّاتها ؛ فلم يكنْ يَجيئ ذكر الشيخ علىّ كاشف الغطاء إلاّ وتفغر الأفواه اِعجاباً بهذا الرجل الذي رأى كلَّ هذا ، واجتمعَ بِكُلِّ هؤلاءِ القادَةِ والرِّجَالِ... ! !»(٢).

وكانَتْ لهُ مُراسلاتٌ كثيرةٌ مع أدباء بيروت والشام وبغداد والحلّة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) محاورة الإمام المصلح ٤٠.

(٢) هكذا عرفتهم ١/٢٢٧ ـ ٢٢٨.

٢٥٨

والنجف الأشرف وغيرها من البلاد الإسلاميَّة ، ومنهم : السَّيِّد جَمَال الدين الأفغانىّ (ت ١٣١٥هـ) ، وحَصَلَتْ بينهما علاقة وثيقة ، فضلا عن السيّد عبد الحسين العاملىّ (ت ١٣٦١هـ) ، والشيخ سليمان ظاهر العاملي النبطىّ (ت ١٣٨٠هـ) ، والشيخُ مُحسن الخِضْريّ (ت ١٣٠٢هـ) ، والسَّيِّد جَعفر الحلّي (ت ١٣١٥هـ) ، والسَّيِّد نُعمان الآلوسىّ (ت ١٣١٧هـ) ، والسيِّد إبراهيم حفيد العلاّمة بحر العلوم الطباطبائي (ت ١٣١٩هـ) ، والسَّيِّد محمود شكري الآلوسىّ (ت ١٣٤٢هـ) ، والشَّيخ عبد الحُسَين الجَوَاهِرِيّ (ت ١٣٣٥هـ) ، وعَلىّ عوض الحلِّيِّ (ت ١٣٢٥هـ)(١) ، والسيّد محمّد سعيد الحبّوبي (ت ١٣٣٣هـ) ، ومحمّد زاهد (ت ١٣٢٩هـ) ، وإبراهيم أطيمش (ت ١٣٦٠هـ) ، والسيِّد رضا الهندىّ (ت ١٣٦٢هـ) وسواهُم(٢).

وَمِنْ نَوَادِرِه أَنَّهُ خَرَجَ يوماً مُتَّجِهاً إلى المَسجِدِ ، فَصَادَفَ أَحَدَ الفُضلاءِ ، وأَعلَمَهُ بِوَفَاةِ أَحَدِ المَشَاهِيرِ مِن أقربَائِهِ ، وعَزَّاهُ بهِ ، فَمَا أَجفلَ للنَّبَإِ ، بل قالَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أبو الأمين علىّ بن حسين بن علىّ بن حسين بن عبد الله المزيدىّ الأَسَدِيّ ، وُلِدَ في الحلّة سنة (١٢٥٣هـ). درسَ على السيّد مهدي السيّد داود ، والشيخ جواد بدقت الحائري ، وغيرهما . تَرجمتُهُ في : الروض الأزهر ٢٩٦ ، الطليعة ٢/٣٠ ، الذريعة ٤/٦٢ ، مُصفّى المقال ٣١٦ ، أعيان الشيعة ٤١/٨٧ ، البابليّات ٣ ـ ١/١٠٩ ، شعراء الحلّة ٤/٣ ، تاريخ الحلّة ٢/ ١٩٨ ، معجم المؤلّفين ٧/ ٧٦ ، معجم المؤلّفين العراقيّين ٢ / ٤٢٨.

(٢) يعجُّ كتابه الضَّخم (سمير الحاضر) ـ بأجزائه الخمسة ـ بكثير منَ الأعلام الذين بعثوا إليه برسائل أدبية أبانت عن منجزهم الأدبىّ ، وكذلكَ في كتابِ (العبقات العنبريَّة) لولده الشيخ محمّد الحسين.

٢٥٩

لهُ : «لقد تَزَيَّن كتابُ الطبقات بِخَيرِ تَرجَمَة) ، وتَركَ اتجاهَه إِلى المَسجِدِ ، وَعَادَ إِلى بَيتِهِ ، وكَتَبَ تَاريخَ الوَفَاةِ»(١).

أَقوَالُ المُعَاصرِين فيهِ :

قالَ أبو طالب القاسم بن الحسين الحسنىّ اليمنىّ (ت ١٣٨٠هـ/١٩٦٠م) : «وَقَعَ لي بهِ اتِّصال ومذاكرة كثيرة ، وعزمنا ليلةً للضِّيَافَةِ إلى بَيتِهِ ،... ، وعنده خزانة من الكتب كثيرة»(٢).

وقَالَ الشيخُ محمَّد محسن الشَّهير بآقا بزرك الطهرانىّ : «عَرَفتُهُ في السنين الأولى من هجرتي إلى النَّجَف بِوَاسِطَةِ وَلَدِهِ الحجَّة المَرحُوم الشَّيخ مُحَمَّد الحُسَين كاشف الغطاء الذي كانَ يُزَامِلُنا في الحُضُورِ على شيخنا الحجَّة الحُسَين النُّورِيّ في درسِهِ ومجلسِهِ الخَاصّ في بيتهِ ، وتَوَطَّدَتِ العِلاقةُ بِمَرِّ الزَّمَانِ ، ولا سيَّما بعد أَنْ اتَّجهتُ هذا الاتّجاه وشرعتُ بتأليف (الذريعة) في سنة (١٣٢٩هـ) فقد كنتُ أزورهُ في مَكتَبَتِهِ ، ويُطلِعُني على ما تَضُمُّهُ من مخطوطات ، ممَّا هو بِخَطِّهِ وخَطِّ غَيرِهِ ، ويرشدني اِلى مَظانِّ وجودِها ، وقد أَعَانَنِي بِطَلَبِ فَهَارس المكتبات التي كان يعرفُ أصحابَها أو يعرف عَنَاوِينهم».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الأحلام ٦٠.

(٢) بلوغ الأشواق في ذكر السفر إلى أرض العراق ، مجلَّة (مخطوطاتنا) ، العدد ٢ ، ١٤٣٦هـ/٢٠١٤م ، ص ٢٠٧ ـ ٢٠٨.

٢٦٠