تراثنا ـ العدد [ 123 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 123 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣٠٢

عن عماد الدّين محمّد بن أبي القاسم الطبري ، عن الشّيخ أبي علي الحسن ، عن والده شيخ الطّائفة أبي جعفر الطّوسي ، الخ ...

ومن طرق سيّدنا الفقيه الأوحد السيّد ميرزا مهدي الشّهرستاني الحائري ما يرويه : عن الفقيه المتبحّر الشّيخ يوسف بن أحمد ابن إبراهيم البحراني صاحب الحدائق ، عن العلاّمة المحقّق الشّيخ حسين الماحوزي ، عن شيخه العلاّمة الشّيخ سليمان الماحوزي ، عن أستاذه الشّيخ سليمان بن علي بن سليمان المعروف بابن أبي ظبية ، عن زين الملّة والدّين الشّيخ علي بن سليمان بن الحسن بن سليمان البحراني ، عن شيخه بهاء الملّة والدّين العاملي ، عن والده عزّ الدّين الحسين بن عبد الصّمد ، عن جماعة منهم : شيخنا زين الملّة والدّين الشّهيد الثّاني ، عن الشّيخ علي بن عبد العال الميسي ، عن السّعيد شمس الدّين محمّد بن محمّد الشّهير بابن المؤذّن ، ابن عمّ شيخنا الشّهيد قدّس سرّهما ، عن الشّيخ ضياء الدّين علي ، عن والده شمس الدّين الشّهيد الأوّل ، عن الشّيخ فخر الدّين ، عن أبيه آية الله العلاّمة الحلّي قدّس سرّه ، عن الشّيخ نجم الدّين المحقّق الحلّي ، عن الشّيخ نجيب الدّين محمّد بن نما ، عن الشّيخ محمّد بن إدريس الحلّي ، عن الشّيخ عربي بن مسافر العبادي ، عن شيخه الياس بن هشام الحائري ، عن الشّيخ أبي علي الحسن عن والده شيخ الطّائفة ، عن شيخنا المفيد ، عن الفقيه الأجلّ جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه ، عن شيخنا الكليني.

ومن طرق شيخ الفقهاء الأواخر صاحب الجواهر ما يرويه ، عن الشّيخ

١٤١

الأكبر كاشف الغطاء ، عن آية الله بحر العلوم الطّباطبائي ، عن الإمام المجدّد الوحيد البهبهاني.

ـ ح ـ وعن صاحب الجواهر ، عن سيّدنا السيّد الجواد مفتتح الكرامة العاملي ، عن سيّدنا الآية بحر العلوم ، عن شيخه الأوحد محمّد مهدي الفتوني العاملي ، عن شيخه الأعظم الشّيخ أبي الحسن الشّريف صاحب كتاب ضياء العالمين ، وعن شيخه المولى محمّد شفيع الجيلاني ، وعن الفاضل الحاج محمّد رضا الشّيرازي كلّهم ، عن العلاّمة المجلسي ، عن أبيه التّقي ، عن بهاء الملّة والدّين العاملي ، عن والده الشّيخ الحسين بن عبد الصّمد ، عن زين الملّة والدّين الشّهيد الثّاني ، بإسناده المتقدّم.

ومن طريق شيخنا المجدّد المجلسي ما يرويه : عن والده المقدّس بإسناده المتقدّم إلى الشّهيد الأوّل وما يرويه عن عدّة من مشايخه ، ومنهم والده المذكور قدّس سرّه ، عن الفقيه المحقّق المولى عبد الله التستري ، عن شيخه الجليل نعمة بن أحمد بن محمّد بن خاتون العاملي ، عن أبيه أحمد ، عن جدّه محمّد ، عن جمال الدّين أحمد ابن الحاج علي العيناني ، عن زين الدّين الشّيخ جعفر ، عن الأجل السيّد الحسن بن أيوب الشّهير بابن نجم الدّين ، عن شيخنا الشّهيد الأوّل.

ـ ح ـ وعن العلاّمة المجلسي ، عن الشّيخ عبد الله بن جابر العاملي وهو ابن عمّة والد المجلسي الأوّل ، وقد أجاز المجلسي الثّاني في صغره ، عن جدّ والده المذكور لأمّه الفاضل الصّالح الثّقة كمال الدّين درويش محمّد

١٤٢

ابن الشّيخ حسن النّطنزي أوّل من نشر حديث الشّيعة بأصبهان على العهد الصّفوي ، عن الشّيخ مروّج المذهب المجدّد نور الدّين علي ابن عبد العلي الكركي ، عن الشّيخ علي بن هلال الجزائري ، عن الشّيخ أحمد بن فهد الحلّي ، عن الشيخين الجليلين : علي بن الخازن الحائري وعلي بن عبد الحميد النيلي جميعاً ، عن الشّيخ السّعيد الشّهيد الأوّل ، عن السيّد تاج الدّين أبي عبد الله ، النسّابة محمّد ، عن والده جلال الدّين أبي جعفر القسم بن الحسن بن محمّد بن الحسن ابن معية ، عن الشّيخين الأجلّين : عميد الرّؤساء هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب من أئمّة علماء الأدب ، وعلي بن السّكون من أفاخم أصحابنا جميعاً ، عن السيّد الأجل بهاء الشّرف المذكور في مفتتح الصّحيفة المكرّمة السّجادية إلى آخر سندها.

وبالإسناد إلى شيخنا الشّهيد الأوّل ، عن فخر الدّين أبي طالب محمّد ، عن أبيه آية الله جمال الملّة والدّين الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي ، عن خاله السّعيد نجم الملّة والدّين المحقّق الحلّي ، عن العلاّمة النّسّابة الجليل شمس الدّين فخّار ابن معد الموسوي ، عن فحل العلماء المحقّقين محمّد بن إدريس الحلّي ، عن المفيد الثّاني أبي علي الحسن ، عن والده شيخ الطّائفة أبي جعفر الطّوسي ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري ، عن أبي المفضّل محمّد بن عبيد الله بن المطلّب الشّيباني ، عن الشّريف أبي عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن ، إلى آخر السّند المذكور في مفاتيح الصّحف المكرّمة.

١٤٣

وعن المولى محمّد أكمل والد شيخنا المجدّد البهبهاني ، عن المدقّق الشّيرواني ، والآقا جمال الدّين الخوانساري ، والشّيخ جعفر القاضي جميعاً ، عن شيخنا المجدّد المجلسي الثّاني.

ـ ح ـ وعن سيّدنا الآية بحر العلوم ، عن شيخ الأعلام الأثبات المولى محمّد باقر الهزارجريبي ، عن المشايخ الأعلام : الحاج الشّيخ محمّد بن الحاج محمّد زمان القاساني الأصفهاني ، وميرزا إبراهيم القاضي بأصبهان عن جماعة ، منهم : الأمير محمّد حسين ابن الأمير محمّد صالح الأصفهاني ، والحاج محمّد الطّاهر ابن الحاج مقصود علي الأصفهاني ، المولى محمّد قاسم بن محمّد رضا الهزارجريبي جميعاً ، عن شيخنا المجدّد المجلسي.

ـ ح ـ وعن الأمير محمّد حسين المتقدّم ذكره والشّيخ ميرزا إبراهيم القاضي المذكور مع من قبله ، عن الشّيخ أبي الحسن ابن محمّد طاهر العاملي المجاور بالغري ، عن جمع ، منهم : شيخنا المجلسي.

ـ ح ـ وبالإسناد إلى الشّيخ محمّد المهدي العاملي الفتوني ، عن شيخنا أبي الحسن الشّريف الفتوني ، والمولى محمّد شفيع الجيلاني ، والحاج محمّد رضا الشّيرازي جميعاً ، عن شيخنا المجدّد المجلسي صاحب البحار وذكر إجازته في كتاب الإجازات.

١٤٤

كتب هذه الأحرف بيده الفانية البالية

أقلّ الأنام وأحوجهم إلى عفو الله الغني

محمّد علي بن أبي القاسم الأردوآبادي

في الحائر الحسيني على مشرّفها آلاف التّحية والثّناء

في العشر الثّالث من شعبان المبارك (١٣٦١ هـ).

أقول (١) : توفّي سماحة آية الله الشّيخ محمّد علي الأردوآبادي في زيارته كربلاء المقدّسة سنة (١٣٨٠هـ) ونقل جثمانه إلى النّجف الأشرف.

السيّد محمّد علي بن السيّد محمّد هادي الحسيني الميلاني

نزيل مشهد الرّضا عليه‌السلام سنة (١٤٠٠ هـ) (٢)

__________________

(١) القول يعود إلى ناسخ هذه الإجازة المرحوم السيّد محمّد عليّ الميلاني.

(٢) وتوفّي ـ رحمه الله ـ في الثامن من شهر صفر المظفّر من سنة (١٤٣٢ق) ١الهجرية.

١٤٥

عَلى ضِفافِ الذّريعَةِ

محمّد حسين الواعظ النجفي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حقّ حمده كثيراً ، والصّلاة والسّلام على رسوله محمّد المبعوث هادياً ومبشّراً ونذيراً ، وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، واللّعن الدائم على أعدائهم أبداً كثيراً.

وبعد ، فقد كان ولا يزال التراث الشيعيّ متعرّضاً لأقسى الهجمات الشرسة بدعاو كاذبة تطلقها بين فينة وأخرى أُناس لا تربطهم بالتراث الإسلاميّ أيّة صلة ، ولم تكن تلك النعرات والترّهات لتزلزل هذا الصرح العظيم والتراث العريق ، بل تزيده قوّة ورصانة ، ودقّة ومتانة.

ولقد قام بالدّفاع عن مذهب أهل البيت عليهم‌السلام وترسيخ قيمهم ومبادئهم علماءٌ أفذاذٌ قدّموا الغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الصدق ومذهب الحقّ.

١٤٦

ومن أولئك الأعلام : شيخ الباحثين ، والعلاّمة العملاق ، ومن طبّقت شهرته الآفاق ، المحدّث الفقيه المحقّق الرجالي الفذّ ، الشيخ محمّد محسن المنزوي ، المعروف بآقا بزرك الطهراني (١٢٩٣ ـ ١٣٨٩هـ) تغمّده الله بواسع رحمته ، وأسكنه الفسيح من جنّته ، حيث تصدّى لدحر تلك الدعاوى المزيّفة والخطيرة ، وسَدِّ فجوة في التراث كبيرة ، وأسدى خدمات جليلة للطائفة النبيلة ، والتي أعظمها موسوعته الرائدة وسِفره الخالد الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، وها أنا ذا أقدّم بين يدي القارئ الكريم هذه الدراسة المتواضعة عن هذا الأثر الخالد.

تمهيد :

لقد قدّم علماؤنا آثاراً عظيمة في مجال فهرسة التراث ، ويعتبر أقدم كتاب وصل إلينا في الموضوع نفسه هو فهرست كتب الشيعة وأصولهم لشيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠هـ) المعروف بكتاب الفهرست ، ويليه من حيث الزمان كتاب فهرست أسماء مصنّفي الشيعة للشيخ الجليل الأقدم أحمد بن علي النجاشي (ت ٤٥٠هـ) المعروف بكتاب رجال النجاشي(١).

__________________

(١) وأمّا كتاب الفهرست لابن النديم (ت ٣٨٠ أو ٣٨٥هـ) فهو غير مختصّ بمؤلّفات الشيعة ، أو المسلمين عامّة ، بل يشتمل على جميع الكتب لمختلف الطوائف وشتّى الفنون.

١٤٧

وهكذا تعقّبتهما مصنّفات أخرى ، حتّى انفصل علم الفهرسة عن علم معرفة التراث ؛ لاختلاف الموضوع والغرض والحاجة وغيرها.

وأمّا بالنسبة إلى كتب المتأخّرين في معرفة التراث وفهرسته والتعريف بالمؤلّفين ، والتحقيق عن آثارهم ، فهنالك جملة من الجهود المشكورة التي دُوّنت في هذا الاختصاص ، وهي على نحوين ، ما كتب قبل الذريعة أو معاصر لها ، وما كتب بعدها.

أمّا في القسم الأوّل فيمكن أن نعدّ الكتب التالية :

١ ـ كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والأسفار : تأليف العلاّمة السيّد إعجاز حسين الكنتوري اللكنهوي الهندي (ت١٢٨٦هـ) ، وهو أخو العلاّمة السيّد المير حامد حسين صاحب العبقات ، طبع أوّلا في الهند ، ثمّ نشرته مكتبة آية الله السيّد المرعشيّ النجفي على أساس طبعته الهنديّة ، وهو في مجلّد واحد ، لا يمثّل عشر معشار تراث الشيعة الإمامية ، بل أقلّ من ذلك.

٢ ـ مرآة الكتب : تأليف العلاّمة الشهيد الشيخ عليّ التبريزي ، المعروف بثقة الإسلام ، والشهيد سنة (١٣٣٠هـ) ، إلاّ أنّ القدر لم يمهله لإكمال كتابه القيّم هذا ، طبع هذا الكتاب في سبعة مجلّدات من قبل مكتبة آية الله المرعشي النجفي قدس‌سره.

٣ ـ كشف الأستار عن وجه الكتب والأسفار : تأليف العلاّمة السيّد أحمد الحسيني الخوانساري الشهير بالصفائي (ت ١٢٥٠هـ) ، طبع منه ستّة

١٤٨

مجلّدات من قبل مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام ، والأمل وطيدٌ بنشر سائر أجزائه(١).

٤ ـ هداية الأسماء في بيان كتب العلماء : للشيخ حسن بن علي الكثنوي الكربلائي (م ١٢٩٧هـ) ، وهي رسالة صغيرة نشرها المرحوم الأستاذ محمّد تقي دانش پژوه في نشريّة نسخه هاى خطّي (النسخ الخطّية) ، في العدد السادس (ص ١ ـ ٦٢).

مع أنّ كلّ واحدة من هذه المصنّفات تُعدُّ خطوة مؤثّرة في التعريف بتراث الشيعة ؛ إلاّ أنّها لا ترقى إلى مستوى الذريعة لجهات شتّى ، تتّضح في طيّات هذه المقالة.

وأمّا المصنّفات التي كتبت بعد الذريعة أو حين تأليف الذريعة ، فيمكن أن نعدّ منها : آثار الشيعة الإمامية للشيخ عبدالحسين جواهر كلام ، ومؤلّفين كتب چاپي وسنگي (مؤلّفو الكتب المطبوعة حروفيّاً أو حجرّياً) للمرحوم خان بابا مشار ، وموسوعة مؤلّفي الإمامية إصدار مجمع الفكر الإسلامي ، والتراث العربي المخطوط للعلاّمة السيّد أحمد الحسيني الإشكوري.

والملحوظ في هذه المؤلّفات التي تلت الذريعة أنّها اعتمدت عليها ، ورجعت إليها ؛ شأنها شأن سائر الدراسات التراثية.

__________________

(١) طبعت مؤسّسة تراث الشيعة كتاباً مهمّاً في سيرة العلاّمة السيّد أحمد الصفائي ونجله السيّد مصطفى وتراثهما ، ودورهما في حفظ التراث وإحيائه ، باسم صفائي نامه.

١٤٩

أهميّة الذريعة :

ومع ذلك كلّه ؛ تبقى الذريعة من المصادر التي لا يمكن الاستغناء عنها ، حيث حازت على أهمّية كبرى لا تُقاس بما ذكر من المؤلّفات ؛ وذلك من جهات كثيرة لا تخفى على الناقد المتأمّل ، نذكر منها ما يلي :

أوّلا : تعتبر الذريعة أكثرها استيعاباً وشمولا لأكبر عدد ممكن من المؤلّفات ، فعدد مجلّداتها (٢٩) مجلّداً(١) ، واحتوت على (٥٥٧٩٥) كتاب ، هذا مع عدم عدّ الكتب التي استدركها شيخ الباحثين في مواضع أخرى ، أو ذكرها ضمناً وغير ذلك ، حيث يزيد على العدد المذكور بكثير.

هذا من حيث التعداد ، وأمّا من حيث الزمن ، فقد اشتملت الذريعة على كلّ ما ألّف منذ بزوغ فجر الإسلام وإلى سنة (١٣٧٠هـ)(٢) ، وهذا ما يُضفي عليها صفة (الجامعية) بالنسبة للعمل الفردي.

ثانياً : إنّ الشيخ آقا بزرك اعتمد في تدوين موسوعته الرائدة على مصادر كثيرة ومتنوّعة ، ووثائق شتّى ، ومكتبات مختلفة ، ممّا جعل الذريعة تحتوي على معلومات نادرة وثمينة توصّل إليها الشيخ بنفسه ، ولا زالت الذريعة تسعف الباحثين وترفد البحوث بأبكار ثمارها العلمية ، وقلّما تخلو صفحة من الذريعة ، من معلومات نادرة أو جديدة.

ثالثاً : لقد كان عصر الذريعة عصر اهتمام الأساطين والفحول بالفقه

__________________

(١) حيث إنّ الجزء التاسع منه في أربعة أجزاء.

(٢) الذريعة ٨ / ٢٩٦ ، وسوف يوافيك نصّ كلام الشيخ آقا بزرك قدس‌سره.

١٥٠

والأصول ، وهذا ما يشهد له قلّة الدراسات التراثية آنذاك وعدم الاعتناء بالذريعة في فترة تأليفه ، فيعتبر الشيخ آقا بزرك من روّاد النهضة العلمية لتنشيط الجهود والطاقات ، وتفعيلها نحو اهتمام أكثر بسائر فنون العلم وصنوف المعرفة العلمية ، وفتح آفاق جديدة في مجال التأليف والكتابة.

رابعاً : ومع الأخذ بنظر الاعتبار ما ذكر آنفاً ندرك عظمة ما قام به الشيخ آقا بزرك من حفظ التراث من الضياع والاندراس ، ولمّ شتاته من شتّى المصادر والوثائق المختلفة ، بل إحياء ماضيه المشرق بإحياء ذكر المؤلّفين وآثارهم.

أسباب تأليف الذريعة :

عوامل عديدة أثّرت في تأليف الذريعة نذكرها تباعاً :

أوّلا : من الأسباب المهمّة التي ساهمت في تدوين هذه الموسوعة العظيمة ـ وكذا غيرها من الموسوعات التي سيأتي ذكرها ـ كلام جرجي زيدان في تاريخ آداب اللغة العربية : «ومن أنّ ما يقال في شأن كتب الإمامية ـ إن صحّ ـ فقد لعبت بها أيدي سبأ ، فهي أشبه شيء بالوهم والخيال ، وأنّ من يُدعى له الفضيلة منهم فقد ذهب ذكره مع حديث أمس الدابر ، وهل هم اليوم إلاّ رمّة بالية لا يستفاد بهم ولا بآثارهم؟!»(١).

__________________

(١) لاحظ : تاريخ آداب اللغة العربية ٣ / ٦ ، وقد حذف النصّ المذكور من الطبعات اللاحقة.

١٥١

وكذلك قد انبرى لردّ هذه الشبهة المزيّفة وصدّ غيرها من الشبهات ثلاثة من الأعلام(١) ، هم :

١ ـ السيّد حسن الصدر ، حيث ألّف كتاب تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الإسلام(٢) ، ثمّ لخّصه المؤلّف وطبع بعنوان : الشيعة وفنون الإسلام في حياة المؤلّف سنة (١٣٣١هـ) ، ثمّ طبع أصل الكتاب بمساعي نجل السيّد المؤلّف طاب ثراه ، وبتشجيع العلاّمة الطهراني قدس‌سره.

٢ ـ الشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء تصدّى لجملة من النقود العلمية والردود الأدبية من ضمنها على كتاب تاريخ آداب اللغة العربية ، في كتابه نقود وردود والتي طبعت تحت عنوان المراجعات الريحانية ، في الردّ على الريحاني والكرملي وجرجي زيدان وغيره وكان لها الصدى المشهود في ذلك العهد.

٣ ـ وثالثهم الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله حيث ألّف عدّة موسوعات ، منها الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، وطبقات أعلام الشيعة.

ورافق هذا الركب العلميّ جهابذة آخرون وهم :

٤ ـ الشيخ علي آل كاشف الغطاء في موسوعة الحصون المنيعة في

__________________

(١) لاحظ : الذريعة ٢٠ / هـ.

(٢) ومع الأسف طبع الكتاب بحذف كلمة : (الكرام) ، والكتاب قيد الطبع في مؤسّسة تراث الشيعة.

١٥٢

طبقات الشيعة(١).

٥ ـ السيّد محسن بن عبد الكريم الأمين الشقرائي العاملي في موسوعته التراجمية العظمى أعيان الشيعة(٢).

٦ ـ الشيخ محمّد بن طاهر السماوي في كتابه الطليعة في شعراء الشيعة(٣).

رفع الله درجاتهم في أعلى علّيين ، وجزاهم خير ما يجزي عباده المحسنين.

ثانياً : الاستعداد الذاتي عند الشيخ آقا بزرك ، ورغبته الشديدة لتراث أهل البيت عليهم‌السلام ، حتّى استنسخ كتاب الإيساغوجي في المنطق وهو في الخامسة عشر من عمره الشريف ممّا يدلّ على أنسه بالتراث ، وعلاقته بكثير من المؤلّفات الإسلامية ، واطّلاعه بها ووقوفه عليها ، وهو مع كلّ ذلك يرى ما أصاب التراث من الإزدراء وعدم الاعتناء ، ممّا كاد أن يجعله (كأن لم يكن شيئاً مذكوراً) ، وهوما صرّح به الشيخ آقا بزرك في مقدّمة الذريعة حيث يقول :

«لمّا منّ الله تعالى عليّ بالتوفيق لتتبّع كثير من الكتب الإسلامية ، ولا سيّما مصنّفات أصحابنا الإمامية ـ رضوان الله علهيم ـ رأيت المشهور منها والمتداول بأيدينا نزراً يسيراً ، وما سواه كأن لم يكن شيئاً مذكوراً ، قد طنب

__________________

(١) وهو قيد التحقيق في مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث.

(٢) وهو قيد التحقيق من قبل مؤسّسة تراث الشيعة.

(٣) طبع بتحقيق د. كامل سلمان الجبوري.

١٥٣

عليها عوامل الجهل والنسيان ، وكادت أن تذهب أدراج الرياح ؛ لقلّة نسخها ، وعدم تحرّي أرباب المعاجم لذكرها ، حيث إنّ أجلّ ما كتب في هذا الباب هو كشف الظنون المؤلّف في أواخر القرن الحادي عشر ، ولمؤلّفه البحّاثة المتبحّر الحقّ العظيم على كافّة مَن تأخّر ، لكن ذهب عليه ذكر أكثر الكتب الإسلامية ، فضلا عن كتب أصحابنا الإمامية.

وفي أواخر القرن الثالث عشر ألّف كتاب كشف الحجب الذي ذكر فيه مؤلّفه العلاّمة ما كان عنده من الكتب وقليلا من غيرها»(١).

ثالثاً : ومضافاً لما ذكر ؛ فقد كان لتشجيع الأعلام ـ الذين أدركوا أهمّية جهود آقا بزرك ـ دورٌ كبير في تأليف الذريعة :

منهم : العلاّمة السيّد حسن الصدر حيث كتب مقدّمةً على الذريعة ، وبادر بتسميته بـ : الذريعة ، وكتب إجازته النفيسة الكبيرة للشيخ آقا بزرك ، وشحنها بأسماء المؤلّفين والمؤلّفات ، وغيرها من الفوائد والنكات ، ليستفيد منها الشيخ الطهراني في تأليف الذريعة ، كما صرّح به السيّد الصدر نفسه(٢).

__________________

(١) الذريعة ١ / ٢٠.

(٢) الإجازة الكبيرة (المطبوعة في مجلّة كتاب الشيعة ، العدد الأوّل ، ص ٣٤٩) حيث قال : «وقد أودعتُ في هذه الطبقة مصنّفات أربابها وتواريخهم ، ودللتُ على ما لم أذكر منها ، حتّى يسهل عليه ما عزم عليه من جمع أسماء الكتب والمصنّفات.

وفّقه الله لهذا المقصد الجليل النبيل ، فلتقرّ عينه ؛ فإنّي ذاكرٌ في هذه الطبقات ما لا مطمع له به إلاّ فيها إن شاء الله تعالى».

١٥٤

ومنهم : العلاّمة الشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء ، حيث كتب مقدّمة علمية على الذريعة.

ومنهم : العلاّمة الشيخ محمّد علي الأُردوبادي النجفي ، فقد كتب تقريظاً على الذريعة ، وأشرف على طباعة بعض مجلّداتها.

ومنهم : العلاّمة الميرزا محمّد العسكري الطهراني ، حيث قد سمّى الذريعة في بادئ الأمر بـ : كشف الحجاب عن تصانيف الأصحاب ، وقال الشيخ آقا بزرك : «ورأيتُ من حسن الاتّفاق مطابقة عدده بالجمل الكبير

١٥٥

لتاريخ الشروع فيه ، فصار اسمه التاريخي» (١).

ومنهم : السيّد صدر الدين الصدر ، فقد كتب تقريظاً على الذريعة أيضاً.

__________________

(١) الذريعة ١ / ٨ ، ومن الطريف أنّ العلاّمة السيّد محسن الأمين قد سمّى موسوعته أيضاً بالذريعة إلى معرفة أعيان الشيعة ، ثمّ اكتفى بـ : (أعيان الشيعة) بعد طبع الذريعة للشيخ آقا بزرك.

١٥٦

كيفية تأليف الذريعة :

بعد رحيل الآخوند الخراساني أستاذ الفقيه المحقّق الطهراني لم يبق الشيخ آقا بزرك في النجف الأشرف ، وآثر السكنى في الكاظمين ، وفيه ابتدأ بجمع البطاقات الأولى واستقصاء أسماء المؤلّفات ، ثمّ انتقل إلى سامرّاء ، وبقي فيها أكثر من عشرين سنة ، وبالضبط منذ سنة (١٣٢٩هـ) حتّى سنة (١٣٥٥هـ).

وشرع في تأليف الذريعة تحديداً من يوم دحو الأرض (٢٥ ذي القعدة) سنة (١٣٢٩هـ) ، وجمع أوّلا أسماء الكتب على ترتيب الحروف الأولى في مجلّد كبير سمّاه فيما بعد (المسوّدة) ، ثمّ أخذ بتنظيم هذه الأسماء على ترتيب تمام الحروف على المنهج المعروف ، وأتمّه سنة (١٣٣٤هـ) في ستّة مجلّدات ، وهو التحرير الأوّل للذريعة ، وقد جعله الشيخ معرضاً لاستفادة المؤلّفين ، فنقلوا عنه في مؤلّفاتهم قبل طبع الذريعة.

وبعد هذا التحرير أخذ الشيخ بتوسيع الكتاب ، فسافر إلى البلدان الإسلامية كإيران والهند وپاكستان والحجاز وسوريا ولبنان وأفغانستان ، واطّلع على الكثير من المكتبات العامّة والخاصّة ، وراسل ذوي المكتبات الأخرى ، ثمّ عزم على طبع مجلّدات الذريعة مع الاشتغال بتكميله والاستدراك عليه.

طباعة الذريعة :

وقد تجشّم الشيخ آقا بزرك عناءً كثيراً في طباعة الذريعة ، وركب

١٥٧

الصعب والذلول في إخراجه إلى عالم النور والظهور ، فما تحمّله من المشقّات في طباعته ليست بأهون ممّا تحمّله في تأليفه ، ولكنّ كلّ ذلك لم يَثْنِ عزمه عن هدفه السامي المنشود.

ففي سنة (١٣٥٠هـ) سافر إلى طهران ، والتقى بعمّه الكبير الحاج الميرزا محسن بن الحاج حبيب الله المحسني الطهراني ، فدفع للشيخ مبلغاً آنذاك يُعتنى به ، فقفل راجعاً إلى سامرّاء ، فوجد فيها نزاعاً نشب بين الشيعة والسنّة ، ممّا أدّى إلى استشهاد أحد مشايخ الشيعة ، وهو الشيخ هادي الطهراني ، والحكومة تضايق رجال الدين الشيعة فيها.

فانتقل إلى النجف الأشرف ، وترك التدريس نهائياً ، واشتغل بتكميل سائر مجلّدات الذريعة ، وشرع في طباعة مجلّداتها الأولى ، وأسّس مطبعة السعادة في النجف الأشرف ، وما طابت نفوس ذوي المطابع ، فاشتكوا عليه عند الحكومة ، وهكذا مُنع عن امتلاك المطبعة لأنّه ليس عراقياً ، مع أنّ الشيخ أوكل شخصاً عراقيّاً لإدارة أمور المطبعة ، فاضطرّ الشيخ إلى بيع المطبعة وأدواتها لصاحب مطبعة الغري الشيخ محمّد علي الصحّاف ، وطبع فيها المجلّد الأوّل من الذريعة.

وبعد طباعته أيضاً مُنع من صدوره وانتشاره ، وحجر الكتاب لمدّة ستّة أشهر ؛ لكون اسم المؤلّف آقا بزرك فارسيّاً ، فوضع الشيخ آقا بزرك اسمه بعنوان : «محمّد محسن نزيل سامراء» ، وكتب تحته بحروف مصغّرة : «آقا

١٥٨

بزرك الطهراني»(١).

ثمّ بعد نشوب الحرب العالمية الثانية لم يستطع الشيخ آقا بزرك إكمال طباعة الذريعة ، فأوكل أمرها إلى ولدَيْه الأستاذين علي نقي المنزوي وأحمد المنزوي ، فقاما بطباعتها في إيران من المجلّد الرابع إلى آخر الكتاب ، إلاّ أنّ الشيخ وللإسراع في طباعة الذريعة طبع المجلّدين الثالث عشر والرابع عشر في النجف الأشرف قبل الانتهاء من طبع مجلّدات الجزء الثاني عشر حتّى أدركته المنيّة ، والمجلّد التاسع عشر قيد الطباعة.

وإليك الجدول التالي الذي يعرض عدد مجلّدات الذريعة ، مع التعريف بكلّ مجلّد من سنة الطبع ومحلّه والمشرف عليه ، وعدد الكتب المذكورة فيه ، وعدد الصفحات ومعلومات مهمّة أخرى ، ليقف القارىء على مجلّدات الذريعة على نحو الإجمال والعجالة.

__________________

(١) الذريعة ١٠ / ٢٦ ، ولتفاصيل أكثر راجع : كتاب الشيخ آقا بزرك الطهراني ص : ٢٤٣.

١٥٩

الجزء

أوّله

آخره

عدد الكتب

عدد الصفحات

تاريخ الطبع

مكان الطبع

١

آب

ازهاق

٢٦٠٨

٥٤٠

١٣٥٥هـ/١٩٣٦م

النجف الأشرف

٢

أسارى

ايوان

٢٠٤٥

٥٢٤

١٣٥٦هـ/١٩٣٧م

النجف الأشرف

٣

البائية

التحية

١٩١٨

٤٩٦

١٣٥٧هـ/١٩٣٨م

النجف الأشرف

٤

التخاطب

التيمية

٢٣٠٤

٥٢٠

١٣٦٠هـ/١٩٤١م

طهران

٥

ثابت

چينى

١٥١٤

٣٢٠

١٣٦٤هـ/١٩٤٥م

طهران

٦

الحائريّات

حزن

٢٤٧٣

٤١٢

١٣٦٦هـ/١٩٤٧م

طهران

٧

الحساب

خيمه

١٤١٧

٣٠٢

١٣٦٧هـ/١٩٤٨م

١٣٢٧ش

طهران

٨

دائرة

ديوان

١٣٠٩

٣٠٣

١٣٦٨هـ/١٩٥٠م

١٣٣٠ش

طهران

١٦٠