المقداد ابن الأسود الكندي أول فارس في الإسلام

الشيخ محمّد جواد آل الفقيه

المقداد ابن الأسود الكندي أول فارس في الإسلام

المؤلف:

الشيخ محمّد جواد آل الفقيه


الموضوع : التراجم
الناشر: دار التعارف للمطبوعات
الطبعة: ٤
الصفحات: ١٨٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

بدء المعارضة

فوجىء الناس ـ في اليوم الأول لبيعة عثمان ـ بأمور ما عهدوها من سيرة الشيخين أبي بكر وعمر ، وانما تفرد بها عثمان ، مما دفعهم لإِعلان الاستياء والاستنكار ، جاعلين في حسابهم أنه بذلك يخرق العهد الذي اخذه عليه عبد الرحمن .

قال اليعقوبي : وخرج عثمان والناس يهنئونه ، فصعد المنبر ، فجلس في الموضع الذي كان يجلس فيه رسول الله ، ولم يجلس أبو بكر ولا عمر فيه ، جلس أبو بكر دونه بمرقاة ، وجلس عمر دون أبي بكر بمرقاة ، فتكلم الناس في ذلك ، فقال بعضهم : اليوم ولد الشر .

وروي : أنه خرج من الليلة التي بويع له في يومها لصلاة العشاء الآخرة وبين يديه شمعة ، فلقيه المقداد بن عمرو ، فقال ما هذه البدعة ! (١)

ولم تكن حكاية المنبر والشمعة هذه بذات بال لولا أنها خارجة على سيرة الشيخين ، وأنها مؤشر لإِرتكاب أمور أفضع وأخطر بكثير ! .

لكن أمراً آخر حصل في ذلك اليوم أثار حفيظة المخلصين ، فدفعهم إلى الجهر بالمعارضة ، فقد تناهى إلى سمعهم قول لأبي سفيان في محضر الخليفة تستشم منه رائحة الإِلحاد في دين الله ، وبداية التفكير في تحويل الخلافة الى ملك ، وذلك .

____________________

(١) : اليعقوبي ٢ / ١٦٢ ـ ١٦٣ .

١٦١
 &

أن عثمان ـ بعد البيعة ـ دخل رحله ، فدخل اليه بنو أمية حتى إمتلأت بهم الدار ثم أغلقوها عليهم ، فقال أبو سفيان بن حرب : أعندكم أحد من غيركم ؟ قالوا : لا .

قال : تلقّفوها يا بني أميّة تلقُّف الكُرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما من عذاب ولا حساب ، ولا جنّةٍ ، ولا نار ، ولا بعث ، ولا قيامة ! » فانتهره عثمان وساءه بما قال ، وأمر بإخراجه .

فدخل عبد الرحمن بن عوف على عثمان ، فقال له : ما صنعت ! فوالله ما وُفقت حيث تدخل رحلك قبل ان تصعد المنبر ، فتحمد الله وتثني عليه ، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتعدَ الناس خيراً .

فخرج عثمان ، فصعد المنبر ، فحمد الله واثنى عليه ، ثم قال : هذا مقام لم نكن نقومه ، ولم نُعدّ له من الكلام الذي يقام به في مثله ، وسأهيء ذلك ان شاء الله . . (١)

وشاعت مقالة أبي سفيان بين المسلمين ، فساءهم ذلك ، فكان أول من أعلن استنكاره وغضبه ، عمار بن ياسر ، فأقبل في اليوم التالي حتى دخل المسجد والناس مجتمعون فيه ، فقام وقال :

« يا معشر قريش ؛ أما إذا صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم ههنا مرة ، وههنا مرة ، فما أنا بآمنٍ من أن ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله . (٢)

وخرج المقداد في ذلك اليوم ، فلقي عبد الرحمن بن عوف ، فأخذ بيده وقال :

____________________

(١) : شرح النهج ٩ / ٥٣ ـ ٥٤ .

(٢) : مروج الذهب ٢ / ٣٤٣ .

١٦٢
 &

إن كنت أردت ـ بما صنعت ـ وجه الله ، فأثابك الله ثواب الدنيا والآخرة ، وإن كنت إنما أردتَ الدنيا ، فاكثر الله مالك !

فقال عبد الرحمن : إسمعْ ، رحمك الله ، إسمع ! قال : لا أسمع والله . وجذب يده من يده ، ومضى حتى دخل على علي عليه السلام ، فقال :

قم ، فقاتل حتى نقاتل معك . قال علي : فبمن أقاتل ؛ رحمك الله ؟!

وأقبل عمار بن ياسر ينادي :

يا ناعي الإِسلام قم فإنعه

قد مات عرفٌ وبدا نُكرُ

أما والله لو أن لي أعواناً لقاتلتهم ! والله لئن قاتلهم واحد ، لأكونن له ثانياً !

فقال علي : يا أبا اليقظان ، والله لا أجد عليهم أعواناً ، ولا احب أن أعرضكم لما لا تطيقون . (١)

وجاءت حادثة العفو عن عبيد الله بن عمر « قاتل الهرمزان » فزادت الطين بلة .

قال اليعقوبي : واكثر الناس في دم الهرمزان ، وإمساك عبيد الله بن عمر ! وصعد عثمان المنبر ، فخطب الناس ، ثم قال :

آلا إني ولي دم الهرمزان ، وقد وهبته لله ولعمر !

فقام المقداد بن عمرو ، فقال : إن الهرمزان مولىً لله ولرسوله ، وليس لك أن تهب ما كان لله ولرسوله .

قال : فننظر ، وتنظرون . ثم اخرج عثمان عبيد الله بن عمر من المدينة إلى الكوفة ، وأنزله داراً فنسب الموضع إليه فقيل : « كويفة ابن عمر . . » (٢)

____________________

(١) : شرح النهج ٩ / ٥٥ ـ ٥٦ ـ ٥٧ .

(٢) : اليعقوبي ٢ / ١٦٣ ـ ١٦٤ .

١٦٣
 &

قصة الهرمزان ، ومقتله على يد بن عمر

كان الهرمزان أحد ملوك فارس ، وكان قد عقد صلحاً مع المسلمين في السنة السادسة عشرة للهجرة ، ما لبث أن نقضه فيما بعد بتحريض من يزدجرد ، وعلم المسلمون بذلك فجهزوا جيشاً لمحاربته ومحاربة من تعاقد معه على ذلك . فأسر ، وأقبلوا به الى المدينة مكتوفاً وعليه تاجه وحليته ، فأراد عمر أن يضرب عنقه ، فأعلن إسلامه في قصة طريفة .

فقد روي : أن عمر قال له : « يا هرمزان ، كيف رأيت وبال الغدر » ؟

فقال : يا عمر ، إنا وإياكم في الجاهلية كنا نغلبكم ، إذ لم يكن الله معكم ، ولا معنا ! فلما كان الله معكم غلبتمونا .

قال : فما عذرك في انتقاضك مرةً بعد مرة ؟!

قال : أخاف إن قلتُ أن تقتلني . قال : لا بأس عليك ، فأخبرني .

فاستسقى ماءً ، فأخذه ، وجعلت يده تُرْعَد . قال : ما لك ؟ قال : أخاف أن تقتلني وأنا اشرب .

قال : لا بأس عليك حتى تشربه . فألقاه من يده ، فقال : ما بالك ! أعيدوا عليه الماء ولا تجمعوا عليه بين القتل والعطش .

قال : كيف تقتلني ، وقد أمنتني !؟

قال : كذبت ! قال : لم أكذب .

١٦٤
 &

فقال أنس : صدق يا أمير المؤمنين . قال : ويحك يا أنس ! أنا أؤمن قاتل مجزأة بن ثور والبراء بن مالك ! والله لتأتيني بالمخرج أو لأعاقبنّك !

قال : إنك قلت : « لا بأس عليك حتى تخبرني ولا بأس عليك حتى تشرب » ! وقال له ناس من المسلمين مثل قول أنس .

فأقبل على الهرمزان ، فقال : تخدعني ! والله لا تخدعني إلا أن تُسلم ، فأسلم ، ففرض له الفين وأنزله المدينة » . (١)

فلما قُتل عمر ، ظن ابنه عبيد الله أن الهرمزان كان شريكاً لأبي لؤلؤة في قتل والده ، فعمد إلى الهرمزان فقتله ، وقتل معه جفينة ابنة ابي لؤلؤة .

« وأراد عبيد الله أن لا يترك سبيّاً بالمدينة يومئذٍ إلا قتله ، فاجتمع المهاجرون الأولون ، فأعظموا ما صنع عبيد الله من قبل هؤلاء ، واشتدوا عليه وزجروه عن السبي .

فقال : والله لأقتلنهم وغيرهم ـ يعرض ببعض المهاجرين ـ فلم يزل عمرو بن العاص يرفق به حتى دفع إليه سيفه . . (٢) ـ »

فلما استخلف عثمان ، دعا المهاجرين والأنصار ، فقال : اشيروا علي في قتل هذا الذي فتق في الدين ما فتق ! فاجمع راي المهاجرين والأنصار على كلمة واحدة يشجعون عثمان على قتله . وقال جل الناس : أبعد الله الهرمزان وجفينة ، يريدون يتبعون عبيد الله أباه !! .

وعن المطلب بن عبد الله قال : قال علي لعبيد الله بن عمر : ما كان ذنب بنت أبي لؤلؤة حين قتلتها ؟ فكان رأي علي حين إستشاره عثمان ، ورأي الأكابر من أصحاب رسول الله على قتله ، لكن عمرو بن العاص كلم عثمان

____________________

(١) : شرح النهج ١٢ / ١١٤ .

(٢) : الغدير ٨ / ١٣٢ .

١٦٥
 &

حتى تركه . فكان علي يقول : لو قدرت على عبيد الله بن عمر وليَ سلطانٌ لإِقتصصتُ منه . (١)

أما عثمان ، فحين بلغه مقالة علي تلك ، قام فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :

« أيها الناس ، إنه كان من قضاء الله أن عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، أصاب الهرمزان وهو رجل من المسلمين ليس له وارثٌ إلا الله والمسلمون ؟ وأنا إمامكم ، وقد عفوت ، أفتعفون عن عبيد الله بن خليفتكم بالأمس ؟ قالوا نعم . فعفا عنه . (٢)

وفي ذلك اليوم قال المقداد مقالته الآنفة .

فلما بلغ علياً ـ ما قاله عثمان ـ تضاحك ، وقال : سبحان الله ! لقد بدأ بها عثمان ! أيعفو عن حق إمرىء ليس بواليه ! تالله إن هذا لهو العجب ! (٢)

وكان عبيد الله قد حبس في بيت ، وقيل في السجن ، فأطلقه عثمان وكان رجلٌ من الأنصار يقال له : زياد بن لبيد البياضي ، إذا رأى عبيد الله بن عمر قال :

ألا يا عبيد الله ما لك مهربٌ

ولا ملجأٌ من ابن أروى (٣) ولا خفرْ

أصبت دماً والله في غير حِلّهِ

حراماً وقتل الهرمزان له خطر

على غير شيء غير أن قال قائل

أتتهمون الهرمزان على عمر

فقال سفيهٌ والحوادث جمّة

نعم ، أتهمه قد أشار وقد أمر

وكان سلاح العبد في جوف بيته

يقلبه والأمر بالأمر يعتبر

____________________

(١) : راجع الغدير ٨ / ١٣٢ إلى ١٣٥ .

(٢) : راجع شرح النهج ٩ / ٥٤ ـ ٥٥ .

(٣) : ابن أروى : هو عثمان .

١٦٦
 &

فشكا عبيد الله بن عمر إلى عثمان زياد بن لبيد وشعره ، فدعا عثمان زياداً فنهاه ، فقال زياد في عثمان :

أبا عمرو عبيد الله رهنٌ

فلا تشكك بقتل الهرمزان

فإنك إن غفرت الجرم عنه

واسباب الخطا فرسا رهانِ

أتعفو ، إذ عفوتَ بغير حقٍ

فما لك بالذي تحكي يدانَ

فدعا عثمان زياداً ، فنهاه وشذ به . (١)

ولما اكثر الناس التحدث في دم الهرمزان ، أمر عثمان عبيد الله بالرحيل إلى الكوفة وأقطعه فيها داراً وأرضاً فسمي ذلك الموضع بـ « كويفية بن عمر » وحين ولي الإِمام علي عليه السلام الخلافة ، طلب عبيد الله فهرب إلى معاوية ، فقال عليه السلام : لئن فاتني في هذا اليوم لا يفوتني في غيره !

فلما كانت حرب صفين قتل فيها . وقيل : إن علياً هو الذي قتله ، ضربه ضربةً فقطع ما عليه من الحديد حتى خالط سيفُه حشوة جوفه . (٢)



____________________

(١) : راجع الكامل ٣ / ٧٥ ـ ٧٦ . وشذ به : إذا قُرئت كلمةً واحدة يكون معناها : طرده . واذا قرئت كلمتين ، هكذا : شذّ به : يكون المعنى عزله عن الناس .

(٢) : راجع مروج الذهب ٢ / ٣٨٥ .

١٦٧
 &

بين المقداد وعثمان

المصادر التاريخية لا تشير إلى أي لون من ألوان الخلاف بين عثمان والمقداد قبل حادثة الشورى ، لا من قريب ولا من بعيد ، حتى إذا بدأت الشورى بدأ معها الخلاف بينهما ! وكان خلافاً يحسبه الغافل أنه ناجم عن عداء قديم مستشرٍ بينهما ، سيما إذا أخذنا بعين الإِعتبار مواقف المقداد الصلبة من عثمان في تلك الفترة ، غير أن نظرة تأمل منا في نوعية هذا الخلاف كافية في إيقافنا على حقيقة الأمر ، من أن ما جرى بينهما لم يكن مرده لعداءٍ شخصي ، بل هو خلاف مبدئي تطور فيما بعد ليأخذ صفة العداء والجفوة بين الطرفين .

واضحٌ أن الخلافة أمانة عظمى في عنق متقلدها ، ومسؤولية كبرى في عاتقه عليه أن ينهض بأعبائها ، وإلا فهي الخيانة ! وبيعة عثمان ؛ أخذ فيها عليه شرطان صريحان غير كتاب الله ، هما : « سنة رسول الله وسيرة الشيخين ابي بكر وعمر ( رض ) بهما تصح بيعته وبدونهما لا بيعة قائمة ولا خلافة .

تُرى ! أيطوي الصحابة كشحاً عن بعض التصرفات المخالفة ـ صراحةً ـ لسنة الرسول ( ص ) أو لسيرة الشيخين . يرون الخليفة متلبساً بها ؟! بالطبع ، لا ! إذا كانوا مخلصين لدينهم ، صادقين في تدينهم ؛ وهنا تكمن نقطة الخلاف بينه وبينهم بشكل عام . والمقداد واحد من الصحابة المخلصين لا يمكنه بحال السكوت أزاء حالات كهذه ، لذا ،

١٦٨
 &

فإنه كان لا يتوانى في توجيه النقد له وإيقافه على الأخطاء التي يرتكبها ، أو التي تُرتكب في حضرته .

من ذلك : أن عثمان بينما كان جالساً ذات يوم وحوله بعض وجوه قريش ، إذ أقبل رجلٌ أحسبه كان شاعراً يتكفف اعطيات الملوك ، فجعل يمدح عثمان ، وكان المقداد حاضراً ، فجثا على ركبتيه وجعل يحثو الحصباء في وجه ذلك الرجل ! وتعجب عثمان من تصرف المقداد هذا ، والتفت إليه قائلاً : ما شأنك ؟

فقال : قال رسول الله ( ص ) إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب ! (١)

إن حادثة بسيطة من هذا النوع ـ في نظري ونظرك ـ هي غاية في الخطورة إذا صدرت في مجلس كمجلس الخليفة ، لأنها خرق واضح للسنة ، لا يمكن لصحابي كالمقداد أن يسكت عليها ، فما ظنك إذن بما هو أعظم من هذا وأفظع ؟! كتعطيل الحدود ، واقرار الأيدي العادية . والإِسراف في مال الله ووضعه في غير مستحقيه ، كإعطاء مروان خمس خراج إرمينية ! واقطاعه فدك * وكانت فاطمة بنت الرسول قد

____________________

(١) : كما جاء في صحيح مسلم ج ٤ ك ٥٣ ح ٦٩ عن همام بن الحارث قال : إن رجلاً جعل يمدح عثمان ، فعمد المقداد فجثا على ركبتيه ـ وكان رجلاً ضخماً ـ فجعل يحثو في وجهه الحصباء ، فقال له عثمان : ما شأنك ؟ قال : إن رسول الله ( ص ) قال : إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب .

* : فدك : قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان ، أفاءها الله على رسوله ، فكانت خالصةً له لأنه لم يُوجَف عليها بخيل ولا ركاب . وذلك : أن النبي ( ص ) بعد فراغه من غزوة خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك ، فبعثوا الى الرسول ( ص ) انهم مستعدون لتسليمه الأرض وما يملكونه على أن يحقن دماءهم ، وعرضوا عليه ان يعملوا في الأرض بنصف الناتج ، فصالحهم على ذلك . ( راجع معجم البلدان ٤ / ٢٣٨ إلى ٢٤٠ ) وغيره .

١٦٩
 &

____________________

= وهذا الصنف من الأراضي يسمى « الأنفال » وسماه الفقهاء « فيئا » ويعد من الأنفال بالمفهوم الفقهي : كل ما أُخذ من دار الحرب بغير قتال : وكل أرض جلا عنها أهلها بغير قتال أيضاً ، والأرض الموات ، والآجام ، وبطون الأودية ، وقطايع الملوك ، وميراث من لا وارث له والأنفال في الكتاب العزيز هي لله وللرسول خالصة ، قال تعالى : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) وعلى هذا فإن فدك مما يملكه النبي ( ص ) خاصة وله أن يقطعها لمن يشاء ، وقد وهبها النبي ( ص ) لإِبنته فاطمة ( عليها السلام )حين نزلت الآية الكريمة : وآت ذا القربى حقه ؛ كما عن تفسير « الدر المنثور ـ للسيوطي » فتصرفت بها في حياة أبيها ؛ ( الميزان في تفسير القرآن ٩ ص ٥ وما بعدها ) و ( سيرة المصطفى ٥٥٩ ) ولما توفي الرسول ( ص ) منعت الزهراء فدكاً ، وكان لها مع الخليفة أبي بكر موقف مشهود معروف ، حيث احتجت عليه تارة بالنحلة ، واخرى بالميراث ، وثالثة بسهم ذوي القربى . وكان الخليفة ابو بكر يأخذ غلتها فيدفع لآل النبي ما يكفيهم ، وكان عمر بعده يفعل مثل ذلك ، فلما جاء عثمان « أقطعها لمروان بن الحكم » . كما يستفاد ذلك من « العقد الفريد ٤ / ٢٨٣ وشرح النهج ١ / ١٩٨ .

ولما ولي معاوية جعلها ثلاثة أثلاث ، بين مروان وعمرو بن عثمان ويزيد بن معاوية ، وذلك بعد وفاة الإِمام الحسن (ع) ولم يزالوا يتداولونها إلى أن خلصت كلها لمروان أيام حكمه ، فوهبها لعبد العزيز إبنه ، وعبد العزيز بدوره وهبها لإِبنه عمر ، ولما ولي عمر بن عبد العزيز كانت أول ظلامةٍ ردها ، حيث دعا الحسن بن الحسن بن علي ، وقيل بل دعا علي بن الحسين زين العابدين ، فردها عليه وكان يقول في ذلك : « أشهدكم إني قد رددتها إلى ما كانت عليه في عهد رسول الله ( ص ) » العقد الفريد ٤ / ٤٣٥ فكانت بيد ابناء فاطمة مدة حكمه . فلما ولي يزيد بن عاتكة قبضها منهم ، فصارت في أيدي بني مروان كما كانت من قبل .

فلما ولي أبو العباس السفاح ، ردها على عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي . ثم أخذها المنصور ، ثم ردها إبنه المهدي . ثم أخذها موسى بن المهدي وهارون أخوه ، فلم تزل في أيديهم حتى ولي المأمون ، فردها على الفاطميين .

وذلك : أن المأمون جلس يوماً للمظالم ، فأول رقعةٍ وقعت في يده نظر فيها وبكى وقال للذي على رأسه : نادِ : أين وكيل فاطمة ؟ فقام شيخ عليه دُراعة وعمامة ، وخُف تعزي ، فتقدم ؛ فجعل يناظره في فدك والمأمون يحتج عليه وهو يحتج على المأمون ! ، ثم أمر المأمون أن يسجل لهم بها ، فكُتبَ السجل وقرىء عليه ، فأنفذه ! فقام دعبل =

١٧٠
 &

طلبتها من أبي بكر بدعوى النحلة او الميراث ، فدفعت عنها ، وإعطاء ابن أبي سرح جميع ما أفاء الله على المسلمين من فتح افريقية . (١) إلى غير ذلك مما يضيق به المقام والتي كان آخرها إرساله إلى ابن أبي سرح ـ واليه على مصر ـ كتاباً يأمره فيه بقتل قوم من المسلمين ! (٢) مما لم يدع مجالاً للسكوت أو الإِغضاء ، فكان آخر ما قام به المقداد في هذا المضمار ـ هو وتسعة نفر من الصحابة ـ أن وجهوا الى عثمان كتاباً يحتوي على سرد بعض الأمور التي خالف بها سنّة رسول الله ( ص ) وسنّة صاحبيه ـ كما يقول ابن قتيبة ـ . وتعاهدوا ليدفعن الكتاب في يد عثمان ! ومضى عمار بن ياسر بالكتاب ، فكان الرد أن ضُرب وفتقت بطنه (٣) .

إن هذه المواقف من المقداد حيال تصرفات الخليفة ، تركت ولا شك أسوأ الأثر في نفسه وعرضته لغضبه وسخطه ، وحقد بني أمية حتى مات وعثمان ساخط عليه ، أو بالاحرى هو ساخط على عثمان كما روي ذلك

____________________

= الخزاعي وانشد الأبيات التي أولها :

أصبح وجه الزمان قد ضحكا

برد مأمون هاشم فدكا

فلم تزل في أيديهم حتى حكم المتوكل فأقطعها عبد الله بن عمر البازيار ، وكان فيها آنذاك إحدى عشر نخلة غرسها رسول الله ( ص ) بيده ، وكان بنو فاطمة يأخذون ثمرها ، فإذا قدم الحجاج أهدوا لهم من ذلك التمر فيصلونهم فيصير اليهم من ذلك مال جزيل ؛ فوجه عبد الله البازيار رجلاً يقال له : بشران بن أمية الثقفي الى المدينة ، فقطع ذلك النخل ، فرجع الى البصرة فَفُلِج !! راجع ( شرح النهج ١٦ / ٢٠٧ إلى ٢١٧ ) .

(١) : للتفصيل ، راجع كتاب ( ابو ذر الغفاري ) من ص ١٠٧ إلى ١١٤ وشرح النهج ١ / ١٩٨ وما بعدها .

(٢) : مروج الذهب ٢ / ٣٤٤ وغيره من المصادر .

(٣) : راجع الإِمامة والسياسة ١ / ٣٥ .

١٧١
 &

عنه حيث قال للزبير :

« أتراني أحب أن يموت مثل هذا من أصحاب محمد ( ص ) وهو عليّ ساخط ! » (١) .



____________________

(١) : سفينة البحار ، مادة : قدد .

١٧٢
 &

تَشيُّع المقداد ودعوته الناس لعليّ

في قبال هذه المواجهة الصريحة ، كان للمقداد مع الخليفة مواجهة مبطنة ـ إذا صح التعبير ـ إعتمد فيها اسلوب الدعوة لعلي بكل صراحة ووضوح ، وهو الأسلوب الأشد تأثيراً في تهييج مشاعر المسلمين وإثارة عواطفهم ، فقد كان يرى أن الخلافة حق مشروع لعليٍّ عليه السلام وثابت له دون غيره وعلى هذا الأساس إنطلق في دعوته له ، وكان جريئاً في ذلك غير متكتم ولا مبالٍ بالنتائج مهما كانت ؛ وكان يتخذ من مسجد الرسول صلّى الله عليه وآله في المدينة مقراً لبَثِّ دعوته تلك ، مبتدأً بعرض ظلامة الإِمام علي ( عليه السلام ) حول هذا الأمر ثم يطرح أمام الجمهور فضائله وكراماته وسابقته منتهياً ببيان أحقيته في الخلافة بأسلوب فريد وكأنه محام بارع أسند إليه القيام بهذا الدور .

روى بعضهم ، فقال : دخلت مسجد رسول الله ( ص ) فرأيت رجلاً جاثياً على ركبتيه يتلهّفُ تلهُّفَ من كأن الدنيا كانت له فسُلبها ، وهو يقول :

واعجباً لقريش ! ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله ، أعلم الناس وافقههم في دين الله وأعظمهم فناءً في الإِسلام وأبصرهم بالطريق وأهداهم للصراط المستقيم !

والله لقد زوُوها عن الهادي المهتدي ، الطاهر النقي ، وما أرادوا

١٧٣
 &

إصلاحاً للأمة ، ولا صواباً في المذهب ، ولكن آثروا الدنيا على الآخرة فبعداً وسحقاً للقوم الظالمين .

قال : فدنوت منه وقلت : من أنت يرحمك الله ، ومن هذا الرجل ؟

فقال : أنا المقداد بن عمرو ، وهذا الرجل علي بن أبي طالب !

قال : فقلت : آلا تقوم بهذا الأمر ، فاعينك عليه ؟!

فقال : يا بن أخي ، إن هذا الأمر لا يجري فيه الرجل والرجلان !! (١)

وكان يشاركه في هذا الرأي جماعة ، منهم : أبو ذر الغفاري ، وعبد الله بن مسعود ، وعمار بن ياسر ، وغيرهم .

قال : ثم خرجت فلقيتُ أبا ذر فذكرتُ له ذلك ، فقال : صدق أخي المقداد ! ثم أتيتُ عبد الله بن مسعود ، فذكرت ذلك له ، فقال : لقد أُخبرنا ، فلم نألُ . (١)

وكان هذا الموقف يتكرر منه أكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة بلهجةٍ تختلف ليناً وشدةً باختلاف الظروف .

روى أحمد بن عبد العزيز الجواهري . . عن المعروف بن سويد ، قال :

كنت بالمدينة أيام بويع عثمان ، فرأيت رجلاً في المسجد جالساً وهو يصفق باحدى يديه على الأخرى والناس حوله ، ويقول :

____________________

(١) : اليعقوبي ٢ / ١٦٣ .

١٧٤
 &

واعجباً من قريش واستئثارهم بهذا الأمر على أهل هذا البيت ، معدن الفضل ، ونجوم الأرض ، ونور البلاد ! والله إن فيهم لرجلاً ما رأيت رجلاً بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله أولى منه بالحق ، ولا أقضى بالعدل ولا آمر بالمعروف ولا أنهى عن المنكر !

فسألت عنه ، فقيل : هذا المقداد . فتقدمت إليه وقلت : أصلحك الله ؛ من الرجل الذي تذكر !؟

فقال : ابن عم نبيك رسول الله صلّى الله عليه وآله علي بن أبي طالب .

قال : فلبثت ما شاء الله ، ثم لقيت أبا ذر رحمه الله فحدثته بما قال المقداد . فقال : صدق ؛ قلت : فما يمنعكم أن تجعلوا هذا الأمر فيهم ؟!

قال : أبى ذلك قومهم :

قلت : فما يمنعكم أن تعينوهم ؟!

قال : مَهْ (١) ؟ لا تقل هذا ، إياكم والفرقة والإِختلاف (٢) !!

ومرةً ثالثةً نراه ينهج نهجاً أشد لا يخلو من القسوة ؛ والصراحة الزائدة في التعبير عما يجول في نفسه ، أزاء هذا الأمر ، واضعاً خصمه أمام الأمر الواقع غير متحرج ولا مداهن كما حدث ذلك بينه وبين عبد الرحمن بن عوف ـ على ما جاء في شرح النهج ـ .

قال جندب * بن عبد الله الأزدي : كنت جالساً بالمدينة حيث بويع

____________________

(١) : مَهْ : اكفف .

(٢) : شرح النهج ٩ / ٢١ .

(*) : جندب : بن عبد الله بن الأرقم الأزدي الغامدي . . يقال له جندب الخير ( الاصابة / ٢٤٨ ) وكان جندب بعد لقائه هذا قد ذهب الى العراق واقام فيها وكان ينشر =

١٧٥
 &

عثمان فجئت ، فجلست الى المقداد بن عمرو فسمعته يقول : والله ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت ! ـ وكان عبد الرحمن بن عوف جالساً ـ فقال : وما أنت وذاك يا مقداد ؟!

قال المقداد : والله إني أحبهم لحب رسول الله صلّى الله عليه وآله واني لأعجب من قريش وتطاولهم على الناس بفضل رسول الله ثم انتزاعهم من أهله !

قال عبد الرحمن : أما والله ، لقد أجهدتُ نفسي لكم .

قال المقداد : أما والله لقد تركت رجلاً من الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون ؛ أما والله لو أن لي على قريش أعواناً لقاتلتهم قتالي إياهم ببدرٍ وأُحد !!

فقال عبد الرحمن : ثكلتك أُمك ! لا يسمعن هذا الكلام الناسُ ؛ فإني أخاف أن تكون صاحب فتنةٍ وفرقةٍ .

قال : المقداد : إن من دعا إلى الحق وأهله وولاة الأمر لا يكون صاحب فتنةٍ ، ولكن من أقحم الناس في الباطل وآثر الهوى على الحق ، فذلك صاحب الفتنة والفرقة ! ـ يعرّض بعبد الرحمن ـ

قال : فتربّدَ وجه عبد الرحمن ، ثم قال : لو أعلم أنك إياي تعني ، لكان لي ولك شأن ! .

قال : المقداد إياي تهدد ، يا بن أم عبد الرحمن ؟ ثم قام عن عبد الرحمن فانصرف .

____________________

= فضائل علي عليه السلام ، يقول « فكنت أذكر فضل علي فلا أعدم رجلاً يقول لي ما اكره ، وأحسن ما أسمعه قول من يقول : دع عنك هذا وخذ ما ينفعك ؟ فأقول : إن هذا مما ينفعني وينفعك ؟ فيقوم عني ويدعني الخ . . راجع النهج ٩ / ٥٨ .

١٧٦
 &

قال جندب : فاتبعته ، وقلت له : يا عبد الله ، أنا من أعوانك !

فقال : رحمك الله ؛ إن هذا الأمر لا يغني فيه الرجلان ولا الثلاثة ! . . (١)

هذه هي بعض مواقف المقداد ، وتلك هي آراؤه !! انها لا تدع مجالاً للشك في أنه كان أحد المبرزين الذين لم يكونوا شيعة فقط ، بل نهضوا بالدعوة الى التشيع أو بالدعوة لعليّ ( عليه السلام ) ـ ما شئت فعبّر ـ على أوسع نطاق وبأصرح عبارة ، ولم تكن مواقفه وآراؤه تلك مرهونةً بعهد معين كما ربما يتصور البعض ، بل كان هذا رأيه في علي منذ وفاة النبي ( ص ) لم يتغير ولم يتبدل قَط . فقد ورد في ذلك قول الشيخ المفيد رحمه الله تعالى :

« فاختلفت الأمة في امامته يوم وفاة النبي ( ص ) فقالت شيعته وهم : بنو هاشم كافة . . وسلمان وعمار . . والمقداد . . (٢) .

وفي تاريخ اليعقوبي : في ذكر الذين مالوا مع علي بن أبي طالب ، عدّ منهم : « المقداد بن عمرو . . » (٣) بل كان أحد الذين أطلق عليهم لفظ شيعة في عهد النبي صلّى الله عليه وآله كما يقول السجستاني وغيره (٤) ولا أرى موجباً للإِطالة في هذا الموضوع لأنه أصبح معروفاً لا يخفى على من « كان له قلب » !

____________________

(١) : شرح النهج ٩ / ٥٦ وما بعدها .

(٢) : الارشاد / ١٠ .

(٣) : اليعقوبي ٢ / ١٢٤ .

(٤) : للتفصيل راجع كتاب ( أبو ذر ) للمؤلف / ٥٤ وما بعدها .

١٧٧
 &

على لسان النبي صلّى الله عليه وآله والأئمة

الأحاديث الواردة حول بيان فضل المقداد ـ على لسان الرسول ( ص ) ـ جاءت شاملة له ولبعض الصحابة رضي الله عنهم ، وشذ أن تجد حديثاً مختصاً بالمقداد وحده ، لذلك فإني أقتصر في هذا المورد على ذكر الفقرات ـ من الحديث ـ التي تخص المقداد .

من ذلك ، ما ورد عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : سألت رسول الله عن سلمان الفارسي . . إلى أن قال قلت : فما تقول في المقداد ؟

قال ( ص ) : وذاك منا ، أبغض الله من أبغضه ، وأحب من أحبه ! (١)

وعنه ( ص ) أنه قال :

حذيفة بن اليمان من أصفياء الرحمن . . إلى أن قال : والمقداد بن الأسود من المجتهدين .

وعن أنس : ان النبي صلّى الله عليه وآله سمع رجلاً يقرأ ويرفع صوته بالقرآن ! فقال ( ص ) : أوّاب * . وسمع آخر يرفع صوته ، فقال : مُرَاءٍ ! فنظرنا ، فإذا الأول المقداد بن عمرو . (٢)

____________________

(١) : معجم رجال الحديث ١٨ / ٣٦٨ .

* : أواب : تائب .

(٢) : الاستيعاب ( على الإِصابة ٣ / ٤٧٥ ) .

١٧٨
 &

وعنه ( ص ) : الجنة تشتاق إليك يا علي والى عمار وسلمان وأبي ذر والمقداد .

وعنه ( ص ) : إن الله أمرني بحب أربعة إلى أن قال : والمقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي (١) .

وقد ورد حول قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) . أن الإِمام الصادق قال : فوالله ما وفى بها إلا سبعة نفر (٢) وعد المقداد واحداً منهم .

وجاء في حديث آخر له عليه السلام :

فأما الذي لم يتغير منذ قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله حتى فارق الدنيا طرفة عين فالمقداد بن الأسود ، لم يزل قائماً قابضاً على قائم السيف عيناه في عيني أمير المؤمنين عليه السلام ، ينتظر متى يأمره فيمضي . (٢)



____________________

(١) : هذان حديثان مشهوران .

(٢) : معجم رجال الحديث . والبحار ٢٢ / ٣٢٢ .

١٧٩
 &

وفاته ( رضي الله عنه )

نيفّ وثلاثون سنة ، قضاها أبو معبد فارساً في ميادين الجهاد ، ابتداءً بغزوة بدر ، وانتهاءً بفتح مصر ! وقد كانت هذه السنين هي سني التأسيس ، لذلك كانت صعبةً ومرّةً قاسيةً كابد فيها المسلمون المصاعب والمتاعب ، فكان نصيب أبي معبد منها الحظ الأوفر والكأس الأوفى حيث لم تخلو منه ساحة جهاد على ما نعهد ، فقد ورد في ذلك أنه « شهد المشاهد كلها مع رسول الله ( ص ) وبعده إلى أن أدركته الوفاة . . » (١) .

وكانت وفاته في سنة ٣٣ للهجرة أو أقل ـ على اختلاف الروايات ـ بعد أن شهد فتح مصر ، وقد بلغ من العمر سبعين سنة (٢) .

فقد كانت له أرض في مكان قريب من المدينة يقال له : الجرف * وكان يتعاهدها زراعةً وسقياً يقضي فيها أوقات فراغه ما لم يؤذن بجهاد ! وفي ذات يوم تناول جرعةً من زيت « الخروع » فأضرت به ، فمات منها (٣) . فنقل على أعناق الرجال حيث دفن بالبقيع (٤) وكان قد أوصى

____________________

(١) : راجع الإِصابة ٣ / ٤٥٤ وتهذيب الأسماء ٢ / ١١٢ والغدير ٩ / ١١٦ .

(٢) : نفس المصدر .

* : الجرف : كل ما جرفته السيول من الأرض يقال له جرف .

(٣) : الطبقات الكبرى لابن سعد ٣ / ١٦٣ وقيل : غير ذلك .

(٤) : الإِصابة وغيرها .

١٨٠