نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٩

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٩

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٧

(٢٣)

قول عمر ـ لمن استنكف من قضاء علي ـ :

ويحك! ما تدري من هذا؟! هذا مولاي

١٤١
١٤٢

ومن الأدلة : ما رواه الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي قائلا بعد حديث :

« وبهذا الإسناد عن أبي سعيد هذا ، قال أخبرنا طاهر بن محمد بن سمعان الجوالقي بعسكر مكرم بقراءتي عليه ، قال حدثنا أبو طاهر عبد الرحمن بن عبد الوارث بن إبراهيم العسكري ، قال حدثني أبي ، قال حدثنا عمر ، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الزبيدي عن إبراهيم بن حيان عن أبي جعفر قال : جاء أعرابيّان إلى عمر يختصمان ، فقال عمر : يا أبا الحسن اقض بينهما ، فقضى علي على أحدهما. فقال المقضي عليه : يا أمير المؤمنين هذا يقضي بيننا. فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه ثم قال : ويحك ما تدري من هذا!! هذا مولاي ومولى كلّ مؤمن ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن » (١).

ورواه محب الدين الطبري في ( الرياض النضرة ) بقوله : « وعن عمر رضي‌الله‌عنه وقد جاءه أعرابيان يختصمان فقال لعلي : اقض بينهما يا أبا الحسن. فقضى علي بينهما. فقال أحدهما للآخر : هذا يقضي بيننا؟ فوثب إليه عمر رضي‌الله‌عنه وأخذ بتلبيبه وقال : ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة

__________________

(١) مناقب الخوارزمي : ٩٧.

١٤٣

ومن لم يكن [ علي ] مولاه فليس بمؤمن [ أخرجه ابن السمان في الموافقة ] » (١).

ورواه في ( ذخائر العقبى ) أيضا (٢).

ورواه ابن حجر المكي قائلا : « أخرج أيضا ـ يعني الدارقطني ـ إنه جاءه ـ يعني عمر ـ أعرابيان يختصمان ، فأذن لعلي في الفضاء بينهما. فقال أحدهما : هذا يقضي بيننا؟ فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه وقال : ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاي ومولى كلّ مؤمن ، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن » (٣).

ورواه أحمد بن الفضل : « وعن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه وقد جاءه أعرابيان يختصمان ، فقال لعلي كرم الله وجهه : اقض بينهما يا أبا الحسن فقضى علي رضي‌الله‌عنه بينهما. فقال أحدهما للآخر كالمستهزئ : هذا يقضي بيننا؟ فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه وقال : ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاي ومولى كلّ مؤمن ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن. أخرجه ابن السمان في كتاب الموافقة » (٤).

وكذا رواه محمد بن إسماعيل الأمير اليماني نقلا عن المحب الطبري (٥).

ورواه أحمد بن عبد القادر العجيلي عن الدارقطني (٦).

ومن الواضح : أنه لا مجال في هذا المقام لذكر معنى المحب والناصر والمحبوب ، لأن الاعرابي قد استنكف عن قبول قضاء الامام عليه‌السلام ، فلا بدّ ـ عند الجواب على كلامه ـ من ذكر ما يثبت صلوحه عليه‌السلام لمنصب القضاء ، وكونه ناصرا أو محبا أو محبوبا لا يفيد الصلاحية للقضاء كما هو واضح.

__________________

(١) الرياض النضرة ٢ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥.

(٢) ذخائر العقبى ٦٧ ـ ٦٨.

(٣) الصواعق : ١٠٧.

(٤) وسيلة المآل ـ مخطوط.

(٥) الروضة الندية ٥٤.

(٦) ذخيرة المآل ـ مخطوط.

١٤٤

فالمراد من كلام عمر معنى آخر وراء هذه المعاني ، وهو الولاية في الحكم والتصرف في الأمور ، وهو المطلوب.

* * *

١٤٥
١٤٦

(٢٤)

التهنئة في يوم الغدير وقولهم :

« بخ بخ لك يا علي ... »

١٤٧
١٤٨

لقد هنّأ عمر بن الخطاب عليا عليه‌السلام يوم الغدير بمناسبة كونه ( مولى ) من كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مولاه ، وقد روى الدارقطني ـ كما في الصواعق ـ والعاصمي كما في زين الفتى مشاركة أبي بكر لعمر في تلك التهنئة.

ذكر من روى حديث تهنئة عمر

وقد روى حديث تهنئة عمر جماعة كبيرة من أعلام أهل السنة وكبار أئمتهم ومنهم :

١ ـ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي.

٢ ـ أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني.

٣ ـ عبد الله بن أحمد بن حنبل.

٤ ـ أبو العباس الحسن بن سفيان النسوي.

٥ ـ عبد الملك بن محمد أبو سعد الخركوشي.

٦ ـ أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي النيسابوري.

٧ ـ إسماعيل بن علي بن حسين المعروف بابن السمان.

١٤٩

٨ ـ عبد الكريم بن محمد المروزي السمعاني.

٩ ـ الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي.

١٠ ـ عمر بن محمد بن خضر الملا الأردبيلي.

١١ ـ يوسف بن قزغلي سبط ابن الجوزي.

١٢ ـ محبّ الدين أحمد بن عبد الله الطبري.

١٣ ـ إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمويه الجويني.

١٤ ـ محمد بن عبد الله ولي الدين الخطيب.

١٥ ـ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي.

١٦ ـ إسماعيل بن عمر الشهير بابن كثير الدمشقي.

١٧ ـ علي بن شهاب الدين الهمداني.

١٨ ـ أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي.

١٩ ـ نور الدين علي بن محمد المعروف بابن الصباغ.

٢٠ ـ حسين بن معين الدين اليزدي الميبدي.

٢١ ـ عبد الله بن عبد الرحمن الحسيني المشتهر بأصيل الدين الواعظ.

٢٢ ـ محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري المدني.

٢٣ ـ محمد بن عبد الرسول البرزنجي المدني.

٢٤ ـ محمد بن معتمد خان البدخشاني.

٢٥ ـ محمد صدر العالم.

٢٦ ـ محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير اليماني الصنعاني.

وجه الدلالة

إن هذه التهنئة تدل على حصول مرتبة عظيمة لأمير المؤمنين عليه‌السلام في يوم غدير خم هي فوق جميع المراتب والمناصب ، ويشهد بذلك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد ذكر لعلي عليه‌السلام فضائل ومناقب في مقامات ومواضع

١٥٠

كثيرة ، ولم يرو في شيء منها أن الصحابة هنئوه بما قال فيه.

ولو كان المراد مجرّد كونه ناصرا أو محبا أو محبوبا ، لزم أن يكون هذا أعظم فضائل الامام عليه‌السلام ، لكن هناك فضائل ومناقب رواها الثقات هي أعظم من هذه المعاني والمناقب قطعاً. فالمراد إذن معنى آخر وراء هذه المعاني ، وليس إلاّ الولاية في التصرف.

فإن قيل : المراد هي المحبوبية المطلقة ، فالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أثبت وأوجب لعلي عليه‌السلام يوم الغدير المحبوبية المطلقة مثل المحبوبية المطلقة الحاصلة لنفسه ، وهذه مرتبة جليلة جدّا ولذا هنأه الشيخان بها.

قلنا : إن هذه المحبوبية المطلقة المساوية للمحبوبية المطلقة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تثبت العصمة والأفضلية له على سائر الصحابة ، لعدم الشك في أن محبوبيتهم ليست على حد محبوبية النبي. وحينئذ يثبت المطلوب وهو الامامة والخلافة لأمير المؤمنين بلا فصل.

ولقد ثبت أن هذه التهنئة كانت من غير الشيخين أيضا ، فقد هنأه يوم الغدير سائر الصحابة ، بل أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضا ، كما لا يخفى على من راجع ( مرآة المؤمنين ) و ( معارج النبوة ) وغيرهما.

وقد نقل في ( معارج النبوة ) عن ( روضة الصفا ) و ( حبيب السير ) أنه قد نصب لعلي عليه‌السلام بعد خطبة الغدير خيمة جلس تحتها وأقبل القوم عليه يهنئونه بهذه المناسبة ، ثم أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمهات المؤمنين أن يذهبن إلى علي ويهنئنه ، وكان من جملة الأصحاب عمر بن الخطاب إذ دخل عليه فقال : بخ بخ لك ... (١).

ومن هذه الأمور أيضا يتضح أن الأمر في يوم الغدير كان عقد الامامة لعلي عليه‌السلام ، وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أمر الحضور عنده والمثول بين يديه لأجل البيعة.

__________________

(١) معارج النبوة ٢ / ٣١٨.

١٥١

اعتبار ( معارج النبوة ) و ( حبيب السير ) و ( روضة الصفا )

وإذ كان النقل في هذا المقام من كتب ( معارج النبوة ) و ( حبيب السير ) و ( روضة الصفا ) فإن من المناسب إثبات اعتبار هذه الكتب الثلاثة ، ويكفي لذلك اعتماد ( الدهلوي ) على هذه الكتب في باب المطاعن من كتابه ( التحفة ) ، فقد اعتمد على ( المعارج ) و ( حبيب السير ) في الجواب على المطعن الرابع من مطاعن أبي بكر.

واعتمد في جواب المطعن الثالث من مطاعن أبي بكر على ( روضة الصفا ) و ( حبيب السير ).

وقد صرّح ( الدهلوي ) بكون هذه الكتب من الكتب المعتبرة.

وكذا تجد الاستناد والاعتماد على هذه الكتب في الجواب عن المطعن الحادي عشر من مطاعن أبي بكر.

كما يثبت اعتبار ( حبيب السير ) و ( معارج النبوة ) من كلمات حسام الدين السهارنبوري في ( مرافض الروافض ) ، كما لا يخفى على من راجعه في جوابه عن مطعن عزل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر عن إبلاغ سورة البراءة.

كما أن السهارنبوري ذكر الكتب الثلاثة المذكورة في مقدمة كتابه المذكور ، ضمن المصادر التي اعتمد عليها ونقل عنها مع التنصيص على كونها كتبا معتبرة.

وأيضا : اعتمد على ( روضة الصفا ) و ( حبيب السير ) صاحب كتاب ( مرآة الأسرار ) ونقل عنهما في الكتاب المذكور.

وفي ( كشف الظنون ) في ذكر ( حبيب السير ) : « من الكتب الممتعة المعتبرة ».

* * *

١٥٢

(٢٥)

قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

من كنت مولاه فعليّ مولاه ، أوحي إليّ في علي :

إنّه أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وقائد الغرّ

المحجّلين

١٥٣
١٥٤

أخرج أبو العباس ابن عقدة في ( كتاب الولاية ) قائلا : « حدثنا مثنى بن القاسم الحضرمي ، عن هلال بن أيوب الصيرفي ، عن أبي كثير الأنصاري ، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، أوحي إليّ في علي أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين » (١).

وإنّ واحدا من هذه الأوصاف الجليلة لكاف في الدلالة على إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام وخلافته بعد رسول الله بلا فصل ، فكيف في صورة اجتماعها في حديث واحد.

ثم إن هذه الصفات تقوّي دلالة ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) على الامامة والخلافة.

وأخرج أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني في ( كتاب الولاية ) قائلا : « أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد البزاز فيما قرئ عليه في بغداد. قال

__________________

(١) كتاب الولاية لابن عقدة. وكان هذا الكتاب موجودا عند السيد علي ابن طاوس الحلي ، وقد روى عنه الحديث المذكور في كتاب اليقين الباب : ٣٧.

١٥٥

حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون بن محمد الصيني إملاء في صفر سنة ٣٩٣ قال حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الحافظ سنة ٣٣٠. وأخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد علي الشروطي ، قال أخبرنا أبو الحسين محمد ابن عمر بن بهثة وأبو عبد الله الحسين بن مروان بن محمد القاضي الصيني وأبو محمد عبد الله بن محمد بن الفضل بن إبراهيم الأشعري ، قال حدثنا أبي قال حدثنا المثنى بن قاسم الحضرمي ، عن هلال بن أيوب الصيرفي عن ابن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه. فهذا آخر حديث البزاز. وزاد الشروطي في روايته : وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أوحي إليّ في عليّ ثلاث : أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين » (١).

هذا ، وقد تقدّم في الكتاب ترجمة ( ابن عقدة ) و ( أبي سعيد السجستاني ) فليراجع.

* * *

__________________

(١) كتاب الولاية لابي سعيد السجستاني كان هذا الكتاب موجودا عند السيد علي بن طاوس الحلي وقد نقل عنه الحديث المذكور في كتاب اليقين الباب : ٣٧.

١٥٦

(٢٦)

خطبة الغدير

كما في كتاب ( توضيح الدلائل )

١٥٧
١٥٨

وروى السيد شهاب الدين أحمد خطبة يوم غدير خم باللفظ الآتي :

« الحمد لله على آلائه في نفسي وبلائه في عترتي وأهل بيتي ، أستعينه على نكبات الدنيا وموبقات الآخرة ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله الواحد الأحد الفرد الصمد ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولا شريكا ولا عمدا ، وأني عبد من عبيده أرسلني برسالته إلى جميع خلقه ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ، واصطفاني على العالمين من الأولين والآخرين ، وأعطاني مفاتيح خزائنه ووكّد عليّ بعزائمه واستودعني سرّه وأمدّني فأبصرت له ، فأنا الفاتح وأنا الخاتم ولا قوة إلاّ بالله.

اتقوا الله أيها الناس حقّ تقاته ولا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون ، واعلموا أن الله بكلّ شيء محيط ، وأنه سيكون من بعدي أقوام يكذبون عليّ فيقبل منهم ، ومعاذ الله أن أقول على الله إلاّ الحق أو أنطق بأمره إلاّ الصّدق ، وما آمركم إلاّ ما أمرني به ولا أدعوكم إلاّ إلى الله ، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.

فقام إليه عبادة بن الصامت فقال : ومتى ذاك يا رسول الله؟ ومن هؤلاء؟ عرّفناهم لنحذرهم. قال : أقوام قد استعدّوا لنا من يومهم وسيظهرون لكم إذا بلغت النفس هاهنا ـ وأومأ صلّى الله عليه وبارك وسلّم إلى حلقه ـ فقال عبادة : إذا

١٥٩

كان ذلك فإلى من يا رسول الله؟ فقال صلّى الله عليه وبارك وسلّم : عليكم بالسمع والطاعة للسابقين من عترتي والآخذين من نبوّتي ، فإنهم يصدّونكم عن الغي ويدعونكم إلى الخير ، وهم أهل الحق ومعادن الصدق ، يحيون فيكم الكتاب والسنّة ، ويجنّبونكم الإلحاد والبدعة ، ويقمعون بالحق أهل الباطل ، لا يميلون مع الجاهل.

أيها الناس : خلقني وخلق أهل بيتي من طينة لم يخلق منها غيرها ، كنّا أول من ابتدأ من خلقه ، فلمّا خلقنا نور بنورنا كلّ ظلمة وأحيا بنا كل طينة ـ ثم قال صلّى الله عليه وسلّم ـ هؤلاء خيار أمتي وحملة علمي وخزانة سرّي وسادة أهل الأرض ، الداعون إلى الحق المخبرون بالصدق ، غير شاكّين ولا مرتابين ولا ناكصين ولا ناكثين. هؤلاء الهداة المهتدون والأئمة الراشدون ، المهتدي من جاءني بطاعتهم وولايتهم ، والضالّ من عدل منهم وجاءني بعداوتهم ، حبهم إيمان وبغضهم نفاق ، هم الأئمة الهادية وعرى الأحكام الواثقة ، بهم تتم الأعمال الصالحة ، وهم وصية الله في الأولين والآخرين ، والأرحام التي أقسمكم الله بها إذ يقول : ( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ). ثم ندبكم إلى حبّهم فقال : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) هم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم من النجس ، الصادقون إذا نطقوا العالمون إذا سئلوا ، الحافظون لما استودعوا. جمعت فيهم الخلال العشر لم تجمع إلاّ في عترتي وأهل بيتي : الحلم والعلم والنبوة والنبل والسماحة والشجاعة والصّدق والطهارة والعفاف والحكم. فهم كلمة التقوى ووسيلة الهدى والحجة العظمى والعروة الوثقى ، هم أولياؤكم عن قول ربكم ، وعن قول ربي ما آمرتكم.

ألا من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. أوحي إليّ من ربي فيه ثلاث : إنه سيد المسلمين وإمام الخيرة المتقين وقائد الغر المحجلين ، وقد بلّغت عن ربي ما أمرت واستودعهم الله فيكم ، واستغفر الله لي ولكم ».

١٦٠