معاني القرآن

أبي الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي البلخي البصري [ الأخفش الأوسط ]

معاني القرآن

المؤلف:

أبي الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي البلخي البصري [ الأخفش الأوسط ]


المحقق: إبراهيم شمس الدين
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3518-X
الصفحات: ٣٦٠

وقال الآخر : [الرجز]

٢٤٢ ـ يجري عليها أيّما إجراء (١)

وقال الآخر : [الوافر]

٢٤٣ ـ وخير الأمر ما استقبلت منه

وليس بأن تتبّعه اتّباعا (٢)

وقال (وإذ هم نجوى) [الآية ٤٧] وإنما «النّجوى» فعلهم كما تقول : «هم قوم رضىّ» وإنما «الرّضى» فعلهم.

وقال (وقل لّعبادى يقولوا الّتى هى أحسن) [الآية ٥٣] فجعله جوابا للأمر.

وقال (وءاتينا ثمود النّاقة مبصرة فظلموا بها) [الآية ٥٩] يقول «بها كان ظلمهم» و «المبصرة» : البيّنة. كما تقول : «الموضحة» و «المبيّنة».

وقال (سنّة من قد أرسلنا قبلك) [الآية ٧٧] أي : سننّاها سنّة. كما قال (رحمة مّن رّبّك) [الآية ٢٨].

وقال (وقرءان الفجر) [الآية ٧٨] أي : وعليك قرآن الفجر.

وقال (يؤوسا) [الآية ٨٣] لأنّه من «يئس».

وقال (أيّا مّا تدعوا) [الآية ١١٠] كأنه قال «أيّا تدعوا».

وقال (وأجلب عليهم) [الآية ٦٤] فقوله (وأجلب) [الآية ٦٤] من «أجلبت» وهو في معنى «جلب» والموصولة من «جلب» «يجلب».

وقال (أيّا مّا تدعوا فله الأسماء الحسنى) [الآية ١١٠] يقول : «أيّ الدّعائين تدعوا فله الأسماء الحسنى».

وقال (عسى أن يبعثك ربّك) [الآية ٧٩] و (عسى ربّكم أن يكفّر عنكم) [التّحريم : الآية ٨] فيقال «عسى» من الله واجبه والمعنى أنّك لو علمت من رجل أنه لا يدع شيئا هو أحسن من شيء يأتيه فقال لك «عسى أن أكافئك» استنبت بعلمك به أنه سيفعل الذي يجب إذ كان لا يدع شيئا هو أحسن من شيء يأتيه.

__________________

(١) الرجز لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.

(٢) البيت للقطامي في ديوانه ص ٣٥ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٢٢ ، والشعر والشعراء ٢ / ٧٢٨ ، والكتاب ٤ / ٨٢ ، ولسان العرب (تبع) ، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٦٣٠ ، والأشباه والنظائر ١ / ٢٤٥ ، وجمهرة الأمثال ١ / ٤١٩ ، وشرح المفصل ١ / ١١١ ، والمقتضب ٣ / ٢٠٥.

٢٤١

ومن سورة الكهف

قال (عوجا) [الآية ١] (قيّما) [الآية ٢] أي : أنزل على عبده الكتاب قيّما ولم يجعل له عوجا.

وقال (مّكثين فيه أبدا) (٣) [الآية ٣] حال على (أنّ لهم أجرا حسنا) [الآية ٢].

وقال (كبرت كلمة) [الآية ٥] لأنّها في معنى : أكبر بها كلمة. كما قال (وسآءت مرتفقا) [الكهف : الآية ٢٩] وهي في النصب مثل قول الشاعر : [الكامل]

٢٤٤ ـ ولقد علمت إذ الرّياح تروّحت

هدج الرّئال تكبّهنّ شمالا (١)

أي : تكبّهنّ الرّياح شمالا. فكأنّه قال : كبرت تلك الكلمة. وقد رفع بعضهم الكلمة لأنّها هي التي كبرت.

وأمّا قوله (أسفا) [الآية ٦] فإنّما هو (فلعلّك بخع نّفسك) [الآية ٦] (أسفا).

وقال (ففسق عن أمر ربّه) [الآية ٥٠] يقول : «عن ردّ أمر ربّه» نحو قول العرب : «أتخم عن الطّعام» أي : عن مأكله أتخم ، ولما ردّ هذا الأمر فسق.

وقال (مّن أمركم مِرْفَقاً) [الآية ١٦] أي : شيئا يرتفقون به مثل : «المقطع» و (مِرْفَقاً) [الآية ١٦] جعله اسما ك «المسجد» أو يكون لغة يقولون : «رفق» «يرفق». وإن شئت (مِرْفَقاً) يريد : «رفقا» ولم تقرأ.

وقال (تّقرضهم ذات الشّمال) [الآية ١٧] ف (ذات الشّمال) [الآية ١٧] نصب على الظرف.

وقال (أيقاظا) [الآية ١٨] واحدهم «اليقظ» ، وأما «اليقظان» فجماعه «اليقاظ».

__________________

(١) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.

٢٤٢

وقال (فلينظر أيّها أزكى طعاما) [الآية ١٩] فلم يوصل (فلينظر) إلى (أيّ) لأنه من الفعل الذي يقع بعده حرف الاستفهام تقول : «انظر أزيد أكرم أم عمرو».

وقال (سنين عددا) [الآية ١١] أي : نعدّها عددا.

وقال (إلّا أن يشآء الله) [الآية ٢٤] أي : إلّا أن تقول : «إن شاء الله» فأجزأ من ذلك هذا ، وكذلك إذا طال الكلام أجزأ فيه شبيه بالإيماء لأنّ بعضه يدل على بعض.

وقال (أبصر به وأسمع) [الآية ٢٦] أي : ما أبصره وأسمعه كما تقول : «أكرم به» أي : ما أكرمه. وذلك أن العرب تقول : «يا أمة الله أكرم بزيد» فهذا معنى ما أكرمه ولو كان يأمرها أن تفعل لقال «أكرمي زيدا».

وقال (مّا يعلمهم إلّا قليل) [الآية ٢٢] أي : ما يعلمهم من الناس إلّا قليل. والقليل يعلمونهم.

وقال (وقل الحقّ من رّبّكم) [الآية ٢٩] أي : قل هو الحقّ. وقوله (وسآءت مرتفقا) [الآية ٢٩] أي : وساءت الدار مرتفقا.

وقوله (واضرب لهم مّثلا رّجلين) [الآية ٣٢] وقال (وكان له ثمر) [الآية ٣٤] وإنّما ذكر الرجلين في المعنى وكان لأحدهما ثمر فأجزأ ذلك من هذا.

وقال (كلتا الجنّتينءاتت أكلها) [الآية ٣٣] فجعل الفعل واحد ولم يقل «آتتا» لأنه جعل ذلك لقوله (كلتا) [الآية ٣٣] في اللفظ. ولو جعله على معنى قوله (كلتا) لقال : «آتتا».

وقال (ولا تعد عيناك عنهم) [الآية ٢٨] أي : العينان فلا تعدوان.

وقال (مّوبقا) [الآية ٥٢] مثل (موعدا) [الآية ٤٨] من «وبق» «يبق» وتقول «أوبقته حتى وبق».

وقال (إلّا أن تأتيهم سنّة الأوّلين) [الآية ٥٥] لأنّ «أن» في موضع اسم «إلّا» إتيان سنّة الأوّلين».

وقال (موئلا) [الآية ٥٨] من «وأل» «يئل» «وألا».

وقال (وتلك القرى أهلكنهم لمّا ظلموا) [الآية ٥٩] يعني : أهلها ، كما قال (واسئل القرية) [يوسف : الآية ٨٢] ولم يجىء بالفظ «القرى» ولكن أجرى اللفظ على

٢٤٣

القوم وأجرى اللفظ في «القرية» عليها ، إلى قوله (الّتى كنّا فيها) [يوسف : الآية ٨٢] ، وقال (أهلكنهم) [الآية ٥٩] ولم يقل «أهلكناها» حمله على القوم كما قال «وجاءت تميم» وجعل الفعل ل «بني تميم» ولم يجعله ل «تميم» ولو فعل ذلك لقال : «جاء تميم» وهذا لا يحسن في نحو هذا لأنه قد أراد غير تميم في نحو هذا الموضع فجعله اسما ولم يحتمل إذا اعتل أن يحذف ما قبله كله يعني التاء من «جاءت» مع «بني» وترك الفعل على ما كان ليدل على أنه قد حذف شيئا قبل «تميم».

وقال (لا أبرح) [الآية ٦٠] أي : لا أزال. قال الشاعر : [الطويل]

٢٤٥ ـ وما برحوا حتّى تهادت نساؤهم

ببطحاء ذي قار عياب اللّطائم (١)

أي : ما زالوا.

وأما (خشينا) [الآية ٨٠] فمعناه : كرهنا ، لأنّ الله لا يخشى. وهو في بعض القراءات (فخاف ربك) وهو مثل «خفت الرّجلين أن يقولا» وهو لا يخاف من ذلك أكثر من أنه يكرهه لهما.

وقال (ءاتنا غداءنا) [الآية ٦٢] إن شئت جعلته من «آتى الغداء» أو «أئية» كما تقول «ذهب» و «أذهبته» وإن شئت من «أعطى» وهذا كثير.

وقال (يأجوج ومأجوج) [الآية ٩٤] فهمز وجعل الألف من الأصل وجعل «يأجوج» من «يفعول» و «مأجوج» [من] ، «مفعول» والذي لا يهمز يجعل الألفين فيهما زائدتين ويجعلهما من فعل مختلف ويجعل «ياجوج» من «يججت» و «ماجوج» من «مججت».

وقال (ما مكّنّى فيه ربّى خير) [الآية ٩٥] فأدغم ورفع بقوله (خير) لأن (ما مكّنّى) اسم مستأنف.

وقال (فما اسطعوا) [الآية ٩٧] لأن لغة للعرب تقول «اسطاع» «يسطيع» يريدون به «استطاع» «يستطيع» ولكن حذفوا التاء إذا جامعت الطاء لأن مخرجهما واحد. وقال بعضهم «استاع» فحذف الطاء لذلك. وقال بعضهم «أسطاع» «يسطيع» فجعلها من القطع كأنها «أطاع» «يطيع» فجعل السين عوضا عن إسكان الياء.

وقال (بالأخسرين أعملا) [الآية ١٠٣] لأنه لما أدخل الألف واللام والنون في

__________________

(١) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.

٢٤٤

(الأخسرين) لم يوصل إلى الإضافة وكانت «الأعمال» من (الأخسرين) فلذلك نصب.

وقال (أفحسب الّذين كفروا أن يتّخذوا عبادى) [الآية ١٠٢] فجعلها (أن) التي تعمل في الأفعال فاستغنى بها «حسبوا» كما قال (إن ظنّآ أن يقيما) [البقرة : الآية ٢٣٠] و (مآ أظنّ أن تبيد هذه) [الكهف : الآية ٣٥] استغنى ها هنا بمفعول واحد لأن معنى (مآ أظنّ أن تبيد) [الكهف : الآية ٣٥] : ما أظنها أن تبيد.

وقال (إنّ الّذينءامنوا وعملوا الصّلحت إنّا لا نضيع أجر من أحسن عملا) (٣٠) [الآية ٣٠] لأنه لما قال (لا نضيع أجر من أحسن عملا) [الآية ٣٠] كان في معنى : لا نضيع أجورهم لأنهم ممن أحسن عملا.

وقال بعضهم (أفحسب الّذين كفروا أن يتّخذوا عبادى) [الآية ١٠٢] يقول : «أفحسبهم ذلك».

وقال (جنّت الفردوس نزلا) [الآية ١٠٧] ف «النزل» من نزول بعض الناس على بعض. أما «النزل» ف «الريع» تقول : «ما لطعامهم نزل» و «ما وجدنا عندهم نزلا».

وقال (قل لّو كان البحر مدادا لّكلمت ربّى) [الآية ١٠٩] يقول «مدادا يكتب به» (لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربّى ولو جئنا بمثله مددا) [الآية ١٠٩] يقول : «مدد لكم» وقال بعضهم (مدادا) تكتب به. ويعني بالمداد أنه مدد للمداد يمد به ليكون معه.

وقال (ثلث مائة سنين) [الآية ٢٥] على البدل من (ثلث) [الزّمر : الآية ٦] ومن «المئة» أي : «لبثوا ثلاث مئة» فإن كانت السنون تفسيرا للمئة فهي جرّ وإن كانت تفسيرا للثّلاث فهي نصب.

وقال (بئس للظّلمين بدلا) [الآية ٥٠] كما تقول : «بئس في الدّار رجلا».

وقال (حتّى إذا لقيا غلاما فقتله) [الآية ٧٤] قال (فقتله) [المائدة : الآية ٣٠] لأن اللّقاء كان علة للقتل.

وقال (هذا رحمة مّن رّبّى) [الآية ٩٨] أي : هذا الرّدم رحمة من ربي.

٢٤٥

ومن سورة مريم

قال (ذكر رحمت ربّك عبده زكريّا) (٢) [الآية ٢] قال : «ممّا نقصّ عليك ذكر رحمة ربّك» فانتصب العبد بالرحمة. وقد يقول الرجل «هذا ذكر ضرب زيد عمرا».

وقال (ندآء خفيّا) [الآية ٣] وجعله من الإخفاء.

وقال (شيبا) [الآية ٤] لأنه مصدر في المعنى كأنه حين قال (اشتعل) [الآية ٤] قال : «شاب» فقال «شيبا» على المصدر وليس هو مثل «تفتأت شحما» و «امتلأت ماء» لأن ذلك ليس بمصدر.

وقال (سويّا) [الآية ١٠] على الحال كأنه أمره أن يكف عن الكلام سويّا.

وقال (يا أبت لا تعبد الشّيطن) [الآية ٤٤] فإذا وقفت قلت «يا آبه» وهي هاء زيدت كنحو قولك «يا أمّه» ثم قال «يا أمّ» إذا وصل ولكنه لما كان «الأب» على حرفين كان كأنه قد أخلّ به فصارت الهاء لازمة وصارت الياء كأنها بعدها ، فلذلك قال «يا أبت أقبل» وجعل التاء للتأنيث. ويجوز الترخيم لأنه يجوز أن تدعو ما تضيف إلى نفسك في المعنى مضموما نحو قول العرب «يا ربّ اغفر لي» وثقف في القرآن (يا أبت) للكتاب. وقد يقف بعض العرب على هاء التأنيث.

وقال (وما كانت أمّك بغيّا) [الآية ٢٨] مثل قولك «ملحفة جديد».

وقال (لسان صدق) [الآية ٥٠] كما تقول : «لساننا غير لسانكم» أي : لغتنا غير لغتكم. وإن شئت جعلت اللسان مقالهم كما تقول «فلان لساننا».

وقال (إلّا سلما) [الآية ٦٢] فهذا كالاستثناء الذي ليس من أول الكلام.

وهذا على البدل إن شئت كأنه «لا يسمعون فيها إلّا سلاما» وفي قراءة عبد الله (١) (فشربوا منه إلا قليل) [البقرة : ٢٤٩] و (إلا قليل ممن أنجينا منهم) [هود : ١١٦]

__________________

(١) عبد الله : هو عبد الله بن مسعود ، تقدمت ترجمته.

٢٤٦

رفع على أن قوله (إلّا قليل) صفة.

وقال (ورءيا) [الآية ٧٤] ف «الرءي» من الرؤية وفسروه من المنظر فذاك يدل على أنّه من «رأيت».

وقال (له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك) [الآية ٦٤] يقول (ما بين أيدينا) [الآية ٦٤] قبل أن نخلق (وما خلفنا) [الآية ٦٤] بعد الفناء (وما بين ذلك) [الآية ٦٤] حين كنا.

وقال (وهزّى إليك بجذع النّخلة) [الآية ٢٥] لأن الباء تزاد في كثير من الكلام نحو قوله (تنبت بالدّهن) [المؤمنون : الآية ٢٠] أي : تنبت الدهن. وقال الشاعر : [الطويل]

٢٤٦ ـ بواد يمان ينبت السّدر صدره

وأسفله بالمرخ والشّبهان (١)

يقول : «وأسفله ينبت المرخ والشّبهان» ومثله : «زوّجتك بفلانة» يريدون : «زوّجتكها» ويجوز أن يكون على معنى «هزّي رطبا بجذع النخلة».

وقال (تكاد السّموات يتفطّرن منه) [الآية ٩٠] فالمعنى : يردن. لأنهن لا يكون منهن أن يتفطرن ولا يدنون من ذلك ولكنهن هممن به إعظاما لقول المشركين. ولا يكون على من هم بالشيء أن يدنو منه. ألا ترى أن رجلا لو أراد أن ينال السماء لم يدن من ذلك وقد كانت منه إرادة. وتقرأ (يتفطّرن منه) [الآية ٩٠] ويقرأ (ينفطرن) للكثرة.

وقوله (كان للرّحمن عصيّا) [الآية ٤٤] و «العصيّ» : العاصي كما تقول : «عليم» و «عالم» و «عريف» و «عارف». قال الشاعر : [الكامل]

٢٤٧ ـ أو كلّما وردت عكاظ قبيلة

بعثوا إليّ عريفهم يتوسّم (٢)

__________________

(١) البيت للأحول اليشكري في لسان العرب (شبه) ، وبلا نسبة في لسان العرب (شثث) ، وتهذيب اللغة ٦ / ٩٣ ، وتاج العروس (شثث) ، وجمهرة اللغة ص ٨٣ ، ١٢٣٦ ، وكتاب العين ٣ / ٤٠٤ ، ومجمل اللغة ٣ / ١٩٦ ، وديوان الأدب ٢ / ٢١.

(٢) البيت لطريف بن تميم العنبري في الأصمعيات ص ١٢٧ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٨٩ ، وشرح شواهد الشافية ص ٣٨٠ ، والكتاب ٤ / ٧ ، ولسان العرب (ضرب) ، (عرف) ، ومعاهد التنصيص ١ / ٢٠٤ ، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٥٦١ ، والأشباه والنظائر ٧ / ٢٥٠ ، وجمهرة اللغة ص ٣٧٢ ، ٧٦٦ ، ٩٣٠ ، والمنصف ٣ / ٦٦ ، وتاج العروس (رسم).

٢٤٧

يقول : «عارفهم».

وقال (أطّلع الغيب) [الآية ٧٨] فهذه ألف الاستفهام وذهبت ألف الوصل لما دخلت ألف الاستفهام.

وقال (ويكونون عليهم ضدّا) [الآية ٨٢] لأنّ «الضدّ» يكون واحدا وجماعة مثل «الرصد» و «الأرصاد» ـ ويكون الرّصد أيضا اسما للجماعة.

٢٤٨

ومن سورة طه

قال : (طه) (١) [الآية ١] منهم من يزعم أنها حرفان مثل (حم) (١) [الشّورى : الآية ١] ومنهم من يقول (طه) (١) يعني : يا رجل في بعض لغات العرب.

وقال (إلّا تذكرة لّمن يخشى) (٣) [الآية ٣] بدلا من قوله (لتشقى) [الآية ٢] فجعله «ما أنزلنا القرآن عليك إلّا تذكرة».

وقال (تنزيلا) [الآية ٤] أي : أنزل الله ذلك تنزيلا.

وقال (الرّحمن) [الآية ٥] أي : هو الرّحمن. وقال بعضهم (الرّحمن) أي : تنزيلا من الرحمن.

وقال (مآرب أخرى) [الآية ١٨] وواحدتها : «مأربة».

وقال (آية أخرى) [الآية ٢٢] أي : أخرج آية أخرى وجعله بدلا من قوله (بيضاء) [الآية ٢٢].

وقال (ولا تنيا) [الآية ٤٢] وهي من «ونى» و «يني» «ونيا» و «ونيّا».

وقال (إن هذن لسحرن) [الآية ٦٣] خفيفة في معنى ثقيلة. وهي لغة لقوم يرفعون ويدخلون اللام ليفرقوا بينها وبين التي تكون في معني «ما» ونقرؤها ثقيلة وهي لغة لبني الحارث بن كعب.

وقال (المثلى) [الآية ٦٣] تأنيث «الأمثل» مثل : «القصوى» و «الأقصى».

وقال (السّاحر حيث أتى) [الآية ٦٩] وفي حرف ابن مسعود (أين أتى) وتقول العرب : «جئتك من أين لا تعلم» و «من حيث لا تعلم».

وقال (فيحلّ) [الآية ٨١] وفسره على «يجب» وقال بعضهم (يحلّ) على «النزول» فضم. وقال (يصدّون) على «يضجّون» ولا أراها إلا لغة مثل «يعكف» و «يعكف» في معنى «يصدّ».

٢٤٩

وقال (وعنت الوجوه) [الآية ١١١] يقول : «عنت» «تعنو» «عنوّا».

وقال (ولو لا كلمة سبقت من رّبّك لكان لزاما) [الآية ١٢٩] يريد : ولو لا (أجل مّسمّى) [الآية ١٢٩] لكان لزاما.

وقال (للتّقوى) [الآية ١٣٢] لأهل التقوى وفي حرف ابن مسعود (وإن العاقبة للتقوى).

وقال (على العرش استوى) [الآية ٥] يقول «علا» ومعنى «علا» : قدر. ولم يزل قادرا ولكن أخبر بقدرته.

وقال (لّعلّه يتذكّر) [الآية ٤٤] نحو قول الرجل لصاحبه : «افرع لعلّنا نتغدّى» والمعنى : «لنتغدّى» و «حتّى نتغدّى». وتقول للرجل : «اعمل عملك لعلّك تأخذ أجرك» أي : لتأخذه.

وقال (أزوجا مّن نّبات شتّى) [الآية ٥٣] يريد : «أزواجا شتّى من نبات» أو يكون النبات هو شتى. كلّ ذلك مستقيم.

وقال (لن نّؤثرك على ما جآءنا من البيّنت والّذى فطرنا) [الآية ٧٢] يقول : «لن نؤثرك على الّذي فطرنا».

وقال (لّا تخف دركا) [الآية ٧٧] أي (فاضرب لهم طريقا) [الآية ٧٧] (لّا تخف) [الآية ٧٧] فيه (دركا) [الآية ٧٧] وحذف «فيه» كما تقول : «زيد أكرمت» تريد : «أكرمته» وكما قال (واتّقوا يوما لّا تجزى نفس عن نّفس شيئا) [البقرة : الآية ٤٨] أي : لا تجزي فيه.

٢٥٠

ومن سورة الأنبياء

قال (وأسرّوا النّجوى) [الآية ٣] كأنه قال (وأسرّوا) ثم فسره بعد فقال : «هم (الّذين ظلموا) [الآية ٣]» أو جاء هذا على لغة الذين يقولون «ضربوني قومك».

وقال (فسئلوهم إن كانوا ينطقون) [الآية ٦٣] فذكّر الأصنام وهي من الموات لأنها كانت عندهم ممن يعقل أو ينطق.

وقال (ومن الشّيطين من يغوصون له) [الآية ٨٢] فذكر الشياطين وليسوا من الإنس إلّا أنّهم مثلهم في الطاعة والمعصية. ألا ترى أنك تقول «الشياطين يعصون» ولا تقول : «يعصين» وإنما جمع (يغوصون) [الآية ٨٢] و (من) في اللفظ واحد لأن (من) في المعنى لجماعة. قال الشاعر : [الكامل]

٢٤٨ ـ لسنا كمن جعلت إياد دارها

تكريت تنظر حبّها أن يحصدا (١)

وقال : [المتقارب]

٢٤٩ ـ أطوف بها لا أرى غيرها

كما طاف بالبيعة الرّاهب (٢)

فجعل «الراهب» بدلا من «ما» كأنه قال «كالذي طاف» وتقول العرب : «إنّ الحقّ من صدّق الله» أي : «الحقّ حقّ من صدّق الله».

وقال (خلق الإنسن من عجل سأوريكمءايتى فلا تستعجلون) [الآية ٣٧] يقول : «من تعجيل من الأمر ، لأنّه قال : (إنّما قولنا لشىء إذا أردنه أن نّقول له كن فيكون) [النحل : ٤٠] فهذا العجل كقوله (فلا تستعجلوه) [النّحل : الآية ١] وقوله (فلا تستعجلون) [الأنبياء : الآية ٣٧] فإنّني (سأريكم آياتي).

وقال (إنّ السّموت والأرض كانتا رتقا) [الآية ٣٠] قال (كانتا) لأنه جعلهما

__________________

(١) البيت للأعشى في ديوانه ص ٢٨١ ، ولسان العرب (منن) ، وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٤٠٢ ، و٤٠٣ ، ٣ / ٢٥٦ ، ومغني اللبيب ٢ / ٥٤١ ، ولسان العرب (كرت).

(٢) البيت بلا نسبة في الأزهية ص ٨٤ ، وتذكرة النحاة ص ٣٤٦.

٢٥١

صنفين كنحو قول العرب : «هما لقاحان سودان» وفي كتاب الله عزوجل (إنّ الله يمسك السّموت والأرض أن تزولا) [فاطر : ٤١]. وقال الشاعر : [الطويل]

٢٥٠ ـ رأوا جبلا فوق الجبال إذا التقت

رؤوس كبيريهنّ ينتطحان (١)

فقال «رؤوس» ثم قال «ينتطحان» وذا نحو قول العرب «الجزرات» و «الطرقات» فيجوز في ذا أن تقول : «طرقان» للاثنين و «جزران» للاثنين. وقال الشاعر : [الكامل]

٢٥١ ـ وإذا الرّجال رأوا يزيد رأيتهم

خضع الرّقاب نواكس الأبصار (٢)

والعرب تقول : «مواليات» و «صواحبات يوسف». فهؤلاء قد كسروا فجمعوا «صواحب» وهذا المذهب يكون فيه المذكر «صواحبون» ، ونظيره «نواكسي». وقال بعضم «نواكس» في موضع جرّ كما تقول «حجر ضبّ خرب».

وقال (إذ ذّهب مغضبا فظنّ أن لّن نّقدر عليه) [الآية ٨٧] أي : لن نقدر عليه العقوبة ، لأنه قد أذنب بتركه قومه وإنما غاضب بعض الملوك ولم يغاضب ربه كان بالله عزوجل أعلم من ذلك.

__________________

(١) البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٢١٦ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢٩٩ ، ٣٠١ ، والخصائص ٢ / ٤٢١ ، ولسان العرب (رأس).

(٢) البيت للفرزدق في ديوانه ١ / ٣٠٤ ، وجمهرة اللغة ص ٦٠٧ ، وخزانة الأدب ١ / ٢٠٦ ، ٢٠٨ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٦٧ ، وشرح التصريح ٢ / ٣١٣ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٣٩ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٤٢ ، وشرح المفصل ٥ / ٥٦ ، والكتاب ٣ / ٦٣٣ ، ولسان العرب (نكس) ، (خضع) ، والمقتضب ١ / ١٢١ ، ٢ / ٢١٩.

٢٥٢

ومن سورة الحج

قال (تذهل كلّ مرضعة عمّآ أرضعت) [الآية ٢] وذلك أنه أراد ـ والله أعلم ـ الفعل ، ولو أراد الصفة فيما نرى لقال «مرضع». وكذلك كلّ «مفعل» و «فاعل» يكون للأنثى ولا يكون للذكر فهو بغير هاء نحو «مقرب» و «موقر» : نخلة موقر و «مشدن» : معها شادن و «حامل» و «حائض» و «فادك» و «طامث» و «طالق».

وقال (هل يذهبنّ كيده ما يغيظ) [الآية ١٥] فحذف الهاء من (يغيظ) [التّوبة : الآية ١٢٠] لأنها صلة الذي لأنه إذا صار جميعا اسما واحدا كان الحذف أخف.

وقال (يدعوا لمن ضرّه أقرب من نّفعه) [الآية ١٣] ف (يدعوا) بمنزلة «يقول». و (مّن) رفع وأضمر الخبر كأنه : يدعو لمن ضرّه أقرب من نفعه إلهه. يقول : لمن ضره أقرب من نفعه إلهه.

وقال (ومن يرد فيه بإلحاد) [الآية ٢٥] معناه : ومن يرد إلحادا. وزاد الباء كما تزاد في قوله (تنبت بالدّهن) [المؤمنون : الآية ٢٠] وقال الشاعر : [الطويل وهو الشاهد الثاني والخمسون بعد المئتين]

٢٥٢ ـ أليس أميري في الأمور بأنتما

بما لستما أهل الخيانة والغدر (١)

وقال (صوآفّ) [الآية ٣٦] وواحدتها : «الصافّة».

وقال (لّهدّمت صومع وبيع وصلوت ومسجد) [الآية ٤٠] فالصّلوات لا تهدم ولكن حمله على فعل آخر كأنه قال «وتركت صلوات» وقال بعضهم : «إنّما يعني مواضع الصلوات» وقال رجل من رواة الحسن «صلوت» وقال : «هي كنائس اليهود تدعى بالعبرانية «صلوثا» فهذا معنى الصلوات فيما فسروا.

وقال (ولو لا دفع الله النّاس بعضهم ببعض) [الآية ٤٠] لأنّ (بعضهم) بدل من

__________________

(١) البيت بلا نسبة في الجنى الداني ص ٣٣٢ ، وشرح شواهد المغني ص ٧١٧ ، ومغني اللبيب ص ٣٠٦ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٢٢.

٢٥٣

(الناس).

وقال (وبئر مّعطّلة وقصر مّشيد) [الآية ٤٥] حمله على (كأين) والمشيد هو المفعول من «شدته» ف «أنا أشيده» مثل «عنته» ف «أنا أعينه» ف «هو معين».

وقال (ضرب مثل فاستمعوا له إنّ الّذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له) [الآية ٧٣] فإن قيل : «فأين المثل» قلت : «ليس ها هنا مثل لأنه تبارك وتعالى قال : «ضرب لي مثل فجعل مثلا عندهم لي فاستمعوا لهذا المثل الذي جعلوه مثلي في قولهم واتخاذهم الآلهة وإنهم لن يقدروا على خلق ذباب ولو اجتمعوا له وهم أضعف لو سلبهم الذباب شيئا فاجتمعوا جميعا ليستنقذوه منه لم يقدروا على ذلك. فكيف تضرب هذه الآلهة مثلا لربها وهو رب كل شيء الواحد الذي ليس كمثله شيء وهو مع كل شيء وأقرب من كل شيء وليس له شبه ولا مثل ولا كفء وهو العلي العظيم الواحد الرب الذي لم يزل ولا يزال».

وقال (فاجتنبوا الرّجس من الأوثن) [الآية ٣٠] وكلّها رجس ، والمعنى : فاجتنبوا الرّجس الذي يكون منها أي : عبادتها.

وقال (وإنّ يوما عند ربّك كألف سنة مّمّا تعدّون) [الآية ٤٧] يقول : «هو في الثقل ومما يخاف منه كألف سنة».

وقال (مّلّة أبيكم إبرهيم) [الآية ٧٨] نصب على الأمر.

وقال (بشرّ مّن ذلكم النّار) [الآية ٧٢] رفع على التفسير أي : هي النار. ولو جر على البدل كان جيدا.

وقال (هذان خصمان اختصموا) [الآية ١٩] لأنهما كانا حيين. و «الخصم» يكون واحدا وجماعة.

٢٥٤

ومن سورة المؤمنين

قال (وإنّ هذه أمّتكم أمّة وحدة) [الآية ٥٢] فنصب (أمة واحدة) على الحال. وقرأ بعضهم (أمتكم أمة واحدة) على البدل ورفع (امة واحدة) على الخبر.

وقال (إذا هم يجئرون) [الآية ٦٤] من «جأر» «يجأر» «جؤارا» و «جأرا».

وقال (على أعقبكم تنكصون) [الآية ٦٦] و (تنكصون) مثل (يعكفون) [الأعراف : الآية ١٣٨] و (يعكفون) [الأعراف : الآية ١٣٨] وقال (اخسؤا فيها) (١٠٨) لأنّها من «خسأ» «يخسأ» تقول : «خسأته» ف «خسأ».

وقال (وهم لها سبقون) [الآية ٦١] يقول : من أجلها.

وقال (أحسن الخلقين) [الآية ١٤] لأن الخالقين هم الصانعون. وقال الشاعر : [الكامل]

٢٥٣ ـ وأراك تفري ما خلقت وبع

ض القوم يخلق ثم لا يفري (١)

وقال (وشجرة تخرج) [الآية ٢٠] على «فأنشأنا جنّات» (وشجرة) [الآية ٢٠].

وقال (إن لّبثتم إلّا قليلا) [الآية ٥٢] أي : ما لبثتم إلّا قليلا. وفي حرف ابن مسعود (إن لبثتم لقليلا). وقال الشاعر : [الكامل]

٢٥٤ ـ هبلتك أمّك إن قتلت لمسلما

وجبت عليك عقوبة المتعمّد (٢)

__________________

(١) البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ٩٤ ، ولسان العرب (خلق) ، (فرا) ، وتهذيب اللغة ٧ / ٢٦ ، ١٥ / ٢٤٢ ، ومقاييس اللغة ٢ / ٢١٤ ، ٤ / ٤٩٧ ، وديوان الأدب ٢ / ١٢٣ ، وكتاب الجيم ٣ / ٤٩ ، والمخصص ٤ / ١١١ ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٦١٩ ، وتاج العروس (فرا).

(٢) البيت لعاتكة بنت زيد في الأغاني ١٨ / ١١ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٣٧٣ ، ٣٧٤ ، ٣٧٦ ، ٣٧٨ ، والدرر ٢ / ١٩٤ ، وشرح التصريح ١ / ٢٣١ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٧١ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٢٧٨ ، ولأسماء بنت أبي بكر في العقد الفريد ٣ / ٢٧٧ ، وبلا نسبة في الأزهية ص ٤٩ ، والإنصاف ٢ / ٦٤١ ، وأوضح المسالك ١ / ٣٦٨ ، وتخليص الشواهد ص ٣٧٩ ، والجنى الداني ـ

٢٥٥

ومن سورة النور

قال (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا) [الآية ١٧] لأن هذه مما يوصل باللام تقول : «إن عدت لمثله فإنّا ظالم».

وقال (من عبادكم) [الآية ٣٢] يريد «من عبيدكم» كما تقول : «هم عباد الله» و «عبيد الله».

وقال (كمشكوة) [الآية ٣٥] أي : كمثل مشكاة.

وقال (كوكب درّىّ) [الآية ٣٥] إذا جعله من «الدرّ» و (دريء) من «درأ» همزها وجعلها «فعّيل» وذلك من تلالئه. وقال بعضهم (درّي) مثل (فعيل).

وأمّا (مثل نوره كمشكوة فيها مصباح) [الآية ٣٥] فالمصباح في المعنى أن مثل ما أنار من الحق في بيانه كمثل المشكاة. ليس لله مثل تبارك وتعالى.

وقال (أو الطّفل الّذين لم يظهروا) [الآية ٣١] جعل (الطّفل) [الآية ٣١] جماعة كما قال (ويولّون الدّبر) [القمر : الآية ٤٥].

__________________

ـ ص ٢٠٨ ، ورصف المباني ص ١٠٩ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٥٤٨ ، ٥٥٠ ، وشرح الأشموني ١ / ١٤٥ ، وشرح ابن عقيل ص ١٩٣ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٣٦ ، وشرح المفصل ٨ / ٧١ ، ٩ / ٢٧ ، واللامات ص ١١٦ ، ومجالس ثعلب ص ٣٦٨ ، والمحتسب ٢ / ٢٥٥ ، ومغني اللبيب ١ / ٢٤ ، والمقرب ١ / ١١٢ ، والمنصف ٣ / ١٢٧ ، وهمع الهوامع ١ / ١٤٢.

٢٥٦

ومن سورة الفرقان

قال (قوما بورا) [الآية ١٨] جماعة «البائر» مثل «اليهود» وواحدهم «الهائد».

وقال بعضهم : «هي لغة على غير واحد ، كما يقال «أنت بشر» و «أنتم بشر».

وقال (فما تستطيعون صرفا ولا نصرا) [الآية ١٩] فحذف «عن الكفّار» وقد يكون ذلك عن الملائكة ، والدليل على وجه مخاطبة الكفار أنه قال (ومن يظلم مّنكم) [الآية ١٩] وقال بعضهم «يعني الملائكة».

وقال (الّتى أمطرت مطر السّوء) [الآية ٤٠] لغتان ، يقال «مطرنا» و «أمطرنا».

وقال (وأمطرنا عليهم حجارة) [الحجر : الآية ٧٤] وهما لغتان.

وقال (إلّا من شآء) [الآية ٥٧] استثناء خارج من أوّل الكلام على معنى «لكنّ».

وقال (والنّهار خلفة) [الآية ٦٢] يقول : «يختلفان».

وقال (وعباد الرّحمن الّذين يمشون على الأرض) [الآية ٦٣] فهذا ليس له خبر إلّا في المعنى ، والله أعلم.

وقال (للمتّقين إماما) [الآية ٧٤] ف «الإمام» ها هنا جماعة كما قال (فإنّهم عدوّ لّى) [الشّعراء : الآية ٧٧] ويكون على الحكاية كما يقول الرجل إذا قيل له : «من أميركم» قال : «هؤلاء أميرنا». وقال الشاعر : [الكامل]

٢٥٥ ـ يا عاذلاتي لا تردن ملامتي

إنّ العواذل ليس لي بأمير (١)

وقال (ما يعبؤا بكم) [الآية ٧٧] لأنّها من «عبأت به» ف «أنا أعبأ به» «عبأ».

وقال (وأناسىّ كثيرا) [الآية ٤٩] مثقّلة لأنها جماعة «الإنسيّ».

__________________

(١) البيت بلا نسبة في الخصائص ٣ / ١٧٤ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٦١ ، ومغني اللبيب ١ / ٢٣٢.

٢٥٧

ومن سورة الشعراء

قال (فظلّت أعنقهم لها خضعين) [الآية ٤] يزعمون أنها على الجماعات نحو «هذا عنق من الناس» يعنون «الكثير» أو ذكّر كما يذكر بعض المؤنث لما أضافه إلى مذكّر. وقال الشاعر : [الطويل]

٢٥٦ ـ باكرتها والدّيك يدعو صباحه

إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا (١)

فجماعات هذا «أعناق» أو يكون ذكّره لإضافته إلى المذكّر كما يؤنّث لإضافته إلى المؤنث نحو قوله : [الطويل]

٢٥٧ ـ وتشرق بالقول الذي قد أذعته

كما شرقت صدر القناة من الدّم (٢)

وقال آخر : [الرجز]

٢٥٨ ـ لما رأى متن السّماء انقدّت (٣)

وقال : [الطويل وهو الشاهد التاسع والخمسون بعد المئتين]

٢٥٩ ـ إذا القنبضات طوّفن بالضّحى

رقدن عليهنّ الحجال المسجّف (٤)

__________________

(١) البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٤ ، والحماسة البصرية ٢ / ٧٤ ، وخزانة الأدب ٨ / ٧٨ ، ٧٩ ، ٨٤ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٧٦ ، وشرح شواهد المغني ص ٧٨٢ ، والصاحبي في فقه اللغة ص ٢٥٠ ، والكتاب ٢ / ٤٧ ، ولسان العرب (نعش) ، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٣٧٠ ، وشرح المفصل ٥ / ١٠٥ ، ومغني اللبيب ٢٦٥ ، والمقتضب ٢ / ٢٢٦.

(٢) البيت للأعشى في ديوانه ص ١٧٣ ، والأزهية ص ٢٣٨ ، والأشباه والنظائر ٥ / ٢٥٥ ، وخزانة الأدب ٥ / ١٠٦ ، والدرر ٥ / ١٩ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٤ ، والكتاب ١ / ٥٢ ، ولسان العرب (صدر) ، (شرق) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٧٨ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١٠٥ ، والخصائص ٢ / ٤١٧ ، ومغني اللبيب ٢ / ٥١٣ ، والمقتضب ٤ / ١٩٧ ، ١٩٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ٤٩.

(٣) الرجز لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.

(٤) البيت للفرزدق في ديوانه ٢ / ٢٤ ، ولسان العرب (قبض) ، (قنبض) ، (رجع) ، (سجف) ، (حجل) ، وأساس البلاغة (سجف) ، وجمهرة اللغة ص ١١٢٦ ، وتهذيب اللغة ٤ / ١٤٤ ، ٨ / ـ

٢٥٨

و «القنبض» : القصير. وقال آخر : [الطويل]

٢٦٠ ـ وإنّ امرءا أهدى إليك ودونه

من الأرض موماة وبيداء خيفق (١)

لمحقوقة أن تستجيبي لصوته

وأن تعلمي أنّ المعان موفّق

فأنّث. والمحقوق هو المرء. وإنما أنّث لقوله «أن تستجيبي لصوته» ويقولون : «بنات عرس» و «بنات نعش» و «بنو نعش». وقالت امرأة من العرب «أنا امرؤ لا أحبّ الشّرّ». وذكر لرؤبة رجل فقال «كان أحد بنات مساجد الله» كأنه جعله حصاة.

وقال (إنّا رسول ربّ العلمين) [الآية ١٦] وهذا يشبه أن يكون مثل «العدوّ» وتقول «هما عدوّ لي».

وقال (وتلك نعمة تمنّها علىّ) [الآية ٢٢] فيقال هذا استفهام كأنّه قال «أو تلك نعمة تمنّها» ثم فسر فقال (أن عبّدتّ بنى إسرءيل) [الآية ٢٢] وجعله بدلا من النعمة.

وقال (هل يسمعونكم) [الآية ٧٢] أي : «هل يسمعون منكم» أو «هل يسمعون دعاءكم». فحذف «الدعاء» كما قال الشاعر : [البسيط]

٢٦١ ـ القائد الخيل منكوبا دوابرها

قد أحكمت حكمات القدّ والأبقا (٢)

تريد : أحكمت حكمات الأبق. فحذف «حكمات» وأقام «الأبق» مقامها. و «الأبق» : الكتّان.

__________________

ـ ٣٥٠ ، ٩ / ٣٨٥ ، ١٠ / ٥٩٦ ، وكتاب العين ٥ / ٢٤٦ ، ٦ / ٥٧ ، وتاج العروس (قنبص) ، (قنبض) ، (سجف).

(١) يروى البيتان بلفظ :

وإنّ امرءا أسرى إليك ودونه

من الأرض موماة وبيداء سملق

لمعقوفة أن تستجيبي دعاءه

وأن تعلمي أن المعان موفّق

والبيتان للأعشى في ديوانه ص ٢٧٣ ، وتخليص الشواهد ص ١٨٨ ، وخزانة الأدب ٣ / ٢٥٢ ، ٢٥٣ ، ٥ / ٢٩١ ، ٢٩٣ ، ٢٩٥ ، والصاحبي في فقه اللغة ص ٢١٦ ، وكتاب الصناعتين ص ١٤٣ ، ولسان العرب (حقق).

(٢) البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ٤٩ ، ولسان العرب (أبق) ، (حكم) ، وتهذيب اللغة ٤ / ١١٤ ، ٩ / ٣٥٥ ، وجمهرة اللغة ص ١٠٢٦ ، وتاج العروس (حكم) ، ومجمل اللغة ١ / ١٥٩ ، ومقاييس اللغة ١ / ٣٩ ، وديوان الأدب ٢ / ٣٢٩ ، وأساس البلاغة (حكم) ، وبلا نسبة في لسان العرب (حكم) ، والمخصص ٤ / ٧١ ، وديوان الأدب ٢ / ١٣٣ ، وكتاب العين (حكم).

٢٥٩

وقال (أولم يكن لّهمءاية أن يعلمه) [الآية ١٩٧] اسم في موضع رفع مثل (مّا كان حجّتهم إلّآ أن قالوا) [الجاثية : الآية ٢٥] ولكن هذا لا يكون فيه إلا النصب في الأول (أن يعلمه) [الآية ١٩٧] هو الذي يكون آية وقد يجوز الرفع وهو ضعيف.

وقال (على بعض الأعجمين) [الآية ١٩٨] واحدهم «الأعجم» وهو إضافة كالأشعرين.

وقال (لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم) (٢٠١) [الآية ٢٠١] (فيأتيهم) [الآية ٢٠٢] ليس بمعطوف على (حتّى) [البقرة : الآية ٥٥] إنّما هو جواب لقوله (لا يؤمنون به) [الحجر : الآية ١٣] فلما كان جوابا للنفي انتصب ، وكذلك (فيقولوا) [الآية ٢٠٣] إنما هو جواب للنفي.

وقال (إنّىءامنت بربّكم فاسمعون) (٢٥) [يس : الآية ٢٥] أي : فاسمعوا مني.

٢٦٠