معاني القرآن

أبي الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي البلخي البصري [ الأخفش الأوسط ]

معاني القرآن

المؤلف:

أبي الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي البلخي البصري [ الأخفش الأوسط ]


المحقق: إبراهيم شمس الدين
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3518-X
الصفحات: ٣٦٠

٧٤] بدلا من (أبيه). وقد قرئت رفعا على النداء كأنه قال «يا آزر». وقال الشاعر : [الرجز]

١٩٣ ـ إنّ عليّ الله أن تبايعا

تقتل صبحا أو تجيء طائعا (١)

فأبدل «تقتل صبحا» من «تبايع».

وقال (فلمّا جنّ عليه الّيل) [الآية ٧٦] وقال بعضهم : (أجنّ). وقال الشاعر : [الطويل]

١٩٤ ـ فلمّا أجنّ اللّيل بتنا كأنّنا

على كثرة الأعداء محترسان (٢)

وقال : [الرجز]

١٩٥ ـ أجنّك اللّيل ولمّا تشتف (٣)

فجعل «الجنّ» مصدرا ل «جنّ». وقد يستقيم أن يكون «أجنّ» ويكون ذا مصدره كما قال «العطاء» و «الإعطاء». وأما قوله (أكننتم فى أنفسكم) [البقرة : الآية ٢٣٥] فإنهم يقولون في مفعولها : «مكنون» ويقول بعضهم (مكنّ) وتقول : «كننت الجارية» إذا صنتها و: «كننتها من الشّمس» و «أكننتها من الشّمس» أيضا. ويقولون «هي مكنونة» و «مكنّة» وقال الشاعر : [البسيط]

١٩٦ ـ قد كنت أعطيهم مالي وأمنحهم

عرضي وعندهم في الصّدر مكنون (٤)

لأنّ قيسا تقول : «كننت العلم» فهو «مكنون». وتقول بنو تميم : «أكننت العلم» ف «هو مكنّ» ، و «كننت الجارية» ف «هي مكنونة». وفي كتاب الله عزوجل (أو أكننتم فى أنفسكم) [البقرة : الآية ٢٣٥] وقال (كأنّهنّ بيض مّكنون) (٤٩) [الصّافات : الآية ٤٩] وقال الشاعر : [الكامل]

١٩٧ ـ قد كنّ يكننّ الوجوه تستّرا

فاليوم حين بدون للنّظّار (٥)

__________________

(١) الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب ٥ / ٢٠٣ ، ٢٠٤ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٠٢ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٤٠ ، وشرح التصريح ١ / ١٦١ ، وشرح ابن عقيل ص ٥١١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٩١ ، والكتاب ١ / ١٥٦ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٩٩ ، والمقتضب ٢ / ٦٣.

(٢) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.

(٣) الرجز لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.

(٤) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.

(٥) البيت للربيع بن زياد في ديوانه ص ٣٩٣ ، والأغاني ١٦ / ٢٨ ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ٣ / ٣٠٠ ، ومجالس العلماء ص ١٤٤ ، وجمهرة اللغة ص ١٠١٩ ، ١٢٥٧.

١٨١

وقيس تنشد «قد كن يكننّ».

وقال (فلمّآ أفل) [الآية ٧٦] فهو من «يأفل» «أفولا».

وأما قوله للشمس (هذا ربّى) [الآية ٧٦] فقد يجوز على «هذا الشيء الطالع ربّي».

أو على أنّه ظهرت الشمس وقد كانوا يذكرون الرب في كلامهم قال لهم (هذا ربّى) [الآية ٧٦]. وإنما هذا مثل ضربه لهم ليعرفوا إذا هو زال أنه لا ينبغي أن يكون مثله آلها ، وليد لهم على وحدانية الله ، وأنه ليس مثله شيء. وقال الشاعر : [الرجز]

١٩٨ ـ مكثت حولا ثمّ جئت قاشرا

لا حملت منك كراع حافرا (١)

قال (ومن ذرّيّته داود وسليمن) [الآية ٨٤] يعني : (ووهبنا له) [الآية ٨٤] (من ذرّيّته داود وسليمن) وكذلك (وزكريّا ويحيى وعيسى) [الآية ٨٥].

وقال بعضهم (واليسع) [الآية ٨٦]. وقال بعضهم (والليسع) ونقرأ بالخفيفة.

وقال (فبهداهم اقتده) [الآية ٩٠]. وكلّ شيء من بنات الياء والواو في موضع الجزم فالوقف عليه بالهاء ليلفظ به كما كان.

وقال (وهذا كتب أنزلنه مبارك مّصدّق الّذى) [الآية ٩٢] رفع على الصفة ، ويجعل نصبا حالا ل (أنزلنه) [الآية ٩٢].

وقال (والملئكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم) [الآية ٩٣] فنراه يريد :

يقولون (أخرجوا أنفسكم) [الأنعام : الآية ٩٣] والله أعلم. وكان في قوله (باسطوا أيديهم) دليل على ذلك لأنه قد أخبر أنهم يريدون منهم شيئا.

وقال (فالق الإصباح) [الآية ٩٦] جعله مصدرا من «أصبح». وبعضهم يقول (فالق الأصباح) جماع «الصّبح».

وقال (والشّمس والقمر حسبانا) [الآية ٩٦] أي : بحساب. فحذف الباء كما حذفها من قوله (أعلم من يضلّ عن سبيله) [الآية ١١٧] أي : أعلم بمن يضلّ. و «الحسبان» جماعة «الحساب» مثل «شهاب» و «شهبان» ، ومثله (الشّمس والقمر

__________________

(١) الرجز لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.

١٨٢

بحسبان) (٥) [الرّحمن : الآية ٥] أي : بحساب.

وقال (أنشأكم مّن نّفس وحدة فمستقرّ ومستودع) [الآية ٩٨] فنراه يعني : فمنها مستقرّ ومنها مستودع والله أعلم. وتقرأ (مستقرّ).

وقال (فأخرجنا منه خضرا) [الآية ٩٩] يريد «الأخضر» كقول العرب : «أرنيها نمرة أركها مطرة».

وقال (ومن النّخل من طلعها قنوان دانية) [الآية ٩٩] ثم قال (وجنّت مّن أعناب) [الآية ٩٩] أي : «وأخرجنا به جنّات من أعناب».

ثم قال (والزّيتون) [الآية ٩٩] وواحد : «القنوان» : قنو ، وكذلك «الصّنوان» واحدها : صنو.

وقوله (وليقولوا دارست) [الآية ١٠٥] أي : دارست أهل الكتاب (وكذلك نصرّف الأيت) [الآية ١٠٥] يعني : هكذا. وقال بعضهم (درست) [الآية ١٠٥] وبها نقرأ لأنها أوفق للكتاب. وقال بعضهم (درست) [الآية ١٠٥].

وقال (فيسبّوا الله عدوا بغير علم) [الآية ١٠٨] ثقيلة مشددة و (عدوا) خفيفة ، والأصل من «العدوان». وقال بعضهم (عدوّا) بغير علم. أي : سبّوه في هذه الحال. ولكن «العدوّ» جماعة كما قال (فإنّهم عدوّ لّى) [الشّعراء : الآية ٧٧] وكما قال (لا تتّخذوا عدوّى وعدوّكم أولياء) [الممتحنة : الآية ١] ونقرأ (عدوا) لأنها أكثر في القراءة وأجود في المعنى لأنك تقول : عدا عدوا علينا» مثل «ضربه ضربا».

وقال (وما يشعركم أنّها إذا جآءت لا يؤمنون) [الآية ١٠٩] وقرأ بعضهم (أنّها) وبها نقرأ وفسر على «لعلها» كما تقول العرب : «اذهب إلى السوق أنّك تشتري لي شيئا» أي : لعلّك. وقال الشاعر : [الرجز]

١٩٩ ـ قلت لشيبان اذن من لقائه

أنّا نغذّي القوم من شوائه (١)

في معنى «لعلّنا».

قال (وحشرنا عليهم كلّ شىء قبلا) [الآية ١١١] أي : قبيلا قبيلا ، جماعة «القبيل» «القبل». ويقال «قبلا» أي : عيانا. وقال (أو يأتيهم العذاب قبلا) [الكهف :

__________________

(١) الرجز لأبي النجم في الإنصاف ٣ / ٥٩١ ، وخزانة الأدب ٨ / ٥٠١ ، ١٠ / ٢٢٥ ، والكتاب ٣ / ١١٦ ، والمعاني الكبير ص ٣٦٣ ، وبلا نسبة في اللامات ص ١٣٧ ، ومجالس ثعلب ١ / ١٥٤.

١٨٣

الآية ٥٥] أي : عيانا. وتقول : «لا قبل لي بهذا» أي : لا طاقة. وتقول : «لي قبلك حقّ» أي : عندك.

وقال (ولتصغى إليه أفئدة الّذين لا يؤمنون بالأخرة) [الآية ١١٣] هي من «صغوت» «يصغا» مثل «محوت» «يمحا».

وقال (وجعلوا لله شركاء الجنّ) [الآية ١٠٠] على البدل كما قال (إلى صراط مّستقيم (٥٢) صرط الله) [الشورى : ٥٢ ـ ٥٣]. وقال الشاعر : [الوافر]

٢٠٠ ـ ذريني إنّ أمرك لن يطاعا

وما ألفيتني حلمي مضاعا (١)

وقال : [البسيط]

٢٠١ ـ إنّي وجدتك يا جرثوم من نفر

جرثومة اللّؤم لا جرثومة الكرم (٢)

[وقال الآخر] : [البسيط]

إنّا وجدنا بني جلّان كلّهم

كساعد الضّبّ لا طول ولا عظم (٣)

وقال : [الرجز]

٢٠٢ ـ ما للجمال مشيها وئيدا

أجندلا لا يحملن أم حديدا (٤)

ويقال : ما للجمال مشيها وئيدا. كما قيل : [الوافر]

٢٠٣ ـ فكيف ترى عطيّة حين تلقى

عظاما هامهنّ قراسيات (٥)

__________________

(١) البيت لعدي بن زيد في ديوانه ص ٣٥ ، وخزانة الأدب ٥ / ١٩١ ، ١٩٢ ، ١٩٣ ، ٢٠٤ ، والدرر ٦ / ٦٥ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٢٣ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٨٧ ، ولرجل من بجيلة أو خثعم في الكتاب ١ / ١٥٦ ، ولعدي أو لرجل من بجيلة أو خثعم في المقاصد النحوية ٤ / ١٩٢ ، وبلا نسبة في شرح شذور الذهب ص ٥٧٣ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٠٩ ، وشرح المفصل ٣ / ٦٥ ، ٧٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٢٧.

(٢) البيت بلا نسبة في الحيوان ٦ / ١١٢.

(٣) تقدم البيت مع تخريجه برقم ١٥٥.

(٤) الرجز للزبّاء في لسان العرب (وأد) ، (صرف) ، (زهق) ، وأدب الكاتب ص ٢٠٠ ، والأغاني ١٥ / ٢٥٦ ، وأوضح المسالك ٢ / ٨٦ ، وجمهرة اللغة ص ٧٤٢ د ١٢٣٧ ، وخزانة الأدب ٧ / ٢٩٥ ، والدرر ٢ / ٢٨١ ، وشرح الأشموني ١ / ١٦٩ ، وشرح التصريح ١ / ٢٧١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩١٢ ، وتاج العروس (وأد) ، (صرف) ، وشرح عمدة الحافظ ص ١٧٩ ، ومغني اللبيب ٢ / ٥٨١ ، وللزباء أو للخنساء في المقاصد النحوية ٢ / ٤٤٨ ، وبلا نسبة في همع الهوامع ١ / ١٥٩ ، ومقاييس اللغة ٦ / ٧٨ ، وكتاب العين ٧ / ١١١ ، وأساس البلاغة (وأد).

(٥) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.

١٨٤

وقال (وما لكم ألّا تأكلوا ممّا ذكر اسم الله عليه) [الآية ١١٩] يقول ـ والله أعلم ـ «وأيّ شيء لكم في ألّا تأكلوا» وكذلك (وما لنا ألّا نقتل) [البقرة : الآية ٢٤٦] يقول : «أيّ شيء لنا في ترك القتال». ولو كانت (أن) زائدة لا رتفع الفعل ، ولو كانت في معنى «وما لنا وكذا» لكانت «وما لنا وألّا نقاتل».

وقال (وإنّ كثيرا ليضلّون بأهوائهم) [الآية ١١٩] ويقرأ (لّيضلّون). أوقع «أنّ» على النكرة لأنّ الكلام إذا طال احتمل ودل بعضه على بعض.

وقال (وكذلك جعلنا فى كلّ قرية أكبر مجرميها ليمكروا فيها) [الآية ١٢٣] فبناه على «أفاعل» ، وذلك أنه يكون على وجهين يقول «هؤلاء الأكابر» و «الأكبرون» وقال (ننبّئكم بالأخسرين أعملا) [الكهف : ١٠٣] وواحدهم «أخسر» مثل «الأكبر».

وقال (وكذلك زيّن لكثير مّن المشركين قتل أولدهم شركآؤهم) [الآية ١٣٧] لأن الشركاء زينوا.

ثم قال (ليردوهم) [الآية ١٣٧] من «أردى» «إرداء».

وقال (حجر لّا يطعمها) [الآية ١٣٨] و «الحجر» «الحرام» وقد قرئت بالضم (حجر) ، وكذلك قرئت (حجرا مّحجورا) [الفرقان : الآية ٢٢] بضم الحاء و (حجرا) في معنى واحد. وقد يكون «الحجر» : العقل ، قال الله تعالى (هل فى ذلك قسم لّذى حجر) (٥) [الفجر : الآية ٥] أي ذي عقل. وقال بعضهم : لا يكون في قوله (وحرث حجر) [الآية ١٣٨] إلا الكسر. وليس ذا بشيء لأنه حرام. وأما «حجر المرأة» ففيه الفتح والكسر و «حجر اليمامة» بالفتح و «الحجر» ما حجرته وهو قول أصحاب الحجر.

وقوله عزوجل (وقالوا ما فى بطون هذه الأنعم خالصة لّذكورنا ومحرّم على أزوجنا وإن يكن مّيتة فهم فيه شركآء) [الآية ١٣٩] رفع أي : وإن تكن في بطونها ميتة. وقد يجوز الرفع إذا قلت (يكن) لأن المؤنّث قد يذكر فعله. و (خالصة) أنثت لتحقيق الخلوص كأنه لما حقق لهم الخلوص أشبه الكثرة فجرى مجرى «راوية» و «نسّابة».

وقال (جنّت) [الآية ١٤١] جر لأن تاء الجميع في موضع النصب مجرورة بالتنوين.

١٨٥

ثم قال (ومن الأنعم حمولة وفرشا) [الآية ١٤٢] أي : وأنشأ من الأنعام حمولة وفرشا.

ثم قال (ثمنية أزوج) [الآية ١٤٣] أي : أنشأ حمولة وفرشا ثمانية أزواج. أي : أنشأ ثمانية أزواج ، على البدل أو التبيان أو على الحال.

ثم قال : «أنشأ (مّن الضّأن اثنين ومن المعز اثنين) [الآية ١٤٣]» وإنما قال (ثمنية أزوج) [الآية ١٤٣] لأنّ كلّ واحد «زوج». تقول للاثنين : «هذان زوجان» وقال الله عزوجل (ومن كلّ شىء خلقنا زوجين) [الذّاريات : الآية ٤٩] وتقول للمرأة : «هي زوج» و «هي زوجة» و: «هو زوجها». وقال (وجعل منها زوجها) [الأعراف : الآية ١٨٩] يعني المرأة وقال (أمسك عليك زوجك) [الأحزاب : الآية ٣٧] وقال بعضهم : «الزوجة» وقال الأخطل (١) : [البسيط]

زوجة أشمط مرهوب بوادره

قد صار في رأسه التخويص والنزع (٢)

وقد يقال للاثنين أيضا : «هما زوج» و «الزوج» النمط يطرح على الهودج قال لبيد (٣) : [الكامل]

من كلّ محفوف يظلّ عصيّه

زوج عليه كلّة وقرامها (٤)

__________________

(١) الأخطل : هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو من بني تغلب ، شاعر مبدع ، مصقول الألفاظ أكثر من مدح الخلفاء في عهد بني أمية ، وهو أحد الشعراء الثلاثة المشهورين بأنهم أشعر أهل عصرهم ، والآخران هما : جرير والفرزدق. ولد في الحيرة أو الرصافة واتصل بالأمويين ومدحهم ، وتهاجى مع جرير والفرزدق كان عبد الملك بن مروان يجزل له العطاء ويفضله في الشعر على غيره ، سئل الفرزدق : من أشعر الناس؟ فأجاب : كفاك بي إذا افتخرت ، وبجرير إذا هجا ، وابن النصرانية ـ يقصد الأخطل ـ إذا امتدح. توفي سنة ٩٠ ه‍. (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص ١٣ ـ ١٤).

(٢) تقدم البيت مع تخريجه برقم ١٢٧.

(٣) لبيد : هو لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، من الشعراء المخضرمين أدرك الإسلام ووفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في وفد من قومه بني جعفر بن كلاب فأسلم وحسن إسلامه ، يعدّ من الصحابة ولما أسلم لبيد مع قومه قدم إلى الكوفة وبقي فيها إلى أن مات فدفن في صحراء بني جعفر بن كلاب. قيل : كانت وفاته في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان ، ومات وهو ابن مائة وسبع وخمسين سنة. وقيل : مات بالكوفة أيام الوليد بن عقبة في خلافة عثمان. (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص ٤٠٤).

(٤) تقدم البيت مع تخريجه برقم ١٢٦.

١٨٦

وأمّا (الضّأن) [الآية ١٤٣] فمهموز وهو جماع على غير واحد. ويقال (الضئين) مثل «الشعير» وهو جماعة «الضأن» والأنثى «ضائنة» والجماعة : «الضوائن».

و (المعز) [الآية ١٤٣] جمع على غير واحد وكذلك «المعزى» ، فأما «المواعز» فواحدتها «الماعز» و «الماعزة» والذكر الواحد «ضائن» فيكون «الضأن» جماعة «الضائن» مثل «صاحب» و «صحب» و «تاجر» و «تجر» وكذلك «ماعز» و «معز». وقال بعضهم (ضأن) و (معز) جعله جماعة «الضائن» و «الماعز» مثل «خادم» و «خدم» ، و «حافد» و «حفدة» مثله إلّا أنّه ألحق فيه الهاء.

وأمّا قوله (ءآلذّكرين حرّم أم الأنثيين) [الآية ١٤٣] فانتصب ب «حرّم».

وقال (فإنّه رجس أو فسقا) [الآية ١٤٥] يقول : «إلّا أن يكون ميتة أو فسقا فإنّه رجس».

وقال (ومن البقر والغنم حرّمنا عليهم شحومهما إلّا ما حملت ظهورهما أو الحوايآ) [الآية ١٤٦] فواحد «الحوايا» : «الحاوياء» «الحاوية». ويريد بقوله ـ والله أعلم ـ (ومن البقر والغنم) [الآية ١٤٦] أي : والبقر والغنم حرمنا عليهم. ولكنه أدخل فيها «من» والعرب تقول : «قد كان من حديث» يريدون : «قد كان حديث» وإن شئت قلت «ومن الغنم حرّمنا الشّحوم» كما تقول : «من الدّار أخذ النّصف والثلث» فأضفت على هذا المعنى كما تقول : «من الدّار أخذ نصفها» و «من عبد الله ضرب وجهه».

وقال (هلمّ شهداءكم) [الآية ١٥٠] لأن «هلمّ» قد تكون للواحد والاثنين والجماعة.

وقال (أن تقولوا إنّما أنزل الكتب على طآئفتين من قبلنا) [الآية ١٥٦] على (ثمّءاتينا موسى الكتب) [الآية ١٥٤] كراهية (أن تقولوا إنّمآ أنزل الكتب على طآئفتين من قبلنا) [الآية ١٥٦].

وقال (إنّ الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا) [الأنعام : الآية ١٥٩] وقال بعضهم (فارقوا) من «المفارقة».

وقال (فله عشر أمثالها) [الأنعام : الآية ١٦٠] على العدد كما تقول : «عشر سود» فإن قلت كيف قال «عشر» و «المثل» مذكر؟ فإنما أنث لأنه أضاف إلى مؤنث

١٨٧

وهو في المعنى أيضا «حسنة» أو «درجة» ، فإن أنّث على ذلك فهو وجه. وقال بعضهم (عشر أمثالها) [الآية ١٦٠] جعل «الأمثال» من صفة «العشر». وهذا الوجه إلا أنه لا يقرأ. لأنّه ما كان من صفة لم تضف إليه العدد. ولكن يقال «هم عشرة قيام» و «عشرة قعود» لا يقال : «عشرة قيام».

وقال (دينا قيّما) [الآية ١٦١] أي : مستقيما وهي قراءة العامة وقال أهل المدينة (قيما) [الآية ١٦١] وهي حسنة ولم أسمعها من العرب وهي في معنى المفسر.

١٨٨

سورة الأعراف

قال (كتب أنزل إليك) [الآية ٢] على الابتداء.

وقال (فلا يكن فى صدرك حرج مّنه) [الآية ٢] على النهي كما قال (ولا تعد عيناك عنهم) [الكهف : الآية ٢٨] أي : «الحرج فلا يكن في صدرك» ، و «عيناك فلا تعدوا عنهم».

وقال (فلنسئلنّ الّذين أرسل إليهم) [الآية ٦] يقول «[لنسألنّ]» القوم الذين بعث إليهم وأنذروا. (ولنسئلنّ المرسلين) [الآية ٦].

(فلنقصّنّ) [الآية ٧] أدخل النون واللام لأن قوله (فلنسئلنّ) [الآية ٦] (ولنسئلنّ المرسلين) [الآية ٦] على القسم.

وقال (وجعلنا لكم فيها معيش) [الآية ١٠] فالياء غير مهموزة وقد همز بعض القراء وهو دريء لأنها ليست بزائدة. وإنّما يهمز ما كان على مثال «مفاعل» إذا جاءت الياء زائدة في الواحد والألف والواو التي تكون الهمزة مكانها نحو «مدائن» لأنها فعايل». ومن جعل «المدائن» من «دان» «يدين» لم يهمز لأن الياء حينئذ من الأصل. وأما «قطائع» و «رسائل» و «عجائز» و «كبائر» فإن هذا كله مهموز لأن واو «عجوز» زائدة ، ألا ترى أنك تقول : «عجز» وألف «رسالة» زائدة إذ تقول «أرسلت» فتذهب الألف منها. وتقول في «كبيرة» «كبرت» فتذهب الياء منها. وأما «مصايب» فكان أصلها «مصاوب» لأن الياء إذا كانت أصلها الواو فجاءت في موضع لا بد من أن تحرك فيه قلبت الواو في ذلك الموضع إذا كان الأصل من الواو ، فلما قلبت صارت كأنها قد أفسدت حتى صارت كأنها الياء الزائدة فلذلك همزت ولم يكن القياس أن تهمز. وناس من العرب يقولون «المصاوب» وهي قياس.

وقال (ثمّ صوّرنكم ثمّ قلنا للملئكة) [الآية ١١] لأنّ «ثمّ» في معنى الواو ويجوز أن يكون معناه (لأدم) كما تقول للقوم : «قد ضربناكم» وإنما ضربت سيدهم.

١٨٩

وقال (ما منعك ألّا تسجد) [الآية ١٢] ومعناه : ما منعك أن تسجد ، و (لا) ها هنا زائدة. وقال الشاعر : [الطويل]

٢٠٤ ـ أبى جوده «لا» البخل واستعجلت به

«نعم» من فتى لا يمنع الجوع قاتله (١)

وفسرته العرب : أبى جوده البخل وجعلوا «لا» زائدة حشوا ها هنا وصلوا بها الكلام. وزعم يونس أن أبا عمرو كان يجرّ «البخل» ولا يجعل «لا» مضافة إليه أراد : أبى جوده «لا» التي هي للبخل لأن «لا» قد تكون للجود والبخل. لأنه لو قال له : «إمنع الحقّ» أو «لا تعط المساكين» فقال «لا» كان هذا جودا منه.

وقال (لأقعدنّ لهم صرطك المستقيم) [الآية ١٦] أي : على صراطك. كما تقول : «توجّه مكّة» أي : إلى مكة. وقال الشاعر : [الطويل]

٢٠٥ ـ كأنّي إذ أسعى لأظفر طائرا

مع النّجم في جوّ السّماء يصوب (٢)

يريد : لأظفر بطائر. فألقى الباء. ومثله (أعجلتم أمر ربّكم) [الأعراف : الآية ١٥٠] يريد : عن أمر ربكم.

وقال (أخرج منها مذءوما مّدحورا) [الآية ١٨] لأنه من «الذأم» تقول : «ذأمته» ف «هو مذؤوم» والوجه الآخر من «الذمّ» : «ذممته» ف «هو مذموم» تقول : «ذأمته» و «ذممته» و «ذمته» كله في معنى واحد ومصدر : «ذمته» «الذّيم».

وقال (لّمن تبعك منهم لأملأنّ جهنّم) [الآية ١٨] فاللام الأولى للابتداء والثانية للقسم.

وقال (فوسوس لهما الشّيطن) [الآية ٢٠] والمعنى : فوسوس إليهما الشيطان. ولكن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل ، ومنهم من تقول : «غرضت» في معنى : اشتقت إليه. وتفسيرها : غرضت من هؤلاء إليه.

وقال (إلّا أن تكونا ملكين) [الآية ٢٠] يقول : (ما نهاكما إلا) كراهة (أن تكونا) كما تقول : «إيّاك أن تفعل» أي : كراهة أن تفعل.

وقال (وطفقا) [الآية ٢٢] وقال بعضهم (وطفقا) فمن قال : «طفق» قال :

__________________

(١) البيت بلا نسبة في الجنى الداني ص ٣٠٢ ، والخصائص ٢ / ٣٥ ، ٢٨٣ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٣٤ ، ولسان العرب (نعم) ، (لا) ، ومغني اللبيب ١ / ٢٤٨ ، وتاج العروس (نعم) ، (لا).

(٢) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.

١٩٠

«يطفق» ومن قال «طفق» قال «يطفق».

وقال (يخصّفان) [الآية ٢٢] جعلها من «يختصفان» فأدغم التاء في الصاد فسكنت وبقيت الخاء ساكنة فحركت الخاء بالكسر لاجتماع الساكنين. ومنهم من يفتح الخاء ويحول عليها حركة التاء وهو كقوله (أمّن لّا يهدّى) [يونس : ٣٥] وقال بعضهم (يهدّى إلّا أن يهدى) [يونس : الآية ٣٥].

وقال (وإن لّم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخسرين) [الآية ٢٣] فكأنه على القسم والله أعلم كأنه قال : «والله لنكوننّ من الخاسرين إن لم تغفر لنا وترحمنا».

وقال (قد أنزلنا عليكم لباسا يورى سوءتكم ورياشا ولباس التّقوى ذلك خير) [الآية ٢٦] فرفع قوله (ولباس التّقوى) [الآية ٢٦] على الابتداء وجعل خبره في قوله (ذلك خير) وقد نصب بعضهم (ولباس التّقوى) [الآية ٢٦] وقرأ بعضهم (وريشا) [الآية ٢٦] وبها نقرأ وكلّ حسن ومعناه واحد.

وقال (وفريقا حقّ عليهم الضّللة) [الآية ٣٠] فذكّر الفعل لما فصل كما قال (لا يؤخذ منكم فدية) [الحديد : الآية ١٥]

وقال (يبنىءادم إمّا يأتينّكم رسل مّنكم يقصّون عليكمءايتى فمن اتّقى وأصلح فلا خوف عليهم) [الآية ٣٥] كان كأنّه قال : فأطيعوهم.

وقال (حتّى يلج الجمل فى سمّ الخياط) [الآية ٤٠] من «ولج» «يلج» «ولوجا».

وقال (لهم مّن جهنّم مهاد ومن فوقهم غواش) [الآية ٤١] فإنما انكسر قوله (غواش) لأن هذه الشين في موضع عين «فواعل» فهي مكسورة. وأما موضع اللام منه فالياء ، والياء والواو إذا كانت بعد كسرة وهما في موضع تحرك برفع أو جرّ صارتا ياء ساكنة في الرفع والجرّ ونصبا في النصب. فلما صارتا ياء ساكنة وأدخلت عليها التنوين وهو ساكن ذهبت الياء لاجتماع الساكنين.

وقال (ونزعنا ما فى صدورهم مّن غلّ) [الآية ٤٣] وهو ما يكون في الصدور ، وأما الذي يغلّ به الموثق فهو «الغلّ».

وقال (الحمد لله الّذى هدنا لهذا) [الآية ٤٣] كما قال (الله يهدى للحقّ) [يونس : الآية ٣٥] وتقول العرب : «هو لا يهتدي لهذا» أي : لا يعرفه. وتقول : «هديت العروس إلى بعلها». وتقول أيضا : «أهديتها إليه» و «هديت له» وتقول : «أهديت له هديّة». وبنو تميم يقولون : «هديت العروس إلى زوجها» جعلوه في

١٩١

معنى «دللتها» وقيس تقول : «أهديتها» جعلوها بمنزلة الهدية.

وقال (ونودوا أن تلكم الجنّة) [الآية ٤٣] و (أن لّعنة الله على الظّلمين) [الآية ٤٤] وقال في موضع آخر (أن الحمد لله) [يونس : الآية ١٠] و (أن قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقّا) [الآية ٤٤] فهذه «أنّ» الثقيلة خفّفت وأضمر فيها ولا يستقيم أن تجعلها الخفيفة لأن بعدها اسما. والخفيفة لا يليها الاسماء. وقال الشاعر : [البسيط]

٢٠٦ ـ في فتية كسيوف الهند قد علموا

أن هالك كلّ من يحفى وينتعل (١)

وقال الشاعر : [الوافر]

٢٠٧ ـ أكاشره وأعلم أن كلانا

على ما ساء صاحبه حريص (٢)

فمعناه : أنه كلانا. وتكون (أن قد وجدنا) [الآية ٤٤] في معنى «أي». وقوله (أن أفيضوا علينا من المآء) [الآية ٥٠] تكون «أي أفيضوا» وتكون على «أن» التي تعمل في الأفعال لأنك تقول : «غاظني أن قام» و «غاظني أن ذهب» فتقع على الأفعال وإن كانت لا تعمل فيها ، وفي كتاب الله (وانطلق الملأ منهم أن امشوا) [ص : الآية ٦] معناها : أي امشوا.

وقال (فهل لّنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نردّ فنعمل غير الّذى كنّا نعمل) [الآية ٥٣] فنصب ما بعد الفاء لأنه جواب استفهام.

وقال (والشّمس والقمر والنّجوم مسخّرت بأمره) [الآية ٥٤] عطف على قوله (خلق السّموات والأرض) [الآية ٥٤] وخلق (الشمس القمر).

وقال (إنّ رحمت الله قريب مّن المحسنين) [الآية ٥٦] فذكر (قريب) [البقرة : الآية ١٨٦] وهي صفة «الرحمة» وذلك كقول العرب «ريح خريق» و «ملحفة

__________________

(١) البيت للأعشى في ديوانه ص ١٠٩ ، والأزهية ص ٦٤ ، والإنصاف ص ١٩٩ ، وتخليص الشواهد ص ٣٨٢ ، وخزانة الأدب ٥ / ٤٢٦ ، ٨ / ٣٩٠ ، ١٠ / ٣٩٣ ، ١١ / ٣٥٣ ، ٣٥٤ ، والدرر ٢ / ١٩٢ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٧٦ ، والكتاب ٢ / ١٣٧ ، ٣ / ٧٤ ، ١٦٤ ، ٤٥٤ ، والمحتسب ١ / ٣٠٨ ، ومغني اللبيب ١ / ٣١٤ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٢٨٧ ، والمنصف ٣ / ١٢٩ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ١٠ / ٣٩١ ، ورصف المباني ص ١١٥ ، وشرح المفصل ٨ / ٧١ ، والمقتضب ٣ / ٩ ، وهمع الهوامع ١ / ١٤٢.

(٢) البيت لعدي بن زيد في الكتاب ٣ / ٧٤ ، وليس في ديوانه ، ولعمرو بن جابر الحنفي في حماسة البحتري ص ١٨ ، وبلا نسبة في الإنصاف ١ / ٢٠١ ، وشرح المفصل ١ / ٥٤ ، والمقتضب ٣ / ٢٤١.

١٩٢

جديد» و «شاة سديس». وإن شئت قلت : تفسير «الرحمة» ها هنا : المطر ، ونحوه. فلذلك ذكر. كما قال (وإن كان طائفة منكم آمنوا) فذكر لأنه أراد «الناس». وإن شئت جعلته كبعض ما يذكرون من المؤنث كقول الشاعر : [المتقارب]

فلا مزنة ودقت ودقها

ولا أرض أبقل إبقالها (١)

وقال (وهو الّذى يرسل الرّياح نشرا بين يدى رحمته) [الآية ٥٧] لأنّها جماعة «النشور» وتقول : «ريح نشور» و «رياح نشر». وقال بعضهم «نشرا» من «نشرها» «نشرا».

وقال في أول هذه السورة (كتب أنزل إليك) [الآية ٢] (لتنذر به) [الآية ٢] (فلا يكن فى صدرك حرج مّنه) [الآية ٢] هكذا تأويلها على التقديم والتأخير.

وفي كتاب الله مثل ذلك كثير قال (اذهب بّكتبى هذا فألقه إليهم ثمّ تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون) (٢٨) [النمل : ٢٨] والمعنى ـ والله أعلم ـ (فانظر ماذا يرجعون) [النّمل : الآية ٢٨] (ثمّ تولّ عنهم) [النّمل : الآية ٢٨] وفي كتاب الله (ومآ أرسلنا من قبلك إلّا رجالا نّوحى إليهم فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون (٤٣) بالبيّنت والزّبر) [النّحل : الآية ٤٣ ، ٤٤] والمعنى ـ والله أعلم ـ (ومآ أرسلنا من قبلك إلّا رجالا نّوحى إليهم) [يوسف : الآية ١٠٩] (بالبيّنت والزّبر) [آل عمران : الآية ١٨٤] (فسئلوا أهل الذّكر) [النّحل : الآية ٤٣] (إن كنتم لا تعلمون) [النّحل : الآية ٤٣].

وفي «حم المؤمن» (فلمّا جاءتهم رسلهم بالبيّنت فرحوا بما عندهم مّن العلم) [غافر : الآية ٨٣] والمعنى ـ والله أعلم ـ (فلمّا جآءتهم رسلهم بالبيّنت) [غافر : الآية ٨٣] (من العلم) [البقرة : الآية ١٢٠] (فرحوا بما عندهم) [غافر : الآية ٨٣]. وقال بعضهم (فرحوا بمآ) هو (عندهم مّن العلم) [غافر : الآية ٨٣] أي : كان عندهم العلم وهو جهل ، ومثل هذا في كلام العرب وفي الشعر كثير في التقديم والتأخير. يكتب الرجل : «أمّا بعد حفظك الله وعافاك فإنّي كتبت إليك» فقوله «فإنّي» محمول على : «أمّا بعد» وإنما هو «أمّا بعد فإنّي» وبينهما كما ترى كلام. قال الشاعر : [الكامل]

٢٠٨ ـ خير من القوم العصاة أميرهم

يا قوم فاستحيوا النساء الجلّس (٢)

والمعنى : خير من القوم العصاة أميرهم النّساء الجلّس يا قوم فاستحيوا.

__________________

(١) تقدم البيت مع تخريجه برقم ٣١.

(٢) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.

١٩٣

قال الآخر : [البسيط]

٢٠٩ ـ الشّمس طالعة ليست بكاسفة

تبكي عليك نجوم اللّيل والقمرا (١)

ومعناه : الشمس طالعة لم تكسف نجوم الليل والقمرا لحزنها على «عمر». وذلك أن الشمس كلما طلعت كسفت القمر والنجوم فلم تترك لها ضوءا.

ومن معاني القرآن قول الله عزوجل (ولا تنكحوا ما نكحءابآؤكم مّن النّساء إلّا ما قد سلف) [النّساء : الآية ٢٢] فليس المعنى : انكحوا ما قد سلف. وهذا لا يجوز في الكلام والمعنى ـ والله أعلم ـ «لا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء فإنّكم تعذّبون به إلّا ما قد سلف فقد وضعه الله عنكم» وكذلك قوله (حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم) ثم قال (وأن تجمعوا بين الأختين إلّا ما قد سلف) [النّساء : الآية ٢٣] والمعنى ـ والله أعلم ـ أنّكم تؤخذون بذلك إلّا ما قد سلف فقد وضعه الله عنكم.

وقوله (ألم تر إلى الّذى حآجّ إبراهيم فى ربّه) [البقرة : الآية ٢٥٨] ثم قال (أو كالّذى مرّ على قرية) [البقرة : الآية ٢٥٩] ف «الكاف» تزاد في الكلام. والمعنى : ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربّه أو الذي مرّ على قرية. ومثلها في القرآن (ليس كمثله شيء) [الشّورى : الآية ١١] والمعنى : ليس مثله شيء. لأنه ليس لله مثل. وقال الشاعر : [الرجز]

٢١٠ ـ فصيّروا مثل كعصف مأكول (٢)

والمعنى : صيّروا مثل عصف ، والكاف زائدة. وقال الآخر : [الرجز]

٢١١ ـ وصالبات ككما يؤثفين (٣)

__________________

(١) البيت لجرير في ديوانه ص ٧٣٦ ، والأشباه والنظائر ٥ / ٣٠٧ ، وأمالي المرتضى ١ / ٥٢ ، وشرح شواهد الشافية ص ٢٦ ، والعقد الفريد ١ / ٩٦ ، ولسان العرب (كسف) ، (بكى) ، وبلا نسبة في لسان العرب (شمس).

(٢) الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٨١ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٦٨ ، ١٧٥ ، ١٨٤ ، ١٨٩ ، وشرح التصريح ١ / ٢٥٢ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٥٣ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٠٢ ، ولحميد الأرقط في الدرر ٢ / ٢٥٠ ، والكتاب ١ / ٤٠٨ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٥٢ ، والجنى الداني ص ٩٠ ، وخزانة الأدب ٧ / ٧٣ ، ورصف المباني ص ٢٠١ ، وسرّ صناعة الإعراب ص ٢٩٦ ، وشرح الأشموني ١ / ١٥٨ ، ولسان العرب (عصف) ، ومغني اللبيب ١ / ١٨٠ ، والمقتضب ٤ / ١٤١ ، ٣٥٠ ، وهمع الهوامع ١ / ١٥٠ ، وتاج العروس (عصف).

(٣) الرجز لخطام المجاشعي في لسان العرب (رنب) ، (ثفا) ، وتهذيب اللغة ١٥ / ١٤٩ ، وتاج ـ

١٩٤

إحدى الكافين زائدة.

وقوله (بدّلنهم جلودا غيرها) [النّساء : الآية ٥٦] يعني غيرها في النضج ، لأنّ الله عزوجل يجددها فيكون أشد للعذاب عليهم. وهي تلك الجلود بعينها التي عصت الله تعالى ولكن أذهب عنها النضح ، كما يقول الرجل للرجل : «أنت اليوم غيرك أمس» وهو ذلك بعينه إلا أنه نقص منه شيء أو زاد فيه.

وفي كتاب الله عزوجل (ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنّهم لكذبون) [الأنعام : الآية ٢٨] فيسأل السائل فيقول كيف كانوا كاذبين ولم يعودوا بعد. وإنما يكونون كاذبين إذا عادوا. وقد قلتم إنه لا يقال له كافر قبل أن يكفر إذا علم أنه كافر. وهذا يجوز أن يكون أنّهم الكاذبون بعد اليوم كما يقول الرجل : «أنا قائم» وهو قاعد يريد «إني سأقوم» أو يقول (إنّهم لكذبون) [التّوبة : الآية ١٠٧] يعني ما وافوا به القيامة من كذبهم وكفرهم لأن الذين دخلوا النار كانوا كاذبين كافرين.

وقوله (وجوه يومئذ نّاضرة (٢٢) إلى ربّها ناظرة) (٢٣) [القيامة : ٢٢ ـ ٢٣] يقول «تنظر في رزقها وما يأتيها من الله» كما يقول الرجل : «ما أنظر إلّا إليك» ولو كان نظر البصر كما يقول بعض الناس كان في الآية التي بعدها بيان ذلك. ألا ترى أنه قال (ووجوه يومئذ باسرة (٢٤) تظنّ أن يفعل بها فاقرة) (٢٥) [القيامة : ٢٤ ـ ٢٥] ولم يقل : «ووجوه لا تنظر ولا ترى» وقوله (تظنّ أن يفعل بها فاقرة) (٢٥) [القيامة : الآية ٢٥] يدلّ «الظن» ها هنا على أن النظر ثم الثقة بالله وحسن اليقين ولا يدل على ما قالوا. وكيف يكون ذلك والله يقول (لّا تدركه الأبصر وهو يدرك الأبصر) [الأنعام : الآية ١٠٣] وقوله (وما تشآءون إلّا أن يشاء الله) [الإنسان : الآية ٣٠] يعني ما تشاؤون من الخير شيئا إلّا أن يشاء الله أن تشاؤوه.

وقوله (إذا أخرج يده لم يكد يراها) [النّور : الآية ٤٠] حمل على المعنى وذلك أنه لا يراها وذلك أنك إذا قلت : «كاد يفعل» إنما تعني قارب الفعل ولم يفعل. فإذا قلت «لم يكد يفعل» كان المعنى أنه لم يقارب الفعل ولم يفعل على صحة الكلام وهكذا معنى هذه الآية. إلّا أن اللّغة قد أجازت : «لم يكد يفعل» في معنى : فعل بعد شدة ، وليس هذا صحة الكلام لأنه إذا قال : «كاد يفعل» فإنما

__________________

ـ العروس (ثفا) ، (غرا) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٠٣٦ ، وكتاب العين ٨ / ٢٤٥ ، ومقاييس اللغة ١ / ٥٨ ، والمخصص ٨ / ٧٦ ، ١٤ / ٤٩ ، ٦٤ ، ١٦ / ١٠٨ ، وديوان الأدب ٢ / ٣٣٥ ، ولسان العرب (أثف).

١٩٥

يعني : قارب الفعل. وإذا قال : «لم يكد يفعل» يقول : «لم يقارب الفعل» إلا أنّ اللغة جاءت على ما فسرت لك وليس هو على صحة الكلمة.

وقال (أو عجبتم أن جآءكم ذكر مّن رّبّكم) [الآية ٦٣] كأنه قال : «صنعوا كذا وكذا وعجبوا» فقال «صنعتم كذا وكذا أو عجبتم» فهذه واو العطف دخلت عليها ألف الاستفهام.

وقال (وإلى عاد أخاهم هودا) [الآية ٦٥] (وإلى ثمود أخاهم صلحا) [الآية ٧٣] فكل هذا ـ والله أعلم ـ نصبه على الكلام الأول على قوله (لقد أرسلنا نوحا إلى قومه) [الآية ٥٩] وكذلك (لوطا) [الآية ٨٠] ، وقال بعضهم : «واذكر لوطا». وإنما يجيء هذا النصب على هذين الوجهين ، أو يجيء على أن يكون الفعل قد عمل فيما قبله وقد سقط بعده فعل على شيء من سببه فيضمر له فعلا. فإنما يكون على أحد هذه الثلاثة وهو في القرآن كثير.

وقال (خلائف الأرض) [الأنعام : [الآية ١٦٥] وقال (خلفآء) [الآيتان ٦٩ و ٧٤] وكل جائز وهو جماعة «الخليفة».

وقال (وزادكم فى الخلق بصطة) [الآية ٦٩] أي : انبساطا. وهو في موضع آخر (بسطة فى العلم والجسم) [البقرة : الآية ٢٤٧] وهو مثل الأول.

وقال (فذروها تأكل فى أرض الله) [الآية ٧٣] جزم إذا جعلته جوابا ورفع إذا أردت «فذروها آكلة» وقال (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) [الأعراف : الآية ١٤٥] وقال (قل لّلّذينءامنوا يغفروا للّذين) [الجاثية : الآية ١٤] و (فذرهم يخوضوا ويلعبوا) [الزخرف : ٨٣ والمعارج : ٤٢] فصار جوابا في اللفظ وليس كذلك في المعنى.

وقال (فأوفوا الكيل والميزان) [الآية ٨٥].

ثم قال (ولا تقعدوا بكلّ صرط توعدون) [الآية ٨٦] تقول : «هم في البصرة» و «بالبصرة» و «قعدت له في الطّريق» و «بالطّريق».

وقال (كأن لّم يغنوا فيها) [الآية ٩٢] وهي من «غنيت» «تغنى» «غنى».

وقال (أو أمن أهل القرى) [الآية ٩٨] فهذه الواو للعطف دخلت عليها ألف الاستفهام.

وقال (أولم يهد للّذين يرثون الأرض من بعد أهلها) [الآية ١٠٠] يقول : «أو لم يتبيّن لهم» وقال بعضهم (نهد) بالنون أي : أو لم نبيّن لهم (أن لّو نشآء

١٩٦

أصبنهم بذنوبهم) [الآية ١٠٠].

وقال (نقصّ عليك من أنبآئها) [الآية ١٠١] صيّر «من» زائدة وأراد «قصصنا» كما تقول «هل لك في ذا» وتحذف «حاجة».

وقال (فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل) [الآية ١٠١] فقوله (بما كذّبوا) [الآية ١٠١] والله أعلم يقول : «بتكذيبهم» جعل ـ والله أعلم ـ (ما كذّبوا) اسما للفعل والمعنى : «لم يكونوا ليؤمنوا بالتكذيب» أي لا نسميهم بالإيمان بالتكذيب.

وقال (حقيق على أن لّا أقول على الله إلّا الحقّ) [الآية ١٠٥] وقال بعضهم (على أن لّا أقول) [الآية ١٠٥] والأولى أحسنهما عندنا ، أراد : واجب عليّ أن لا أقول. والأخرى : أنا حقيق عليّ أن لا أقول على الله. يريد : بأن لا أقول على الله. كما قال : (بكلّ صرط توعدون) [الآية ٨٦] في معنى «على كلّ صراط توعدون».

وقال (أرجئه وأخاه) [الآية ١١١] وقال (ترجىء من تشآء منهنّ) [الأحزاب : ٥١] لأنه من «أرجأت» وقد قرئت (أرجه وأخاه) [الآية ١١١] خفيفة بغير همزة وبها نقرأ و (ترجى من تشآء) [الأحزاب : الآية ٥١] وهي لغة تقول : «أرجيت» وبعض العرب تقول : «أخطيت» و «توضّيت» لا يهمزون.

وقال (وما تنقم منّآ) [الآية ١٢٦] وقال بعضهم (وما تنقم منّا) [الآية ١٢٦] وهما لغتان «نقم» «ينقم» و «نقم» «ينقم» وبها نقرأ ، أي بالأولى.

وقال (وقالوا مهما تأتنا به منءاية) [الآية ١٣٢] لأن (مهما) [الآية ١٣٢] من حروف المجازاة وجوابها (فما نحن) [الآية ١٣٢].

وقال (وما كانوا يعرشون) [الآية ١٣٧] و «يعرشون» لغتان وكذلك (نبطش) [الدّخان : الآية ١٦] و «نبطش» ، و «يحشر» و (يحشر) [فصّلت : الآية ١٩] ، و (يعكف) و (يعكف) ، و (ينفر) و (ينفر).

وقال (الطّوفان) [الآية ١٣٣] فواحدتها في القياس «الطوفانة». قال الشاعر : [الرمل]

٢١٢ ـ غير الجدّة من آياتها

خرق الرّيح وطوفان المطر (١)

__________________

(١) البيت لحسيل بن عرفطة في نوادر أبي زيد ص ٧٧ ، وبلا نسبة في لسان العرب (طوف) ، (حزق) ، وتهذيب اللغة ١٤ / ٣٣ ، ومجمل اللغة ٢ / ١٧٨ ، وتاج العروس (طوف) ، (حزق).

١٩٧

وهي من «طاف» «يطوف».

وقال (جعله دكّا) [الآية ١٤٣] لأنّه حين قال (جعله) كان كأنه قال «دكّه» ويقال (دكّآء) وإذا أراد ذا فقد أجري مجرى (وسئل القرية) [يوسف : الآية ٨٢] لأنه يقال : «ناقة دكّاء» إذا ذهب سنامها.

وقال (فلمّا تجلّى ربّه للجبل) [الآية ١٤٣] يقول «تجلّى أمره» نحو ما يقول الناس : «برز فلان لفلان» وإنّما برز جنده.

وأمّا قوله (ربّ أرنى أنظر إليك) [الآية ١٤٣] فإنما أراد علما لا يدرك مثله إلّا في الآخرة فأعلم الله موسى أن ذلك لا يكون في الدنيا. وقرأها بعضهم (دكّآء) جعله «فعلاء» وهذا لا يشبه أن يكون. وهو في كلام العرب : «ناقة دكّاء» أي : ليس لها سنام. والجبل مذكر إلا أن يكون «جعله مثل دكّاء» وحذف «مثل».

وقال (من حليّهم) [الآية ١٤٨] وقال بعضهم (جليّهم) و (حليهم عجلا جسدا لّه خوار) [الأعراف : الآية ١٤٨] وقال بعضهم (جوار) كلّ من لغات العرب.

وقال (ولمّا سقط فى أيديهم) [الآية ١٤٩] وقال بعضهم (سقط) [الآية ١٤٩] وكل جائز والعرب تقول : «سقط في يديه» و (أسقط في أيديهم).

وأمّا قوله (من حليّهم) [الآية ١٤٨] بضم الحاء فإنه «فعول» وهي جماعة «الحلي» ومن قال (حليّهم) [الآية ١٤٨] في اللغة الأخرى فلمكان الياء كما قالوا : «قسيّ» و «عصيّ».

وقال (ابن أمّ إنّ القوم) [الآية ١٥٠] وذلك ـ والله أعلم ـ أنه جعله اسما واحدا مثل قولهم «ابن عمّ أقبل» وهذا لا يقاس عليه. وقال بعضهم (يا ابن امي لا تأخذ) وهو القياس ولكن الكتاب ليست فيه ياء فلذلك كره هذا. وقال الشاعر : [الخفيف]

٢١٣ ـ يا ابن أمّي ولو شهدتك إذ تد

عو تميما وأنت غير مجاب (١)

وقال بعضهم (يا ابن ام) ، فجعله على لغة الذين يقولون هذا غلام قد جاء «أو جعله اسما واحدا آخره مكسور» مثل «خازباز».

__________________

(١) البيت لغلفاء بن الحارث في معجم الشعراء ص ٤٦٧ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٧٣ ، والمقتضب ٤ / ٢٥٠.

١٩٨

وقال (وكادوا يقتلوننى) [الآية ١٥٠] فثبتت فيه نونان واحدة للفعل والأخرى للاسم المضمر وإنما تثبت في الفعل لأنه رفع ، ورفع الفعل إذا كان للجميع والاثنين بثبات النون إلا أن نون الجميع مفتوحة ونون الاثنين مكسورة وقد قال (أتعداننى أن أخرج) [الأحقاف : الآية ١٧] وقد يجوز في هذا الإدغام والإخفاء.

وقال (اثنتى عشرة أسباطا) [الآية ١٦٠] أراد اثنتي عشرة فرقة ثم أخبر أن الفرق أسباط ولم يجعل العدد على الأسباط.

وقال (ولمّا سكت عن مّوسى الغضب) [الآية ١٥٤] وقال بعضهم (سكن) إلّا أنّها ليست على الكتاب فتقرأ (سكت) وكلّ من كلام العرب.

وقال (واختار موسى قومه سبعين رجلا) [الآية ١٥٥] أي : اختار من قومه ، فلمّا نزع «من» عمل الفعل. وقال الشاعر : [الطويل]

٢١٤ ـ منا الذي اختير الرجال سماحة

وجودا إذا هبّ الرّياح والزعازع (١)

وقال آخر : [البسيط]

٢١٥ ـ أمرتك الخير فافعل ما أمرت به

فقد تركتك ذا مال وذا نشب (٢)

وقال النابغة : [الكامل]

٢١٦ ـ نبّئت زرعة والسفاهة كاسمها

يهدي إليّ أوابد الأشعار (٣)

__________________

(١) البيت للفرزدق في ديوانه ١ / ٤١٨ ، والأشباه والنظائر ٢ / ٣٣١ ، وخزانة الأدب ٩ / ١١٣ ، ٥ / ١١٥ ، ١٢٣ ، ١٢٤ ، والدرر ٢ / ٢٩١ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٢٤ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٢ ، والكتاب ١ / ٣٩ ، ولسان العرب (خير) ، وبلا نسبة في شرح المفصل ٨ / ٥١ ، والمقتضب ٤ / ٣٣٠ ، وهمع الهوامع ١ / ١٦٢.

(٢) البيت لعمرو بن معدي كرب في ديوانه ص ٦٣ ، وخزانة الأدب ٩ / ١٢٤ ، والدرر ٥ / ١٨٦ ، وشرح شواهد المغني ص ٧٢٧ ، والكتاب ١ / ٣٧ ، ومغني اللبيب ص ٣١٥ ، ولخفاف بن ندبة في ديوانه ص ١٢٦ ، وللعباس بن مرداس في ديوانه ص ١٣١ ، ولأعشى طرود في المؤتلف والمختلف ص ١٧ ، وهو لأحد الأربعة السابقين أو لزرعة بن خفاف في خزانة الأدب ١ / ٣٣٩ ، ٣٤٢ ، ٣٤٣ ، ولخفاف بن ندبة أو للعباس بن مرداس في شرح أبيات سيبويه ١ / ٢٥٠ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٤ / ١٦ ، ٨ / ٢٥١ ، وشرح شذور الذهب ص ٤٧٧ ، وشرح المفصّل ٨ / ٥٠ ، وكتاب اللامات ص ١٣٩ ، والمحتسب ١ / ٥١ ، و ٢٧٢ ، والمقتضب ٢ / ٣٦ ، ٨٦ ، ٣٢١.

(٣) البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٥٤ ، وتخليص الشواهد ص ٤٦٧ ، وخزانة الأدب ٦ / ٣١٥ ، ٣٣٣ ، ٣٣٤ ، وشرح التصريح ١ / ٢٦٥ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٣٩ ، وأساس البلاغة (أبد) ، وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص ٢٣٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٥٢.

١٩٩

وقال (لّلّذين هم لربّهم يرهبون) [الآية ١٥٤] كما قال (إن كنتم للرّءيا تعبرون) [يوسف : الآية ٤٣] أوصل الفعل باللام. وقال بعضهم (من أجل ربهم يرهبون).

وقال (ورحمتى وسعت كلّ شىء) [الآية ١٥٦] أي : وسعت كل من يدخل فيها لا تعجز عن من دخل فيها ، أو يكون يعني الرحمة التي قسمها بين الخلائق يعطف بها بعضهم على بعض حتى عطف البهيمة على ولدها.

وقال (فخلف من بعدهم خلف) [الآية ١٦٩] إذا قلت «خلف سوء» و «خلف صدق» فهما سواء. و «الخلف» إنما يريد به الذي بعد ما مضى خلفا كان منه أو لم يكن خلفا إنّما يكون يعني به القرن الذي يكون بعد القرن و «الخلف» الذي هو بدل مما كان قبله قد قام مقامه وأغنى غناه. تقول : «أصبت منك خلفا».

وقال (يأخذون عرض هذا الأدنى) [الآية ١٦٩] فأضاف «العرض» إلى «هذا» وفسر «هذا» ب «الأدنى» وكل شيء فهو عرض سوى الدراهم والدنانير فإنها عين.

وما كان غير ذلك فهو عرض. وأما «العرض» فهو كل شيء عرض لك تقول : «قد عرض له بعدي عرض» أي : «أصابته بليّة وشرّ» وتقول : «هذا عرضة للشرّ» و «عرضة للخير» كلّ هذا تقوله العرب. وقال (ولا تجعلوا الله عرضة لّأيمنكم) [البقرة : الآية ٢٢٤] وتقول : «أعرض لك الخير» و «عرض لك الخير» وقال الشاعر : [الكامل]

٢١٧ ـ لا أعرفنّك معرضا لرماحنا

في جفّ تغلب وارد الأمرار (١)

و «العارض» من السحاب : ما استقبلك وهو قول الله عزوجل (فلمّا رأوه عارضا) [الأحقاف : الآية ٢٤] وأما «الحبيّ» : فما كان من كل ناحية وتقول : «خذوه من عرض الناس» أي : مما وليك منهم ، وكذلك «اضرب به عرض الحائط» أي : ما وليك منه. وأما «العرض» و «الطول» فإنه ساكن. وأما قوله : [الطويل]

٢١٨ ـ [لهنّ عليهم عادة قد عرفنها]

إذا عرضوا الخطّيّ فوق الكواثب (٢)

__________________

(١) البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ١٦٨ ، ولسان العرب (مرر) ، (جفف) ، والتنبيه والإيضاح ٢ / ٢٠٣ ، وتهذيب اللغة ١٠ / ٥٠٦ ، وجمهرة اللغة ص ٩٠ ، ومقاييس اللغة ١ / ٤١٦ ، ومجمل اللغة ١ / ٣٩٤ ، وديوان الأدب ٣ / ٢١ ، وتاج العروس (مرر).

(٢) البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٤٣ ، ولسان العرب (كثب) ، (عرض) ، ومقاييس اللغة ٤ / ٢٧٠ ، ٥ / ١٦٣ ، وتاج العروس (كثب) ، (عرض) ، وأساس البلاغة (كثب) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٢٦١.

٢٠٠