تراثنا ـ العددان [ 115 و 116 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 115 و 116 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٤٧٨

٩٦٦ هـ) وله ثلاثة كتب في الدراية ، وهي :

أ ـ البداية في علم الدراية : أوّله (نحمدك اللهمّ على البداية...).

ب ـ شرح بداية الدراية : وهو شرحٌ كتبه المصنّف يشرح فيه كتابه الأوّل (البداية في علم الدراية) شرحاً مزجيّاً انتهى منه سنة (٩٥٩ هـ) ، أوّل الشرح (نحمدك اللهمّ على حسن توفيق البداية في علم الدراية...) ، طبع المتن والشرح مجتمعاً بطهران سنة (١٣١٠ هـ) وعليه حواش للشيخ عبد الواحد العاملي كما ذكرها صاحب الرياض.

ج ـ غنية القاصدين في معرفة اصطلاحات المحدّثين : صرّح به في آخر شرح درايته الموسومة (بداية الدراية) ، وقال : «من أراد الاستقصاء فيها مع ذكر الأمثلة الموضّحة للمطالب فعليه بكتابنا (غنية القاصدين في معرفة اصطلاحات المحدّثين) فإنّه قد بلغ في ذلك الغاية»(١).

٣ ـ وصول الأخيار إلى أصول الأخبار ، للعاملي ، للشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي (ت ٩٨٤ هـ).

٤ ـ منهاج الهداية إلى علم الدراية ، للسيّد حسين الحسيني الجعفري (ت ٩٨٧هـ).

القرن الحادي عشر الهجري :

استمرّت شرارة البحث الحديثي في هذا القرن أيضاً ، وصدرت كتب

__________________

(١) الذريعة ١٦ / ٦٨.

١٨١

مهمّة أيضاً تبحث ذلك العلم ، ومنها :

١ ـ التحرير الطاووسي ، ومنتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان ، لصاحب المعالم حسن بن زين الدين العاملي (ت ١٠١٠ هـ).

٢ ـ الوجيزة في علم الدراية ، لبهاء الدين العاملي المعروف بالشيخ البهائي (ت ١٠٣٠ هـ) ، وأصبح الكتاب محوراً لدراسة علم الدراية في الحوزة لفترة طويلة. وكتب الشيخ البهائي مقدّمة في الدراية في كتابه الفقهي (مشرق الشمسين).

٣ ـ الرواشح السماوية ، للمحقّق محمّد باقر الحسيني الأسترآبادي المعروف بـ : (ميرداماد) (ت ١٠٤١ هـ) ، ويحتوي الكتاب على مسائل علم الدراية ومصطلحاته.

والكتاب يبحث دراية الحديث وينتقد آراء من سبقه من الفقهاء ، ويطرح رأيه بقوّة. يبدأ بشرح خطبة الشيخ الكليني (ت ٣٢٩هـ) على كتاب (الكافي) ، ثمّ يعقد المصنّف تسعاً وثلاثين راشحة أغلبها في مسائل علم الدراية ، وبعضها في أحوال بعض الرواة ، والبعض الآخر في الأبحاث اللغوية ، وأصول الفقه.

ومن رواشح المصنّف : تعريف الحديث الصحيح ، وفي صحّة أحاديث إبراهيم بن هاشم ، وصحّة أحاديث عبد العظيم الحسني... ، وفي الجرح والتعديل ، ومراسيل ابن أبي عمير ، والأصول الأربعمائة ، وفي تعارض الجرح والتعديل ، وغيرها من مواضيع علم الدراية.

١٨٢

نماذج من الكتاب : قال في الراشحة الثانية [في تعريف الحديث الصحيح] : «لعلماء الجمهور ـ كابن الصلاح ، والنواوي ، وابن جماعة ، والطيّبي وغيرهم ـ اعتبروا في حدّ الصحيح سلامته عن الشذوذ والعلّة ، وكونه مرويٌّ من يكون مع العدالة ضابطاً.

وأصحابنا ـ رضوان الله عليهم ـ أسقطوا ذلك عن درجة الاعتبار ، وهو الحقّ...»(١).

وقال في الراشحة الرابعة [في صحّة أحاديث إبراهيم بن هاشم] : «الأشهر الذي عليه الأكثر عدّ الحديث من جهة إبراهيم بن هاشم أبي إسحاق القمّي في الطريق حسناً ، ولكن في أعلى درجات الحسن ، التالية لدرجة الصحّة ، لعدم التنصيص عليه بالتوثيق.

والصحيح الصريح عندي أنّ الطريق من جهته صحيح ، فأمره أجلّ ، وحاله أعظم من أن يتعدّل ويتوثّق بمعدِّل وموثِّق غيره ، بل غيره يتعدّل ويتوثّق بتعديله وتوثيقه إيّاه...»(٢).

وفي الراشحة التاسعة [في توثيق السكوني] قال : «لقد ملأ الأفواه والأسماع ، وبلغ الأرباع والأصقاع أنّ السكوني ـ بفتح السين نسبة إلى حيٍّ من اليمن ، الشعيري الكوفي ، وهو إسماعيل بن أبي زياد ، واسم أبي زياد : مسلم ـ ضعيف ، والحديث من جهته مطروح غير

__________________

(١) الرواشح السماوية : ٧٥ الراشحة الثانية.

(٢) الرواشح السماوية : ٨٢ الراشحة الرابعة.

١٨٣

مقبول ؛ لأنّه كان عاميّاً حتّى صار من المثل السائر في المحاورات : الرواية سكونية.

وذلك غلط من مشهورات الأغاليط ، والصحيح أنّ الرجل ثقة ، والرواية من جهته موثّقة ، وشيخ الطائفة في كتاب العدّة في الأصول قد عدّ جماعة قد انعقد الإجماع على ثقتهم ، وقبول روايتهم ، وتصديقهم وتوثيقهم ، منهم : السكوني الشعيري وإن كان عاميّاً ، وعمّار الساباطي وإن كان فطحيّاً»(١).

٤ ـ جامع المقال فيما يتعلّق بأحوال الحديث والرجال ، للشيخ فخر الدين الطريحي (ت ١٠٨٥ هـ). ذكر المصنّف مصطلحات علم الحديث وما يجب على الطلبة معرفته في هذا العلم ، يضمّ مقدّمة وإثني عشر باباً وخاتمة. انتهى من تصنيفه عام (١٠٥٣هـ).

القرن الثاني عشر الهجري :

١ ـ شرح الوجيزة في الدراية. الأصل للشيخ البهائي ، والشارح عبد النبي بن الشيخ المفيد الشيرازي (من علماء القرن الثاني عشر) ، أوّله (الحمد لله الذي أرشدنا إلى فهم الرواية بالدراية ، وأنقذنا من ظلم الغواية من البداية إلى النهاية...). ذكر في آخره أنّه خلاصة ما يتوقّف عليه الاجتهاد ، والزيادة عليه تضييع للعمر. تاريخ كتابة النسخة في سنة

__________________

(١) الرواشح السماوية : ٩٧ الراشحة التاسعة.

١٨٤

(١١٨٧ هـ) (١).

٢ ـ صفائح الإبريز في شرح الوجيز ، أيّ : الوجيزة البهائية في علم الدراية ، للسيّد أمجد حسين بن منوّر علي السونري (من المرجّح أنّ المصنّف عاش في القرن الثاني عشر). طبع بلكهنو. ذكرها مصنّف الذريعة ج ١٥ ص ٤٣.

٣ ـ سنن الهداية في علم الدراية ، للشيخ محمّد علي التبنيني (من المرجّح أنّ المصنّف عاش في القرن الثاني عشر). مرتّب على مقدّمة وفصول وخاتمة. أوّله (الحمد لله الذي صحّح عقائدنا بتصحيح الدراية...). قال الشيخ آقا بزرك (ت ١٣٨٩هـ) : «رأيتُ بخطّ بعض العلماء أنّ للشيخ محمّد الشهير بالتبنيني كتاب الدراية وشرحه الموسوم : ملخّص أسرار اليقين في شرح دراية المتّقين»(٢).

٤ ـ الكفاية في علم الدراية ، للشيخ عبد الله السماهيجي البحراني (ت ١١٣٥هـ).

٥ ـ مقدّمة جوامع الكلم ، للسيّد محمّد بن شرف الحسيني الجزائري (ت ١١٠٩هـ) أستاذ العلاّمة المجلسي (ت ١١١١هـ) صاحب بحار الأنوار. يضمّ الكتاب مقدّمة في علم الدراية وكلّيات علم الحديث.

٦ ـ فائق المقال في علم الحديث والرجال ، لمهذّب الدين أحمد بن

__________________

(١) الذريعة ١٤ / ١٦٨.

(٢) الذريعة ١٢ / ٢٣٩.

١٨٥

عبد الرضا البصري الخراساني (من أعلام القرن الثاني عشر الهجري) من تلاميذ صاحب (وسائل الشيعة). ويضمّ الكتاب بين دفّتيه مواضيع علم الدراية.

القرن الثالث عشر الهجري :

١ ـ الإيجاز في قواعد الدراية والرجال ، لمحمّد جعفر بن سيف الدين الأسترآبادي (ت ١٢٦٣ هـ). وهو رسالة موجزة في علم الدراية والرجال تقرب من ثلاثمائة بيت.

٢ ـ سبل الهداية في علم الدراية ، لعليّ بن الميرزا خليل الطبيب الطهراني (ت ١٢٩٦ هـ).

٣ ـ طريق الهداية في علم الدراية ، لمحمّد مولانا الموسوي السرابي التبريزي (القرن الثالث عشر الهجري).

٤ ـ المنتقى النفيس من درر القواميس ، للفاضل الدربندي (ت ١٢٨٦هـ) (١) ، يحتوي على تحقيقات في علم الرجال وعلم الدراية ، يقول المصنّف في (الورقة ٢) : «إنّي لمّا فرغتُ من تصنيف هذا الكتاب في فنّ الرجال ، ألحقتُ به بعد مدّة فنّ الدراية ، لأنّي رأيت أنّ تركه وطيّ الكشح

__________________

(١) مجلة (تراثنا) العدد ٢٤ ص ١٥٥ ـ ٢٣٧ تحقيق السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي.

١٨٦

عنه يفضي إلى عدم تمامية علم الإسناد وعلم أصول الحديث»(١).

ويقول في (الإجماع) (الورقة ٢٨) : «العبارة المنقولة في قضية الإجماع :

١ ـ في شأن جماعة كجميل ، هكذا : (أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عن هؤلاء وتعويلهم لما يقولون به ، وأقرّوا لهم).

٢ ـ في شأن بريد بن معاوية ، هكذا : (أجمعت العصابة على تعديلهم وانقادوا لهم بالفقه).

[المقصود منه] : إنّ المقصود من العبائر المختلفة شيء واحد ، والمقصود من كلّها شيء واحد ، والقرائن الدالّة على ذلك غير عزيزة.

فمنها : أنّه لولا أنّ الأمر كذلك لزم إحداث قول ثالث في المسألة.

[رأي المجلسي] : وقد صرّح المجلسي المتقدّم بأنّ المراد منها : أنّ هؤلاء ـ أي أهل الإجماع ـ عدول وثقات قبل قولهم من حيث إنّه تولّهم الإجماع.

فهذا كما ترى ممّا لا تأثير له أصلاً فيما وقع بعد واحد أو متعدّد منهم ، فليس حال الأسانيد ألف وقع فيها واحد أو متعدّد منهم إلاّ كحال سائر الأسانيد.

وهذا الرأي يتراءى ـ أيضاً ـ من طريقة جمع كثير في الكتب الفقهية الاستدلالية ، كما لا يخفى على من تتبّع كتب المحقّق ، والعلاّمة ،

__________________

(١) مجلة (تراثنا) العدد ٢٤ ص ١٦٤.

١٨٧

والشهيدين ، وصاحبي المعالم والمدارك.

[رأي المؤلّف] : والمتبادر من العبارة هو ما فهمه متأخّرو المتأخّرين من أنّ أسباب الضعف من الإرسال ، والإضمار والتعليق ، والوقف ، ووجود من هو ضعيف بأيّ نحو كان ضعفه ، ممّا لا يؤثر بعد واحد أو متعدّد من أصحاب الإجماع ، بل إرادة هذا المعنى مما انعقد عليه إجماع متأخّري المتأخّرين ، وهذا المسلك هو الأنسب الأولى»(١).

٥ ـ مقدّمة كتاب (جامع المعارف والأحكام في مسائل الحلال والحرام) ، للسيّد عبد الله بن محمّد رضا شبّر الحسيني الكاظمي (ت ١٢٤٢هـ). كتب المصنّف في المقدّمة مقاصد علم الدراية في عدّة مقامات.

٦ ـ سبل الهداية في علم الدراية ، لعليّ بن خليل الرازي الطهراني (ت ١٢٩٦هـ). وهي رسالة في علم الدراية تضمّ مقدّمة وأبواب ثلاثة :

الأوّل : تقسيم الحديث ، الثاني : فيمن يقبل حديثه ، الثالث : طرق تحمل الحديث ، وخاتمة تتضمّن فوائد رجالية.

٧ ـ مقدّمة (منهج المقال) ، للوحيد البهبهاني ، محمّد باقر بن محمّد أكمل (ت ١٢٠٦هـ). حيث كتب في المقدّمة خمسة فوائد رجالية ، هي : أوّلاً : في بيان الحاجة إلى علم الرجال ، ثانياً : بيان طائفة من الاصطلاحات المتداولة في الفنّ وفائدتها (كالممدوح ، والثقة ، والصحيح ، والضعيف ،

__________________

(١) مجلة (تراثنا) العدد ٢٤ ص ١٧٨.

١٨٨

والمضطرب الحديث ونحوها) ، ثالثاً : في سائر أمارات الوثاقة والقوّة ، رابعاً : بعض مصطلحات صاحب الفوائد ، خامساً : في طريق ملاحظة الرجال.

٨ ـ الفوائد الغروية (عمدة المقال في علمي الدراية والرجال) ، لأبي طالب بن أبي تراب الحسيني القائني (ت ١٢٩٣هـ) ، في قسمين : الأوّل : علم الرجال ، الثاني : علم الدراية.

القرن الرابع عشر الهجري :

١ ـ دراية الحديث ، للميرزا محمّد التنكابني (ت ١٣٠٢ هـ).

٢ ـ شرح الوجيزة البهائية في علم الدراية ، للميرزا محمّد بن سليمان التنكابني (ت ١٣٠٣ هـ). وربّما هو نفس مصنّف دراية الحديث ، وكون الاختلاف في تاريخ وفاته تصحيف.

٣ ـ توضيح المقال في علم الدراية والرجال ، للمولى علي الكني (ت ١٣٠٦ هـ). والمصنّف من تلامذة الشيخ النجفي صاحب جواهر الكلام (ت ١٢٦٦ هـ) ، مطبوع مع (رجال الشيخ أبي علي) ، وأضيفت على طبعة (١٣٠٢ هـ) استدراكات الشيخ النوري.

يتناول فيه المصنّف تعريف علم الرجال ، وموضوعه ، وفائدته ، ثمّ يتناول معرفة ذوات رجال السند ، ثمّ يحقّق في عدد من الرجال ، مثل : محمّد بن إسماعيل ، وأبي بصير ، وعمر بن يزيد.

١٨٩

وفيما يتعلّق بالدراية ، يعرض صفات رجال السند في الجرح والتعديل وأحوالهم ، ثمّ يعرض أقسام الحديث ، وأنحاء تحمّله.

يقول في معرض ألفاظ المدح المطلق : «(ومنها : قولهم (ثقة) فقد حُكي عن جماعة من المحقّقين أنّه إذا قال النجاشي : ثقةٌ ، ولم يتعرّض لفساد المذهب ، فظاهره أنّه عدل إماميٌّ ، لأنّ ديدنه التعرّض للفساد ، فعدمه ظاهرٌ في عدم ظفره ، وهو ظاهر في عدمه ، لبُعد وجوده مع عدم ظفره ، لشدّة بذل جهده وزيادة معرفته) (١).

وفي الفوائد(٢) المشار إليها ـ بعد حكاية ما ذُكر ـ : (لا يخفى أنّ الرويّة المتعارفة المسلّمة أنّه إذا قال : عدل ـ النجاشي كان أو غيره ـ : ثقة ، الحكم بمجرّده بكونه عدلاً إماميّاً ـ كما هو ظاهر ـ إمّا لما ذُكر أو لأنّ الظاهر التشيّع ، والظاهر من الشيعة حسن العقيدة ، أو لأنّهم وجدوا أنّهم اصطلحوا ذلك في الإمامية وإن أطلقوا على غيرهم مع القرينة ، فإنّ معنى (ثقةٌ) عادل ثبْتٌ ، فكما أنّ (عادل) ظاهر فيهم فكذا ثقة ، أو لأنّ المطلق ينصرف إلى الكامل أو لغير ذلك) (٣). انتهى.

قلتُ : المستفاد من [آخر] كلامه استفادة الضبط الذي يرادف الثبت وضعاً أو استعمالاً أو إرادةً أو يقرب منه من اللفظ المزبور ، وهو الظاهر من

__________________

(١) منتهى المقال ١ / ٤٣.

(٢) أي فوائد الوحيد البهبهاني.

(٣) فوائد الوحيد البهبهاني : ١٨.

١٩٠

الفصول(١) ، بل من جملة ممّن عاصرناهم من المشايخ.

ويؤيّده جريان ما استندوا إليه في استفادة الإمامية في استفادة الضبط وزيادة عرفتها في اللفظة السابقة ، ولذا تراهم يصحّحون السند إذا كان رجاله ممّن قيل في حقّه : ثقة ، بل الغالب في الرجال إطلاق هذه اللفظة دون (عدل) أو (عادل)»(٢).

٤ ـ دراية الحديث ، لمحمود بن الميرزا عليّ أصغر شيخ الإسلام الطباطبائي التبريزي (ت ١٣١٠ هـ).

٥ ـ ثلاثة كتب كتبها تاج العلماء علي محمّد بن دلدار علي النقوي (ت ١٣١٢ هـ) في الدراية ، وهي :

أ ـ سلسلة الذهب في شرح الوجيزة في الدراية. وهذا هو شرحه الكبير للوجيزة.

ب ـ شرح الوجيزة البهائية. وهو شرح متوسّط للوجيزة.

ج ـ الجوهرة العزيزة في شرح وسيط الوجيزة. وهو شرح صغير للوجيزة.

٦ ـ دراية الحديث ، لمحمّد حسين بن المير محمّد علي المرعشي (ت ١٣١٥ هـ) (٣).

__________________

(١) الفصول الغروية : ٣٠٢.

(٢) توضيح المقال في علم الرجال : ١٨٤ ـ ١٨٥.

(٣) الذريعة ٨ / ٥٥.

١٩١

٧ ـ تميمة الحديث في علم الدراية ، لأبي الفضل بن ميرزا أبي القاسم الطهراني (ت ١٣١٦ هـ).

٨ ـ دراية الحديث ، لمحمّد تقي بن محمّد باقر الأصفهاني (ت ١٣٣٢ هـ). مطبوعة في آخر كتابه (جامع الأنوار) بعنوان رسالة في الدراية.

٩ ـ الدرّة العزيزة في شرح الوجيزة ، لعلي بن المير محمّد حسين ابن محمّد الشهرستاني (ت ١٣٤٤ هـ). الأصل هو الوجيزة في الدراية للشيخ البهائي.

١٠ ـ الدرّة الفاخرة (منظومة في علم دراية الحديث) ، نظم الملاّ حبيب الله الشريف الكاشاني (ت ١٣٤٠هـ). وهي منظومة شعرية(٨) مجموع أبياتها (٢٤١) بيتاً ، منها :

في أصول الحديث :

وهو صحيحٌ وموثقٌ حَسَنْ

وما سواها فضعيفٌ قد وهَنْ

وفي القوىِّ عندهُم قولانِ

فعدَّهُ بعضٌ من الحسانِ

وهذه الأصولُ للأخبارِ

إذ حكمها في الباقياتِ جارِ

١١ ـ مقباس الهداية في علم الدراية ، للشيخ عبد الله المامقاني (ت ١٣٥١ هـ) ، وله أيضاً تنقيح المقال في علم الرجال.

__________________

(١) مجلّة (علوم الحديث) ، الدرّة الفاخرة للشريف الكاشاني ، العدد الأوّل محرّم ١٤١٨ ص ٣٣٥.

١٩٢

١٢ ـ نهاية الدراية في شرح الوجيزة ، الشارح السيّد حسن صدر الدين (ت ١٣٥٤ هـ) ، والأصل هو الوجيزة للشيخ البهائي. فرغ منه سنة (١٣١٤هـ).

١٣ ـ دراية الحديث ، للسيّد مهدي بن السيّد إسماعيل الموسوي الهروي (ت ١٣٦٦ هـ).

١٤ ـ رسالة مختصرة في الدراية ، للميرزا أبو الحسن الشعراني (ت ١٣٩٣هـ) ، ذكر فيها تعاريف : الأثر ، والسنّة ، وعلّة وجود الأخبار الكاذبة ، وسبب وضع الأحاديث ، وأقسام الخبر ، والتواتر ، وعلائم الكذب في الأخبار ، وأقسام الحديث ، والحديث الضعيف ، وألفاظ المدح والذمّ ، وطرق تحمّل الحديث ، وعبارة (أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه) (٩).

خاتمة الفصل :

وهكذا مرّت القرون الطويلة ، وهي حافلة بالعطاء في تطوير علم تحمّل الحديث وأدائه ، وتطوّرت أساليب البحث والمصطلحات ، إلاّ أنّ فكرة علم الدراية بقيت ثابتة ، وجوهرها التدقيق والتثبّت في سند الحديث ومتنه.

__________________

(١) مجلّة نور علم ، العدد ٥٠ ـ ٥١ ، ص ١٥٠ ـ ١٧٥.

١٩٣

فمن الصحيفة الجامعة وجفر الإمام عليّ عليه‌السلام ومصنّفات أبي ذر وسلمان إلى الأصول الأربعمائة وكتب الرجال في القرنين الثالث والرابع والموسوعات الحديثية الكبرى التمس الفقهاء طرقاً في تدقيق الأحاديث سنداً ومتناً. وبدأت أُسس الدراية تتبلور على أيدي فقهاء كبار مثل : ابن طاووس (ت ٦٧٣هـ) ، والشهيد الثاني (ت ٩٦٦هـ) ، والشيخ البهائي (ت ١٠٣٠هـ) ، والمحقّق الداماد (ت ١٠٤١هـ) ، والشيخ الطريحي (ت ١٠٨٥هـ) ، والشيخ المامقاني (ت ١٣٥١هـ) ، والسيّد حسن الصدر العاملي (ت ١٣٥٤هـ) ، فوضعوا كتباً ومصنّفات رئيسية في علم دراية الحديث.

وللبحث صلة...

١٩٤

 العلماء والأسر العلمية في قرية العكر

جوانب مضيئة من التاريخ

الثقافي للقرى البحرانية

يوسف مدن

بسم الله الرحمن الرحیم

مقدّمة البحث :

منذ صغرنا ونحن نسمع بعض الناس يتحدّثون بكلام غير موضوعيٍّ عن قرية العكر كمنطقة فقيرة في تاريخها الثقافي ، وقد بقي البعض من بني جلدتنا لزمن ليس بقصير يكرّر هذا الكلام بلغة استعلائية حتّى أصبحت لديهم من المسلّمات التاريخية التي لا تقبل الشكّ ، ولم يسلم من هذا الاعتقاد التعسّفي إلاَّ قليل من الناس كانوا يعتقدون بمنطق التاريخ وقواعد العلم الصحيح بأنّ قرية العكر كسائر القرى البحرانية العامرة والبائدة قد أسهمت ـ بقدر معيَّن من قدراتها الذاتية ـ في حركة النهضة الثقافية والروحية في البحرين خلال قرونها الهجرية الأربعة المنصرمة ـ من القرن الحادي عشر حتّى القرن الرابع عشر ـ.

١٩٥

فهذا الاعتقاد سرى ـ ببالغ الأسف ـ في العقل الشعبي الجمعي وهيمن عليه حتّى زمن قريب من عصرنا ، وما تزال بصماته محفورة في الذاكرة الاجتماعية لدى البعض من الناس ، ولكن نذكِّر هؤلاء بأنّه يكفي هذه القرية فخراً أنّها انجبت شخصية كالشيخ أحمد بن الحاج محمّد بن أحمد سرحان ، وكذلك أنجبت من العلماء وذوي المعرفة من تقدّم عليه زمناً من أبنائها الذين شاركوا في التنمية الثقافية والروحية للمجتمعات المحلّية التي سكنوا فيها.

وظلّ الجدل قائماً يراوح مكانه بأنّ قرية العكر حتّى مع إنجاب هذا العالم الجليل وغيره من العلماء ما تزال فقيرة في تاريخها الثقافي والمعرفي وهذا حكم ظالم بكلِّ مقاييسه ، فالمجتمعات الإنسانية في أيِّ عصر أو مكان لا تسير دائماً في حركتها على وتيرة واحدة ، بل تتأرجح بين مؤشّرات التقدّم وعوامل التراجع غير الطبيعية بحسب ظروف وعوامل ذاتية أو خارجية تؤثّر في المسيرة الثقافية والاجتماعية والروحية للمجتمعات البشرية حضرية كانت أو قروية.

ومع ذلك فمن حقّ هذه القرية وتاريخها الثقافي أن تستردّ بعض جوانبه المضيئة حتّى وإنْ دفنته زوايا النسيان لفترة مؤقّتة طالت أو قصرت في عمود الزمان ، وغيَّبته عن الوعي الإنساني منغّصات خارجة عن إرادتها أو بسبب ظروف ذاتية خاصّة بالمجتمع القروي للعكر ، فالإضاءة الثقافية بطبيعتها الذهنية والتاريخية لا يمكن طمسها للأبد ، وسوف تظلّ مختزنة في تراثها التاريخي حتّى تتهيّأ القرية للعودة إلى ذاتها.

وممّا لا شكّ فيه أنّه من حقِّ كلِّ الناس بلا استثناء الاعتقاد بشيء معيَّن

١٩٦

وفق وقائع محدّدة يعرفونها عن قضية ما ، ولكن من حقِّ غيرهم كذلك الدعوة إلى استبدال القناعات وتغييرها متى توافرت لديهم وقائع جديدة قائمة على البراهين والأدلّة التي تنسف الاعتقادات الباطلة وتكشف عن الحقائق المغيّبة بأسانيد ثبوتية موثّقة ، وهذا ما حدث لي بالطبع مع جوانب مضيئة من التراث الثقافي لقرية العكر ، فقد أسبغ الله علينا بقراءة بعض كتب التراجم ومخطوطات الناسخين من أهالي النويدرات والعكر فوجدت في طيَّاتها تاريخاً مختلفاً عمّا هو سائد في اعتقادات بعض الناس ، فبدأت في الجمع والرصد والتحليل حتّى استطعت بحمده سبحانه وتعالى إعداد مسودّة هذا البحث وأملي أن يعيد هذا الجهد الحق لأهله ، وأن يرسم بسمة الثقة والأمل على شفاههم.

والعكر وبربورة هما قريتان تاريخيتان متجاورتان ومتداخلتان في حدودهما منذ زمن بعيد ولا نعرف بداياته الأولى ، فهما كما تدلّ على ذلك الخرائط الجغرافية والتاريخية البريطانية تقعان بالقرب من الساحل الشرقي لجزيرة البحرين الأمّ ، وهو شريط تستقرّ عليه مجموعة قرى بحرانية ومنها الكورة والجبيلات ، وجد علي ، وجرداب ، وسند ، وناصفة ، وبربورة ، والنويدرات ، والمعامير ، والعكر ، ثمّ قرى وشبافة ، وسلبا ، وأبي جرجور ، وعسكر وأبي جرجور حتّى قرية (جو) في الجنوب الشرقي للجزيرة الأم ، وفي هذا الصدد يقول مؤرّخنا وأديبنا الكبير الشيخ محمّد علي التاجر البحراني عن الموقع الجغرافي لقرية العكر مدار بحثنا أنّها إحدى قرى الساحل الشرقي المذكور والمواجه مباشرة لجزيرة سترة من جهتها الغربية :

١٩٧

«وقريبة منه وهي ذات نخيل باسقة ومياه غزيرة ، وبها مزارع البطّيخ الأصفر الجيّد ، ويزرع فيها الحنطة ، وأهلها فلاّحون ، وغربيّها قرية بربورة ، وهي ذات بساتين من النخيل الباسقة وعيون الماء الدافقة ، وشرقيّها آثار قديمة وأهلها فلاّحون»(١).

قرية العكر في المصادر الجغرافية والتاريخية :

لقد أشار عدد من الجغرافيّين والمؤرّخين الأجانب والبحرانيّين إلى القرية المذكورة في مصادرهم ، فالمؤرّخ والجغرافي البريطاني لوريمر يذكر القرية في سفره دليل الخليج وعمان ووسط الجزيرة (٢) الصادر في ٢٤ ديسمبر سنة ١٩٠٨م ، ويشير للبلدة التاريخية أثناء زيارته لها في عام (١٩٠٤م) ، وجاء ترتيبها في كتابه المذكور تحت عنوان فرعي باسم (المدن والقرى) وفي الرقم السادس من ترتيب القرى المذكورة ، ولكن المترجمين للكتاب كتبوا اسمها بحرف (القاف) بدلاً من الحرف الأصلي (الكاف) لتكون التسمية الصحيحة (العكر) لا (العقر) ، فقال لوريمر : «العكر على الساحل الشرقي المواجه لوسط جزيرة سترة ، ٣٠ كوخاً من العشب للبحارنة ، والسكّان مزارعون وصيادو أسماك ، وصيادو لؤلؤ وباعة فاكهة ، وتوجد (أي العكر) على أرض منخفضة ، ويوجد بها ثمانية حمير ، وخمسة رؤوس من الماشية ، وستّة قوارب لصيد

__________________

(١) عقد اللآل في تاريخ أوال : ٣٢ ـ ٣٣.

(٢) دليل الخليج ، القسم الجغرافي ١/٢٧١.

١٩٨

اللؤلؤ ، منها ثلاثة شوعي أو سمبوكات»(١).

أمّا المؤرّخ البريطاني الآخر (روبرت جيرمان) فأصدر كتاباً عنوانه الخرائط التاريخية للبحرين ما بين (١٨١٧ ـ ١٩٧٠م) فأشار في طبعته الأولى الصادرة سنة (١٩٩٦م) إلى مجموعة خرائط للقرى البحرانية ومنها قرى الساحل الشرقي المواجه لجزيرة سترة مثل العكر ، سند ، جرداب ، توبلي وقراها ، النويدرات ، المعامير ، بربورة ، فارسية ، عسكر ، جو ، وقد أوضحت إحدى الخرائط التاريخية التي تعود لسنة (١٩٣٢م) إلى هذه القرى وقرى أخرى ، وكانت قرية العكر بارزة على الخريطة واضحة في جسم الخريطة ، وتقع على رأس جسر بحريٍّ مواجه لجزيرة سترة بمسافة لا تتجاوز مائتي متر في مناطق من الممرّ الفاصل بينهما وأكثر في مناطق أخرى من الممرّ ذاته ، وقد وضعنا هذه الخريطة في موضع لاحق من البحث كوثيقة جغرافية ـ تاريخية ، وباستثناء بلدتي بربورة وفارسي فإنّ مجموعة القرى الأخرى المذكورة في الجزء الشرقي من الجزيرة الأمّ ما تزال قائمة وعامرة حتّى اليوم.

وذكر قرية العكر كذلك محمّد بن خليفة النبهاني الطائي في تحفته حينما تحدّث عن جزيرة سترة وقراها(٢) ، وعندما تحدّث أيضاً عن واقعة المقطع بين سترة والعكر(٣) ، وأيضاً أشار للقرية أكثر من مرّة الشيخ محمّد

__________________

(١) المصدر السابق ١/٢٧١.

(٢) التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية : ٥٠.

(٣) المصدر السابق : ١٠٠.

١٩٩

علي التاجر وذلك عندما ترجم للقرى البحرانية فمرَّ على ذكر العكر باسمها مباشرة ، ثمّ ذكرها في مواضع أخرى كترجمة علماء من قرية العكر كالشيخ أحمد بن مانع وابنه الشيخ عبد النبي وولديه سلمان وحسن (١).

وتحت عنوان (بلدان البحرين على حروف المعجم) أشار الشيخ إبراهيم المبارك الهجيري التوبلاني لقرى بحرانية عامرة ومندثرة على حدٍّ سواء ، وأشار لقرية العكر بقوله : «العكر بضمِّ العين وسكون الكاف ، بينها وبين سترة خليج ثمّ وصل بينهما بجسر من أعمال الشركة» (٢) ، ويقصد شركة بابكو النفطية التي دفنت جزءً من المقطع البحري الفاصل بين سترة والعكر تيسيراً لعبور شاحنات النفط إلى خزاناته في جزيرة سترة المواجهة لقرية العكر من أطرافها الشرقية ، أمّا المرحوم الملاّ محسن بن الملاّ سلمان آل سليم البحراني فنظم قبل أربعين عاماً قصيدة مكوّنة من (١٩) بيتاً من الشعر ، فذكر فيها (١٠٥) بلدة وقرية ومدينة بحرانية (٣) ، ونشرها في ديوان شعر خاص به.

واقعة تاريخية في المقطع بين سترة والعكر :

وقد ارتبطت الأولى ـ أي قرية العكر ـ في فترة من تاريخها الحديث بأحداث عسكرية دامية عرفت في المصادر التاريخية الحديثة بـ (وقعة المِقْطَع

__________________

(١) منتظم الدرّين ١/١٤ ، ٤٠٥ و ٣/١٩٠.

(٢) حاضر البحرين : ٣٢ ـ ٥٣.

(٣) ديوانه (شعلات الأحزان) : ٣١٥ ـ ٣١٦.

٢٠٠