تراثنا ـ العددان [ 113 و 114 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 113 و 114 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٤٧٨

الكريم ابن طاوس ـ هذا الرجل الخبير بالتراث والآثار والحديث ـ من قوله : في مزاره هو غير كتاب الإقبال ؛ لأنّ الإقبال موضوع لأعمال الشهور والأيّام من الصلوات والأدعية ، وينقل أحياناً بعض الزيارات المختصّة بالأيّام في الشهور ، فلا يقال لمثل هذا الكتاب : المزار.

والجواب عن السؤال الثاني :

إنّ هذا الخبر ـ يعدّ من الزيارات ـ المختصّة بهذا الكتاب وبتعبير الطهراني «الخصوصيّات» لهذا الكتاب ، ولابدّ لكلّ مؤلّف إذا ألّف كتابين في موضوع واحد أن يكون لكلّ واحد منهما هدف وميزة عن الآخر خاصّة بهما ؛ أمّا بالنسبة للهدف فأشار إليه ابن طاوس في مقدّمة المصباح بكون المصباح لأهل الزهادة والعبادة ، والثاني أي المزار ـ على فرض اتّحاده مع كتابنا الذي نحن بصدده ـ لعامّة المؤمنين.

ولا يخفى بأنّ ابن طاوس أشار في مقدّمة المصباح ـ مع اهتمامه بجمع الأخبار والزيارات ـ إلى استيفاء ما وقف عليه(١).

تطبيق وتبيين :

لتبيين ما أورده الطهراني من التباين الموجود بين المزار والمصباح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) انظر : مصباح الزائر : ١٥.

٤١

نقسّم كلامه رحمه‌الله إلى أربعة ميزات :

١) وفيه [أي في مزار ابن طاوس] بعض الخصوصيّات التي ليست في كتابه مصباح الزائر.

٢) بينهما فرق من جهات؛ منها : إنّ هذا مرتّب على الأبواب والمصباح مرتّب على الفصول.

٣) المزار مقدّم على المصباح كما أشار إليه في أوّل مصباحه ، فكتب هذا المزار أوّلاً ثمّ كتب مصباح الزائر.

٤) زيادة بعض الخصوصيّات عليه [أي المزار] مثل (فصل آداب السفر)فإنّه ليس في هذا المزار باب آداب السفر.

الميزة الأُولى : بيان الخصوصيّة في مزار ابن طاوس :

ظاهر كلام الشيخ آقا بزرك من الخصوصيات هي زيارات أوردها ابن طاوس في مزاره ولم يردها في كتابه الثاني مصباح الزائر ، وهذا بالفعل موجودفي كتابنا الذي نحن بصدده ؛ حيث توجد في مزارنا هذا أخبار وزيارات لم ترد في المصباح ؛ منها زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام في يوم ١٧ من شهرربيع الأوّل التي أشرنا إليها وبحثنا فيها ، وأخبار أُخرى لم ترد في المصباح.

الميزة الثانية : تبويب وتفصيل كلّ منهما :

نعم ، فإنّ المصباح مرتّب على الفصول بدون ذكر الأبواب ، ومزارنا هذامرتّب على بابين أصليّين يحتوي كلّ منهما على فصول ، وفي النهاية خاتمة.

الميزة الثالثة : تقديم المزار على المصباح في التأليف :

٤٢

أشرنا إليه فيما سبق ، وذكرنا أنّه من هفوة قلم شيخنا الطهراني وسقط ألفاظه بل الموجود في أوّل المصباح الإيماء إلى قصده لتأليف كتاب في موضوع المزار.

الميزة الرابعة : فصل (آداب السفر) :

وكذا هذه الخصوصيّة فإنّ هذا الفصل ورد في المصباح ولم يرد في المزار.

وعلى هذا كلّه لا يبعد كون كتابنا هذا هو كتاب المزار لابن طاوس ـ رضوان الله تعالى عليه ـ.

بين المزارين المنسوبين للمفيد والشهيد :

إذا لاحظنا ترتيب الأبواب والفصول الموجودة في المزار الكبير المنسوب إلى الشيخ المفيد ـ وهو النسخة التي نحن بصددها ـ والمزار المطبوع(١) والمنسوب إلى الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي العاملي (٧٨٦ هـ) نرى بوضوح الاتّفاق في ترتيب الأبواب والفصول ، والاتّحاد في العناوين بين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) طبع المزار المنسوب إلى الشهيد الأوّل مرّة بتحقيق موسّسة مدرسة الإمام المهدي عليه‌السلام في قم المقدّسة وفي نفس المؤسّسة عام ١٤٤٠ هـ ، ثمّ أعادت تحقيقه مؤسّسة المعارف الإسلاميّة في قم عام ١٤١٦ هـ بتحقيق محمود البدري ، ثمّ نشر ضمن موسوعة الشهيد الأوّل في الجزء ١٩ ، عام ١٤٣٠هـ بتحقيق وبمراجعة مركز إحياءالتراث الإسلامي في المركز العالي للعلوم والثقافة الإسلاميّة.

٤٣

هذين المزارين إلاّ في مواضع قليلة(١) ، وكأنّ الشهيد أخذ واختصر المزار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) تنحصر الفروق بين هذين المزارين في أربعة نقاط :

الأُولى : انفصلت في مزار الشهيد (ص٩٣ ـ ١٣٠) زيارتا أمير المؤمنين عليه‌السلام في يوم الغدير ؛ فزيارة منهما مذكورة قبل زياراته عليه‌السلام في شهري ربيع الأوّل ورجب كمزار المفيد ، وزيارة أُخرى مذكورة بعدها (ص ١٤٩ـ ١٥١) بعنوان : (تتمّة : قال في المصباح : زيارة أميرالمؤمنين عليه‌السلام يوم الغدير).

الثاني : وقعت في مزار الشهيد زيارة أبي عبدالله الحسين عليه‌السلام في (ليلة الفطر وعيد الأضحى) بعد زيارته عليه‌السلام في (أوّل يوم من رجب وليلة النصف من شعبان) ، وقبل زيارته عليه‌السلام (في النصف من رجب) المعروفة بالغفيلة ، ولا يخفى أنّ ما هو موجود في مزارالمفيد هو الصحيح ؛ حيث إنّ الزيارة وقعت فيه بعد زيارته عليه‌السلام (في ليالي القدرويومي العيدين) يعني في زياراته عليه‌السلام بعد شهر رجب وفي رمضان ، وهي محلّه.

الثالث : فُصِّل في مزار الشهيد الفصل الخامس من مزار المفيد المختصّ بزيارات (الإمامين أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم وأبي جعفر محمّد الجواد عليه‌السلام) ؛ حيث خصّص في مزار الشهيد لكلّ إمام فصلٌ خاصٌّ به بعنوان : (الفصل الخامس) و (الفصل السادس) ، وجاء في آخر هذين الفصلين عنوان باسم : (زيارة أخرى لهما عليه‌السلام) ، وهذا العنوان ورد في مزار المفيد ضمن الفصل الخامس المذكور آنفا ، وذِكْرُهذا العنوان بهذا النحو يتلائم مع النحو المذكور في مزار المفيد ، والظاهر أنّ المختصِر له في المزار المنسوب للشهيد تصرّف في الفصول وعقد لكلّ إمام فصلاً خاصّاً ، ولايخفى أنّ زيارات الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما‌السلام وردت في مزار الشهيد بعنوان فصل واحد كمزار المفيد ، وهذا يناسب بأنّ زيارات الإمامين موسى الكاظم ومحمّد الجواد عليهما‌السلام أيضاً تجمع في فصل واحد.

الرابع : هنالك تقديم وتأخير في مزار الشهيد (ص٢٤٢ ـ ٢٤٣)؛ حيث إنّه قدّم (فصل : في زيارة القبور) على (فصل : فيما يقول الزائر عن غيره بالأُجرة وما يقول عن أخيه تطوّعاً).

٤٤

المنسوب للمفيد ؛ حيث إنّ الزيارات الموجودة في مزار الشهيد كلّها منقولة في مزار المفيد إلاّ في موضع واحد؛ وهي زيارة وردت في مزار الشهيد ولم ترد في مزار المفيد ، ولكنّها وردت في مزار المفيد بزيادة بعض المقاطع عليها(١).

ولايخفى أنّ مزار الشهيد قد يسمّى في بعض المواضع منتخب الزيارات ، كما صرّح بهذا الانتخاب في مقدّمته بما نصّه : « ... وبعد فهذا المنتخب موضوع لبيان ما ينبغي أن يعمل في المشاهد المقدّسة والأمكنة المشرّفة من الأفعال المرغّبة والأقوال المرويّة»(٢) ، ولعلّه منتخب من أصل أقدم منه وهو النسخة التي نحن بصددها.

ولعلّ هذا التطابق بين المزارين المنسوبين للمفيد والشهيد كان منشأ نسبة مزار الشهيد إلى الشيخ المفيد على جملة من مخطوطات مزار الشهيد(٣) ، وقد ذكر السيّد إعجاز حسين الكنتوري النيسابوري (١٢٨٦ هـ)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) المزار للشهيد : ١٧٦ ـ ١٨١ (زيارة أُخرى لعليّ بن الحسين عليهما‌السلام وسائر الشهداء على التفصيل) في ضمن : (ذكر زيارات أبي عبدالله الحسين عليه‌السلام المخصوصة بالأيّام والشهوروما يتعلّق منها من قول وعمل مبرور) في قسم : (زيارته عليه‌السلام في أوّل يوم من رجب وليلته وليلة النصف من شعبان) ، وهذه الزيارة موجودة باختلاف وتفصيل أكثرفي المزار الكبير المنسوب إلى الشيخ المفيد بعنوان : (زيارة أُخرى للشهداء برواية أُخرى في يوم عاشوراء).

(٢) المزار للشهيد : ٤٧.

(٣) منها نسخة مكتبة السيّد المرعشي برقم : ٤٩٠.

٤٥

مزار الشيخ المفيد في كشف الحجب والأستار وأورد أوّل مزار الشهيد الأوّل بعنوان أوّل مزار الشيخ المفيد ؛ حيث قال :

«المزار للشيخ المفيد ... ذكر فيه زيارات النبىّ(صلى الله عليه وآله)والأئمّة عليهم‌السلام ؛ أوّله : يا من جعل الحضور في مشاهد أصفيائه ذريعة إلى الفوز بدرجات أحبّائه ...»(١).

وتبعه على ذلك الشيخ آقا بزرك الطهراني(٢) ، وأضاف على هذا أبواب مزار المفيد وفصوله ، ومن الملاحظ أنّ ترتيب الأبواب والفصول التي ذكرها رحمه‌الله كلّها تنطبق تماماً على ترتيب الأبواب والفصول في مزار الشهيد(٣).

ولذا لعلّ هذا الخلط بين نسبة مزار الشهيد إلى الشيخ المفيد نشأ من هذاالتطابق والتوافق بينهما.

نعم أنّ الكنتوري لم يذكر الأبواب والفصول عند ذكره لمزار المفيد ، واكتفى بذكر أوّل مزار المفيد المطابق مع أوّل مزار الشهيد ، فمن المحتمل أنّه رحمه‌الله رأى نسخة من مزار المفيد ـ التي نحن بصددها والتي وصلت إلينا ناقصة الأوّل بسقوط مقدّمته وورقة من زيارة النبىّ(صلى الله عليه وآله) وكان أوّلها كامل ينطبق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) كشف الحجب والأستار : ٥٠٢/ ٢٨٢٢.

(٢) الذريعة ٢٠ : ٣٢٥/ ٣٢٢٦.

(٣) ذكرنا آنفاً في الهامش المخالفات الطفيفة المعفوّة في ترتيب بعض الأبواب والفصول بين مزاري المفيد والشهيد؛ فلا تتصوّر التضادّ بين الكلامين؛ فراجع هناك.

٤٦

على مزار الشهيد من حيث إنّ مزار الشهيد مختصر ومنتخب من مزار المفيد ، فالمنتخب لم يغيّر ديباجة الكتاب ونقل نفس الديباجة كما أنّ لهذاشواهد(١) في بعض مختصرات الكتب التراثيّة(٢).

هذا ما خطر ببالي من الاحتمالات بعد إكمال التحقيق وإتمام المراجعة النهائيّة وحين كتابة المقدّمة للكتاب الذي نحن بصدده.

ولكنّني ما برحت أبحث عن مخطوطات كتاب مزار الشهيد ومقابلتها مع كتابنا هذا ـ أي مزار المفيد ـ وكذا كتب المزار عامّة رجاءَ أن أحصّل على نسخة أُخرى كاملة الأوّل من مزار المفيد حتّى أُكمل بالاستعانة بها النقص الموجود في أوّل النسخة الموجودة عندي والتي حقّقتُ هذا الأثر عليهاإلى أن وفّقني الله تبارك وتعالى للعثور على نسخة محفوظة في المكتبة الرضويّة ـ على صاحبها آلاف التحيّة والثناء ـ بمشهد الإمام الرضا عليه‌السلام برقم ٣٢٨٩(٣) ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) منها كتاب : (كنز جامع الفوائد ودافع المعاند) للشيخ علم بن سيف بن منصور النجفي الحلّي (ق١٠) الذي هو مختصر من كتاب (تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة) للسيد شرف الدين علي الحسيني الأسترآبادي النجفي (من أعلام القرن العاشر) ، والذي قمت بمقابلتهما ، ورأيت أنّ المختصِر لم يغيّر ديباجة الأصل ، والنسخة بخطّ المختصِر في مكتبة الفاضل الخوانساري في خوانسار تاريخها سنة ٩٣٧ هـفي المشهد الغروي ومذكورة في فهرسها ١ : ٣٨ / برقم ٤٨.

(٢) هناك بعض التعسّف الآخر عند العلاّمة الشيخ آقا بزرك الطهراني ـ عليه الرحمة والرضوان ـ في تعريف مزار الشهيد (فلاحظ : الذريعة ٢٠ : ٣٢٢/ ٣٢١٦ ، وص ٢٩٦/ ٣٠٥١ ، والشهيد الأوّل حياته وآثاره للشيخ رضا المختاري : ٣٧٩).

(٣) فهرست مخطوطات المكتبة الرضويّة المقدّسة ٢ : ٢٠٢. ويجب عليّ هنا أن أقدّم

٤٧

تبدأ بخطبة مزار الشهيد ، وراجعتُها فوجدتُها هي نفس المزار المنسوب إلى الشيخ المفيد ، فعلمتُ أنّ الذي ذكره السيّد إعجاز حسين ـ إن كان قد رأى نسخةً من المزار المنسوب للمفيد ، ولم يخلط بين المزارين مثل الطهراني ـ هو الصحيح ، وظَنُّنا من أنّ مزار الشهيد مختصر عن مزار المفيد هو الصواب ، فبدأنا بمقابلة هذه النسخة على هذا الكتاب وتصحيحه مرّةً أُخرى وضبط اختلاف النسخ في الهوامش ، ولله الحمد.

وعلى كلّ حال فإنّ نسبة المزار المختصر المطبوع باسم الشهيد إليه غيرثابت؛ وذلك لعدم ذكر اسم الشهيد في هذا المزار ، كما لم أعثر فيه على قرائن تدلّنا على أنّ الشهيد هو الذي اختصره؛ مثلاً ذكر اسم بعض مؤلّفاته فيه ، وكذلك لم يعدّه في إجازاته في قائمة مؤلّفاته ، كما لم يذكره ولم ينقل عنه أحد من تلامذة الشهيد وغيره من معاصريه ، حتّى أنّ تقي الدين الكفعمي العاملي (٩٠٥ هـ) ـ وهو قريب العهد للشهيد الأوّل وعاش في جبل عامل البلد التي عاش فيها الشهيد الأوّل والذي عرف بتأليفاته في الأدعيةوالزيارات من المصباح والبلد الأمين وغيرهما ، والمهتمّ بجمع الكتب لا سيّما في موضوع مؤلّفاته(١) ـ لم يذكر مزاراً للشهيد الأوّل ولم ينقل عنه في كتبه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أسمى آيات الشكر والتقدير إلى سماحة حجّة الإسلام والمسلمين السيّد هادي الرفيعي الإصفهاني ـ أطال الله بقاه ـ لتفضّله علىّ بصورة فتوغرافيّة من هذه المخطوطة المحفوظة في مكتبة الإمام الهادي عليه‌السلام في قم المقدّسة ، ولله درّه وعليه أجره.

(١) ورد في ترجمة الكفعمي عند وصفه : كان جمّاعة للكتب واسع الاطّلاع .. (انظر : طبقات الفقهاء ١٠ : ١٤).

٤٨

نعم .. ذكرنا فيما سبق أنّ الكفعمي رحمه‌الله أورد في آخر مصباحه عند تعداد مصادره اسم مزار المفيد مرّتين ، وينقل في متن المصباح عن مزار المفيد ولم يفرّق بينهما ، ولكنّه كلّ ما نقله رحمه‌الله موجود في المزار الصغير المطبوع للشيخ المفيد ، ولذا نحتمل : أنّ مراد الكفعمي من المزارين للشيخ المفيد هما المزار الصغير المقطوعة نسبته للشيخ المفيد ، والمزار الثاني إمّا هوالنسخة الكبيرة التي نحن بصددها ، أو النسخة المختصرة المنسوبة للشهيد الأوّل ، وهذه النسخة المختصرة كانت في ذلك العصر منسوبة للشيخ المفيد لا الشهيد الأوّل ، ثمّ في القرن الحادي عشر ظهرت بعض النسخ من المزار المختصر منسوبة إلى الشهيد الأوّل ، فحاله مثل حال كتاب روضة الواعظين والاختصاص وكفاية الأثر وغيرها ممّا ذكرتها من الكتب المنسوبة على بعض مخطوطاتها إلى غير مؤلّفيها ، وجاء العلاّمة المجلسي رحمه‌الله (١١١٠ هـ)في نفس القرن ونقل عن هذا المزار بعنوان مزار الشهيد اعتماداً على هذه النسخ فاشتهرت باسم الشهيد.

خلاصة البحث :

١) أرى ـ من عبارات هذا المزار وكيفية جمعه وتدوينه ونقولاته ـ أنّه من تأليف أحد قدمائنا وليس من المتأخّرين في زمن العلاّمة المجلسي ، وإلاّ فقد أدركه خرّيت هذه الصناعة العلاّمة المجلسي قطعاً ، ولم يكن كتاباً عادّياً غير معتمد عليه وقد طالته يد الزيادة والنقصان بمرور الزمان بل كان يعتبر

٤٩

مؤلَّفاً من بعض العلماء العارفين بروايات الزيارات والأعمال ، وأظنّ أنّه كتاب المزار للسيّد علي ابن طاوس (٦٦٤ هـ) ، بالأدلّة التي ذكرناه في موضعه.

٢) ولهذا المزار نسختان ؛ النسخة الكاملة : وهي المنسوبة إلى الشيخ المفيد ، والنسخة المختصرة : وهي المنسوبة إلى الشهيد الأوّل.

٣) وأمّا نسبته إلى الشيخ المفيد فغير واضحة ، ولكنّ وجود جملة من نقولاته في مزار المفيد الصغير ، وأنّ بعضها مرويٌّ في كتاب التهذيب للشيخ الطوسي والمزار لابن المشهدي وغيرهما بطرقهم الواصلة إلى الشيخ المفيد ، وكذلك وجود بعض النسخ في زمن المجلسي وكذا نسختنا التي نحن بصددها والمنسوبة إلى المفيد ؛ فلا يستبعد انتسابه إليه.

خاتمة :

ومن التوفيقات الربّانيّة أن وفّقنا لتحقيق هذا الكتاب القيّم بصحبة الأخ صاحب الأخلاق المرضيّة زميلنا الفاضل الأُستاذ أحمد علي مجيد الحلّي ـ أدام الله توفيقه وتسديده بحقّ محمّد وآله خير الآل ـ الذي أتعب نفسه في مقابلة النسخ وتصحيحه وتخريجه فللّه درّه وعليه أجره.

وكذا وُفِّقتُ إلى وضع الحركات على نصوص الزيارات الواردة فيه عندزيارتي للعتبات المقدّسة في النجف الأشرف وكربلاء المقدّسة والكاظميّةـ عند قبر جدّي باب الحوائج إلى الناس الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما‌السلام ـ وحرمي سامرّاء والسرداب المقدّس ، ومشهد الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام

٥٠

في خراسان ، عند أضرحتهم المقدّسة المنوّرة ، مضافاً إلى الزيارات الواردة للنبىّ(صلى الله عليه وآله) وأئمّة البقيع عليهم‌السلام فإنّي وفّقتُ لأن أتشرّف لزيارتهم صلوات الله عليهم أجمعين وشكّلتُ زياراتهم هنالك ؛ فأسأل الله التوفيق لذلك مرّةً بعد مرّة وكرّةً بعد كرّة ، وما توفيقي إلاّ بالله ..

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ..

وكتب السيّد حسن بن محمّد الموسوي البروجردي عفي عنهما

في ليلة استشهاد إمامنا الهادي علي بن محمّد صلوات الله عليهما

في مكتبة العلاّمة المجلسي

قم القدّسة سنة ١٤٣٢ من الهجرية النبويّة

على مهاجرها آلاف الثناء والتحية

٥١

المصادر

١ ـ الأمالي : للشيخ الصدوق ، تحقيق : قسم الدراسات الإسلامية ـ مؤسّسة البعثة ـ قمـ إيران ، مركز الطباعة والنشر في مؤسّسة البعثة ، ١٤١٧هـ.

٢ ـ الأمالي : للشيخ الطوسي ، تحقيق : قسم الدراسات الإسلامية ـ مؤسّسة البعثة ، دارالثقافة للطباعة والنشر والتوزيع ـ قم ـ إيران ، ١٤١٤هـ.

٣ ـ اختيار معرفة الرجال : للشيخ الطوسي ، تحقيق : السيّد مهدي الرجائي ، تصحيح : ميرداماد الأسترآبادي ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، ـ قم ـ إيران١٤٠٤هـ.

٤ ـ إقبال الأعمال : للسيّد ابن طاووس ، تحقيق : جواد القيّومي الاصفهاني ، مكتب الإعلام الإسلامي ـ قم ـ إيران ، ١٤١٤ هـ.

٥ ـ بحار الأنوار : للعلاّمة المجلسي ، مؤسّسة الوفاء ـ بيروت ـ لبنان ، ١٤٠٣هـ ـ١٩٨٣م.

٦ ـ البلد الأمين : للكفعمي ، منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت ـ لبنان ، ١٤٢٤ هـ.

٧ ـ تأويل الآيات : شرف الدين الحسيني ، تحقيق : مدرسة الإمام المهدي(عج) ، مدرسة الإمام المهدي ـ الحوزة العلمية ـ قم المقدّسة ـ إيران ، ١٤٠٧هـ.

٨ ـ تراثنا : مجلّة فصلية تصدر عن مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم ـ إيران.

٥٢

٩ ـ تهذيب الأحكام : للشيخ الطوسي ، تحقيق : السيّد حسن الموسوي الخرسان ، دارالكتب الإسلامية ـ طهران ـ إيران ، ١٣٦٤ ش.

١٠ ـ الذريعة : لآقا بزرگ الطهراني ، دار الأضواء ـ بيروت ـ لبنان ، ١٤٠٣هـ.

١١ ـ رجال النجاشي : للنجاشي ، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ـ قم المشرّفه ـ إيران ، ١٤١٦ هـ.

١٢ ـ روضة الواعظين : للفتّال النيسابوري ، تحقيق : السيّد محمّد مهدي السيّد حسن الخرسان ، منشورات الشريف الرضي ـ قم ـ إيران.

١٣ ـ فرحة الغري : للسيّد ابن طاووس ، تحقيق : السيّد تحسين آل شبيب الموسوي ، مركز الغدير للدراسات الإسلامية ، مؤسّسة دائرة معارف الفقه الإسلامي ـ قم ـ إيران ، ١٤١٩هـ ـ ١٩٩٨م.

١٤ ـ الفهرست : للشيخ الطوسي ، تحقيق : الشيخ جواد القيّومي ، مؤسّسة نشر الفقاهة ـ إيران ، ١٤١٧ هـ.

١٥ ـ كشف الحجب والأستار : للسيّد إعجاز حسين ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ـ قم المقدّسة ـ إيران ، ١٤٠٩هـ.

١٦ ـ المختصر النافع : للمحقّق الحلّي ، قسم الدراسات الإسلامية في مؤسّسة البعثة ـ طهران ـ إيران ، ١٤٠٢ ـ ١٤١٠هـ.

١٧ ـ المزار : للشيخ المفيد ، تحقيق : السيّد محمّد باقر الأبطحي ، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت ـ لبنان ، ١٤١٤هـ ـ ١٩٩٣م.

١٨ ـ المزار : للشهيد الأوّل ، تحقيق : مدرسة الإمام المهدي عليه‌السلام ، مؤسّسة الإمام المهدي عليه‌السلام ـ قم المقدّسة ـ إيران ، ١٤١٠هـ.

١٩ ـ المزار : للشيخ محمّد بن المشهدي ، تحقيق : جواد القيّومي الإصفهاني ، نشر القيّوم ـ قم ـ إيران ، ١٤١٩هـ.

٥٣

٢٠ ـ المصباح : للكفعمي ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت ـ لبنان ، ١٤٠٣هـ

ـ١٩٨٣ م.

٢١ ـ مصباح الزائر : لابن طاووس ، تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم ـ إيران ، ١٤١٧ هـ.

٢٢ ـ المقنعة : للشيخ المفيد ، تحقيق : مؤسّسة النشر الإسلامي ، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة ـ إيران ، ١٤١٠هـ.

٢٣ ـ مناقب آل أبي طالب : لابن شهرآشوب ، تحقيق : لجنة من أساتذة النجف الأشرف ، المكتبة الحيدرية ـ النجف الأشرف ـ العراق ، ١٣٧٦هـ ـ ١٩٥٦م.

٥٤

(المصابيح في تفسير القرآن)

كنزٌ من تراث التفسير الشيعي

مرتضى كريمي نيا

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد طوت مدرسة التفسير الشيعي مرحلتين مهمّتين من مسارها العلمي وذلك حتّى نهاية القرن الرابع الهجري.

فالمرحلة الأولى تتمثّل بعهد الأئمّة عليهم‌السلام ، وهي المرحلة التي نشأ فيها أخذ الروايات التفسيرية عنهم عليهم‌السلام شفاهاً مع تدوينها مشتّتة في كتب الروايات.

والمرحلة الثانية هي مرحلة تدوين المصنّفات التفسيرية في القرن الثالث والرابع الهجري ، حيث تعدّ جلّ هذه المصنّفات ذات منحىً واحد تقريباً من تناولها تفسير بعض الآيات وشرحها ومن اقتصارها على نقل الروايات الشيعية فقط.

وهذا ما يشبه كثيراً النصوص الروائية القديمة لأهل السنّة ، حيث نقلت

٥٥

بعض الروايات الدالّة على تحريف القرآن ولم تتطرّق إلى بعض الآليّات والمناهج التفسيرية المعهودة في تفاسير أهل السنّة مثل اختلاف القراءات المشهورة ، والاستشهاد بالشعر الجاهلي ، والأمثال البلاغية ، والقواعدالنحوية ، وتشريح جذور الكلمات وأمثالها.

يعدّ أواسط القرن الخامس الهجري منعطفاً مهمّاً في منهجية التفسير عندالشيعة الإمامية ، فإنّ التبيان في تفسير القرآن لشيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي المعروف بالشيخ الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠هـ) هو أوّل تفسير شيعيٍّ كامل للقرآن اتّخذ طريقة مغايرة لطريقة السلف ، فإنّ منهجيّته في هذا التفسير تختلف كلّياً عن منهجية جميع من سبقه في التفسير ؛ حيث يعدّ تفسيراًكاملا للقرآن من أوّله إلى آخره ، وقد قلّص فيه المصنّف من الروايات الشيعية مستفيداً من المناهج المعهودة في تفاسير أهل السنّة ، فقد استطاع الشيخ الطوسي أن ينقل عدداً كبيراً من روايات وأقوال الصحابة والتابعين في التفسير مستفيداً بذلك من كتاب تفسير الطبري ، وأبدى اهتماماًكبيراً في نقل المواضيع اللغوية ، والصرفية ، والنحوية ، واختلاف القراءات ، والاستشهاد بالشعر العربي الجاهلي ، وقد تطرّق إلى مباحث كلامية وبالأخصّ الأقوال التفسيرية لمتكلّمي السنّة مثل أبي علي الجبّائي وأبي مسلم محمّد بن بحر الأصفهاني وأبي القاسم البلخي والرمّاني و ... وقدمال إلى الكثير من آرائهم.

وقد قام الشيخ الطبرسي رحمه‌الله (ت ٥٤٨ هـ) بمراجعته وتنظيمه من جديد وذلك بعد قرن من تصنيفه تحت عنوان مجمع البيان لعلوم القرآن ، ممّا أدّى

٥٦

إلى ظهور تفسير علمي أصبح فيما بعد معياراً ومصدراً ومرجعاً في القرون اللاحقة والمعاصرة في تاريخ التفسير عند الشيعة(١).

هذا ويمكن أن تعدّ طريقة الشيخ الطوسي في التبيان في تفسير القرآن تركيباً بين التفسير الشيعي وبين سائر المناهج التفسيرية من أهل السنّة والمعتزلة ، وبالرغم من الصبغة الشيعية التي طغت على تفسيره إلاّ أنّه هناك ثلاث مناهج أخرى اقتبسها من تفاسير أهل السنّة نراها واضحة في كتابه :

الأوّل : هو التفسير الروائي المأخوذ من تفسير الطبري.

الثاني : التفسير اللغوي والأدبي ومصدره بعض المصنّفات التي أُلّفت في هذا المجال مثل معاني القرآن للفرّاء ومجاز القرآن لأبي عبيدة.

والثالث : تفاسير المعتزلة مثل أبي علي الجبّايي وأبي الحسن الرمّاني وأبي مسلم الإصفهاني(٢).

وقد حظيت هذه الطريقة بالقبول واعتمدها المفسّرون الشيعة(٣) وما

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) يمكننا أن نطلق اسم (عصر الشيخ الطوسي) على هذه الحقبة ، أنظر مقالتنا تحت عنوان : (چهار بارادايم تفسيرى شيعه : مقدمه اى در تاريخ تفسير شيعى بر قرآن كريم).لتطّلع على أهمّية تفسير الشيخ الطوسي ومنهجيّته بالمقارنة مع منهجيّة المدارس التفسيرية الشيعية الثلاثة.

(٢) لقد تعرّض كلّ من تفسيري التبيان ومجمع البيان إلى آراء المعتزلة بشكل ملفت للنظربحيث قال في ذلك دانيل جيمارة : «إنّ تفيسري الطوسي والطبرسي أكثر اعتزاليةً من كشّاف الزمخشري». أنظر :

Daniel Gimaret, "Mu tazila", in EI٢, vol. ٧,p. ٨٧٦.

(٣) إنّ منهجية المفسّرين مثل الطبرسي في مجمع البيان والشيباني في نهج البيان

٥٧

هجرت إلاّ في العهد الصفوي حيث أهملها الإخباريّون ولكنّها سرعان ما استعادت نشاطها واستمرّت حتّى عهدنا وعصرنا الحاضر.

ولكن بقي هناك سؤال وهو : هل من الصحيح أنّه لم يصنّف أيّ تفسيرقبل الشيخ الطوسي على غير الطريقة الروائية والطريقة المأثورة؟ وإذا قلنا بوجود تفاسير قبله فما هو مدى تأثيرها على تبيان الطوسي؟

منذ سنين ونتيجة لاهتمامي وتأثّري بالشيخ الطوسي وكتابه التبيان كنت أظنّ أنّ الشيخ الطوسي هو المفسّر الشيعي الوحيد بل هو أوّل مفسّر في القرن الخامس الهجري أخرج التفسير الشيعي من حالته التقليدية المأثورة والروائية المحضة وأوجد تحوّلا جديداً في التفسير الشيعي ولا زلت أعتقد بذلك ، ولكنّني اليوم لا أعتقد بأنّه الوحيد والفريد في أداء هذا الدور ، كما أنّي ولعدّة جهات لم أر تفسيره حاز قصبة السبق في هذا المضماربل هناك من سبقه وتقدّمه في ذلك التحوّل في التفسير ، فإنّ العالم الشاعر والأديب والسياسي الشيعي أبوالقاسم الحسين بن علي المعروف بالوزيرالمغربي أو ابن الوزير أو ابن المغربي قد خطا خطوته في تطوّر التفسير الشيعي بتصنيفه المصابيح في تفسير القرآن وذلك قبل نصف قرن من الشيخ الطوسي ، ولا شكّ في أنّ الشيخ الطوسي قد استفاد من هذا الأنموذج في تفسيره التبيان وقد صاغ صورة متكاملة لذلك المنهج في تفسيره.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأبو الفتوح الرازي في روض الجنان ... مستلهمة من منهجية الشيخ الطوسي في التبيان في تفسير القرآن.

٥٨

لقد ذكر القدماء هذا المصنَّف بعناوين مختلفة مثل خصائص علم القرآن(١) ، وإملاءات عدّة في تفسير القرآن العظيم وتأويله(٢) ولكنّهم لم يصرّحوا أبداً عن وجود مثل هذا الكتاب إلاّ الشيخ الطوسي ، وأنّه قلّما نعرف مفسّراً كان هذا التفسير في حوزته وقد نقل منه مثل ابن عديم في بغية الطلب وحتّى ابن طاووس (٥٨٩ ـ ٦٦٤هـ) في سعد السعود فإنّه ذكر تفاسير قيّمة مثل مصنّفات الرمّاني وأبي مسلم الأصفهاني لكنّه لم يذكر عن تفسير الوزير المغربي هذا شيئاً أبداً.

إنّ الشيخ الطوسي هو أوّل من نقل في التبيان في تفسير القرآن الآراءالتفسيرية للوزير المغربي في أكثر من خمس وخمسين مورداً مع ذكر الإسم(٣) ، فإنّ بعض هذه النصوص ـ النصوص التفسيرية المذكورة في تفسير التبيان ـ قد تناقلتها من بعده سائر التفاسير الشيعية شيئاً فشيئاً ، ومن أهمّ هذه النصوص يمكن الإشارة هنا إلى :

ـ الطبرسي (٤٦٨ ـ ٥٤٨ هـ) في مجمع البيان في مواضع عديدة.

ـ القطب الراوندي (٥٧٣هـ) في فقه القرآن (١ / ١٣ ، ١١٣ ، ١١٦ ، ٢٢٦ ، ٢٢٤ ، ٣٠٤ ، ٣٣٦ ؛ ٢ / ٩٩ ، ٢٢٥ ، ٣٣٧).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) رجال النجاشي : ٦٩.

(٢) طبقات المفسّرين للدّاوودي ١ / ١٥٦.

(٣) للاطّلاع عمّا نقله الشيخ الطوسي من تفسير الوزير المغربي وتقييمه أنظر مقالة السيّدمحمّد جواد الشبيري تحت عنوان (مصادر الغيبة) في مجلّة انتظار موعود ، العدد١٩ ، ربيع سنة ١٣٨٦ ش.

٥٩

ـ أبو الفتوح الرازي (القرن السادس) في روض الجنان (٥ / ٢٧٩ ، ٢٧٩ ؛ ٦/ ٢٠ ، ١١٧ ، ٢٢١ ، ٢٢٥ ، ٢٢٧ ، ٤١٠ ؛ ٧ / ١٩ ، ١٢٣ ، ٣١٩ ، ٤١٥ ؛ ٨ / ١٦٦).

ـ ابن شهر آشوب (٤٨٩ ـ ٥٨٨هـ) في متشابه القرآن ومختلفه (١ / ؛٢/ ١١٤)(١).

ـ محمّد بن الحسن الشيباني (ت٦٤٠هـ) في نهج البيان عن كشف معاني القرآن (١ / ١٦٤ ، ٣١٣ ؛ ٢ / ٣٠٧)(٢).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) لقد نقل ابن شهرآشوب (٤٨٩ ـ ٥٨٨ هـ) في موضعين من متشابه القرآن ومختلفه (١/١٤١ ؛ ٢ / ١١٤) عن الوزير المغربي موضوعاً حيث تبيّن لنا بالمقارنة أنّه مأخوذ من تفسير التبيان للشيخ الطوسي وليس من مجمع البيان للطبرسي (٤٦٨ ـ ٥٤٨ هـ) ، «قال الحسين بن علي المغربي : معناه : لو شاء الله ألاّ يبعث إليهم نبيّاً فيكونون متعبّدين بمافي العقل ويكونون أمّة واحدة» (التبيان ٣ / ٥٤٦).

«وقال الحسن [كذا] المغربي : معناه : لو شاء الله لا يبعث إليهم أنبياء فيكونوا متعبّدين بما في العقل ويكونون أمّة واحدة» (متشابه القرآن ابن شهر آشوب ، ١ / ١٤١)«وقال الحسين بن علي المغربي : المعنى : لو شاء الله لم يبعث إليكم نبيّاً فتكونون متعبّدين بما في العقل وتكونون أمّة واحدة ولكن ليختبركم فيما كلّفكم من العبادات وهو عالم بما يؤول إليه أمرك» (مجمع البيان ، ٣ / ٣١٤).

فإنّ النموذج المذكور يبيّن بوضوح أنّ ابن شهر آشوب استنسخ من تفسير التبيان.

(٢) نسب الشيباني في نهج البيان عن كشف معاني القرآن (٢ / ٣٠٧) أبياتاً للوزير المغربيوكان المعاصرون للوزير المغربي أمثال الشيخ المفيد في الفصول المختارة (٧٣)والشريف المرتضى في أماليه (١ / ١٥٢) والكراجكي في كنز الفوائد (١ / ٣٦٦) هم أوّل من نقل هذه الأبيات عن شاعر مجهول من دون ذكر اسم المغربي أو غيره.

٦٠