تراثنا ـ العددان [ 113 و 114 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 113 و 114 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٤٧٨

دار الكتاب العربي ، بيروت لبنان.

١٠ ـ الفصول المختارة : الشريف المرتضى (ت ٤١٣ هـ) ، محقّق السيّد نور الدين جعفريان ، طبع سنة (١٤١٤ هـ) ، الناشر دار المفيد ، بيروت ـ لبنان.

١١ ـ قصص الأنبياء : للراوندي (ت ٥٧٣ هـ) ، تحقيق : الميرزا غلام رضا عرفانيان ، سنة الطبع ١٤١٨ هـ ، الناشر : الهادي ، قم ـ ايران.

١٢ ـ كامل الزيارات : ابن قولويه ، (ت ٣٦٧هـ) ، تحقيق جواد القيّومي ، طبع سنة ١٤١٧هـ ، نشر مؤسّسة نشر الفقاهة ، قم ـ إيران.

١٣ ـ مجمع الأمثال : للميداني ، (ت ٥١٨هـ) ، تحقيق : أبو الفضل إبراهيم ، الطبعة الثانية ، سنة ١٤٠٧ هـ) ، بيروت ـ لبنان.

١٤ ـ مناقب آل أبي طالب : ابن شهر آشوب ، (ت ٥٨٨هـ) ، محقّق ، طبع سنة ١٣٧٦هـ ، نشر المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ـ العراق.

١٥ ـ نهج البلاغة : الشريف الرضي (ت ٤٠٦هـ) ٤ أجزاء ، تحقيق : محمّد عبدة ، سنة الطبع ١٤١٢ هـ ، الناشر دار الذخائر ـ قم ـ إيران.

١٦ ـ الوافي بالوفيات : الصفدي (ت ٧٦٤هـ) ، تحقيق أحمد الأرناؤوط ، طبع سنة ١٤٢٠ هـ) ، نشر دار إحياء التراث ، بيروت ـ لبنان.

٢٤١

قراءة في كتاب رحلة (تذكرة الطريق)

لرئيس الأمراء

الحافظ محمّد عبد الحسين الكربلائي الكرناتكي الهندي

السيّد حسن علي مطر الهاشمي

بسم الله الرحمن الرحيم

تختلف كتب الرحلات والسير الذاتية من رحلة إلى أخرى ومن سيرة إلى أختها من حيث الأساليب والغايات والمناهج ، ولكنّها بأجمعها تشترك في نقطة واحدة جوهرية وهي صلتها الوثيقة بالأحداث والوقائع التاريخية ، فكاتب الرحلة وذاك الذي يوثق لسيرته الذاتية إنّما يقدّم شهادة على الوقائع التي رصدها في تلك الفترة الزمنية التي حدثت فيها الرحلة ، أو الحقبة الزمنية التي عاشها ووثّق فيها سيرته الذاتية أو حتّى ذكرياته المتفرّقة. من هنا يمكن اعتبار أدب الرحالات أو السير الذاتية مصدراً ومرجعاً للباحثين يقتنصون منه بعض الشهادات على أحداث ووقائع جليلة وخطيرة تركت بثقلها على رسم

٢٤٢

خطوط المستقبل ، وإذا أردنا توضيح ذلك من خلال مثال ملموس يؤكّد لنا حالة الاحتقان الطائفي والقمع المذهبي وعدم الاعتراف بالآخر وممارسة الإرهاب ضد الآخر مثلاً ، أمكن لنا الاستشهاد بالحادثة التي يرويها لنا محمّد ابن إبراهيم اللواتي المعروف بـ : (ابن بطوطة) في رحلته ؛ إذ يقول :

«لما دخلنا هذه المدينة [صوبة] ، رآنا أهلها نُصلّي مُسبلي أيدينا ، وهم حنفيّة لا يعرفون مذهب مالك ، ولا كيفية صلاته ، والمختار من مذهبه هو إسبال اليدين ، وكان بعضهم يرى الروافض بالحجاز والعراق يصلّون مسبلي أيديهم ؛ فاتّهمونا بمذهبهم ، وسألونا عن ذلك ؛ فأخبرناهم أننا على مذهب مالك ، فلم يقنعوا بذلك منّا ، واستقرّت التهمة في نفوسهم ، حتّى بعث إلينا نائب السلطان بأرنب ، وأوصى بعض خدّامه أن يلازمنا حتّى يرى ما نفعل بها ، فذبحناها وطبخناها وأكلناها ، وانصرف الخديم إليه وأعلمه بذلك ، فحينئذ زالت عنّا التهمة»(١).

وهكذا يثبت من خلال هذه الشهادة العابرة أنّ الإرهاب المذهبي كان من القوّة بحيث يعتبر معتنق المذهب الآخر متّهم ، وعليه أن يثبت براءته بالأدلّة العملية القاطعة ، ولو لم يكن هؤلاء النفر من المالكية حقّاً ، وامتنعوا عن أكل الأرنب ، لكانوا قد طبخوا وأكلوا فداءً لتلك الأرنب ، ولما تسنّى لابن بطوطة أن يكمل لنا كتابة رحلته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) رحلة ابن بطوطة : ١٨٦.

٢٤٣

مثال آخر من الكتاب نفسه يصلح أن يكون شهادة تؤكّد ذهاب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى القول بالتجسيم ، وذلك في الموضع الذي يذكره ابن بطوطة تحت عنوان : (حكاية الفقيه ذي اللوثة) ، حيث يقول :

«وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقيّ الدين بن تيمية ، كبير الشام ، يتكلم في الفنون إلاّ أنّ في عقله شيئاً ... وكنت إذ ذاك بدمشق ، فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على المنبر الجامع ويذكّرهم ، فكان من جملة كلامه أن قال : (إنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ، ونزل درجة من دُرُج المنبر»(١).

إنّ هاتين الشهادتين الواردتين في واحد من كتب الرحلات ترصدان لنا مدى أهمية هذا النوع من الكتب بالنسبة إلى الباحثين والمحقّقين في إثبات بعض الحقائق التي يسعى الإقصائيّون والإلغائيّون إلى التستّر عليها وإنكار وقوعها ، بل ورمي الآخر بها ، من باب (رمتني بدائها وانسلّت).

ومن بين تلك الرحلات التي لم تخلُ من مثل هذه الشهادات كتاب رحلة (تذكرة الطريق) الذي كتبه مؤلّفه الأمير محمّد عبد الحسين الكربلائي الهندي باللغة الفارسية ، والذي عرّفني به سماحة الأستاذ السيّد علي باقر الموسى عارضاً عليّ ترجمته إلى اللغة العربية ، وعند قراءتي له وجدت في مطالعته متعة بالغة لما يحتوي عليه من إثارات جديرة بالتأمّل والاعتبار. وها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) نفس المصدر : ٥٦ ـ ٥٧.

٢٤٤

نحن نضع بين يدي القارئ الكريم التعريف بهذه الرحلة على أمل أن نوفّق إلى تعريبها ونشرها كاملة.

كتاب رحلة رئيس الأمراء الهندي

المسمّى بـ : (تذكرة الطريق)

يَسرّنا أن نضع بين يدي القارئ الكريم قراءة في رحلة كتبها باللغة الفارسية أمير هندي قبل قرنين من الزمن تقريباً ، وظلّت هذه الرحلة مخطوطة حبيسة الأدراج في واحدة من المكتبات الألمانية ببرلين ، حتّى قيّض لها الله مَن صوّرها بالميكروفيلم ، الأمر الذي ساعد على طباعتها طباعة ألكترونية حديثة ، لتجلو الغبار المتراكم على أحداث مريرة وقعت للحجّاج في رحلتهم من مدينة كربلاء إلى البقاع المقدّسة في أرض الحجاز ما بين عامي ١٨١٥ و ١٨١٧ للميلاد ؛ ألا وهي الرحلة التي كتبها الأمير الكرناتكي الهندي ، حيث كان ضمن القافلة ، ورصد ما شاهده من الأحداث والوقائع التي صادفها في هذه الرحلة يوماً بيوم ، إبتداءً من اليوم الأوّل من مغادرة مدينة كربلاء المقدّسة ، إلى حين عودته إلى المدينة نفسها بعد ما يقرب من العامين تقريباً.

وقبل الدخول في إلقاء الضوء على هذه الرحلة ، نجد من المناسب أن نعرّف بمؤلّف هذه الرحلة والأسرة التي ينتمي لها.

المؤلّف وأسرته في سطور :

ينتمي مؤلّف هذه الرحلة ـ واسمه الكامل الحافظ محمّد عبد الحسين

٢٤٥

الكربلائي الكرناتكي الهندي بن عبد الهادي خان بن محمّد علي خان والا جاه ، والمعروف بـ : (رئيس الأمراء) ـ إلى سلالة من الملوك الهنود الشيعة الإمامية الإثنى عشرية الذين حكموا إقليم (كرناتك) الواقع إلى الجنوب الشرقي من شبه القارّة الهندية ، وعاصمته (آركات) ، وقد امتدت فترة حكمهم من عام ١٦٩٠م إلى ١٨٥٥م (١١٠٢هـ ـ ١٢٧٢هـ) ، ويقال : إنّ هذه الأسرة تنحدر من أصول عراقية هاجرت إلى الهند قبل قرون ، ويبدو من كلام الآقا بزرك الطهراني في كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة(١) والإمام السيّد محسن الأمين العاملي في كتاب أعيان الشيعة(٢) اعتبارهما مؤلّف رحلة تذكرة الطريق من السادة الأشراف الذين يعود نسبهم إلى جعفر الطيّار ، حيث ذكر اسمه على الشكل الآتي : «المولوي محمّد عبد الحسين بن محمّد علي الهادي الجعفري الطيّاري». إلاّ أنّنا نستبعد هذا الأمر ؛ لأنّ المؤلّف لم ينوّه إلى ذلك ولو بالإشارة ، مع أنّنا نراه يطير فخراً لأدنى انتساب إلى أهل البيت عليهم‌السلام ، حتّى ولو كان ذلك مثل الرؤيا التي يراها في المنام ، بل قد تكون في بعض عباراته ما يُشير إلى عدم كونه سيّداً وذلك من خلال الاحترام الذي يوليه إلى السادة وهو أمر لا نراه عادة من السيّد تجاه نظيره السيّد لمكان التكافؤ فيما بينهما من هذه الناحية ، من ذلك قوله : «مضى اليوم على أحسن وجه ، غير أنّ السيّد مجيد الكاشميري المعروف بـ : (بابا شاه) استاء منّي دونما أدنى سبب ، فقلت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢ / ٤٥٨ ، و ٤ / ٣٩.

(٢) أعيان الشيعة ٩ / ١٣٨٠.

٢٤٦

له : أنت سيّد ، فافعل ما بدا لك ، ثم لزمت الصمت والسكوت». وتبقى هذه الأمور مجرّد مؤشّرات لا أكثر.

لسنا نعرف متى ولد مؤلّف هذه الرحلة ولا اليوم الذي توفّي فيه ، ولكنّه يصرّح في بعض مواضع هذه الرحلة بأنّه ولد في اليوم العاشر من شهر جمادى الأولى ، دون أن يبيّن السنة التي ولد فيها ، ويتّضح من بعض مؤلّفاته الأخرى ـ كما سيأتي ـ أنّه كان على قيد الحياة حتّى عام ١٢٤٢ للهجرة ، ويحتمل إحتمالاً كبيراً أنّه كان يعيش في الكاظمية أو كربلاء المقدّسة.

ذكر السيّد محسن الأمين للمؤلّف كتابين ، وهما أنيس الشيعة ، وتذكرة الطريق(١) ، وأمّا العلاّمة الآقا بزرك الطهراني فله تفصيل أكبر من ذلك ؛ حيث عرّف بكتاب أنيس الشيعة في الجزء الثاني من كتابه الذريعة إلى تصانيف الشيعة تحت رقم : (١٧٧٨) قائلاً ما نصّه : «أنيس الشيعة : في وقائع الأيّام من موجبات السرور والأحزان من مواليد الأئمة عليهم‌السلام ووفياتهم ومعجزاتهم (فارسي) للمولوي الحافظ محمّد عبد الحسين بن محمّد عبد الهادي الجعفري الطيّاري الهندي الكربلائي ، ألّفه باسم السلطان فتح علي شاه وابنه العبّاس ميرزا سنة ١٢٤١ للهجرة ، ثمّ ألحق به ثلاثة منامات رآها بالكاظمية سنة ١٢٤٢ للهجرة ، رتّبه على ترتيب الأشهر ، بدأ بربيع الأوّل وختم بصفر ، وله مقدّمة في نسب النبي(صلى الله عليه وآله) وسنة جلوس الوصي عليه‌السلام وخاتمة في أحوال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) نفس المصدر.

٢٤٧

الحجّة المنتظر(عج) ووقائع ظهوره. رأيته عند السيّد آقا التستري ، وأحال فيه إلى تصانيفه الأخرى زاد المعاد ، وتذكرة الطريق ، وعناية الإمام الرضا عليه‌السلام (١).

وبذلك يمكن لنا أن نرصد للمؤلّف أربعة كتب ، وهي كالآتي :

١ ـ تذكرة الطريق (وهو الكتاب الذي نحن في سياق التعريف به) ، وقد عرّف به صاحب الذريعة في الجزء الرابع تحت رقم (١٤٨) أيضاً(٢).

٢ ـ أنيس الشيعة.

٣ ـ زاد المؤمنين.

٤ ـ عناية الإمام الرضا عليه‌السلام.

وأمّا والدته التي صحبته في هذه الرحلة والتي يذكرها دائماً بكلّ تبجيل واحترام ، إذ يدعوها على الدوام بالسيّدة صاحبة القبلة ، ويردفها أحياناً بالدعاء لها قائلاً (دام ظلها) ، فتنتسب إلى السيّد علي خان المدني الشيرازي ، صاحب كتاب : شرح الصحيفة السجادية.

وقد كان جدّ المؤلّف لأبيه هو محمّد علي والا جاه أحد أعظم أمراء هذه السلالة على الإطلاق ، حيث امتدت فترة حكمه لما يقرب من خمسة عقود من عام : (١١٦٣ ـ ١٢١٠ للهجرة / ١٧٤٩ ـ ١٧٩٥ للميلاد) ، وقد ذكر مؤلّفنا بعض مآثره في هذه الرحلة ، ومن ذلك إهداؤه سلّماً خشبياً مرصّعاً بالفضّة ووقفه على بيت الله الحرام في الكعبة المشرّفة ؛ إذ يقول : «رأيت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢ / ٤٥٨.

(٢) نفس المصدر ٤ / ٣٩.

٢٤٨

السلّم الذي أرسله جدّي الراحل المغفور له النوّاب والاجاه بعد أن صنعه ورصّعه بالفضّة الخالصة. ولا يزال هذا السلم موجوداً ولكن الناس قد انتزعوا منه جميع الفضّة ، ولم يفضل منه غير الخشب ، وقد نقشت فيه العبارة الآتية : (خادم بيت الله محمّد والا جاه سنة ١٢٠١ للهجرة المقدّسة».

كما كان المؤلّف بنفسه يلقّب بـ : (رئيس الأمراء) على ما هو صريح تسميته لنفسه في بداية ونهاية هذه الرحلة ، وقد كان له شأن كبير على ما يبدو في هذه الأسرة ، وكان له الكثير من الممتلكات في مدينة مدراس بالهند ، وبعض الدور في كربلاء المقدّسة والكاظمية ، وملك الكثير من الجواري والإماء ، وقد اصطحب معه عدداً منهن في هذه الرحلة وجاء على ذكر بعضهن مثل : حَسينة ، وهكنور ، وسروب كنور ، وترنجا ، ولالة ، كما يأتي على ذكر جارية أخرى في موضعين من هذه الرحلة بمناسبة وضعها لطفل في منزل سلمان ، وفي موضع آخر حيث يخبر عن وفاة هذا الطفل ، دون أن نعلم ما إذا كانت واحدة من جواريه أم لا.

وقد كتب المؤلّف أحداث رحلته هذه في الفترة التي حكم فيها إقليم كرناتك النوّاب عظيم الدولة (١٢١٠ ـ ١٢٣٦ للهجرة / ١٨٠١ ـ ١٨٢٠ للميلاد).

وكانت هذه الأسرة في بداية أمرها على صلة بالحكومات المغولية التي حكمت شبه القارة الهندية في تلك الحقبة ، حتّى إذا تمدّد الاستعمار البريطاني في تلك الأصقاع بالتدريج لتكون له بعد مدة اليد الطولى فيها

٢٤٩

واصلت هذه السلالة حكمها على مناطقها تحت الوصاية البريطانية ، واستبدلت فيما بعد لقب النوّاب ـ الذي اشتهر به ملوكها ـ بلقب البرنس أو الأمير ، وتتضح أواصر العلاقة الوثيقة بين هذه الأسرة والإدارة البريطانية السياسية فيها في أكثر من موضع من هذه الرحلة ، ومن ذلك الموضع الذي يسأله فيه عبد الله بن سعود عن أوضاع الهند ، فأخذ مؤلّف الرحلة يعدّد له الكفاءة الإنجليزية في تنظيم الشؤون الإدارية للمملكة وحسن تعاملهم مع الناس! وتتجلّى عمق العلاقة هذه بشكل خاص عندما نواكب المؤلّف في طريق العودة والوصول إلى البصرة ومنها إلى بغداد ، حيث يحضى باستقبال خاصّ من قبل القنصل البريطاني في كلّ من البصرة وهو المستر كهون ، وقنصلها الآخر في بغداد المستر رايخ ، وبالإضافة إلى الحفاوة الخاصّة التي حضي بها من قبل القنصل البريطاني في البصرة ، فقد وضع القنصل تحت تصرّفه سفينته الخاصّة ليذهب على متنها في رحلته إلى بغداد.

يتكشّف لنا من خلال هذه الرحلة أنّ المؤلّف يتمتّع بقريحة شعرية حيث يستهلّ كلّ فصل من فصول رحلته ببعض الأبيات الشعرية كتمهيد للدخول في تفاصيل أحداث تلك الفصول ، إنّ هذه الأشعار وإن كانت لا ترقى إلى مستوى القصائد العصماء ، ولكنّها تشهد للمؤلّف بتمكّنه من الوزن والقافية ، ويمكن اعتباره لذلك ناظماً أكثر منه شاعراً ، وتعطيه الحقّ في أن تسمعه طبقاً للتصنيف الرباعي للشعراء.

وعلى الرغم من كتابة المؤلّف للرحلة باللغة الفارسية ، ولكنّه لا يخفي

٢٥٠

أهمّية اللغة العربية بالنسبة له ، حيث نراه يصرّ على اختيار عناوين عربية لكتبه بما في ذلك هذه الرحلة على ما عرفت ، وتبلغ غيرته على اللغة العربية ذروتها حتّى تجده يدفع مكافأة تشجيعية لرجل ينطق كلمة (أقول) بشكلها الفصيح ، ولا يقول (أگول) كما هو دأب الكثير من سكّان البادية العربية ، وذلك إذ يقول : (أعطيت (أقول) خمسة أرباع رومية) ، وأوضح ذلك في الهامش قائلاً : كان هناك شخص يقول : (أقول) ولا يتلفظ حرف القاف من غير مخرجه الصحيح في اللغة العربية الفصحى.

إطلالة على الرحلة :

يُعتبر كتاب تذكرة الطريق في مصائب حجّاج بيت الله العتيق من كتب الرحلات ، وقد رصد وقائع حدثت قبل ما يقرب من قرنين من الزمن ، في الفترة ما بين عام ١٢٣٠ ـ ١٢٣٢ للهجرة الموافق لـ ١٨١٥ ـ ١٢١٧ للميلاد. وإنّ هذه الرحلة التي استغرقت كتابتها ما يقرب من العامين (من ٢٦ / شوال / ١٢٣٠) إلى (١٦ / جمادى الأولى / ١٢٣٢) وإن كانت لا ترقى إلى مستوى غيرها من الرحلات الأخرى ـ من قبيل : رحلة ابن جبير المعروفة بـّ اعتبار الناسك في ذكر الآثار الكريمة والمناسك في ذكرها لأدقّ التفاصيل والمشاهد التي مرّ بها في رحلته من الأندلس إلى البقاع المقدّسة وغيرها ـ إلاّ أنّها تبقى صالحة لتمثّل شاهداً تاريخيّاً على بعض الحقائق والظواهر الملفتة للانتباه ، والتي تزوّد الباحث بالأدلة الملموسة التي تدعم حجته في إثبات بعض

٢٥١

الحقائق التاريخية ، فإذا كانت الصحافة المعاصرة والإعلام الراهن يرصد الوقائع والأحداث بالصوت والصورة ، فقد كان كتاب الرحلات والسير يمارسون ذات الدور في تصوير الأحداث والوقائع والمشاهد ، ولكنّهم إنّما يصوّرون ذلك بأقلامهم وبيانهم ودقّة ملاحظتهم ، وإذا أردنا أن نجري مقاربة لبيان الفارق بين رحلة ابن جبير مثلاً ورحلة مؤلّفنا الأمير الكرناتكي الهندي ، أمكن لنا القول بأنّ رحلة ابن جبير تمثل فيلماً متسلسل الأحداث ، بينما رحلة تذكرة الطريق تمثل ألبوماً مشتملاً على الكثير من الصور الفوتوغرافية التي التقطها في مناسبات متفرّقة ، وبعبارة أخرى : إن رحلة ابن جبير عبارة عن صور متلاحقة ، بينما رحلة الكرناتكي عبارة عن صور منفصلة ، نعم قد تكون هناك العديد من الصور التي تؤخذ لمكان واحد ، ولكنّها مع ذلك تبقى منفصلة عن بعضها.

تعود اللغة الفارسية التي استعملها الأمير الكرناتكي في كتابة هذه الرحلة إلى العهد القاجاري ، ولذلك فإنّها لا تخلو من بعض الغموض من هذه الناحية ، يضاف إلى ذلك كتابتها ببعض الخطوط الرديئة في بعض الأحيان ، ووجود طمس في الكثير من الكلمات الواردة فيها الأمر الذي زاد من تعقيد فهم بعض عباراتها.

وقد تجد في رحلة أميرنا الكرناتكي بعض الإسراف في عمليات التصوير ، كنا نفضّل أن يوفّرها لرصد مشاهد أخرى ، وعدم تبذير الطاقة في تصوير أمور لا تفيد القارئ في شيء أبداً سوى استهلاك وقته الثمين ، من

٢٥٢

ذلك إكثاره من الحديث في مناسبات متفرّقة عن تناول المسهلات وتحريك أمعائه على مدى اليوم أربع مرّات أو اثنتي عشرة مرّة!

كما نجده أحياناً يقع في بعض الأخطاء الفاحشة ، من ذلك اعتباره يوشع بن نون وصيّاً لنبي الله عيسى بن مريم عليه‌السلام ، مع أنّه وصيّ لموسى بن عمران عليه‌السلام بداهة!

وعلى الرغم من ذلك فإنّ هذه الهنات لا تقلّل من شأن وقيمة هذه الرحلة لما تشتمل عليه من الصور المعبّرة والهامّة الأخرى في رصد بشاعة تلك الحقبة ، والظلم الذي كان يلقاه الحجّاج في طريق الحجّ تحت ظلّ السيطرة الوهابية ، سواء أكان ذلك بعلمهم أو بغير علمهم ، فالحكمة تقول : (إن كنت تدري فتلك مصيبة ، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم). فإنّ الظلم والتعسّف الذي لاقاه الحجيج في رحلتهم هذه يفوق حدّ التصوّر ، فقد فرض عليهم أمير مخوّل من قبل عبد الله بن سعود يدعى مبارك الظاهري ـ ويصفه المؤلّف أحياناً بـ : (مبارك اللامبارك) ـ إجراءات قاسية للغاية ، وكان يتشدّد في جوره وظلمه وتعسّفه في أخذ الأموال من الحجّاج بما يفوق طاقتهم ، وقد يعجزّهم أحياناً ، ومع ذلك كان يرهقهم حدّ إزهاق الأرواح والأنفس ، وكان يضطرّ القافلة بأجمعها إلى التوقّف وعدم الضعن إلى حين استيفاء النقود من بعض الممتنعين عن الدفع بسبب عجزهم ، وقد تكرّر منه حبس القوافل حتّى أدّى ذلك بقافلة حجيج كربلاء إلى عدم إدراك موسم الحجّ من عام ١٢٣٠ للهجرة ، فانقسمت القافلة على نفسها شطرين ، شطر آثر العودة من

٢٥٣

حيث أتى بعد أن فاته الحجّ ، وأما الشطر الآخر فقد اختار مواصلة الطريق والبقاء في الحجاز لإدراك الحجّ في العام المقبل ، وكان مؤلّف رحلتنا الأمير الكرناتكي من الذين اختاروا البقاء ومواصلة الطريق والإقامة في المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة إلى العام المقبل ، وهكذا كان.

وعلى الرغم من العنوان العربي الذي تحمله الرحلة تذكرة الطريق في مصائب حجّاج بيت الله العتيق ، إلاّ أنّها كتبت باللغة الفارسية ، ومما يميّزها أنّها تعتبر من أقدم الرحلات التي كتبت في العصر القاجاري في إيران ، وأنّ مؤلّفها ذو موقع مرموق حيث ينتمي إلى سلالة من الأمراء ، وهو الأمر الذي يتيح له بعض المزايا التي لا تتاح لغيره ، وأنّه من الشيعة الإمامية الإثنى عشرية ، وهو فخور بانتمائه العقائدي والمذهبي ، كما يبدي اهتماماً شديداً بالتواريخ الدينية حتّى ليخال لقارئ الرحلة أنّه يقرأ تقويماً أو روزنامة تاريخية ، كما أنّه يعتمد في تأريخ أحداث رحلته بالإضافة إلى السنة الهجرية سنة أخرى خاصّة به ـ وهي السنة التي اعتمدها في كتابه أنيس الشيعة على ما مرّ بيانه ـ وقد اصطلح عليها بـ : (السنة الجلوسية) في إشارة منه إلى يوم خلافة أمير المؤمنين وجلوسه على سدة حكم الأمّة الإسلامية ؛ ليبيّن عمق تمسّكه ويعبّر عن اعتزازه بولاية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وقد يتبادر إلى ذهن القارئ سؤال يقول : ما الذي يدعو أميراً هنديّاً إلى أن يقصد الحجّ وشدّ الرحال إلى مكّة المكرّمة من أرض العراق ، ولا يتوجّه إليها مباشرة من الهند ، حيث يمكنه أن يعدّ لنفسه مركباً فارهاً يمخر به عباب

٢٥٤

المحيط الهندي وصولاً إلى مضيق باب المندب والدخول إلى البحر الأحمر والرسو في ميناء جدّة ، الأمر الذي يغنيه عن عناء سفر البرّ ، وقطع هذه المفازات الشاسعة؟ ولكنّ هذه الغرابة سرعان ما تزول إذا علمنا أنّ شيعة الهند قد سبقوا حتّى إخوانهم من الإيرانيين في الاعتقاد بأن الذي يروم الحجّ إلى بيت الله الحرام لا بدّ له حتماً من زيارة العتبات المقدّسة للأئمّة الأطهار في العراق ، واعتبار ذلك واجباً بوصفه مقدّمة للواجب.

أبطال هذه الرحلة :

لقد كان في ضمن القافلة التي التحق بها الأمير الحافظ محمّد عبد الحسين الكرناتكي الكثير من الشخصيّات التي تكرّر ذكرها في الكثير من مواطن هذه الرحلة ، وكان منهم قادة القوافل والتجّار والوجهاء وعلماء الدين والحرّاس والرماة والحمّالون والناس العاديّون ، ومما يلفت الانتباه في هذه الرحلة هو تصوير المؤلّف لشخصيّات هذه الرحلة وأبطالها ، حيث تتكشّف هذه الشخصيّات عن أمزجة وسجايا مختلفة ، حيث تجد بين مجموع أبطال الرحلة مختلف أصناف الناس ، فمنهم : المخلص ، والانتهازي ، والشحيح ، والنبيل والوضيع ، فبينما تراه يذكر شخصية في بداية الرحلة بالثناء والتبجيل ، حتّى تتغيّر صورته بعد مدّة طويلة عنها ، إذ تتكشّف هذه الشخصية عن إنسان آخر هو غيره الذي حاول أن يكونه في بداية الرحلة ، وقد قيل قديماً : (إذ أردت أن تعرف شخصاً على حقيقته فاصحبه في سفر) ، وقد أبقى المؤلّف

٢٥٥

هذه الصور المتفرّقة رغم اختلاف حكمه بشأنها على حالها ، الأمر الذي يوفّر للمختصّ في علم النفس البشري مادّة خصبة لدراسته ، وهناك شخصيّات حافظت على ثبات صفاتها سلبية كانت أم إيجابية على حالها منذ بداية الرحلة إلى نهايتها ، ومن تلك الشخصيّات يمكن لنا تسمية :

ـ السيّدة بيكم صاحبة القبلة (سلطان النساء) (أم المؤلّف).

ـ إسماعيل ناظر شاه (من مرافقي المؤلّف)

ـ الشيخ خلف (عالم دين).

ـ الحاج مفلح الحملة دار (قائد قافلة).

ـ الحاج صالح الكاظماوي الحملة دار (قائد قافلة)

ـ الميرزا رجب علي اللنبوني (وجيه إيراني من إصفهان)

ـ الميرزا رضا قلي (وجيه إيراني)

ـ المير يوسف علي (قريب من المؤلّف).

وحيث لا يسعنا أن نأتي على تفاصيل المواقف التي حدثت لكلّ واحدة من هذه الشخصيّات طوال الرحلة ، سنكتفي بالإشارة إلى نموذجين من هذه الشخصيّات ، وذلك كالآتي :

الأولى شخصية الشيخ خلف : حيث يُذكر في الشطر الأوّل من الرحلة بكثير من التبجيل والاحترام واصفاً إيّاه بصاحب السماحة ، ولكنّه بعد ذلك وبالتدريج يتخلّى عن وصفه بهذا اللقب دون التصريح بالأسباب ، حتّى تصل في رحلتك مع هذه الرحلة إلى مقاطع من قبيل :

٢٥٦

ـ (يقولون : إنّ الشيخ خلف يقول : إنني من أصحاب السقيفة ـ والعياذ بالله ـ أسأل الله العفو والأمان ، هذا بهتان عظيم).

ـ (جاء الشيخ خلف الصاحب يستأذنني في الذهاب إلى مكّة المكرّمة عند العصر. لقد تبعته سنة كاملة ، في حين أنّه لم ينتظرني حتّى ليوم واحد أو يومين في الحدّ الأقصى!).

وأمّا الشخصية الثانية فهي شخصية المير يوسف علي :

حيث يظهر في الكثير من صور هذه الرحلة كصاحب شخصية نفعية وأنانية هزليّة ، بل وتثير الضحك والسخرية أحياناً ، وإليك بعض المشاهد التي ظهرت فيها هذه الشخصية :

ـ (أخذ المير يوسف علي يشتم الحاج مهدي شتائم مقذعة دونما سبب وجيه ، فبادر المير سبحان علي إلى منعه ، ونصحه بأنّ ما يتفوّه به مخالف للشرع. فقال يوسف علي : أنا لا أخاف الشرع)!

ـ (وفي المساء مازحت المير يوسف علي كثيراً ، وأخذنا بالضحك ؛ حيث كنت أتعمّد قراءة آيات السجدة ، فكان يهوي إلى السجود تباعاً).

ـ (وفي الليل تحدّث المير يوسف علي في مسألة السجدة الواجبة كثيراً ، حتّى توصّل إلى إنكار أن تكون هناك سجدة واجبة في القرآن الكريم)!

ـ (طلب مني السيّد الطهراني مقلمة ، ولكنّي اعتذرت منه إذ لم تكن بحوزتي مقلمة ، ثمّ صادف أن جاء المير يوسف علي من السوق وبيده مقلمة اشتراها بريالين إفرنجيين ، فما كان من السيّد الطهراني إلى أن اختطفها منه

٢٥٧

قائلاً : هذه هي مقلمتي ، ثم انصرف بها مسرعاً تاركاً المير يوسف في حيرة وذهول ، وأخذ يدعو عليه بالويل والثبور).

ـ (أثار المير يوسف مسألة السجدة الواجبة ثانية ، وطرحها على السيّد حسن الخراساني ، فكان الحقّ معي. كما سألنا الشيخ خلف عن موضوع ممازحة السيّد الطهراني للمير يوسف علي وتظاهره بسرقة مقلمته ، فكان المير يوسف علي يقول : يجب قطع يد ذلك السيّد الذي أخذ منه المقلمة! فقلت : كلاّ ، وفي النهاية صدّق الشيخ قولي أيضاً).

فكان المير يوسف علي بسبب شخصيته الهزليّة يضفي متعة على الرحلة تخرج القارئ من حالة الرتابة والسأم ، ولله في خلقه شؤون.

خارطة طريق الرحلة :

ـ بداية الرحلة من كربلاء المقدّسة ، يوم السبت : ٢٦/شوال/١٢٣٠ للهجرة.

ـ وصول القافلة إلى النجف الأشرف ، يوم الإثنين : ٢٨ / شوال / ١٢٣٠ للهجرة.

ـ منزل (عين السيّد) في الرحبة ، يوم الجمعة : ٢ / ذي القعدة / ١٢٣٠ للهجرة.

ـ منزل (سلمان) ، يوم الثلاثاء : ٦ / ذي القعدة / ١٢٣٠ للهجرة.

ـ منزل (لينة) ، يوم الإثنين : ١٢ / ذي القعدة / ١٢٣٠ للهجرة.

ـ منزل (البقعة) ، يوم الإثنين : ١٩ / ذي القعدة / ١٢٣٠ للهجرة.

٢٥٨

ـ الوصول إلى جبل شمّر ـ الحائل ـ ، الثلاثاء : ٢٠ / ذي القعدة / ١٢٣٠ للهجرة.

ـ منزل (حديدة) ، الإثنين : ٢٦ / ذي القعدة / ١٢٣٠ للهجرة.

ـ منزل (تميّة) ، الأحد : ٣ / ذي الحجة / ١٢٣٠ للهجرة.

ـ منزل (بريدة) ، الخميس : ٧ / ذي الحجة / ١٢٣٠ للهجرة. (وهنا أيقن أفراد القافلة من فوات موسم الحجّ عليهم).

ـ منزل (الرويزة) ، الخميس : ٢١ / ذي الحجة / ١٢٣٠ للهجرة.

ـ منزل (الخبرة) ، الجمعة : ٢٢ / ذي الحجة / ١٢٣٠ للهجرة.

ـ الإقامة في بريدة لمدة شهرين (من ٢٧ / ذي الحجة ، إلى ١١ / ربيع الأول / ١٢٣١ للهجرة) ، وخلال هذه المدة آثر بعض أفراد القافلة العودة إلى العراق.

ـ الانطلاق من بريدة والإقامة في الخضيرة.

ـ منزل (عنيزة) ، الإثنين : ١٣ / ربيع الأول / ١٢٣١ للهجرة.

ـ الدخول إلى المدينة المنوّرة والإقامة فيها عدّة أشهر (من ١٠ / ربيع الثاني / ١٢٣١ وحتّى ٢٧ / شوال / ١٢٣١ للهجرة).

ـ اللقاء بإبراهيم باشا ، الجمعة : ٥ / ذي القعدة / ١٢٣١ للهجرة.

ـ الحركة من ينبع إلى جدة عبر البحر ، الإثنين : ٨ / ذي القعدة / ١٢٣١ للهجرة.

٢٥٩

ـ الحركة من جدة إلى مكة المكرّمة ، الإثنين : ١٥ / ذي القعدة / ١٢٣١ للهجرة.

ـ الوصول إلى مكّة المكرّمة ، الأربعاء : ٢٩ / ذي القعدة / ١٢٣١ للهجرة. (أداء مناسك الحجّ ومشاعره).

ـ الخروج من مكّة المكرّمة ، الإثنين : ٢٧ / ذي الحجة/١٢٣١ للهجرة.

ـ الوصول إلى الدرعية ، الثلاثاء : ٤ / صفر / ١٢٣٢ للهجرة.

ـ اللقاء بعبد الله بن سعود ، الخميس : ١٣ / صفر / ١٢٣٢ للهجرة.

ـ الخروج من الدرعية ، الجمعة : ٢١ / صفر / ١٢٣٢ للهجرة.

ـ الوصول إلى الأحساء ، السبت : ٧ / ربيع الأول / ١٢٣٢ للهجرة.

ـ الوصول إلى الكويت ، الأربعاء : ٢ / ربيع الثاني / ١٢٣٢ للهجرة.

ـ الخروج من الكويت باتجاه البصرة عبر البحر ، السبت : ٥ / ربيع الثاني / ١٢٣٢ للهجرة.

ـ الوصول إلى البصرة ، الأربعاء : ٩ / ربيع الثاني / ١٢٣٢ للهجرة.

ـ مغادرة البصرة عبر نهر دجلة باتجاه بغداد ، الثلاثاء : ١٥ / ربيع الثاني / ١٢٣٢ للهجرة.

ـ الوصول إلى المدائن وزيارة مرقد الصحابي الجليل سلمان الفارسي ، الثلاثاء : ٢٩ / ربيع الأول / ١٢٣٢ للهجرة.

ـ الدخول إلى بغداد ، الخميس : ١ / جمادى الأولى / ١٢٣٢ لهجرة.

ـ الخروج من بغداد باتجاه كربلاء المقدّسة ، السبت : ٩ / جمادى

٢٦٠