تراثنا ـ العددان [ 111 و 112 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 111 و 112 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٤٧٨

(الكتاب) (١).

ويوجد اليوم من كتبه (كتاب المؤمن) أو (حقوق المؤمنين) بخطّ المحدّث النوري الشيخ حسين بن محمّد تقي الطبرسي (ت ١٣٢٠ هـ).

٢٢ ـ بصائر الدرجات لأبي جعفر محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار القمّي (ت ٢٩٠ هـ).

عدّه العلاّمة المجلسي من (الأصول) المعتبرة في بحار الأنوار(٢) ، بينما وصفه كلّ من الطوسي والنجاشي بـ : (الكتاب) (٣).

٢٣ ـ كتاب الديات لظريف بن ناصح الكوفي البغدادي من أصحاب الباقر عليه‌السلام.

عدّه شيخنا العلاّمة من (الأصول) في الذريعة(٤) ، بينما وصفه كلّ من الطوسي والنجاشي بـ : (الكتاب) (٥).

وقد أورد الشيخ الصدوق جميع الكتاب في من لا يحضره الفقيه(٦) ، وكذلك الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام(٧).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) راجع الفهرست : ٨٣ ، رجال النجاشي : ٤٨.

(٢) بحار الأنوار ١ / ٢٧.

(٣) راجع الفهرست : ٢٧٤.

(٤) الذريعة ٢ / ١٦٠.

(٥) راجع الفهرست : ١١٢ ، رجال النجاشي : ١٥٦.

(٦) من لا يحضره الفقيه ٤ / ٥٤.

(٧) تهذيب الأحكام ١٠ / ٢٩٥.

٦١

٢٤ ـ قرب الإسناد لأبي جعفر محمّد بن عبدالله الحميري.

قال العلاّمة المجلسي : «من (الأصول) المعتبرة المشهورة ، وكتبناه من نسخة قديمة مأخوذة من خطّ الشيخ محمّد بن إدريس ، وكان عليها صورة خطّه»(١).

وقد عبّر عنها النجاشي بالمسائل(٢).

وطبع مكرّراً في النجف سنة (١٣٦٩ هـ) وفي طهران سنة (١٣٧٠ هـ).

٢٥ ـ كامل الزيارة لأبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولوية القمّي (ت ٣٦٧ هـ).

قال العلاّمة المجلسي : «إنّه من (الأصول) المعروفة ، وأخذ منه الشيخ في التهذيب وغيره من المحدّثين»(٣).

وقد وصفه الطوسي في جملة مؤلّفاته بـ : (الكتاب) ، وذكر إسناده إليه في الفهرست(٤).

وقد طبع بتحقيق الشيخ عبدالحسين الأميني في النجف سنة (١٣٥٦هـ).

٢٦ ـ المحاسن لأبي جعفر أحمد بن محمّد بن خالد الكوفي البرقي (ت ٣٧٤هـ).

وصفه العلاّمة المجلسي بأنّه : «من (الأصول) المعتبرة»(٥).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) بحار الأنوار ١ / ٢٦.

(٢) رجال النجاشي : ٢٨٤.

(٣) بحار الأنوار ١ / ٢٧.

(٤) الفهرست : ٦٧.

(٥) بحار الأنوار ١ / ٢٧.

٦٢

وكذلك الشيخ الطريحي في جامع المقال(١).

بينما عدّه كلّ من الطوسي والنجاشي ضمن كتبه وتصانيفه مع إسنادهما إليه(٢).

طبع في طهران سنة (١٣٧٠هـ) ، وفي النجف سنة (١٣٨٤ هـ).

٢٧ ـ مقتضب الأثر في الأئمّة الإثني عشر. لأحمد بن محمّد بن عيّاش الجوهري (ت ٤٠١ هـ).

قال العلاّمة المجلسي : «إنّه من (الأصول) المعتبرة عند الشيعة كما يظهر من التتبّع»(٣).

ووصفه الشيخ الطوسي بـ : (الكتاب) وذكر إسناده إليه في الفهرست(٤).

طبع على الحجر في إيران طبعة سقيمة بدون ذكر اسم الكتاب والمؤلّف.

وتوجد نسخة مخطوطة بخطّ أبي الفتح الأسفراييني سنة (١٠٨٠ هـ) وعليها تملّك الحرّ العاملي في سنة (١٠٨٧ هـ) في مكتبة السيّد الحكيم العامّة في النجف.

وطبع في قم سنة (١٣٧٩ هـ).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) جامع المقال : ٣٣.

(٢) راجع : الفهرست : ٤٤ ، رجال النجاشي : ٥٩.

(٣) بحار الأنوار ١ / ٣٧.

(٤) الفهرست : ٥٧.

٦٣

نتيجة البحث

وقد توصّلنا من هذا البحث إلى النتائج التالية :

أوّلاً : إنّ (الأصل) ممّا اصطلح عليه علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري.

ثانياً : إنّ المحدّثين ذكروا في تحديد مفهوم (الأصل) أقوالاً كانت في الغالب مجرّد حدس وتخمين كما صرّح بذلك السيّد محسن الأمين.

وإنّ لكلمة (الأصل) معنيان :

المعنى الأوّل : المعنى الاصطلاحي ، وهو عبارة عن : الحاوي للحديث المروي سماعاً من الإمام الصادق عليه‌السلام غالباً ، ومن تأليف رواته عليه‌السلام ، وقد استشهدنا لذلك بنصوص المتقدّمين ، وإنّ أغلب من ذكرهم الطوسي والنجاشي في أصحاب (الأصول) هم من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام كما يُنبىء عن ذلك دراسة (الأصول) الموجودة.

المعنى الثاني : المعنى اللغوي بمعنى المصدر والمرجع ـ كما في عصرنا ـ وذلك حيث تستعمل في غير كتب الحديث من العلوم المختلفة أو تستعمل قبل القرن الخامس الهجري.

ثالثاً : تحديد زمن التأليف بعصر الإمام الصادق عليه‌السلام ، أي من روى عنه عليه‌السلام ، ولا ينافي ذلك أن يروي عن أبيه الباقر عليه‌السلام وابنه الكاظم عليه‌السلام.

٦٤

رابعاً : إن أريد من (الأصل) مفهومه اللغوي فأصول أحاديث الشيعة عدداً ستّة آلاف وستمائة ـ تقريباً ـ.

وإن أريد مفهومه الاصطلاحي المذكور فلا يزيد على المائة عدداً ، والمذكور منها في فهرستي الطوسي والنجاشي لا تزيد على نيّف وسبعين (أصلاً).

خامساً : إنّ أعيان (الأصول) قد أهملت نظراً لاحتواء (الكتب الأربعة) و (جوامع الحديث) لهذه (الأصول) وغيرها من مصادر أحاديث الشيعة ، ولأجل ذلك استغنى المحدّثون عن (الأصول) بأعيانها لوجود مضامينها ورواياتها في هذه الكتب المتأخّر تأليفها زمناً عن زمن تأليف (الأصول) ، ولم أقف ـ حسب تتبّعي ـ للأصول التي ذكرها الشيخ الطوسي بأنّها (أصول) على أكثر من سبعة وعشرين كتاباً ، وعساني أوفّق للاطّلاع عليها في المستقبل.

ويقول الشهيد الثاني بهذا الصدد : «كان قد استقرّ أمر الإمامية على أربعمائة مصنّف سمّوها (أصولاً) ، فكان عليها اعتمادهم ، وتداعت الحال إلى أن ذهب معظم تلك (الأصول) ، ولخّصها جماعة في كتب خاصّة تقريباً على المتناول ، وأحسن ما جمع منها الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه»(١).

ومن هنا يجدر بنا البحث في تاريخ تدوين الحديث عند الشيعة فيما بعد تأليف (الأصول) ، وهذا يستدعي دراسة موضوعية مماثلة في (جوامع الحديث) و (الكتب الأربعة).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الرعاية في علم الدراية : ٧٢.

٦٥

الإسناد

ألّف كثير من علماء الشيعة الإمامية كتب (الاثبات) و (المشيخات) يوصلون فيها أسانيدهم إلى أصحاب (الكتب الأربعة) وغيرها من مؤلّفات الشيعة ، وأوسعها : (خاتمة المستدرك) تأليف الشيخ ميرزا حسين النوري (ت ١٣٢٠هـ) ، والذي يعتبر ـ بحكم تأخّره ـ أجمع وأوسع ما كتب في هذا الباب ، وإنّي عملا بقول الشاعر :

فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم

إنّ التشبّه بالكرام فلاح

استجزت مشائخ عدّة بأسانيدهم الموصولة ، منهم : السيّد الوالد السيّد محسن الحسيني الجلالي (ت ١٣٩٦ هـ) ، وأستاذي الفقيه الحكيم ، نادرة الزمن : السيّد ميرزا حسن البجنوردي (ت ١٣٩٥ هـ) ، والمصلح الشهير السيّد محمّد علي الملقّب بهبة الدين الشهرستاني (ت ١٣٨٦ هـ) ، والعلاّمة الكبير السيّد مهدي الخوانساري (ت ١٣٩١هـ) ، ومفخرة الشيعة السيّد شهاب الدين المرعشي (ت ١٤١١ هـ) ، وغيرهم ممّن يطول ذكرهم.

وأكتفي هنا بذكر شيخنا عالي الإسناد شيخ المحدّثين : الشيخ محمّد محسن بن الحاج علي بن المولى محمّد رضا بن الحاج محسن الطهراني المحسني المنزوي ، وقد اشتهر بلقبه (آقا بزرك الطهراني).

وأروي جميع كتب الحديث للشيعة الإمامية من (الكتب الأربعة) ـ التي هي في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار ـ وغيرها من (الكتب) و (الأصول) و (الجوامع) و (المشيخات) و (المؤلّفات) عن مشايخي العظام

٦٦

المتقدّم ذكرهم ، عن مشايخهم بأسانيدهم المتّصلة إلى أصحابها ، وأحيل التفصيل إلى خاتمة المستدرك للشيخ النوري رحمه‌الله الذي جمع فيها جميع الطرق والأسانيد ، عن تليمذه الأجلّ شيخنا العلاّمة الشيخ آقا بزرك الطهراني.

وأذكر هنا سنداً واحداً إلى أصحاب (الكتب الأربعة) التي عليها المدار.

فأروي عالياً عن مشايخي الأعلام وأعلاهم سنداً :

١ ـ شيخنا العلاّمة شيخ المحدّثين في القرن الرابع عشر الشيخ محمّد محسن بن علي بن محمّد بن رضا بن محسن الرازي النجفي ، الملقّب بآقا بزرك الطهراني(١).

٢ ـ عن شيخه المحدّث محمّد حسين النوري (ت ١٣٢٠هـ).

٣ ـ عن ميرزا هاشم الخوانساري (ت ١٣١٧هـ).

٤ ـ عن السيّد صدر الدين العاملي (ت ١٢٦٣هـ).

٥ ـ عن محمّد مهدي بحر العلوم (ت ١٢١٢هـ).

٦ ـ عن محمّد باقر الوحيد البهبهاني (ت ١٢٠٦هـ).

٧ ـ عن والده محمّد أكمل.

٨ ـ عن المولى محمّد باقر المجلسي (ت ١١١١هـ) بأسانيده.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) قال المحقّق : توفّي رحمه‌الله في ١٨ ذي الحجّة ١٣٨٩ هـ ، وكان أوّل من أرّخ وفاته الشاعر الكاظمي السيّد موسى الهندي بقوله :

إنّ المصاب فادح

فليصمت المؤبّن

إن تدفنوا فالعلم

والتقوى جميعاً تدفنوا

كان اسمه تاريخه

(آغا بزرك محسن)

٦٧

٩ ـ عن محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت ١١٤٠هـ) بأسانيده.

وبالإسناد عن المجلسي (ت ١١١١ هـ) :

٩ ـ عن محمّد محسن الفيض الكاشاني (ت ١٠٩١هـ) بأسانيده.

وبالإسناد عن بحر العلوم (ت ١٢١٢هـ) :

٦ ـ عن الشيخ يوسف البحراني (ت ١١٧٦هـ).

٧ ـ عن الشيخ عبد الله البلادي.

٨ ـ عن الشيخ سليمان الماحوزي.

٩ ـ عن الشيخ محمّد ين يوسف.

١٠ ـ عن السيّد نعمة الله الجزائري (ت ١١١٢هـ).

١١ ـ عن الشيخ عبد عليّ بن جمعة الحويزي (ت ١١١٢هـ) بأسانيده.

وبالإسناد عن سليمان الماحوزي :

٩ ـ عن السيّد هاشم البحراني (ت ١١٠٧هـ) بأسانيده.

وبالإسناد عن المجلسي (ت ١١١١هـ) :

٩ ـ عن والده محمّد تقي المجلسي (ت ١٠٧٠هـ).

١٠ ـ عن بهاء الدين محمّد العاملي (ت ١٠٣١هـ).

١١ ـ عن والده الحسين بن عبد الصمد (ت ٩٨٤هـ).

١٢ ـ عن زين الدين ، الشهيد الثاني (ت ٩٦٦هـ).

١٣ ـ عن نور الدين علي بن عبد العال الميسي (ت ٩٤٠هـ).

١٤ ـ عن محمّد بن المؤذن الجزّيني.

١٥ ـ عن ضياء الدين علي بن محمّد بن مكّي.

١٦ ـ عن والده محمّد بن مكّي ، الشهيد الأوّل (ت ٧٨٦هـ).

٦٨

١٧ ـ عن السيّد مهنّا بن السنان المدني.

١٨ ـ عن حسن بن يوسف ، العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦هـ).

١٩ ـ عن جعفر بن الحسن ، المحقّق الحلّي (ت ٦٧٦هـ).

٢٠ ـ عن رشيد الدين محمّد بن عليّ بن شهرآشوب (ت ٥٨٨هـ).

٢١ ـ عن الفضل بن الحسن الطبرسي (ت ٥٠٢هـ) بأسانيده.

وبالإسناد عن العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦هـ) :

١٩ ـ عن السيّد رضيّ الدين عليّ بن طاووس (ت ٦٦٤هـ).

٢٠ ـ عن نجيب الدين علي السوراوي.

٢١ ـ عن الحسين بن هبة الله بن رطبة (ح ٥٦٠هـ).

٢٢ ـ عن أبي عليّ ، المفيد الثاني الطوسي (ح ٥١٥هـ).

٢٣ ـ عن والد أبي جعفر محمّد بن الحسن ، الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠هـ) بأسانيده.

وبالإسناد عن الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠هـ) :

٢٤ ـ عن الشيخ محمّد بن النعمان ، المفيد (ت ٤١٣هـ).

٢٥ ـ عن أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه ، الشيخ الصدوق (ت ٣٨١هـ).

٢٦ ـ عن مظفّر بن جعفر بن مظفّر العلوي السمرقندي.

٢٧ ـ عن جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي.

٢٨ ـ عن محمّد بن مسعود العيّاشي (ح ٣٢٩هـ) بأسانيده.

وبالإسناد عن الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠هـ) :

٢٥ ـ عن الحسين بن عبيد الله الغضائري (ت ٤١٢هـ).

٢٦ ـ عن أبي غالب أحمد بن محمّد الزراري (ت ٣٦٨هـ).

٦٩

٢٧ ـ عن محمّد بن يعقوب الكليني (ت ٣٢٩هـ) بأسانيده المشهورة وطرقه المشروحة.

ونكتفي بهذا المقدار من الطرق والأسانيد ، وطالب التفصيل يرجع

إلى الأثبات والمشيخات ، وأشهرها تداولا اليوم :

المشيخة ؛ لشيخنا العلاّمة الطهراني (ت ١٣٨٩هـ).

وخاتمة المستدرك ؛ للمحدّث النوري (ت ١٣٢٠هـ).

ولؤلؤة البحرين ؛ للشيخ يوسف البحراني (ت ١١٨٦هـ).

ومشجّرة علماء الإمامية ؛ للسيد أبي القاسم الطباطبائي (ت ١٣٦٢هـ).

وأروي الأخير عن خاتمة المحدّثين في القرن الحاضر السيّد شهاب الدين المرعشي (ت ١٤١١ هـ).

وقلّ من جمع بين أنواع التحمّل المذكورة من الأصحاب ، ومن هذه القلّة محمّد بن علي بن شهرآشوب (ت ٥٨٨هـ) ، حيث صرّح في مقدّمة كتابه المناقب بقوله : «أذن لي جماعة من أهل العلم والديانة بالسماع والقراءة والمناولة والمكاتبة والإجازة فصحّت لي الرواية عنهم» ثمّ ذكر طرقه(١).

وقد حذوت حذوه فاستجزت شيخي العلاّمة الطهراني عام (١٣٨٧هـ) فأجازني كذلك ، وقرأت عليه أحاديث كتاب أبواب العلم من الكافي وهو يسمع ، ثمّ قرأها شارحاً بعض الفوائد في الأسانيد والمتون ، وأحال التفصيل إلى كتب الأصحاب ، وهذا نصّ الإجازة :

«بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسّلام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٦ المقدّمة.

٧٠

على سيّدنا ومولانا أبي القاسم محمّد بن عبدالله خاتم النبيّين وعلى أوصيائه الأئمّة المعصومين الحافظين عنه ما أوحي إليه في الكتاب المبين من الآن إلى قيام يوم الدين.

وبعد ، فإنّ السيّد السند الثقة الثبت المعتمد النازل منّي منزلة الولد السيّد محمّد حسين نجل العلاّمة الأجل السيّد محسن الحسيني الجلالي الحائري المولد وزاد الله في توفيقاته ، استجازني في الرواية قبل سنوات ، فكتبت له إجازة عامّة مختصرة لتصحّ بها روايته عنّي كافّة ما صنّفه علماء المسلمين من الأصول والكتب من صدر الإسلام حتّى اليوم ، فهو مجاز عنّي في ذلك ، ولقد أكثر من التردّد إلى مكتبتي الموقوفة (١٣٧٥) لانتفاع طلاّب النجف الأشرف فكان يشتغل بمطالعة ما فيها من الكتب ويستفيد من مطبوعها ومخطوطها ليلا ونهاراً ، وكان في كثير من الليالي يبيت في المكتبة مشغولا بالفحص والتنقيب لاستخراج مجهولاته ، والبسط والتوسعة في حدود معلوماته ، مجدّاً في المطالعة والكتابة والاستفادة ، تاركاً للأكل والشرب والنوم والاستراحة إلى طلوع الشمس ، فنال بهذا السعي البليغ مقاماً شامخاً ، وحاز من الفضائل مبلغاً لا يستهان به وذلك من فضل الله التي اختصّ به ، فلم نر في سائر الشبّان من أترابه مثل ذلك ، نسأل الله جلّ جلاله زيادة التوفيق لهذا السيّد الجلالي الشفيق.

ولقد كنت أناوله بعض تلك الكتب وأعرض عليه بعض خصوصيّاته ، وأشرح له ترجمة مؤلّفه ، وأُطلعه على بعض فوائده ، وأذكر له فهرس مطالبه ، وأقرأ عليه بعض مواضعه وهو يسمع أو هو يقرأ وأنا سامعه ، وبالأخصّ المخطوطات التي بقلمي من تآليفي ، أو تصنيف غيري ، فلذلك رغب السيّد المعزى إليه أن أكتب له كلمة تكشف عن تحمّله عنّي

٧١

لسائر الأنحاء الثمانية : من المناولة ، والعرض ، والسماع منّي ، والقراءة عليّ ، والاستماع منّي ، والإعلام بأنّه خطّي أو تصنيفي أو خطّ غيري ، فأجبت مسألته ونزلت عن رغبته ، وكتبت هذه الجملة بيدي المرتعشة في مكتبتي العامّة في السادس عشر من محرّم الحرام عام سبعة وثمانين وثلاثمائة وألف ، وأنا الفاني الشهير بآغا بزرك الطهراني» (محلّ الختم الشريف).

وليكن هذا مسك الختام وآخر دعوانا : (أن الحمد لله ربّ العالمين).

محمّد حسين الحسيني الجلالي

٧٢

المصادر

١ ـ آل أعين : لأبي غالب الزراري أحمد بن محمّد الزراري ، تحقيق : السيّد محمد علي الموسوي الموحّد الأبطحي ، قم ، إيران (١٣٩٩هـ).

٢ ـ الإرشاد : للشيخ المفيد أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (ت٤١٣ هـ) تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، نشر : دار المفيد بموافقة اللجنة الخاصّة المشرفة على المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، بيروت ، لبنان (١٤١٤ هـ).

٣ ـ الأصول الستّة عشر من الأصول الأوّلية : تحقيق : ضياء الدين المحمودي ، نشر : دار الحديث ، قم ، إيران (١٤٢٣ هـ).

٤ ـ إعلام الورى بأعلام الهدى : للطبرسي الشيخ أبوعلي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ) ، تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم ، ايران (١٤١٧هـ).

٥ ـ أعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين العاملي (ت١٣٧١ هـ) تحقيق : السيّد حسن الأمين ، نشر : دار التعارف ، بيروت ، لبنان.

٦ ـ أمالي الصدوق : للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمّي (ت ٣٨١هـ) ، نشر : مؤسّسة البعثة ، قم ، إيران (١٤١٧هـ)

٧ ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار : للعلامة المجلسي الشيخ محمد باقر (ت١١١١ هـ) ، نشر : مؤسسة الوفاء ، بيروت ، لبنان (١٤٠٣ هـ).

٨ ـ تدريب الراوي : للسيوطي جلال الدين (ت ٩١١هـ) ، طبعة القاهرة ، مصر (١٣٨٣هـ).

٧٣

٩ ـ تنقيح المقال في علم الرجال : للشيخ المامقاني عبد الله بن الشيخ محمد حسن بن عبد الله المامقاني (ت ١٣٥١هـ) ، طبعة النجف الأشرف ، العراق (١٣٥٠هـ).

١٠ ـ تهذيب الأحكام : للشيخ الطوسي أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت٤٦٠ هـ) ، طبعة النجف الأشرف ، العراق (١٣٨٢ هـ).

١١ ـ جامع المقال : للشيخ فخر الدين الطريحي (ت ١٠٨٥هـ) ، طهران ، إيران (١٣٧٥ هـ).

١٢ ـ خاتمة المستدرك : للشيخ النوري الميرزا حسين النوري الطبرسي (ت١٣٢٠ هـ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم ، إيران (١٤١٥ هـ).

١٣ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : للشيخ اقا بزرك الطهراني الشيخ محمّد محسن بن علي بن محمّد رضا الطهراني النجفي (ت١٣٨٩ هـ) ، طبعة النجف الأشرف ، العراق (١٣٥٥ هـ).

١٤ ـ ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة : للشهيد الأوّل محمّد بن جمال الدين مكّي العاملي الجزّيني (ت٧٨٦هـ) ، تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم ، إيران (١٤١٩هـ).

١٥ ـ رجال النجاشي (فهرست أسماء مصنفي الشيعة) : للنجاشي أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العبّاس النجاشي الأسدي الكوفي (ت٤٥٠هـ) مركز نشر كتاب ، طهران ، إيران.

١٦ ـ الرعاية في علم الدراية : للشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي (ت٩٦٥ هـ) ، تعليق وتحقيق : عبد الحسين محمّد علي البقّال ، نشر : مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، قم ، إيران (١٤٠٨هـ).

١٧ ـ الرواشح السماوية : للمير داماد ، محمّد باقر الحسيني الاسترابادي (ت١٠٤١ هـ) ، تحقيق : غلام حسين قيصريه ها ونعمة الله الجليلي ، نشر : دار الحديث ، قم ، إيران (١٤٢٢هـ).

٧٤

١٨ ـ صحيح البخاري : للبخاري (ت ٢٥٦هـ) ، طبعة القاهرة ، مصر (١٣١٤هـ).

١٩ ـ الطبقات الكبرى : لابن سعد (ت ٢٣٠هـ) ، نشر : دار صادر ، بيروت ، لبنان.

٢٠ ـ الغيبة : للنعماني محمّد بن إبراهيم النعماني (ت ٣٨٠ هـ) ، تحقيق : فارس حسّون كريم ، نشر : انوار الهدى ، قم ، إيران (١٤٢٢ هـ).

٢١ ـ الغيبة : للشيخ الطوسي أبو جعفر محمّد بن الحسن (ت ٤٦٠هـ) نشر : مؤسّسة المعارف الإسلامية ، قم ، إيران (١٤١١هـ).

٢٢ ـ الفهرست : للشيخ الطوسي أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت٤٦٠هـ) طبعة النجف الأشرف ، العراق (١٣٨٠ هـ).

٢٣ ـ كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : الحاجي خليفة مصطفى بن عبدالله ، (ت ١٠٦٧ هـ) ، نشر : دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان.

٢٤ ـ مجمع الرجال : للشيخ القهبائي عناية الله (كان حيّاً سنة ١٠٢١هـ) ، أصفهان ، إيران (١٣٨١ هـ).

٢٥ ـ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل : للشيخ النوري ميرزا حسين النوري الطبرسي (ت ١٣٢٠ هـ) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، بيروت ، لبنان (١٤٠٨ هـ).

٢٦ ـ مستطرفات السرائر : لابن إدريس الحلّي أبو عبد الله محمّد بن أحمد ابن إدريس العجلي الحلّي (ت ٥٩٨ هـ) ، نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، قم ، إيران (١٤١١ هـ).

٢٧ ـ مشرق الشمسين : للشيخ البهائي محمّد بن الحسين العاملي (ت١٠٣١هـ) ، نشر : مكتبة بصيرتي ، قم ، إيران.

٢٨ ـ معالم العلماء : لابن شهرآشوب أبو عبد الله محمّد علي بن شهرآشوب بن كياكي السروي المازندراني (ت٥٨٨ هـ) ، طبعة النجف الأشرف ، العراق (١٣٨٠ هـ).

٧٥

٢٩ ـ معجم رجال الحديث : للسيّد الخوئي السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي (ت١٤١٣ هـ) ، طبعة النجف الأشرف ، العراق (١٣٩٠ هـ).

٣٠ ـ المعتبر في شرح المختصر : للمحقق الحلّي نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن (ت٦٧٦ هـ) ، نشر : مؤسسة سيّد الشهداء عليه‌السلام ، قم ، إيران (١٣٦٤ هـ ش).

٣١ ـ مقباس الهداية في علم الدراية : للشيخ المامقاني عبد الله بن الشيخ محمد حسن بن عبد الله المامقاني (ت ١٣٥١هـ) ، في ذيل تنقيح المقال.

٣٢ ـ من لا يحضره الفقيه : للشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت ٣٨١ هـ) ، طبعة النجف الأشرف ، العراق (١٣٧٧هـ).

٣٣ ـ وصول الأخيار إلى أصول الأخبار : للشيخ حسين عبد الصمد العاملي (والد الشيخ البهائي) (ت ٩٨٤هـ) ، تحقيق : السيّد عبد اللطيف الكوهكمري ، نشر : مجمع الذخائر الإسلامية ، قم ، إيران (١٤٠١هـ).

٧٦

الذكر المحفوظ

قراءة جديدة في تاريخ جمع القرآن

وما روي في تحريفه

(٢)

السيّد عليّ الشهرستاني

تكلّمنا في العدد السابق عن الإنزالين الدفعي والتدريجي للقرآن ، موضّحين معنى العرضة ، وما قيل عن ترتيب القرآن ، هل هو توقيفي أم اجتهادي؟ آتين بالروايات الدالّة على إشراف النبيّ(صلى الله عليه وآله) وجبريل عليه‌السلام على ترتيب الآيات في السورة.

ثمّ أشرنا إلى وجود أقوال أربعة في جمع القرآن وتأليفه ، وبيّنا أوّله وهو جمع القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأنّه أمر بجمع ما نزل عليه إلى ذلك الحين ، مؤكّدين وجود مصاحف ناقصة للصحابة يقرؤون فيها ، وأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)أكّد على عدم تنجيسها ، وحملها إلى بلاد الكفر و ... ، وأنّ ما قالوه في تفسير جمع القرآن بأنّه يعني الحفظ لا الكتابة ، هو باطل.

قالوا بذلك لسلب فضيلة جمع القرآن للإمام عليٍّ عليه‌السلام وإعطائها لآخرين ، مع أنّه الأولى بذلك ـ عدا كونه أوّل كتّاب الوحي ، وصهر الرسول(صلى الله عليه وآله) ، وزوج البتول عليها‌السلام ، وابن عمّه ، وأوّل القوم إسلاماً ـ وذلك لكونه عِدْل القرآن ، وأحد الثقلين ، والقائل : سلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلاّ وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار.

ثمّ صاروا إلى التشكيك في روايات جمع الإمام للقرآن وتضعيفها ،

٧٧

وحملها على الجمع في الصدور ، وأكثر من ذلك أنّهم رووا على لسانه أنّه قال : «أعظم الناس أجراً في المصاحف أبوبكر ، رحمة الله على أبي بكر هو أوّل من جمع كلام الله بين اللوحين»(١). وقوله في مصحف عثمان : «والله لو ولّيت لفعلت مثل الذي فعل»(٢).

والآن مع القول الثاني في الجمع والتأليف :

٢ ـ الجمع بعد وفاة رسول الله مباشرة بواسطة الإمام عليّ عليه‌السلام :

عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال لعليٍّ عليه‌السلام : يا عليّ ، القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس ، فخذوه واجمعوه ولا تضيّعوه كما ضيّعت اليهود التوراة ، فانطلق عليٌّ عليه‌السلام فجمعه في ثوب أصفر ،ثمّ ختم عليه في بيته وقال : لا أرتدي حتّى أجمعه ، فإنّه كان الرجل لَيَأْتيه فيخرج إليه بغير رداء حتّى جمعه ، قال : وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : لو أنّ الناس قَرأوا القرآن كما أُنزل ما اختلف اثنان»(٣).

وعنه عليه‌السلام أيضاً ، عن أبيه ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام : «ما أحد من هذه الأمّة جمع القرآن إلاّ وصيّ محمّد(صلى الله عليه وآله)»(٤).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) المصاحف ١ / ١٥٤ الرقم ١٧ و ١٨ و ١٩ ، تاريخ دمشق ٣٠ / ٣٨٠ ، ٣٨١ ، تاريخ الإسلام ٣ / ١١٥ ، تاريخ الخلفاء : ٨٦.

(٢) أنظر البرهان للزركشي ١ / ٢٤٠ ، الاتقان للسيوطي ١ / ١٦٦ ، تاريخ دمشق ٣٩ / ٤٤ ، ٢٤٦ ، ٢٤٨ ، تاريخ ابن شبة ٣ / ٩٩٥.

(٣) تفسير القمّي ٢/٤٥١ وعنه في بحار الأنوار ٨٩/٤٨/ح ٧.

(٤) تفسير القمّي ٢/٤٥١ وعنه في بحار الأنوار ٨٩/٤٨/ح ٥ ، وفي بصائر الدرجات : ٢١٤ ح ٥ من الباب ٥ بسنده عن الباقر عليه‌السلام قال : «ما أجد أحداً من هذه الأمّة من جمع القرآن إلاّ الأوصياء».

٧٨

وعن الباقر عليه‌السلام أيضاً : «ما ادّعى أحد من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما أُنزل إلاّ كذّاب ، وما جمعه وحفظه كما نزّل الله تعالى إلاّ عليّ بن أبي طالب والأئمّه من بعده»(١).

وقوله عليه‌السلام : «ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن كلّه ظاهره وباطنه غير الأوصياء»(٢).

وهذه النصوص تؤكّد أنّ القرآن غير مجموع كاملاً على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ممّا دعى النبيّ(صلى الله عليه وآله) أن يكلّف الإمام أمير المؤمنين عليّاً عليه‌السلام أن يجمعه بين الدّفتين ؛ لأنّ تنفيذ هذه المهمّة وإكمالها لا يتمّ إلاّ بيد وصي محمّد(صلى الله عليه وآله)وهو عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام.

نعم ، إنّها كانت مكتوبة في صحف ، على أشكال مختلفة في الحرير والقرطاس والعسب والكتف ، ورسول الله(صلى الله عليه وآله) أراد من الإمام أن يوحّد شكلها ونظمها ، وأن يجمعها ما بين اللّوحين مع تفسيرها النبويّ.

وقد ذكر الأُستاذ عزّة دروزه في كتابه (القرآن المجيد) الخبر الآنف المروي عن الإمام الصادق عليه‌السلام ثمّ قال : «وهذا يفيد أنّ القرآن كان يدوّن على وسائل الكتابة المعروفة ، وكان مدوّناً كذلك في حياة النبيّ ، وكان النبيّ يُعْنَى بحفظه في بيته»(٣).

كما يؤكّد خبر وصية رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعليٍّ عليه‌السلام في أمر جمع القرآن ما رواه العيّاشي في تفسيره في ذيل رواية : «قال عليّ : إنّ رسول الله أوصاني إذا وارَيْتُهُ في حفرته أن لا أخرج من بيتي حتّى أؤلِّف كتاب الله ؛ فإنّه في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أصول الكافي ١ / ٢٢٨/١ ، باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلاّ الإئمّةعليهم‌السلام.

(٢) اُصول الكافي ١ / ٢٢٨.

(٣) نصوص في علوم القرآن ٣ / ٤٣٦ عن كتاب دروزه.

٧٩

جرائد النخل وفي أكتاف الإبل ...»(١).

وجاء في تفسير الآية (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) : أنّ المراد بالكتاب هنا أجزاء القرآن المتفرّقة والّتي كانت في دار النبيّ(صلى الله عليه وآله) فورثها منه عليّ عليه‌السلام وجمعها وورثها من عليّ عليه‌السلام الأئمّة عليهم‌السلام من بعده ، رواه المحدّث البحراني عن ابن شهرآشوب عن الإمامين الصادق والباقر عليهم‌السلامفي تفسير (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) أنّهما قالا : «هي لنا خاصّة وإيّانا عنى»(٢).

وقال الطبرسي بعد نقله الأقوال : «وهذا أقرب الأقوال ؛ لأنّهم أحقّ الناس بوصف الاصطفاء والأجتباء وإيراث علم الأنبياء ، إذ هم المتعبّدون بحفظ القرآن»(٣).

وإنّي نظراً لحساسيّة الموضوع كان عليّ أن آتي أوّلاً بالأخبار الموجودة في كتب الشيعة الإمامية عن مصحف الإمام عليٍّ عليه‌السلام ، ثمّ أقوال علمائهم فيه ، وبعدها أذكر روايات الجمهور وأقوال علمائهم في ذلك كي أكون موضوعيّاً وشموليّاً في بحثي ، ولا أنحاز لطرف دون آخر.

وإليك الآن الروايات في كتب الإمامية :

* في بصائر الدرجات للصفّار (ت ٢٩٠ هـ) بإسناده عن سالم بن أبي

سلمة ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام ... أنّه : «أخرج المصحف الذي كتبه عليّ عليه‌السلام وقال : أخرجه عليّ عليه‌السلام إلى الناس حيث فرغ منه وكتبه فقال لهم : هذاكتاب الله كما أَنزل اللهُ على محمَّد وقد جمعته بين اللَّوحين ، قالوا : هو ذا عندنا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) تفسير العيّاشي ٢/٦٦ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٨/٢٢٧/ح ١٤.

(٢) مناقب بن شهرآشوب ٣ / ٢٧٤ ، وسائل الشيعة ٢٧ / ٢٠٠/٣٣٥٩٠.

(٣) تفسير مجمع البيان ٨ / ٢٤٥.

٨٠