تراثنا ـ العددان [ 111 و 112 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 111 و 112 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٤٧٨

١

تراثنا

صاحب الامتیاز

مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث

المدير المسؤول :

السيّد جواد الشهرستاني

العدد الثالث والرابع [١١١ ـ ١١٢]

السنة الثامنة والعشرون

محتـويات العـدد

* الأصول الأربعمائة.

............................................. السيّد محمّد حسين الحسيني الجلالي ٧

* الذكر المحفوظ قراءة جديدة في تاريخ جمع القرآن وما روي في تحريفه (٢).

...................................................... السيّد علي الشهرستاني ٧٧

٢

رجب ـ ذو الحجّة

١٤٣٣ هـ

* مع الشريف الرضي في ديوانه (٢).

............................................ المرحوم الشيخ محمّد علي اليعقوبي ١٤٨

* من ذخائر التراث :

مودّة القربى وأهل العبا لعليّ بن شهاب الدين الهمداني (٧١٤ ـ ٧٨٦ هـ)

................................................. تحقيق : محمّد جواد النجفي ٢١٣

* من أنباء التراث.

.............................................................. هيـئة التحرير ٤٥٩

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة (مودّة القربى وأهل العبا لعليّ بن شهاب الدين الهمداني (٧١٤ ـ ٧٨٦ هـ)). والمنشورة في هذا العدد.

٣
٤

٥
٦

الأصول الأربعمائة

السيّد محمّد حسين الحسيني الجلالي

بسم الله الرحمن الرحيم

«اختلف السّلف من الصحابة والتابعين في كتابة الحديث ، فكرهها طائفة ... ، وأباحها طائفة وفعلوها ، منهم ... عليّ وابنه الحسن ...» قاله جلال الدين السيوطي (ت ٩١١هـ) في التدريب(١).

وقام أهل البيت بنشر الثقافة الإسلامية بقدر ما سمحت لهم الظروف بالأساليب السائدة من الخطب والرسائل والحكم وأجوبة المسائل المختلفة في العقيدة والشريعة.

وفي التاريخ الشيعي يعتبر (كتاب علي عليه‌السلام) (٢) بداية تدوين الحديث في الإسلام ، ووصف بـ : (الجفر) (٣) و (الجامعة) (٤) ، كما نقل عن (صحيفة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) تدريب الراوي ١ / ٦٩.

(٢) وهو أمالي سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم رسول الله(صلى الله عليه وآله) أملاه على أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو كتبه بخطّه الشريف. راجع الذريعة ٢ / ٣٠٦ ـ ٣٠٧.

(٣) راجع كشف الظنون ١ / ٥٩١ ، الذريعة ٢ / ٣٠٧.

(٤) راجع كشف الظنون ١ / ٥٩١ ، الذريعة ٢ / ٣٠٧.

٧

علي عليه‌السلام) (١) في صحيح البخاري(٢) ، وقد تكون صفحة من الكتاب المذكور في موضوع الديات خاصّة ، ولهذا السبب كان عليه‌السلام يضعها في قراب سيفه ، فقد روي عن الإمام الباقر عليه‌السلام قوله : «يا بني ، قم فأخرج كتاب عليّ عليه‌السلام ، فأخرج كتاباً مدرجاً عظيماً ففتحه وجعل ينظر فيه ...». قال شيخنا العلاّمة الطهراني (ت ١٣٨٩هـ) : «هذا أوّل كتاب كتب في الإسلام من كلام البشر من إملاء النبي(صلى الله عليه وآله) وخطّ الوصيّ ... وقطعة من هذه الأمالي موجودة بعينها حتّى اليوم في كتب الشيعة ، وذلك من فضل الله تعالى. أوردها الشيخ أبو جعفر ابن بابويه الصدوق في المجلس السادس والستّين من كتاب أماليه ، وهي مشتملة على كثير من الآداب والسنن وأحكام الحلال والحرام يقرب من ثلاثمائة بيت رواها بإسنادها إلى الإمام الصادق عليه‌السلام ... في آخره أنّه جمعه من الكتاب الذي هو إملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخطّ عليّ بن أبي طالب» عليه‌السلام (٣).

وللصدّيقة فاطمة الزهراء عليها‌السلام (مصحف) (٤) ، والظاهر أنّه حاو لأنواع التفسير والتأويل.

وفي عهد الإمامين السبطين عليهما‌السلام عمّ القلق والاضطراب في المجتمع الإسلامي ، وبالنتيجة قلّ النشاط العلمي وإن لم ينعدم. فقد تقدّم كلام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) صحيفة ملفوفة طولها سبعون ذراعاً من جلد الثور أو الشاة المشبّه ملفوفها بفخذ الرجل أو فخذ الفالج ، راجع الذريعة ٢ / ٣٠٧.

(٢) صحيح البخاري ١ / ٩.

(٣) راجع : الذريعة ٢ / ٣٠٦ ـ ٣٠٧ ، الأمالي الصدوق : ٥١٨.

(٤) الذريعة ٢١ / ١٢٦.

٨

السيوطي بأنّ الإمام الحسن عليه‌السلام كان ممّن أباح كتابة الحديث وفعلها ، وقد روي عن الإمام الحسين عليه‌السلام شيء كثير من العلم.

وللإمام زين العابدين عليه‌السلام (الصحيفة الكاملة) (١) و (رسالة الحقوق) (٢).

وللإمام الباقر عليه‌السلام (تفسير القرآن) ، وقد عدّه ابن النديم أوّل كتب الشيعة المصنّفة في علم التفسير وقال : «رواه عنه أبو الجارود زياد بن المنذر رئيس الجارودية الزيدية»(٣).

وللإمام الصادق عليه‌السلام (توحيد المفضّل) (٤) و (الإهليلجة) (٥) و (رسالة إلى النجاشي) وغيرها.

كما وساهم كبار الشيعة في التأليف أيضاً (منهم) أبو رافع القبطي (ت ٣٠هـ) ، له : (السنن والأحكام) (٦) ، وجابر بن عبدالله الأنصاري (ت ٧٨هـ) ، له : (صحيفة) (٧) ، وسليم بن قيس الهلالي العامري ، له : (كتاب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الصحيفة الكاملة السجّادية (زبور آل محمّد) راجع الذريعة ١٣ / ٣٤٥ ، ١٥ / ١٨.

(٢) راجع الذريعة ٧ / ٤٢.

(٣) راجع : الفهرست : ٣٦.

(٤) راجع الذريعة ٤ / ٤٨٢.

(٥) راجع الذريعة ٤ / ٤٨٤.

(٦) راجع الذريعة ٢١ / ١٢٦ ، رجال النجاشي : ٦.

(٧) الطبقات الكبرى ٧ / ٢٥٣.

٩

السقيفة) (١).

وكان الحديث عند الشيعة في حالة تطوّر حتّى عصر الإمام الصادق عليه‌السلام الذي بدأ التحرّك العلمي للشيعة بصورة واسعة وفعّالة ، وقد امتازت في هذا العصر بالذات رسائل خاصّة عرفت : بـ : (الأصول الأربعمائة) نحاول دراستها عسى أن تكون وافية القصد.

وقد بلغ النشاطُ الثقافي للشيعة القمّة في عصر الإمام الصادق عليه‌السلام ، وذلك حيث تخلّلت فترةُ الانتقال بين الحكم الأموي والعبّاسي ، وارتفع الضغطُ السياسي عن الشيعة عموماً ، وتهافَتَ أهلُ العلم والمعرفة من كلّ جانب على مدرسة الإمام الصادق عليه‌السلام حتّى بلغ الرواةُ عنه عليه‌السلام أربعة آلاف رجل ، وانصرفَت طائفةٌ كبيرةٌ من هؤلاء لضبط ما روَوه عن الإمام عليه‌السلام سماعاً في كتاب خاصّ في مواضيع الفقه والتفسير والعقائد وغيرها ، وقد اصطلح التاريخ الشيعي على تسمية هذه الكتب بـ : (الأصول) كما حصرها في (أربعمائة أصل) وهذا ما نعنيه بـ : (الأصول الأربعمائة).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) وقد طبع العديد من الطبعات.

١٠

ما هو الأصل؟

اختلفت تعاريفُ الأعلام وتعابيرُهم في تحديد مفهوم (الأصل) فقال السيّد مهدي بحر العلوم (ت ١٢١٢هـ) :

«الأصل في اصطلاح المحدّثين من أصحابنا بمعنى الكتاب المعتمَد الذي لم ينتزع من كتاب آخر ...»(١).

وقال عناية الله القهبائي (كان حيّاً سنة ١٠٢١هـ) :

« ... فالأصل مجمع عبارات الحجّة عليه‌السلام ، والكتاب يشتمل عليه وعلى الاستدلالات والاستنباطات شرعاً وعقلاً»(٢).

وقال شيخنا الطهراني (ت ١٣٨٩ هـ) :

«الأصل : هو عنوان صادق على بعض كتب الحديث خاصّةً كما أنّ الكتاب عنوانٌ يصدق على جميعها فيقولون : (له كتاب أصل) ، أو : (له كتاب وله أصل) ، أو : (قال في كتاب أصله) ، أو : (له كتاب وأصل) وغير ذلك.

وإطلاق (الأصل) على هذا البعض ليس بجعل حادث من العلماء بل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) تنقيح المقال ١ / ٤٦٤.

(٢) مجمع الرجال ١ / ٩.

١١

يطلق عليه (الأصل) بما له من المعنى اللغوي ؛ ذلك لأنّ كتاب الحديث إن كان جميع أحاديثه سماعاً من مؤلّفه عن الإمام عليه‌السلام أو سماعاً منه عمّن سمع عن الإمام عليه‌السلام ، فوجود تلك الأحاديث في عالم الكتابة من صنع مؤلّفها وجود أصلي بدوي ارتجالي غير متفرّع من وجود آخر فيقال له : الأصل لذلك»(١).

وقال الشيخ عبدالله المامقاني (ت ١٣٥١هـ) :

«ربّما جعل بعض من عاصرناه ... مرجع هذه الأقوال جميعاً إلى أمر واحد ... وجعل المتحصّل أنّ (الأصل) مجمع أخبار وآثار جمعت لأجل الضبط والتحفّظ عن الضياع لنسيان ونحوه ...»(٢).

هذه جملة من التعاريف التي ذكرها الأعلام ، ونجد أصدق وصف لها ما ذكره السيّد محسن الأمين (ت ١٣٧١هـ) بعدما تعرّض لجملة منها قائلاً :

«وكلّ ذلك حدس وتخمين»(٣).

والوجه فيما ذكره السيّد الأمين أنّ هذه التعاريف لم تستند إلى دراسة نصوص (الأصول) الموجودة اليوم ، ومن الناحية التاريخية لم نعهد هذا الاصطلاح إلاّ في كتب علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري ومن تأخّر عنهم ، أو بتعبير أدق في كتب ثلاثة وهم :

١ ـ الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان (ت ٤١٢ هـ).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الذريعة ٢ / ١٢٥ ، ١٢٦.

(٢) مقباس الهداية : ٩١.

(٣) أعيان الشيعة ١ / ٤٩.

١٢

٢ ـ الشيخ أبو العبّاس النجاشي (ت ٤٥٠ هـ).

٣ ـ والشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ).

إذ بالتتبّع في فهرستي الطوسي والنجاشي يعلم أنّ (الأصل) عنوانٌ مستقلّ يطلق على بعض كتب الحديث خاصّةً دون غيرها ، وربّما كان في بدء الاستعمال استعانة بالمفهوم اللغوي لكلمة (الأصل) إلاّ أنّه أصبح له مفهوم اصطلاحي فيما بعد ، وللتدليل على ذلك نكتفي بذكر ثلاثة نصوص من الشيخ الطوسي على ذلك :

١ ـ قال في المقدّمة : «فإنّي لمّا رأيت جماعة من شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرست كتب أصحابنا .. ولم يتعرّض أحد منهم باستيفاء جميعه إلاّ ما قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله (الغضائري) فإنّه عمل كتابين أحدهما ذكر فيه الأصول ...»(١).

٢ ـ قال في ترجمة أحمد بن محمّد السيرافي : «له كتب في الفقه على ترتيب الأصول»(٢).

٣ ـ قال في ترجمة بندار بن محمّد بن عبدالله : «له كتب منها كتاب الطهارة ، كتاب الصلاة ، كتاب الصوم ، كتاب الحجّ ، كتاب الزكاة وغيرها على نسق الأصول»(٣).

وبالرغم من أنّ الطوسي أوسعُ من تعرّض لذكر (الأصل) لا نجد في أيّ موضع من كتابه تعريفاً لمفهوم (الأصل) ، وكذا من عاصره ، فهل التعاريف المتقدّمة تحدّد مفهوم (الأصل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الفهرست : ٢٤.

(٢) الفهرست : ٦١ ، معالم العلماء : ٢٢.

(٣) الفهرست : ٦٦ ، معالم العلماء : ٢٩.

١٣

الذي أرى : إنّ التعاريف المذكورة كلَّها ناشئة من الحدس والتخمين كما صرّح بذلك السيّد الأمين.

أمّا التعريف الأوّل : إذ لم نجد أيّ تصريح من المتقدّمين بأنّ (الأصل) هو الكتاب المعتمد ، بل وجدنا تصريحهم بضعف المؤلّف الذي هو من أصحاب (الأصول) كعليّ بن حمزة البطائني ، فقد روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة لعن الرضا عليه‌السلام إيّاه(١) ولم يرد في حقّه توثيق جمع كثير.

وأمّا التعريف الثاني : حيث توجد أعيان قسم من النسخ التي وصفها الطوسي والنجاشي بـ : (الكتاب) وهي مجرّدة عن أيّ استدلال أو استنباط شرعيٍّ أو عقليٍّ بل تحتوي على الأحاديث المروية عن الأئمّة عليهم‌السلام.

وأمّا التعريف الثالث : فلأنّ ما ذكره وإن كان صادقاً بمفهومه اللغوي إلاّ أنّا نجد ذلك اصطلاحاً من القرن الخامس الهجري وخاصّة الشيخ الطوسي والنجاشي كما لا يخفى فكيف لايكون بجعل حادث ، ثمّ لم يعهد التعبير بـ : (قال في كتاب أصله) أو (له كتاب أصل) إطلاقاً وذلك نظراً إلى هذا الاصطلاح.

ومن هنا نجد أنّ التعاريف مستندةٌ إلى الظنّ والتخمين ، بل يحقّ أن نقول : إنّهم اصطلحوا لمفهوم (الأصل) اصطلاحاً جديداً فلهم رأيهم الخاصّ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الغيبة : ٦٩ ذكرت العديد من الروايات عن الإمام الكاظم والرضاعليهما‌السلام تفيد هذا المعنى. راجع الفهرست : ١٢٢.

١٤

إذاً فما هو المائز بين (الأصل) (والكتاب) في اصطلاح المتقدّمين؟.

لايمكننا القول بأنّ المائز هو شخصية المؤلّف ، إذ نجد أنّ المؤلّف الواحد يعبّر عن بعض كتبه بـ : (الأصل) وعن البعض الآخر بـ : (الكتاب) ، منهم :

١ ـ إسماعيل بن مهران بن محمّد بن أبي نصر السكوني ، فقد قال الطوسي : «صنّف مصنّفات كثيرة ومنها كتاب الملاحم وكتاب ثواب القرآن وكتاب خطب أميرالمؤمنين عليه‌السلام ـ ثمّ ذكر إسناده وقال ـ : وله أصل أخبرنا به عدّةٌ من أصحابنا ...»(١).

٢ ـ زكّار بن يحيى الواسطي ، قال الطوسي : «له كتاب الفضائل وله أصل»(٢).

ولا يمكن القول بأنّ الفارق هو الرواية عن مطلق المعصومين من دون نقل عن كتاب ، إذ نجد عدّةً منها موصوفة بـ : (الكتاب) دون (الأصل) ، ومن أشهرها كتاب سليم بن قيس الهلالي ـ كما ستعرف ـ.

كما لايمكن القول أيضاً بأنّ المائز هو الرواية عن الإمام الصادق عليه‌السلام مطلقاً بالسماع أو من دون سماع ، إذ نجد في أصحابه والرواة عنه مَن وصفت مؤلفاته : بـ : (الكتاب) دون (الأصل) ، ومنهم :

١ ـ ليث المرادي (أبو بصير) (٣).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الفهرست : ٣٤ و ٣٧.

(٢) الفهرست : ١٠١.

(٣) الفهرست : ١٥٦.

١٥

٢ ـ ومحمّد بن النعمان الأحول (مؤمن الطاق) (١).

والذي أراه : أنّ (الأصل) هو : (الحاوي للحديث المروي سماعاً غالباً عن الإمام الصادق عليه‌السلام من تأليف رواته).

وأنّه لا دخل لشخصية الراوي ولا موضوع الرواية في مفهوم (الأصل) ، فتنحصر (الأصول) في عصر الصادق عليه‌السلام وأواخر عصر أبيه الباقر عليه‌السلام وأوائل عصر ابنه الكاظم عليه‌السلام ، كما أشرنا بقولنا (غالباً) والمستند في هذه الدعوى أمور :

١ ـ نصوص بعض القدماء على أنّ أصحاب (الأصول) كانوا في عصر الصادق عليه‌السلام.

٢ ـ إنّ أصحاب (الأصول) الذين نصّ عليهم الطوسي والنجاشي من أصحاب الصادق عليه‌السلام غالباً.

٣ ـ دراسة (الأصول) الموجودة.

وإليك توضيحاً لهذه الأمور :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الفهرست : ١٥٨.

١٦

نصوص المتقدّمين

نجد جمعاً من أعلام المتقدّمين نصّوا على أنّ (الأصول) ألِّفت في عصر الصادق عليه‌السلام ، وأنّ الأحاديث الواردة فيها كانت سماعاً لمؤلّفيها من الإمام عليه‌السلام.

قال الشيخ أمين الإسلام الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ) في إعلام الورى :

«روى عن الإمام الصادق عليه‌السلام من مشهوري أهل العلم أربعةُ آلاف ، وصنّف من جواباته في المسائل أربعمائة كتاب تُسمّى (الأصول) ، رواها أصحابه وأصحاب ابنه موسى الكاظم عليه‌السلام»(١).

وقال الشهيد الأوّل المستشهد سنة (٧٨٦ هـ) في الذكرى :

«كتب من أجوبة مسائله [الإمام الصادق عليه‌السلام] أربعمائة مصنّف لأربعمائة مصنّف ، ودوّن من رجاله المعروفين أربعة آلاف رجل»(٢).

وقال المحقّق الحلّي (ت ٦٧٦ هـ) في المعتبر :

«كتب من أجوبة مسائله [جعفر بن محمّد عليه‌السلام] أربعمائة مصنّف [لأربعمائة مصنّف] سمّوها (أصولاً(٣).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) إعلام الورى بأعلام الهدى ٢ / ٢٠٠.

(٢) ذكرى الشيعة ١ / ٥٩.

(٣) المعتبر ١ / ٢٦.

١٧

وقال الشيخ حسين بن عبدالصمد (ت ٩٨٤ هـ) :

«قد كتب من أجوبة مسائله [الإمام الصادق عليه‌السلام] هو فقط أربعمائة مصنّف لأربعمائة مصنّف تسمّى (الأصول) في أنواع العلوم»(١).

ونكتفي بهذه الأقوال عن النصوص المماثلة وسنذكر بعضها عرضاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) وصول الأخيار إلى أصول الأخبار : ٦ ، راجع أعيان الشيعة ١ / ٩٣ ، الذريعة ٢ / ١٢٩.

١٨

أصحاب الأصول

إنّ أغلب من نصّ الشيخ الطوسي والنجاشي على كونه ذا (أصل) صرّح أصحاب الرجال والتراجم على أنّه من أصحاب الصادق عليه‌السلام عدا القلّة الذين لم يذكر في تراجمهم الصحبة والرواية عنه عليه‌السلام ، وسنذكر أسماء من ذكراه مع العدد والصفحة والإشارة لمن لم تُعلم له صحبة بعلامة الاستفهام (؟) ، كما وأتممنا الأنساب والألقاب بقوسين () وهم حسب حروف الهجاء كالآتي :

١ ـ آدم بن الحسين النخّاس الكوفي(١).

٢ ـ آدم بن المتوكّل أبو الحسين بيّاع اللؤلؤ الكوفي(٢).

٣ ـ أبان بن تغلب(٣).

٤ ـ إبراهيم بن أبي البلاد (يحيى بن سليم) (٤).

٥ ـ إبراهيم بن عثمان أبو أيّوب الخزّار (الكوفي) (٥).

٦ ـ إبراهيم بن عمر (عمير) اليماني الصنعاني(٦).

٧ ـ إبراهيم بن مسلم بن هلال الضرير الكوفي ، ذكره شيوخنا في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) رجال النجاشي : ٨٢.

(٢) رجال النجاشي : ٨١.

(٣) الفهرست : ٤٢ ، معالم العلماء : ٢٧.

(٤) الفهرست : ٣٢ ، معالم العلماء : ٦.

(٥) الفهرست : ٣١ ، معالم العلماء : ٦.

(٦) الفهرست : ٣٢ ، معالم العلماء : ٦.

١٩

أصحاب (الأصول) (؟) (١).

٨ ـ إبراهيم بن مهزم الأسدي(٢).

٩ ـ إبراهيم بن يحيى (؟) (٣).

١٠ ـ أحمد بن الحسين بن سعيد بن عثمان القرشي ، له كتاب النوادر ، ومن أصحابنا من عدّه في جملة الأصول (؟) (٤).

١١ ـ أديم بن الحرّ الجعفي الكوفي(٥).

١٢ ـ أسباط بن سالم بيّاع الزطّي(٦).

١٣ ـ إسحاق بن جرير (بن يزيد البجلي الكوفي) (٧).

١٤ ـ إسحاق بن عمّار الساباطي(٨).

١٥ ـ إسماعيل بن بكير (الكوفي) (٩).

١٦ ـ إسماعيل بن جابر(١٠).

١٧ ـ إسماعيل بن دينار(١١).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) رجال النجاشي : ٢٠.

(٢) الفهرست : ٣٢ ، معالم العلماء : ٥.

(٣) الفهرست : ٣٢ ، معالم العلماء : ٦.

(٤) رجال النجاشي : ٥٠ ، معالم العلماء : ١٥.

(٥) رجال النجاشي : ٨٣.

(٦) رجال النجاشي : ١٠٦ ، معالم العلماء : ٢٨.

(٧) الفهرست : ٣٩ ، معالم العلماء : ٢٦.

(٨) الفهرست : ٣٩ ، معالم العلماء : ٢٦.

(٩) الفهرست : ٣٧ ، معالم العلماء : ١٠.

(١٠) معالم العلماء : ١٠.

(١١) الفهرست : ٣٧ ، معالم العلماء : ١٠.

٢٠