التسهيل لعلوم التنزيل - ج ٢

محمّد بن أحمد بن جزي الغرناطي

التسهيل لعلوم التنزيل - ج ٢

المؤلف:

محمّد بن أحمد بن جزي الغرناطي


المحقق: الدكتور عبد الله الخالدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٣٤
الجزء ١ الجزء ٢

سورة المسد

مكية وآياتها ٥ نزلت بعد الفاتحة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

سببها أنه لما نزل قوله تعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [الشعراء : ٢١٤] صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على الصفا فنادى بأعلى صوته : يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقال لهم : إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ثم أنذرهم عموما وخصوصا فقال له أبو لهب : تبا لك لهذا جمعتنا (١) فنزلت السورة.

(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) معنى تبت خسرت والتباب هو : الخسران ، وأبو لهب هو عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم وهو عمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان من أشد الناس عداوة له فإن قيل : لم ذكره الله بكنيته دون اسمه؟ فالجواب من ثلاثة أوجه أحدها أن كنيته كانت أغلب عليه من اسمه كأبي بكر وغيره ويقال : أنه كني بأبي لهب لتلهب وجهه جمالا : الثاني أنه لما كان اسمه عبد العزى عدل عنه إلى الكنية : الثالث أنه لما كان من أهل النار واللهب ، كنّاه أبا لهب (٢) وليناسب ذلك قوله : سيصلى نارا ذات لهب.

(ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) يحتمل أن تكون ما نافية أو استفهامية يراد بها النفي ، وماله هو رأس ماله وما كسب الربح. أو ماله ما ورث وما كسب هو ما اكتسبه لنفسه ، وقيل : ماله جميع ماله وما كسب (سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) هذا حتم عليه بدخول النار ومات بعد ذلك كافرا (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) اسم امرأته أم جميل بنت حرب بن أمية وهي أخت أبي سفيان ، وفي وصفها بحمالة الحطب أربعة أقوال أحدها أنها تحمل حطبا وشوكا فتلقيه في طريق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لتؤذيه. الثاني أن ذلك عبارة عن مشيها بالنميمة يقال : فلان يحمل الحطب بين الناس أي : يوقد بينهم نار العداوة بالنمائم. الثالث أنه عبارة عن سعيها بالمضرة على المسلمين يقال : فلان يحطب على فلان إذا قصد الإضرار به : الرابع

__________________

(١). الحديث مشهور وقد رواه الطبري في تفسيره بسنده إلى ابن عباس.

(٢). لهب. قرأ ابن كثير : لهب بسكون الهاء. حمّالة الحطب : قرأها عاصم بالفتح والباقون : حمالة بالرفع.

٥٢١

أنه عبارة عن ذنوبها وسوء أعمالها (فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) الجيد : العنق والمسد الليف ، وقيل : الحبل المفتول ، وفي المراد به ثلاثة أقوال : الأول أنه إخبار عن حملها الحطب في الدنيا على القول الأول ، وفي ذلك تحقير لها وإظهار لخساسة حالها. والآخر أنه حالها في جهنم يكون كذلك أي يكون في عنقها حبل. الثالث أنها كانت لها قلادة فاخرة ، فقالت لأنفقنها على عداوة محمد ، فأخبر عن قلادتها بحبل المسد على جهة التفاؤل ، والذم لها بتبرجها ويحتمل قوله : وامرأته وما بعده وجوها من الإعراب يختلف الوقف باختلافها وهي : أن يكون امرأته مبتدأ وحمالة الحطب خبره ، أو يكون حمالة الحطب نعت والخبر : في جيدها حبل من مسد أو يكون امرأته معطوفا على الضمير في يصلى وحمالة الحطب نعت ، أو خبر ابتداء مضمر.

٥٢٢

سورة الإخلاص

مكية وآياتها ٤ نزلت بعد الناس

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

سبب نزول هذه السورة أن اليهود دخلوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا يا محمد صف لنا ربك وانسبه فإنه وصف نفسه في التوراة ونسبها ، فارتعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى خرّ مغشيا عليه ونزل عليه جبريل بهذه السورة ، وقيل : إن المشركين قالوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنسب لنا ربك فنزلت. وعلى الرواية الأولى تكون السورة مدنية ، لأن سؤال اليهود بالمدينة وعلى الرواية الثانية تكون مكية.

واختلف في معنى قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن (١). فقيل : إن ذلك في الثواب ، أي لمن قرأها من الأجر مثل أجر من قرأ ثلث القرآن ، وقيل : إن ذلك فيما تضمنته من المعاني والعلوم ؛ وذلك أن علوم القرآن ثلاثة توحيد وأحكام وقصص ، وقد اشتملت هذه السورة على التوحيد فهي ثلث القرآن بهذا الإعتبار ، وهذا أظهر وعليه حمل ابن عطية الحديث. ويؤيده أن في بعض روايات الحديث إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء ، فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن وأخرج النسائي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سمع رجلا يقرؤها فقال : أما هذا فقد غفر له ، وفي رواية أنه قال وجبت له الجنة ، وأخرج مسلم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث رجلا على سرية فكان يقرأ لأصحابه في الصلاة قل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال : لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأها فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبروه أن الله يحبه وفي رواية خرجّها الترمذي أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال للرجل : حبك إياها أدخلك الجنة.

وخرّج الترمذي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة كل يوم غفرت له ذنوب خمسين سنة إلا أن يكون عليه دين (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) الضمير هنا عند البصريين ضمير الأمر والشأن والذي يراد به التعظيم والتفخيم ، وإعرابه مبتدأ وخبره الجملة

__________________

(١). رواه مسلم عن أبي هريرة عن رياض الصالحين للنووي.

٥٢٣

التي بعده وهي المفسرة له ، والله مبتدأ وأحد خبره وقيل : الله هو الخبر وأحد بدل منه وقيل : الله بدل وأحد هو الخبر. وأحد له معنيان أحدهما أن يكون من أسماء النفي التي لا تقع إلا في غير الواجب كقولك : ما جاءني أحد وليس هذا موضع هذا المعنى وإنما موضعه قوله : ولم يكن له كفوا أحد والآخر أن يكون بمعنى واحد وأصله وحد بواو ثم أبدل من الواو همزة وهذا هو المراد هنا.

واعلم أن وصف الله تعالى بالواحد له ثلاثة معان كلها صحيحة في حق الله تعالى. الأول أنه واحد لا ثاني معه فهو نفي للعدد. والثاني أنه واحد لا نظير ولا شريك له كما تقول : فلان واحد عصره أي لا نظير له والثالث أنه واحد لا ينقسم ولا يتبعض ، والأظهر أن المراد في السورة نفي الشريك لقصد الرد على المشركين ومنه قوله تعالى : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) [البقرة : ١٦٣] قال الزمخشري أحد وصف بالوحدانية ونفي الشركاء قلت : وقد أقام الله في القرآن براهين قاطعة على وحدانيته وذلك في القرآن كثير جدا أوضحها أربعة براهين : الأول قوله (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ) [النحل : ١٧] لأنه إذا ثبت أن الله تعالى خالق لجميع الموجودات لم يمكن أن يكون واحد منها شريكا له ، والثاني قوله (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) [الأنبياء : ٢٢] والثالث قوله (قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً) والرابع قوله : (وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) [المؤمنون : ٩١] وقد فسرنا هذه الآيات في مواضعها وتكلمنا على حقيقة التوحيد في قوله (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) [البقرة : ١٦٣] (اللهُ الصَّمَدُ) في معنى الصمد ثلاثة أقوال : أحدها أن الصمد الذي يصمد إليه في الأمور أي يلجأ إليه والآخر أنه لا يأكل ولا يشرب فهو كقوله : (وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ) والثالث أنه الذي لا جوف له ، والأول هو المراد هنا على الأظهر ، ورجحه ابن عطية بأن الله موجد الموجودات وبه قوامها ، فهي مفتقرة إليه أي تصمد إليه إذ لا تقوم بأنفسها. ورجّحه شيخنا الأستاذ أبو جعفر بن الزبير! لورود معناه في القرآن حيثما ورد نفي الولد عن الله تعالى كقوله في مريم «وقالوا اتخذ الله ولدا» ثم أعقبه بقوله (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) [مريم : ٩٣] وقوله (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ) [البقرة : ١١٧] وقوله : (وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [البقرة : ١١٦] وكذلك هنا ذكره مع قوله لم يلد فيكون برهانا على نفي الولد ، قال الزمخشري : صمد فعل بمعنى مفعول لأنه مصمود إليه في الحوائج (لَمْ يَلِدْ). هذا ردّ على كل من جعل لله ولدا فمنهم النصارى في قولهم : «عيسى ابن الله» واليهود في قولهم : «عزير ابن الله» والعرب في قولهم : «الملائكة بنات الله» وقد أقام الله البراهين في القرآن على نفي الولد ، وأوضحها أربعة أقوال : الأول ، أن الولد لا بد أن يكون من جنس والده. والله تعالى ليس له جنس فلا

٥٢٤

يمكن أن يكون له ولد وإليه الإشارة بقوله تعالى : (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ) [المائدة : ٧٥] فوصفهما بصفة الحدوث لينفي عنهما صفة القدم فتبطل مقالة الكفار والثاني : أن الوالد إنما يتخذ ولدا للحاجة إليه ، والله لا يفتقر إلى شيء فلا يتخذ ولدا وإلى هذا أشار بقوله : (قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُ) [يونس : ٦٨] الثالث : أن جميع الخلق عباد الله والعبودية تنافي النبوة وإلى هذا أشار بقوله تعالى (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) [مريم : ٩٣] الرابع أنه لا يكون له ولد إلا لمن له زوجة ، والله تعالى لم يتخذ زوجة فلا يكون له ولد وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى : (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ) [الأنعام : ١٠١] (وَلَمْ يُولَدْ) هذا رد على الذين قالوا : أنسب لنا ربك ، وذلك أن كل مولود محدث ، والله تعالى هو الأول الذي لا افتتاح لوجوده ، القديم الذي كان ولم يكن معه شيء غيره ، فلا يمكن أن يكون مولودا تعالى عن ذلك (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) الكفؤ هو النظير والمماثل قال الزمخشري يجوز أن يكون من الكفاءة في النكاح ، فيكون نفيا للصاحبة وهذا بعيد والأول هو الصحيح ومعناه أن الله ليس له نظير ولا شبيه ولا مثيل ، ويجوز في كفوءا ضم الفاء وإسكانها مع ضم الكاف ، وقد قرئ بالوجهين ويجوز أيضا كسر الكاف وإسكان الفاء ، ويجوز كسر الكاف وفتح الفاء والمدّ ويجوز فيه الهمزة والتسهيل (١) وانتصب كفوا على أنه خبر كان ، وأحد اسمها قال ابن عطية : ويجوز أن يكون كفوا حالها لكونه كان صفة للنكرة فقدم عليها ، فإن قيل : لم قدّم المجرور وهو له على اسم كان وخبرها ، وشأن الظرف إذا وقع غير خبر أن يؤخر؟ فالجواب من وجهين : أحدهما أنه قدم للاعتناء به والتعظيم ، لأنه ضمير الله تعالى وشأن العرب تقديم ما هو أهم وأولى. والآخر أن هذا المجرور به يتم معنى الخبر وتكمل فائدته ، فإنه ليس المقصود نفي الكفؤ مطلقا إنما المقصود نفي الكفؤ عن الله تعالى ، فلذلك اعتنى بهذا المجرور الذي يحرز هذا المعنى ، فقدم.

فإن قيل : إن قوله : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) يقتضي نفي الولد والكفؤ فلم نص على ذلك بعده؟ فالجواب أن هذا من التجريد ، وهو تخصيص الشيء بالذكر بعد دخوله في عموم ما تقدم ، كقوله تعالى : (وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) [البقرة : ٩٨] ويفعل ذلك لوجهين يصح كل واحد منهما هنا ؛ أحدهما الاعتناء ، ولا شك أن نفي الولد والكفؤ عن الله ينبغي الاعتناء به للرد على من قال خلاف ذلك من الكفار. والآخر الإيضاح والبيان ، فإن دخول الشيء في ضمن العموم ليس كالنص عليه فنص على هذا بيانا. وإيضاحا للمعنى ومبالغة في الرد على الكفار ، وتأكيدا لإقامة الحجة عليهم.

__________________

(١). قرأ حفص بالتسهيل : كفوا وقرأ الباقون بالهمزة : كفؤا وحمزة بسكون الفاء كفؤا.

٥٢٥

سورة الفلق

مكية وآياتها ٥ نزلت بعد الفيل

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) تقدم معنى أعوذ في التعوذ ومعنى رب في اللغات والفاتحة ، وفي الفلق ثلاثة أقوال : الأول أنه الصبح ومنه فالق الإصباح قال الزمخشري : هو فعل بمعنى مفعول ، الثاني : أنه كل ما يفلقه الله كفلق الأرض عن النبات والجبال عن العيون : والسحاب عن المطر والأرحام عن الأولاد والحب والنوى وغير ذلك ، الثالث : أنه جب في جهنم ، وقد روي هذا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) هذا عموم في جميع المخلوقات وشرهم على أنواع كثيرة ، أعاذنا الله منها وما هنا موصولة أو موصوفة أو مصدرية (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) فيه سبعة أقوال ، الأول : أنه الليل إذا أظلم ومنه قوله تعالى : (إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) وهذا قول الأكثرين ، وذلك ظلمة الليل ينتشر عندها أهل الشر من الإنس والجن ، ولذلك قال في المثل : الليل أخفى للويل. الثاني : أنه القمر. خرّج النسائي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى القمر فقال : يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا ، فإنه الغاسق إذا وقب ووقوبه هذا كسوفه ، لأن وقب في كلام العرب يكون بمعنى الظلمة والسواد وبمعنى الدخول فالمعنى إذا دخل في الكسوف أو إذا أظلم به. الثالث : أنه الشمس إذا غربت والوقوب على هذا المعنى الظلمة أو الدخول. الرابع : أن الغاسق النهار إذا دخل في الليل ، وهذا قريب من الذي قبله ، الخامس : أن الغاسق سقوط الثريا وكانت الأسقام والطاعون تهيج عنده ، وروي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : النجم هو الغاسق فيحتمل أن يريد الثريا السادس قال الزمخشري : يجوز أن يراد بالغاسق الأسود من الحيات ووقبه ضربه الرابع أنه إبليس حكى ذلك السهيلي (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) النفث شبه النفخ دون تفل وريق قاله ابن عطية وقال الزمخشري : هو النفخ مع ريق وهذا النفث ضرب من السحر وهو : أن ينفث على عقد تعقد في خيط أو نحوه على اسم مسحور فيضره ذلك وحكى ابن عطية : أنه حدثه ثقة أنه رأى عند بعض الناس بصحراء المغرب خيطا أحمر قد عقدت فيه عقد على فصلان وهي أولاد الإبل فمنعها بذلك من رضاع أمهاتها ، فكان إذا حل عقدة جرى ذلك الفصيل

٥٢٦

إلى أمه فرضع في الحين قال الزمخشري : إن في الاستعاذة من النفاثات ثلاثة أوجه : أحدها أن يستعاذ من مثل عملهن وهو السحر ومن ائتمن في ذلك والثاني أن يستعاذ من خداعهن للناس وفتنتهن. والثالث أن يستعاذ مما يصيب من الشر عند نفثهن. والنفاثات بناء مبالغة والموصوف محذوف تقديره : النساء النفاثات ، والجماعة النفاثات ، أو النفوس النفاثات والأول أصح لأنه روي أنه إشارة إلى بنات لبيد بن الأعصم اليهودي ، وكنّ ساحرات سحرن هن وأبوهنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعقدن له إحدى عشر عقدة ، فأنزل الله المعوذتين إحدى عشر آية بعدد العقد وشفى الله رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإن قيل : لم عرّف النفاثات بالألف واللام ونكر ما قبله وهو غاسق وما بعده وهو حاسد مع أن الجميع مستعاذ منه؟ فالجواب أنه عرف النفاثات ليفيد العموم لأنه كل نفاثة شريرة بخلاف الغاسق والحاسد فإن شرهما في بعض دون البعض (مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) الحسد خلق مذموم طبعا وشرعا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب (١) وقال بعض العلماء : الحسد أول معصية عصي الله بها في السماء والأرض أما في السماء فحسد إبليس لآدم وأما في الأرض فقتل قابيل لأخيه هابيل بسبب الحسد ، ثم إن الحسد على درجات الأولى أن يحب الإنسان زوال النعمة عن أخيه المسلم وإن كانت لا تنتقل إليه بل يكره إنعام الله على غيره ويتألم به الثانية أن يحب زوال تلك النعمة لرغبته فيها رجاء انتقالها إليه. الثالثة أن يتمنى لنفسه مثل تلك النعمة من غير أن يحب زوالها عن غيره وهذا جائز وليس بحسد وإنما هو غبطة. والحاسد يضر نفسه ثلاث مضرات : أحدها اكتساب الذنوب لأن الحسد حرام الثانية سوء الأدب مع الله تعالى ، فإن حقيقة الحسد كراهية إنعام الله على عبده واعتراض على الله في فعله الثالثة تألم قلبه من كثرة همه وغمه ، فنرغب إلى الله أن يجعلنا محسودين لا حاسدين ، فإن المحسود في نعمة والحاسد في كرب ونقمة ، ولله در القائل :

وإني لأرحم حسّادي لفرط ما

ضمّت صدورهم من الأوغار

نظروا صنيع الله بي فعيونهم

في جنة وقلوبهم في نار

وقال آخر :

إن يحسدوني فإني غير لائمهم

قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا

فدام لي ولهم ما بي وما بهم

ومات أكثرنا غيظا بما يجد

ثم إن الحسود لا تزال عداوته ولا تنفع مداراته وهو ظالم يشاكي كأنه مظلوم ، ولقد صدق القائل :

__________________

(١). رواه ابن ماجة عن أنس في كتاب الزهد باب ٢٢ ورقمه ٤٢١٠ ج ٢ وفيه راو ضعيف.

٥٢٧

كل العداوة قد ترجى إزالتها

إلا عداوة من عاداك من حسد

وقال حكيم الشعراء :

وأظلم خلق الله من بات حاسدا

لمن بات في نعمائه يتقلب

قال ابن عطية قال بعض الحذاق هذه السورة خمس آيات وهي مراد الناس بقولهم للحاسد الذي يخاف منه العين : الخمسة على عينك ، فإن قيل : إذا وقب ، وإذا حسد فقيد بإذا التي تقتضي تخصيص بعض الأوقات؟ فالجواب أن شر الحاسد ومضرته إنما تقع إذا أمضى حسده ، فحينئذ يضر بقوله أو بفعله أو بإصابته بالعين ، فإن عين الحسود قاتلة. وأما إذا لم يمض حسده ولم يتصرف بمقتضاه فشره ضعيف ولذلك قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ثلاث لا ينجو منهن أحد : الحسد والظن والطيرة ، فمخرجه من الحسد أن لا يبقى ومخرجه من الظن أن لا يحقق ومخرجه من الطيرة ألا يرجع (١) ، فلهذا خصه بقوله إذا وقب ، فإن قيل إن قوله من شر ما خلق عموم يدخل تحته كل ما ذكر بعده فلأي شيء ذكر ما بعده؟ فالجواب أن هذا من التجريد للاعتناء بالمذكور بعد العموم ، ولقد تأكد ما ذكر في هذه السورة بعد العموم بسبب السحر الذي سحر اليهود رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وشدة حسدهم له.

__________________

(١). قال في التيسير : رواه الطبراني بإسناد ضعيف ومرسلا عن الحسن البصري.

٥٢٨

سورة الناس

مكية وآياتها ٦ نزلت بعد الفلق

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) إن قيل لم أضاف الرب إلى الناس خاصة وهو رب كل شيء؟ فالجواب أن الاستعاذة وقعت من شر الموسوس في صدور الناس ، فخصهم بالذكر لأنهم المعوذين بهذا التعويذ والمقصودون هنا دون غيرهم (مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ) هذا عطف بيان ، فإن قيل : لم قدم وصفه تعالى برب ثم بملك ثم بإله؟ فالجواب أن هذا على الترتيب في الارتقاء إلى الأعلى وذلك أن الرب قد يطلق على كثير من الناس ، فيقال فلان رب الدار ، وشبه ذلك فبدأ به لاشتراك معناه ، وأما الملك فلا يوصف به إلا أحد من الناس ، وهم الملوك ولا شك أنهم أعلى من سائر الناس ، فلذلك جاء به بعد الرب ، وأما الإله فهو أعلى من الملك ولذلك لا يدعي الملوك أنهم آلهة فإنما الإله واحد لا شريك له ولا نظير فلذلك ختم به فإن قيل : لم أظهر المضاف إليه وهو الناس في المرة الثانية والثالثة فهلا أضمره في المرتين لتقديم ذكره في قوله برب الناس أو هلا اكتفى بإظهاره في المرة الثانية؟ فالجواب أنه لما كان عطف بيان حسن فيه البيان وهو الإظهار دون الإضمار ، وقصد أيضا الاعتناء بالمكرر ذكره كقول الشاعر

لا أرى الموت يسبق الموت شيء

يبغص الموت ذا الغنى والفقير

(الْوَسْواسِ) وهو مشتق من الوسوسة وهي الكلام الخفي ، فيحتمل أن يكون الوسواس بمعنى الموسوس فكأنه اسم فاعل وهذا يظهر من قول ابن عطية : الوسواس من اسماء الشيطان ، ويحتمل أن يكون مصدرا وصف به الموسوس على وجه المبالغة ، كعدّل وصوّم أو على حذف مضاف تقديره ذي الوسواس وقال الزمخشري : إنما المصدر وسواس بالكفر (الْخَنَّاسِ) معناه الراجع على عقبه المستمر أحيانا وذلك متمكن في الشيطان فإنه يوسوس فإذا ذكر العبد الله وتعوذ به منه تباعد عنه ، ثم رجع إليه عند الغفلة عن الذكر ، وهو يخنس في تباعده ثم في رجوعه بعد ذلك (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) وسوسة

٥٢٩

الشيطان في صدر الإنسان بأنواع كثيرة منها : إفساد الإيمان والتشكيك في العقائد فإن لم يقدر على ذلك أمره بالمعاصي ، فإن لم يقدر على ذلك ثبّطه عن الطاعات ، فإن لم يقدر على ذلك أدخل عليه الرياء في الطاعات ليحبطها ، فإن سلم من ذلك أدخل عليه العجب بنفسه ، واستكثار عمله ، ومن ذلك أنه يوقد في القلب نار الحسد ، والحقد ، والغضب ، حتى يقود الإنسان إلى شر الأعمال وأقبح الأحوال

وعلاج وسوسته بثلاثة أشياء واحدها الإكثار من ذكر الله وثانيها الإكثار من الاستعاذة بالله منه ومن أنفع شيء في ذلك قراءة هذه السورة وثالثها مخالفته والعزم على عصيانه فإن قيل : لم قال في الصدور الناس ولم يقل : في قلوب الناس؟ فالجواب أن ذلك إشارة إلى عدم تمكن الوسوسة ، وأنها غير حالّة في القلب بل هي محوّمة في صدور حول القلب (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) هذا بيان لجنس الوسواس وأنه يكون من الجن ، ومن الناس ، ثم إن الموسوس من الإنس يحتمل أن يريد من يوسوس بخدعه وأقواله الخبيثة ، فإنه الشيطان كما قال تعالى (شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ) [الأنعام : ١١٢] أو يريد به نفس الإنسان إذ تأمره بالسوء ، فإنها أمّارة بالسوء والأول أظهر ، وقيل : من الناس معطوف على الوسواس كأنه قال : أعوذ من شر الوسواس من الجنة ومن شر الناس ، وليس الناس على هذا ممن يوسوس. والأول أظهر وأشهر.

فإن قيل : لم ختم القرآن بالمعوذتين وما الحكمة في ذلك؟ فالجواب من ثلاثة أوجه : الأول قال شيخنا الأستاذ أبو جعفر بن الزبير لما كان القرآن من أعظم النعم على عباده ، والنعم مظنة الحسد فختم بما يطفئ الحسد من الاستعاذة بالله. الثاني يظهر لي أن المعوذتين ختم بهما لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال فيهما : أنزلت عليّ آيات لم ير مثلهن قط كما قال في فاتحة الكتاب : لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلها فافتتح القرآن بسورة لم ينزل مثلها واختتم بسورتين لم ير مثلهما ليجمع حسن الافتتاح والاختتام ، ألا ترى أن الخطب والرسائل والقصائد وغير ذلك من أنواع الكلام إنما ينظر فيها إلى حسن افتتاحها واختتامها. الوجه الثالث يظهر لي أيضا أنه لما أمر القارئ أن يفتتح قراءته بالتعوذ من الشيطان الرجيم ، ختم القرآن بالمعوذتين ليحصل الاستعاذة بالله عند أول القراءة وعند آخر ما يقرأ من القراءة ، فتكون الاستعاذة قد اشتملت على طرفي الابتداء والانتهاء ، وليكون القارئ محفوظا بحفظ الله الذي استعاذ به من أول أمره إلى آخره وبالله التوفيق لا رب غيره.

تم بفضل الله كتاب التسهيل لعلوم التنزيل للإمام محمد بن أحمد بن جزي رحمه‌الله وأجزل مثوبته راجيا من الله حسن الختام لكل من قرأه وانتفع به ودعا لمصححه وناشره وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

٥٣٠

فهرس المحتويات

سورة طه مكية وآياتها خمس وثلاثون ومائة........................................... ٥

سورة الأنبياء مكية وآياتها اثنتا عشرة ومائة......................................... ١٨

سورة الحج مدنية وآياتها ثمان وسبعون.............................................. ٣٢

سورة المؤمنون مكية وآياتها ثماني عشرة ومائة........................................ ٤٨

سورة النور مدنية وآياتها أربع وستون............................................... ٥٩

سورة الفرقان مكية وآياتها سبع وسبعون............................................ ٧٨

سورة الشعراء مكية وآياتها سبع وعشرون ومائتان.................................... ٨٨

سورة النمل مكية وآياتها ثلاث وتسعون............................................ ٩٨

سورة القصص مكية وآياتها ثمان وثمانون.......................................... ١٠٩

سورة العنكبوت مكية وآياتها تسع وستون........................................ ١٢٢

سورة الروم مكية وآياتها ستون................................................... ١٣٠

سورة لقمان مكية وآياتها أربع وثلاثون........................................... ١٣٧

سورة السجدة مكية وآياتها ثلاثون............................................... ١٤١

سورة الأحزاب مدنية وآياتها ثلاث وسبعون....................................... ١٤٥

سورة سبأ مكية وآياتها أربع وخمسون............................................. ١٦٠

سورة فاطر مكية وآياتها خمس وأربعون............................................ ١٧١

سورة يس مكية وآياتها ثلاث وثمانون............................................. ١٧٩

سورة الصافات مكية وآياتها ثنتان وثمانون ومائة.................................... ١٨٨

سورة ص مكية وآياتها ثمان وثمانون............................................... ٢٠١

سورة الزمر مكية وآياتها خمس وسبعون........................................... ٢١٥

سورة غافر مكية وآياتها خمس وثمانون............................................ ٢٢٧

سورة فصلت مكية وآياتها أربع وخمسون.......................................... ٢٣٧

سورة الشورى مكية وآياتها ثلاث وخمسون........................................ ٢٤٤

سورة الزخرف مكية وآياتها تسع وثمانون.......................................... ٢٥٤

٥٣١

سورة الدخان مكية وآياتها تسع وخمسون......................................... ٢٦٦

سورة الجاثية مكية وآياتها سبع وثلاثون........................................... ٢٧٠

سورة الأحقاف مكية وآياتها خمس وثلاثون....................................... ٢٧٤

سورة محمد مدنية وآياتها ثمان وثلاثون.............................................. ٢٨٠

سورة الفتح مدنية وآياتها تسع وعشرون.......................................... ٢٨٦

سورة الحجرات مدنية وآياتها ثماني عشرة.......................................... ٢٩٤

سورة ق مكية وآياتها خمس وأربعون.............................................. ٣٠٠

سورة الذاريات مكية وآياتها ستون............................................... ٣٠٦

سورة الطور مكية وآياتها تسع وأربعون............................................ ٣١١

سورة النجم مكية وآياتها ثنتان وستون............................................ ٣١٦

سورة القمر مكية وآياتها خمس وخمسون.......................................... ٣٢٢

سورة الرحمن مدنية وآياتها ثمان وسبعون........................................... ٣٢٧

سورة الواقعة مكية وآياتها ست وتسعون.......................................... ٣٣٣

سورة الحديد مدنية وآياتها تسع وعشرون......................................... ٣٤٣

سورة المجادلة مدنية وآياتها ثنتان وعشرون......................................... ٣٥١

سورة الحشر مدنية وآياتها أربع وعشرون.......................................... ٣٥٧

سورة الممتحنة مدنية وآياتها ثلاث عشرة.......................................... ٣٦٤

سورة الصف مدنية وآياتها أربع عشرة............................................ ٣٧٠

سورة الجمعة مدنية وآياتها إحدى عشرة.......................................... ٣٧٣

سورة المنافقون مدنية وآياتها إحدى عشرة......................................... ٣٧٧

سورة التغابن مدنية وآياتها ثماني عشرة............................................ ٣٨٠

سورة الطلاق مدنية وآياتها اثنتا عشرة............................................ ٣٨٣

سورة التحريم مدنية وآياتها اثنتا عشرة............................................ ٣٨٩

سورة الملك مكية وآياتها ثلاثون................................................. ٣٩٤

سورة القلم مكية وآياتها ثنتان وخمسون........................................... ٣٩٨

سورة الحاقة مكية وآياتها ثنتان وخمسون........................................... ٤٠٤

سورة المعارج مكية وآياتها أربع وأربعون............................................ ٤٠٩

سورة نوح مكية وآياتها ثمان وعشرون............................................. ٤١٣

سورة الجن مكية وآياتها ثمان وعشرون............................................ ٤١٧

سورة المزمل مكية وآياتها عشرون................................................ ٤٢٢

سورة المدثر مكية وآياتها ست وخمسون........................................... ٤٢٧

سورة القيامة مكية وآياتها أربعون................................................ ٤٤٤

٥٣٢

سورة الإنسان مدنية وآياتها إحدى وثلاثون....................................... ٤٣٦

سورة المرسلات مكية وآياتها خمسون............................................. ٤٤١

سورة النبأ مكية وآياتها أربعون................................................... ٤٤٤

سورة النازعات مكية وآياتها ست وأربعون......................................... ٤٤٨

سورة عبس مكية وآياتها ثنتان وأربعون............................................ ٤٥٢

سورة التكوير مكية وآياتها تسع وعشرون......................................... ٤٥٥

سورة الانفطار مكية وآياتها تسع عشرة........................................... ٤٥٨

سورة المطففين مكية وآياتها ست وثلاثون......................................... ٤٦٠

سورة الانشقاق مكية وآياتها خمس وعشرون...................................... ٤٦٤

سورة البروج مكية وآياتها ثنتان وعشرون.......................................... ٤٦٧

سورة الطارق مكية وآياتها سبع عشرة............................................ ٤٧١

سورة الأعلى مكية وآياتها تسع عشرة............................................ ٤٧٣

سورة الغاشية مكية وآياتها ست وعشرون......................................... ٤٧٦

سورة الفجر مكية وآياتها ثلاثون................................................. ٤٧٨

سورة البلد مكية وآياتها عشرون................................................. ٤٨٣

سورة الشمس مكية وآياتها خمس عشرة........................................... ٤٨٦

سورة الليل مكية وآياتها إحدى وعشرون......................................... ٤٨٨

سورة والضحى مكية وآياتها إحدى عشرة......................................... ٤٩٠

سورة الشرح مكية وآياتها ثمان................................................... ٤٩٢

سورة التين مكية وآياتها ثمان.................................................... ٤٩٤

سورة العلق مكية وآياتها تسع عشرة.............................................. ٤٩٦

سورة القدر مكية وآياتها خمس.................................................. ٤٩٩

سورة البينة مدنية وآياتها ثمان.................................................... ٥٠١

سورة الزلزلة مدنية وآياتها ثمان................................................... ٥٠٣

سورة العاديات مكية وآياتها إحدى عشرة......................................... ٥٠٥

سورة القارعة مكية وآياتها إحدى عشرة.......................................... ٥٠٧

سورة التكاثر مكية وآياتها ثمان.................................................. ٥٠٩

سورة العصر مكية وآياتها ثلاث................................................. ٥١١

سورة الهمزة مكية وآياتها تسع................................................... ٥١٢

سورة الفيل مكية وآياتها خمس................................................... ٥١٣

سورة قريش مكية وآياتها أربع................................................... ٥١٤

سورة الماعون مكية وآياتها سبع.................................................. ٥١٦

٥٣٣

سورة الكوثر مكية وآياتها ثلاث................................................. ٥١٧

سورة الكافرون مكية وآياتها ست................................................ ٥١٨

سورة النصر مدنية وآياتها ثلاث................................................. ٥٢٠

سورة المسد مكية وآياتها خمس.................................................. ٥٢١

سورة الإخلاص مكية وآياتها أربع................................................ ٥٢٣

سورة الفلق مكية وآياتها خمس................................................... ٥٢٦

سورة الناس مكية وآياتها ست................................................... ٥٢٩

٥٣٤