نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٨

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٨

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩٥

عن أبي الفتح بن أبي الفارس الحافظ عن أبي عمرو عثمان بن أحمد ابن سمعان الرزاز عن محمد بن عزير العزيري. ومن قال بالزائين فقد أخطأ » (١).

(١١)

علي بن عيسى الرمّاني

وأما تفسير علي بن عيسى الرماني ( المولى ) بـ ( الأولى ) فقد علمته من كلام الفخر الرازي المتقدّم سابقا.

ترجمة الرماني

١ ـ السمعاني : « أبو الحسن علي بن عيسى بن علي بن عبد الله الرماني ، النحوي المتكلّم صاحب التصانيف ، يروي عن أبي بكر بن دريد وأبي بكر السراج وغيرهما ، روى عنه أبو القاسم التنوخي وأبو محمد الجوهري ، وكان من أهل المعرفة ، متقنا في علوم كثيرة ، من الفقه والقرآن والنحو واللغة والكلام على مذهب المعتزلة ، وكانت ولادته في سنة ٢٩٦. ووفاته في جمادى الأولى سنة ٣٨٤ » (٢).

٢ ـ ابن خلكان : « ... النحوي المتكلّم ، أحد الأئمة المشاهير ، جمع بين علم الكلام والعربية ، وله تفسير القرآن الكريم ... » (٣).

٣ ـ الذهبي : « والرّماني شيخ العربية ، أبو الحسن علي بن عيسى النحوي ببغداد ، وله ثمان وثمانون سنة ، له قريب من مائة مصنّف ، أخذ عن ابن دريد وأبي بكر ابن السراج ، وكان متقنا في علوم كثيرة ، من القرآن والفقه والنحو والكلام

__________________

(١) الأنساب ٤ / ١٨٨.

(٢) الأنساب ـ الرماني.

(٣) وفيات الأعيان ٢ / ٤٦١.

٤١

على مذهب المعتزلة والتفسير واللغة » (١).

٤ ـ السيوطي : « ... كان إماما في العربية ، علاّمة في الأدب ... قال أبو حيّان التوحيدي : لم ير مثله قط علما بالنحو ، وغزارة بالكلام ، وبصرا بالمقالات واستخراجا للعويص ، وإيضاحا للمشكل ، مع تألّه وتنزّه ودين وفصاحة وعفافة ونظافة ... » (٢).

(١٢)

أبو نصر الجوهري

وأما تفسير أبي نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهري ( المولى ) بـ ( الأولى ) فقد جاء في كتابه ( صحاح اللغة ) [ الذي نص في خطبته على أنه قد أودع في هذا الكتاب ما صحّ عنده من اللغة العربية ] حيث قال :

« وأما قول لبيد :

فغدت كلا الفرجين تحسب أنه

مولى المخالفة خلفها وأمامها

يريد : أنه أولى موضع أن يكون فيه الخوف » (٣).

ترجمة الجوهري

١ ـ أبو منصور الثعالبي : « كان الجوهري من أعاجيب الزمان ، وهو إمام في اللغة ، وله كتاب الصحاح ... » (٤).

__________________

(١) العبر ـ حوادث ٣٨٤.

(٢) بغية الوعاة ٢ / ١٨٠.

(٣) صحاح اللغة وتاج العربية : ولي.

(٤) يتيمة الدهر ٤ / ٤٠٦.

٤٢

٢ ـ الذهبي : « والجوهري صاحب الصحاح ، أبو نصر إسماعيل بن حماد التركي اللّغوي ، أحد أئمة اللسان ، وكان في جودة الخط في طبقة ابن مقلة ومهلهل ، أكثر التّرحال ، ثم سكن بنيسابور ... » (١).

٣ ـ السيوطي : « إسماعيل بن حمّاد الجوهري صاحب الصحاح ، الامام أبو نصر الفارابي ، قال ياقوت : كان من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة وعلما ، وأصله من فاراب من بلاد الترك ، وكان إماما في الأدب ، واللغة ، وخطه يضرب به المثل لا يكاد يفرّق بينه وبين خط ابن مقلة ، وهو مع ذلك من فرسان الكلام والأصول ... وصنّف كتابا في العروض ومقدّمة في النحو ، والصحاح في اللغة وهو الكتاب الذي بأيدي الناس اليوم وعليه اعتمادهم ، أحسن تصنيفه وجوّد تأليفه ... » (٢).

٤ ـ السيوطي أيضا بعد أن ذكر كتاب المحكم والمحيط الأعظم لابن سيدة ، وكتاب العباب للصغاني ، وكتاب القاموس : « ولم يصل واحد من هذه الثلاثة في كثرة التداول إلى ما وصل إليه الصّحاح ، ولا نقصت رتبة الصحاح ولا شهرته بوجود هذه ، وذلك لالتزامه ما صح ، فهو في كتب اللغة نظير صحيح البخاري في كتب الحديث ، وليس المدار في الاعتماد على كثرة الجمع بل على شرط الصحة » (٣).

(١٣)

أبو إسحاق الثعلبي

وأما تفسير أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ( المولى )

__________________

(١) العبر حوادث سنة ٣٩٨.

(٢) بغية الوعاة ١ / ٤٤٦.

(٣) المزهر في اللغة ١ / ٦٢.

٤٣

بـ ( الأولى ) فهو في تفسيره حيث قال : ( أَنْتَ مَوْلانا ) أي : ناصرنا وحافظنا ووليّنا وأولى بنا » (١).

وقال : ( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) أي : صاحبتكم وأولى بكم وأحق بأن تكون مسكنا لكم. قال لبيد :

فغدت كلا الفرجين تحسب أنه

مولى المخافة خلفها وأمامها » (٢)

(١٤)

أبو الحسن الواحدي

وأما تفسير أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي ( المولى ) بـ ( الأولى ) فهو في تفسيره حيث قال : ( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) هي أولى بكم لما أسلفتم من الذنوب. والمعنى : أنها هي التي تلي عليكم ، لأنها قد ملكت أمركم ، فهي أولى بكم من كلّ شيء » (٣).

(١٥)

الأعلم الشنتمري

وأما تفسير أبي الحجاج يوسف بن سليمان الأعلم الشنتمري ( المولى )

__________________

(١) الكشف والبيان في تفسير القرآن ـ مخطوط.

(٢) الكشف والبيان ـ مخطوط.

(٣) التفسير الوسيط ـ مخطوط.

٤٤

بـ ( الأولى ) فقد قال في شرح أبيات كتاب سيبويه ( الذي أملاه سنة ٤٥٦ على المعتضد بالله أبي عمرو عباد بن محمد بن عباد ) بشرح بيت لبيد ما نصه « الشاهد فيه رفع خلفها وأمامها اتساعا ومجازا ، والمستعمل فيهما الظرف ورفعهما على البدل من كلا. والتقدير : فغدت خلفها وأمامها تحسبهما مولى المخافة. وكلا في موضع رفع بالابتداء وتحسب مع ما بعدها في موضع الخبر ، والهاء من أنه عائدة على كلا ، لأنه اسم واحد في معنى التثنية ، فحمل ضميره على لفظه.

ومولى المخافة خبر ، لأن معناه موضع المخافة ومستقرّها من قول الله عز وجل ( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) اي : هي مستقرّكم الأولى بكم.

وصف بقرة فقدت ولدها أو أحست بصائد ، فهي خائفة حذرة ، تحسب كلا طريقها من خلفها وأمامها مكمنا له يغترّها منه ، والفرج هاهنا موضع المخافة وهو مثل الثغر ، وثناه لأنه أراد ما تخاف منه خلفها وأمامها » (١).

ترجمة الأعلم الشنتمري

١ ـ ابن خلكان : « ... كان عالما بالعربية واللغة ومعاني الأشعار ، حافظا لجميعها ، كثير العناية بها ، حسن الضّبط لها ، مشهورا بمعرفتها وإتقانها ، أخذ الناس عنه كثيرا ، وكانت الرحلة في وقته إليه ... وتوفي سنة ٤٧٦ ... » (٢).

٢ ـ السيوطي كذلك (٣).

__________________

(١) تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب.

(٢) وفيات الأعيان ٦ / ٧٩.

(٣) بغية الوعاة ٢ / ٣٥٦ وترجم له في مرآة الجنان فيمن مات سنة ٤٩٦ وهو سهو.

٤٥

(١٦)

القاضي الزوزني

وأما تفسير حسين بن أحمد الزوزني ( المولى ) بـ ( الأولى ) فهو في شرح المعلّقات ، بشرح بيت لبيد المذكور حيث قال : « ... وقال ثعلب : إن المولى في هذا البيت بمعنى الأولى بالشيء ، كقوله ( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) اي : هي الأولى بكم يقول : فغدت البقرة وهي تحسب أن كلا فرجيها مولى المخافة ، أي موضعها وصاحبها أو تحسب أن كل فرج من فرجيها هو الأولى بالمخافة ... » (١).

ترجمة الزوزني

قال السيوطي : « الحسين بن أحمد الزوزني القاضي أبو عبد الله قال عبد الغافر : إمام عصره في النحو واللغة والعربية. مات سنة ٤٨٦ » (٢).

(١٧)

أبو زكريا الخطيب

وأما تصريح يحيى بن علي أبو زكريا ابن الخطيب التبريزي بمجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) فقد جاء بشرح الحماسي :

__________________

(١) شرح المعلّقات ٩١.

(٢) بغية الوعاة ١ / ٥٣١.

٤٦

( ألهفا بقري سحبل حين أجلت

علينا الولايا والعدو المباسل )

حيث قال : « والمولى على وجوه ، هو : العبد والسيد وابن العم والصهر والجار والحليف والولي والأولى بالشيء » (١).

ترجمة أبي زكريا التبريزي

١ ـ السمعاني : « أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيباني التبريزي قاطن بغداد ، أحد أئمة اللغة وكانت له معرفة تامة بالأدب والنحو ، قرأ على أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعرّي وغيره من الشاميين ... وحدث عنه الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وغيره ... ومات في جمادى الآخرة سنة ٥٠٢ ببغداد ودفن بتبريز » (٢).

٢ ـ الذهبي : « أبو زكريا التبريزي الخطيب صاحب اللغة ، يحيى بن علي ابن محمد الشيباني صاحب التصانيف ، أخذ اللغة عن أبي العلاء المعرّي ، وسمع من سليم بن أيوب بصور ، وكان شيخ بغداد في الأدب. توفي في جمادى الآخرة عن إحدى وثمانين سنة » (٣).

٣ ـ اليافعي كذلك (٤).

٤ ـ الذهبي : « وفيها مات إمام اللغة ببغداد أبو زكريا ... » (٥).

__________________

(١) شرح ديوان الحماسة.

(٢) الأنساب ١ / ٤٤٦.

(٣) العبر ـ حوادث ٥٠٢.

(٤) مرآة الجنان ـ حوادث ٥٠٢.

(٥) دول الإسلام ـ حوادث ٥٠٢.

٤٧

(١٨)

الفرّاء البغوي

وأمّا تفسير حسين بن مسعود الفرّاء البغوي ( المولى ) بـ ( الأولى ) فهو بتفسير الآية المباركة : ( مَأْواكُمُ النَّارُ ... ) قال : « مأواكم النار هي مولاكم. صاحبتكم وأولى بكم لما أسلفتم من الذنوب » (١).

ترجمة البغوي

وهذا موجز كلام ابن خلكان بترجمة البغوي :

« أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد المعروف بالفرّاء البغوي ، الفقيه الشافعي المحدّث المفسّر ، كان بحرا في العلوم ، وأخذ الفقه عن القاضي حسين ابن محمد كما تقدّم في ترجمته ، وصنّف في تفسير كلام الله تعالى ، وأوضح المشكلات من قول النبي صلّى الله عليه وسلّم ، وروى الحديث ودرّس ، وكان لا يلقي الدرس إلاّ على الطهارة ، وصنّف كتبا كثيرة ... توفي في شوال سنة ٥١٠ ... » (٢).

__________________

(١) معالم التنزيل ٨ / ٢٩.

(٢) وفيات الأعيان ١ / ٤٠٢.

٤٨

(١٩)

جار الله الزمخشري

وأمّا تصريح أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري بمجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) فقد جاء في ( أساس البلاغة ) : « ومولاي : سيدي ، وعبدي ، ومولى بين الولاية ناصر ، وهو أولى به » (١).

وفي ( الكشاف ) : ( هِيَ مَوْلاكُمْ ) قيل : هي أولى بكم ، وأنشد بيت لبيد :

فغدت كلا الفرجين تحسب انه

مولى المخافة خلفها وأمامها

وحقيقة مولاكم محراكم ومقمنكم ، أي : مكانكم الذي يقال فيه : هو أولى بكم. كما قيل : هو مئنة للكرم ، أي مكان لقول القائل إنّه لكريم ، ويجوز أن يراد : هي ناصركم ، أي : لا ناصر لكم غيرها ، والمراد نفي الناصر على البتات ، ونحوه قوله : قد أصيب فلان بكذا فاستنصر الجزع. ومنه قوله تعالى : ( يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ ) وقيل : تتولاكم كما تولّيتم في الدنيا أعمال أهل النار » (٢).

ترجمة الزمخشري

وستأتي ترجمة الزمخشري بالتفصيل ، كما تقدمت ترجمته عن ( الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية ) ، وهذا بعض الثناء عليه :

١ ـ الكفوي : « الشيخ الامام الفهّامة جار الله العلاّمة أبو القاسم محمود ابن عمر بن مجد الدين الزمخشري. إمام عصره بلا مدافعة ، كان نحويا ذكيا خبيرا

__________________

(١) أساس البلاغة : ولي ٦٨٩.

(٢) الكشاف ٤ / ٤٧٦.

٤٩

بالمعاني والبيان ، فقيها مناظرا ، متكلّما نظّارا ، أديبا ، شاعرا ، محدّثا ، مفسرا. أستاذ زمانه في الأدب ومجتهد أوانه في المذهب ، له في العلوم آثار ما ليس لغيره من أهل عصره ، وكان من الفصاحة والبلاغة بالمحلّ الأعلى الذي تشهد به تصنيفاته ، سيّما الكشاف في التفسير ... » (١).

٢ ـ ابن الأثير : « أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، الحنفي مذهبا ، صاحب التصانيف العجيبة ، والتأليفات الغريبة ، مثل : الفائق في غريب الحديث ، والكشاف في تفسير القرآن ، والأمثال ، والمفصّل في النحو. وله اليد الباسطة واللسان الفصيح في علوم الأدب ، لغتها ونحوها وشعرها ورسائلها ، وعلم البيان ، انتهت هذه الفضائل وبه ختمت. وأقام بمكّة دهرا حتى صار يعرف بجار الله » (٢).

٣ ـ اليافعي : « وفيها العلاّمة النحوي اللغوي المفسّر المعتزلي ... كان متقنا في التفسير والحديث والنحو واللغة وعلم البيان ، إمام عصره في فنونه ، وله التصانيف البديعة الكثيرة الممدوحة الشهيرة ... » (٣).

(٢٠)

أبو الفرج ابن الجوزي

وأمّا ذكر أبي الفرج عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي تفسير ( المولى ) بـ ( الأولى ) ، فقد جاء بتفسير الآية المباركة حيث قال : « قوله ( مَوْلاكُمْ ) قال أبو عبيدة : أي أولى بكم » (٤).

__________________

(١) كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار ـ مخطوط.

(٢) جامع الأصول لابن الأثير الجزري ـ مخطوط.

(٣) مرآة الجنان ـ حوادث سنة ٥٣٨.

(٤) زاد المسير في التفسير ٨ / ١٦٧.

٥٠

ترجمة ابن الجوزي

١ ـ ابن خلكان : « أبو الفرج عبد الرحمن ، الفقيه الحنبلي الواعظ الملقّب جمال الدين الحافظ. كان علاّمة عصره وإمام وقته في الحديث وصناعة الوعظ ، صنّف في فنون عديدة ، منها : زاد المسير في علم التفسير.

وتوفي ليلة الجمعة ثاني عشر شهر رمضان سنة ٥٩٧ ببغداد ، ودفن بباب حرب » (١).

٢ ـ الذهبي : « وأبو الفرج ابن الجوزي عبد الرحمن بن علي محمد بن علي الحافظ الكبير ، جمال الدين التيمي البكري ، البغدادي ، الحنبلي ، الواعظ ، المتقن ، صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة في أنواع العلم ، من التفسير والحديث والفقه والزهد ... » (٢).

٣ ـ السيوطي : « ابن الجوزي الامام العلاّمة الحافظ ، عالم العراق وواعظ الآفاق ... ما علمت أحدا من العلماء صنّف ما صنّف ... » (٣).

(٢١)

أبو نصر الدرواجكي الزاهد

وأمّا تفسير أحمد بن الحسن بن أحمد بن الزاهد الدرواجكي ( المولى ) بـ ( الأولى ) فهو في تفسيره المشهور بـ ( تفسير الزّاهدي ) حيث قال : « قوله تعالى ( بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ ) الآية. أي : الله أولى أن يطاع ... » (٤).

__________________

(١) وفيات الأعيان ٢ / ٣٢١.

(٢) العبر ـ حوادث ٥٩٧.

(٣) طبقات الحفاظ : ٤٧٧.

(٤) تفسير الزاهدي لأبي نصر الدرواجكي ـ مخطوط.

٥١

ترجمة الدرواجكي

وهذا التفسير قد جاء في أوّله : « الحمد لله الذي أنزل الفرقان نورا مضيئا وجعل اتّباعه دينا رضيّا ، ووعد المؤتمرين والعباد المعتدّين لتكليف المحجوجين ، والصلاة على رسوله محمد وآله أجمعين. قال الشيخ الامام الأجل العالم الزاهد المجاهد سيف الملة والدين ، مقتدى الإسلام والمسلمين ناصر السنّة قامع البدعة فخر الأئمة جمال الإسلام تاج المفسّرين أبو نصر أحمد بن الحسن بن أحمد الدرواجكي في تفسير كلام الله إملاء ببخارا ، في اليوم التاسع من شوال سنة تسع وخمسمائة ، سقاه الله صوب غفرانه وكساه ثوب رضوانه ، وإنه تعالى على ما يشاء قدير ».

وذكر الدرواجكي عبد القادر القرشي بقوله : « أحمد بن الحسن بن أحمد أبو نصر الدرواجكي الزاهد ، عرف بفخر الإسلام ، أستاد العقيلي. ولم يذكر السمعاني هذه النسبة » (١).

ترجمة تلميذه العقيلي

١ ـ القرشي : « عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن أحمد شرف الدين أبو حفص العقيلي الأنصاري جد شمس الدين أحمد بن محمد ـ وقد تقدم ـ. قال الذهبي : العلاّمة شرف الدين كان من كبار حنفية بخارا وعلمائها. قدم بغداد حاجّا في سنة ٥٨٨ ، وحجّ ثم رجع وحدّث. روى عن الصدر الأجل الشهيد حسام الدين أبي المفاخر برهان الأئمة عمر بن الصدر الماضي عبد العزيز بن عمر ابن مازة. وقد تقدم ... توفي ببخارا وقت صلاة الفجر من يوم الثلاثاء الخامس من جمادى الأولى سنة ٥٩٦ ... » (٢).

__________________

(١) الجواهر المضية في طبقات الحنفية ١ / ٦٣.

(٢) الجواهر المضية في طبقات الحنفية ١ / ٣٩٧.

٥٢

٢ ـ الكفوي : « الشيخ الامام شرف الدين ... من كبار الأئمة الحنفية وأعيان فقهاء الملة الحنفية ، وله اليد الباسطة في المذهب والخلاف ، وكان على أحسن طريقة سلكها الأشراف ، وله تصانيف حسنة منها المنهاج ... ذكره ابن النجار في تاريخه » (١).

هذا ، وقد اعتمد على ( تفسير الزّاهدي ) الامام العلائي في كتابه ( ترغيب الصّلاة ) ... ففي ( كشف الظنون ) : « تفسير الزاهدي ذكره صاحب ترغيب الصّلاة » (٢).

ترجمة الزاهد العلائي

وقال في ( كشف الظنون ) : « ترغيب الصّلاة ـ فارسي لمحمد بن أحمد الزاهد. جمعه من نحو مائة كتاب ، ورتّبه على ثلاثة أقسام ، الأول : في فرضية الصلاة. والثاني : في الطهارة. والثالث : في نواقض الوضوء » (٣).

وترجم له :

١ ـ السمعاني : « ومن المتأخرين الامام الزاهد محمد بن عبد الرحمن العلائي ، واعظ من أهل بخارا ومفسّرهم ، وكان فصيحا حسن الأداء ، مقبولا عند الخاص والعام. حدّث وسمع منه ، وما أدركته حيّا ببخارا » (٤).

٢ ـ القرشي : « محمد بن عبد الرحمن بن أحمد أبو عبد الله البخاري الملقب بالزاهد العلاء ، قال السمعاني : كان فقيها فاضلا متقنا [ مفتيا ] مذاكرا أصوليّا متكلّما ، قيل : إنّه صنّف في التفسير كتابا أكثر من ألف جزء ، وأملى في آخر عمره ،

__________________

(١) كتائب أعلام الأخيار ـ مخطوط.

(٢) كشف الظنون ١ / ٤٤٨.

(٣) كشف الظنون ١ / ٣٩٩.

(٤) الأنساب ـ البخاري.

٥٣

كتب إليّ بالاجازة ولم ألحقه ببخارا ، لأنه توفي ليلة الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة ٥٤٦.

ومحمد بن عبد الرحمن هذا من مشايخ صاحب الهداية وقد ذكره في مشيخته وقال : أجاز لي رواية جميع ما صحّ من مسموعاته ... » (١).

٣ ـ الكفوي : « الامام الزاهد علاء الدين محمد بن عبد الرحمن البخاري المفسر المعروف بعلاء الزاهد ، له تفسير كبير مشتمل على مجلدات ضخام ... » (٢).

(٢٢)

نظام الدين النيسابوري

وأمّا ذكر نظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري مجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) فقد قال : ( هِيَ مَوْلاكُمْ ) قيل : المراد أنّها تتولى أموركم كما تولّيتم في الدنيا أعمال أهل النار. وقيل : أراد هي أولى بكم ، قال جار الله : حقيقته هي محراكم ومقمنكم أي مكانكم الذي يقال فيه هو أولى بكم ، كما قيل : هو مئنة للكرم ، أي : مكان لقول القائل إنه لكريم » (٣).

وقال : ( وَاللهُ مَوْلاكُمْ ) متولّي أموركم. وقيل : أولى بكم من أنفسكم ، ونصيحته أنفع لكم من نصائحكم لأنفسكم » (٤).

__________________

(١) الجواهر المضية ٢ / ٧٦.

(٢) كتائب أعلام الأخيار ـ مخطوط.

(٣) تفسير النيسابوري هامش الطبري ٢٧ / ١٣١.

(٤) المصدر نفسه ٢٨ / ١٠١.

٥٤

(٢٣)

ابن طلحة القرشي

وأمّا ذكر أبي سالم محمد بن طلحة القرشي النصيبي مجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) فهو حيث قال : « واشتمل ـ أي حديث الغدير ـ على لفظة المولى ، وهي لفظة مستعملة بإزاء معان متعددة قد ورد القرآن الكريم بها ، فتارة تكون بمعنى أولى. قال الله تعالى في حق المنافقين ( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) معناه : هي أولى بكم » (١).

وسنذكر ترجمة ابن طلحة فيما سيأتي إن شاء الله تعالى.

(٢٤)

سبط ابن الجوزي

وأمّا ذكر شمس الدين أبي المظفّر يوسف بن قزغلي سبط ابن الجوزي مجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) فهو حيث قال في ذكر معاني ( المولى ) :

« العاشر بمعنى الأولى. قال الله تعالى : ( فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) أي : أولى بكم » (٢).

وسنترجم لسبط ابن الجوزي فيما سيأتي بالتفصيل.

__________________

(١) مطالب السئول في مناقب آل الرسول ١ / ٤٥.

(٢) تذكرة خواص الأمة في معرفة الأئمة : ٣٢.

٥٥

(٢٥)

القاضي البيضاوي

وأمّا تفسير القاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي ( المولى ) بـ ( الأولى ) فقد جاء في ( تفسيره ) حيث قال : ( مَوْلاكُمْ ) هي أولى بكم كقول لبيد :

فغدت كلا الفرجين تحسب أنه

مولى المخافة خلفها وأمامها

وحقيقته : محراكم ، أي مكانكم الذي يقال فيه أولى بكم » (١).

ترجمة البيضاوي

وسيأتي تفصيل ترجمة البيضاوي إن شاء الله. ونقتصر هنا بخلاصة ما ترجمه به اليافعي حيث قال : « وفيها : الإمام أعلم العلماء الأعلام ، ذو التصانيف المفيدة المحققة ، والمباحث الحميدة المدققة ، قاضي القضاة ناصر الدين ... » (٢).

وقال السيالكوتي : « إنّ التفسير العتيق والبحر العميق المسمى بأنوار التنزيل للإمام الهمام قدوة علماء الإسلام ، سلطان المحققين وبرهان المدققين ، القاضي ناصر الدين عبد الله البيضاوي ، قد استهتر العلماء بحلّ مشكلاته ، وأسهر الأذكياء أحداقهم بفتح مغلقاته ، إلاّ أنّه لوجازة العبارات واحتوائه على الإشارات جلّ عن أن يكون شريعة لكلّ وارد ، وأن يطّلع عليه إلاّ واحد بعد واحد ... » (٣).

__________________

(١) تفسير البيضاوي ـ أنوار التنزيل : ٧١٦.

(٢) مرآة الجنان حوادث ٦٩٢.

(٣) حاشية السيالكوتي على تفسير البيضاوي ـ خطبة الكتاب.

٥٦

(٢٦)

ابن سمين الحلبي

وأمّا تصريح أحمد بن يوسف بن عبد الدائم الحلبي المعروف بابن سمين بمجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) فقد جاء في ( الدر المصون ) حيث قال : « قوله ( هِيَ مَوْلاكُمْ ) يجوز أن يكون مصدرا ، أي ولايتكم أي ذات ولايتكم ، وأن يكون مكانا ، أي مكان ولايتكم ، وأن يكون أولى بكم كقولك : هو مولاه » (١).

ترجمة ابن سمين

١ ـ العسقلاني : « أحمد بن يوسف بن عبد الدائم بن محمد الحلبي ، شهاب الدين ، المقري النحوي نزيل القاهرة ، تعانى النحو فمهر فيه ، ولازم أبا حيان إلى أن فاق أقرانه ، وأخذ القراءات عن التقي الصائغ ومهر فيها ، وسمع الحديث من يونس الدبوسي وغيره ، وولّى تصدير القراءات بجامع ابن طولون ، وأعاد بالشافعي ، وناب في الحكم ، ووليّ نظر الأوقاف ، وله تفسير القرآن في عشرين مجلدة رأيته بخطه ، والإعراب سماه الدرّ المصون في ثلاثة أسفار بخطه ، صنّفه في حياة شيخه وناقشه فيه ناقشات كثيرة غالبها جيدة ، وجمع كتابا في أحكام القرآن ، وشرح التسهيل ، والشاطبية.

قال الأسنوي في الطبقات : كان فقيها بارعا في النحو والقراآت ، ويتكلم في الأصول ، خيّرا أديبا ، مات في جمادى الآخرة ، وقيل في شعبان سنة ٧٥٦ » (٢).

__________________

(١) الدر المصون في علم الكتاب المكنون ـ مخطوط.

(٢) الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ١ / ٣٦٠.

٥٧

٢ ـ أبو بكر تقي الدين ابن قاضي شهبة كذلك (١).

٣ ـ السيوطي : « السمين ، صاحب الإعراب المشهور » ثم أورد كلام ابن حجر العسقلاني المذكور (٢).

٤ ـ وقد ذكر تاج الدين الدّهان سند رواية تفسير ابن السمين واصفا إياه بالإمام (٣).

(٢٧)

محمد بن أبي بكر الرازي

وأمّا تصريح محمد بن أبي بكر الرازي بمجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) وتفسيره الكلمة بهذا المعنى فهو حيث قال : « والمولى الذي هو أولى بالشيء ، ومنه قوله تعالى : ( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) أي هي أولى بكم. والمولى في اللغة على ثمانية أوجه : المعتق وابن العم والناصر والجار والحليف ويقال العقيد والصهر والأولى بالشيء » (٤).

كتاب غريب القرآن.

وكتاب ( غريب القرآن ) لمحمد بن أبي بكر الرازي أوله : « الحمد لله بجميع محامده على جميع نعمه ، وصلاته على نبيه المبعوث بجوامع أحكامه ولوامع حكمه ، وعلى آله وصحبه المهتدين بأخلاقه وشيمه. قال الامام الأجل الأفضل

__________________

(١) طبقات الشافعية ٣ / ١٨.

(٢) حسن المحاضرة ١ / ٥٣٦.

(٣) كفاية المتطلع ـ مخطوط.

(٤) غريب القرآن : ولي.

٥٨

العلاّمة ملك المفسرين شيخ العرب والعجم محمد بن أبي بكر الرازي رحمه‌الله وعفا عنه : سألني بعض إخواني من طلبة العلم وحملة القرآن العظيم أن أجمع لهم تفسير غرائب القرآن جمعا يشتمل على حسن الترتيب وسهولته ، وعلى استيعاب كلّ الألفاظ العربية التي في الكتاب العزيز ، ويعرى عن تكرار تفسير الألفاظ وإعادتها ، فأجبتهم إلى ذلك ، وجمعت هذا المختصر متميزا عن كلّ ما صنف في هذا الفن بهذه الفوائد الثلاث.

وجميع ما أودعته فيه إنما نقلته عن الأئمة المجمع على درايتهم ، وصحة روايتهم ، كالزجاج ، والفراء ، والأزهري ، والزمخشري ، والعزيزي ، والهروي ، ومن شابههم. وضممت في بعض المواضع إلى تفسير اللغة شيئا من فوائد الإعراب والمعاني ، لئلا يكون حافظه جامدا على مجرّد الألفاظ ».

وذكره في ( كشف الظنون ) في ذكر المصنّفين في غريب القرآن (١).

(٢٨)

جلال الدين الخجندي

وصرّح جلال الدين أحمد الخجندي بمجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) على ما نقل عنه شهاب الدين أحمد حيث قال : « قال الشيخ الامام جلال الدين أحمد الخجندي قدس‌سره : المولى يطلق على معان : منها الناصر ومنها الجار بمعنى المجير لا المجار ومنها السيد المطاع ، ومنها الأولى : ( هِيَ مَوْلاكُمْ ) أي أولى بكم » (٢).

وستأتي ترجمة الخجندي إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) كشف الظنون ٢ / ١٢٠٨.

(٢) توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل ـ مخطوط.

٥٩

(٢٩)

أبو البركات النسفي

أما تفسير حافظ الدين عبد الله بن أحمد النسفي ( المولى ) بـ ( الأولى ) ، فقد جاء في تفسيره للآية المباركة : ( هِيَ مَوْلاكُمْ ) هي أولى بكم. حقيقة مولاكم محراكم أي مكانكم الذي يقال فيه أولى بكم » (١).

ترجمة النسفي

١ ـ القرشي : « عبد الله بن أحمد بن محمود حافظ الدين أبو البركات النسفي أحد الزّهاد المتأخرين ، صاحب التصانيف المفيدة في الفقه والأصول ... توفي ليلة الجمعة في شهر ربيع الأول سنة ٧٠١ ... » (٢).

٢ ـ الكفوي : « علم الهدى علاّمه الورى ، مفتى الدهر قدوة ما وراء النهر ، أبو البركات حافظ الملة والدين ، ناصر الإسلام والمسلمين ، ناصح الملوك والسلاطين ...

كان إماما كاملا عديم النظر في زمانه ، ورأسا فقيد المثيل في الأصول والفروع في أوانه ، بارعا في الحديث ومعانيه ، ماهرا في فنون الأدب ومبانيه ، وله مقامات سنيّة في العلوم العقلية ومقالات بهية في الفنون النقلية ، وله التوسع في الكلام والفصاحة في الجدل والخصام ، كثير العلم مرتفع المكان ، بدائعه تجلّ عن بيان لسان العصر فياض البنان ، فريد ما له في الفضل مبار ، له في العلوم آثار ما

__________________

(١) تفسير النسفي : مدارك التنزيل ٤ / ٢٢٦.

(٢) الجواهر المضية في طبقات الحنفية ١ / ٢٧٠.

٦٠