نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٨

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٨

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩٥

يا محمّد أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنك رسول الله فقبلناه ، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه ، وأمرتنا بالزكاة فقبلناه ، وأردتنا أن نصوم شهرا فقبلنا ، وأمرتنا بالحج فقبلنا. ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضّله علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء منك أم من الله عزّ وجلّ؟ فقال النبي : والله الذي لا إله إلاّ هو إنّ هذا من الله عزّ وجلّ. فولى الحارث وهو يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقوله محمّد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم. فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته ، وخرج من دبره ، فقتله فأنزل الله تعالى : ( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ) (١).

ترجمة السمهودي

١ ـ السخاوي ملخصا بلفظه : « علي بن عبد الله السمهودي : ولد في صفر سنة ٨٤٤ بسمهود ، ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج ولازم والده ، وقدم القاهرة معه وبمفرده غير مرة ، وقرأ عمدة الأحكام بحثا على السعد بن الديري ، وأذن له في التدريس هو والبامي والجوهري ، وفيه وفي الإفتاء الشهاب السارمساجي بعد امتحانه له في مسائل ومذاكرته معه ، وفيها أيضا زكريا وكذا المحلي والمناوي ، وعظم اختصاصه بهما وتزايد مع ثانيهما بحيث خطبه لتزويج سبطته ، وقرّره معيدا في الحديث بجامع طولون ، وفي الفقه بالصالحية ، وأسكنه قاعة القضاء بها ، وعرض عليه النيابة فأبى ، ثم فوّض إليه عند رجوعه مرة إلى بلده مع القضاء ، حيث حل النظر في أمر ثواب الصعيد وصرف غير المتأهل منهم ، فما عمل بجميعه.

ثم إنه استوطن القاهرة وكنت هناك ، فكثر اجتماعنا وكان على خير كبير ،

__________________

(١) جواهر العقدين ـ مخطوط.

٣٤١

وفارقته بمكة بعد أن حججنا ، ثم توجه منها إلى طيبة فقطنها من سنة ثلاث وسبعين ، ولقيته في كلا الحرمين غير مرة ، وغبطته على استيطانه المدينة ، وصار شيخها ، قل أن يكون أحد من أهلها لم يقرأ عليه.

وبالجملة ، فهو انسان فاضل مفنن متميز في الفقه والأصلين ، فهو فريد هناك في مجموعه ، ولأهل المدينة به جمال ، والكمال لله » (١).

٢ ـ عبد القادر العيدروس : « وفيها في يوم الخميس ثامن عشر ذي القعدة ، توفي عالم المدينة الامام القدوة والمفتي الحجة الشريف ، ذو التصانيف الشهيرة ، نزيل المدينة الشريفة وعالمها وفقيهها ومدرّسها ومؤرّخها ، ترجمه الحافظان العز ابن فهد والشمس السخاوي ... وألف عدة تآليف منها : جواهر العقدين في فضل الشرفين ... وجمع فتاواه في مجلد وهي مفيدة جدا ... » (٢).

٣ ـ عبد الغفار بن ابراهيم العكي العدثاني : « الامام العلامة نور الدين علي بن عبد الله ... وله مصنفات مفيدة ... وكلّها في غاية الإتقان والتحقيق والتحرير والتدقيق. توفي بطيبة المشرفة » (٣).

٤ ـ محمّد بن يوسف الشامي في ذكر رموز سيرته : « أو ( السيد ) فالإمام العلامة شيخ الشافعية بطيبة نور الدين السمهودي » (٤).

٥ ـ ووصفه الشيخ عبد الحق الدهلوي : بـ « السيد العالم الكامل ، أوحد العلماء الأعلام ، عالم مدينة خير الأنام ، نور الدين ... مات ضحى يوم ليلة بقيت من ذي القعدة عام إحدى عشر وتسعمائة ، ودفن في البقيع عند قبر الامام مالك ... » (٥).

__________________

(١) الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ٥ / ٢٤٥.

(٢) النور السافر عن أحوال القرن العاشر. حوادث سنة : ٩١١.

(٣) عجالة الراكب وبلغة الطالب ـ مخطوط.

(٤) سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ـ مقدمة الكتاب.

(٥) جذب القلوب ـ مقدمة الكتاب.

٣٤٢

٦ ـ واحتج محمّد بن عبد الرسول البرزنجي بكتب السمهودي في كتابه ( الإشاعة لأشراط الساعة ) وذكر في ديباجته في ضمن مصادره « كتب الامام الشريف نور الدين علي السمهودي ، كتاريخ المدينة وجواهر العقدين » (١).

٧ ـ ووصفه محمود بن علي الشيخاني القادري بـ « السيد الجليل » مع الاعتماد على رواياته (٢).

٨ ـ وذكر الشيخ إبراهيم الكردي أحاديث في الردّ على الفلاسفة ثم قال :

« أورد هذه الأحاديث عالم المدينة ومفتيها العلامة السيد نور الدين ... في كتاب جواهر العقدين ، وقد أخبرنا بالكتاب كلّه شيخنا أيده الله تعالى ، قراءة للبعض وإجازة للكل ... » (٣).

٩ ـ وقال أحمد بن الفضل بن محمّد باكثير المكي في ( وسيلة المآل في عد مناقب الآل ) : « وقد أكثرت العلماء في هذا الشأن ، وجمعت في جواهر مناقبهم الشريفة ما يجمل به جيد الزمان ، ومن أحسن ما جمعت في تلك التآليف وأنفع ما نقلت منه في هذا التصانيف : كتاب جواهر العقدين في فضل الشرفين لعلاّمة الحرمين السيد السمهودي تغمّده الله برحمته » (٤).

١٠ ـ ووصفه محمّد بن محمّد خان البدخشي بـ « السيد السند نور الملة والدين ... » (٥).

١١ ـ وقال تاج الدين الدهان المكي : « تواريخ المدينة الشريفة لعالمها الامام الحجة السيد الشريف نور الدين ... » (٦).

__________________

(١) الإشاعة لأشراط الساعة. مقدمة الكتاب.

(٢) الصراط السوي في مناقب آل النبي ـ مخطوط.

(٣) بلغة المسير إلى توحيد الله العلي الكبير.

(٤) وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل ـ مخطوط.

(٥) مفتاح النجا ـ مخطوط.

(٦) كفاية المتطلع في مرويات الشيخ حسن العجيمي ـ مخطوط.

٣٤٣

١٢ ـ ووصفه أحمد بن عبد القادر العجيلي بـ « إمام السادة والعلماء » (١).

١٣ ـ وذكره رشيد الدين خان الدهلوي فيمن ألّف وصنف في فضائل الأئمة من العترة الطاهرة ، من عظماء علماء أهل السنة ، حيث ذكر كتابه ( جواهر العقدين ) ووصف مؤلفه بـ « الإمام » (٢).

(٧)

رواية ابن الصباغ

ورواه أيضا الشيخ نور الدين علي بن محمّد المعروف بابن الصباغ المالكي ، عن تفسير الثعلبي ، كما مر مرارا ، وعبّر عن الثعلبي بـ « الإمام » (٣).

ترجمة ابن الصباغ والتعريف بكتابه

وابن الصباغ من مشاهير علماء المالكية ، ومن أكابر مشايخهم المعتمدين ، وقد وصفه العجيلي لدى النقل عنه بـ « الشيخ الامام علي بن محمّد الشهير بابن الصباغ من علماء المالكية ».

وذكر محمّد بن عبد الله المطيري المدني الشافعي ـ لدى النقل عنه ـ أن ابن الصباغ من العلماء العاملين الأعيان.

كما أكثر من النقل عن كتابه ( الفصول المهمة ) جماعة من أعيان علماء أهل السنة كالحلبي في ( سيرته ) والصفوري في ( نزهة المجالس ) والشيخاني القادري في

__________________

(١) ذخيرة المآل ـ مخطوط.

(٢) إيضاح لطافة المقال لمحمّد رشيد الدهلوي.

(٣) الفصول المهمة : ٤٢.

٣٤٤

( الصراط السوي ) والعجيلي في ( ذخيرة المآل ) والسمهودي في ( جواهر العقدين ).

(٨)

رواية المحدّث الشيرازي

ورواه السيد جمال الدين عطاء الله بن فضل الله المحدّث الشيرازي في ( الأربعين في مناقب أمير المؤمنين ) حيث قال : « الحديث الثالث عشر : عن جعفر ابن محمد عن آبائه الكرام عليهم‌السلام : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا كان بغدير خم نادى الناس ، فاجتمعوا ، فأخذ بيد علي وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث كان وفي رواية : اللهم أعنه وأعن به ، وارحمه وارحم به ، وانصره وانصر به ، فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على ناقة له ، ونزل بالأبطح عن ناقته وأناخها ، فقال :

يا محمد : أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنك رسول الله فقبلناه منك ، وأمرتنا أن نصلّي خمسا فقبلناه منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلناه منك ، وأمرتنا أن نصوم فقبلناه منك ، وأمرتنا بالحج فقبلناه منك ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضّله علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء منك أم من الله عز وجل؟

فقال النبي : والذي لا إله إلاّ هو إن هذا من الله عز وجل ، فولّى الحارث ابن النعمان وهو يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقوله محمّد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله

٣٤٥

عزّ وجلّ بحجر ، فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله. وأنزل الله عز وجل : ( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ) (١).

الثناء على المحدّث الشيرازي

والسيد جمال الدين المحدّث الشيرازي من كبار علماء أهل السنّة الأثبات ، ومن مشايخ ( الدهلوي ) في الإجازة كما لا يخفى على ناظر رسالته في ( أصول الحديث ). وجعله الملاّ علي القاري من المشايخ الكبار. كما وصفه بالأوصاف العظيمة في مقدمة كتابه ( المرقاة في شرح المشكاة ).

واعتمد على رواياته جماعة من أساطين علمائهم ، كالشيخ عبد الحق الدهلوي في ( مدارج النبوة ) والديار بكري في ( الخميس ) وولي الله الدهلوي في ( إزالة الخفاء ) كما لا يخفى على من راجع الكتب المذكورة.

(٩)

رواية المنّاوي

وروى الشيخ شمس الدين عبد الرءوف بن تاج العارفين المنّاوي الحديث المذكور حيث قال بشرح حديث الغدير : « وفي تفسير الثعلبي عن ابن عيينة قال : إن النبي صلّى الله عليه وسلّم لمّا قال ذلك ، طار في الآفاق ، فبلغ ذلك الحارث ابن النعمان الفهري ، فأتى رسول الله فقال : يا محمد ... » (٢).

__________________

(١) الأربعين ـ مخطوط.

(٢) فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٦ / ٢٨١.

٣٤٦

ترجمة المناوي

وترجم محمّد أمين بن فضل الله المحبي الدمشقي للمناوي ترجمة حافلة نلخصها فيما يلي بلفظه : « عبد الرءوف بن تاج العارفين ، الامام الكبير الحجة الثبت القدوة ، صاحب التصانيف السائرة ، وأجلّ أهل عصره من غير ارتياب ، وكان إماما فاضلا زاهدا عابدا ، قانتا لله خاشعا له ، كثير النفع ، وكان متقربا بحسن العمل ، مثابرا على التسبيح والأذكار ، صابرا صادقا ، وكان يقتصر يومه وليلته على أكلة واحدة من الطعام ، قد جمع من العلوم والمعارف على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ما لم يجتمع في أحد ممن عاصره.

انقطع عن مخالطة الناس وانعزل في منزله ، وأقبل على التأليف ، فصنّف في غالب العلوم ، ثم ولى تدريس المدرسة الصالحية ، فحسده أهل عصره وكانوا لا يعرفون مزية علمه لانزوائه عنهم ، ولمّا حضر الدرس فيها ورد عليه من كل مذهب فضلاؤه منتقدين عليه ، فأذعنوا لفضله وصار أجلاء العلماء يبادرون لحضوره ، وأخذ عنه منهم خلق كثير منهم : الشيخ سليمان البابلي ، والسيد إبراهيم الطاشكندي ، والشيخ علي الأجهوري الولي المعتقد ، وأحمد الكلبي وولده الشيخ محمّد وغيرهم. وكان مع ذلك لم يخل من طاعن وحاسد حتى دسّ عليه السم ، فتوالى عليه بسبب ذاك نقص في أطرافه وبدنه من كثرة التداوي.

بالجملة ، فهو أعلم علماء هذا التاريخ آثارا ، ومؤلفاته غالبا متداولة كثيرة النفع ، وللناس عليها تهافت زائد ويتغالون في أثمانها ، وأشهرها شرحاه على الجامع الصغير وشرح السيرة المنظومة للعراقي.

وكانت ولادته في سنة ٩٥٢ وتوفي سنة ١٠٣١ » (١).

__________________

(١) خلاصة الأثر ٢ / ٤١٢.

٣٤٧

ترجمة المحبي مادح المناوي

وترجم محمّد أفندي بن علي أفندي المرادي البخاري الدمشقي مفتي الحنفية لمحمّد أمين المحبي بقوله : « محمّد الأمين بن فضل الله ... فريد العصر ويتيمة الدهر ، المؤرخ الذي بهر العقول بانشائه البديع ، الشاعر الماهر الذي هو ببيانه لها روت ساحر. ولد بدمشق سنة ١٠٦١ ...

وكان يكتب الخط الحسن العجيب ، وألف مؤلفات حسنة بعد أن جاوز العشرين ... وكانت وفاته في ثاني عشر جمادى الأولى سنة ١١١١ ... » (١).

(١٠)

رواية العيدروس

وكذلك رواه شيخ بن عبد الله بن شيخ عبد الله العيدروس باعلوي ، عن الثعلبي في تفسيره (٢).

ترجمة العيدروس والثناء عليه

وترجم المحبي للعيدروس المذكور بما هذا ملخصه : « شيخ بن عبد الله ابن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني ، الأستاذ الكبير المحدث الصوفي الفقيه ، اشتغل على والده ، أخذ عنه علوما كثيرة ولبس منه الخرقة وتفقه ، ورحل إلى الشحر واليمن والحرمين في سنة ١٠١٦ ، ثم رحل إلى الهند فدخلها في

__________________

(١) سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر ٤ / ٨٦.

(٢) العقد النبوي والسرّ المصطفوي ـ مخطوط.

٣٤٨

سنة ١٠٢٥ ، وأخذ عن عمه الشيخ عبد القادر بن شيخ ، وكان يحبّه ويثني عليه وبشّره ببشارات ، وألبسه الخرقة وحكمه ، وكتب له إجازة مطلقة في أحكام التحكيم.

ثم قصد إقليم الدكن واجتمع بالوزير الأعظم عنبر وبسلطانه برهان نظام شاه ، وحصل له عندهما جاه عظيم ، وأخذ عنه جماعة ، ثم سعى بعض المردة بالنميمة ، فأفسدوا أمر تلك الدائرة ففارقهم صاحب الترجمة ، وقصد السلطان ابراهيم عادلشاه فأجلّه وعظّمه ، وتبجح السلطان بمجيئه إليه وعظّم أمره في بلاده ، وكان لا يصدر إلاّ عن رأيه ، وسبب إقباله الزائد على أنه وقع له حال اجتماعه به كرامة وهي : إن السلطان كانت أصابته في مقعدته جراحة منعته الراحة والجلوس ، وعجزت عن علاجه حذّاق الأطباء ، وكان سببها أن السيد الجليل علي ابن علوي دعا عليه بجرح لا يبرأ ، فلمّا أقبل صاحب الترجمة ورآه على حالته أمره أن يجلس مستويا ، فجلس من حينئذ وبرأ منها. وكان السلطان إبراهيم رافضيا ، فلم يزل به حتى أدخله في عداد أهل السنّة.

فلمّا رأى أهل تلك المملكة انقياد السلطان إليه ، أقبلوا عليه وهابوه ، وحصّل كتبا نفيسة ، واجتمع له من الأموال ما لا يحصى كثرة ... ولم يزل مقيما عند السلطان إبراهيم عادلشاه حتى مات السلطان ، فرحل صاحب الترجمة إلى دولت آباد ... إلى أن مات سنة ١٠٤١. وكانت ولادته في سنة ٩٩٣ » (١).

ووصفه الشيخاني القادري لدى النقل عنه بأوصاف حميدة جليلة قال : « وفي العقد النبوي والسر المصطفوي للشيخ الامام والغوث الهمام ، بحر الحقائق والمعارف ، السيد السند والفرد الأمجد ، الشريف الحسيني ، المسمّى بالشيخ بن عبد الله ... » (٢).

__________________

(١) خلاصة الأثر ٢ / ٢٣٥.

(٢) الصراط السوي في مناقب آل النبي ـ مخطوط.

٣٤٩

وإنّ محمّد محبوب عالم ينقل في مواضع من تفسيره ( تفسير شاهي ) عن كتاب ( العقد النبوي ) المذكور للعيدروس اليمني.

(١١)

رواية الشيخاني

وروى محمود بن محمّد الشيخاني القادري حديث نزول الآية الكريمة حيث قال : « وقد مرّ مرارا قوله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه. الحديث.

قالوا : وكان الحارث بن النعمان مسلما ، فلما سمع حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ، شك في نبوة النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم قال : اللهم إن كان ما يقوله محمّد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. ثم ذهب ليركب راحلته فما مشى نحو ثلاث خطوات ، حتى رماه الله عز وجلّ بحجر ، فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله. فأنزل الله تعالى : ( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ) (١).

وهذا الرجل من علماء أهل السنة المعتمدين ، وقد نقل عنه واعتمد عليه رشيد الدين خان الدهلوي في كتابه ( غرة الراشدين ).

__________________

(١) المصدر نفسه ـ مخطوط.

٣٥٠

(١٢)

رواية الحلبي

وروى نور الدين علي بن إبراهيم الحلبي بقوله : « قال بعضهم : ولمّا شاع قوله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه في سائر الأمصار ، وطار في جميع الأقطار ، فبلغ الحارث بن النعمان الفهري ، فقدم المدينة وأناخ راحلته عند باب المسجد ، فدخل والنبي جالس وحوله أصحابه ، فجاء حتى جثى بين يديه ثم قال :

يا محمد! إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنك رسول الله فقبلنا ذلك منك ، وأمرتنا أن نصلي في اليوم والليلة خمس صلوات ، ونصوم شهر رمضان ، ونزكي أموالنا ، ونحج البيت فقبلنا ذلك منك ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضّلته وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء من الله أو منك؟

فاحمرّت عينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال : والله الذي لا إله إلاّ هو إنه من الله وليس مني. قالها ثلاثا. فقام الحارث وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ـ وفي رواية : اللهم إن كان ما يقول محمّد حقا ـ فأرسل علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فو الله ما بلغ باب المسجد حتى رماه الله بحجر من السماء ، فوقع على رأسه وخرج من دبره ، فمات. وأنزل الله تعالى : ( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ) الآية » (١).

__________________

(١) السيرة الحلبية ٣ / ٣٣٧.

٣٥١

ترجمة نور الدين الحلبي

١ ـ عبد الله بن حجازي الشرقاوي : « العلامة الفاضل ، واللوذعي الكامل ، شيخ الإسلام وبركة الأنام ، الشيخ علي الحلبي ، صاحب السيرة الحلبية المشهورة ... » (١).

٢ ـ المحبي : « الامام الكبير ، أجل أعلام المشايخ وعلامة الزمان ، كان جبلا من جبال العلم وبحرا لا ساحل له ، واسع الحكم ، علاّمة جليل المقدار ، جامعا لأشتات العلى ، صارفا نقد عمره في بث العلم النافع ونشره ، وحظي فيه حظوة لم يحظها أحد مثله ، فكان درسه مجمع الفضلاء ومحط رحال النبلاء ، وكان غاية في التحقيق ، حاد الفهم ، قوي الفكرة ، متحريا في الفتاوى ، جامعا بين العلم والعمل ، صاحب جد واجتهاد ، عمّ نفعه الناس ، فكانوا يأتونه لأخذ العلم عنه من البلاد ، مهابا عند خاصة الناس وعامّتهم ، حسن الخلق والخلق ، ذا دعابة لطيفة في درسه مع جلالة ، وكان الشيوخ يثنون عليه بما هو أهله ، من الفضل التام ومزيد الجلالة والاحترام.

ولد بمصر في سنة ٩٧٥ ، وألّف المؤلفات البديعة منها : السيرة النبوية التي سماها إنسان العيون في سيرة النبي المأمون ، في ثلاث مجلدات ، اختصرها من سيرة الشيخ محمّد الشامي وزاد أشياء لطيفة الموقع ، وقد اشتهرت اشتهارا كثيرا ، وتلّقتها أفاضل العصر بالقبول ، حرّرها تحريرا مع الشيخ سلطان. وكانت وفاته يوم السبت آخر يوم من شعبان سنة ١٠٤٤ » (٢).

__________________

(١) التحفة البهية في طبقات الشافعيّة ـ مخطوط.

(٢) خلاصة الأثر ٣ / ١٢٢ ملخصا.

٣٥٢

(١٣)

رواية أحمد بن باكثير

وروى أحمد بن الفضل بن محمّد باكثير نزول الآية ( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) في واقعة غدير خم عن الثعلبي حيث قال : « روى الثعلبي في تفسيره : إن سفيان بن عيينة رحمه‌الله سئل عن قوله عز وجل : ( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) فيمن نزلت؟ فقال للسائل : سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك ، حدثني أبي عن جعفر بن محمّد عن آبائه رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا كان بغدير خم ، نادى الناس فاجتمعوا ، فأخذ بيد علي رضي‌الله‌عنه فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث ابن النعمان الفهري ، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على ناقة ، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها وقال :

يا محمّد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقبلناه منك ، وأمرتنا أن نصلّي خمسا فقبلناه منك ، وأمرتنا بالحج فقبلنا ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضّله علينا. فقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء منك أو من الله عزّ وجلّ؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : والذي لا إله إلاّ هو إن هذا من الله عز وجلّ.

قال : فولّى الحارث بن النعمان ـ وهو يريد راحلته ـ وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله بحجر ، فسقط على هامته حتى خرج من دبره فقتله. فأنزل الله تعالى : ( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ) (١).

__________________

(١) وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل ـ مخطوط.

٣٥٣

ترجمة ابن باكثير المكّي

وقد ترجم محمّد أمين المحبّي لابن باكثير المكي بقوله : « الشيخ أحمد بن الفضل بن محمّد باكثير المكي الشافعي ، من أدباء الحجاز وفضلائها المتمكّنين ، كان فاضلا أديبا له مقدار علي وفضل جلي ، وكان له في العلوم الفلكية وعلم الأوفاق والزابرجا يد عالية. وكان له عند أشراف مكة منزلة وشهرة ، وكان في الموسم يجلس في المكان الذي يقسّم فيه الصرّ السلطاني بالحرم الشريف ، بدلا عن شريف مكة.

ومن مؤلفاته : حسن المآل في مناقب الآل ... وكانت وفاته سنة ١٠٤٧ بمكة ، ودفن بالمعلاة » (١).

ووصفه رضي الدين محمّد بن علي بن حيدر لدى النقل عنه في كتابه ( تنضيد العقود السنية بتمهيد الدولة الحسينية ) بقوله : « قال أحمد صاحب الوسيلة ، وهو الثقة الأمين في كلّ فضيلة ... ».

(١٤)

رواية محبوب عالم

ورواه محبوب عالم ـ وهو من أكابر علماء أهل السنة وعرفائهم ـ في تفسير المعروف ( تفسير شاهي ) الذي أثنى عليه ( الدهلوي ) وغيره من علمائهم رواه عن ( العقد النبوي ) عن ( تفسير الثعلبي ).

__________________

(١) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ١ / ٢٧١ ـ ٢٧٣.

٣٥٤

(١٥)

رواية محمّد صدر العالم

ورواه محمّد صدر العالم ، عن تفسير الثعلبي كذلك ، حيث قال : « أخرج الثعلبي في تفسيره : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال يوما : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فسمع ذلك واحد من الكفرة من جملة الخوارج ، فجاء إلى النبي فقال : يا محمّد هذا من عندك أو من عند الله؟ فقال النبي : هذا من عند الله. فخرج الكافر من المسجد وقام على عتبة الباب وقال : إن كان ما يقوله حقا فأنزل عليّ حجرا من السماء ، قال : فنزل حجر ورضخ رأسه فنزل قوله : ( سَأَلَ سائِلٌ ) الآية » (١).

(١٦)

رواية محمّد بن إسماعيل الأمير

ورواه محمّد بن إسماعيل بن صلاح الأمير الصنعاني ، عن تفسير الثعلبي ، ثم قال : « قلت : وذكره الحافظ العلاّمة أبو سعود الرومي ، في تفسيره الشهير » (٢).

__________________

(١) معارج العلى في مناقب المرتضى ـ مخطوط.

(٢) الروضة الندية ـ شرح التحفة العلوية : ٨٤.

٣٥٥

الثناء على محمّد بن اسماعيل الأمير

قال أحمد بن عبد القادر العجيلي الشافعي : « وأولاد الامام المتوكل علماء جهابذة وأبرار ، أعظمهم ولده الامام المؤيد بالله محمّد بن إسماعيل ، قرأ كتب الحديث وبرع فيها. كان إماما في الزهد والورع ، يعتقده العامة والخاصة ، ويأتونه بالنذور فيردّها ويقول : إن قبولها تقرير لهم على اعتقادهم أنه من الصالحين ، وهو يخاف أنه من الهالكين ...

ومن أعيان آل الامام : السيد المجتهد الشهير ، المحدّث الكبير السراج المنير ، محمّد بن إسماعيل الأمير ، مسند الديار ومجدد الدين في الأقطار ، صنف أكثر من مائة مؤلف ، وهو لا ينسب إلى مذهب بل مذهبه الحديث ... ».

وقال : « وسيدنا الامام محمّد بن إسماعيل الأمير رضي‌الله‌عنه ، أخذ عن علماء الحرمين واستجاز منهم وارتبط بأسانيدهم ، وقرأ على الشيخ عبد الخالق ابن الزين المزجاجي ، والشيخ عليه ، واستجاز منه وأسند عنه ، مع تمكّنه من علوم الآل وتأصله » (١).

وقال صدّيق حسن القنوجي : « إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد ، للإمام بدر الملة المنير محمّد بن اسماعيل اليمني الأمير ، المتوفى سنة ١١٨٢ ... » (٢).

كما ذكر كتبا أخرى له معم الثناء عليها وعلى مؤلّفها ، ووصفه بالأوصاف الجليلة.

__________________

(١) ذخيرة المآل ـ مخطوط.

(٢) إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء والمحدثين ـ مخطوط.

٣٥٦

(١٧)

رواية أحمد بن عبد القادر

ورواه أحمد بن عبد القادر الشافعي في كتابه ( ذخيرة المآل في شرح عقد جواهر اللئال ) عن الثعلبي معبرا عنه بـ « الامام ».

الثناء عليه وعلى كتابه

وقد وصفه الشيخ أحمد بن محمّد الأنصاري اليمني الشرواني لدى النقل عنه ، بأوصاف جليلة ، حيث قال : « وما أحسن قول محبّ الآل العارف المفضال ، شهاب الدين أحمد بن عبد القادر الحفظي الشافعي ، رحمه الكبير المتعال ، في منظومته المسمّاة بعقد جواهر اللآل :

وآية التطهير فيهم نزلت

وأذهبت رجسهم وطهّرت

لمّا تلاها قام يدعو أهله

في بيت سكناه وخص آله

أدخلهم تحت الكسا وجلّلا

جميعهم ثم دعا وابتهلا

وقال اللهمّ هؤلاء

هم أهل بيتي وهم عصائي

إني لمن حاربهم حرب ومن

سالمهم سلم على مرّ الزمن

وإنني منهم وهم مني فصل

عليهم أزكى صلاة وأجل

وارحم وبارك وارض عنهم واغفر

والرجس أذهب عنهم وطهّر

فهذه الآية أصل القاعدة

ومنبع الفضل لكل عائدة

وإنما حرف يفيد الحصرا

ويقصر المراد فيهم قصرا

فلا يريد الله فيهم غير أن

يذهب عنهم كل رجس ودرن

٣٥٧

مؤكدا تطهيرهم بالمصدر

منكّرا إشارة للعبقري

ومنها :

« وكل أعدائهم والجافي

فلا نواليهم ولا نصافي

قد قطعوا ما أمروا بوصله

وما رعوا ذمة خير رسله

عقّوه في أولاده وهجروا

ونقضوا عهودهم وغدروا

ما عذرهم يوم اللّقا والحجة

وكيف ينجو غارق في اللجة؟

ما ذا يولون إذا ما سئلوا

وشهد الله على ما فعلوا؟

وهم بذاك اليوم في هوان

تطأهم الأقدام كالجعلان

ويحكم الله بحكم الحق

بينهم وبين أهل العق

والمصطفى والمرتضى وفاطمة

قد حضروا في مجلس المخاصمة

يا حسرة عليهم لا تنقضي

وخجلة لمن جفا ومن رضي

وما جرى فقد مضى وإنما

يا ويل من والى لمن قد ظلما

وكلّ من يسكت أو يلبّس

ومن لعذر فاسد يلتمس

فذاك مغبون بكلّ حال

قد ضيّع الربح ورأس المال

واستبدل الأدنى بكلّ خير

وباع دينه بدنيا الغير

وفي غد كل فريق يجمع

تحت لواء من له يتبع

وكل أناس بإمام يدعى

فاختر لمن شئت وألق السمعا

قال محبّر هذا الكتاب ـ أذاقه الله حلاوة عفوه يوم الحساب ـ وللشهاب العارف الحفظي شرح على منظومته ، دال على حسن عقيدته ووفور محبته ، لأهل البيت الرفيع وسلامته من التعصب الشنيع ، سماه : ذخيرة المآل في شرح عقد جواهر اللآل. ولمّا كنت مقيما في الوطن كان الشهاب موجودا في برج شرفه بين الحجاز واليمن ، ولا أدري اليوم أباق لمعان ذلك النور أم غاب عن الأبصار بعد

٣٥٨

الظهور ، لبعدي عن تلك الأقطار وانقطاع ما لم أزل مترقبا لوصوله من أخبار الأخيار الساكنين في أنفس الديار ... » (١).

الثناء على مادح الحفظي

وأحمد الشرواني اليمني وصفه مشاهير علمائهم بأوصاف كريمة ، في تقاريظهم لكتابه المذكور ( المناقب الحيدرية ) ، فممن كتب له تقريظا هو : رشيد الدين خان الدهلوي تلميذ ( الدهلوي ). ومنهم : المولوي حسن علي المحدث تلميذ ( الدهلوي ) ، ومنهم : المولوي أوحد الدين البلجرامي.

وقد طبعت هذه التقاريظ في آخر كتاب ( المناقب الحيدرية ) فليلاحظ.

(١٨)

رواية الشبلنجي

ورواه أيضا سيد مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي عن الثعلبي ـ مع التعبير عنه بـ « الامام » ـ كذلك (٢).

* * *

__________________

(١) المناقب الحيدرية ٧٥ ـ ٧٧.

(٢) نور الأبصار : ٧٨.

٣٥٩

دلالة هذا الحديث على أفضلية علي عليه‌السلام

وحديث نزول قوله عز وجل : ( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ) في شأن الحارث بن النعمان الفهري ، بعد نزول العذاب عليه بسبب اعتراضه على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما قاله يوم غدير خم ، في حق أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهو قوله صلّى الله عليه وسلّم : « من كنت مولاه فعلي مولاه .... صريح في دلالة هذا الكلام على أفضلية علي عليه‌السلام ، لأنه قال للنبي في اعتراضه : « ولم ترض بهذا حتى أخذت بضبعي ابن عمك ففضّلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ».

وهذا وجه آخر لسقوط تأويلات القوم لحديث الغدير ، ومناقشاتهم في دلالتهم على الأفضلية والامامة ، تلك الدلالة التي أذعن بها جميع المتأخرين والغائبين الذين بلغهم ما قاله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في ذلك يوم العظيم وفي ذلك الجمع الحاشد.

٣٦٠