تراثنا ـ العددان [ 105 و 106 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 105 و 106 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٤٧٨

ثبوت المدح والوثاقة في الضعيف ، فأمعن النظر في المقام وإن طال زمام الكلام ، فنرجع إلى ما كنّا بصدده.

فنقول : وقال في الوجيزة : «محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ثقة»(١)ويظهر من بعض مكاتباته أنّه كان في الدرجة العالية من علوّ الشأن والجلالة ، وسموِّ القدر والنبالة ؛ فإنّه ذكر الشيخ الجليل الطبرسي في الاحتجاج : «وممّا خرج عن صاحب الزمان صلوات الله عليه من جوابات المسائل الفقهية أيضاً ممّا سأله محمّد بن عبد الله الحميري فيما كتب إليه وهو : بسم الله الرحمن الرحيم ، أطال الله بقاك ، وأدام الله عزّك وتأييدك وسعادتك وسلامتك ، وأتمّ نعمته عليك ، وزاد في إحسانه إليك ، وجميل مواهبه لديك ، وفضله عندك ، وجعلني من السوء فداك وقدّمني قبلك.

الناس يتنافسون في الدرجات ، فمن قبلتموه كان مقبولاً ، ومن دفعتموه كان وضيعاً ، والخاسر من وضعتموه ونعوذ بالله من ذلك ، وببلدك أيّدك الله جماعة من الوجوه يتساوون في الدرجات ويتنافسون في المنزلة ، وورد أيّدك الله كتابك إلى جماعة منهم في أمر أمرتهم به من معاونة ...

وأخْرِج عليّاً بن محمّد بن الحسين بن الملك المعروف بملك بادوكة ـ وهو ختن (ص) ـ رحمه الله من بينهم ، فاغتمّ بذلك وسألتني أيّدك الله أن أعلّمك ما ناله من ذلك فإن كان من ذنب فاستغفر الله وإن يكن غير ذلك عرفته ما تسكن نفسه إليه إن شاء الله تعالى التوقيع : لم نكاتب إلاّ من كاتبنا.

وقد دعوتني أدام الله عزّك من تفضّلك ما أنت أهل أن تخيرني على العادةـوفي أخير هذه الكتابة ـ وتفضّل عليّ بدعاء جامع لي ولإخواني في

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الوجيزة : ٣٠٦ / ١٦٩٥.

٤٤١

الدنيا والآخرة فعلت مثاباً إلاّ ما شاء الله تعالى التوقيع : جمع الله لك ولأخوانك خير الدنيا والآخرة»(١).

وأنت خبير بما يظهر من فقرات السؤال والجواب من حسن إخلاصه ، وعلوّ مقامه.

بقى أنّ شيخ الطائفة عنونه في الرجال في باب من لم يرو ، وعنون تارةً بقوله : محمّد بن عبد الله الحميري أبو جعفر القمّي(٢) ، وأخرى بقوله : محمّد ابن عبد الله بن جعفر الحميري روى عنه أحمد بن هارون الفامي ، وثالثة بقوله : محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري روى إبن بابويه أبو جعفر عن أحمد بن هارون الفامي عنه(٣) ، والظاهر وحدة الجميع كما أستظهره السيّد السند التفرشي(٤) بعد نقل العنوانين الأخيرين.

ويشهد عليها مضافاً إلى وحدة عنوانه في كلام القوم ، وتعدّد عنوان المتّحدفي كلامه كما هو للخبير ، وحدة عنوانه في الفهرست قال : «محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري له مصنّفات وروايات ، أخبرنا جماعة من محمّد ابن عليّ بن الحسين عن أحمد بن هارون الفامي وجعفر بن الحسين عن محمّد بن عبد الله بن جعفر».

الثالث : في انتساب هذا الكتاب.

فنقول : الظاهر ثبوت تواتره وصحّة انتسابه اليه كما يكشف عنه التتبّع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الاحتجاج ٤٨١.

(٢) رجال الطوسي : ٤٣٩ / ٦٢٧١.

(٣) رجال الطوسي : ٤٤٨ / ٦٣٧٤.

(٤) نقد الرجال ٤ / ٢٤٥ ح ٤٧٧.

٤٤٢

في كلمات الأصحاب ، فإنّ المتتبّع فيها يرى الأصحاب متسالمين في هذه الدعوى من دون لجلجة واضطراب ، أو دغدغة وارتياب ، مع اشتهاره بينهم قديماً وحديثاً ، كما قال العلاّمة المجلسي : «وكان قرب الإسناد من الأصول المعتبرة المشهورة ، وكتبناه من نسخة قديمة مأخوذة من خطّ شيخنا محمّد ابن إدريس وكان عليها صورة خطّه ، هكذا الأصل الذي نقلته منه كان فيه لحن صريح وكلام مضطرب فصورته على ما وجدته خوفاً من التغيير والتبديل»(١) انتهى.

ولقد أجاد المحقّق الخوانساري في المشارق عند الكلام في طهارة ما يؤكل لحمه وروثه ، فإنّه بعدما ذكر أنّه وجد رواية في كتاب قرب الإسناد لعبد الله بن جعفر الحميري فذكرها وقال : «هذه الرواية مع صحّة سندها واضحة الدلالة على المطلوب ، قال : إلاّ أن يناقش فيها بعدم ثبوت انتساب الكتاب إلى مؤلّفه ولا يخلو من بعد»(٢).

قلت : بل الأمر أظهر من هذا ، كيف وأنّ مثل الفاضل الحلّي المطّلع على الأصول ومصنّفيها قد استطرف نبذة من أخبار هذا الكتاب في آخر السرائر كما استطرف من أخبار غير واحد من الأصول المعتبرة والكتب المشهورة مثل : نوادر أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، وكتاب أبان بن تغلب ، وجميل بن درّاج ، وحريز بن عبد الله السجستاني ، ومشيخة الحسن ابن محبوب ، ومن لا يحضره الفقيه ، والتهذيب وغيرها فالاعتماد والتعديل على بعضها كما قال بعد ذكر مستطرفاته من كتاب حريز : «وكتاب حريز أصل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) بحار الأنوار١ / ٢٦.

(٢) مشارق الشموس : ٢٩٩.

٤٤٣

معتمد معوّل عليه ، ومن كتاب الحسن بن محبوب وهو كتاب معتمد ، بل قال : وهذا الكتاب بخطّ شيخنا أبي جعفر الطوسي مصنّف النهاية ، نقلت هذه الأحاديث من خطّه من الكتاب المشار إليه» ، وظاهره أنّ الكتب المذكورة في الاعتبار مثل من لا يحضره الفقيه والتهذيب ، بل بعضها أكثر اعتباراً وأشدّ اعتماداً ، وكفى بذلك في اعتبار كتاب قرب الإسناد وصحّة الانتساب.

الرابع : في وصف أخبار هذا الكتاب.

فنقول : إنّ أخباره ليست على نهج واحد بل تختلف باختلاف أسانيده ، فجزؤه الأوّل المتّفق على الرواية عن عبد الله بن الحسن العلوي عن جدّه عليّ بن جعفر عن أخيه موسى عليهما السلام يوصف بالضعف ، لجهالة حال عبد الله المذكور ، وعدم ذكره في الرجال ، ومن هذا أنّه ذكر في الذخيرة عند الكلام في نجاسة المسكرات في مقام الرواية عنه : «وروى صاحب كتاب قرب الإسناد عن عبد الله بن الحسن العلوي عن جدّه عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى عليه‌السلام»(١) فروى روايته من غير توصيف بالصحّة ونحوها ، وظاهره اعتقاد ضعفها.

ولو قيل : إنّه بناء على هذا كان أن يصف الخبر بالضعف.

قلت : إنّه يقع كثيراً ما أنّهم يذكرون الخبر الضعيف ، ولاسيّما في مقام الاستدلال بدون التضعيف ، بل قد أصر المحدّث البحراني في الحدائق في مقام الردّ على صاحب المدارك من أنّه كلّما يذكر حديث عمّار بن موسى الساباطي في مقام استدلاله على دعواه يعبّر عنه برواية عمّار ، والدعويان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ذخيرة المعاد : ١٥٤.

٤٤٤

المذكورتان وإن كانتا غير تامّتين على إطلاقها بل ثبت خلاف ذلك على ما بسطنا الكلام فيه في كتابنا في الرجال عند التعرّض لحال عمّار ، ولكنّ التتبّع في كلماته في المدارك يشهد بصحّتها في الغالب هذا.

ولكن يمكن أن يقال باتّصاف أخبار هذا الجزء بالحسن وعدّها من الحسان ، أمّا لدلالة رواية الثقة ـ أعني محمّداً أو والده ـ على حسن حال عبدالله المذكور ، فإنّ الظاهر من رواية الثقة الجليل عن شخص يدلّ على كونه موثوقاً به معتمداً عليه ، بل المحكي عن شاذ القول بدلالة رواية العدل على عدالة المروي عنه ، وهو وإن كان إفراطاً في القول الدالّ : رواية العدل عن بعض في كتابه الموضوع للرجوع إليه بل العمل به شاهد صدق للوثاقة ، اللهم إلاّ أن يقال إنّه ينافيه ما حكي من أنّ عادة كثير من السلف الرواية عن العدل وغيره كما عن الدراية : أنّه قد وقع من أكثر الأكابر من الرواة والمصنّفين ذلك ، كما عن الكلام : أنّ العادة الجارية بالرواية عمّن لو سئل عن عدالته لتوقّف فيه فتأمّل.

أو لكثرة روايته عن جدّه ، فإنّ كثرة الرواية تدلّ على حسن حال الراوي ، ومن هنا ما ورد في الأخبار كما رواه في الاختيار في الخبر الأوّل والثالث منه بطريقين عن مولينا الصادق عليه‌السلام : «اعرفوا منازل الرجال على قدر رواياتهم عنّا»(١) ، وفي الخبر الثاني : «اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسبون ومن رواياتهم عنّا»(٢) ، وأمّا ما استظهره العلاّمة التقي المجلسي من أنّ المراد بـ : (قدر الروايات) علوّ مفاد الأخبار التي لا تجد إليه عقول أكثر الناس ، نظراً

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) وسائل الشيعة ٢٧ / ١٤٩ ح ٣٣٤٥٢.

(٢) وسائل الشيعة ٢٧ / ١٤٩ ح٣٣٤٥٣.

٤٤٥

إلى ماورد متواتراً عنهم : «أنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب أونبيٌّ مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان»(١) ، وذلك لا يخلو عن بعد ، لظواهر هذه الأخبار.

وإلى ما ذكرنا أشار جدّنا السيّد العلاّمة أعلى الله تعالى في الفردوس مقامه عند الكلام في جواز العدول عن السورة عند تنوّع التصنّف فإنّه قال : «ويدلّ على المختار ، ما أوردناه عن قرب الإسناد» إلى أن قال : «وقد عرفت أنّ الثقة الجليل محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري رواه عن عبد الله الحسن العلوي عن جدّه عليّ بن جعفر ، ولا كلام في هذا السند إلاّ من جهة عبد الله ابن الحسن فإنّ علماء الرجال لم يتعرّضوا له لكن يظهر من كثرة رواية الحميري الثقة الجليل عن تعويله عليه ، ومنه يظهر حسن حاله ، ككثرة روايته عن جدّه عليّ بن جعفر فلا يبعد أن تعدّ أحاديثه من الحسان».

وقريب منه ما ذكره عند الكلام في تصرّف الوالد في مال الولد ، فإنّه ذكربعد نقل رواية عن قرب الإسناد : «وليس في سنده من يتأمّل في شأنه إلا عبد الله بن الحسن ، وكثرة روايته عن جدّه عليّ بن جعفر يدلّ على حسن حاله» انتهى.

وأمّا ما ترى من الأصحاب من تصحيح ما يرونه عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام ، حتّى أنّه ربّما جعل ما رواه عنه في المنتقى من الصحاح فهو بملاحظة روايتهم عنه بواسطة ما يروون عنه المحمّدون الثلاثة ، كما ربّما يقع التصريح به في كلماتهم.

ومنه ما ذكره المحقّق الشيخ حسن في فقه المعالم عند الكلام في ذكر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) وسائل الشيعة ٢٧ / ٩٣ ح٣٣٣٠١.

٤٤٦

الاحتجاج على نجاسة أهل الكتاب قال : «واحتجّوا لنجاسة أهل الكتاب بعموم الآيتين» إلى أن قال : «وبنصوص كثير من الأخبار ، فمنها : ما رواه الشيخ عن عليّ بن جعفر في الصحيح عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : سألته الخبر إلى أن قال وروى الكليني عن عليّ بن جعفر في الصحيح أيضاً عن عليّ بن الحسن موسى عليه‌السلام قال : سألته عن مواكلة المجوسي في قصعة واحدة وأرقد معه على فراش واحد وأصافحه ، فقال له ... ، ومنها : ما رواه الشيخ في الصحيح عن عليّ بن جعفر أيضاً عن أخيه موسى عليه‌السلام أنّه سألته : ... الحديث ، ونظائره غير عزيز في كلماتهم كما لا يخفي للمتتبّع فيها».

نعم ، ربّما قدح في هذا التصحيح أيضاً المحقّق الخوانساري في المشارق عند الكلام في حرمة مسّ المحدث للقرآن الكريم ، نظراً إلى أنّ للشيخ إلى عليّ بن جعفر ثلاث طرق على ما نقل ، ما ذكره في آخر التهذيب من : أنّ ما ذكرته فيه عن عليّ بن جعفر فقد أخبرني به الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه محمّد بن يحيى عن العمركي النيسابوري البوفكي عن عليّ بن جعفر ، وهذا الطريق ليس بصحيح ، وإن وصفه العلاّمة في الخلاصة : لأنّ فيه حسين بن عبيد الله الغضائري ، ولم ينصّ الأصحاب على توثيقه.

والآخران ما نقلهما في فهرسته ، وهذان الطريقان وإن كانا صحيحين إلاّ أنّه قال في الفهرست في أثناء ذكر عليّ بن جعفر عليه‌السلام كلاماً بهذه العبارة : «وله كتاب المناسك ، ومسائل لأخيه موسى الكاظم بن جعفر عليه‌السلام ، سأله عنها ، أخبرنا بذلك ...» ، وفي بعض النسخ (به جماعة) إلى آخر ما ذكره في الطريقين ، وهذه العبارة كما ترى ليست ظاهرة في أنّ كلّ ما يرويه الشيخ عن عليّ بن جعفر أنّما هو بهذين الطريقين ، أو يجوز أن يكون تلك المسائل

٤٤٧

مسائل خاصّة مجتمعة في كتاب مثلاً ، ولم يكن كلّ ما يرويه عنه داخلاً فيها ، مع احتمال رجوع الضمير إلى الكتاب فقط ، ولقد فصّلنا الكلام في الردّ على ذلك العلاّم في كتابنا في الفقه المسمّى بـ : دعائم الدين عند الكلام في المسألة المذكورة ، وضيق الوقت والمجال يثبّطنا عن تفصيل المقال.

هذا هو الكلام في الجزء الأوّل من هذا الكتاب ، وما يوافقه في السند المذكور.

وأمّا غيره من الجزئين الأخيرين ، فيتبع أخباره لأسانيد وتنقسم بالأقسام الأربعة المعروفة وغيرها حسب اختلاف أسانيده.

ومن هنا إنّ جدّنا السيّد العلاّمة مع ما عرفت منه قال عند الكلام في تبيين القول بأصالة العدالة في المسلم بعد ذكر الصحيحة المروية في الكافي عن زرارة عن مولانا الصادق عليه‌السلام : إنّ هذا الحديث رواه الثقة الجليل محمّد ابن عبد الله بن جعفر الحميري عن ... في قرب الإسناد ، بسند صحيح عنه أيضاً ، لأنّه رواه عن محمّد بن أحمد البزنطي.

ومثله ما سبقه الفاضل البحراني الشيخ سليمان في كتاب معراج أهل الكمال عند الكلام في ترجمة أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، فإنّه قال : «إنّ في الأخبار المنقولة عن أئمّتنا عليه‌السلام ، ما يدلّ على الطعن عليه» إلى أن قال : «الثاني : مارواه الثقة الجليل عبد الله بن جعفر الحميري في كتاب قرب الإسناد في الجزء الثالث منه بطريق صحيح عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر»(١).

ونحوه ما صنعه العلاّمة السبزواري في الذخيرة عند الكلام في نجاسة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) معراج أهل الكمال : ١٥١ ـ ١٥٣.

٤٤٨

المسكرات فإنّه قال : «حجّة القول بالطهارة صحيحة الحسن بن أبي سارة» ، إلى أن قال : «وما رواه الثقة الصدوق عبد الله بن جعفر في كتاب قرب الإسناد في الصحيح عن عليّ بن رئاب قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام ...»(١) انتهى.

والتصحيح هو الصحيح ، فإنّ رجال السند أحمد وعبد الله بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن رئاب ، وهم مصرّحون بالتوثيق ، ونقل الخبر المذكور في المدارك ساكتاً عن التصحيح ، ولعلّه لأجل عدم ثبوت تواتر الكتاب ، أو تأمّل في رجال السند ، وكلّ منهما في غير محلّه.

ومثله أيضاً صنعه السيّد السند العليّ في الرياض في كتاب التجارة عند قول المحقّق : «ولو كان لأثنين ديون فأفلسا» فإنّه قال في جملة كلام له : «الصحيح المروي عن كتاب عليّ بن جعفر وقرب الإسناد»(٢).

تنبيهات :

الأوّل : هل عبد الله بن الحسن العلوي من أحفاد الإمام الكاظم؟

قد ذكر الوالد المحقّق في بعض فوائده أنّه : قد كثر في قرب الإسناد عبد الله بن الحسن العلوي عن جدّه عليّ بن جعفر ، ومقتضاه أنّ عبد الله من أحفاد مولانا الكاظم عليه‌السلام ، لكن مقتضى الإسناد المذكور أنّ والد عبد الله هو الحسن ـ والنسخة معتبرة ـ ومقتضى كلام النجاشي كون الوالد جعفر بن الحسن ، كما أنّ مقتضى الإسناد المذكور كون عليّ بن جعفر والد الحسن ومقتضى كلام النجاشي كون والد الحسن بن مالك بن جامع أو جابر ، اللهمّ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ذخيرة المعاد : ١٥٤.

(٢) رياض المسائل ١ / ٥٨٠.

٤٤٩

إلاّ أن يحمل الجدّ على الأعلى لكنّه بعيد لتبعّد رواية الشخص عن جدّه لبعد.

قلت : إنّ ما ذكره مبنيٌّ على طرح الاتحاد بين عبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن الحسن ، وليس له دليل يعتمد عليه ، بل الظاهر التغاير ، وعبد الله بن جعفر بناءً على كونه مصنّف الكتاب يروي عن عبد الله بن الحسن ، كيف وقد عرفت من أنّ نسب عبد الله بن جعفر ينتهي إلى جامع الحميري ، وأين هذا من عبد الله بن الحسن بن عليّ بن مولانا جعفر الصادق عليه‌السلام مع أنّه لم يذكر ذلك أحد من علماء الرجال وغيرهم بل الظاهر منهم خلافه ، كما سمعت من جماعة بتوثيق عبد الله بن جعفر كما عليه اتفاق أهل الرجال ، بخلاف عبد الله بن الحسن فإنّ غاية الأمر عنده وخبره من الحسان ، وإلاّ فهو في الرجال مجهول الحال.

الثاني : هل كتاب قرب الإسناد متضمن لكتاب عليّ بن جعفر؟

إنّه قد حُكي عن المنتقي من أنّ كتاب قرب الإسناد متضمّن لكتاب عليّ بن جعفر ، وحينئذ فإن قلنا باعتبار سند الجزء الأوّل من كتاب قرب الإسناد فلا إشكال ، كما أنّه على هذا المنوال الحال لوجدنا السند المعتبر من الكتب الأربعة إلى أخباره ، وأمّا لو لم نقل بالأوّل ، أو لم نظفر على الثاني ، فمقتضى كلام السيّد السند النجفي عدم اعتبار روايته ، فإنّه بعد ما ذكر في المصابيح عند الكلام في ماء المطر رواية من كتاب عليّ بن جعفر أجاب عنهابالطعن في السند.

قال : وما قيل من صحّة كتاب عليّ بن جعفر فهو مبتني على تواتر نسبته إليه وهو ممنوع ، والظاهر أنّه يتبع حال السند المذكور في أوّله وهو مشتمل على عدّة ممّا قيل.

٤٥٠

أقول : لم أظفر على هذا الكتاب إلى الآن فلا أطّلع على رجال السند وحالهم ، ولكن قد ضعّف السيّد السند المشار إليه في الكتاب المذكور عند الكلام في وجوب الوضوء وعدمه للطواف المنذور ، والظاهر أنّه أحد رجال سند الكتاب.

ومثله ما صنعه في المنتقى في باب أحكام الملابس فضعّف الحديث بجهالة حال الرجل قال : «إذ لم يتعرّضوا لذكره في كتب الرجال»(١).

قلت : إنّه وإن لم يذكره أهل الرجال عدا الشيخ في باب من لم يرو عنه دون جرح وتعديل إلاّ أنّه يمكن إثبات وثاقته من وجوه أخرى قد فصّلنا الكلام فيه في كتاب الفقه ، ونقتصر هنا على بعضها.

وهو ما ذكره السيّد الداماد في حقّه فإنّه قال في الرواشح : «إنّ الحقّ إطلاق الحكم على الطريق من جهته بالصحّة ، وإن لم يوجد عليه تنصيص بخصوصه من التوثيق فالأمر هناك جليّ وحاله أجلّ من ذلك» قال : «وهو أبو جعفر محمّد بن أحمد العلوي العريضي ، الجليل القدر ، النبيه الذكر ، يقال له : العلوي نسبة إلى عليّ العريضي ابن مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام ، وعليّ العريضي معظّم مكرّم حاله أعظم من التوصيف ، ولقد نصّ على ذلك السيّد المعظّم المكرّم ابن طاووس الحسني الحسيني في كتاب ربيع الشيعة»(٢).

الثالث : كثرة الرواية في طريق (الفهرست) عن الحميري.

قد تكثر في طريق الفهرست الرواية عن الحميري ، كما في ترجمة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) منتقى الجمان ١ / ٤٧٣.

(٢) الرواشح السماوية : ١٢٩.

٤٥١

سلمة بن الخطّاب : «أخبرنا بجميع رواياته ابن أبي جنيد عن ابن الوليد عن سعد بن عبدالله والحميري» ، وفي ترجمة سالم بن مكرم : «له كتاب أخبرنا به جماعة عن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن سعد بن عبد الله والحميري» ، وقريب منهما ما في ترجمة سهل بن زياد وعليّ بن الحكم وعليّ بن مهزيار وغيرهم.

وذكر في المعراج في ترجمة إبراهيم بن أبي محمود : «أنّه عبد الله بن جعفر الثقة الجليل» وهو جيّد.

أمّا أوّلاً : فلما عرفت من تشارك سعد بن عبد الله والحميري في الرواية ، وهو أمارة أنّه عبد الله لما في الأمالي في المجلس الثاني والأربعين «حدّثناأبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر ...»(١).

وأمّا ثانياً : فلأنّ الراوي عن المشاركين شيخنا الصدوق عن أبيه ، وهو أيضاً أمارة أنّه عبد الله لما في الأمالي أيضاً ، ونحوه ما في المجلس الثالث والخمسين(٢).

وأمّا ثالثاً : فلوقوع التصريح به في عدّة تراجم ، كما في ترجمة أحمد ابن عبد الله بن خاقان ، له مجلس يصف فيه أبا محمّد الحسن بن عليّ عليه‌السلام أخبرنا به ابن أبي جنيد عن أبي الوليد عن عبد الله بن جعفر الحميري ، وفي ترجمة حريز بن عبد الله : أخبرنا عدّة من أصحابنا عن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر ، وفي ترجمة طاهر ابن حاتم : أخبرنا برواياته في حال الاستقامة جماعة عن محمّد بن عليّ بن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أمالي الصدوق : ٣١٢.

(٢) أمالي الصدوق : ٤٠٦.

٤٥٢

الحسين عن أبيه ومحمّد بن الحسن عن عبد الله بن جعفر الحميري ، وفي ترجمة مسعدة بن الفرج : له كتاب أخبرنا جماعة عن محمّد بن عليّ بن الحسين عن محمّد بن الحسن عن عبد الله بن جعفر الحميري.

والحمد لله رب العالمين

٤٥٣

المصادر

١ ـ الاحتجاج : للشيخ أبي منصور الطبرسي (ت ٥٢٠ هـ) تقريباً تعليقات وملاحظات السيّد محمّد باقر الموسوي الخرسان ، نشر المرتضى ، مشهد ١٤٠٣.

٢ ـ الأمالي : للشيخ الصدوق (ت ٣٨١هـ) تحقيق : قسم الدراسات الإسلامية مؤسّسة البعثة ، نشر مركز الطباعة والنشر في مؤسّسة البعثة ، قم.

٣ ـ بحار الأنوار : للعلاّمة المجلسي (ت ١١١٠ هـ) ، نشر مؤسّسة الوفاء ، بيروت ١٤٠٣هـ.

٤ ـ الحدائق الناضرة : للمحقّق البحراني (ت ١١٨٦هـ) ، تحقيق : محمّد تقي الإيرواني ، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرّسين ، قم.

٥ ـ خلاصة الأقوال : للعلاّمة الحلّي ، الشيخ حسن بن المطهّر (ت ٧٢٦هـ) ، تحقيق الشيخ جواد القيّومي ، نشر مؤسّسة نشر الفقاهة ١٤١٧ هـ.

٦ ـ ذخيرة المعاد : للمحقّق السبزواري (ت ١٠٩٠هـ) ، نشر مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام للطباعة والنشر.

٧ ـ ذخيرة المعاد : للعلاّمة المحقّق ملا محمّد باقر السبزواري (ت ١٠٩٠هـ) ، حجري ، طبع مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث.

٨ ـ رجال ابن داود : لابن داود الحلّي (ت ٧٤٠هـ) ، تحقيق السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم ، نشر المطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ١٣٩٢هـ.

٤٥٤

٩ ـ رجال الطوسي : للشيخ الطوسي (ت ٤٦٠هـ) ، تحقيق جواد القيّومي الإصفهاني ، نشرمؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، قم ١٤١٥هـ.

١٠ ـ رجال النجاشي : للشيخ النجاشي (ت ٤٥٠هـ) ، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين.

١١ ـ رياض المسائل : للسيّد علي الطباطبائي (ت ١٢٣١هـ) حجري ، طبع مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام للطباعة والنشر ، قم ١٤٠٤هـ.

١٢ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : للشيخ الصدوق (ت ٣٨١هـ) ، تحقيق الشيخ حسين الأعلمي ، نشر مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ١٤٠٤هـ.

١٣ ـ الفهرست : للشيخ الطوسي (ت ٤٦٠هـ) ، تحقيق : الشيخ جواد القيّومي ، نشر مؤسّسة نشر الفقاهة ١٤١٧هـ.

١٤ ـ مدارك الأحكام : للسيّد محمّد العاملي (ت ١٠٠٩هـ) ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، نشر مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم ١٤١٠هـ.

١٥ ـ مستطرفات السرائر : لابن إدريس الحلّي (ت ٥٩٨ هـ) ، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، قم ١٤١١هـ.

١٦ ـ المسلسلات في الإجازات : للسيّد محمود المرعشي النجفي ، نشر مكتبة آية الله العظمى السيّد المرعشي النجفي ١٤١٦هـ.

١٧ ـ مشارق الشموس : للمحقّق الخوانساري (ت ١٠٩٩هـ) ، طبع مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام للطباعة والنشر.

١٨ ـ معالم العلماء : لابن شهرآشوب (ت ٥٨٨هـ) ، نشر قم.

١٩ ـ معراج أهل الكمال : للشيخ سليمان الماحوزي (ت ١١٢١هـ) ، تحقيق السيّد مهدي الرجائي والشيخ عبد الزهراء العويناتي ، نشر المحقّق العويناتي ، قم ١٤١٢هـ.

٤٥٥

٢٠ ـ منتقى الجمان : للشيخ حسن صاحب المعالم (ت ١٠١١هـ) ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي لجماعة المدرّسين ، قم ١٤٠٤هـ.

٢١ ـ نقد الرجال : للسيّد مصطفى التفريشي (ت ١٠١٥هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث ، قم ١٤١٨هـ.

٢٢ ـ وسائل الشيعة : للحرّ العاملي (ت ١١٠٤هـ) ، نشر مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياءالتراث ، قم ١٤١٤هـ.

٢٣ ـ الوجيزة : للشيخ محمّد باقر المجلسي (ت ١١١٠هـ) ، نشر مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ١٤١٥هـ.

٤٥٦

من أنبـاء التـراث

هيئة التحرير

كتب صدرت محقّقة

*تهذيب حدائق الألباب في الأنساب.

تأليف : الشيخ الشريف بن محمّد طاهرالفتوني العاملي (ت ١١٣٨ هـ).

كتاب حدائق الألباب في معرفة الأنساب فيه مشجّرات الملوك والمشاهير والسادات على طرز غريب يعسر الوصول منه على المراد ، فطلب بعض السادات من المؤلّف أن يؤلّف كتاباً يسهِّل الوصول إلى ذخائر كنوزه ويكشف النقاب عن وجوه رموزه ، فألّف هذا الكتاب ورتّبه على جملتين : الأولى : في آباءالسبطين ، والثانية : في أبنائهما ، ورتّب الجملة الأولى في ثلاث سلاسل : السلسلة الأولى : ولد آدم إلى إبراهيم في أربع شعب : كيومرث ، قابيل ، هابيل ،

شيث ، والثانية : ولد إبراهيم إلى عبدالمطّلب في ثلاث شعب : مدين ، إسحاق ، إسماعيل ، والثالثة : ولدعبد المطّلب إلى الحسنين عليهما‌السلام في خمس شعب : من لم يعقّب ، الحارث ، العبّاس ، عبد الله ، أبو طالب.

والجملة الثانية : التي في أبناء الحسنين عليهما‌السلام أيضاً في ثلاث سلاسل : الأولى : في أولاد الحسن المجتبى عليه‌السلام في شعبتين : زيد بن الحسن والحسن المثنّى. الثانية : في أولاد الحسين عليه‌السلام من ولده السجّاد إلى الصادق عليهم‌السلام. الثالثة : في أولاد الصادق عليه‌السلام في ستّ شعب سادسها : أولاد موسى الكاظم عليه‌السلام في خمس عشرة قبيلة خامس عشرها : أولاد الرضا عليه‌السلام من ولده الجواد عليه‌السلام إلى أن ينتهي إلى الحجّة عجّل الله فرجه الشريف.

٤٥٧

هذا واعتمد في تحقيق الكتاب على نسختين مخطوطتين في مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي.

تحقيق : السيّد مهدي الرجائي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٣١٩.

نشر : مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ـ قم ـ إيران / ١٤٣١ هـ.

*مكارم أخلاق النبيّ(صلى الله عليه وآله) والأئمّة عليهم‌السلام :

تأليف : قطب الدين أبي الحسين سعيدبن هبة الله بن الحسن الراوندي (ت ٥٧٣ هـ). اعتمد في تحقيق الكتاب على نسختين : الأولى وهي الأكمل موجودة في مكتبة مجلس الشورى في طهران وجاء على ظهرها اسم الكتاب والمؤلّف ، والثانية موجودة في مركز إحياء التراث الإسلامي في مدينة قم ، وهي ناقصة من أوّلها وآخرها ، والكتاب يطبع لأوّل مرّة.

ويتضمّن الكتاب أربعة عشر باباً بعدد المعصومين عليهم‌السلام ، ويحتوي كلّ باب على أحاديث في مكارم أخلاقهم وشيمهم والمواعظ الواردة عنهم وبعض الأدعية الصادرة عن ناحيتهم.

تحقيق : السيّد حسين الموسوي البروجردي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٤٧٨ صفحة.

نشر : مكتبة العتبة العبّاسية ـ كربلاء المقدّسة ـ العراق / ١٤٣١هـ.

*كتاب الولاية.

تأليف : الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة الكوفي (ت ٣٣٢ هـ).

يعدّ هذا الكتاب من الكتب المفقودة المؤلّفة في شأن يوم الغدير الذي نصب فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليّاً أميراً للمؤمنين وخليفةً للمسلمين من بعده فبايعته الأمّة على ذلك ، جمع فيه المصنّف مائة وخمس طرق خرّج من خلالها حديث الغدير ، وقد ذكر عنوان الكتاب في العديد من المصادر التي اعتمدت على طرقه في تخريج حديث الغدير ، هذا وقد عكف المحقّق همّته على تحصيلها من مظانّها حيث قال : «ومن ثَمَّ جاء سعينا لجمع شتات الكتاب واستخراج أحاديثه من بطون الكتب وقد أمكننا الله سبحانه وتعالى .. من العثور على أحاديث أكثر الصحابة رواة حديث الغدير

 

٤٥٨

في كتاب الولاية هذا».

اشتمل الكتاب على مقدّمة في قسمين ، الأوّل : حياته الشخصية ، الثاني : حياته العلمية ، ومن ثمّ القسم الثالث : كتاب الولاية.

تحقيق : عبد الرزّاق محمّد حسين حرز الدين.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٣٠٠.

نشر : دليل ما ـ قم ـ إيران.

*الحسين يكتب قصّته الأخيرة.

تأليف : السيّد كاظم الحائري.

دراسة تحليلية لثورة الإمام الحسين عليه‌السلام ، وهي من محاضرات آية الله الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر رحمه‌الله من تقريرات تلميذه آية الله السيّد كاظم الحائري ، يشرح فيها منهجية الشهيد الصدر رحمه‌الله مع واقعه السياسي حيث وجد ضالّته في حركة ومنهج أبي الأحرار أبي عبدالله الحسين عليه‌السلام إذ يعالج فيها مسألة الخوف من الموت الذي كثيراً ما يكون سبباً في ضياع القيم والأوطان ، كما بيّن البون الشاسع بين منهج القيم والأخلاق ومنهج الغدر والخيانة ، كما أكّد على الجانب الاستحقاقي بمفهومه الإنساني

الشامل دون أن يقتصر في مطاليبه على الجنبة العقائدية في مسألة استحقاقات منصب الخلافة.

اشتمل الكتاب على مقدّمة تمهيدية للكتاب تناولت دراسة لحياة السيّد الشهيد رحمه‌الله ، المحاضرة محقّقة ، قائمة بأسماء الشهداء من أهل البيت عليهم‌السلام وأصحاب الحسين المستشهدين بكربلاء مع ذكر تراجمهم بمنهجية تحقيقية ، بحث بعنوان (النفعية والقيمية مصاديق من الطفّ) ، ذكر على هامش التحقيق على غرار محاضرة السيّد الشهيد رحمه‌الله.

تحقيق : صادق جعفر الروازق.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٢٥١.

نشر : لسان الصدق ـ قم ـ إيران.

*زهرة الرياض ونزهة المرتاض.

تأليف : السيّد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس الحلّي (ت ٦٧٣هـ).

يدخل الكتاب في مضمار الكتب العرفانية المعتمدة على المعارف الإلهية ، يدعو فيه المصنّف إلى معرفة الله تبارك وتعالى والتفكّر في عظمته وسلوك طريق تهذيب النفس وتزكيتها بإطاعته وعبادته ، وقد وردت العبارات فيه على طريقة أهل

 

٤٥٩

العرفان والمتصوّفة مزوّدة بالشواهد الشعرية ، هذا وقد رتّب الكتاب على سبعة فصول في : المعرفة والمحبّة والإخلاص ، محبّة الله تعالى ، المناجات ، المواعظ ، أحوال الإخوان ، الصبر ، فنون شتّى.

هذا وقد اعتمد في تحقيق الكتاب على عدّة نسخ خطّية ذكرت في المقدّمة ، كما اشتملت المقدّمة على ترجمة حياته وبيان منزلته العلمية ومؤلّفاته.

تحقيق : السيّد محمّد الحسيني النيسابوري.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ١٦٠.

نشر : بوستان كتاب التابع لمركز الإعلام الإسلامي ـ قم ـ إيران.

*كشف العوار في تفسير آية الغار.

تأليف : القاضي السيّد نور الله الشوشتري (ت ١٠١٩ هـ).

رسالة تطرّق فيها المصنّف لتفسير آية الغار ، حيث كانت محلّ بحث ونقاش ، فمن قائل بتفضيل من صحب الرسول (صلى الله عليه وآله) ، ومن ناطق بردِّ ونقض هذا الزّعم ، فقد أورد المصنّف أوّلا كلام

الفاضل النيسابوري القائل بدلالة الآية على التفضيل ، ثمّ ردّ عليه بإيجاز في سبعة عشر وجهاً استناداً إلى كتاب الله وسنّة الرسول (صلى الله عليه وآله) ، كما نقل كلام الأعلام كالشيخ المفيد رحمه‌الله والسيّد المرتضى رحمه‌الله في هذا المضمار.

قدّم لها مقدّمة احتوت على ترجمة المصنّف ، وحياته العلمية ، ومنهجية التحقيق ، والنسخ المعتمد عليها.

تحقيق : محمود جواد المحمودي.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ١٧٩.

نشر : دار الحبيب ـ قم ـ إيران / ١٤٢٩ هـ.

*طُرُز الوفا في فضائل المصطفى.

تأليف : أحمد بن زين العابدين بن محمّد المصري الشافعي (ت١٠٤٨هـ).

جمع الكتاب شطراً من فضائل آل الرسول المصطفى(صلى الله عليه وآله)ومناقبهم وقرب منزلتهم من الله تبارك وتعالى ، حيث جعلهم مستودعاً لعلمه وحججاً على عباده ، عصمهم من الخطاء والزلل وطهّرهم تطهيراً ، وقد قدّم له المحقّق ما أعرب به عن منهجيّته في التحقيق واعتماده نسختين إحداهما في مكتبة

 

٤٦٠