نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٧

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٧

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٧

الأعرابي : كان من حفّاظ الحديث والفقه ، ظاهريّ المذهب. مات في ربيع الآخر سنة ٢٨٧ » (١).

(٤٠)

رواية زكريا بن يحيى السجزي

قال النسائي : « أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا نصر بن علي قال : حدثنا عبدالله بن داود عن عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه أن سعدا قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه » (٢).

ترجمته

١ ـ الذهبي : « س ـ زكريا بن يحيى السجزي الحافظ ، أبو عبد الرحمن خيّاط السنّة ، عن شيبان وقتيبة ، وعنه رفيقه س والطبراني ، ثقة. ولد ١٩٥ ، ومات ٢٨٩ » (٣).

٢ ـ ابن حجر : « ... قال النسائي : ثقة. وقال عبد الغني بن سعيد : حافظ ثقة ... » (٤).

__________________

(١) طبقات الحفاظ ٢٨٠.

(٢) الخصائص : ٩٥.

(٣) الكاشف ١ / ٣٢٤.

(٤) تهذيب التهذيب ٣ / ٣٣٤.

٨١

(٤١)

رواية عبدالله بن أحمد

قال عبدالله : « حدثنا العباس بن الفضل الأسقاطي ، ثنا الحسين بن علي ، ثنا عمران بن أبان ، حدثني مالك بن الحسين بن مالك بن الحويرث ، حدثني أبي عن جدي قال : رقى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المنبر فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه » (١).

وقال المتقي : « عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : شهدت عليّا في الرحبة ينشد الناس : أنشد الله من سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه. لمّا قام. فشهد اثنا عشر بدريّا فقالوا : نشهد أنّا سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا بلى. قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. عم ع وابن جرير خط ص » (٢).

وقال ابن كثير : « وقال أبو يعلى وعبدالله بن أحمد في مسند أبيه : ثنا القواريري ، ثنا يونس بن أرقم ، ثنا يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : شهدت ... » (٣).

وقال عبدالله بن أحمد في فضائل علي لأبيه : « حدثنا حجاج ، قال : حدثنا حمّاد ، عن علي بن زيد ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء ـ وهو ابن عازب ـ قال : أقبلنا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع ، حتى كنا بغدير خم فنودي

__________________

(١) زوائد مسند أحمد بن حنبل ( هذا الحديث من زوائد عبدالله غير الموجودة في المسند ).

(٢) كنز العمال ١٣ / ١٧١.

(٣) تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٧.

٨٢

فينا الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين شجرتين ، وأخذ بيد علي فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : هذا مولى من أنا مولاه ، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فلقيه عمر فقال : هنيئا لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ».

وعنه أيضا : « حدثنا علي بن الحسن قال حدثنا ابراهيم بن اسماعيل عن أبيه ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي ليلى الكندي أنه حدّثه قال : سمعت زيد بن أرقم يقول ونحن ننتظر جنازة ، فسأله رجل من القوم فقال : يا أبا عامر أسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم يقول لعلي : من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال : نعم. قال أبو ليلى : فقلت لزيد بن أرقم : قالها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال : نعم قالها أربع مرات ».

وعنه أيضا : « حدثنا عبدالله بن الصقر سنة تسع وتسعين [ سبعين ] ومائتين قال : حدّثنا يعقوب بن حمدان بن كاسب قال : حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه وربيعة الجرشي أنه ذكر عليا [ علي ] عند رجل وعنده سعد بن أبي وقاص فقال له سعد : أتذكر عليا!! إن له مناقب أربعا ، لئن تكون لي واحدة منهن أحبّ إلي من كذا وكذا وذكر حمر النعم ، قوله : لأعطينّ الرّاية. وقوله أنت منّي بمنزلة هارون من موسى. وقوله : من كنت مولاه فعلي مولاه. ونسي سفيان واحدة » (١).

ترجمته

١ ـ عبد الغني المقدسي : « قال أبوبكر الخطيب : كان ثقة ثبتا فهما وقال أبو الحسين بن المنادي ... ما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرّجال. وعلل الحديث والأسماء والكنى ، والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها ، ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك ، حتى أنّ بعضهم يسرف في تقريظه إيّاه

__________________

(١) فضائل علي ـ مخطوط.

٨٣

بالمعرفة وزيادة السّماع للحديث على أبيه ... » (١).

٢ ـ ابن حجر : « ... وقال ابن عدي : نبل بأبيه ، وله في نفسه محل في العلم ، ولم يكتب عن أحد إلاّ من أمره أبوه أن يكتب عنه ... وقال النسائي ثقة. وقال السلمي : سألت الدار قطني عن عبدالله بن أحمد وحنبل بن إسحاق ، فقال : ثقتان نبيلان. وقال أبوبكر الخلال : كان عبدالله رجلا صالحا صادق اللهجة كثير الحياء » (٢).

٣ ـ الذهبي : « وفيها توفي الحافظ : أبو عبد الرحمن عبدالله بن أحمد ... وكان إماما خبيرا بالحديث وعلله ، مقدّما فيه ، وكان من أروى الناس عن أبيه ، وقد سمع من صغار شيوخ أبيه ، وهو الذي رتّب مسند والده » (٣).

(٤٢)

رواية علي بن محمد المصيصي

قال النسائي : « أخبرنا علي بن محمد [ بن علي ] قاضي المصيصة ، قال :

حدثنا خلف قال : حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال : حدثني سعيد بن وهب أنه قام مما يليه ستة. وقال زيد بن يثيع : وقام مما يليني ستة ، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه » (٤).

__________________

(١) الكمال في معرفة الرجال ـ مخطوط. باختصار.

(٢) تهذيب التهذيب ٥ / ١٤٣.

(٣) العبر في خبر من غبر ـ حوادث ٢٩٠.

(٤) الخصائص ٩٦. مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ. وفيه بدل « إسرائيل » « شعبة ».

٨٤

ترجمته

قال ابن حجر : « س ـ علي بن محمد بن علي بن أبي المضا المصيصي ، قاضيها ... قال النسائي : ثقة وذكره ابن حبان في الثقات. قلت : ذكره مسلمة ابن قاسم وقال : ثقة ، وقال النسائي في مشيخته : نعم الشيخ كان » (١).

(٤٣)

رواية إبراهيم بن يونس

الملقب بـ « حرمي »

قال النسائي : « أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد الطرسوسي ، قال : أخبرنا أبو غسّان قال : أخبرنا عبد السّلام ، عن موسى الصغير ، عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد قال : كنت جالسا فتنقّصوا علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه فقلت : لقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : إن له خصالا ثلاثا ، لئن يكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم ، سمعته يقول : إنه منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي. وسمعته يقول : لأعطين الرّاية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله. وسمعته يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه » (٢).

ترجمته

١ ـ الذهبي : « س ـ إبراهيم بن يونس بن محمد المؤدب ، عن. أبيه وعثمان

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٧ / ٣٨٠ ووثقه ابن حجر في تقريب التهذيب ٢ / ٤٤.

(٢) الخصائص ٤٩ ـ ٥٠ مع اختلاف بسيط.

٨٥

ابن عمر. وعنه : س وجماعة ، ثقة » (١).

٢ ـ ابن حجر : « ... صدوق ، من الحادية عشرة » (٢).

(٤٤)

رواية أبي بكر البزّار

« حدثنا يوسف بن موسى القطّان ومحمد بن عثمان بن كرامة ـ واللفظ ليوسف ـ قالا : نا عبيدالله بن موسى قال : نا فطر عن أبي الطفيل قال : سمعت عليا ـ وهو ينشد الناس في الرحبة ـ : أنشد لله كلّ امرئ مسلم سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خم ما قال إلاّ قام ، فقام ناس من الناس ، فشهدوا أنا رأينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخذ بيد علي وهو يقول : ألست أولى بالمسلمين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : من كنت مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

وهذا الحديث قد روي عن علي من غير وجه. ورواه عن أبي الطفيل عن علي فطر. ورواه معروف بن خرّبوذ » ٢ / ١٣٣.

« حدثنا يوسف بن موسى قال : نا مالك بن إسماعيل قال : حدّثني جعفر الأحمر عن يزيد بن أبي زياد. وعن مسلم بن سالم قالا : نا عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : سمعت عليا ينشد الناس يقول : أنشد امرأ مسلما سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم إلاّ قام ، فقام اثنا عشر رجلا فقالوا : أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيد علي ثم قال : أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم

__________________

(١) الكاشف ١ / ٩٧.

(٢) تقريب التهذيب ١ / ٤٧.

٨٦

وال من والاه وعاد من عاداه » ٢ / ٢٣٥.

« حدثنا يوسف بن موسى قال : نا عبيدالله بن موسى عن فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر ، وعن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالوا : سمعنا عليا يقول : نشدت الله رجلا سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خم لما قام ، فقام إليه ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أن رسول الله قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحبّ من أحبّه وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره واخذل من خذله » ٣ / ٣٥.

قال المتقي الهندي : « عن أبي إسحاق ، عن عمرو ذي مر وسعيد بن وهب وزيد بن يثيع قالوا : سمعنا عليّا يقول : نشدت الله رجلا سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خم ما قال لمّا قام. فقام ثلاثة عشر رجلا ، فشهدوا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال فأخذ بيد علي قال : من كنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره واخذل من خذله. البزار وابن جرير والخلعي في الخلعيات. قال الهيثمي : رجال إسناده ثقاة. قال ابن حجر : ولكنّهم شيعة » (١).

ترجمته

قال السيوطي : « البزار ـ الحافظ العلامة الشهير : أبوبكر أحمد بن عمرو ابن عبد الخالق البصري ، صاحب المسند الكبير المعلل ، رحل في آخر عمره إلى أصفهان والشام ينشر علمه. مات بالرملة سنة ٢٩٢ » (٢).

__________________

(١) كنز العمال ١٣ / ١٥٨.

(٢) طبقات الحفاظ ٢٨٥ ، وله ترجمة في : تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٣ والعبر ٢ / ٩٢ وتاريخ بغداد ٤ / ٣٣٤ وشذرات الذهب ٢ / ٢٠٩ والنجوم الزاهرة ٣ / ١٥٧.

٨٧

(٤٥)

رواية النسائي

علم روايته من موارد متعددة من الكتاب ، حيث رواه بطرق مختلفة.

ورواه عنه جماعة من الحفاظ في كتبهم ، كابن كثير في ( تاريخه ) والسيوطي في ( الجامع الصغير ) كما تقدم ، وفي ( الدر المنثور ) بتفسير قوله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ).

ترجمته

الذهبي : « وفيها توفي الإمام ، أحد الأعلام ، صاحب التّصانيف ، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي ... وكان رئيسا نبيلا ، حسن البزّة ، كبير القدر ... قال ابن المظفر الحافظ : سمعتهم بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار ، وقال الدار قطني : خرج حاجّا فامتحن بدمشق وأدرك الشّهادة ، فقال : احملوني إلى مكة فحمل ، وتوفي بها في شعبان قال : وكان أفقه مشايخ مصر في عصره ، وأعلمهم بالحديث » (١).

وسيأتي تفصيل ترجمته فيما بعد إن شاء الله.

__________________

(١) العبر ـ حوادث سنة ٣٠٣.

٨٨

(٤٦)

رواية أبي العباس حسن بن سفيان

قال الحافظ ابن كثير : « وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان : ثنا هدبة ، ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد وأبي هارون ، عن عدي بن ثابت عن البراء قال : كنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع ، فلما أتينا على غدير خم كسح لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحت شجرتين ، ونودي في الناس الصلاة جامعة ، ودعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّا وأخذ بيده فأقامه عن يمينه فقال : ألست أولى بكلّ امرئ من نفسه؟ قالوا : بلى. قال : فإنّ هذا مولى من أنا مولاه. أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فلقيه عمر بن الخطاب فقال : هنيئا لك أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة » (١).

ترجمته

١ ـ السمعاني : « ... كان محدّث خراسان في عصره ، وكان مقدّما في الفقه والعلم والأدب ، وله الرحلة إلى العراق والشام ومصر ، تفقّه على أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي ، وكان يفتي على مذهبه ... وكان إليه الرحلة بخراسان من أقطار الأرض ...

ومات في سنة ٣٠٣ ، وقبره بقرية بالوز مشهور يزار ، زرته » (٢).

٢ ـ الذهبي : « وفيها الحافظ الكبير أبو العباس الحسن بن سفيان ...

__________________

(١) تاريخ ابن كثير ٥ / ٢٠٩.

(٢) الأنساب ـ البالوزي. وانظر : النسوي.

٨٩

وكان ثقة حجة ، واسع الرحلة قال الحاكم : كان محدّث خراسان في عصره مقدما في التثّبت والكثرة والفهم والأدب والفقه ، توفي في رمضان » (١).

٣ ـ السيوطي : « الحسن بن سفيان بن عامر ، الحافظ الإمام شيخ خراسان ... » (٢).

(٤٧)

رواية أبي يعلى الموصلي

علم روايته من عبارة الحافظ ابن كثير السابقة ، وهو المراد من « ع » في ( كنز العمال ) في ما تقدم.

وإليك نص روايته في ( المسند ) :

« حدثنا القواريري ، حدثنا يونس بن أرقم ، حدثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال : شهدت عليا في الرحبة يناشد الناس : أنشد الله عن سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول في يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه. لما قام فشهد. قال عبد الرحمن : فقام اثنا عشر بدرّيا ـ كأنّي أنظر إلى أحدهم عليه سراويل ـ فقالوا : نشهد أنّا سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهّاتهم؟ قلنا : بلى يا رسول الله. قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ». ١ / ٤٢٨.

« حدثنا أبوبكر ، حدثنا شريك ، عن أبي يزيد الأودي ، عن أبيه ، قال :

__________________

(١) العبر حوادث سنة ٣٠٣.

(٢) طبقات الحفاظ : ٣٠٥.

٩٠

دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس ، فقام إليه شاب فقال : أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال فقال : أشهد أني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » ١١ / ٣٠٧.

ترجمته

قال الذهبي : « وفيها : أبو يعلى الموصلي ، أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى التميمي الحافظ ، صاحب المسند ، روى عن علي بن الجعد ، وغسّان بن الربيع ، والكبار ، وصنف التصانيف ، وكان ثقة صالحا متقنا ، يحفظ حديثه ، توفي وله سبع وتسعون سنة » (١).

(٤٨)

رواية محمد بن جرير الطبري

علم روايته من عبارة المتقي في ( كنز العمال ) المتقدمة ، ومن روايات أخرى مذكورة فيه ، وقد عرفت سابقا من كلمات جماعة من أعلام القوم ، كياقوت الحموي ، وابن كثير الدمشقي ، تصنيفه مجلّدا في طرق حديث الغدير.

ترجمته

وستأتي مصادر ترجمته ، وكلمات الثناء عليه فيما بعد ، إن شاء الله ، ونذكر

__________________

(١) العبر ـ حوادث ٣٠٧ وترجم له الذهبي في تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٠٧ والسيوطي في طبقات الحفاظ : ٣٠٦ ووصفه بالحافظ الثقة محدث الجزيرة.

٩١

هنا كلمة اليافعي في حوادث سنة ٣١٠ : « فيها ـ توفي ببغداد : الحبر النحرير الإمام ، أحد العلماء الأعلام ، صاحب التفسير الكبير ، والتاريخ الشهير ، والمصنّفات العديدة ، والأوصاف الحميدة ، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، كان مجتهدا لا يقلّد أحدا.

قال إمام الأئمّة المعروف بابن خزيمة : ما أعلم على الأرض أعلم من محمد ابن جرير. ولقد ظلمته الحنابلة. وقال الفقيه الإمام مفتي الأنام أبو حامد الإسفرايني : لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصّل تفسير محمد بن جرير لم يكن كبيرا.

قلت : وناهيك بهذا الثناء العظيم ، والمدح الكريم ، من هذين الإمامين النبيلين ، ومولده بطبرستان سنة ٢٢٤. وكان ذا زهد وقناعة. توفي في أواخر شوال من السنة المذكورة. وكان إماما في فنون كثيرة ... وكان ثقة ... » (١).

(٤٩)

رواية أبي القاسم البغوي

قال الحافظ محبّ الدين الطبري : « عن رياح بن الحارث قال : جاء رهط الى علي بالرحبة ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا ، قال : كيف أكون مولاكم وأنتم عرب؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه. قال رياح : فلمّا مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء؟ قالوا : نفر من الأنصار منهم [ فيهم ] أبو أيوب. خرّجه أحمد.

وعنه قال : بينما علي جالس ، إذ جاء رجل فدخل وعليه أثر السّفر ، فقال

__________________

(١) مرآة الجنان حوادث سنة ٣١٠.

٩٢

السّلام عليك يا مولاي قال : من هذا؟ فقال : أبو أيوب الأنصاري. قال علي : أفرجوا له. ففرجوا. فقال أبو أيوب : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه. خرّجه البغوي في معجمه » (١).

ترجمته

قال الذهبي : « وفيها البغوي : أبو القاسم عبدالله بن محمد ... وكان محدثا ، حافظا مجدّدا مصنفا ، انتهى إليه علوّ الإسناد في الدنيا ... » (٢).

(٥٠)

رواية الحكيم الترمذي

قال العلامة ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني : « أخرج الحكيم في نوادر الأصول ، والطبراني بسند صحيح في الكبير ، عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنهما : أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطب بغدير خم ، تحت شجرة ، فقال : يا أيها الناس إني قد نبّأني اللّطيف الخبير أنه لم يعمّر نبي إلاّ نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإني قد يوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي مسئول وإنكم مسئولون ، فما ذا أنتم قائلون؟ قالوا : نشهد أنك قد بلّغت وجهدت ونصحت ، فجزاك الله خيرا ، فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمدا عبده ورسوله ، وأن جنّته حق وناره حق ، وأن الموت حق ، وأن البعث حق بعد الموت ، وأن السّاعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا : بلى نشهد

__________________

(١) الرياض النضرة ٢ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣.

(٢) العبر حوادث ٣١٧ وتوجد ترجمته في : تاريخ بغداد ١٠ / ١١١ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٧٣٧ وشذرات الذهب ٢ / ٢٧٥ وطبقات الحفاظ : ٣١٢.

٩٣

بذلك. قال : أللهم اشهد. ثم قال : يا أيها الناس إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

ثم قال : يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض ، حوض أعرض مما بين بصرى إلى صنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل ، سبب طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ، لا تضلوا ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي ، وإنه قد نبّأني اللّطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض » (١).

ترجمته

المنّاوي : « الحكيم محمد بن علي الترمذي ، المؤذّن الصوفي الشّافعي ، صاحب التصانيف ، سمع الكثير من الحديث بالعراق ونحوه ، وحدّث عن قتيبة بن سعيد وغيره ، وهو من القرن الثالث من طبقة البخاري ، قال السلمي : نفوه من ترمذ وشهدوا عليه بالكفر بسبب تفضيله الولاية على النّبوة ، وإنما مراده ولاية النبي صلّى الله عليه وسلّم.

« وقال ابن عطاء الله : كان العارفان الشاذلي والمرسي يعظّمانه جدّا جدّا ، ولكلامه عندهما الحظوة التامة ، ويقولان : هو أحد الأوتاد الأربعة. وقول ابن أبي جمرة في كتاب المختارة وابن القيم في كتاب اللمحة في الردّ على ابن طلحة : إنه لم يكن من أهل الحديث وروايته ... كيف وقد قال الحافظ ابن النجار في تاريخه : كان إماما من أئمة المسلمين ، له المصنّفات الكبار في أصول الدين ومعاني الحديث ، لقي الأئمة الكبار وأخذ عنهم ، وفي شيوخه كثرة. ثم أطال في بيانه.

__________________

(١) مفتاح النجا في مناقب آل العبا ـ مخطوط وهو في ( نوادر الأصول : ٦٨ ـ ٦٩ ) : « حدثنا نصر بن علي قال : حدثنا زيد بن الحسن قال : حدثنا معروف بن خرّبوذ المكي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري ...

٩٤

وقال السلمي في الطبقات : له اللّسان العالي والكتب المشهورة ، وقال القشيري في الرسالة : هو من كبار الشيوخ ، وأطال في الثناء عليه. وقال الحافظ أبو نعيم في الحلية : له التّصانيف الكثيرة في الحديث ، وهو مستقيم الطريقة تابع للأثر ... وقال الكلابادي في التعرّف : هو من أئمّة الصوفية. الى غير ذلك من الكلام في شأن هذا الامام ، وإنما أطلت فيه دفعا لذلك الافتراء ، فلا تكن من أهل المراء » (١).

(٥١)

رواية الطحاوي

قال الطّحاوي : « باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من قوله يوم غدير خم لعلي : من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا ابراهيم بن مرزوق ، ثنا أبو عامر العقدي ، ثنا يزيد بن كثير ، عن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه عن علي : إنّ النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حضر الشجرة بخم ، فخرج آخذا بيد علي فقال : يا أيّها الناس ألستم تشهدون أن الله ربكم؟ قالوا : بلى. قال : ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم ، وأنّ الله ورسوله مولاكم؟ قالوا : بلى. قال : من كنت مولاه فعلي مولاه. إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم لن تضلّوا بعدي ، كتاب الله بأيديكم وأهل بيتي.

حدثنا أبو أمية ، ثنا سهيل بن عامر البجلي ، ثنا عيسى بن عبد الرحمن ، أخبرني أبو إسحاق السبيعي ... ( بياض في النسخة ) : سمعت عليّا ينشد الناس في الرحبة : من سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم إلاّ قام ، فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول : أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه

__________________

(١) فيض القدير في شرح الجامع الصغير ١ / ١١٦.

٩٥

وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه ، وأعن ما أعانه وانصر من نصره ، واخذل من خذله.

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : سمعت عليّا ينشد يقول : أشهد الله كل امرئ سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم إلاّ قام. فقام اثنا عشر بدريّا. فقالوا : أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي فرفعها ، فقال : يا أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : أللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، وذكر الحديث.

قال أبو جعفر : فدفع دافع هذا الحديث ، وزعم أنه مستحيل ، وذكر أن عليّا لم يكن مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خروجه إلى الحج من المدينة ، الذي مرّ في طريقه بغدير خم ، لأنّ غدير خم إنّما هو بالجحفة ، وذكر في ذلك ما قد حدثنا أحمد بإسناده ، قال : ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال دخلنا على جابر بن عبدالله ، فذكر حديثه في حجّة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : فقدم علي من اليمن ببدن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم ذكر بقية الحديث.

قال أبو جعفر : فهذا الحديث صحيح الإسناد ، لا طعن لأحد في رواته ، فيه أن ذلك القول كان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي بغدير خم في رجوعه من حجّه إلى المدينة لا في خروجه لحجّه من المدينة ... » (١).

ترجمته

١ ـ اليافعي : « وفيها أبو جعفر أحمد بن محمد الأزدي الطّحاوي ، الفقيه الحنفي المصري ، برع في الفقه والحديث ، وصنّف التصانيف المفيدة ، قال الشيخ أبو إسحاق : انتهت إليه رئاسة الحنفية بمصر ... » (٢).

٢ ـ السيوطي : « الطحاوي ـ الإمام العلاّمة الحافظ ، صاحب التصانيف البديعة ، أبو جعفر ... وكان ثقة ثبتا فقيها ، لم يخلّف مثله ، انتهت إليه رياسة

__________________

(١) مشكل الآثار ٢ / ٣٠٨ ـ ٣٠٩.

(٢) مرآة الجنان حوادث ٣٢١.

٩٦

أصحاب أبي حنيفة. ولد سنة ٢٣٧ ، وله معاني الآثار » (١).

(٥٢)

رواية ابن عبد ربّه

قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه : « أسلم علي وهو ابن عشر سنين ، وهو أوّل من شهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمّدا رسول الله ، وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأنصر من نصره واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار. وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ... » (٢).

وروى ابن عبد ربه احتجاج المأمون على الفقهاء ، المشتمل على حديث الغدير ، ضمن جملة من فضائل علي عليه‌السلام ، وهو خبر طويل (٣).

ترجمته

قال ابن خلكان : « أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه ... كان من العلماء المكثرين من المحفوظات ، والاطلاع على اخبار الناس ، وصنّف كتابه ( العقد ) ، وهو من الكتب الممتعة ، وتوفي يوم الأحد ثامن عشر جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ... » (٤).

__________________

(١) طبقات الحفاظ : ٣٣٧. وله ترجمة في : تذكرة الحفاظ ٣ / ٧٠٨ ، وفيات الأعيان ١ / ١٩ ، تاريخ ابن كثير ١١ / ١٧٤ الجواهر المضية في طبقات الحنفية ١ / ١٠٢ طبقات المفسرين للداودي ١ / ٧٣.

(٢) العقد الفريد ٤ / ٣١١.

(٣) المصدر نفسه ٥ / ٩٢ ـ ١٠٢.

(٤) وفيات الأعيان ١ / ٩٢.

٩٧

(٥٣)

رواية المحاملي

أخرج الحديث في كتاب ( الأمالي ) حيث قال :

« حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن سلمة بن كهيل قال : سمعت أبا الطفيل يحدّث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم ـ شعبة الشاك ـ قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه. قال سعيد بن جبير : وأنا سمعت مثل هذا عن ابن عباس » ٨٥.

« ثنا الحسين ، حدثنا عبد الأعلى بن واصل قال : ثنا مالك بن إسماعيل عن جعفر بن زياد الأحمر ، عن يزيد بن أبي زياد ومسلم بن سالم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : سمعت عليا عليه‌السلام ينشد الناس يقول : أنشد الله أمرأ مسلما سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خم ما يقول إلاّ خبّر. فقام اثنا عشر بدريّا فقالوا : أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيد علي فرفعها وقال : أيّها الناس ألست ـ وانقطع على القاضي الحديث ـ وفي آخره قال : وال من والاه وعاد من عاداه » ١٦٢.

قال الحافظ السيوطي : « علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه. المحاملي في أماليه عن ابن عباس » (١).

وقال المتقي : « علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه ، المحاملي في أماليه عن ابن عباس » (٢).

__________________

(١) الجامع الصغير ٢ / ٦٦.

(٢) كنز العمال ١١ / ٦٠٣.

٩٨

وقال القاري : « وفي الجامع : رواه أحمد وابن ماجة عن البراء ، وأحمد عن بريدة ، والترمذي والنسائي والضّياء عن زيد بن أرقم ، ففي إسناد المصنّف الحديث عن زيد بن أرقم إلى أحمد والترمذي مسامحة لا تخفى ، وفي رواية لأحمد والنسائي والحاكم عن بريدة بلفظ : من كنت ولّيه فعليّ وليّه ، وروى المحاملي في أماليه عن ابن عباس ، ولفظه : علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه » (١).

ترجمته

١ ـ السمعاني : « أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبّي المحاملي ، كان فاضلا صادقا ديّنا ثقة صدوقا ... وكان يحضر مجلس إملائه عشرة آلاف رجل ، وكان ولادته في خمس أو ست وثلاثين ومائتين ، ومات في شهر ربيع الآخر سنة ٣٣٠ » (٢).

٢ ـ اليافعي : « وفيها : الإمام الكبير القاضي أبو عبدالله المحاملي الشهير ... » (٣).

٣ ـ السيوطي : « المحاملي القاضي الإمام العلاّمة الحافظ ، شيخ بغداد ومحدّثها ، أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل ... صنّف وجمع ، روى عنه : دعلج والدارقطني ، وكان فاضلا ديّنا صدوقا ، وولّي قضاء الكوفة سنتين ثم استعفى ، وكان يحضر بمجلسه عشرة آلاف رجل ، مات في ربيع الآخر سنة ٣٣٠ » (٤).

(٥٤)

رواية أبي العباس ابن عقدة

لقد علم سابقا أن لأبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة ، كتابا مفردا في طرق حديث الغدير ، وقد صرّح بذلك كلّ من ابن تيمية ، وابن حجر العسقلاني ، والشيخاني القادري ، ونور الدين السمهودي ،

__________________

(١) مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح ٥ / ٥٦٨.

(٢) الأنساب ـ المحاملي.

(٣) مرآة الجنان حوادث ٣٣٠.

(٤) طبقات الحفاظ : ٣٤٣. وفيه بدل « سنتين » : ستين سنة ».

٩٩

والمناوي ، ومحمد البدخشاني.

ولنذكر أحد ألفاظ روايته :

قال السمهودي : « عن أبي الطفيل : إنّ عليّا رضي‌الله‌عنه قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلاّ قام ، ولا يقوم رجل يقول إني نبئت أو بلغني ، إلاّ رجل سمعت أذناه ووعاه قلبه ، فقام سبعة عشر رجلا منهم : خزيمة بن ثابت ، وسهل بن سعد ، وعدي بن حاتم ، وعقبة بن عامر ، وابو أيوب الأنصاري ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو شريح الخزاعي ، وأبو قدامة الأنصاري ، وأبو ليلى ، وابو الهيثم بن التّيهان ، ورجال من قريش ، فقال علي رضي‌الله‌عنه وعنهم : هاتوا ما سمعتم ، فقالوا : نشهد أنّا أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجة الوداع ، حتى إذا كان الظهر خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأمر بشجرات فشذبن ، وألقي عليهنّ ثوب ، ثم نادى بالصلاة ، فخرجنا فصلّينا ، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيّها الناس ما أنتم قائلون؟ قالوا : قد بلّغت قال : أللهم اشهد ، ثلاث مرات ، قال : إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني مسئول وأنتم مسئولون ، ثم قال : ألا إنّ دمائكم وأموالكم حرام ، كحرمة يومكم هذا وحرمة شهركم هذا. أوصيكم بالنساء ، أوصيكم بالجار ، أوصيكم بالمماليك أوصيكم بالعدل والإحسان. ثم قال : أيّها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، نبّأني بذلك العليم الخبير. وذكر الحديث في قوله صلّى الله عليه وسلّم من كنت مولاه فعلي مولاه.

فقال علي : صدقتم ، وأنا علي ذلك من الشاهدين.

أخرجه ابن عقدة من طريق محمد بن كثير عن فطر وأبي الجارود ، كلاهما عن أبي الطفيل » (١).

ترجمته

تقدمت ترجمته سابقا فلا حاجة إلى الاعادة.

__________________

(١) جواهر العقدين ـ مخطوط.

١٠٠