نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٧

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٧

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٧

(٨٠)

رواية الخلعي

قال المتقي : « عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مرّ وسعيد بن وهب وزيد ابن يثيع قالوا : سمعنا عليّا يقول : نشدت الله رجلا سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام ، فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال فأخذ بيد علي قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره واخذل من خذله. البزار وابن جرير والخلعي في الخلعيات ، قال الهيثمي : رجال إسناده ثقات. قال ابن حجر : ولكنهم شيعة » (١).

ترجمته

١ ـ الذهبي : « والخلعي القاضي أبو الحسن علي بن الحسن المصري الفقيه الشافعي ، وله ثمان وثمانون سنة ، سمع عبد الرحمن بن عمر النحاس وأبا سعد الماليني ، وطائفة ، وانتهى إليه علو الإسناد بمصر ، قال ابن سكرة : فقيه له تصانيف ، ولّي القضاء وحكم يوما واستغفى وانزوى بالقرافة. توفي في ذي الحجة. قلت : وكان يوصف بدين وعبادة » (٢).

٢ ـ الأسنوي : « القاضي أبو الحسن ... ولد بمصر في المحرم من السّنة

__________________

(١) كنز العمال ١٣ / ١٥٨.

(٢) العبر حوادث سنة ٤٩٢.

١٤١

الخامسة بعد الأربعمائة ، وكان فقيها صالحا ، له كرامات وتصانيف ، وروايات متّسعة ، وكان أعلى أهل مصر إسنادا ، جمع له أبو نصر أحمد بن الحسن الشيرازي عشرين جزءا ، خرّجها عنه وسمّاها الخلعيات ... » (١).

(٨١)

ذكر أبي حامد الغزالي

حديث الغدير في كتابه ( سر العالمين وكشف ما في الدارين ) ، وسيأتي نص عبارته مع ترجمته فيما بعد إن شاء الله تعالى.

(٨٢)

رواية البغوي

رواه في ( المصابيح ) حيث قال : « عن زيد بن أرقم عن النبي عليه‌السلام قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ».

ترجمته

قال السيوطي : « محي السنّة البغوي ، الإمام الفقيه ، الحافظ المجتهد ، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفرّاء الشافعي ويلقب أيضا ركن الدين ، صاحب معالم التنزيل ، وشرح السنّة ، والتهذيب والمصابيح ، وغير ذلك. تفقه على القاضي حسين ، وحدّث عنه ، وعن أبي عمر عبد الواحد المليجي ، وبورك له في

__________________

(١) طبقات الشافعية ١ / ٤٧٩.

١٤٢

تصانيفه لقصده الصالح ، فإنّه كان من العلماء الربّانيين ، ذا تعبد ونسك وقناعة باليسير ، وآخر من روى عنه بالإجازة : أبو المكارم فضل الله بن محمد البرقاني ، الذي أجاز للفخر ابن البخاري. مات بمرو الروذ في شوال سنة ٥١٦ عن ثمانين » (١).

(٨٣)

رواية رزين العبدري

رواه « عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه » (٢).

ترجمته

قال الذهبي : « ورزين بن معاوية أبو الحسن العبدري الأندلسي السرقسطي مصنف تجريد الصحاح ، روى كتاب البخاري عن أبي مكتوم ابن أبي ذر ، وكتاب مسلم عن الحسين الطبري ، وجاور بمكة دهرا ، وتوفي في المحرم » (٣).

__________________

(١) طبقات الحفاظ ٤٥٧. وفيه بدل « البرقاني » : « النوقاني » ، وتوجد ترجمته في : تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٥٧ وتاريخ ابن كثير ١٢ / ١٩٣ ومرآة الجنان ٣ / ١٩٣ ووفيات الأعيان ١ / ١٤٥ وطبقات السبكي ٧ / ٧٥ وشذرات الذهب ٤ / ٤٨ والعبر ٤ / ٣٧ وغيرها.

(٢) الجمع بين الصحاح الستة ـ مخطوط.

(٣) العبر ـ حوادث سنة : ٥٣٥. وتوجد ترجمته في : طبقات الحفاظ ٤٥٧ وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٥٧ ومرآة الجنان ٣ / ٢١٣ وطبقات المفسرين ١ / ٢٠٥ وغيرها.

١٤٣

(٨٤)

رواية العاصمي

ورواه أحمد بن محمد العاصمي بأسانيده المختلفة ، بعد أن قال في ذكر مشابه أمير المؤمنين عليه‌السلام مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « وأمّا المولى والولاية فإن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ».

وقد ذكر في خطبة كتابه ما هذا نصه : « ... ولقد كان من أوكد ما دعاني إليه وأشد ما حداني عليه ـ بعد الذي قدمت ذكره وبيّنت أمره ـ ظن بعض الجهلة الأغثام والغفلة الذين هم في بلادة الأغنام ، بنا معاشر آل الكرام وجماعة أهل السنة والجماعة الاحكام ، أنا نستجيز الوقيعة في المرتضى رضوان الله عليه وحباه خير ما لديه ، وفي أولاده ثم في شيعته وأحفاده ، وكيف نستجيز ذلك!! وهو الذي قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه وهذا حديث تلّقته الأمة بالقبول ، وهو موافق للأصول ، أخبرنا الشيخ الزاهد ... » ثم قال بعد روايته ببعض أسانيده وطرقه : « ولهذا الحديث طرق سوى ما ذكرناه ، يأتيك في الفصل الخامس من هذا الكتاب إن شاء الله عزّ وجلّ ».

وقال : « ومن ذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه » ثم رواه بطرقه وأسانيده المختلفة (١).

__________________

(١) زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ـ مخطوط.

١٤٤

(٨٥)

ذكر جار الله الزمخشري

حديث الغدير وأرسله إرسال المسلّم حيث قال : « ليلة الغدير معظّمة عند الشيعة ، محياة عندهم بالتهجّد ، وهي الليلة التي خطب فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بغدير خم على أقتاب الجمال وقال في خطبته : من كنت مولاه فعلي مولاه » (١).

ترجمته

قال عبد القادر القرشي الحنفي : « محمد بن عمر بن محمد بن عمر الزمخشري ، الإمام الكبير ، المضروب به المثل في علم الأدب ، لقي الفضلاء وصنّف التصانيف : التفسير وغريب الحديث وغيرهما. وله ديوان شعر. وشهرته تغني عن الإطناب بذكره. ولد بزمخشر ، قرية من قرى خوارزم ، في رجب سنة ٤٦٧. وتوفي رحمه الله تعالى بجرجانية خوارزم ، ليلة عرفة سنة ٥٣٧. وأجاز للحافظ السلفي » (٢).

__________________

(١) ربيع الأبرار ونصوص الأخبار ١ / ٨٥.

(٢) الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ١٦٠.

١٤٥

(٨٦)

رواية النطنزي

وروى أبو الفتح محمد بن علي بن إبراهيم النطنزي حديث الغدير ، وستأتي عبارته فيما بعد ، إن شاء الله تعالى (١).

(٨٧)

رواية الموفق الخوارزمي

ورواه الموفّق بن أحمد المكي المعروف بأخطب خوارزم حيث قال : « وبهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا [ بهذا ] علي بن أحمد ابن عبدان قال : أخبرنا أحمد بن عبيد قال : حدثنا أحمد بن سليمان المؤدب قال : حدثنا عثمان قال : حدثنا زيد بن الحباب قال : حدثنا أحمد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء ، قال : أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجّته ، حتى إذ كنّا بين مكة والمدينة نزل فأمر مناديا الصّلاة جامعة ، قال فأخذ بيد علي ثم قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى. قال : فهذا وليّ من أنا وليّه ، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، من كنت مولاه فعلي مولاه ، فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال : هنيئا لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة » (٢).

__________________

(١) وتوجد ترجمة أبي الفتح النطنزي في : الأنساب ـ النطنزي ، الوافي بالوفيات ، وغيرهما.

(٢) مناقب علي بن أبي طالب : ٩٤ باختلاف في بعض أسماء الرواة.

١٤٦

وروى أخطب خوارزم كتابا لعمرو بن العاص إلى معاوية جاء فيه : « وأمّا ما نسيت أبا الحسن أخا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ووصيّه ، إلى الحسد والبغي على عثمان ، وسمّيت الصحابة فسقة ، وزعمت أنه أشلاهم على قتله ، فهذا غواية ، ويحك يا معاوية أما علمت أن أبا حسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وبات على فراشه ، وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة ، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : هو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم : ألا من كنت مولاه فعليّ مولاه ، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله » (١).

(٨٨)

رواية عمر الملاّ

ورواه الشيخ عمر بن محمد بن خضر المعروف بالملاّ في كتابه في السّيرة النبويّة : « عن البراء قال : أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع ، حتى إذا كنا بغدير خم نودي فينا الصّلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحت شجرتين ، فأخذ النبي صلّى الله عليه وسلّم بيد علي ، ثم قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى. قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى. قال : أليس أزواجي أمّهاتكم؟ قالوا : بلى. قال : فإن هذا مولى من أنا مولاه. أللهم وال من

__________________

(١) مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وتوجد ترجمة الخوارزمي في : شذرات الذهب حوادث : ٥٦٨ ، الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية ، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ، وستأتي ترجمته عن المصادر المذكورة وغيرها في قسم حديث التشبيه.

١٤٧

والاه وعاد من عاداه ، فلقيه بعد ذلك عمر فقال له : هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة » (١).

(٨٩)

رواية ابن عساكر

أخرج حديث الغدير بترجمة سيدنا الأمير عليه‌السلام من ( تاريخ دمشق ) بأسانيد وألفاظ كثيرة جدّا. من الحديث رقم (٥٠١) إلى الحديث رقم (٥٨٨) ، فأخرجه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وعن : عبدالله بن مسعود ، وجابر ، وأبي سعيد ، والبرّاء ، وطلحة ، وسعد ، وزيد بن أرقم ، وحذيفة بن أسيد ، وأبي هريرة ، وعمر ، وعبدالله بن عمر ، وسمرة ، وأنس وجماعة غيرهم. كما روى خبر مناشدة أمير المؤمنين عليه‌السلام الناس في رحبة الكوفة عن عدّة من الصحّابة والتابعين. ونحن نكتفي هنا بإيراد الرواية التالية :

« أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي ، أنبأنا السيد أبو الحسن محمد بن علي ، أنبأنا أحمد بن علي بن مهدي ، أنبأنا أبي ، أنبأنا علي بن موسى الرضا ، أنبأنا أبي ، عن أبيه جعفر الصادق ، حدثني أبي ، عن أبيه على بن الحسين ، عن أبيه عن جدّه علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ».

قال الحافظ ابن كثير : « وقد رواه معروف بن خرّبوذ [ المكي ] عن أبي الطفيل [ عامر بن واثلة ] عن حذيفة بن أسيد [ الغفاري ]. قال : لمّا قفل رسول

__________________

(١) وسيلة المتعبّدين إلى متابعة سيد المرسلين ٥ / ١٦٢ ، وستأتي ترجمته وبيان اعتبار كتابه المذكور في قسم حديث التشبيه.

١٤٨

الله صلّى الله عليه وسلّم من حجة الوداع ، أمر أصحابه أن ينزلوا عند شجرات متقاربات بالبطحاء ، فنزلوا حولهنّ ، ثم أمر فقم ما تحتهنّ من الشوك ، وشذبن بمقدار الرءوس ثم بعث إليهم فصلّى تحتهنّ ، ثم قام فقال :

أيّها الناس لقد نبأني اللّطيف الخبير أنه لم يعمّر نبي إلاّ مثل نصف عمر الذي قبله ، وإني لأظنّ أنه يوشك أن أدعى فأجيب ، وإني مسئول وأنتم مسئولون ، فما ذا أنتم قائلون؟ قالوا : نشهد أنك قد بلّغت ونصحت وجهدت ، فجزاك الله خيرا ، قال : ألستم تشهدون أن لا إله ، إلاّ الله ومحمد عبده ورسوله ، وأن الجنة حق وأن النار حق ، وأن الموت حق ، وأن البعث حق بعد الموت ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا : بلى نشهد بذلك. قال : أللهم اشهد. ثم قال : أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم ، من كنت مولاه فهذا مولاه ، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم قال : أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض ، حوض أعرض مما بين بصرى وصنعاء ، فيه آنية عدد النجوم ، قدحان من ذهب وقدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به ولا تضلّوا ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإني نبأني اللّطيف الخبير أنهما لم يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

رواه ابن عساكر بطوله من طريق معروف كما ذكرنا » (١).

وقال المتقي الهندي : « عن رفاعة بن أياس الضبي عن أبيه عن جدّه ، قال : كنت من علي في الجمل فبعث إلى طلحة أن ألقني فلقيه ، فقال : أنشدك الله أسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال : نعم. قال : فلم تقاتلني؟!. كر » (٢).

__________________

(١) تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٩ مع الاختلاف في ألفاظ الحديث.

(٢) كنز العمال ١١ / ٣٣٢.

١٤٩

ترجمته

قال ابن قاضي شهبة « علي بن الحسين بن هبة الله بن عبدالله بن الحسين ، الحافظ الكبير ، ثقة الدين ، أبو القاسم بن عساكر ، فخر الشافعية وإمام أهل الحديث في زمانه وحامل لوائهم ، صاحب تاريخ دمشق ، وغير ذلك من المصنّفات المفيدة المشهورة ، مولده في مستهل سنة ٤٩٩. ورحل إلى بلاد كثيرة ، وسمع الكثير من نحو ألف وثلاثمائة شيخ وثمانين امرأة ، وتفقه بدمشق وبغداد ، وكان ديّنا خيّرا يختم في كل جمعة ، وأمّا في رمضان ففي كلّ يوم ، معرضا عن المناصب بعد عرضها عليه ، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قليل الالتفات إلى الأمراء وأبناء الدنيا.

قال الحافظ أبو سعد السمعاني في تاريخه : هو كثير العلم ، غزير الفضل حافظ ثقة متقن ، ديّن خير حسن السّمت ، جمع بين معرفة المتون والأسانيد ، صحيح القراءة متثبت محتاط ، رحل وبالغ في الطلب ، إلى أن جمع ما لم يجمع غيره ، وأربى على أقرانه ، وصنّف التصانيف وخرّج التخاريج ، وشرع في تاريخ دمشق.

وقال أبو محمد عبدالقادر الرهاوي : رأيت الحافظ السلفي والحافظ أبا العلاء الهمداني والحافظ أبا موسى المديني ، ما رأيت فيهم مثل ابن عساكر. توفي في رجب سنة ٥٧١ ... » (١).

__________________

(١) طبقات الشافعية. وتوجد ترجمة ابن عساكر في : تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٨ وطبقات السبكي ٧ / ٢١٥ وتاريخ ابن كثير ١٢ / ٢٩٤ ومرآة الجنان ٣ / ٣٩٣ والمنتظم ١٠ / ٢٦١ والنجوم الزاهرة ٦ / ٧٧ ووفيات الأعيان ١ / ٣٣٥ وشذرات الذهب ٤ / ٢٣٩.

١٥٠

(٩٠)

رواية أبي موسى المديني

قال الحافظ السمهودي : « وعن عامر بن ليلى بن ضمرة وحذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنهما ، قالا : لمّا صدر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجة الوداع ـ ولم يحج غيرها ـ أقبل حتى إذا كان بالجحفة ، نهى عن شجرات بالبطحاء متقاربات ، لا ينزلوا تحتهنّ ، حتى إذا نزل القوم وأخذوا منازلهم سواهنّ ، أرسل إليهنّ فقمّ ما تحتهنّ وشذبن عن رؤس القوم ، حتى إذا نودي للصّلاة غدا إليهنّ ، فصلّى تحتهنّ ، ثم انصرف إلى الناس ، وذلك يوم غدير خم ـ وخم من الجحفة وله بها مسجد معروف ـ فقال :

يا أيّها الناس إنه قد نبّأني اللّطيف الخبير أنه لم يعمّر نبي إلاّ نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإني لأظنّ أن أدعى فأجيب ، وإني مسئول وأنتم مسئولون هل بلّغت ، فما أنتم قائلون؟ قالوا : نقول قد بلّغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيرا ، وقال : ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنّته حق وأن ناره حق ، والبعث بعد الموت حق؟ قالوا : بلى. قال : أللهم اشهد ، ثم قال : يا ايها الناس ألا تسمعون! ألا فإن الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم ، ألا ومن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، وأخذ بيد علي فعرفها (١) حتى عرفه القوم أجمعون ، ثم قال : أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ثم قال : أيها الناس إني فرطكم ، وأنتم واردون عليّ الحوض ، أعرض مما بين بصري وصنعاء ، فيه عدد نجوم السماء قدحان من فضة ، ألا وإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ،

__________________

(١) كذا ولعله : فرفعها.

١٥١

فانظروا كيف تخلفوني فيهما حين تلقوني. قالوا : وما الثقلان يا رسول الله؟ قال : الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلّوا بعدي ولا تبدّلوا ، وعترتي ، فإني قد نبّأني الخبير أن لا يتفرقا حتى يلقياني ، وسألت الله ربّي لهم ذلك فأعطاني ، فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فهم أعلم منكم. أخرجه ابن عقدة في الموالاة من طريق عبدالله بن سنان عن أبي الطفيل عنهما به.

ومن طريق ابن عقدة أورده أبو موسى المديني في الصحابة وقال : إنه غريب جدّا ، والحافظ أبو الفتوح العجلي في كتابه الموجز في فضائل الصحابة » (١).

وقال علي بن محمد المعروف بابن الأثير الجزري : « عبدالله بن ياميل. أورده ابن عقدة وحده. روى جعفر بن محمد عن أبيه وأيمن بن نائل عن عبدالله بن ياميل قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه أبو موسى » (٢).

وروى عنه أحاديث أخرى ، كما سيظهر عن كثب إن شاء الله تعالى.

ترجمته

١ ـ الذهبي : « وأبو موسى المديني ، محمد بن أبي بكر عمر بن أحمد الحافظ صاحب التصانيف ، وله ثمانون سنة ، سمع من غانم البرحي وجماعة من أصحاب أبي نعيم ، ولم يخلّف بعده مثله. مات في جمادي الأولى ، وكان مع براعته في الحفظ والرجال صاحب ورع وعبادة وجلالة وتقى » (٣).

٢ ـ الأسنوي : « الحافظ أبو موسى المديني محمد بن عمر بن أحمد المديني الاصبهاني ، الامام الحافظ ، ولد ليلة الأربعاء تاسع عشر ذي القعدة سنة ٥٠١ ،

__________________

(١) جواهر العقدين ـ مخطوط.

(٢) أسد الغابة ٣ / ٢٧٤.

(٣) العبر ـ حوادث سنة ٥٨١.

١٥٢

وتخرّج بالإمام إسماعيل بن محمد التيمي ، وأخذ عنه المذهب ، وعلوم الحديث ، وسمع من خلائق كثيرين ، وصنف التصانيف المشهورة النافعة ، وكان ورعا زاهدا متواضعا متعففا عمّا في أيدي الناس ، لا يقبل لأحد شيئا قطّ ، مع الهرب من الناس.

قال ابن الدبيثي : وعاش حتى صار أوحد وقته وشيخ زمانه ، توفي منتصف يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى سنة ٥٨١. ذكره في العبر قال : لم يخلّف بعده مثله » (١).

٣ ـ ابن قاضي شهبة : « محمد بن عمر بن محمد الحافظ الكبير ، أبو موسى المديني الاصبهاني أحد الأعلام ، ... وكان حافظا ، واسع الدائرة ، جم العلوم.

قال أبو سعد السمعاني : كتبت عنه وسمعت منه ، وهو ثقة صدوق. وقال ابن الدبيثي ... » (٢).

(٩١)

حكم التوربشتي

باعتبار حديث الغدير وشهرته ، فإنه قال بعد ذكر حديث : علي منّي بمنزلة هارون من موسى ... وحديث الغدير ... والجواب عنهما ـ ما تعريبه : « وليس لهذه الطائفة في الأحاديث ما يتمسّكون به ، إلاّ هذين الحديثين المشهورين المعتبرين ، وقد ذكرنا وجه الاستدلال بهما ، وأما غيرهما فإمّا ضعيف لا يصلح للاحتجاج به ، وإمّا موضوع لا يجوز التفوّه به ، فضلا عن الاستدلال ... » (٣).

__________________

(١) طبقات الشافعية ٢ / ٤٤٠.

(٢) طبقات الشافعية ١ / ٣٧٣.

(٣) المعتمد في المعتقد للتوربشتي.

١٥٣

ترجمته

قال ابن قاضي شهبة : « فضل الله التوربشتي. قال السبكي في الطبقات الكبرى : فقيه محدث من أهل شيراز ، شرح مصابيح البغوي شرحا حسنا ، ولعله كان في حدود الستمائة ... » (١).

(٩٢)

رواية أبي الفتوح العجلي

قال الشيخ نور الدين علي بن محمد المعروف بابن الصبّاغ المالكي : « وروى الحافظ أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل بن خلف العجلي ، في كتابه الموجز في فضائل الخلفاء الأربعة ، يرفعه بسنده إلى حذيفة بن أسيد الغفاري وعامر بن ليلى بن ضمرة قالا : لمّا صدر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجة الوداع ـ ولم يحجّ غيرها ـ أقبل حتى إذا كان بالجحفة ، نهى عن سمرات متقاربات بالبطحاء ، أن لا ينزل تحتهنّ أحد ، حتى إذا أخذ القوم منازلهم أرسل فقمّ ما تحتهنّ ، حتى إذا ثوّب بالصلاة ـ صلاة الظهر ـ غدا النبي صلّى الله عليه وسلّم فصلّى بالناس تحتهنّ ، وذلك يوم غدير خم ، ثم بعد فراغه من الصلاة قال :

أيها الناس إنّه قد نبأني اللّطيف الخبير ، أنه لن يعمّر نبي إلاّ نصف عمر النبي الذي كان قبله ، وإني لأظن بأني أدعى فأجيب ، وإني مسئول هل بلغت فما أنتم قائلون؟ قالوا : نقول : قد بلّغت وجهدت ونصحت ، فجزاك الله خيرا ، قال : ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأن محمّدا عبده ورسوله ، وأن جنّته حق

__________________

(١) طبقات الشافعية ١ / ٣٦٧. وترجمته في طبقات السبكي ٤ / ١٤٦.

١٥٤

وأن ناره حق ، والبعث بعد الموت حق؟ قالوا : بلى نشهد. قال : اللهم اشهد.

ثم قال : أيها الناس ألا تسمعون : ألا فإن الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم ، ألا ومن كنت مولاه فعلي مولاه ، وأخذ بيد علي فعرفه حتى نظره القوم ، ثم قال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » (١).

وقد عرفت من كلام السمهودي ـ في رواية أبي موسى المديني ـ رواية العجلي لحديث الغدير ، في كتابه الموجز في فضائل الصحابة.

ترجمته

١ ـ الذهبي : « وفيها توفي العلامة أبو الفتح العجلي منتجب الدين ، أسعد ابن أبي الفضائل محمود بن خلف الاصبهاني ، الشافعي الواعظ ، شيخ الشافعية ، عاش خمسا وثمانين سنة ... » (٢).

٢ ـ اليافعي : « وفيها توفي الامام العلامة أبو الفتح العجلي ، كان من الفقهاء الفضلاء ، الموصوفين بالعلم والزهد ، مشهورا بالعبادة والنسك والقناعة ، لا يأكل إلاّ من كسب يده ... » (٣).

٣ ـ ابن قاضي شهبة : « ... كان فقيها مكثرا من الرواية ، زاهدا ورعا ... » (٤).

__________________

(١) الفصول المهمة في معرفة الأئمة : ٤١.

(٢) العبر ـ حوادث ٦٠٠.

(٣) مرآة الجنان ـ حوادث ٦٠٠.

(٤) طبقات الشافعية ١ / ٣٥٨.

١٥٥

(٩٣)

إثبات الفخر الرازي

إجماع الأمة على حديث الغدير ، كما ذكرنا سابقا أنه قال في ( الأربعين في أصول الدين ) : « وأما الشبهة الثانية عشر ، وهي التمسك بقوله عليه‌السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه. فجوابها من وجوه ، الأول : إنّه خبر واحد ، قوله : الأمة اتفقت على صحّته ، لأن منهم من تمسّك به في فضل علي ، ومنهم من تمسّك به في إمامته. قلنا : تدعى أن كل الأمة قبلوه قبول القطع أو قبول الظن ، الأول ممنوع وهو نفس المطلوب ، والثاني : مسلّم ولا ينفعكم في مطلوبكم » (١).

وتقدم أيضا : أنه اعترف في ( نهاية العقول ) بأن مخالفي الشيعة يروون حديث الغدير ، للاحتجاج به في فضل علي بن أبي طالب.

وذكر الرازي في ( تفسيره ) القول بنزول قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ. ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) الآية في غدير خم ، ناسبا إيّاه إلى ابن عباس والبراء بن عازب والامام محمد بن علي الباقر عليه‌السلام ، كما علمت وستعلم إن شاء الله تعالى.

ترجمته

قال اليافعي : « وفيها الامام الكبير ، العلامة النحرير ، الأصولي المتكلّم ، المناظر المفسّر ، صاحب التصانيف المشهورة في الآفاق ، الحظيّة في سوق الإفادة بالنفاق ، الامام فخر الدين الرازي ، أبو عبدالله محمد بن عمر بن حسين القرشي ، التيمي البكري ، الملقّب بالإمام عند علماء الأصول ، المقرّر لشبه مذاهب الفرق المخالفين ، والمبطل لها بإقامة البراهين ، الطبرستاني الأصل ،

__________________

(١) الأربعين في أصول الدين ٤٦٢.

١٥٦

الرازي المولد المعروف به ، الشافعي المذهب ، فريد عصره ونسيج دهره ، الذي قال فيه بعض العلماء : خصّه الله برأي هو للغيب طليعة ، فيرى الحق بعين دونها حدّ الطبيعة ، ... فاق أهل زمانه في الأصلين والمعقولات وعلم الأوائل ، صنّف التصانيف المفيدة في فنون عديدة ... وكل كتبه مفيدة ، وانتشرت تصانيفه في البلاد ، ورزق فيها سعادة عظيمة بين العباد ... » (١).

(٩٤)

رواية أبي السعادات ابن الأثير

رواه بقوله : « زيد بن أرقم ـ أو أبو سريحة ، شك شعبة ـ إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه الترمذي » (٢).

ترجمته

قال اليافعي : « وفيها العلامة مجد الدين ، أبو السعادات ، المبارك بن محمد ابن محمد المعروف بابن الأثير ، الشيباني الجزري ثم الموصلي الكاتب. قال أبو البركات ابن المستوفي في حقه : أشهر العلماء ذكرا ، وأكبر النبلاء قدرا ، واحد الأفاضل المشار إليهم ، وفرد الأماثل المعتمد في الأمور عليهم ... » (٣).

__________________

(١) مرآة الجنان ـ حوادث ٦٠٦.

(٢) جامع الأصول ٩ / ٤٦٨.

(٣) مرآة الجنان ـ حوادث ٦٠٦. وتوجد ترجمته في الكامل ١٢ / ١٢٠.

١٥٧

(٩٥)

رواية أبي الحسن ابن الأثير

رواه بقوله : « عامر بن ليلى بن ضمرة. أورده أبو العباس ابن عقدة روى عبدالله بن سنان ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري وعامر بن ليلى بن ضمرة قالا : لما صدر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجة الوداع ـ ولم يحج غيرها ـ أقبل حتى إذا كان بالجحفة ، وذلك يوم غدير خم من الجحفة ـ وله بها مسجد معروف ـ فقال : أيها الناس إنه قد نبأني اللّطيف الخبير ، أنه لم يعمّر نبي إلاّ نصف عمر الذين قبله ، وإنّي يوشك أن أدعى فأجيب ، ثم ذكر الحديث إلى أن قال : فأخذ بيد علي فرفعها وقال : من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وذكر الحديث ، قال أبو موسى : هذا حديث غريب جدا ، لا أعلم أني كتبته إلاّ من رواية ابن سعيد. أخرجه أبو موسى » (١).

وقال : « عبدالله بن ياميل. أورده ابن عقدة وحده. روى جعفر بن محمد عن أبيه وأيمن بن نائل ، عن عبدالله بن ياميل ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه أبو موسى » (٢).

وقال : « أبو سريحة الغفاري اسمه حذيفة بن أسيد بن خالد ... عن سلمة بن كهيل قال : سمعت أبا الطفيل يحدّث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم ـ شك شعبة ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه.

__________________

(١) أسد الغابة ٣ / ٩٢.

(٢) أسد الغابة ٣ / ٢٧٤.

١٥٨

أخرجه أبو عمر وأبو نعيم وأبو موسى » (١).

ترجمته

قال اليافعي : « الامام الحافظ ابن الأثير ، أبو الحسن علي بن محمد الجزري صاحب التاريخ ، ومعرفة الصحابة ، وغير ذلك ، كان صدرا معظما كثير الفضائل ، كان بيته مجمع الفضل لأهل الموصل ، وحافظا للتاريخ ، وخبيرا لأنساب العرب وأخبارهم وأيامهم ووقائعهم ... » (٢).

(٩٦)

رواية الضياء المقدسي

رواه في ( المختارة ) ، الكتاب الذي التزم فيه بالصحة ، قال السمهودي : « عن حذيفة بن أسيد الغفاري أو زيد بن أرقم قال : لما صدر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجة الوداع ، نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهنّ ، ثم بعث إليهن فقمّ ما تحتهنّ من الشوك ، وعمد إليهنّ فصلّى تحتهن ، ثم قام فقال : يا ايها الناس إنّي قد نبأني اللّطيف الخبير ، أنه لم يعمّر نبي إلاّ نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإني لأظنّ أن يوشك أن أدعى فأجيب ، وإني مسئول وإنكم مسئولون ، فما أنتم قائلون؟ قالوا : نشهد أنك قد بلّغت وجهدت ونصحت ، فجزاك الله خيرا ، فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأن محمّدا عبده ورسوله ، وأن جنّته حق وناره حق ، وأن الموت حق ، وأن البعث حق بعد

__________________

(١) المصدر نفسه ٥ / ٢٠٨.

(٢) مرآة الجنان ـ حوادث : ٦٣٠ وله ترجمة في : العبر ٥ / ١٢٠ وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٦٦ ووفيات الأعيان ٢ / ٢٧٨ وغيرها.

١٥٩

الموت ، وأنّ السّاعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور؟ قالوا : بلى نشهد بذلك. قال : اللهم اشهد.

ثم قال : يا أيها الناس إنّ الله مولا لي وأنا ولي المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني عليا ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم قال : يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض ، حوض أعرض مما بين بصرى إلى صنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلّوا ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبّأني اللّطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا عليّ الحوض.

أخرجه الطبراني في الكبير ، والضياء في المختارة من طريق سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل ، وهما من رجال الصحيح عنه بالشك في صحابيته » (١).

وفي ( الجامع الصغير ) للسيوطي : « من كنت مولاه فعلي مولاه. حم عن البراء ، حم عن بريدة ، ن والضياء عن زيد بن أرقم » (٢).

ترجمته

١ ـ الذهبي : « الضياء الامام العالم ، الحافظ الحجة ، محدث الشام شيخ السنّة ، ضياء الدين أبو عبدالله محمد بن عبد الواحد ... ولد سنة ٥٦٩ ... حصّل أصولا كثيرة ، ونسخ وصنّف وصحّح وليّن وجرح وعدّل ، وكان المرجوع إليه في هذا الشأن. قال تلميذه عمر بن الحاجب : شيخنا أبو عبدالله شيخ وقته ، ونسيج وحده ، علما وحفظا وثقة ودينا ، من العلماء الربانيين ، وهو أكثر من أن يدخل عليه مثل ، كان شديد التحرّي في الرواية ، مجتهدا في العبادة ، كثير الذكر ،

__________________

(١) جواهر العقدين ـ مخطوط.

(٢) الجامع الصغير ٢ / ١٨١.

١٦٠