نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٧

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٧

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٧

(٥)

رواية أبي زكريا الغبري

قال الحاكم : « وأما ما ذكر من اعتزال سعد بن أبي وقاص عن القتال فحدثناه أبو زكريا يحيى بن محمد الغبري ، ثنا إبراهيم بن أبي طالب ، ثنا علي بن المنذر ، ثنا ابن فضيل ، ثنا مسلم الملائي ، عن خيثمة بن عبد الرحمن ، قال : سمعت سعد بن مالك ـ وقال له رجل : إن عليا يقع فيك أنك تخلّفت عنه ـ فقال سعد : والله إنّه لرأي رأيته ، وأخطأ رأيي ، إن علي بن أبي طالب أعطي ثلاثا ، لئن أكون أعطيت إحداهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها. لقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم ـ بعد حمد الله والثناء عليه ـ : هل تعلمون أني أولى بالمؤمنين؟ قلنا : نعم ، قال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، وال من والاه وعاد من عاداه. وجئ به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر فقال : يا رسول الله إني أرمد ، فتفل في عينيه ودعا له ، فلم يرمد حتى قتل ، وفتح عليه خيبر. وأخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عمّه العباس وغيره من المسجد فقال له العباس : تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن عليّا؟ فقال : ما أنا أخرجتكم وأسكنته ، ولكن الله أخرجكم وأسكنه » (١).

ترجمته

١ ـ السمعاني : « أبو زكريا يحيى بن محمد ... الغبري البغياني ، مولى

__________________

(١) المستدرك ٣ / ١١٦ ـ ١١٧.

١٠١

أبي خرقاء السّلمي ، من أهل نيسابور ، كان أديبا فاضلا ، عارفا بالتفسير واللغة ، وكان أبو علي الحافظ يقول : الناس يتعجّبون من حفظنا لهذه الأسانيد ، وأبو زكريا الغبري حفظ من العلوم ما لو كلّفنا حفظ شيء منها لعجزنا عنه ، وما أعلم أني رأيت مثله ... توفي أبو زكريا في شوال سنة ٣٤٤ ، وهو ابن ست وسبعين سنة » (١).

٢ ـ الذهبي : « ... الحافظ الأديب المفسّر » (٢).

٣ ـ اليافعي : « وفيها الحافظ الأديب المفسّر أبو زكريا يحيى بن محمد الغبري النيسابوري » (٣).

(٥٦)

رواية دعلج السجزي

قال الحاكم بعد حديث ( من كنت وليّه فهذا وليّه ) :

« حدثناه أبوبكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي قالا : أنبأ محمد بن أيوب ، ثنا الأزرق بن علي ، ثنا حسّان بن إبراهيم الكرماني ، ثنا محمد بن سلمة ابن كهيل ، عن أبيه عن أبي الطفيل عامر بن واثلة : أنه سمع زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه يقول : نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت الشجرات ، ثم راح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشيّة فصلّى ، ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ، وذكّر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ، ثم قال : أيّها الناس إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتبعتموهما ، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ، ثم قال : أتعلمون أني أولى

__________________

(١) الأنساب ـ البغياني.

(٢) العبر ـ حوادث : ٣٤٤.

(٣) مرآة الجنان ـ حوادث : ٣٤٤.

١٠٢

بالمؤمنين من أنفسهم ، ثلاث مرات؟ قالوا : نعم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه » (١).

ترجمته

١ ـ الذهبي : « ... قال الحاكم : أخذ عن ابن خزيمة مصنّفاته ، وكان يفتي بمذهبه ، وقال الدار قطني : لم أر في مشايخنا أثبت من دعلج ... » (٢).

٢ ـ السيوطي : « دعلج بن أحمد بن دعلج ، الإمام الفقيه ، محدّث بغداد.

كان من أوعية العلم [ وبحور الرواية ] وشيخ أهل الحديث ، صنّف المسند الكبير ، ومات في جمادى الآخرة ٣٥١ ، وخلّف ثلاثمائة ألف دينار » (٣).

(٥٧)

رواية أبي بكر الشافعي البزاز

سيأتي نص روايته عن أصل كتابه ( الفوائد ).

وقال الحافظ ابن كثير : « وقال أبوبكر الشافعي : ثنا محمد بن سليمان بن الحارث ، ثنا عبيدالله بن موسى ، ثنا أبو إسرائيل الملاّئي عن الحكم عن أبي سليمان المؤذّن عن زيد بن أرقم : أن عليّا استنشد الناس : من سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقام ستة عشر رجلا فشهدوا بذلك وكنت فيهم » (٤).

__________________

(١) المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٢) العبر ـ حوادث : ٣٥١.

(٣) طبقات الحفاظ ٣٦٠.

(٤) تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٧.

١٠٣

ترجمته

ستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى. ونذكر هنا ترجمته عن الحافظ السيوطي حيث قال : « وأبوبكر الشافعي ، الإمام الحجّة المفيد محدّث العراق ، محمد بن عبدالله بن إبراهيم بن عبدويه البغدادي البزاز ، ولد سنة ٢٦٠ ... قال الخطيب : ثقة ثبت حسن التصنيف ، جمع أبوابا وشيوخا ، وأملى في حياة ابن صاعد. مات في ذي الحجة سنة ٣٥٤ » (١).

(٥٨)

رواية أبي حاتم ابن حبان البستي

لقد جاء في ( الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ) ما نصّه :

« ذكر دعاء المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بالولاية لمن والى عليا والمعاداة لمن عاداه.

أخبرنا عبدالله بن محمد الأزدي ، حدثنا إسحاق بن ابراهيم ، أخبرنا أبو نعيم ويحيى بن آدم قال : حدثنا فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل قال قال علي : أنشد الله كلّ امرئ سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : ألستم تعلمون أني أولى بالناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فخرجت وفي نفسي من ذلك شيء ، فلقيت زيد بن أرقم فذكرت ذلك له فقال : قد سمعناه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك له. قال أبو

__________________

(١) طبقات الحفاظ : ٣٦٠.

١٠٤

نعيم : فقلت لفطر : كم بين هذا القول وبين موته؟ قال : مائة يوم.

قال أبو حاتم : يريد به موت علي بن أبي طالب. رضي‌الله‌عنه » ٩ / ٤٢.

قال الحافظ محبّ الدين الطبري : « عن أبي الطفيل قال قال علي : أنشد الله كلّ امرئ سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خم لمّا قام ، فقام ناس فشهدوا أنهم سمعوه يقول : ألستم تعلمون أني أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : من كنت مولاه فإنّ هذا مولاه ، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فخرجت وفي نفسي من ريبة شيء ، فلقيت زيد بن أرقم ، فذكرت له ذلك فقال : قد سمعناه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول له ذلك قال أبو نعيم : قلت لفطر ـ يعني الذي روى عنه الحديث ـ : كم بين القول وموته؟ قال : مائة يوم. خرّجه أبو حاتم وقال : يريد موت علي بن أبي طالب. وخرجه أحمد » (١).

وقال العلامة البدخشاني : « وفي رواية أخرى عند ابن حبان والحاكم والحافظ أبي بشر إسماعيل بن عبدالله الاصبهاني المشهور بسمويه ، عن ابن عباس عن بريدة بلفظ : يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت مولاه فعلي مولاه » (٢).

ترجمته

قال الذهبي : « وفيها العلاّمة أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان ابن معاذ ، التميمي البستي الحافظ ، صاحب التصانيف ... وكان من أوعية العلم في الحديث والفقه واللغة والوعظ وغير ذلك ... » (٣).

__________________

(١) الرياض النضرة ٢ / ٢٢٣.

(٢) مفتاح النجا ـ مخطوط.

(٣) العبر حوادث سنة ٣٥٤ وتوجد ترجمته في : تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٢٠ وطبقات السبكي ٣ / ١٣١ والوافي بالوفيات ٢ / ٣١٧ وتاريخ ابن كثير ١١ / ٢٩٥ والنجوم الزاهرة ٣ / ٣٤٢ وشذرات الذهب ٣ / ١٦

١٠٥

(٥٩)

رواية الطبراني

قال المتقي : « من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، وأعن من أعانه. طب عن عمرو مرّة وزيد بن أرقم معا » (١).

وقال المتقي : « اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأعن أعانه. طب عن حبشي بن جنادة » (٢).

وقال : « عن عميرة بن سعد قال : شهدت عليّا على المنبر ناشد أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم يقول ما قال فيشهد. فقام اثنا عشر رجلا منهم : أبو هريرة وأبو هريرة وابو سعيد وأنس بن مالك ، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. طس » (٣).

ورواه الطبراني في ( المعجم الصغير ) أيضا حيث قال :

« حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عبدالله بن كيسان الثقفي المديني الأصبهاني سنة ٢٩٠ ، حدثنا إسماعيل بن عمرو ، حدثنا مسعر عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد قال : شهدت عليّا رضي‌الله‌عنه على المنبر يناشد أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم

__________________

(١) كنز العمال ١١ / ٦١٠ و « طب » رمز للطبراني في المعجم الكبير.

(٢) كنز العمال ١١ / ٦٠٩.

(٣) المصدر ١٣ / ١٥٧ و « طس » رمز للطبراني في المعجم الأوسط.

١٠٦

يقول ما قال فليشهد. فقام اثنا عشر رجلا منهم أبو هريرة وأبو سعيد وأنس بن مالك ، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : [ اللهم ] من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. لم يروه عن مسعر إلاّ إسماعيل » (١).

وقال : « حدثنا أحمد بن إسماعيل بن يوسف العابد الأصبهاني ، حدّث أحمد ابن الفرات الرازي ، حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بريدة بن الحصيب عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه. لم يروه عن سفيان بن عيينة إلاّ عبد الرزّاق ، تفرّد به أحمد بن الفرات » (٢).

وذكر الحافظ ابن كثير روايته لحديث الغدير في مواضع من تاريخه (٣).

ورواه الطبراني في ( المعجم الكبير ) بألفاظ وأسانيد عديدة ، نذكر هنا بعضها :

« حدثنا عبدالله بن محمد بن العباس الأصبهاني ، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ، ثنا عبد الرحمن بن مصعب ، ثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عن زيد ابن أرقم : أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : من كنت وليّه فعلي وليّه » (٤).

« حدثنا محمد بن عثمان المازني ، حدثنا كثير بن يحيى ، ثنا أبو عوانة وسعيد ابن عبد الكريم بن سليط الحنفي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عمرو ابن واثلة عن زيد بن أرقم قال : لمّا رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجة الوداع ، ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمّت ثم قام فقال : كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي تارك فيكم ثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل

__________________

(١) المعجم الصغير ١ / ٦٤ ـ ٦٥.

(٢) المعجم الصغير ١ / ٧١.

(٣) أنظر منها : ٧ / ٣٤٨ ، و٥ / ٢١٠.

(٤) المعجم الكبير ٥ / ١٨٥

١٠٧

بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، ثم قال : إن الله مولاي وأنا مولى كلّ مؤمن ، ثم أخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقلت لزيد : أنت سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلاّ قد رآه بعينيه وسمعه بأذنيه » (١).

« حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ، ثنا جعفر بن حميد ، وحدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا النضر بن سعيد أبو صهيب ، قالا : ثنا عبدالله بن بكير عن حكيم بن جبير عن أبي الطّفيل عن زيد بن أرقم قال : نزل النبي صلّى الله عليه وسلّم يوم الجحفة ، ثم أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إني لا أجد لنبي إلاّ نصف عمر الذي قبله ، وإني أوشك أن أدعى فأجيب ... ثم أخذ بيد علي رضي‌الله‌عنه فقال : من كنت أولى به من نفسه فعلي وليّه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » (٢).

« حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ، ثنا إسماعيل بن موسى السدي ، ثنا علي بن عابس عن الحسن بن عبيدالله عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » (٣).

« حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ، ثنا يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي عبدالله الشيباني ، قال : كنت جالسا في مجلس بني الأرقم ، فأقبل رجل من مراد يسير على دابّته ، حتى وقف على المجلس فسلّم فقال : أفي القوم زيد؟ قالوا : نعم هذا زيد ، فقال : أنشدك بالله الذي لا إله إلاّ هو يا زيد أسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي : من كنت

__________________

(١) المصدر نفسه ٥ / ١٨٥ ـ ١٨٦.

(٢) المعجم الكبير ٥ / ١٨٦ ـ ١٨٧.

(٣) المصدر نفسه ٥ / ١٩١.

١٠٨

مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال : نعم. فانصرف الرجل » (١).

ترجمته

قال اليافعي : « وفيها الحافظ مسند العصر : أبو القاسم سليمان بن أحمد ابن أيوب اللخمي الطبراني ، في ذي القعدة بإصبهان ، وله مائة سنة وعشرة أشهر ، كان ثقة صدوقا ، واسع الحفظ ، بصيرا بالعلل والرجال والأبواب ، كثير التصانيف ... » (٢).

(٦٠)

رواية القطيعي

قال الحاكم : « أخبرنا أبوبكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد من أصل كتابه ، ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن حمّاد ، ثنا أبو عوانة ، ثنا أبو بلج ، ثنا عمرو بن ميمون ، قال : اني لجالس عند ابن عباس ، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عباس إمّا أن تقوم معنا وإمّا أن تخلو بنا من بين هؤلاء. فقال ابن عباس : بل أنا أقوم معكم. قال ـ وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ـ قال : فانتدوا [ فابتدءوا ] فتحدّثوا فلا ندري ما قالوا. قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ، وقعوا في رجل له بضع عشر فضائل ليست لأحد غيره. وقعوا في رجل قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم : لأبعثّن رجلا لا يخزيه الله أبدا

__________________

(١) المصدر نفسه ٥ / ٢١٩ ـ ٢٢٠.

(٢) مرآة الجنان حوادث ٣٦٠ وتوجد ترجمته أيضا في : وفيات الأعيان ١ / ٢١٥ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٩١٢ وتاريخ ابن كثير ١١ / ٢٧٠ والمنتظم ٧ / ٥٤ وتاريخ أصبهان ٢ / ٣٣٥ والنجوم الزاهرة ٤ / ٥٩ وطبقات الحنابلة ٢ / ٤٩ وطبقات المفسرين ١ / ١٩٨

١٠٩

يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، فاستشرف لها مستشرف ، فقال : أين علي؟ فقالوا : إنّه في الرحى يطحن ، قال : وما كان أحد ليطحن!! قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر قال : فنفث في عينه ، ثم هزّ الرّاية ثلاثا فأعطاها إيّاه ، فجاء علي بصفيّة بنت حي.

قال ابن عباس : ثم بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلانا بسورة التوبة ، فبعث عليّا خلفه فأخذها منه ، وقال : لا يذهب بها إلاّ رجل هو مني وأنا منه.

فقال ابن عباس : وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم لبني عمّه أيّكم يواليني في الدّنيا والآخرة ـ قال وعلي جالس معهم ـ فقال رسول الله ـ وأقبل على رجل رجل منهم فقال ـ : أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا. فقال : لعلي : أنت وليّي في الدنيا والآخرة.

قال ابن عباس : وكان علي أوّل من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنها.

قال : وأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ).

قال ابن عباس : وشرى علي نفسه فلبس ثوب النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم نام مكانه.

قال ابن عباس : وكان من المشركون يرومون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجاء أبوبكر وعلي نائم قال وأبوبكر يحسب أنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : فقال : يا نبي الله فقال له علي : إن نبي الله صلّى الله عليه وسلّم قد انطلق نحو بير ميمون فأدركه ، قال : فانطلق أبوبكر فدخل معه الغار ، قال : وجعل علي رضي‌الله‌عنه يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يتضوّر ، وقد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ، ثم كشف عن رأسه

١١٠

فقالوا : إنك للئيم وكان صاحبك لا يتضوّر ونحن نرميه وأنت تتضور ، وقد استنكرنا ذلك.

فقال ابن عباس : وخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غزوة تبوك وخرج الناس معه. قال فقال له علي : أخرج معك؟ قال فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : لا ، فبكى علي. فقال له : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس بعدي نبي ، إنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي.

قال ابن عباس : وقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي ومؤمنة.

قال ابن عباس : وسدّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره.

قال ابن عباس : وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فان مولاه علي

قال ابن عباس : وقد أخبرنا الله عزّ وجلّ في القرآن أنّه رضي عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم ، فهل أخبرنا أنه سخط عليهم بعد ذلك؟!

قال ابن عباس : وقال نبي الله صلّى الله عليه وسلّم لعمر حين قال : ائذن لي فأضرب عنقه قال : وكنت فاعلا! وما يدريك لعلّ الله قد اطّلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم.

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة » (١).

ترجمته

١ ـ السمعاني : « المحدث المشهور ، أبوبكر أحمد بن جعفر بن حمدان ...

وكان مكثرا. يروي عنه : أبو عبدالله الحافظ ابن البيّع ، وأبو نعيم الحافظ

__________________

(١) المستدرك ٣ / ١٣٣.

١١١

الأصبهاني ، في جماعة كثيرة ، وآخرهم أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، ومات في ذي الحجة سنة ٣٦٨ » (١).

٢ ـ الذهبي : « ... مسند العراق ... وكان شيخا صالحا » (٢).

(٦١)

رواية ابن بطة

في ( بحار الأنوار ) نقلا عن المناقب لابن شهرآشوب : « فضائل أحمد ، وأحاديث أبي بكر بن مالك ، وإبانة ابن بطة ، وكشف الثعلبي ـ عن البراء قال : لمّا أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع ، كنا بغدير خم فنادى أن الصلاة جامعة ، وكسح للنبي صلّى الله عليه وسلّم تحت شجرتين ، فأخذ بيد علي فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال : أولست أولى من كلّ مؤمن بنفسه؟ قالوا : بلى. قال : هذا مولى من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال : فلقيه عمر بن الخطاب فقال له : هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة » (٣).

ترجمته

السمعاني : « أبو عبدالله عبيدالله بن محمد ... كان إماما فاضلا عالما بالحديث وفقهه ، أكثر من الحديث ، وسمع جماعة من أهل العراق ، وكان من فقهاء لحنابلة ، صنّف التصانيف الحسنة المفيدة » (٤).

__________________

(١) الأنساب ـ القطيعي.

(٢) العبر ـ حوادث : ٣٦٨.

(٣) بحار الأنوار للعلامة المجلسي ، والخبر في المناقب ٣ / ٢٥.

(٤) الأنساب ـ البّطي.

١١٢

(٦٢)

رواية الدار قطني

لقد جاء في كتاب ( العلل ) ما هذا نصّه :

« وسئل عن حديث عميرة بن سعد عن علي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

فقال : هو حديث يرويه طلحة بن مصرف وزبيد الأيامي عن عميرة بن سعد ، فرواه محمد بن طلحة بن مصرف وهاني بن أيّوب عن طلحة عن عميرة بن سعد. وكذلك قال ابن الأجلح عن أبيه عن طلحة. وقال أبوبكر بن عيّاش عن الأجلح عن طلحة عن عميرة بن مهاجر. وقال زبيد الأيامي عن عميرة بن فلان والصواب عميرة بن سعد. وروى هذا الحديث : الزبير بن عدي عن عمير بن سعيد عن علي ولعلّه أراد عميرة بن سعد أو غيره » ٢ /. ١٩

« وسئل عن حديث سعيد بن وهب عن علي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

فقال : حدّث به الأعمش وشعبة وإسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن علي. واختلف عن الأعمش فقال عبد الواحد بن زياد : عنه عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع. وقال عبد الرزاق : عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وعبد خير. وقال فضيل بن مرزوق : عن أبي إسحاق عن سعيد وعمر وذي مر. وقال يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق : عن أبي إسحاق عن سعيد ابن وهب وزيد بن يثيع وعمر وذي مر. وقال فطر : عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وعمرو ذي مر وزيد بن يثيع ، كقول يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق. وقال شريك : عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع. وقال عمران

١١٣

ابن أبان : عن شريك عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع وحده. وقال إسحاق بن محمد العزرمي : عن شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وزيد بن وهب. وهم ، وإنما أراد : زيد بن يثيع. وقال عمرو بن ثابت : عن أبي إسحاق عن سعيد ابن وهب زيد بن يثيع وهبيرة بن بريم وحبة العرني. وقال الجراح بن الضحاك : عن أبي إسحاق عن عبد خير وعمرو ذي مر وحبة العرني. وقال الأجلح : عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر وحده. وقال أبان بن تغلب : عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر ، وآخر لم يسمّه. وقال خالد بن عامر بن عداس : عن فطر عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عن علي ، ولم يتابع على الحارث.

وأشبهها بالصواب قول الأعمش وشعبة وإسرائيل وإسحاق بن أبي إسحاق ومن تابعهم. والله اعلم » ٣ / ٢٢٤ ـ ٢٢٦.

قال المتقي : « عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : خطب علي فقال : أنشد الله امرأ نشدة الإسلام سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم أخذ بيدي يقول : ألست أولى بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، إلاّ قام فشهد. فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا ، وكتم قوم فما فنوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا. قط في الأفراد » (١).

ترجمته

الذهبي : « الدار قطني : أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البغدادي ، الحافظ المشهور ، صاحب التّصانيف ، في ذي القعدة وله ثمانون سنة ، روى عن البغوي وطبقته. ذكره الحاكم فقال : صار أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع ، وإماما في القرّاء والنحاة ، صادفته فوق ما وصف لي ، وله مصنفات يطول ذكرها.

__________________

(١) كنز العمال ١٣ / ١٣١.

١١٤

وقال الخطيب : كان فريد عصره ، وقريع دهره ، ونسيج وحده ، وإمام وقته ، انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعلل ، وأسماء الرجال ، مع الصّدق وصحة الاعتقاد ، والاضطلاع من علوم سوى علم الحديث منها القراءات ... وقال القاضي أبو الطّيب الطبري : الدار قطني أمير المؤمنين في الحديث » (١).

(٦٣)

رواية المخلّص الذهبي

قال الحافظ محب الدين الطبري بعد رواية رباح والبراء « وعن زيد بن أرقم مثله. خرّجهما [ خرّجه ] أحمد في مسنده. وخرج الأول ابن السّمان ، وخرج أحمد في كتاب المناقب معناه عن عمر وزاد بعد قوله وعاد من عاداه وانصر من نصره : وأحب من أحبّه. قال شعبة أوقال : أبغض من أبغضه. وخرّج ابن السّمان عن عمر منه : من كنت مولاه فعلي مولاه. وخرّجه المخلّص الذهبي عن حبشي بن جنادة وقال بعد وانصر من نصره ، وأعن من أعانه. ولم يذكر ما بعده » (٢).

ترجمته

١ ـ السمعاني : « المخلّص ... اشتهر به : أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن. من أهل بغداد ، وكان ثقة صدوقا صالحا مكثرا من الحديث ... » (٣).

__________________

(١) العبر ـ حوادث : ٣٨٥ ، ومن مصادر ترجمة الدارقطني : تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤. تاريخ ابن كثير ١١ / ٣١٧ تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٩١ طبقات القراء ١ / ٥٥٨ المنتظم ٧ / ١٨٣ النجوم الزاهرة ٤ / ١٧١ طبقات السبكي ٣ / ٤٦٢ شذرات الذهب ٣ / ١١٦ وفيات الأعيان ١ / ٣٣١.

(٢) الرياض النضرة ٢ / ٢٢٣.

(٣) الأنساب ـ المخلّص.

١١٥

٢ ـ الذهبي : « ... مسند وقته ، سمع أبا القاسم البغوي وطبقته. وكان ثقة. توفي في رمضان وله ثمان وثمانون » (١).

(٦٤)

رواية الحاكم

رواه بأسانيده الصحيحة عن جماعة من الأصحاب ، فرواه بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة الأسلمي وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (٢).

وبإسناده عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله. ( قال ) : شاهده : حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما. ثم ذكر حديث سلمة بن كهيل الذي سبق في ذكر رواية دعلج (٣).

وبإسناد آخر عن حبيب عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم. وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (٤).

وقال الحاكم : « أخبرني الوليد وأبوبكر بن قريش ، ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبدة ، ثنا الحسن بن الحسين ، ثنا رفاعة بن أياس الضّبي عن أبيه عن جدّه قال : كنّا مع علي يوم الجمل ، فبعث إلى طلحة بن عبيدالله أن ألقني ، فأتاه طلحة ، فقال : نشدتك الله هل سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول :

__________________

(١) العبر ـ حوادث : ٣٩٣.

(٢) المستدرك ٣ / ١١٠.

(٣) المصدر نفسه ٣ / ١٠٩.

(٤) المستدرك ٣ / ١٠٩.

١١٦

من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال : نعم قال فلم تقاتلني؟ قال : لم أذكر ، قال : فانصرف طلحة » (١).

ترجمته

قال اليافعي : « وفيها ـ الإمام الكبير الحافظ الشهير أبو عبدالله محمد بن عبدالله ، المعروف بالحاكم ابن البيّع النيسابوري ، إمام أهل الحديث في وقته ، كتب عن نحو ألفي شيخ ، وبرع في معرفة الحديث وفنونه ، وصنّف التصانيف ... » (٢).

(٦٥)

رواية الخركوشي

قال الحافظ ابن شهر آشوب في كتاب ( المناقب ) في ذكر حديث الغدير كما في ( بحار الأنوار ) : « الخركوشي في شرف المصطفى عن البراء بن عازب في خبر : فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فلقيه عمر بعد ذلك فقال : هنيئا لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة » (٣).

__________________

(١) المصدر نفسه ٣ / ٣٧١.

(٢) مرآة الجنان ـ حوادث ٤٠٥ ، وتوجد ترجمته في : تاريخ بغداد ٥ / ٤٧٣ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٣٩ وتاريخ ابن كثير ٧ / ٢٧٤ ووفيات الأعيان ١ / ٤٨٤ وغيرها.

(٣) بحار الأنوار ، والخبر في المناقب ٣ / ٣٥.

١١٧

ترجمته

قال الذهبي : « عبد الملك بن أبي عثمان أبو سعد النيسابوري ، الواعظ القدوة المعروف بالخركوشي ، صنّف كتاب الزهد وكتاب دلائل النبوة وغير ذلك ، قال الحاكم : لم أر أجمع منه علما وزهدا وتواضعا وإرشادا إلى الله ، زاده الله توفيقا وأسعدنا بأيّامه .... » (١).

(٦٦)

رواية أبي بكر الشيرازي

رواه في كتاب ( الألقاب ) كما سيأتي في قسم دلالة حديث الغدير.

(٦٧)

رواية ابن مردويه

قال الميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني : « أخرج ابن مردويه عن ابن عباس مرفوعا : اللهمّ من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، واخذل من خذله وأبغض من أبغضه » (٢).

__________________

(١) العبر حوادث ٤٠٧.

(٢) مفتاح النجا ـ مخطوط.

١١٨

ترجمته

قال السيوطي : « ابن مردويه الحافظ الكبير العلاّمة أبوبكر أحمد بن موسى ابن مردويه الاصبهاني ، صاحب التفسير والتاريخ والمستخرج على البخاري ، سمع أبا سهل بن زياد القطان وخلقا. وكان قيّما [ فهما ] بهذا الشأن ، بصيرا بالرجال ، طويل الباع ، مليح التصانيف ، ولد سنة ٣٢٣ ، ومات لست بقين من رمضان سنة ٤١٠ » (١).

(٦٨)

رواية مسكويه

رواه في كتابه ( نديم الفريد ) الذي ذكره الكاتب الجلبي (٢).

إذ جاء فيه ما كتبه المأمون بجواب بني هاشم « فلم يقم مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحد من المهاجرين كقيام علي بن أبي طالب ، فإنه آزره ووقاه بنفسه ونام في مضجعه ، ثم لم يزل بعد متمسّكا بأطراف الثغور ، ينازل الأبطال ولا ينكل عن قرن ، ولا يولّي عن جيش ، منيع القلب ، يؤمر على الجميع ولا يؤمر عليه أحد ، أشد الناس ووطأة على المشركين ، وأعظمهم جهادا في الله ، وأفقههم في دين الله ، وأقرأهم لكتاب الله وأعرفهم بالحلال والحرام ، وهو صاحب الولاية في حديث غدير خم ، وصاحب قوله صلّى الله عليه وسلّم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ... ».

__________________

(١) طبقات الحفاظ ٤١٢ وتوجد ترجمته في : تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٥٠ والنجوم الزاهرة ٤ / ٢٥٤ وتاريخ أصبهان ١ / ١٦٨ وطبقات الداودي ١ / ٩٣ وشذرات الذهب ٣ / ١٩٠ ...

(٢) كشف الظنون ٢ / ١٩٣٧.

١١٩

ترجمته

وقد ترجم لابي علي أحمد بن محمد بن يعقوب الملقب بمسكويه ، المتوفى سنة ٤٢١ ، أثنى عليه جماعة من الأعلام ، منهم :

١ ـ أبو حيان التوحيدي في الإمتاع ١ / ٣٥.

٢ ـ ياقوت الحموي في معجم الأدباء ٥ /٥ ـ ١٩.

٣ ـ ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات ٢ / ٢٦٩.

(٦٩)

رواية الثعلبي

رواه في تفسيره حيث قال : « أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري أنا أبوبكر محمد بن عبدالله بن محمد ، حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبدالله الكجي ، نا حجاج بن منهال ، نا حماد عن علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء ، قال : لمّا نزلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع كنّا بغدير خم ، فنادى أن الصلاة جامعة ، وكسح للنبي تحت شجرتين ، فأخذ بيد علي فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى. قال : هذا مولى من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال فلقيه عمر فقال : هنيئا لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة » (١).

__________________

(١) الكشف والبيان في تفسير القرآن ـ مخطوط.

١٢٠