تراثنا ـ العددان [ 103 و 104 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 103 و 104 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣٥٠

فيجب»(١).

النموذج الثاني : في النية : قال المصنّف :

«... والإخلاص هو نية التقرّب ، ومحلّها القلب ، ولا اعتبار فيها باللسان ، ولا يحتاج إلى تكلّفها لفظاً أصلاً ، كذا ذكره الشّيخ في المبسوط والخلاف ، وقال بعض الشافعية : يستحبّ أن يضاف اللفظ ، وقال آخرون منهم : يجب. وقول الشّيخ حسن ، لأنّ الأفعال يفتقر في وقوعها على وجوهها إلى الإرادة وهي من فعل القلوب ولا أثر للفظ في اختصاص الفعل بوجه دون وجه ، فيسقط اعتباره عملاً بالأصل ، وهل هي جزء من الصّلاة أو شرط في صحّتها؟ الأقرب أنّها شرط ، لأنّ الشرط هو ما يقف عليه تأثير المؤثّرأو ما يقف عليه صحّة الفعل ، ولأنّ أوّل الصّلاة التكبير والنية مقارنة أوسابقة فلا يكون جزء.

ويشترط في نية الصّلاة الفريضة ، وكونها فرضاً أداءً ، كذا قال الشّيخ رحمه‌الله ، وقال ابن أبي هريرة : يكفي نية الظهر لأنّ الظهر لا يكون إلاّ فرضاً ، وقال المروزي : ينوي ظهراً فريضة ...»(٢).

الاستنتاج :

١ ـ اتّفق المصنِّف مع ما قاله أبو حنيفة وأحمد في موضوع كون ما بين المشرق والمغرب قبلة ، فهو بعد أن يذكر ما يراه صحيحاً بشأن فاقد العلم باتّجاه القبلة ـ وهو الاجتهاد في طلب جهة القبلة ـ يعود ويذكر رأي أبي حنيفة وأحمد ويؤيِّده ، وهذا في غاية الموضوعية والإنصاف ، فالمصنِّف لم يرفض الرأي الصادر عن أبي حنيفة ـ مع أنّه يأخذ بالقياس ـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) المعتبر ٢ / ٧٠.

(٢) المعتبر ٢ / ١٤٩.

٢٢١

لكنّه أخذ ما قاله في الموضوع فأقرّه على ذلك مؤيّداً برواية معاوية بن عمّار عن الإمام الصادق عليه‌السلام ومؤكّداً على أنّ (ما بين المشرق والمغرب قبلة).

٢ ـ صحّح المصنّف رأي أبي حنيفة وأحمد بن حنبل بأنّ ما بين المشرق والمغرب قبلة بتقدير أو بشرط أن تخفى عليه الجهات ، لأنّ الاستقبال بالصّلاة واجب ما أمكن ، ولا يحصل الاستقبال إلاّ بتحديد ما بين المشرق والمغرب.

٣ ـ وفي موضوع النية يذكر تعريفها وشروطها وما يؤيّده من أقوال فقهاءالإمامية ، ثمّ يذكر أقوال أئمّة المذاهب ، ثمّ يتوصّل إلى ثمرة بحثه وهي أنّ النية من أفعال القلوب ولا أثر للفظ في اختصاص الفعل ، فلا يحتاج في أدائها إلى اللسان.

٤ ـ إنّ إنصاف المحقِّق الحلِّي في نقل عبارات فقهاء المذاهب والإقرار بصحّتها إذا كانت صحيحة يعبّر عن مصداقية فقهائنا الأعلام وتوخّيهم الدليل العلمي.

وللموضوع صلة ...

٢٢٢

مدرسة الحلّة وتراجم علمائها

من النشوء إلى القمّة

(٥٠٠ ـ ٩٥٠ هـ)

(٧)

السـيّد حيدر وتوت الحسيني

لقد تعرضنا في الأعداد السابقة إلى تأريخ تأسيس مدينة الحلّة ، والنهضة العلمية والأسر والبيوت العلمية فيها ، وتأثّر مدرسة الحلّة بالمدارس في المدن الإسلامية الأخرى ، وتطرقنا إلى العلوم الإسلامية التي كانت محل اهتمام مدرسة الحلّة ، واستعرضنا الحركة العلمية وعلماء الحلّة منذ تأسيس المدينة في القرن السادس الهجري ، ونستأنف البحث هنا في مدرسة الحلّة في القرن السابع الهجري ...

١٢٦ ـ الشيخ محفوظ بن وشاح الحلّي :

هو الفقيه العلاّمة الفاضل والنحوي الأديب الشاعر الشيخ أبو محمّـد شمس الملّة والدين محفوظ بن وشاح بن محمّد الحلّي من كبار تلامذة المحقّق جعفر بن الحسن الحلّي قدس‌سره ، ذكره صاحب أمل الآمل(١) مبيّناً بعض أحواله قائلاً :

«الشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح بن محمّـد ، كان عالماً فاضلاً

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أمل الآمل ٢/٢٢٩.

٢٢٣

أديباً شاعراً جليلاً من أعيان العلماء في عصره ، ولمّا توفّي رثاه الحسن بن علي بن داود بقصيدة تقدّم منها أبيات في ترجمته ، وجرى بينه وبين المحقّق نجم الدين جعفر بن سعيد مكاتبات ومراسلات من النظم والنثر ذكرجملة منها الشيخ حسن في إجازته ، فقال عند ذكره : وكان هذا الشيخ من أعيان علمائنا في عصره. ورأيت بخطّ الشهيد الأوّل في بعض مجاميعه حكاية أمور تتعلّق بهذا الشيخ وفيها تنبيه على ما قلناه ، فمنها أنّه كتب إلى الشيخ المحقّق نجم الدين ابن سعيد أبياتاً من جملتها :

أغيب عنك وأشواقي تجاذبني

إلى لقائك جذب المغرم العاني

إلى لقاء حبيب شبه بدر دجىً

وقد رماه بإعراض وهجران

ومنها :

قلبي وشخصك مقرونان في قرن

عند انتباهي وبعد النوم يغشاني

حللت فيّ محلّ الروح في جسدي

فأنت ذكرى في سرّي وإعلاني

لولا المخافة من كره ومن ملل

لطال نحوك تردادي وإتياني

يا جعفر بن سعيد يا إمام هدىً

يا واحد الدهر يامن ماله ثان

إنّي بحبِّك مغرىً غير مكترث

بمن يلوم وفي حُبَّيك يلحاني

فأنت سيِّد أهل الفضل كلّهم

لم يختلف أبداً في فضلك اثنان

٢٢٤

ومنها أيضاً :

في قلبك العلم مخزون بأجمعه

تهدي به من ضلال كلَّ حيران

وفوك فيه لسان حشوه حكم

تروي به من زلال كلَّ ظمآن

وفخرك الراسخ الراسي وزنت به

رضوى فزاد على رضوى وثهلان

وحسن أخلاقك اللاتي فضلت بها

كلّ البرية من قاص ومن داني

تغني عن المأثرات الباقيات ومن

يحصي جواهر أجبال وكثبان ن

يامن علا درج العلياء مرتقباً

أنت الكبير العظيم القدر والشّان

فأجابه المحقّق بهذه الأبيات :

لقد وافت قصائدك العوالي

تهزّ معاطف اللفظ الرشيق

فضضت ختامهنّ فخلت أنّي

فضضت بهنّ عن مسك عبيق

وجال الطرف منها في رياض

كسين بناضر الزهر الأنيق

فكم أبصرت من لفظ بديع

يدلّ به على المعنى الدقيق

وكم شاهدت من علم خفيٍّ

يقرّب مطلب الفضل السحيق

شربت بها كؤوساً من معان

غنيت بشربهنَّ عن الرحيق

ولكنّي حملت بها حقوقاً

أخاف لثقلهنَّ عن العقوق

فسر يا أبا الفضائل بي رويداً

فلست أطيق كفران الحقوق

٢٢٥

وحمل ما أطيق به نهوضاً

فإنّ الرفق أنسب بالصديق

فقد صيّرتني لعلاك رقّاً

ببرِّك بل أرقّ من الرقيق

وكتب بعدها نثراً من جملته :

ولست أدري كيف سوَّغ لنفسه الكريمة مع حنوِّه على إخوانه وشفقه على أوليائه وخلاّنه إثقال كاهلي بما لاتطيق الرجال حمله بل تضعف الجبال أن تقلّه ، حتّى صيّرني بالعجز عن مجاراته أسيراً وأوقفني في ميدان محاورته حسيراً ، فما أُقابل ذلك البرّ الوافر ولاأُجازي ذلك الفضل الغامر ، وإنّي لأظنّ كرم عنصره وشرف جوهره بعثه على إفاضة فضله وإن أصاب به غير أهله ، أو كأنّه مع هذه السجية الغرّاء والطوية الزهراء استملى بصحيح فكرتهوسليم فطرته الولاء من صفحات وجهي وفلتات لساني ، وقرأ المحبّة من لحظات طرفي ولمحات شأني ، فلم ترض همّته العليّة من ذلك الإيمان بدون البيان ولم يقنع لنفسه الزكية عن ذلك الخبر إلاّ بالعيان ، فحرّك ذلك منه بحراً لايسمح إلاّ بالدرر وحجزاً لايرشح بغير الفقر ، وأنا استمدّ من إنعامه الاقتصار على ما تطوَّع به من البرّ حتّى أقوم بما وجب عليّ من الشكر إن شاء الله ...».

وذكره صاحب روضات الجنّات(١) قائلاً :

«الشيخ شمس الملّة والحقّ والدين محفوظ بن وشاح بن محمّـد الحلّي ، من أجلاّء تلامذة مولانا المحقّق المرحوم ، أشير إلى شيء من منقبته في ذيل ترجمة المحقّق قدس‌سره في باب الجيم ، وقد ذكره صاحب أمل الآمل مع كمال التمجيد ونهاية التعظيم فقال ...».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) روضات الجنّات ٦/١٠٥.

٢٢٦

وفي تكملة أمل الآمل(١) قال السيّد حسن الصدر :

«الشيخ شمس الدين أبو محمّـد محفوظ بن وشاح بن محمّـد الهرملي العاملي ، ذكره الشيخ المحقّق صاحب المعالم في إجازته الكبيرة قال : كان هذا الشيخ من أعيان علماء عصره ، ورأيت بخطِّ شيخنا الشهيد الأوّل في بعض مجاميعه حكاية تتعلّق بهذا الشيخ ، منها أنّه كتب إلى الشيخ المحقّق نجم الدين السعيد أبياتاً من جملتها ...».

قال السيّد حسن الصدر معقّباً :

«واعلم أنّ هذا الشيخ أبو طائفة كبيرة بالهرمل يعرفون بآل محفوظ وبنيوشاح خرج منها علماء أجلاّء رؤساء نبلاء ، وهو غير محفوظ بن عزيزة بن وشاح السوراني والد الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح السوراني والد الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة الحلّي أُستاذ المحقّق نجم الدين في علم الكلام الذي قرأ عليه كتابه المنهاج في علم الكلام ، فلا تتوهّم الاتحاد ...».

وذكره السيّد أبو القاسم الخوئي في رجال الحديث(٢) ذاكراً قول صاحب أمل الآمل فيه.

أقول :

يتبيّن لنا عظمة ومنزلة المترجم له الشيخ محفوظ بن وشاح رضوان الله عليه من كلمات الثناء البالغ والمديح الوافر العطر الذي وصفه بها أُستاذه وصديقه الإمام أبو القاسم جعفر بن سعيد المحقّق الحلّي والتي لايمكن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) تكملة أمل الآمل ١/٣٢٩.

(٢) معجم رجال الحديث ١٤

٢٢٧

تجاهل أثرها لمن يعرف منزلة ومكانة المحقّق الحلّي العلمية وما كان عليه من التدقيق والتحقيق في العلم والعمل ، إضافة إلى ذلك رثاء عدد من أعلام العلماء للشيخ محفوظ بن وشاح الحلّي ، كالشيخ ابن داود الحلّي وقد مرّت مرثيّة عند ترجمته فراجع ، ومنها مرثية الشيخ مهذّب الدين محمود بن يحيى الشيباني الحلّي والتي مطلعها :

عزَّ العزاء فلات حين عزاء

من بعد فرقة سيِّد الشعراء

العالم الحبر الإمام المرتضى

علم الشريعة قدوة العلماء

وسنذكر بعض أبياتها عند ترجمة الشيخ مهذّب الدين الشيباني

وممّن رثاه أيضاً السيّد صفيّ الدين محمّـد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي البغدادي الفقيه الصالح قائلاً :

مصاب أصاب القلب منه وجيبُ

وصابت لجفن العين فيه غروب

يعزّ علينا فقد مولىً لفقده

غدت زهرة الأيّام وهي شحوب

وطاب له في الناس ذكر ومحتد

كما طاب منه مشهد ومغيب

ألاليت شمس الدين بالشمس يَقتدي

فيصبح فينا طالعاً ويغيب

فمن ذا يحلّ المشكلات ومن إذا

رمى غرض المعنى الدقيق تصيب

ومن يكشف الغمّاء عنّا ومن له

نوال إذا ضنّ الغمام يصوب

٢٢٨

فلا قام جنح الليل بعدك خاشع

ولاصام في حرِّ الهجير منيب

ولو سال فوق الطرس من كفِّ كاتب

يراع عن السمر الطوال ينوب

وبعدك لاسحّ الغمام ولاشدى

الحمام ولاهبّت صبا وجنوب

ولادته ووفاته :

توفّي قدس‌سره عام ٦٩٠ هـ. كما عليه أكثر أرباب المعاجم ، أمّا سنة ولادته فلم أتوصّل إلى معرفتها ، رضوان الله تعالى عليه.

١٢٧ ـ الشيخ شمس الدين محمّـد السيبي :

هو الفقيه الفاضل العلاّمة الشيخ شمس الدين محمّـد بن أحمد بن صالح السيبي القُسِّيني ، والسيب إحدى قرى الحلّة وأعمالها ، وإليها ينسب صاحب الترجمة. ذكره صاحب أمل الآمل(١) قائلاً :

«الشيخ شمس الدين محمّـد بن أحمد بن صالح السيبي القُسِّيني تلميذفخار بن معد ، فاضل ، جليل ، يروي عن أبيه وعن فخار وغيرهما ...».

وذكره صاحب مستدرك الوسائل(٢) قائلاً :

«فقيه ، فاضل ، يروي عن جماعة كثيرة ، كالسيّد فخار بن معد ،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أمل الآمل ٢/٢٤١ رقم ٧١٠.

(٢) مستدرك الوسائل ٣/٤٤٣.

٢٢٩

ونجيب الدين محمّـد بن نما ...».

وفي لؤلؤة البحرين(١) وصفه الشيخ يوسف البحراني بالشيخ الصالح شمس الدين محمّـد بن أحمد بن صالح السيبي القُسِّيني ثمَّ قال : «وكان هذا الشيخ كما قال في كتاب أمل الآمل : فاضلاً عالماً جليلاً يروي عن أبيه وعن السيّد فخار وغيرهما ...».

شيوخه :

١ ـ السيّد شمس الدين فخار بن معد الموسوي.

٢ ـ السيّد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس.

٣ ـ السيّد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس.

٤ ـ السيّد رضي الدين محمّـد بن محمّـد ابن الداعي الحسيني الأفطسي الآوي النقيب.

٥ ـ الشيخ الإمام نجم الدين جعفر بن الحسن بن سعيد (المحقّق الحلّي).

٦ ـ الشيخ الفقيه نجيب الدين محمّـد بن جعفر بن نما الحلّي.

٧ ـ الشيخ الفقيه شمس الدين علي بن ثابت بن عصيدة السوراوي.

٨ ـ والده الشيخ العالم أحمد بن صالح السيبي القُسِّيني.

٩ ـ الشيخ محمّـد بن أبي البركات اليماني الصنعاني.

تلامذته :

من أشهرهم :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) لؤلؤة البحرين : ٣٠٢.

٢٣٠

١ ـ العالم الفقيه الزاهد كمال الدين علي ابن الشيخ شرف الدين الحسين بن حماد بن أبي الخير الليثي الواسطي الحلّي.

٢ ـ الشيخ الفقيه نجم الدين طومان بن أحمد العاملي.

٣ ـ الشيخ الفقيه رضي الدين علي بن أحمد بن يحيى المزيدي.

وغيرهم.

أقول :

رغم شهرة هذا العالم والفقيه الصالح العابد ورغم كثرة مشايخه الأعلاموتلامذته الأفاضل الكرام إلاّ أنّه لم يؤثر عنه أي مؤلّف أو مصنّف ، ولم يتعرّض أحد ممّن كتب عنه إلى ترجمته ترجمة مفصّلة ، حتّى أنّ ولادته لم يذكرها أحد ، ووفاته قيل(١) : إنّها عام ٦٣٤ هـ ، والله سبحانه العالم.

١٢٨ ـ الشيخ محمّـد بن إسماعيل الهرقلي :

هو العلاّمة الفاضل الشيخ محمّـد بن إسماعيل بن الحسن بن أبي الحسين بن علي الهرقلي الحلّي من تلامذة العلاّمة الحلّي قدس‌سره. ذكره صاحب أمل الآمل(٢) قائلاً :

«الشيخ محمّـد بن إسماعيل بن الحسن بن أبي الحسين بن علي الهرقلي ، كان فاضلاً عالماً ، من تلامذة العلاّمة ، رأيت المختلف بخطّه ، ويظهرمنه أنّه كتبه في زمان مؤلّفه وأنّه قرأ عليه أو على ولده».

وجاء في الكنى والألقاب(٣) ضمن ترجمة والده إسماعيل بن الحسن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) لؤلؤة البحرين : ٢٠٦ ، الهامش بقلم السيّد محمّـد صادق بحر العلوم.

(٢) أمل الآمل ٢/٢٤٥.

(٣) الكنى والألقاب ٣/٢٥٠.

٢٣١

الهرقلي :

«... وله ولد فاضل عالم اسمه محمّـد بن إسماعيل كان من تلامذة آية الله العلاّمة الحلّي ، قال شيخنا المتبحّر الحرّ العاملي في الأمل ...».

أقول :

والد هذا هو من خرجت على فخذه الأيسر توثة ـ وكان معاصراً للسيّدرضي الدين بن طاووس ـ وقد عجز الأطبّاء عن علاجها لوجود خطر الموت عليه عند قطعها ، فتوجّه إلى سامرّاء للزيارة والدعاء ، واستغاث بالحجّة عليه‌السلام فتشرّف بلقائه وببركة الإمام عليه‌السلام ، ومدّ يده الشريفة على تلك التوثةوعصرها فبرئت بإذن الله تعالى ، والقصّة معروفة.

١٢٩ ـ السيّد مجد الدين محمّـد بن طاووس :

هو السيّد الجليل العلاّمة نقيب العلويّين مجد الدين محمّـد ابن عزّ الدين الحسن ابن سعد الدين موسى بن جعفر بن طاووس. قال عنه ابن عِنَبة في عمدة الطالب(١) :

«وأمّا عزّ الدين الحسن فأعقب مجد الدين محمّـد السيّد الجليل ، خرج إلى السلطان هلاكوخان وصنَّف له كتاب البشارة ، وسلَّم الحلّة والنيل والمشهدين الشريفين من القتل والنهب ، وردَّ إليه حكم النقابة بالبلاد الفراتية ، فحكم في ذلك قليلاً ثمّ مات دارجاً».

وفي موارد الاتحاف(٢) قال السيّد عبدالرزّاق كمّونة بعد ذكر نسب المترجم له :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) عمدة الطالب : ١٩٠.

(٢) موارد الاتحاف ١/١٩٠.

٢٣٢

«.. السيّد الجليل العالم الفاضل الزاهد ، ولي نقابة الطالبية بالبلاد الفراتية ، توفّي سنة ٦٥٦ هـ. قال عبدالرزّاق ابن الفوطي : في سنة ستّ وخمسين وستّمائة سيَّر السلطان هولاكوخان من بلاده نحو بغداد ، وأمّا أهل الحلّة والكوفة فإنّهم انتزحوا إلى البطائح بأولادهم وما قدروا عليه من أموالهم ، وحضر أكابر من العلويّين والفقهاء مع مجد الدين ابن طاووس العلوي إلى حضرة السلطان وسألوه حقن دمائهم ، فأجاب سؤالهم وعيَّن لهم شحنة ، فعادوا إلى بلادهم وأرسلوا إلى من في البطائح من الناس يعرفونهم ذلك ، فحضروا بأهلهم وأموالهم وجمعوا مالاً عظيماً وحملوه إلى السلطان ، فتصدّق عليهم بنفوسهم ، وتوفّي في هذه السنة ، وهي سنة ستّ وخمسين وستّمائة

قال السيّد عبدالرزاق كمّونة معقّباً :

قلت : إنّ السيّد مجد الدين محمّـد من السادة الأجلاّء المعروفين بـآل طاووس ، وهم سادات معظّمون وقد حازوا كلّ فضيلة ، فيهم العلماء والفقهاء ، ومنهم من نال نقابة الأشراف ...». رضوان الله عليه.

١٣٠ ـ الشيخ شمس الدين محمّـد بن نما (ابن الأبريسمي) :

هو العلاّمة الفقيه الفاضل شيخ الطائفة في عصره شمس الدين محمّـد ابن نجم الدين جعفر ابن نجيب الدين محمّـد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما الحلّي المعروف بـابن الأبريسمي. ذكره البحراني في لؤلؤة البحرين(١) عند تعداد مشايخ الشيخ رضي الدين علي بن أحمد المزيدي قائلاً :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) لؤلؤة البحرين : ٢٨٧.

٢٣٣

«... والشيخ الإمام شمس الدين محمّـد بن جعفر بن نما الحلّي المعروف بالأبريسمي ...».

وذكره الخونساري في روضات الجنّات(١) في ذيل ترجمة والده نجم الدين جعفر واصفاً المترجم له :

«... الشيخ الإمام الأعلم شيخ الطائفة وملاذها شمس الدين محمّـد ابن جعفر المعروف بابن الأبريسمي ...».

وقال السيّد محمّـد صادق بحر العلوم في تعليقته على لؤلؤة البحرين(٢) :

«... ومنهم شمس الدين محمّـد بن جعفر ابن نجيب الدين محمّـد ابن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما المعروف بابن الأبريسمي كما ذكره الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين عبدالصمد الحارثي والد البهائي ، فقدوصفه بالإمام الأعلم شيخ الطائفة وملاذها ، يروي عنه رضي الدين علي ابن أحمد المزيدي وله كتاب منهج الشيعة في فضائل وصيّ خاتم الشريعة. ومنهم ولده جعفر ابن شمس الدين المذكور ...». رضوان الله عليه.

١٣١ ـ الشيخ محمّـد بن جعفر بن نما :

هو شيخ الفقهاء ورئيس العلماء زعيم الطائفة في وقته أبو إبراهيم نجيب الدين محمّـد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(٣) قائلاً :

«الشيخ نجيب الدين أبو إبراهيم محمّـد بن نما الحلّي ، كان من

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) روضات الجنّات ٢/١٧٩.

(٢) لؤلؤة البحرين : ٢٧٦.

(٣) أمل الآمل ٢/٣١٠.

٢٣٤

فضلاء وقته وعلماء عصره ، له كتب ، يروي عن ابن إدريس ، ويروي المحقّق جعفر بن الحسن الحلّي عنه».

وفي لؤلؤة البحرين(١) قال البحراني :

«وكان هذا الشيخ رئيس الطائفة في زمانه محقّقاً مدقّقاً. قال شيخنا الشهيدالثاني رحمه‌الله في إجازته المتقدّم ذكرها مراراً : وعن الجماعة كلّهم ـ رضوان الله عليهم ـ نروي جميع مصنّفات ومرويّات الشيخ العلاّمة قدوة المذهب نجيب الدين أبي إبراهيم محمّـد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نماالحلّي ... إلى قوله : قال الشهيد الأوّل في إجازته : ومرويّات الشيخ الإمام العلاّمة قدوة المذهب نجيب الدين أبي إبراهيم محمّـد بن جعفر بن محمّـد بن نما الحلّي الربعي ...».

وقال الشيخ عبّاس القمّي في سفينة البحار(٢) :

«هو شيخ الفقهاء في عصره نجيب الدين أبو إبراهيم محمّـد بن جعفربن أبي البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الحلّي أحد مشايخ المحقّق الحلّي والشيخ سديد الدين والد العلاّمة والسيّد أحمد ورضي الدين ابني طاووس قال المحقّق الكركي في وصف المحقّق الحلّي رحمه‌الله : وَاَعلم مشايخه بفقه أهل البيت الشيخ الفقيه السعيد الأوحد محمّـد بن نما الحلّي ... إلى قوله : يروي عن محمّـد بن المشهدي ، وعن والده جعفر بن نما عن ابن إدريس ، وعن أبيه هبة الله بن نما ، وغير ذلك ، توفّي بالنجف الأشرف سنة (٦٤٥ هـ».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) لؤلؤة البحرين : ٢٧٢.

(٢) سفينة البحار ٨/٣٣٧.

٢٣٥

شيوخه :

١ ـ الشيخ الفقيه محمّـد بن إدريس الحلّي صاحب كتاب السرائر.

٢ ـ والده الشيخ الفقيه جعفر بن هبة الله بن نما.

٣ ـ الشيخ الجليل محمّـد بن جعفر بن علي المشهدي الحائري.

٤ ـ الشيخ برهان الدين محمّـد بن محمّـد القزويني.

تلامذته :

من أشهرهم :

١ ـ الشيخ الإمام أبو القاسم جعفر بن الحسن المحقّق الحلّي.

٢ ـ والده الشيخ نجم الدين جعفر بن محمّـد بن نما.

٣ ـ الشيخ الفاضل العالم شمس الدين محمّـد بن أحمد بن صالح السيبي القُسِّيني.

٤ ـ ولده الشيخ العالم أحمد بن محمّـد بن جعفر بن نما.

٥ ـ الشيخ الفقيه سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّر والد العلاّمة الحلّي.

٦ ـ السيّد الفقيه جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس.

أقول :

وذكر أصحاب التراجم أنَّ للمترجم له الشيخ نجيب الدين محمّـد بن نمامؤلّفات ومصنَّفات ولكنّهم لم يذكروا أسماءها ولم أتوصّل إلى معرفتها.

ولادته ووفاته :

توفّي كما عن لؤلؤة البحرين(١) بعد رجوعه من زيارة الغدير في

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) لؤلؤة البحرين : ٢٧٣.

٢٣٦

ذي الحجّة سنة ٤٦٥ هـ ، أمّا ولادته فلم يذكرها أحد ، رضوان الله تعالى عليه.

١٣٢ ـ السيّد صفيّ الدين محمّـد بن بشير العلوي :

جاء في أمل الآمل(١) :

«السيّد صفي الدين محمّـد بن بشير العلوي الحسيني ، فاضل ، عالم ، من تلامذة السيّد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس».

١٣٣ ـ الشيخ محمّـد بن عبداللطيف التعاويذي :

جاء في تاريخ الحلّة وضمن أحداث عام ٦٤١ هـ :

«... وفي هذه السنة توفّي محمّـد بن عبداللطيف بن التعاويذي كاتب الحلّة يومئذ وهو من أهل الحلّة ، كان كاتباً جيّداً حسن الكتابة كيِّساً متواضعاً خدم في عدّة خدمات وكان كثير النكات وكان ذا فضل يقول الشعر الجيّد ، سأله بعض أصحابه أن يقول عن لسانه أبياتاً يسأل فيها التخفيف عن أُجرة دكّانه ـ وهذا السائل كان بزّازاً ـ فنظم له هذه الأبيات :

يا شرف الدولة أحسن كما

قد خصّك الله بإحسانه

فالعبد ما مرَّت به شدّة

أصعب من أُجرة دكّانه

فاشفع له عند إمام الهدى

متّعه الله بسلطانه ..»

رحمه الله تعالى.

١٣٤ ـ الشيخ مفيد الدين محمّـد بن الجهم :

هو الفقيه الاُصولي الفاضل والأديب المتكلّم الماهر الشيخ أبو القاسم مفيد الدين محمّـد بن علي بن محمّـد بن جهم الأسدي الحلّي. ذكره

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أمل الآمل ٢ : ٢٥٠.

٢٣٧

صاحب أمل الآمل(١) قائلاً :

«الشيخ مفيد الدين محمّـد بن جهيم الأسدي ، كان عالماً صدوقاً فقيهاًشاعراً وجيهاً أديباً ، يروي عن مشايخ المحقّق كفخار بن معد وغيره ، وقال العلاّمة : إنّه كان فقيهاً عارفاً بالاُصولين ، وفي بعض أسانيد الشهيد : محمّـدبن علي بن جهيم».

وجاء في روضات الجنّات(٢) في ذيل ترجمة الشيخ المفيد محمّـد بن محمّـد بن النعمان البغدادي :

«... ثمّ ليعلم أنّ لقب المفيد لم يعهد لأحد من علماء أصحابنا بعد هذاالعلم الفرد المشتهر بابن المعلّم أيضاً كما قد عرفت إلاّ للفاضل الكامل المتقدّم في الفقه والأدب والاُصولين محمّـد بن جهيم الأسدي الحلّي الملقّب بـ مفيد الدين ، وهو الذي قد يعبّر عنه في كتب الإجازات وغيرها بالمفيدابن الجهم ، والجهم : الكلح في الوجه ، ولكن المشتهر في هذه الصيغة التصغير ، وقد أُشير إلى درجة فضله الباهر في ذيل ترجمة أُستاذه المحقّق الحلّي قدس‌سره ، وله الرواية عن بعض مشايخ شيخه المذكور أيضاً مثل فخاربن معد الموسوي وغيره ...».

وفي سفينة البحار(٣) :

«ومفيد الدين هو الشيخ الجليل محمّـد بن علي بن محمّـد بن جهم الأسدي أحد المشايخ الفقهاء الأجلّة ، وهو الذي لمّا سأل الأعظم الخواجة نصير الدين الطوسي المحقّق نجم الدين لمّا حضر عنده بالحلّة واجتمع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أمل الآمل ٢/٢٥٣.

(٢) روضات الجنّات ٦/١٧٧

(٣) سفينة البحار ٨ : ٣٥١.

٢٣٨

عنده فقهاؤها الجُلَّة عن أعلم الجماعة بالاُصولين أشار المحقّق في الجواب إليه وإلى والد العلاّمة وقال : هذان أعلم الجماعة بعلم الكلام وأُصول الفقه ، وهوأحد مشايخ العلاّمة ، يروي عن السيّد فخار قدس‌سره».

وفاته :

توفّي الشيخ ابن الجهم الحلّي على ما قيل عام ٧٢٦ هـ وهي سنة وفاة العلاّمة الحلّي(١) ، قدّس الله أرواحهم الطاهرة.

١٣٥ ـ السيّد مجد الدين محمّـد بن علي الأعرجي :

هو السيّد الجليل والعالم الفاضل النبيل نقيب الطالبيّين أبو الفوارس مجدالدين محمّـد بن أبي طالب علي بن محمّـد بن أحمد الأعرجي الحسيني المنتهي نسبه إلى عبيدالله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن الإمام علي بن الحسين عليه‌السلام ، وهو والد العلمين الفقيهين السيّدين عميد الدين عبدالمطّلب وضياء الدين عبدالله. ذكره ابن عِنَبة في عمدة الطالب(٢) قائلاً :

«السيّد الجليل العالم الزاهد مجد الدين أبو الفوارس محمّـد ...».

وجاء في أمل الآمل(٣) :

«السيّد مجد الدين أبو الفورس محمّـد بن علي بن الأعرج الحسيني والدالسيّد ضياء الدين عبدالله والسيّد عميد الدين عبدالمطّلب ، كان عالماً فاضلاً محقّقاً ، يروي عنه ابن مُعَيَّة».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أنظر لؤلؤة البحرين : ٢٦٥ الهامش.

(٢) عمدة الطالب : ٣٣٣.

(٣) أمل الآمل ٢/٢٨٢.

٢٣٩

وقال السيّد عبدالرزّاق كمّونة في موارد الإتحاف(١) بعد ذكر نسب المترجم له :

«مجد الدين السيّد العالم الفاضل الجليل الورع الزاهد ، كان رفيع المنزلة عظيم الشأن ، اسمه مرقوم بحائر الحسين عليه‌السلام ومساجد الحلّة ، ولي نقابة الطالبيّين ، وقد تزوّج بنت الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّرالحلّي وأولدها خمسة بنين ، وهم النقيب جلال الدين علي والسيّد العلاّمة عميد الدين عبدالمطّلب والفاضل العلاّمة ضياء الدين عبدالله والفاضل العلاّمة نظام الدين عبدالحميد والسيّد غياث الدين عبدالكريم ، وهم سادة علماء فضلاء تخرّجوا على خالهم العلاّمة الحلّي. والمترجم رثاه صفي الدين أبو المحاسن عبدالعزيز بن سرايا بن نصر الطائي السنبسي المولودسنة ٦٧٧ هـ والمتوفّي سنة ٧٥٢ ببغداد ، قال يرثي السيّد النقيب مجدالدين أبا الفوارس ابن الأعرج طاب ثراه :

صروف الليالي لايدوم لها عهد

وأيدي المنايا لايطاق لها ردُّ

تُسالمنا سهواً وتسطو تعمّداً

فإسعافها عسف واقصادها قصد

عجبت لمن يغترّ فيها لجنّة

من العيش ما فيها سلام ولابرد

 ... إلى قوله :

سألت حمى الفيحاء ما بال ربعها

جديباً وقد كانت نضارته تبدو

وما بالهم لم ترو من مائها الصدى

لظام ولايروي لقاصدها زند

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) موارد الاتحاف ١/١٧٨.

٢٤٠