تراثنا ـ العدد [ 102 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 102 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت (ع) للطباعة والنشر
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣٠١

١٨ ـ القاضي أبو الفتح محمّـد بن أحمد ابن المندني ـ أو المنداني ـ الواسطي.

تلامذته ومن يروي عنه :

١ ـ ولده العلاّمة الجليل السيّد جلال الدين عبدالحميد بن فخار.

٢ ـ السيّد الفقيه أبو الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس.

٣ ـ السيّد العالم الزاهد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس.

٤ ـ السيّد الزاهد سعد الدين أبو إبراهيم موسى بن جعفر بن طاووس والد السيّدين السندين ابني طاووس.

٥ ـ السيّد الجليل صفي الدين محمّـد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي البغدادي.

٦ ـ الإمام أبو القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد (المحقّق الحلّي).

٧ ـ الشيخ الفقيه سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّر والد العلاّمة الحلّي.

٨ ـ الشيخ الجليل شمس الدين محمّـد بن أحمد بن صالح السيبي القُسِّيني.

٩ ـ الشيخ الاُصولي الفقيه مفيد الدين محمّـد بن علي بن الجهم الأسدي الحلّي.

١٠ ـ الشيخ الفقيه نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن ابن سعيد الحلّي ابن عمّ المحقّق الحلّي.

١١ ـ الخليفة العبّاسي الناصر لدين الله أحمد ابن المستضيء ابن المستنجد المتوفّى سنة ٦٢٢ هـ.

وغيرهم.

٢٠١

مؤلّفاته :

ومن أشهرها كتاب الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب والذي سمّاه صاحب الأمل بـ الردّ على الذاهب إلى تكفير أبي طالب.

أقول :

وقد ذكر أصحاب التراجم أنّ للسيّد فخار بن معد مؤلّفات أُخرى إلاّ أنّي لم أعثر على أسمائها ، والله سبحانه العالم.

شعره :

ذكر صاحب غاية الاختصار(١) أبياتاً من الشعر للسيّد فخار بن معد يخاطب بها الشيخ فخر الدين أحمد ابن الوزير مؤيّد الدين القمّي ، وهي :

إنّي أمُتّ بما بين الوصي أبي

وبين والدك المقداد في النسب

ولي أواصر أُخرى هنَّ معرفتي

بالفقه والنحو والتاريخ والأدب

ولي خراج ثقيل لاأقوم به

إلاّ بُعيد مشقّات تبرّح بي

كن شافعي عند مولانا أبيك أكن

لك الشفيع غداً في الحشر عند أبي

ولادته ووفاته :

توفّي السيّد فخار بن معد عام ٦٣٠ هـ كما نصّ على ذلك أكثر أرباب المعاجم الرجالية ، أمّا سنة ولادته الميمونة فلم أتوصّل إلى معرفتها ، رضوان الله عليه.

وللموضوع صلة ...

__________________

(١) غاية الاختصار : ٨٩.

٢٠٢

من ذخائر التراث

٢٠٣

٢٠٤

تذكرة المجتهدين

رسالة في معرفة مشايخ الشيعة

تشتمل على أسامي بعض الرواة وعلماء الشيعة

ومصنّفاتهم إلى سنة ٩٦٥ هـ.

تأليف

الشيخ يحيى بن حسين بن عشيرة بن ناصر السلمابادي

البحراني اليزدي المفتي

كان حيّاً في سنة ٩٧٠ هـ.

تحقيق

حسين جودي كاظم الجبوري

٢٠٥
٢٠٦

مقـدّمة التحقيـق

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على المصطفى محمّد خيرالورى وعلى أهل بيته أنوار الهداية بالدُّجى.

أمّا بعد ، لا يخفى على ذوي العقول الراجحة بأنّ كلّ أمّة إذا أرادت أن تحيى وتعيش بكرامتها وعزّتها وتسمو عليها أن تحافظ على أصول تراثهاوتبني حضارتها على هذا الأساس ، وتغذّي أبناءها جيلا بعد جيل الإحساس بالمسؤولية والاهتمام بالتراث ، لكي تأخذ الأجيال يد بعضها البعض الآخر ، ويتعاون السلف والخلف لبناء صرح الأمّة ووجودها ، وبعد تراكم الزمن يغدو شامخاً عريقاً ابتني على آهات من الحرص ، وقلق من الضياع ، وقلق من غزوات التاريخ.

وحريٌّ بنا نحن المسلمين أن نتحلّى بهذا الإحساس ، فقد غدا تراثنا نهباً ، وماضينا وتاريخنا تمزّقه الحملات الشرسة والأطروحات الجديدة ، فضلاعن التضييع المتعَمَّد لبعض مفرداته.

فيجب علينا أن نلتفت ونهتمّ ونأصّل للانتماء ، في عصر اشتُهر بمحاولة اجتثاث العقل الإسلامي ، وعلى الأقلّ محاولة التشكيك بمنابعه ، وهذا الدور كرّس له الطاقات والجهود سلفنا الصالح الذي حفظ ما وصل

٢٠٧

إلينا ، في وقت كانت الظروف أشدّ قسوة من هذه الأيّام مع فرق الإمكانات المتاحة ، فجزاهم الله تعالى خيراً عن الإسلام والتشيّع والتاريخ.

وهذه المخطوطة التي بين أيدينا قمنا بتحقيقها لكي ترى النور وتكون مصداقاً لكلامنا هذا في محاولة حفظ نتاج أفكار الماضين ، الذين تناقلوا هذه العلوم وأفنوا أعمارهم في خدمة هذا السبيل وإبراز منبع هذه العلوم وارتباطها بزعامة البيت النبوي ، متمثّلين وصيّة النبيِّ (صلى الله عليه وآله)باتّباعهم عليهم‌السلام ، آمل من الله عزّ وجلّ أن يكون جهدي هذا خطوة ومساهمة في هذا المجال.

التعريف بالرسالة وذكر أهميّتها :

١ ـ تشكّل هذه المخطوطة حلقة من سلسلة التأريخ والتراث الشيعي الذي عصفت به السياسات وضيّعت الأيّام والدول بعضه ، وتتبّع آثاره والاهتمام به يمهّد الطريق لإحيائه والإستفادة منه.

٢ ـ هذه الرسالة عنوانها : تذكرة المجتهدين ، صنّفها الشيخ يحيى بن حسين البحراني ، حوت على تراجم من العلماء المتقدّمين والمتأخّرين ، وبعض الرواة الأقدمين ، مع ذكر لبعض أحوالهم ومصنّفاتهم. كان مؤلّفها من علماء وفقهاء القرن العاشر الهجري ، بل هو تلميذ المحقّق الكركي(١).

وهي رغم صغر حجمها إلاّ أنّها من الناحية التأريخية والعلمية لا تقلّ أهمّية عن بقية كتب التراجم والفهارس المصنّفة في هذا المجال ،

__________________

(١) ذكر الشيخ يحيى مصنّف هذه الرسالة تلمذته على يد الشيخ الكركي كما في ترجمة رقم١٠٤ من هذا الكتاب ، وكذلك راجع ترجمة رقم ١٠٩ حيث ذكر صحبته وتلمذته على الشيخ حسين بن مفلح الصيمري (ت ٩٣٣ هـ).

٢٠٨

وبوجودها وتحقيقها نكون قد أضفنا كتاباً جديداً تتناوله يد الباحث والقارىء ويكون

موضعاً للإفادة والبحث والاطّلاع.

٣ ـ كانت هذه الرسالة مصدراً ومنهلا للعلماء والمحقّقين لاسيّماالمهتمّين بتراجم العلماء وفهارسهم ، ومن أكثر الكتب التي اعتمد صاحبها في اقتباسه من تلك الرسالة هو عبدالله أفندي (ت ١١٣٠ هـ) في كتابه رياض العلماء ، بل إذا التفتنا إلى عبارته في الرياض (ج٥ ص ٣٨٠) بترجمة الشيخ يحيى المفتي البحراني حين قال : «... وقد عثرنا على نسخ وعندنا منها أيضاً نسخة ... ونحن ننقل منها كثيراً في كتابنا هذا ...» ، فبالإمكان أن نقول ـ وعلى سبيل الاحتمال ـ إنّ أحد أسباب نسخ وتكثير هذه الرسالة هوأهمّيتها وكونها محطّ استفادة الأعلام وأصحاب النظر.

ويؤيّده قول الأفندي نفسه في كتابه المذكور (ج ٢ ص ١٧٨) بترجمة الشيخ حسين بن مفلح حيث ذكر : «رسالة في ذكر طائفة من مشايخ الشيعة لايخلو من فوائد ... ونحن ننقل عنها في كتابنا هذا ...».

وإليك أيضاً نموذج من اقتباسه حيث قال في (ج٢ ص ٤٣١) من كتابه المذكور : «إنّ قصص الأنبياء في المشهور ينسب إلى القطب الراوندي هذا ، وهو الذي نصّ عليه جماعة منهم : بعض تلامذة الشيخ علي الكركي في رسالته المعمولة لذكر أسامي المشايخ بعدها جعل سعيد بن هبة الله الراوندي هذا من جملة مشايخ أصحابنا». راجع ترجمة رقم (٥٥) من هذه الرسالة.

وكذلك أيضاً ما قاله صاحب الرياض (ج٢ ص٥) بترجمة ابن الخيّاط ، الحسين بن إبراهيم بن علي القمّي ، المترجم له برقم (٦٧) من هذه الرسالة ، حيث أيّد قوله الذي اختاره بصحّة نسب ابن الخيّاط هذا على ما اعتمده من رسالة تذكرة المجتهدين هذه.

٢٠٩

عنوان الرسالة :

ما بين أيدينا المخطوط بدون اسم صريح ظاهر لعنوانها أو لإسم المؤلّف ، وعند التتبّع رأيت أكثر من عنوان لها وأكثر من اسم للمؤلّف :

فورد بالذريعة عدّة عناوين ، منها :

١ ـ نسخة تراجم مشايخ الشيعة ، كانت أوصاف النسخة تنطبق على ماعندنا من حيث ذكر شيوخ المؤلّف أو ممّا أشار إليه آقا بزرگ بوجود ذكرلعلماء السنّة في ضمن الرسالة ، الذريعة (ج٤ ص : ٦٠ ـ ٦١ رقم ٢٤٩).

٢ ـ أسامي مشايخ الشيعة ، عنوان ذكره آقا بزرگ في (ج٢ ص ١٠ رقم٢٤) وقال فيه : «إنّ صاحب الرياض ينقل عنه».

٣ ـ تذكرة المجتهدين ، الذريعة (ج٤ ص ٤٦ رقم ١٨٢) للشيخ يحيى المفتي البحراني تلميذ المحقّق الكركي ينقل عنه بالرياض.

٤ ـ تراجم مشايخ الشيعة الموسوم بتذكرة المجتهدين للشيخ يحيى المفتي ، الذريعة (ج٤ ص ٦١ رمق ٢٥٠).

٥ ـ رجال يحيى البحراني يعبّر عنه بتذكرة المجتهدين ولعلّه المعبّر عنه تراجم مشايخ الشيعة ، الذريعة (ج١٠ ص ١٦٠ رقم ٢٨٦).

أمّا في مصفى المقال لآقا بزرگ فقد ورد فيه من العناوين التالية :

١ ـ عنوان صاحب مشايخ الشيعة ، استظهر فيه صاحب المصفى (ص ١٩٨) من كلام الشيخ يوسف في لؤلؤة البحرين من أنّ صاحب المشايخ محصور في الفترة الزمنية التي بين عصر ابن أبي جمهور (ت ٩٤٠ هـ) وعصرالمحدّث الأميني الأسترآبادي (ت ١٠٣٦ هـ) أي هو عاش في القرن العاشر ، وهو يتلائم مع نسختنا المذكور فيها صحبته للشيخ الكركي (ت ٩٣٧ هـ) وختم بآخر ترجمة للشهيد الثاني (ت ٩٦٥ هـ) ، راجع لؤلؤة

٢١٠

البحرين (ص ٣٤٢).

وكذلك هناك غلط في نسبة كتاب الاحتجاج إلى الطبرسي المفسّر مذكورعندنا بترجمة (رقم ٤١) في نسختنا ونبّه إلى ذلك الغلط الشيخ يوسف في نفس الكتاب.

٢ ـ ذكر في مصفى المقال أيضاً في (ص ١٠٠) عنوان (تلميذ الشيخ حسين الصيمري) وعنوان (تلميذ المحقّق الكركي) (ص ١٠٢) وكذلك في الذريعة ذكر هذين العنوانين في (ج١٠ ص ١٠٢ رقم ٢١٤ ، وص ١٠٣ رقم ٢١٨) ، نعرض عنها طلباً للاختصار.

٣ ـ الأهمّ من هذه العناوين هو المذكور في (ص ٥٠٠) من المصفى في ترجمة الشيخ يحيى بن حسين بن عشيرة بن ناصر اليزدي ، قال عنه : «له رسالة في ذكر مشايخ الشيعة وينقل عنه في الرياض كثيراً ويحتمل اتّحاده مع تذكرة المجتهدين ونسبته إلى الشيخ يحيى المفتي» ، ونقل مواصفات تلك الرسالة المشابهة والموافقة لما عندنا.

هنا في هذا العنوان لم يقطع آقا بزرگ بهذا الاتّحاد وكانت المسألة قائمة على الاحتمال ، لعلّ هناك من يفتح الباب على مصراعيه ويبحث في إيجاد مواطن الاتّحاد ، وأظنّ أنّ البحث في نقل الأفندي (ت ١١٣٠ هـ) في كتابه رياض العلماء من رسالة المشايخ المذكورة هو الذي يمهّد الطريق للكشف عن خصوصيّات هذه النسخة وما يرتبط بمصنّفها.

وسبب اختيارنا لبدء الكلام معه لأنّ كلّ من يذكر هذه الرسالة على الأغلب ذكر نقل الأفندي منها ؛ وهو أيضاً أقرب منّا من عصر المؤلّف ، ويبدوأنّه أعرف الناس بنسخها فقد رأى نسخاً عديدة منها وتملّك واحدة رياض العلماء (ج٥ ص ٣٨٠).

٢١١

وكثرة النقل أو مجرّد النقل من المدوّنات التي سبقت عصر الأفندي هوماتقتضيه طبيعة عمل الأفندي في كتابه رياض العلماء الذي يتطرّق ويستفيد من كتب التراجم وكان من جملتها ما يسمّى بـ : رسالة مشايخ الشيعة.

وكان عند نقله منها يصرّح بأنّها : «رسالة معمولة في ذكر أسامي المشايخ ، أو أسامي مشايخ أصحابنا ، أو أسامي مشايخ الشيعة» ، ومع كلّ مرّة لايحدّد اسم المؤلّف ويعرض عنه ، وكلّ الفِقر والتراجم المنقولة في الرياض توافق ما عندنا وخاصّة نهاية الرسالة في ترجمة الشهيد الثاني.

فبعد أن نقل نصّ الترجمة ـ قال : «انتهى ، وبانتهائه قد تمّت الرسالة» ، رياض العلماء (ج٢ ص ٣٨٢) ، وراجع آخر ترجمة من هذه الرسالة عندنا بـ : (رقم ١١٠).

ولكنّه أشار في (ج٥ ص ٣٨٠) في ترجمة يحيى المفتي البحراني إلى أنّ من مؤلّفاته : «رسالة تذكرة المجتهدين ، وهي رسالة صغيرة الحجم مشتملة على أسامي جماعة من علماء أصحابنا المتقدّمين والمتأخّرين بل على أسامي جماعة من الرواة أيضاً ... ونحن ننقل منها كثيراً في كتابنا هذا».

ولتقريب حلقة الوصل بين كثرة النقل عن تذكرة المجتهدين ورسالة مشايخ الشيعة نقول :

١ ـ إنّ الأفندي لم يلتزم باسم صريح حقيقي للرسالة عدا تذكرة المجتهدين والباقي من العناوين التي ذكرها ـ وأشرنا إليها ـ هي تعابير عن مضمون الرسالة وبما حوته المقدّمة ، أو لعلّه كانت الرسالة مشهورة آنذاك باسم : رسالة المشايخ ، وكانت شهرته لظروف معيّنة ، فطغى على اسم

٢١٢

تذكرة المجتهدين عند التداول.

٢ ـ لنذهب إلى أبعد من هذا وتصريح الأفندي نفسه حول تذكرة المجتهدين التي عبّر عنها في (ج٥ ص ٣٤٤) في ذيل ترجمة (يحيى بن حسين بن عشيرة بن ناصر البحراني) قائلا : «بل الظاهر اتّحاده مع الشيخ يحيى المفتي مؤلّف رسالة أحوال المشائخ» ، وكذلك في (ص ٣٤٥) منه.

ونلاحظ من تعبيره هذا مدى توسّعه وتصرّفه في عنوان الرسالة ، وهذادليل نطمئنّ إليه على أنّ رسالة تذكرة المجتهدين هي نفسها رسالة في ذكر أحوال وأسامي مشايخ الشيعة ؛ وغيره من العناوين.

٣ ـ كذلك ما ورد في ترجمة يحيى المفتي البحراني في رياض العلماء (ج٢ ص ٣٨٠) صاحب تذكرة المجتهدين قال عنه الأفندي : بأنّه أورد في الرسالة ترجمة الشهيد الثاني وحكاية شهادته وهو موجود عندنا ـ وأشرنا إليه ـ وكان نقله في الرياض بهذه الصورة : «قال بعض أفاضل تلامذة الشيخ علي الكركي في آخر رسالته المعمولة في أسامي المشايخ ما هذا لفظه ...» ـ رياض العلماء (ج٢ ص ٣٨٢) ـ وساق النصّ الموجود لدينا.

٤ ـ ذكر صاحب أعيان الشيعة (ج١٠ ص ٢٨٩) في ترجمة الشيخ يحيى بن حسين بن عشيرة ـ في الأعيان عثيرة ـ بن ناصر البحراني بأنّه له تاريخ مشايخ الشيعة ينقل عنه كثيراً في الرياض بعنوان : «بعض تلامذة المحقّق الكركي».

وكما ترى أنّ هذه العبارة هي طالما كرّرها صاحب الرياض في موارد اقتباسه من رسالة المشايخ ، وهذه الموارد جميعها ـ بالتتبّع ـ توافق نسختنا ، فهذه العبارة مع ضمّ دعوى الاتّحاد إليها من الأفندي التي صرّح بها في (ج٥ ص٣٤٤) بين يحيى المفتي ويحيى بن حسين بن عشيرة ، يضيق

٢١٣

الشكّ ولا سبيل إلاّ الاتّحاد بين الرسالتين ، وسيأتي الكلام على اتّحاد هذه الأسماء للرجال.

اسم المؤلّف ونسبه :

ورد في فهرس مكتبة الوزيري في يزد (ص ٦٢) ما لفظه : «تذكرة المجتهدين في أحوال مشايخ الشيعة ، المؤلّف يحيى البحراني» وهي ضمن مجموع برقم (٨٩٥٨) وعدد أوراقها (٨٠ ـ ٨٩) من المجموع.

فمؤلّف تذكرة المجتهدين هو الشيخ يحيى المفتي البحراني وعن اتّحادها مع رسالة مشايخ الشيعة فيكون عندنا :

١ ـ يحيى المفتي البحراني ، رياض العلماء (ج٢ ص ٣٨٠).

٢ ـ يحيى بن حسين بن عشيرة بن ناصر البحراني المذكور في رياض العلماء (ج٥ ص ٣٤٣).

٣ ـ يحيى بن حسين بن علي بن ناصر ، رياض العلماء (ج٥ ص ٣٤٥).

بعد اتّحاد الرسالتين من الممكن اتّحاد هؤلاء الأشخاص جميعهم وخصوصاً ما أشار إليه الأفندي من الاتّحاد بينهم رياض العلماء (ج٥ ص ٣٤٤) وهذا يظهر لنا أكثر من خلال القرائن فهم يشتركون بما يلي :

١ ـ التلمذة على يد الشيخ الكركي ، فمؤلّف تذكرة المجتهدين قد ترجم لشيخه المحقّق الكركي وذكر علاقته به ولازمه واستفاد منه ، راجع ترجمة رقم (١٠٤) من هذه الرسالة.

٢ ـ يحيى بن حسين بن عشيرة من نوّاب المحقّق الكركي في بلدة يزدوهذا يوافق ما ورد للشيخ يحيى بن حسين بن علي من نزوله في بلدة

٢١٤

يزد وهو يوافق تسمية يحيى البحراني بالمفتي.

٣ ـ كلّهم من البحرين وهو الموطن الأصلي لصاحب تذكرة المجتهدين كما سيأتي.

٤ ـ انفردت ترجمة الشيخ يحيى بن حسين بن علي بن ناصر المذكورة في رياض العلماء (ج٥ ص ٣٤٥) على أنّه الراوي عن المحقّق الكركي ، والذي ورد في طريق الرواية هذه ـ كما في روضات الجنّات (ص ١٨٧) ـ هو رواية الشيخ يحيى بن حسين بن عشرة(١) البحراني عن الشيخ علي الكركي ، وجاء هذا في تكملة أمل الآمل أيضاً (ص ١٧٧) والطبقات (القرن العاشر) لآقا بزرگ الطهراني (ص ٢٧٤) في ترجمة يحيى بن حسين ابن عشيرة.

٥ ـ كذلك ورد في روضات الجنّات (ص ٦٣٨) رواية الشيخ يحيى ابن حسين بن عشيرة (عشرة) البحراني عن شيخه الفقيه حسين بن مفلح الصيمري يؤيّد ما ورد في ترجمة يحيى المفتي البحراني الذي كان تلميذاً للشيخ حسين بن مفلح والشيخ الكركي ، وذكر لهما ترجمة بيّن فيهما علاقتة معهما في مطاوي الرسالة ، فراجع ترجمة (١٠٤) ورقم (١٠٩) من هذه الرسالة.

٦ ـ وجود إجازة للشيخ يحيى بن حسين بن عشيرة من الشيخ حسين بن مفلح الصيمري ـ رياض العلماء (ج٢ ص ١٧٩) ـ وكان اسمه فيها يحيى بن الحسين بن عشرة(٢) السلمابادي تاريخها سنة ٩٢٦ هـ.

__________________

(١) و (٢) ورد (عشرة) بلا ياء.

٢١٥

٧ ـ وجود إجازة الشيخ يحيى بن حسين بن عشيرة من الشيخ علي الكركي تأريخها سنة ٩٣٢ هـ ـ رياض العلماء (ج٥ ص ٣٤٤) والذريعة (ج١ ص ٢٥١) ـ.

٨ ـ ما ذكره آقا بزرگ في طبقات أعلام الشيعة (القرن ١٢ ص ٨١٨) بعنوان : «يحيى السلمابادي بن الحسين بن علي البحريني نزيل سترة بجزيرة البحرين» ، ونقل هذا النسب صاحب الطبقات من خطّ الشيخ يحيى نفسه رآه على قطعة من الصحاح للجوهري ، ولا يخفى أنّ يحيى بن حسين بن عشيرة هو السلمابادي الذي وصفه شيخه حسين بن مفلح في إجازته التي مرّت ، ولعلّ (علي) هو جدّه القريب وعشيرة أو عشرة هو جدّ آخر له ويكون نسبه في إجازة شيخه الصيمري من باب الاختصار بالنسب.

٩ ـ الشيخ يحيى نفسه أجاز تلميذه علي بن خميس بن عبدالله الجزائري ، وهذه الإجازة ذكرها صاحب رياض العلماء (ج٥ ص ٣٤٥) بعنوان ترجمة يحيى بن حسين بن علي بن ناصر ، وذكرها من المتأخّرين آقا بزرگ في الذريعة (ج١ ص٢٦٤ رقم ١٣٨٧ و ١٣٨٨) في جملة ما عدّده من إجازات الشيخ يحيى بن حسين بن عشيرة بن ناصر وقال فيه : «المعروف بالشيخ يحيى المفتي تلميذ المحقّق ونائبه في بلاد يزد».

وأكثر من ذلك ذكر آقا بزرگ في إحياء الداثر (ص ١٤٩) بأنّه وجد في مجموعة لبعض الأفاضل بأنّ : علي بن خميس بن عبدالله الجزائري مجاز من يحيى بن حسين بن عشيرة بن ناصر.

النقاش حول نسبة هذه الرسالة إلى الشيخ يونس المفتي بأصفهان :

بقي الكلام على شيء أرجأنا البحث فيه إلى هنا ، وهو ما ورد في

٢١٦

ترجمة الشيخ حسين بن مفلح الصيمري من رياض العلماء (ج٢ ص ١٧٨) حيث نسب الأفندي هناك رسالة مشايخ الشيعة إلى الشيخ يونس المفتي بأصبهان ، باعتبار أنّه كان من تلاميذ الشيخ حسين المذكور ، وأورد مواصفات ومقطع من الرسالة وهو موجود بنسختنا ، وكلامه هذا محلّ تأمّل للأسباب التالية :

أ ـ نسبة الرسالة إلى الشيخ يونس المفتي يتعارض مع ما قاله في ترجمة الشيخ يحيى المفتي البحراني من أنّ له رسالة تذكرة المجتهدين وسمّاها أيضاً رسالة أحوال المشايخ ، وقال عنه بأنّه تلميذ الشيخ حسين الصيمري أيضاً ، وصرّح هناك بكثرة النقل عن الرسالة ، وإلى آخره من العبائر المشابهة بين الترجمتين.

ب ـ عند المراجعة لترجمة الشيخ يونس المفتي بأصفهان في الرياض (ج٢ ص : ٤٠٠) لم نعثر على شيء في ترجمته ممّا يشير إلى كونه مؤلّف هذه الرسالة ، ونصّ ترجمته هي : «فاضل فقيه معروف في عصر السلطان شاه عبّاس الماضي الصفوي ، ولم أعلم له مؤلّفاً ، فلاحظ تاريخ الصفوية ، وكان من المعاصرين للسيّد الداماد والشيخ البهائي».

والملاحظ على هذه الترجمة أنّ صاحب الرياض نفسه لم يعلم له أيّ مؤلّف ، ولم يذكر أنّه صاحب رسالة المشايخ ، وكذلك أنّ زمان هذا الشيخ قد تجاوز القرن العاشر وكان في زمان الشاه عبّاس الأوّل (٩٩٦ ـ ١٠٣٨ هـ) وعاصر البهائي المتوفّى (١٠٣٠ هـ) والداماد (٩٧٠ ـ ١٠٤١ هـ) وترجم له صاحب الطبقات آقا بزرگ بالقرن الحادي عشر (ص ٦٤٨).

وهذا لا يتّفق مع مؤلّف الرسالة الذي عاش مع شيخه حسين الصيمري(ت ٩٣٣ هـ) مدّة تزيد على ٣٠ سنة فيعني أنّه كان موجوداً منذ

٢١٧

بدايات القرن العاشر.

جـ ـ نقول : إنّ كتاب الرياض المطبوع هذا جاء في مقدّمتة ما يلي : «جمع المؤلّف في كتابه هذا معلومات متفرّقة ... وحشرت هذه المعلومات حشراً في المتن والهامش وبين السطور ... ولم يفِ عمره الشريف لتنسيق هذه المعلومات ومراجعتها وتهذيب التراجم وترتيب تنظيمها في نسخة منقّحة فبقي الكتاب على تشويشه في متنه وهامشه» ، راجع رياض العلماء (ج١ ص ٦) في كلمة المحقّق وكذلك (ص ٢٦) من منهج التحقيق.

وعلى هذا لعلّه يكون ما موجود من أنّ الشيخ يونس المفتي هو مؤلّف الرسالة من موارد الاشتباه والخلط في كتاب رياض العلماء ، والله تعالى العالم.

نفي نسبة هذه الرسالة إلى الشيخ حسين بن عبدالصمد والد الشيخ البهائي (ت ٩٨٤ هـ) :

وأيضاً ما ورد من أنّ هناك رسالة مشايخ الشيعة لوالد البهائي رحمه‌الله حيث ورد في الذريعة (ج٤ ص ٦١ رقم ٢٥٢) ما مختصره : تراجم مشايخ الشيعة للشيخ عزّالدين حسين بن عبدالصمد المولود (٩١٨ هـ) والمتوفّى (٩٨٤ هـ) ، كانت في مكتبة سيّدنا الحسن صدرالدين طاب ثراه نسخة يعتقد أنّها تأليف الشيخ عزّالدين هذا ، لكنّي احتمل اتّحاده مع ما مر ـ رقم ٢٤٩ من المصدر نفسه ـ من أنّه تلميذ الشيخ حسين بن مفلح (ت ٩٣٣ هـ) وكان المؤلّف ملازمه مدّة ٣٠ سنة ، وهو مقدّم على الشيخ عزّالدين والد البهائي فلتراجع النسخة.

وذكر في مصفى المقال (ص ١٤٧) بأنّ له رسالة في مشايخ الشيعة ،

٢١٨

وزادفيه : «وقد بدأ فيه بعلي بن إبراهيم بن هاشم القمّي وختمهم بشيخه زين الدين الشهيد [أي الشهيد الثاني]».

وكما تلاحظ من مصفى المقال فإنّ البداية والنهاية مذكورة بنسختنا وطبقاً لما أثبتناه سابقاً فإنّ مؤلّف الرسالة هو الشيخ يحيى المفتي البحراني ، ولم تذكر المصادر الموجودة المهتمّة بهذه الرسالة كالرياض وغيرها بأنّ مؤلّفهاهو الشيخ حسين والد البهائي.

وكذلك تقدّم زمان مؤلّف الرسالة ـ أي الشيخ يحيى المفتي ـ على زمان والد البهائي لأنّ ولادة الأخير (٩١٨ هـ) ووفاته (٩٨٤ هـ) وبالرغم من كون الرسالة تنتهي بالشهيد الثاني وهو شيخ والد البهائي ـ وهو الذي سبّب على الظاهر تسرّب الشكّ والاحتمال بأنّه هو مؤلّفها ـ إلاّ أنّ صاحب الرسالة أشار إلى معاشرته لشيخه حسين بن مفلح الصيمري مدّة تزيد على ٣٠ سنة ومات شيخه سنة (٩٣٣ هـ) فنطرح من سنة الوفاة لشيخه ٣٠ سنة على الأقلّ فيبقى (٩٠٣ هـ) وهو الزمان السابق لولادة الشيخ والد البهائي ، إذن فهي ليست له إلاّ أن نقول : بأنّ له رسالة تشابه هذه الموجودة ، والله تعالى العالم.

موطن الشيخ يحيى صاحب الرسالة :

إنّ الشيخ شرف الدين يحيى بن عزّالدين حسين بن عشيرة (عشرة) ابن ناصر السلمابادي البحراني اليزدي المفتي كان في الأصل من قرية سلمابادمن قرى البحرين حسب الظاهر من وصف صاحب الرياض ـ (ج٢ ص ١٧٩) ـ إيّاه بالسلمابادي عند ذكر إجازة شيخه له الشيخ حسين بن مفلح الصيمري ، وسلماباد على ما هو معروف في هذا الزمان قرية واقعة في

٢١٩

المنطقة الوسطى التابعة للمناطق الإدارية في البحرين ـ راجع كتاب أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين خلال ١٤ قرناً (ج١ ص ٣٢) ـ ، غير أنّه نزل يزد في إيران عندما كان نائباً عن أستاذه المحقّق الكركي فيها.

عصره :

هناك عدّة أمور تؤكّد على أنّه من علماء القرن العاشر الهجري ، لم نعثرعلى ولادته بالمصادر التي بين أيدينا إلاّ أنّه ممكن أن يقال : إنّ ولادته كانت في أواخر القرن التاسع الهجري وهذا يظهر من عبارته في رسالته بحقّ صحبته وتلمذته على يد الشيخ حسين الصيمري حيث نصّ العبارة هكذا : «وقد استفدت منه وعاشرته زماناً طويلا ينيف على ثلاثين سنة ...) إلى آخر كلامه رحمه‌الله».

فلو أخذنا ثلاثين سنة فقط من مدّة المعاشرة وانقضاءها من تاريخ وفاة شيخه الصيمري المذكور بنفس الرسالة فتكون سنة (٩٠٣ هـ) فلا يمكن أن يكون ابتدأ بصحبته مع شيخه وهو ابن ثلاث سنين فلابدّ أن يكون عمره أكثر من هذا لأنّ ظاهر لفظ (استفدت منه) هناك قصد واختيار وهذان غير متوفّرين لابن ثلاث سنين فيحتمل أنّ ولادته كانت في أواخر القرن التاسع وبقي إلى القرن العاشر بحيث كان مؤهّلا وراشداً على أقلّ التقادير حتّى استطاع الشيخ حسين بن مفلح أن يلتزمه أو يكون محطّ عنايته.

شيوخه وروايته :

صرّح بنفسه أنّه تلمّذ على يد الشيخين حسين الصيمري وله إجازة منه بتاريخ (٩٢٦ هـ) ونقلناها لك سابقاً ، والشيخ المحقّق علي بن عبدالعالي

٢٢٠