نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٥

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٥

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩٠

مستهل رمضان سنة ٦٥ ... جمع مجالس تدل على غزارة علمه وكثرة حفظه ومعرفته بهذه الشأن ، كتب إلينا بالإجازة سنة أربع عشرة » (١).

وقال الذهبي أيضا بترجمته : « وأبو الربيع الكلاعي ، سليمان بن موسى بن سالم البلنسي الحافظ الكبير ، صاحب التصانيف بقية أعلام الأثر بالأندلس ... قال الأبار : كان بصيرا بالحديث حافظا عاقلا عارفا بالجرح والتعديل ، ذاكرا للمواليد والوفيات ، يتقدم أهل زمانه في ذلك خصوصا من تأخّر عنه ... » (٢).

٢ ـ اليافعي : « الحافظ أبو الربيع الكلاعي ، سليمان بن موسى البلنسي صاحب التصانيف وبقية أعلام الأثر » ثم أورد كلمة الأبار المذكورة سابقا (٣).

٣ ـ السيوطي : « أبو الربيع الامام الحافظ البارع محدّث الأندلس وبليغها ... » (٤).

٤ ـ الشامي صاحب السيرة : « ... أبا الربيع فالثقة الثبت سليمان بن سالم الكلاعي » (٥).

٥ ـ المقري : « ... كان رحمه الله تعالى حافظا للحديث ، مبرزا في نقده ، تام المعرفة بطرقه ، ضابطا لأحكام أسانيده ، ذاكرا لرجاله ... » (٦).

٢٠

رواية الكنجي

لقد روى هذا الحديث في باب خصّه به حيث قال :

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤١٧.

(٢) العبر حوادث ٦٤٣.

(٣) مرآة الجنان حوادث ٦٤٣.

(٤) طبقات الحفاظ / ٤٩٧.

(٥) سبل الهدى والرشاد / مقدمة الكتاب.

(٦) نفح الطيب ـ في ذكر وقعة اينجة ٢ / ٥٨٦.

٨١

« الباب السابع والثمانون : في أن عليا خلق من نور النبي صلّى الله عليه وسلّم :

أخبرنا ابراهيم بن بركات الخشوعي بمسجد الربوة من غوطة دمشق ، أخبرنا الحافظ علي بن الحسن ، أخبرنا أبو القاسم هبة الله ، أخبرنا الحافظ أبو بكر الخطيب ، أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان ، حدّثنا محمّد بن سهل العطار ، حدثني أبو ذكوان ، حدثني حرب بن بيان الضرير من أهل قيسارية ، حدثني أحمد بن عمرو ، حدّثنا أحمد بن عبد الله عن عبد الله بن عمرو ، عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : خلق الله قضيبا من نور قبل أن يخلق الدنيا بأربعين ألف عام ، فجعله أمام العرش حتى كان أوّل مبعثي ، فشق منه نصفا ، فخلق منه نبيكم ، والنصف الآخر علي بن أبي طالب.

أخرجه إمام أهل الشام عن إمام أهل العراق كما سقناه ، وهو في كتابيهما.

وأخبرنا أبو إسحاق الدمشقي ، أخبرنا أبو القاسم الحافظ ، أخبرنا أبو غالب ابن البنا ، أخبرنا أبو محمّد الجوهري ، أخبرنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى ، حدّثنا أبو سعيد العدوي ، حدّثنا أبو الأشعث ، حدّثنا الفضيل بن عياض ، عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان ، عن زاذان عن سلمان قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله مطيعا يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربع عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم ركّز ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، فجزء أنا وجزء علي.

قلت : هكذا أخرجه محدّث الشام في تاريخه في الجزء الخمسين بعد الثلاثمائة قبل نصفه ، ولم يطعن في سنده ولم يتكلّم عليه ، وهذا يدل على ثبوته [ عنده ] ».

أخبرنا علي بن أبي عبد الله المعروف بابن المقيّر البغدادي بدمشق ، عن أبي الفضل محمّد الحافظ ، أخبرنا أبو نصر بن علي ، حدّثنا ابو الحسن علي بن محمّد

٨٢

المؤدب ، حدّثنا أبو الحسن الفارسي ، حدّثنا أحمد بن سلمة النمري ، حدّثنا أبو الفرج غلام فرج الواسطي ، حدّثنا الحسن بن علي ، عن مالك عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال :

سأل أبو عقال النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا رسول الله من سيد المسلمين؟ ( وساق الكنجي الرواية بطولها إلى أن سأل أبو عقال ) :

فأيّهم أحبّ إليك؟

قال : علي بن أبي طالب.

فقلت : ولم ذلك؟

فقال : لأني خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد.

قال : فقلت : فلم جعلته آخر القوم؟

قال : ويحك يا أبا عقال ، أليس قد أخبرتك أنّي خير النبيين ، وقد سبقوني بالرسالة وبشّروا بي من قبلي ، فهل ضرّني شيء إذ كنت آخر القوم؟! أنا محمّد رسول الله ، وكذلك لا يضرّ عليا إذا كان آخر القوم ، ولكن يا أبا عقال فضل علي على سائر الناس كفضل جبرئيل على سائر الملائكة.

قلت : هذا حديث حسن عال وفيه طول أنا اختصرته ، ما كتبنا إلاّ من هذا الوجه.

ثم روى الكنجي بسنده عن أبي أمامة الباهلي « قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إن الله خلق الأنبياء من أشجار شتى ، وخلقني وعليا من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها ، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجى ومن زاغ عنها هوى ، ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم لم يدرك صحبتنا [ محبتنا ] أكبه الله على منخريه في النار ، ثم تلا ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ).

قلت : هذا حديث حسن عال رواه الطبري في معجمه كما أخرجناه سواء. ورواه محدّث الشام في كتابه بطرق شتى » ثم رواه بأسانيد عن ابن عساكر محدّث

٨٣

الشام بها (١).

الكنجي وكتابه

١ ـ لقد صرح الحافظ الكنجي بأنّ ما في كتابه من الأحاديث هي : « أحاديث صحيحة من كتب الأئمة والحفاظ في مناقب أمير المؤمنين علي ، الذي لم ينل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فضيلة في آبائه وطهارة مولده إلاّ هو قسيمه فيها ».

وقد ألّفه وأملاه « تأسيا بما رويناه ... عن شقيق عن عبد الله قال : قلت يا رسول الله المرء يحب القوم ولما يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : المرء مع من أحب » (٢).

٢ ـ لقد نقل الشيخ نور الدين ابن الصباغ في كتابه عن ( كفاية الطالب ) ، وهذا نص كلامه :

« ومن كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب ، تأليف الامام الحافظ أبي عبد الله محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي ، عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : إن سعيد بن جبير كان يقوده ... » (٣).

وقد ذكر الجلبي هذا الكتاب معبّرا عن مؤلّفه بـ « الشيخ الحافظ ... » (٤).

٣ ـ وللكنجي كتاب اسمه ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) ذكره الجلبي قائلا : « للشيخ أبي عبد الله ... » (٥).

__________________

(١) كفاية الطالب ٣١٤ ـ ٣١٩.

(٢) كفاية الطالب / المقدمة.

(٣) الفصول المهمة / ١١١.

(٤) كشف الظنون ٢ / ١٤٩٧.

(٥) المصدر ١ / ٢٦٣.

٨٤

وممن نقل عن هذا الكتاب : عبد الله بن محمّد المطيري في كتابه ( الرياض الزاهرة ) فقد قال : « قال الشيخ أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي في كتابه ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) من الدلالة على كون المهدي حيا باقيا ... » (١).

إذن ، عبّروا عن الكنجي بـ ( الحافظ ) و ( الشيخ ). ولنذكر بعض النصوص في المراد من الكلمتين في الاصطلاح :

كلمة « الحافظ » في الاصطلاح :

إنّ هذه الكلمة تدل على عظمة شأن من لقب بها وعلو منزلة من أطلقت عليه ... كما تدل على ذلك كلمات أئمة الفن :

قال الذهبي : « والحافظ أعلى من المفيد في العرف ، كما أن الحجة فوق الثقة » (٢).

وقال القاري : « الحافظ المراد به حافظ الحديث لا القرآن ، وكذا ذكره ميرك ، ويحتمل أنه كان حافظا للكتاب والسنة.

ثم الحافظ في اصطلاح المحدثين : من أحاط علمه بمائة ألف حديثا متنا وإسنادا ... وقال ابن الجوزي : ... والحافظ من روى ما يصل إليه ، ووعى ما يحتاج لديه » (٣).

وقال الشعراني : « كان الحافظ ابن حجر يقول : الشروط التي إذا اجتمعت في الإنسان سمي حافظا هي : الشهرة بالطلب ، والأخذ من أفواه الرجال ، والمعرفة بالجرح والتعديل لطبقات الرواة ومراتبهم ، وتمييز الصحيح من السقيم ،

__________________

(١) الرياض الزاهرة ـ مخطوط.

(٢) تذكرة الحفاظ بترجمة : محمّد بن احمد محدث جرجرايا.

(٣) جمع الوسائل في شرح الشمائل : ٧٠.

٨٥

حتى يكون ما يستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره ، مع استحفاظ الكثير من المتون ، فهذه الشروط من جمعها فهو حافظ » (١).

وقال البدخشاني : « الحافظ : يطلق هذا الاسم على من مهر في فن الحديث ، بخلاف المحدّث » (٢).

كلمة « الشيخ » في الاصطلاح :

وأما كلمة « الشيخ » في الاصطلاح فقد قال القاري :

« المحدث » و « الشيخ » و « الامام » هو « الأستاد الكامل » (٣).

وكذا قال غيره.

٢١

رواية المحبّ الطبري

لقد روى هذا الحديث في ( الرياض النضرة في فضائل العشرة ) الذي طالما اعتمد عليه ( الدهلوي ) ووالده ـ من دون أن يتكلّم فيه كما فعل بالنسبة إلى بعض الأحاديث الصحيحة كحديث سد الأبواب ـ وهذا نص كلامه :

« ذكر اختصاصه بأنه قسيم النبي صلّى الله عليه وسلّم في نور كانا عليه قبل خلق الخلق ) عن سلمان قال :

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم قسم ذلك

__________________

(١) لواقح الأنوار ـ ترجمة جلال الدين السيوطي.

(٢) تراجم الحفاظ ـ مخطوط.

(٣) جمع الوسائل في شرح الشمائل : ٧٠.

٨٦

النور جزءين ، فجزء أنا وجزء علي. أخرجه أحمد في المناقب » (١).

ترجمته :

وقد أثنى على المحبّ الطبري كلّ من ترجم له كالذهبي في ( تذكرة الحفاظ ) و ( المعجم المختص ) و ( العبر ) و ( دول الإسلام ) وابن الوردي في ( تتمة المختصر ) والسبكي في ( طبقات الشافعية ) والصفدي في ( الوافي بالوفيات ) والسيوطي في ( طبقات الحفاظ ) وغيرهم ...

٢٢

رواية الحمويني

لقد روى هذا الحديث بألفاظ مختلفة ـ بعد أن روى حديث الأشباح المتقدم سابقا من طريق الرافعي بسنده عن ابن عباس ، وسلمان ، والحسن بن إسماعيل ابن عباد عن أبيه عن جده ، ومحمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده ... وهذا نص كلامه :

« أنبأني أبو اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب بن عساكر الدمشقي بمكة شرفها الله [ تعالى ] قال : أنبأنا المؤيد بن محمّد بن علي الطوسي كتابة ، أنبأنا عبد الجبار بن محمّد الحواري البيهقي ، أنبأنا الامام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي ، قال : أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن يوسف ، أنبأنا محمّد بن حامد بن الحرث التميمي ، حدّثنا الحسن بن عرفة ، حدّثنا علي بن قدامة ، عن ميسرة بن عبد الله ، عن عبد الكريم الجزري ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي : خلقت أنا وأنت من نور الله تعالى.

__________________

(١) الرياض النضرة ٢ / ٢١٧.

٨٧

أخبرني السيد النسّابة عبد الحميد بن فخار الموسوي رحمه‌الله كتابة ، أخبرنا النقيب أبو طالب عبد الرحمن بن عبد السميع الواسطي إجازة ، أنبأنا شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عبد العزيز القمي ، أنبأنا [ الامام ] حاكم الدين أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن علي بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن علي بن إبراهيم النطنزي ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال : حدّثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ ، حدّثنا أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ببغداد ، قال : حدّثنا الحارث بن أبي أسامة التميمي قال : حدّثنا داود بن المحبر بن محمّد قال : حدّثنا قيس بن الربيع ، عن عباد بن كثير عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي رضي‌الله‌عنه قال :

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور عن يمين العرش ، نسبح الله ونقدسه [ من ] قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بأربعة عشر ألف سنة ، فلمّا خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات ، ثم نقلنا إلى صلب عبد المطلب ، وقسّمنا نصفين فجعل النصف في صلب أبي عبد الّه وجعل النصف في صلب عمى أبي طالب ، فخلقت من ذلك النصف وخلق علي من النصف الآخر ، واشتق الله تعالى لنا من أسمائه أسماء ، فالله عز وجل المحمود وأنا محمّد والله الأعلى وأخي علي والله الفاطر وابنتي فاطمة والله محسن وابناي الحسن والحسين ، وكان اسمي في الرّسالة والنبوة وكان اسمه في الخلافة والشجاعة ، فأنا رسول الله وعلي سيف الله.

أنبأني أبو طالب بن أنجب الخازن عن ناصر بن أبي المكارم إجازة قال : أنبأنا أبو المؤيّد الموفق بن أحمد إجازة ان لم يكن سماعا. ( ح ) أنبأني العزيز محمّد عن والده أبي القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم إجازة قال : أخبرنا شهردار ابن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة ، أنبأنا عبدوس ( إلى آخر ما تقدم في شهردار ابن شيرويه الديلمي ).

وبهذا الاسناد إلى شهردار إجازة ... ( إلى آخر ما تقدم في الخوارزمي ).

٨٨

أنبأني الشيخ أبو طالب بن أنجب ... « إلى آخر ما تقدم في أبي الفتح المطرزي » (١).

٢٣

رواية شرف الدين الدركزيني الطالبي القرشي

لقد قال علي بن إبراهيم في ( بحر المناقب ) ما ترجمته :

« في ( نزل السائرين ) و ( المناقب للخطيب ) عن سلمان الفارسي رحمه‌الله قال : سمعت حبيبي المصطفى محمّدا صلّى الله عليه وسلّم يقول : كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل مطيعا ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله تعالى آدم ركّب ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شيء واحد ، حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، فجزء أنا وجزء علي بن أبي طالب » (٢).

ترجمته :

قال الأسنوي الشافعي بترجمته ما نصه :

« شرف الدين محمود بن محمّد بن محمّد القرشي الطائي المعروف بالدركزيني : كان عالما زاهدا ، كثير العبادة شديد الاتباع للسنّة ، صاحب كرامات أجمع عليها العامة والخاصة ، الملوك والعلماء فمن دونهم ، وكان طويلا جدا ، جهوري الصوت ، حسن الخلق والخلق ، جوادا ، من بيت علم ودين ، وله أولاد علماء صلحاء ، صنّف في الحديث كتابا سماه ( نزل السائرين ) في مجلّد واحد ،

__________________

(١) فرائد السمطين ١ / ٣٩ ـ ٤٤.

(٢) بحر المناقب ـ مخطوط.

٨٩

و ( شرح منازل السائرين ) في جزءين.

توفي يوم الجمعة الحادي عشر من شعبان سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة وله في عشر المائة ثلاث سنين ، ودفن بـ ( دركزين ) وهي بدال مهملة مفتوحة ثم راء ساكنة ثم كاف مكسورة ثم زاء معجمة بعدها ياء ونون : بلد من همدان ، بينهما اثنا عشر فرسخا » (١).

٢٤

رواية جمال الدين المدني الزرندي

لقد روى هذا الحديث عن ابن عباس عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ حيث قال : « روى ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله عز وجل آدم سلك ذلك النور في صلبه ، ولم يزل الله عز وجل ينقله من صلب إلى صلب حتى أقرّه في صلب عبد المطلب ، ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب ، فعلي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن من بعدي ».

كما ضمّنه في أبيات له نظمها في مدح الامام أمير المؤمنين هذا مطلعها :

أخو أحمد المختار صفوة هاشم

أبو السادة الغر الميامين بالمنن

في قوله :

هما ظهرا شخصين والنور واحد

بنصّ حديث النفس والنور فاعلمن (٢)

__________________

(١) طبقات الشافعية ١ / ٥٥٥.

(٢) نظم درر السمطين : ٧٩ ـ ٧٨.

٩٠

كتاب نظم درر السمطين :

وقد بيّن ( الزرندي ) قيمة كتابه هذا في خطبته فقال :

« جمعت فيه ما ورد في فضائلهم من أحاديث مما نقلها العلماء والأئمة ، تنبيها على عظم قدرهم وشرفهم وموالاتهم الواجبة على جميع الأمة ... وأسأل الله تعالى أن يجعل سعيي فيما نظمت فيه من الدرر وجمعت فيه من الغرر خالصا لوجهه الكريم ... ».

وقد روى الزرندي في هذا الحديث في كتابه الآخر ( معارج الوصول إلى فضل آل الرسول ) عن ابن عباس باللفظ المتقدم كذلك (١).

كتاب معارج الوصول :

كما بيّن قيمة هذا الكتاب في خطبته قائلا :

« جعلته لي عندهم سببا متينا ، وبرهانا مبينا ، واعتقادا صافيا ، ويقينا وديدنا ودأبا ودينا ... كشفت فيه عن بعض ما خصّهم الله تعالى به من الفضائل المتلألأة الأنوار ، والمناقب العالية المنار ، والمقامات الظاهرة الأقدار ، والكرامات الواسعة الأقطار ، والمراتب الرفيعة الأخطار ، والمنائح الفائحة الأزهار ، والمكارم الفائضة التيار ، والمآثر الكريمة الآثار ... ».

ترجمته :

والزرندي من كبار علماء أهل السنة ، فقد أثنى عليه ابن حجر العسقلاني قائلا : « محمّد بن يوسف بن الحسن بن محمّد بن محمود بن الحسن الزرندي

__________________

(١) معارج الوصول الى فضل آل الرسول ـ مخطوط.

٩١

الحنفي ، شمس الدين أخو نور الدين علي.

قرأت في مشيخة الجنيد البلباني تخريج الحافظ شمس الدين الجزري الدمشقي : نزل شيراز وأنه كان عالما وأرخ مولده سنة ٦٩٣ ووفاته بشيراز سنة بضع وخمسين وسبعمائة ، وذكر أنه صنّف السمطين في مناقب السبطين ، وبغية المرتاح ، جمع فيها أربعين حديثا بأسانيدها وشرحها. قال : وخرج له البرزالي مشيخة عن مائة شيخ ... » (١).

وقال محمّد بن يوسف الشامي في ( سيرته ) ما نصه :

« مشروعية السفر لزيارة قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم : قد ألّف فيها الشيخ تقي الدين السبكي ، والشيخ كمال الدين الزملكاني ، والشيخ داود أبو سليمان كتاب الانتصار وابن جملة وغيرهم من الأئمة ، وردّوا على الشيخ تقي الدين ابن تيميّة فإنه أتى في ذلك بشيء منكر لا تغسله البحار.

وممن ردّه عليه من أئمة عصره : العلاّمة محمّد بن يوسف الزرندي المدني المحدّث في ( بغية المرتاح إلى طلب الأرباح ) ».

كما نقل الحافظ الشريف السمهودي عن كتابه أحاديث ، معبرا عنه بـ ( الحافظ ) ، وكذا أحمد بن الفضل بن محمّد باكثير الحضرمي المكي ، فراجع ( جواهر العقدين ) (٢).

__________________

(١) الدرر الكامنة ٥ / ٦٣.

(٢) من ذلك قوله : « وفي رواية ذكرها الحافظ جمال الدين محمّد الزرندي عن صدى قال : بينما أنا ألعب وأنا غلام عند أحجار الزيت ، إذ أقبل رجل على بعير فوقف يسبّ عليا ٢ فحفّ به الناس ينظرون إليه ، فبينما هم كذلك إذ طلع سعد ـ يعني ابن أبي وقاص ـ فقال : ما هذا؟ قالوا : يشتم عليا. فقال : اللهم إن كان هذا يشتم عبدا صالحا فأر المسلمين خزيه. قال : فما لبث أن تعثّر به بعيره فسقط واندقت عنقه وخبط بعيره فكسره وقتله.

ومن ذلك قوله في ذكر الاختلاف في الصلاة على آل النبي بعد كلام له : « قلت : ويشهد له قول الحافظ أبي عبد الله محمّد بن يوسف الزرندي المدني في أوائل كتاب معراج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول صلّى الله عليه وعليهم وسلم ما لفظه : وقد قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى في هذا المعنى مشيرا إلى وصفهم ، ومنبّها على ما خصهم الله تعالى به من رعاية فضلهم :

٩٢

و ( وسيلة المآل ) (١).

كما نقل عن كتبه جماعة من المحدثين ووصفوه بـ « الشيخ الامام العلامة المحدث بالحرم الشريف النبوي » ومنهم ابن الصباغ المالكي (٢).

٢٥

رواية السيد محمّد الدهلوي المعروف بـ (كيسو دراز)

لقد قال ما معرّبه :

« ويدل حديث [ خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف سنة ، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ] على أنّ جميع الكمالات التي كانت لآدم موجودة في محمّد ، وكذلك كمالات نوح وموسى

__________________

يا أهل بيت رسول الله حبّكم

فرض من الله في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم القدر أنكم

من لم يصلّ عليكم لا صلاة له

ومن ذلك قوله : « وقال الحافظ جمال الدين الزرندي عن ابن عباس رضي الله عنهما : لمّا نزلت هذه الآية ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال صلّى الله عليه وسلّم لعلي رضي‌الله‌عنه : هو أنت وشيعتك ، تأتي يوم القيامة أنت وشيعتك راضين مرضيّين ويأتي عدوك غضابا مقمحين ، فقال : من عدوي؟ قال : من تبرّأ منك ولعنك ».

(١) ففيه : « قال الحافظ جمال الدين الزرندي عقب حديث من كنت مولاه فعلي مولاه الآتي : قال الامام الواحدي : هذه الولاية التي أثبتها النبي صلّى الله عليه وسلّم مسئول عنها يوم القيامة ، أي عن ولاية علي وأهل البيت ، لأن الله تعالى أمر نبيّه صلّى الله عليه وسلّم أن يعرّف الخلف أنه لم يسألهم على تبليغ الرسالة أجرا إلاّ المودة في القربى ، والمعنى : إنهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي صلّى الله عليه وسلّم أم أضاعوها وأهملوها فتكون عليهم المطالبة والتبعة ».

(٢) الفصول المهمة ص ٣.

٩٣

الكليم وخليل الله وروح الله كلّها موجودة في محمّد ، ولم يخلق الله آدم ولا العالم إلاّ من أجل محمّد صلّى الله عليه وسلّم » (١).

كما رواه أيضا في موضعين غيره من كتابه أحدهما بلفظ : « خلقت أنا وعلي من نور واحد ، ففيّ النبوة وفيه الخلافة » ولفظ الآخر : « خلقت أنا وعلي من نور واحد » (٢).

ترجمته :

ترجم له الشيخ عبد الحق الدهلوي في ( أخبار الأخيار ) وقال :

« جمع بين السيادة والعلم والولاية ، له شأن رفيع ودرجة منيعة وكلام عال ، وله مشرب خاص من بين مشايخ ( جشت ) وطريقة يختص وينفرد بها من بينهم في بيان أسرار الحقيقة ... كان بدهلي في أوائل أمره ، وانتقل بعد وفاة شيخه إلى دكن ، وحصل له القبول التام عند أهلها ، وانقادت له الناس ، وتوفي هناك ... ».

ثم ذكر سبب شهرته بهذا اللقب وقال : « من مصنفاته الشهيرة كتاب ( الأسمار ) الذي أورد فيه الحقائق بنحو الألغاز ... » (٣).

٢٦ رواية السيد محمّد بن جعفر المكي

لقد رواه قائلا :

« ع ل. علي كرم الله وجهه : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه

__________________

(١) الأسمار ، السمر الرابع والسبعين.

(٢) الأسمار ـ السمر ، ٧٧ والسمر. ١٠١.

(٣) أخبار الأخيار ١٢٧.

٩٤

قال : أنا وعلي من نور واحد ، فيكون واحدا إلى عبد المطلب ، فنزل نوري في جبهة عبد الله ، فهو أنا ، ونزل نور الولاية في جبهة أبي طالب فهو علي ، فأنا وعلي واحد في النبوة والولاية » (١).

ترجمته :

ترجم له الشيخ عبد الحق الدهلوي في كتاب ( أخبار الأخيار ) وقد أطراه وأثنى عليه الثناء البالغ ، وذكر مؤلفاته ومن بينها ( بحر الأنساب ) (٢).

٢٧ رواية الجلال البخاري

قال ملك العلماء الدولت آبادي :

« وفي ( الخزانة الجلالية ) بهذه العبارة : فصار نصفين نصف إلى عبد الله ونصف إلى أبي طالب ، فخلقت أنا من جزء وعلي من جزء ، فالأنوار كلّها من نوري ونور علي ، والمراد من الأنوار : أولاده ، أو متابعوه » (٣).

ترجمته :

ومخدوم جهانيان ... تجد مناقبه والثناء عليه في الكتب التالية :

١ ـ ( جامع السلاسل ) لمجد الدين علي البدخشاني.

٢ ـ ( أخبار الأخيار ) لعبد الحق الدهلوي.

__________________

(١) بحر الأنساب ـ مخطوط.

(٢) أخبار الأخيار ١٣٢.

(٣) هداية السعداء ـ مخطوط.

٩٥

٣ ـ ( الانتباه في سلاسل أولياء الله ) لوالد ( الدهلوي ).

٤ ـ ( إيضاح لطافة المقال ) لرشيد الدين الدهلوي.

٥ ـ ( الفرع النامي ) لصديق حسن خان.

... وغيرها ...

٢٨

رواية السيد علي الهمداني

لقد روى أحاديث عديدة في الباب تحت عنوان ( المودة الثانية : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعليا من نور واحد ، وفيما أعطي علي من الخصال ما لم يعط أحد من العالمين ) عن سلمان ، وابن عباس ، وأبي ذر ، وسيدنا أمير المؤمنين عليه‌السلام قائلا :

« عن سلمان رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف عام ، فلما خلق الله آدم ركّب ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففيّ النبوة وفي علي الخلافة.

وعنه رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله مطيعا ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم ركّب ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، فجزء أنا وجزء علي.

وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتى.

وعنه رضي‌الله‌عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : خلق الله الأنبياء من أشجار شتى وخلقني وعليا من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلي فرعها

٩٦

والحسن والحسين أثمارها ، وأشياعنا أوراقها ، فمن تعلق بها نجى ومن زاغ عنها هوى.

عن أبي ذر رضي‌الله‌عنه قال : إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : إن الله تعالى أيّد هذا الدين بعلي ، وإنه مني وأنا منه وفيه أنزل ( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ) الآية.

عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : خلقت أنا وعلي من نور واحد » (١).

ترجمته :

وقد ترجم للهمداني بكلّ إطراء وتبجيل في :

١ ـ ( خلاصة المناقب ) للبدخشاني.

٢ ـ ( نفحات الأنس ) لعبد الرحمن الجامي.

٣ ـ ( كتائب أعلام الأخيار ) للكفوي.

٤ ـ ( جامع السلاسل ) للبدخشاني.

٥ ـ ( توضيح الدلائل ) لشهاب الدين أحمد.

٦ ـ ( الفواتح ) للميبدي.

٧ ـ ( السمط المجيد ) للقشاشي.

٨ ـ ( الانتباه ) لولي الله والد ( الدهلوي ).

وروى هذا الحديث عن سلمان في كتابه ( روضة الفردوس ) حيث قال :

« الباب الثالث عشر : ما روي عن سلمان قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف عام ، فلمّا خلق الله آدم ركّب ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب. ففيّ النبوة وفي علي الخلافة ».

__________________

(١) مودة القربى ـ المودة الثامنة.

٩٧

وفيه : « وعنه قال قال عليه‌السلام : كنت أنا وعلي بين يدي الله نورا مطيعا يسبح الله ذلك النور ويقدسه ... » (١).

كلمة الهمداني في روضة الفردوس :

وقد بيّن الهمداني قيمة مؤلّفه ( روضة الفردوس ) بقوله في خطبته :

« ... لمّا طالعت كتاب الفردوس ، من مصنفات الشيخ الامام العلامة قدوة المحققين وحجة المحدثين شجاع الملة والدين ناصر السنة أبي المحامد شيرويه ابن شهردار الديلمي الهمداني ، أفاض الله على روحه سجال الرحمة ، وجدته بحرا من بحور الفرائد وكنزا من كنوز اللطائف ، مشحونا بحقائق الألفاظ النبوية ، ومخزونا في حدائق فصوله دقائق الآثار المصطفوية ، ومع كثرة فوائده وشمول موائده كاد أن تنطفئ أنواره وتندرس آثاره ، لما فيه من التطويل والزيادات ... فدعتني بواعث خواطري إلى استخراج لبابه واستحضار أبوابه ، تسهيلا لضبط الألفاظ وتيسيرا لدرك الحفاظ ، فاستخرجت من قعر تلك البحور أشرف جواهرها ، وجنيت من أغصان رياضها أنفس زواهرها ، وسمّيت كتابي ( روضة الفردوس ) مبوبة على عشرين بابا ، كل باب منها ينفرد برواية صحابي لا غير ... ».

ورواه أيضا في كتابه ( مشارب الأذواق في شرح ميمية ابن الفارض ) بشرح ( قوله ) :

لها البدر كاس وهي شمس تديرها

هلال وكم يبدو إذا مزجت بنجم

وقد علّق عليه وأيّده بالأحاديث الأخرى.

__________________

(١) روضة الفردوس ـ مخطوط.

٩٨

٢٩ رواية الجلال الخجندي

لقد قال الشهاب أحمد في معنى حديث ( أنا منه وهو مني ) ما نصّه :

« قال العلاّمة مطلع الكشف والكرامة جلال الدين أحمد الخجندي ... : يجوز أن يكون المراد بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبارك وسلّم : أنا منه وهو مني : ما قيل أنه ورد في الحديث : أنا وعلي من نور واحد ، أي : كلّ منا مما منه الآخر » (١).

ترجمته :

وقد أكثر شهاب الدين أحمد من الاعتماد على الخجندي ، مما يدل على عظمة الرجل وجلالته ، وهو تارة يعبّر عنه بما مر ، وأخرى بـ « الشيخ الامام العارف العلامة منبع الكشف والعرفان والكرامة ، جامع علمي المعقول والمنقول ، المشهود له بالصديقية العظمى من أهل اليقين والوصول ، جلال الملة والشريعة والصدق والطريقة والحق والحقيقة والدين أحمد الخجندي ، شيخ الحرم الشريف النبوي المحمدي قدس روحه ، في بعض مصنفاته : اعلم أنه قد ورد في بعض الآثار الصديق الأكبر هو أبو بكر رضي الله تعالى عنه ، وقد ورد في بعض الآثار إطلاق الصديق الأكبر على المرتضى رضي الله تعالى عنه وكرم وجهه ، وما ورد اطلاق الصديق الأكبر على غيرهما ... ».

وثالثة بقوله : « ... قال الشيخ العارف أسوة ذوي بالمعارف جلال الدين أحمد الخجندي قدس الله سره ـ بعد رواية عائشة ومعاوية وأبي ذر رضي الله عنهم كما سبق ـ : وهذه الآثار عاضدة حديث الطير ، إذ لا يكون أحد أحب إلى رسول

__________________

(١) توضيح الدلائل ـ مخطوط.

٩٩

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبارك وسلّم إلاّ أن يكون ذلك أحب إلى الله عز وجل ».

ورابعة بقوله : « قال الشيخ المرضي والامام الرضي جلال الدين الخجندي رحمه الله تعالى : وقد ثبت أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبارك وسلّم أمر بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلاّ باب علي ... ».

وخامسة بقوله : « قال الشيخ الامام الفائق العالم بالشرائع والطرائق والحقائق جلال الملة والدين أحمد الخجندي ثم المدني روح الله روحه وأناله كل مقام سني : قد نشأ ـ يعني عليا كرم الله تعالى وجهه ـ وربي في حجر النبي صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم من الصغر ... ».

٣٠

رواية السيد شهاب الدين أحمد

لقد روى هذا الحديث عن الصالحاني ، بسنده عن محمّد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم روى حديث ( الشجرة ) عن جابر عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهذا نص روايته :

« عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم : كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق الله سبحانه آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النّور في صلبه ، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حق أقرّه في صلب عبد المطلب ، فقسّمه قسمين قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب. فعلي مني وأنا منه لحمه لحمي ودمه دمي ، ومن أحبه فبحبي أحبه ومن

١٠٠