نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٥

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٥

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩٠

وجوه دلالة هذا الكلام

وكلام والد ( الدهلوي ) هذا يوضّح دلالة حديث النور على المطلوب من وجوه :

١ ـ قوله : « وقد افتضت الحكمة الإلهية أن ينالوا بذلك الصفاء والرفعة ، ففوضت إليهم رئاسة العالم ، قال الله تعالى : ( اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ ).

أقول : إذا كان الأمر كذلك فإن الامام عليا عليه‌السلام كانت له الأهلية الكاملة لأن تفوّض إليه رئاسة العالم ـ وهي الخلافة العامة والحكومة التامة ـ لوجود المقتضي الذي ذكره لذلك ، بدليل حديث ( النور ) ، وإذ أنه يفيد كون أمير المؤمنين عليه‌السلام أشرف وأفضل من آدم وسائر الأنبياء عليهم‌السلام ، ما عدا خاتمهم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حيث الصفاء والرفعة وغير ذلك لاتحاد نوره مع نوره ، مع العلم بأنه أفضل جميع الأنبياء السابقين ، فحديث النور من الأدلة الدالة على وجوب تفويض الامامة لعلي عليه‌السلام بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو المطلوب ، فمخالفة ( الدهلوي ) لأبيه وإنكاره دلالة الحديث على الامامة أمر غريب.

٢ ـ قوله : « وفي الأمة ... » أقول : وبما أن حديث النور يدل بفحواه دلالة قطعية على هذا المعنى ، فإن عليا عليه‌السلام هو الخليفة بعد الرسول الأعظم لا غيره ممن لا يبلغ هذه الدرجة ولا إلى أقل قليل منها.

٣ ـ قوله : « كالشمس تنعكس ... » ظاهر في أن خلفاء الرسول يجب أن يكونوا هكذا ، لا كالتراب والخشب والحجارة التي لا تنعكس فيها أشعة الشمس أبدا.

ولا ريب في أن عليا هو الذي كان يداني النبي في حالاته وصفاته ، بل هما واحد ( لحديث النور ) وغيره بحيث لا يدانيه أحد حتى من الأنبياء والمرسلين ، فكيف بأولئك الذين لم تنطبع في ذواتهم شيء من صفات الرسول ، ولم تتمثل فيهم

٣٠١

خصلة من خصاله الحميدة.

٤ ـ قوله : « فإن هؤلاء وهم خلاصة الأمة ... » صريح في أن الخلفاء لا بدّ وأن يكونوا آخذين من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما لم يوفق له غيرهم ... وعلي عليه‌السلام قد بلغ هذه الدرجة الرفيعة ( لحديث النور ) قطعا ، فهو الخليفة بلا فصل ، وخلافة المتقدّمين عليه باطلة بلا ريب.

٥ ـ قوله : « فكما أن صاحب الخلافة الخاصة ... ».

أقول : لقد دل ( حديث النور ) على هذا المعنى أيضا ، ودل على اختصاصه بعلي عليه‌السلام ، فهو رئيس الأمة في الظاهر والباطن بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا حظّ لغيره من ذلك ، فتقدم أحد عليه ـ حتى لو بلغ ما بلغ من العظمة والجلال ـ غير جائز ، فما ظنّك بتقدّم من تقدّم عليه؟!.

١١ ـ محمّد صدر العالم

وللعلامة محمّد صدر العالم كلام طويل ، صريح في المطلوب ، واف بالغرض ، نورده بنصّه على طوله :

« أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن علي قال : لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) دعاني فقال : يا علي ، إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني مهما أبادههم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمتّ عليها ، حتى جاءني جبرئيل فقال : يا محمّد إنك إن لم تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك. فاصنع لي صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واجعل لنا عسّا من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلّمهم وأبلّغ ما أمرت به ، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له ، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون أو ينقصونه ، فيهم أعمامهم أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به ، فلما وضعته تناول النبي صلّى الله عليه

٣٠٢

وسلّم جذبة من اللحم ، فشقّها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال : كلوا بسم الله ، فأكل القوم حتى نهلوا عنه حتى ما نرى إلا آثار أصابعهم ، والله إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم. ثم قال : اسق القوم يا علي ، فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعا ، وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله ، فلما أراد النبي أن يكلّمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال : لقد سحركم صاحبكم والله ، فتفرق القوم ولم يكلمهم النبي.

فلما كان الغد قال : يا علي هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول ، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم ، فعدلنا بمثل الذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ثم اجمعهم لي ، ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقرّبته ففعل كما فعل بالأمس ، فأكلوا وشربوا حتى نهلوا ، ثم تكلّم النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيّكم يؤازرني على أمري هذا؟ قلت ـ وأنا أحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا ـ أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي فقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون لأبي طالب ويقولون : قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي.

وأخرج ابن جرير عن علي قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوا إليه ، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعا وقلت : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثم قال : هذا أخي ووصيي وخليفتي فاسمعوا له وأطيعوا.

وأخرج أحمد وابن جرير والضياء عن علي أنه قيل له : كيف ورثت ابن عمك دون عمك؟ فقال : جمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بني عبد المطلب وهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب القربة ، فصنع لهم مدّا من طعام وأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس أو لم يشرب ، فقال : يا بني عبد

٣٠٣

المطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة ، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم ، فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي؟ فلم يقم إليه أحد ، فقمت إليه وكنت من أصغر القوم ، فقال : اجلس. ثم قال ثلاث مرات ، كل ذلك أقوم إليه فيقول لي : اجلس ، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي. قال : فلذلك ورثت ابن عمي.

تفسير خطير أدى إليه الذوق الصحيح :

اعلم أن الأخوة هي المقارنة الوجودية أولا والمشهودية ثانيا ، والوصاية هي التحقق بما تحقق به الموصى علما وحالا ومقاما ومعرفة ، والوزارة تحمل ما تحمله الموزر من الأحمال والأثقال ، والوراثة تحصيل ما حصّله المورّث لا على سبيل الكسب بل بالمناسبة الاستعدادية والاقتضائية ، والخلافة هي القيام مقام المستخلف على سبيل البدلية.

تحقيق أنيق : اعلم أن للوصاية والاخوة وغيرهما من الفضائل المذكورة حكمة غامضة وسر عميق في الأصل الوجودي ، اتضح بالوجدان الصريح والذوق الصحيح ، وهو أن حضرة الوجوب والالوهية لما أفضت بفيضها الأقدس صورا معلومة في حضرة علمه ، فأول مفاض في تلك الحضرة هو العين المحمّدي صلّى الله عليه وسلّم وحقيقته الجامعة لجميع حقائق الممكنات وأعيانها ، ولها البرزخية الكبرى بين حضرة الوجوب والإمكان.

ثم استفاض بالثبوت العلمي بوساطته صلّى الله عليه وسلّم مقترنا به العين العلوي الجامع لحقائق الأنبياء والمرسلين وغيرها ، ثم استفاضت الأعيان الأخر وكذلك لمّا أفاضت هذه الحضرة بفيضها المقدس إفاضة وجودية خارجيّة في الحضرة العيانية ، كان السابق بالوجود في تلك الحضرة الروح المحمّدي وتاليه الروح العلوي.

ثم لما أوجد الله الهباء فأول ما ظهرت به حقيقة محمّد صلّى الله عليه وسلّم وروحه قبل سائر الحقائق والأرواح ، وكان الروح العلوي أقرب الأرواح إليه صلّى الله عليه وسلّم ، فظهرت مقارنا لظهوره.

٣٠٤

ثم استعدّت وتوجّهت تلك الحقيقة المحمّدية والصورة الهبائية ، لانطباق التدلي الأعظم الحق الذي به يهتدي الخلق وإليه يلجأ ، وذلك التدلي عبارة عن تجل إلهي بحسب جمعية أسماء في الاسم الرحيم الهادي ، فتجلى الرحيم الهادي بأحدية جميع الأسماء في صورة النور الأعظم وانطبق على تلك الصورة الهبائية فتحقق وتجوهر بها ، ثم انبسط ذلك النور على من هو أقرب به صلّى الله عليه وسلّم في ذلك الهباء. ثم وثم.

وكان أقرب الناس إليه في ذلك الهباء علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، ولذا صار جامعا لحقائق الأنبياء والمرسلين وأسرار المتقدمين والمتأخرين ، وكان أخا له صلّى الله عليه وسلّم ووصيا وخليفة ووارثا ووزيرا ووليا للمؤمنين ومولى لهم وممدا لجميع الأنبياء والمرسلين والأولياء الأولين والآخرين بمدده صلّى الله عليه وسلّم الناشي من ذلك النور الأعظم.

ويؤيد ما قلناه ما أخرجه الامام أحمد في المناقب عن سلمان الفارسي قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم قسّم ذلك النور جزءين ، فجزء أنا وجزء علي بن أبي طالب.

ويؤيده أيضا قوله صلّى الله عليه وسلّم : يا علي كنت مع الأنبياء سرّا ومعي جهرا.

وقال سيّدي وسندي وجدّي المتفرد بالله الصمد الشيخ أبو الرضا محمّد قدس الله سرّه الأمجد في شرح هذا الحديث : نعم هو من الأولياء السابقين وهم الذين يتصرّف تمثل روحهم في العالم ، قبل أن يتعلق الروح بالبدن العنصري تعلق التصرف والتدبير. فقال : ويؤيده قصة دشت أرزن ، وتلك قصة طويلة لم أذكرها مخافة الإطالة ، فمن أراد الاطلاع عليها فليطالع الملفوظات القدسية الرضائية التي ألّفتها ورتبتها. وأيضا مؤيد للمذكور ما روي في كلماته المأثورة رضي‌الله‌عنه : أنا علي وهو علي أنا بكلّ شيء عليم ، أنا الذي مفاتيح الغيب عندي لا يعلمها بعد

٣٠٥

محمّد غيري ، أنا قلب الله ، أنا يد الله ، أنا جنب الله ، أنا اللوح المحفوظ ، أنا ذو القرنين ، أنا النوح الأول ، أنا الابراهيم الخليل ، أنا الموسى الكليم ، أنا الأول والآخر والظاهر والباطن ، أنا روح الأرواح ، أنا روح الأشباح ، أنا خازن النبوة ، أنا وجه الله ، أنا ترجمان وحي الله. انتهى.

ثم اعلم أنه كان منشأ التحقيق أني رأيت في مبشرة كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قدم في بلدي وتوجّه إلى الحصن السلطاني ، فدخل فيه وأصحابه رضي الله عنهم كلّ واحد منهم نزل في دار من له معرفة به ومودة ، حتى جاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه إلى داري وجلس على سقف بيتي ، فصعدت السقف وقمت وراء ظهره لخدمته ، فلبث رضي‌الله‌عنه قليلا ، ثم قام وقال لي : انظر إلى السماء ، فرأيت في كبد سماء الحقيقة بدرا كاملا تنور به العالم كمال التنور ، فقال رضي‌الله‌عنه : هذا البدر تمثال الحقيقة المحمّدية فإذا البدر انشق بنصفين ، نصف بقي على السماء وكمل بدرا في آن واحد كأنه ما انشق ، وانتقل النصف الثاني فدخل في صدره رضي‌الله‌عنه ، وكنت انظر إذ كمل بدرا بتدريج قليل ، فقال رضي‌الله‌عنه : هذا نسبتي مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ثم قال بالتلطّف التام : وهكذا نسبتك معي فانظر إلى بدري ، فرأيت فإذا بدره انشق بشقين قام الشق الواحد في صدره رضي‌الله‌عنه وكمل بدرا كأنه ما انشق ، وانتقل الشق الثاني فدخل في صدري ، وقال رضي‌الله‌عنه بالعطوفة التامة : سيكمل شقّك أيضا بدرا ولكن بالتدريج مرة بعد أخرى ، ثم جاء رضي‌الله‌عنه وقعد في حجري فعانقته وشرعت أقول : أنت سيدي وإمامي ، أنت حجتي وبرهاني ، أنت إسلامي وإيماني ، أنت عرفاني ووجداني ، أنت ذاتي وصفاتي ، أنت حقيقتي ورسمي ، أنت أخلاقي وأسراري ، ثم انكشف على السر الذي حررت ، فالحمد لله حمدا كثيرا خالدا مع خلوده ، والحمد لله حمدا لا منتهى له دون علمه ، والحمد لله حمدا لا منتهى له دون مشيته ، والحمد لله حمدا لا أجر يقابله إلاّ رضاه.

وقد صرّح الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي قدس‌سره ببعض هذا

٣٠٦

التحقيق ، فرأيت أن أذكر كلامه استشهادا ، قال الشيخ في الباب السادس من الفتوحات المكية : إن الله تبارك وتعالى لما أراد بدأ ظهور العالم على حد ما سبق في علمه انفصل العالم من تلك الإرادة المقدسة بضرب تجل من تجليات التنزيه إلى الحقيقة الكلية ، فحدث الهباء وهو بمنزلة طرح البناء الجص ليفتح فيه من الأشكال والصور ما شاء ، وهذا هو أول موجود في العالم. ثم إنه تعالى تجلى بنوره إلى ذلك الهباء والعالم كله فيه بالقوة ، فقبل منه كلّ شيء في ذلك الهباء على حسب قربه من النور ، كقبول زوايا البيت نور السراج ، فعلى حسب قربه من ذلك النور يشتد ضوؤه وقبوله ، ولم يكن أحد أقرب إليه قبولا من حقيقة محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، فكان أقرب قبولا من جميع ما في ذلك الهباء ، فكان صلّى الله عليه وسلّم مبدأ ظهور العالم وأول موجود.

قال الشيخ محيي الدين : وكان اقرب الناس إليه في ذلك الهباء علي بن أبي طالب إمام العالم بأسره والجامع لأسرار الأنبياء أجمعين ـ انتهى ما في اليواقيت والجواهر نقلا من الفتوحات. فاحفظ ذلك التحقيق تجده نافعا معينا في كشف كلّ فضيلة ومنقبة ماضية وآتية إن شاء الله تعالى ، فإنه أصل كل منقبة والله أعلم » (١).

* * *

__________________

(١) معارج العلى ـ مخطوط.

٣٠٧

قوله :

« لأن كون سيدنا الأمير شريكا في النور النبوي لا يستلزم إمامته من بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم ».

أقول :

ليس هذا النفي إلاّ مكابرة فاضحة ، لأن كون النور العلوي جزء من النور النبوي ومقدما في الخلق والإيجاد على خلق آدم وسائر الأنبياء عليهم‌السلام يثبت الافضلية له عليه‌السلام ، وذلك صريح كلام المحققين من أهل السنة كما عرفت ، فتكون أفضليته من الخلفاء الثلاثة من البديهيات المسلمة ، وهذا كاف لإثبات إمامته عليه‌السلام بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل ، وقد دل على ذلك أيضا كلام والد ( الدهلوي ) وتصريحات ابن تيمية وغيرهما من أكابر علماء أهل السنة.

وليعلم أن تعبير ( الدهلوي ) عن هذه الحقيقة بلفظ « الاشتراك » غير

٣٠٨

واضح ، وكأنه يقصد منه التفكيك بين النورين ، وأن نوره عليه‌السلام أقل من نور النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لكن الأحاديث دلّت على أن النور الذي خلق أولا قبل كل شيء كان نورا واحدا ، ولم يزل كذلك في الأصلاب والأرحام حتى انقسم إلى نصفين في صلب عبد المطلب رضي‌الله‌عنه ، ولفظ « النصف » صريح في التساوي بين النورين ، وأين المناصفة التي وردت في الأحاديث من المشاركة التي قالها ( الدهلوي )؟!

فيجب حينئذ حمل الأحاديث التي لم يرد فيها لفظ « النصف » على هذا المعنى ، وما كان منها مشتملا على لفظ « الجزء » لا يأبى الحمل على معنى « النصف » ، بل المتبادر من تقسيم الشيء إلى جزءين هو التساوي بينهما.

وبعد ، فلو تنزلنا وسلّمنا كون نوره عليه‌السلام أقل من نور النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنه أيضا مثبت لأفضلية علي بعده من جميع الخلائق ، فكيف بمن سبق الكفر إسلامه ، وكان محروما من ذلك النور؟!

قوله :

« فلا بدّ لمن يدعي ذلك من إثبات الملازمة بين الأمرين وبيانها بحيث لا تقبل المنع ».

أقول :

قد أثبتنا إثباتا لا يشوبه ريب ومذل بتوفيق الله ولي الطول والفضل ، أن كون نور الوصي مساويا في التقدم لنور النبي دليل زاهر على الخلافة بلا فصل ، وأن الإنكار والرد لا يصدر إلاّ من باب الهذر والهزل ومن أصحاب السفه والعناد الرذل ، فلا يلصق غبار بهذا المطلوب المشرق المنار العلي الأخطار المقبول لدى

٣٠٩

أولي الأبصار ، والذي لا ينكره ويجحده إلاّ الذين هم ما جاسوا خلال ديار الآثار ، وما تشرفوا قط بملاحظة تصريحات الأساطين الكبار ، وما خاضوا في غمار بحار تفحص الأسفار.

قوله :

« ودون ذلك خرط القتاد ».

أقول :

إثبات خرط القتاد دون هذا المرام الصريح السداد ، والمراد الواضح الرشاد لا يصدر إلاّ ممن خب وأوضع في مهامه العناد ، ونكص وجار وراغ عن الحق الأبلج وحاد ، واضطرب في مجاهل التعصب والتعسف ، وإنما خرط القتاد من خبط خبط العشواء وركب متن البعاد عن الانتقاد.

قوله :

« ولا كلام في قرب نسب حضرة الأمير من النبي ».

أقول :

حمله مفاد حديث النور على مجرد القرب النسبي تعنت لم يسبق إليه ، ومع ذلك ففيه اعتراف ضمني بصحة حديث النور ، وردّ صريح على ما تقدم منه من دعوى بطلان الحديث من أصله

٣١٠

كما أنه تكذيب لدعوى ( ابن الجوزي ) و ( الكابلي ) و ( القاضي الهندي ) بطلانه ووضعه ، ولا يحيق المكر السيء إلاّ بأهله.

وفي قوله : لا كلام في قرب نسب حضرة الأمير من النبي رد على ( عمر بن الخطاب ) ، إذ نفى هذا القرب بإنكاره كون الامام عليه‌السلام أخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قال ابن قتيبة : « إن أبا بكر أخبر بقوم تخلّفوا عن بيعته عند علي ، فبعث إليهم عمر بن الخطاب ، فجاء فناداهم وهم في دار علي وأبوا أن يخرجوا ، فدعا عمر بالحطب فقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنّها عليكم على ما فيها. فقيل له : يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة. فقال : وإن.

فخرجوا وبايعوا إلاّ عليا ، فزعم أنه قال : حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي عن عاتقي حتى أجمع القرآن ، فوقفت فاطمة على بابها ، فقالت : لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم جنازة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تروا لنا حقا.

فأتى عمر أبا بكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر : يا قنفذ ـ وهو مولى له ـ اذهب فادع عليا. قال : فذهب فنقذ إلى علي ، فقال : ما حاجتك؟ قال : يدعوك خليفة رسول الله. قال علي : لسريع ما كذبتم على رسول الله ، فرجع فنقذ فأبلغ الرسالة. قال : فبكى عمر طويلا ، فقال عمر الثانية : ألا تضم هذا المتخلف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر لقنفذ : عد إليه فقل : أمير المؤمنين يدعوك لتبايع ، فجاءه قنفذ فنادى ما أمر به ، فرفع علي صوته فقال :

سبحان الله لقد ادّعى ما ليس له. فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة ، قال : فبكى أبو بكر طويلا.

ثم قام عمر فمشى ومعه جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب ، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها باكية : يا رسول الله ما ذا لقينا بعد أبي من ابن الخطاب وابن أبي قحافة! فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين ،

٣١١

فكادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر معه قوم.

فأخرجوا عليا ومضوا به إلى أبي بكر فقالوا له : بايع ، فقال : إن لم أفعل فمه؟ قالوا : إذا والله الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك ، قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله. قال عمر : أما عبد الله فنعم وأما أخا رسوله فلا ، وأبو بكر ساكت لا يتكلّم. فقال عمر : ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال : لا أكرهه على شيء ما كان فاطمة إلى جنبه.

فلحق علي بقبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصيح ويبكي وينادي : يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ... » (١).

* * *

__________________

(١) الامامة والسياسة ، كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب / ١٢.

٣١٢

وجوه صحة الاستدلال بالقرب النسبي

على الإمامة بلا فصل

٣١٣
٣١٤

قوله :

« وإنما الكلام في استلزام القرب النسبي للامامة بلا فصل ».

أقول :

إن الاستدلال بقرب نسب أمير المؤمنين عليه‌السلام من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على خلافته عليه‌السلام صحيح بلا ريب ومتين في نهاية المتانة ، والوجوه الدالة على صحة الاستدلال بهذا الأمر ، والمثبتة لبطلان تشكيك ( الدهلوي ) كثيرة جدا ، وهذا بعضها :

١ ـ أحاديث اصطفاء بني هاشم :

لقد أفادت الأحاديث الكثيرة : إن الله تعالى قد اصطفى بني هاشم من جميع خلقه ، فهم أفضل من غيرهم ، ولما كان أمير المؤمنين عليه‌السلام من بني

٣١٥

هاشم ـ بل هو أفضلهم بعد النبي بالإجماع ـ فهو أفضل من الثلاثة الذين لم يكونوا من بني هاشم ، ومع وجود أفضل بني هاشم كيف يجوز التقدم عليه؟! وإليك بعض نصوص أحاديث الاصطفاء المشار إليها مع بعض ما يتعلّق بها :

١ ـ مسلم عن أبي عمار شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : « إن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل عليه الصلاة والسّلام ، واصطفى قريش من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم » (١).

قال النووي بشرحه : « قوله صلّى الله عليه وسلّم : إن الله اصطفى كنانة إلى آخره. استدل به أصحابنا على أن غير قريش من العرب ليس بكفء لهم ، ولا غير بني هاشم كفؤ لهم إلاّ بني المطلب ، فإنهم هم وبنو هاشم شيء واحد كما صرح به في الحديث الصحيح ، والله أعلم » (٢).

٢ ـ الترمذي عن واثلة بن الأسقع قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة ، واصطفى من بني كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم.

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.

... عن العباس بن عبد المطلب قال قلت : يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم ، فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم ، وخير الفريقين ، ثم خير القبائل فجعلني من خير القبيلة ، ثم خير البيوت فجعلني من

__________________

(١) صحيح مسلم ٢ / ٢٠٣.

(٢) المنهاج في شرح مسلم ١٥ / ٣٦.

٣١٦

خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا.

هذا حديث حسن ... » (١).

٣ ـ وأخرج ابن الأثير ما تقدّم عن مسلم والترمذي وغير ذلك في فضائل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومناقبه ... (٢).

٤ ـ وروى الواقدي مكالمة عمرو بن العاص مع قسطنطين وقد جاء فيها : « وإن الله عز وجل اختار لنبينا الأنساب من صلب آدم إلى أن خرج من صلب أبيه عبد الله ، فجعل خير الناس من ولد إسماعيل ، وألهم اسماعيل أن يتكلّم بالعربية وترك إسحاق على لسان أبيه ، فولد إسماعيل العرب ، ثم جعل خير العرب كنانة ثم جعل خير كنانة قريشا ، ثم جعل خير قريش بني هاشم ، ثم جعل خير بني هاشم بني عبد المطلب ، ثم جعل خير بني عبد المطلب نبينا صلوات الله وسلامه عليه فبعثه رسولا واتخذه نبيا ، وهبط عليه جبرئيل بالوحي وقال : طفت المشرق والمغرب فلم أر أفضل منك يا محمّد.

قال : فاقشعرت جلود القدم وخضعت جوارحهم حين ذكرت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورجفت قلوبهم ، ودخلت الهيبة قلب قسطنطين حين سمع كلام عمرو وقال له : صدقت في قولك ، كذلك الأنبياء تبعث من كبار بيوت قومها » (٣).

٥ ـ وروى ابن سعد حديث واثلة بن الأسقع ، ثم قال : « أخبرنا أبو ضمرة المديني ، نا أنس بن عياض الليثي ، نا جعفر بن محمّد بن علي عن أبيه محمّد بن علي ابن حسين بن علي بن أبي طالب : إن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : قسّم الله الأرض نصفين فجعلني في خيرهما ، ثم قسم النصف على ثلاثة فكنت في خير ثلث منها ، ثم اختار العرب من الناس ، ثم اختار قريشا من العرب ، ثم اختار بني

__________________

(١) صحيح الترمذي ٥ / ٥٨٣ ـ ٥٨٤.

(٢) جامع الأصول ٩ / ٣٩٦.

(٣) فتوح الشام ٢ / ٤١.

٣١٧

هاشم من قريش ، ثم اختار بني عبد المطلب من بني هاشم ، ثم اختارني من بني عبد المطلب.

... عن محمّد بن علي قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إن الله اختار العرب ، فاختار منه كنانة أو النضر بن كنانة ، ثم اختار منهم قريشا ، ثم اختار منهم بني هاشم ، ثم اختارني من بني هاشم.

... عبد الله بن عبيد بن عمير قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إن الله اختار العرب فاختار كنانة من العرب ، واختار قريشا من كنانة ، واختار بني هاشم من قريش ، واختارني من بني هاشم » (١).

٦ ـ وعقد الحافظ أبو نعيم في ( دلائل النبوة ) « الفصل الثاني في ذكر فضيلته صلّى الله عليه وسلّم بطيب مولده وحسبه ونسبه وغير ذلك » فذكر أحاديث كثيرة في هذا المعنى بالأسانيد المتصلة ... ونحن نذكر بعضها مجردة عن الأسانيد : « ... أخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء ».

« ... ألا إن الله تعالى خلق خلقه ثم فرقهم فريقين فجعلني من خيرهم قبيلة ، فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا ».

« ... خير العرب مضر ، وخير مضر بنو عبد مناف ، وخير بني عبد مناف بنو هاشم ، وخير بني هاشم بنو عبد المطلب ، والله ما افترق فرقتان مذ خلق الله آدم إلاّ كنت في خيرهما ».

« ... إن الله تعالى قسّم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما ، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا ثم جعل الأثلاث قبائل ، فجعلني في خيرها قبيلة ، ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) الآية ».

__________________

(١) الطبقات الكبرى ١ / ٢٠ ـ ٢١.

٣١٨

« ... فاختار من الخلق بني آدم ، واختار من بني آدم العرب ، واختار من العرب مضر ، واختار من مضر قريشا ، واختار من قريش بني هاشم ، ثم اختارني من بني هاشم ، فأنا خيار إلى خيار ... ».

٧ ـ وقال القاضي عياض : « وأمّا شرف نسبه وكرم بلده ومنشأه فمما لا يحتاج إلى إقامة دليل عليه ولا بيان مشكل ولا خفي منه ، فإنه نخبة بني هاشم ، وأفضل سلالة قريش وصميمها ، وأشرف وأفضل العرب وأعزهم نفرا من قبل أبيه ، ومن أهل مكة من كرم بلاد الله على الله وعباده ».

فروى في هذا الفصل وغيره أحاديث عديدة ، منها حديث واثلة ، وبعض الأحاديث المتقدمة بأسانيده إلى رواتها (١).

٨ ـ وروى الحافظ الكنجي بسنده حديث واثلة عن مسلم ثم عن الترمذي ثم قال : « قلت : ومعنى قوله اصطفى : اختار ، ذكره جماعة من المفسرين في قوله عز وجل ( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) فثبت أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبر ـ وهو الصادق الصدوق ـ عن الله تبارك وتعالى أنه اصطفى بني هاشم على غيرهم من قبائل قريش ، ويؤيّد هذا القول ما أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل زيادة على ما جمعه والده من مناقب علي ... عن علي بن أبي طالب قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : يا معشر بني هاشم والذي بعثني بالحق لو أخذت بحلقة باب الجنة ما بدأت إلاّ بكم ، ولو لم يكن كالشمس ما أدخله في مصنف والده » (٢).

٩ ـ وذكر الحافظ محب الدين الطبري بعض هذه الأحاديث تحت عنوان « ذكر اصطفائهم » و « ذكر أنهم خير الخلق » (٣).

__________________

(١) الشفا بتعريف حقوق المصطفى : ٦٢.

(٢) كفاية الطالب : ٤١٠.

(٣) ذخائر العقبى : ١٠.

٣١٩

١٠ ـ وروى المتقي أحاديث كثيرة في هذا الباب تقدّم ذكر طائفة منها عن الكتب المختلفة ، ومما أورده سوى ما تقدم :

« قال لي جبرئيل : قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد رجلا أفضل من محمّد ، وقلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم. الحاكم في الكنى وابن عساكر عن عائشة » (١).

« كنت وآدم في الجنة في صلبه ، وركب بي السفينة في صلب أبي نوح ، وقذف بي في النار في صلب إبراهيم. لم يلتق أبواي قط على سفاح ولم يزل الله ينقلني من الأصلاب الحسنة إلى الأرحام الطاهرة صفي مهدي ، لا يتشعب شعبتان إلاّ كنت في خيرهما ... » (٢).

« ما ولدتني بغي قط منذ خرجت من صلب آدم ، ولم تزل تنازعني الأمم كابرا عن كابر حتى خرجت من أفضل حيين من العرب : هاشم وزهرة » (٣).

وقد روى هذه الأحاديث وغيرها جماعة آخرون مثل :

* محمّد بن يوسف الزرندي (٤).

* السيد علي الهمداني (٥).

* شهاب الدين القسطلاني (٦).

* ابن حجر المكي بشرح قول البوصيري :

« لم تزل في ضمائر الكون تختار

لك الأمهات والآباء »

* نور الدين الحلبي حيث قال : « ومما يدل على شرف هذا النسب أيضا :

__________________

(١) كنز العمال ١١ / ٤٠٩.

(٢) المصدر ١١ / ٤٢٧.

(٣) المصدر ١١ / ٤٢٧.

(٤) نظم درر السمطين ٥٢.

(٥) المودة في القربى ينابيع المودة : ٢٤٢.

(٦) المواهب اللدنية ١ / ١٣.

٣٢٠