نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٥

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٥

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩٠

١١

رواية الوصابي

رواه عن الديلمي عن جابر (١).

وعن الخطيب في فضائل الصحابة عن علي عليه‌السلام : « قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أشبهت خلقي وخلقي وأنت من شجرتي التي أنا منها » (٢).

١٢

رواية جمال الدّين المحدّث

رواه عن جابر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. وهو الحديث الرابع من أحاديث كتابه (٣).

__________________

(١ ـ ٢) الاكتفاء في فضائل الأربعة الخلفاء ـ مخطوط.

(٣) الأربعين ـ مخطوط.

١٢١

١٣

رواية المنّاوي

رواه عن فردوس الأخبار للديلمي (١).

١٤

رواية الجفري

رواه حيث قال :

« وقال صلّى الله عليه وسلّم : الناس من شجر شتى وأنا وعلي من شجرة واحدة » (٢).

١٥

رواية البدخشي

رواه عن الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن جابر. وعن الديلمي عن جابر وابن عباس (٣).

__________________

(١) كنوز الحقائق ، هامش الجامع الصغير ١ / ٨٠.

(٢) كنز البراهين ـ مخطوط.

(٣) مفتاح النجا ـ مخطوط. ومنه يعلم رواية الطبراني وابن مردويه.

١٢٢

١٦

رواية صدر العالم

رواه عن الحاكم عن جابر قائلا : « أخرج الحاكم عن جابر قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا علي الناس من شجر شتى ، وأنا وأنت من شجرة واحدة » (١).

١٧

رواية الدهلوي

رواه عن الحاكم وابن مردويه عن جابر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : « وهو صحيح على رأي الحاكم » ثم ترجمه إلى الفارسية.

قال : « وفي بعض الروايات : خلقت أنا وأنت من طينة إبراهيم » ثم ترجمه كذلك (٢).

__________________

(١) معارج العلى ـ مخطوط.

(٢) تحفة المحبين ـ مخطوط.

١٢٣

١٨

رواية اللكهنوي

رواه عن الحاكم وابن مردويه عن جابر ... ثم قال : « وهو صحيح على رأي الحاكم » ثم ترجمه إلى الفارسية (١).

__________________

(١) وسيلة النجاة في مناقب الحضرات : ٦٩.

١٢٤

( الحديث الثاني )

حديث الشجرة

( بلفظ آخر )

وحاصله :

إنّ الله خلق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من شجرة ، وهو أصلها ، وعلي فرعها ، والحسنان أغصانها.

وممن رواه من الحفاظ والعلماء :

١ ـ عبد الله بن أحمد بن حنبل.

٢ ـ الطبراني صاحب المعاجم الثلاثة.

٣ ـ أبو نعيم الاصفهاني.

٤ ـ ابن المغازلي الشافعي.

٥ ـ ابن عساكر الدمشقي.

٦ ـ الكنجي الشافعي.

٧ ـ الدولت آبادي الهندي.

٨ ـ شهاب الدين أحمد.

١٢٥

١

رواية عبد الله بن أحمد

روى هذا الحديث في ( زوائد المسند ) بقوله :

« أخبرنا علي بن إسحاق بن عيسى وثنا عثمان بن عبد الله ، حدّثنا عبد الله ابن لهيعة عن أبي الزبير المكي قال :

سمعت جابر بن عبد الله يقول : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعرفات وعلي تجاهه ، فأومى النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى علي وقال : أدن مني يا علي ، فدنا علي منه ، فقال : ضع خمسك في خمسي ـ يعني كفّك في كفّي ـ يا علي : خلقت أنا وأنت من شجرة ، أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنة ، يا علي : لو أنّ أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا وصلّوا حتى يكونوا كالأوتار ثم أبغضوك لأكبّهم الله تبارك وتعالى على وجوههم في النار ».

٢

رواية أبي نعيم

رواه عن جابر بن عبد الله عن النبي صلّى الله عليه وسلّم باللفظ المتقدم ، إلاّ أنه لم يذكر ذيل الحديث. وهو قوله : يا علي لو أن أمتي ... (١).

__________________

(١) منقبة المطهرين ـ مخطوط.

١٢٦

٣

رواية ابن المغازلي

وقال ابن المغازلي الواسطي :

« قوله عليه‌السلام : خلقت أنا وأنت من شجرة. الحديث :

أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى بن عبد الوهاب بن الطحان إجازة ، عن أبي الفرج أحمد بن علي الحنوطي القاضي ، نا عبد الحميد ، نا عبد الله بن محمّد بن ناجية ، نا عثمان بن عبد الله القرشي بالبصرة ، نا عبد الله بن لهيعة عن أبي الزبير ـ واسمه محمّد بن عبد الله بن تدرس ـ عن جابر بن عبد الله قال : بينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم بعرفات وعلي تجاهه ، إذ قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أدن مني يا علي ضع خمسك في خمسي ، خلقت أنا وأنت من شجرة ، فأنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنة » (١).

وقال أيضا :

« قوله عليه‌السلام لعلي : ضع خمسك في خمسي. الحديث.

أخبرنا أحمد بن المظفر العطّار ، ثنا عبد الله بن محمّد الملقب بابن السقاء الحافظ ، ثنا أحمد بن محمّد بن زنجويه المخزومي ببغداد ، ثنا عثمان بن عبد الله العثماني ، ثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير ، قال سمعت جابر بن عبد الله يقول : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعرفات وعلي تجاهه ، فأومى إلى علي فأقبلنا نحوه وهو يقول : أدن مني يا علي ، فدنا منه فقال : ضع خمسك في خمسي ، فجعل كفه

__________________

(١) المناقب ٩٠.

١٢٧

في كفه فقال :

يا علي ، خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنّة ، يا علي لو أنّ أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا وصلّوا حتى يكونوا كالأوتار وأبغضوك لأكبّهم الله في النار » (١).

٤

رواية الكنجي

رواه حيث قال : « الباب الثامن والخمسون في تخصيص علي عليه‌السلام بقوله : أنا مدينة العلم وعلي بابها.

أخبرنا العلامة قاضي القضاة صدر الشام أبو الطفيل محمّد بن قاضي القضاة شيخ المذاهب أبي المعالي محمّد بن علي القرشي ، أخبرنا حجة العرب زيد ابن الحسن الكندي ، أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا زين الحفاظ وشيخ اهل الحديث على الإطلاق أحمد بن علي بن ثابت البغدادي ، أخبرنا عبد الله بن محمّد ابن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا أبو جعفر الحسين بن حفص الخثعمي ، حدّثنا عباد بن يعقوب ، حدّثنا يحيى بن بشير الكندي ، عن إسماعيل ابن إبراهيم الهمداني ، عن أبي اسحق عن الحرث عن علي وعن عاصم بن ضمرة عن علي قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنّ الله خلقني وعليا من شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها والشيعة ورقها ، فهل يخرج من الطّيب إلاّ الطّيب؟ أنا مدينة العلم وعلي بابها من أراد المدينة فليأتها من بابها. قلت : هكذا روى الخطيب في تاريخه ».

__________________

(١) المناقب ٢٩٧.

١٢٨

وقال : « أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن محمّد الطرسوسي ، أخبرنا أبو منصور محمّد بن إسماعيل الصيرفي ، أخبرنا أبو الحسن بن فاذشاه ، أخبرنا الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، أخبرني الحسن بن إدريس التستري ، حدّثنا أبو عثمان طالوت ابن عباد الصيرفي البصري ، حدّثنا فضال بن جبير ، حدّثنا أبو أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقني وعليا من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها ، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجى ومن زاغ عنها هوى ، ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام ، ثم لم يدرك محبتنا أكبّه الله على منخريه في النار ، ثم تلا ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ).

قلت : هذا حديث عال ، رواه الطبراني في معجمه كما أخرجناه سواء.

ورواه محدّث الشام في كتابه بطرق شتى.

فمن ذلك : ما أخبرنا الشيخان محمّد بن سعيد بن الموفق الخازن النيسابوري ببغداد وابراهيم بن عثمان الكاشغري بنهر معلّى قالا : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي ، أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن عبد الله بن علي المقري ، أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الزاهدي الفقيه ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن غريب البزار ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن موسى بن زنجويه القطان ، حدّثنا عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، حدّثنا عبد الله بن لهيعة عن أبي الزبير قال سمعت جابر بن عبد الله يقول : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعرفات وتجاهه علي ، فأومأ إلى علي فأتينا النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول :

أدن مني يا علي فدنا منه علي فقال : ضع خمسك في خمسي ـ يعني كفك في كفي ـ يا علي ، خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلّق بغصن منها دخل

١٢٩

الجنة.

يا علي ، لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا ، وصلّوا حتى يكونوا كالأوتار ثم أبغضوك لأكبّهم الله في النار. قلت هكذا رواه في ترجمة علي من كتابه ».

وقال : « أخبرنا المفتي أبو نصر هبة الله الشيرازي ، أخبرنا الحافظ علي بن عساكر ، أخبرنا أبو القسم السمرقندي ، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة ، أخبرنا حمزة ابن يوسف ، أخبرنا أبو احمد بن عدي ، حدّثنا عمر بن سنا ، حدّثنا الحسن بن علي أبو عبد الغني الأزدي ، حدّثنا عبد الرزاق عن أبيه عن مينا بن أبي مينا مولى عبد الرحمن بن عوف أنه قال : ألا تسألوني قبل أن يشوب الأحاديث الأباطيل! قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها وشيعتنا ورقها ، فالشجرة أصلها في جنة عدن ، والأصل والفرع اللقاح والثمر والورق في الجنة. قلت : أخرجه محدّث دمشق في مناقبه بطرق.

وأنشدنا الشيخ أبو بكر بن فضل الله الحلبي الواعظ في المعنى لبعضهم :

يا حبذا دوحة في الخلد ثابتة

ما في الجنان لها شبه من الشجر

المصطفى أصلها والفرع فاطمة

ثم اللقاح علي سيد البشر

والهاشميان سبطان لها ثمر

والشيعة الورق الملتف بالثمر

هذا حديث رسول الله جاء به

أهل الرواية في العالي من الخبر

إني محبهم أرجو النجاة غدا

والفوز في زمرة من أحسن الزمر » (١)

__________________

(١) مناقب علي بن أبي طالب ٢٢٠.

١٣٠

٥

رواية ملك العلماء الهندي

روى هذا الحديث نقلا عن ( الزاهدية ) و ( مجمع الأخبار ) حيث قال : « وفي الزاهدية ، وفي مجمع الأخبار عند قوله تعالى : ( نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ) : وإن الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقني وعليا من شجرة واحدة ، أنا أصلها وعلي فرعها والحسنان ثمارها وأولادهما أغصانها وشيعتهم أوراقها ، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجى ، ومن زاغ عنها غوى وهوى.

ولو كان عبد عبد الله تعالى بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي ولم يدرك محبتنا ، فأكبّه الله على منخريه.

ثم تلا هذه الآية : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ثم ترجمه إلى الفارسية » (١).

٦

رواية الشهاب أحمد

وقال شهاب الدين أحمد ما هذا نصّه : « وقال سلطان العلماء في عصره وبرهان العرفاء في دهره ، الشيخ القدوة في الأجلة الأعلام ، مفتي الأنام عز الدين عبد العزيز بن عبد السّلام ، عن لسان حال أوّل الأصحاب بلا مقال وأفضل

__________________

(١) هداية السعداء ـ مخطوط. الجلوة الثانية من الهداية الرابعة. في ذم من لا يتمسك بهم.

١٣١

الأتراب لدى عدّ الخصال ، علي ولي الله في الأرض والسماء ـ رضي الله تعالى عنه ونفعنا به في كل حال ـ :

يا قوم ، نحن أهل البيت عجنت طينتنا بيد العناية في معجن الحماية بعد أن رش علينا فيض الهداية ، ثم خمرت بخميرة النبوة وسقيت بالوحي ونفخ فيها روح الأمر ، فلا أقدامنا تزل ولا أبصارنا تضل ولا أنوارنا تقل ، وإذا نحن ضللنا فمن بالقوم يدل! الناس من أشجار شتى وشجرة النبوة واحدة ومحمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبارك وسلّم أصلها وأنا فرعها وفاطمة الزهراء ثمرها والحسن والحسين أغصانها ، أصلها نور وثمرها نور وفرعها ونور وغصنها نور ، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور » (١).

__________________

(١) توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل ـ مخطوط.

١٣٢

( الحديث الثالث )

وحاصله :

إنّ الله خلق رسوله من نوره وخلق عليا من نور رسوله.

رواه الخطيب الخوارزمي بإسناده عن عبد الله بن عمر حيث قال : « أنبأني مهذب الأئمة هذا قال : أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمّد بن علي بن زيرك المقري قال : أخبرنا والدي أبو بكر محمّد قال أبو علي عبد الرحمن بن محمّد بن أحمد النيسابوري قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الله النانيجي البغدادي ـ من حفظه بدينور ـ قال : حدّثنا محمّد بن جرير الطبري قال : حدّثني محمّد بن حميد الرازي قال : حدّثنا العلاء بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي عن عبد الله بن عمر قال :

« سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ وسئل بأيّ لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ ـ فقال : خاطبني بلغة علي بن أبي طالب فألهمني أن قلت : يا رب خاطبتني أم علي؟ فقال : يا أحمد أنا شيء لا كالأشياء ، لا أقاس بالناس ولا أوصف بالشبهات. خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك ، فاطّلعت على سرائر قلبك فلم أجد أحدا إلى قلبك أحب من علي بن أبي طالب ، فخاطبت بلسانه كيما

١٣٣

يطمئن قلبك » (١).

__________________

(١) المناقب ٣٦. رواه العلامة السيد علي بن أحمد بن معصوم المدني الشيرازي في كتاب التذكرة ، بإسناد له من طريق أعلام الامامية عن أئمة أهل البيت : عن الحسين سيد الشهداء عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله ٦ يقول ـ وقد سئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج ـ قال : خاطبني بلسان علي ... الحديث.

ثم ذكر رواية الخوارزمي.

ثم قال : واللغة كاللسان كما يطلق على ما يعبّر به كلّ قوم عن أغراضهم كلغة العرب ولغة العجم ، يطلق على ما يعبّر الإنسان الواحد عن غرضه من النطق وتقطيع الصوت اللذين تمتاز بهما الاشخاص بعضها عن بعض ، ويعبر عنها باللهجة. فقول السائل : بأيّ لغة خاطبك ربك يحتمل المعنيين ، وقوله عليه‌السلام : خاطبني بلسان علي. أي بلغة علي كما في رواية الخوارزمي ، يراد به المعنى الثاني وهو يتضمن الجواب عن المعنى الاول أيضا إن كان مرادا ، لأن لغة علي كانت عربية. وقاس الشيء بالشيء قدّره أي جعله على مقداره. والشبهات جمع شبهة كغرفة وغرفات ، قال في القاموس : الشبهة بالضم الالتباس والمثل. انتهى. وإرادة المعنى الثاني هنا اظهر ، أي لا يوصف بالأمثال وإن كان المعنى الأول ظاهرا ».

١٣٤

( الحديث الرابع )

وحاصله :

إنّ رسول الله وعليا مخلوقان من نور الله تعالى.

رواه الحمويني بإسناده عن ابن عباس قال :

« سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي : أنا وأنت من نور الله تعالى » (١).

__________________

(١) فرائد السمطين. وقد تقدم.

١٣٥

( الحديث الخامس )

وحاصله :

إنّ الحسن والحسين نوران من نور الله.

رواه بهذا اللفظ الدولت آبادي (١).

أقول : فأبوهما وجدهما نوران من نور الله بالأولوية القطعية.

__________________

(١) هداية السعداء ـ مخطوط.

١٣٦

( الحديث السادس )

وحاصله :

إنّ الله خلق الملائكة من نور علي.

رواه الخوارزمي بإسناده عن أنس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « خلق الله تعالى من وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبّيه إلى يوم القيامة ».

وأيضا بإسناده عن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب عنه. وقد تقدم نصه سابقا.

أقول :

قد ذكرنا طرفا من أسانيد حديث ( النور ) برواية أهل السنة ، بألفاظه المختلفة المتكثرة ، وثلّة من الأحاديث التي رووها في فضل أهل البيت وهي مؤيدة لمعنى حديث النور.

ويلاحظ القارئ الكريم أن رواة حديث النور ومؤيداته هم من أكابر أئمة أهل السنة ومن مشاهير علمائهم ومحدثيهم ...

١٣٧

فحديث النور صحيح ثابت سندا ، بل متواتر مقطوع بصدوره عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا يلتفت القارئ بعد الوقوف على ما ذكر إلى طعن متعصب أو ارتياب معاند ...

فإذا انضم إلى ذلك بحث الدّلالة بوجوهها كان هذا الحديث من الأحاديث الدالة على إمامة أمير المؤمنين بعد النبي بلا فصل ... والله الهادي.

* * *

١٣٨

حديث النور من طرق الإماميّة

١٣٩
١٤٠