نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٤

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٤

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥١

سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك » (١).

وفي ( إحياء الميت بفضل أهل البيت ) (٢) : « الحديث الرابع والعشرون : أخرج البزار عن عبد الله بن الزبير أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق. الحديث الخامس والعشرون : البزار عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق. الحديث السادس والعشرون : أخرج الطبراني عن أبي ذر : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك ومثل باب حطّة في بني إسرائيل. الحديث السابع والعشرون : أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد الخدري : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : إنما مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وإنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له ».

وفي ( نهاية الإفضال في تشريف الآل ) : « عن أبي ذر ـ رضي‌الله‌عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك. أخرجه الحاكم وهو صحيح » (٣).

وفي ( الأساس ) : « عن عبد الله بن الزبير : أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق. رواه البزار في مسنده. وأخرج ابن مردويه مثله من حديث علي وابن عباس. وعن أبي ذر : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة

__________________

(١) الخصائص الكبرى ٢ / ٢٦٦.

(٢) هذا عن النسخة الكبرى من ( إحياء الميت ) المشتملة على ستين حديثا. وأما النسخة الصغرى منه المشتملة على أربعين ـ فحديث السفينة هو الحديث العشرون والحادي والعشرون والثاني والعشرون.

(٣) نهاية الإفضال في تشريف الآل ـ مخطوط.

٨١

نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ومن قاتلنا في آخر الزمان كان كمن قاتل مع الدجال. رواه البزار وأبو يعلى في مسنديهما والطبراني في الأوسط والحاكم وصحّحه » (١).

وفي ( تاريخ الخلفاء ) : « وعن أبي ذر قال : ـ وهو آخذ بباب الكعبة ـ سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك. رواه أحمد » (٢).

ترجمته :

وهو : الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ ، صاحب المؤلّفات الكثيرة في مختلف العلوم الإسلامية ، أثنى عليه كلّ المترجمين له ومدحوه ... أنظر :

١ ـ البدر الطالع ١ / ٣٢٨.

٢ ـ التاج المكلل ٣٤٩.

٣ ـ الكواكب السائرة ١ / ٢٢٦.

٤ ـ شذرات الذهب ٨ / ٥١.

٥ ـ الضوء اللامع ٤ / ٦٥.

وقد ترجم لنفسه في كتابه ( حسن المحاضرة ١ / ١٨٨ ) ترجمة مطوّلة ، أوردنا خلاصتها في قسم ( حديث الثقلين ).

__________________

(١) الأساس في مناقب بني العباس ـ مخطوط.

(٢) تاريخ الخلفاء ٥٧٣.

٨٢

(٥٦)

رواية السمهودي

رواه تحت عنوان ( الذكر الخامس ـ ذكر أنهم أمان الأمة ، وأنهم كسفينة نوح عليه‌السلام من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ) عن جماعة من الحفّاظ بأسانيدهم المختلفة عن أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وقال السمهودي أيضا :

« وعن أبي إسحاق السبيعي ، عن حنش بن المعتمر الصنعاني ، عن أبي ذر ـ رضي‌الله‌عنه ـ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها غرق ومثل حطة لبني إسرائيل. أخرجه الحاكم من وجهين عن أبي إسحاق. هذا لفظ أحدهما ولفظ الآخر : إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح. وذكره دون قوله « ومثل حطة » إلى آخره. وكذا هو عند أبي يعلى في مسنده.

وأخرجه الطبراني في الصغير والأوسط من طريق الأعمش عن أبي إسحاق وقال : إن عبد الله بن عبد القدوس تفرّد به عن الأعمش. ورواه في الأوسط أيضا من طريق الحسن بن عمرو الفقيمي ، وأبو نعيم عن أبي إسحاق ومن طريق سمّاك ابن حرب عن حنش.

وأخرجه أبو يعلى أيضا من حديث أبي الطفيل عن أبي ذر ـ رضي‌الله‌عنه ـ بلفظ : إن أهل بيتي فيكم مثل باب حطة.

وأخرجه البزار من طريق سعيد بن المسيب عن أبي ذر نحوه. وكذاأخرجه الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي وزادوا : من قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال.

٨٣

وعن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما : قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق. أخرجه الطبراني وأبو نعيم في الحلية والبزار وغيرهم.

وأخرجه الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي في المناقب من طريق بشر بن المفضل قال : سمعت الرشيد يقول سمعت المهدي يقول : سمعت المنصور يقول : حدثني أبي عن أبيه ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا. وعن عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تركها غرق. رواه البزار. وعن أبي سعيد الخدري ـ رضي‌الله‌عنه ـ سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها غرق ، إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له. رواه الطبراني في الصغير والأوسط » (١).

ترجمته :

وهو : نور الدين علي بن عبد الله بن أحمد الحسيني السمهودي المتوفى سنة ٩١١ ، مفتي المدينة المنورة وصاحب المؤلّفات المشتهرة ، ومنها : ( جواهر العقدين ) الذي نقل عنه واعتمد عليه جلّ المتأخرين عنه المؤلّفين في باب الفضائل والمناقب.

وقد ترجمنا له في بعض مجلدات كتابنا عن عدة من المصادر منها :

١ ـ الضوء اللامع ٥ / ٢٤٥.

٢ ـ البدر الطالع ١ / ٤٧٠.

٣ ـ النور السافر ٥٨.

__________________

(١) جواهر العقدين ـ مخطوط.

٨٤

(٥٧)

رواية ابن حجر المكي

رواه في كتابه ( الصواعق المحرقة ) غير مرة ، ففي موضع قال :

« وجاء من طرق عديدة يقوّي بعضها بعضا : إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا. وفي رواية مسلم : ومن تخلّف عنها غرق. ومن رواية : هلك ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له وفي رواية : غفر له الذنوب » (١).

وقال في الفصل الثاني من الباب الحادي عشر : « الحديث الثاني. أخرج الحاكم عن أبي ذر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك.

وفي رواية للبزار : عن ابن عباس وعن ابن الزبير وللحاكم عن أبي ذر أيضا : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ».

وقال في كتابه ( المنح المكية بشرح القصيدة الهمزية ) بشرح :

« آل بيت النبي طبتم وطاب الـ

ـمدح لي فيكم وطاب الرثاء » :

« وصحّ حديث : إن مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف هلك ».

ترجمته :

وهو : أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي المكي المتوفى سنة ٩٧٣ ، المعروف بصاحب الصواعق ، وله غيره مؤلّفات كثيرة في الفقه والحديث ، من

__________________

(١) الصواعق المحرقة ٢٣٤.

٨٥

أشهرها : كتاب الفتاوى أربع مجلدات ... ترجم له في كثير من المصادر مثل :

١ ـ النور السافر ٢٨٧.

٢ ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٦٦.

٣ ـ ريحانة الألباء ١ / ٤٣٥.

(٥٨)

رواية المتقي الهندي

رواه عن عدة من الأئمة الحفاظ ، وهذه ألفاظه :

« إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك. ( ك‍ ) عن أبي ذر ».

« مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق. البزار عن ابن عباس وعن ابن الزبير. ( ك‍ ) عن أبي ذر ».

« إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك. ابن جرير عن أبي ذر.

مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها هلك. ومثل باب حطة في بني إسرائيل. ( طب ) عن أبي ذر » (١).

ترجمته :

وهو : نور الدين علي بن حسام الدين المتقي الهندي المتوفى سنة ٩٧٥ ، وكان فقيها محدّثا صاحب مؤلّفات : وأشهرها ( كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ) وهو كتاب كبير رتّب فيه ( جمع الجوامع للحافظ السيوطي ).

__________________

(١) كنز العمال ١٣ / ٨٢ ، ٨٥.

٨٦

وقد ترجمنا له في بعض المجلّدات عن عدة من المصادر أمثال :

١ ـ النور السافر : ٣١٥ ـ ٣١٩.

٢ ـ أبجد العلوم : ٨٩٥.

٣ ـ شذرات الذهب ٨ / ٣٧٩.

٤ ـ سبحة المرجان : ٤٣.

هذا ، ولبعض علمائهم كتب مفردة في ترجمة ومناقب علي المتقي.

(٥٩)

رواية الفتني الكجراتي

ذكره في كتابه ( مجمع البحار ) بقوله : « ( يه ) : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلّف عنها زخ به في النار.

أي : وقع ورمي. من زخه يزخه » (١).

ترجمته :

وهو : محمد بن طاهر الصديقي الفتني الكجراتي الهندي المتوفى سنة ٩٨٦ ، من علماء أهل السنة في الحديث ورجاله ، له فيهما مؤلفات معتبرة ، من أشهرها : ( مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار ). وقد ترجمنا له في قسم ( حديث الثقلين ) عن :

١ ـ النور السافر ٣٦١.

٢ ـ سبحة المرجان ٤٣.

٣ ـ أبجد العلوم ٨٩٥.

__________________

(١) مجمع البحار : زخ.

٨٧

٤ ـ نزهة الخواطر ٤ / ٢٩٨ وقد وصفه بـ « الشيخ العالم الكبير المحدّث اللّغوي العلاّمة ... ».

(٦٠)

رواية العيدروس اليمني

رواه مصرحا بصحته حيث قال : « وصحّ حديث : إن مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك ».

قال : « ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبّهم وعظّمهم شكرا لنعمة مشرفهم ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وأخذا بهدى علمائهم ، نجا من ظلمات المخالفات ، ومن تخلّف عن ذلك غرق في بحر ظلمات كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان » (١).

ترجمته :

وهو : شيخ بن عبد الله العيدروس ، من فقهاء اليمن المشهورين ، له مؤلفات أشهرها : ( العقد النبوي والسر المصطفوي ). دخل الهند سنة ٩٥٨ وتوفي بها سنة ٩٩٠ ... ترجمنا له في بعض المجلّدات. وهي موجودة في :

١ ـ النور السافر لابنه.

٢ ـ المشرع الروي ٢ / ١١٩.

__________________

(١) العقد النبوي والسر المصطفوي ـ مخطوط.

٨٨

(٦١)

رواية الجهرمي

ورواه كمال الدين الجهرمي في كتابه ( البراهين القاطعة ـ ترجمة الصواعق المحرقة ) حيث ترجم إلى الفارسية كلّ ما ذكره ابن حجر الهيتمي ، وقد تقدمت عبارات ابن حجر (١).

ترجمته :

وهو : كمال الدين بن فخر الدين الجهرمي. قال صاحب نزهة الخواطر : « الشيخ الفاضل الكبير كمال الدين بن فخر الدين الجهرمي البيجابوري. أحد العلماء المشهورين. له : البراهيم القاطعة ترجمة الصواعق المحرقة بالفارسية ، ترجمها سنة ٩٩٤ بأمر دلاورخان البيجابوري الوزير » (٢).

(٦٢)

رواية جمال الدين المحدّث

أثبت حديث السفينة في صدر كتابه ( الأربعين ) ضمن الأوصاف التي ذكرها لسيدنا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام وهذا نص عبارته :

__________________

(١) البراهين القاطعة ٢٥٧.

(٢) نزهة الخواطر ٤ / ٢٧٤.

٨٩

« هذه أربعون حديثا في مناقب أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، ويعسوب المسلمين ، ورأس الأولياء والصدّيقين ، مبيّن مناهج الحق واليقين ، كاسر الأنصاب وهازم الأحزاب ، المتصدّق في المحراب ، فارس ميدان الطعان والضراب ، المخصوص بكرامة الأخوة والانتجاب ، المنصوص عليه بأنه لدار الحكمة ومدينة العلم باب ، وبفضله واصطفائه نزل الوحي ونطق الكتاب ، المكنى بأبي الريحانتين وأبي تراب.

هو النبأ العظيم وفلك نوح

وباب الله وانقطع الخطاب » (١)

ترجمته :

وهو : جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي ، المعروف بالمحدّث المتوفى سنة ٩٢٦ (٢) صاحب كتاب ( روضة الأحباب في سير النبي والآل والأصحاب ) وكتاب ( الأربعين في فضائل أمير المؤمنين ). وكان محدّثا مدققا مقبولا لدى المؤرخين والمحدثين وأصحاب السير ، فقد نقل عنه واعتمد عليه العلماء كالملاّ علي القاري في شرح أحاديث المشكاة ، وعبد العزيز الدهلوي في رسالته في علم الحديث ... ترجمنا له في بعض المجلّدات.

(٦٣)

رواية القاري

رواه وشيّد أركانه بشرحه حيث قال :

« وعن أبي ذر » قال المؤلف : هو جندب بن جنادة الغفاري ، وهو من أعلام

__________________

(١) الأربعين في فضائل أمير المؤمنين ـ مخطوط.

(٢) كذا ذكر بعض المحققين. وعليه ينبغي ذكره قبل هذا المكان.

٩٠

الصحابة وزهّادهم ، أسلم قديما بمكة ، ويقال كان خامسا في الإسلام ، ثمّ انصرف إلى قومه فأقام عندهم إلى أن قدم المدينة على النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد الخندق ، ثم سكن الربذة إلى أن مات بها سنة اثنين وثلاثين في خلافة عثمان ، وكان يتعبد قبل مبعث النبي صلّى الله عليه وسلّم ، روى عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين.

« أنه قال » أي أبوذر و « هو آخذ » أي متعلق « بباب الكعبة » ، قال الطيبي :

أراد الراوي بها مزيد توكيد لإثبات هذا الحديث ، وكذا أبوذر اهتم بشأن روايته فأورده في هذا المقام على رءوس الأنام ليتمسكوا به « سمعت النبي » وفي نسخة صحيحة : رسول الله صلّى الله عليه وسلّم « يقول : ألا إنّ مثل أهل بيتي » بفتح الميم والمثلثة ، أي شبههم« فيكم مثل سفينة نوح » أي في سببية الخلاص من الهلاك إلى النجاة« من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك » فكذا من التزم محبتهم ومتابعتهم نجا في الدارين ، وإلاّ فهلك فيهما ولو كان يفرق المال والجاه أو أحدهما. « رواه أحمد » وكذا الحاكم لكن بدون لفظ « إنّ ».

قال الطيبي : وفي رواية أخرى لأبي ذر يقول : من عرفني فأنا من قد عرفني ومن أنكرني فأنا أبوذر ، سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : ألا إن مثل أهل بيتي ، الحديث. أراد بقوله : فأنا من قد عرفني ، وبقوله : فأنا أبوذر ، أنا المشهور بصدق اللهجة وثقة الرواية ، وإن هذا الحديث صحيح لا مجال للرد فيه. وهذا تلميح إلىما روينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : لا أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر، وفي رواية لأبي ذر : من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر شبه عيسى بن مريم ، فقال عمر بن الخطاب ـ كالحاسد! ـ يا رسول الله! أفتعرف ذلك له؟ قال : أعرف ذلك فاعرفوه! أخرجه الترمذي وحسّنه الصغاني في كشف الحجاب » (١).

__________________

(١) المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٦١٠.

٩١

ترجمته :

وهو : علي بن سلطان الهروي المعروف بالقاري المتوفى سنة ١٠١٣ ، من كبار الفقهاء الحنفية ، ومن مشاهير محدّثي أهل السنة ، له مؤلّفات علمية كثيرة وشروح على كتب الحديث المشهورة ، كشرحه على المشكاة واسمه المرقاة ، وشرحه على الشفا للقاضي عياض ، وشرحه على الأربعين للنووي ، وشرحه على الحصن الحصين وغير ذلك ... ترجمنا له في بعض المجلّدات عن عدة من المصادر مثل :

١ ـ خلاصة الأثر ٣ / ١٨٥.

٢ ـ البدر الطالع ١ / ٤٤٥.

٣ ـ إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء والمحدثين للقنوجي.

(٦٤)

رواية المناوي

رواه في حرف الميم من كتابه بلفظ : « مثل عترتي كسفينة نوح من ركب فيها نجا. للثعلبي » (١).

ترجمته :

وهو : عبد الرءوف (٢) بن تاج العارفين المناوي المتوفى سنة ١٠٣١ ، من كبار العلماء بالحديث والرجال وغيرهما من الفنون ، له مؤلفات أشهرها : فيض القدير

__________________

(١) كنوز الحقائق ـ هامش الجامع الصغير ٢ / ٨٩.

(٢) في بعض المصادر اسمه : محمد وعبد الرءوف لقب له.

٩٢

في شرح الجامع الصغير ، وكنوز الحقائق ، ترجم له في :

١ ـ خلاصة الأثر ٢ / ٤١٢.

٢ ـ الإمداد بمعرفة علو الاسناد ١٤.

٣ ـ رسالة الأسانيد للنخلي ٥٦.

٤ ـ الأعلام ٦ / ٢٠٤.

(٦٥)

رواية المجدّد السهرندي

رواه في خاتمة كتابه ( الرسالة الكلامية ) عن سيدنا أبي ذر الغفاري رضي‌الله‌عنه بقوله : « وعن أبي ذر أنه قال ـ وهو آخذ بباب الكعبة ـ سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك ».

ترجمته :

وهو : أحمد بن عبد الأحد بن زين العابدين الفاروقي السهرندي ، الملقب عندهم في الهند بالمجدد ، لدعوته إلى نبذ البدع!! له مؤلفات في الكلام والرد على الشيعة ، توفي سنة ١٠٣٤. له ترجمة في :

١ ـ نزهة الخواطر ٥ / ٤١ ـ ٥٣.

٢ ـ أبجد العلوم ٨٩٨.

٣ ـ الأعلام ١ / ١٤٢.

٩٣

(٦٦)

رواية محمد صالح الترمذي

رواه عن أحمد والمشكاة وشرف النبوة وهداية السعداء « عن أبي ذر الغفاري قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك » (١).

ترجمته :

هو : الشيخ الفاضل محمد صالح بن عبد الله الحسيني الترمذي المتوفى سنة ١٠٤٠ ، قال في نزهة الخواطر ٥ / ٣٧٩ : كان من العلماء المبرزين ، له : مناقب مرتضوي.

(٦٧)

رواية أحمد بن الفضل المكي

رواه بطرق عديدة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام وجماعة من الصحابة ، وهذا نص كلامه : « وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، وأخرجه الملاّ في سيرته والطبراني وأبو نعيم والبزار وغيرهم. وأخرج أبو الحسن

__________________

(١) مناقب مرتضوى ص ١٠٠.

٩٤

المغازلي في المناقب عن طريق بشر بن الفضل قال : سمعت الرشيد يقول : سمعت المهدي يقول : سمعت المنصور يقول : حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تأخّر عنها هلك.

وعن ابن الزبير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها سلم ومن تركها غرق. أخرجه البزار.

وعن علي كرّم الله وجهه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تعلق بها فاز ومن تأخّر عنها زج في النار. أخرجه ابن السري.

وعن أبي ذر الغفاري رضي‌الله‌عنه قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ومثل باب حطة بني إسرائيل. أخرجه الحاكم.

وأخرجه أبو يعلى عن أبي الطفيل عن أبي ذر رضي‌الله‌عنه ولفظه : إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، وإن مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة. وأخرج أبو الحسن المغازلي عنه وزاد فيه : ومن قاتلنا آخر الزمان فكأنّما قاتل مع الدجال.

وعن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق. وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له. رواه الطبراني في الأوسط والصغير » (١).

ترجمته :

وهو أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي المتوفى سنة ١٠٤٧ من علماء

__________________

(١) وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل ـ مخطوط.

٩٥

الشافعية ، وأصله من حضرموت ، سكن مكة ، وصنف لأميرها ( وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل ). له ترجمة في خلاصة الأثر ١ / ٢٧١.

(٦٨)

رواية عبد الحق الدهلوي

رواه بلفظ : « إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك ، رواه الحاكم في المستدرك وابن جرير عن أبي ذر. وفي رواية البزار عن ابن عباس وابن الزبير رضي‌الله‌عنه : غرق بدل هلك » (١).

كما رواه في شرحه على المشكاة حيث رواه الخطيب التبريزي (٢).

وقال : « وفضائل فاطمة كثيرة لا تعدّ ولا تحصى ، منها ما جاء مجملا في عنوان أهل البيت ، مثلقوله صلّى الله عليه وسلّم : إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك ، وزاد في رواية : ومثل باب حطة » (٣).

ترجمته :

وهو : عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي المتوفى سنة ١٠٥٢ ، من أكابر علماء أهل السنة في ديار الهند ، قال في نزهة الخواطر : « الشيخ الامام العالم العلامة المحدّث الفقيه ، شيخ الإسلام وأعلم العلماء الأعلام ، وحامل راية العلم والعمل في المشايخ الكرام ، أوّل من نشر علم الحديث بأرض الهند تصنيفا

__________________

(١) تحقيق الاشارة إلى تعميم البشارة.

(٢) اللمعات في شرح المشكاة. أشعة اللمعات المجلد ٢ / ٧٠٠.

(٣) رجال المشكاة : ترجمة الصدّيقة الزهراء عليها‌السلام.

٩٦

وتدريسا ... » (١).

وله ترجمة في : سبحة المرجان ٥٢ ، أبجد العلوم ٩٠٠.

(٦٩)

رواية العزيزي

رواه في شرحه على الجامع الصغير حيث قال بشرحه : « مثل أهل بيتي. زاد في رواية : فيكم. مثل سفينة نوح. في رواية : في قومه. من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق.

قال المنّاوي : ولهذا ذهب جمع إلى أن قطب الأولياء في كلّ زمن لا يكون إلاّ منهم. البزار عن ابن عباس ، دعن ابن الزبير ، ك‍ عن أبي ذر وقال : صحيح ».

وقال أيضا : « إن مثل أهل بيتي ، هم علي وفاطمة وابناهما وبنوهما ، فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك.

قال المناوي : وجه الشبه بينهما أن النجاة تثبت لأهل سفينة نوح ، فأثبت لأمّته بالتمسك بأهل بيته النجاة. انتهى. ولعلّ المقصود من الحديث [ مقصود الحديث ] الحث على إكرامهم واحترامهم واتباعهم في الرأي. لك عن أبي ذر » (٢).

ترجمته :

وهو : علي بن محمد بن إبراهيم العزيزي البولاقي المتوفى سنة ١٠٧٠ ، ترجم له المحبي في خلاصة الأثر ٣ / ٢٠١ وأثنى عليه.

__________________

(١) نزهة الخواطر ٥ / ٢٠١.

(٢) السراج المنير في شرح الجامع الصغير ٢ / ١٨ ـ ١٩ ، ٣ / ٢٩٩.

٩٧

(٧٠)

رواية الشلي

رواه بألفاظ عديدة تحت عنوان « فضل أهل البيت » فقال : « وقال صلّى الله عليه وسلّم : مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح في قومه ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، ومثل حطة لبني إسرائيل. وقال صلّى الله عليه وسلّم : ألا أنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق. وقال صلّى الله عليه وسلّم : إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، وإنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة. وقال صلّى الله عليه وسلّم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، وفي رواية : ومن تأخّر عنها هلك.

وقال صلّى الله عليه وسلّم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا. وقال صلّى الله عليه وسلّم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها سلم ومن تركها غرق. وقال صلّى الله عليه وسلّم : إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وانما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له » (١).

ترجمته :

وهو : محمد بن أبي بكر الحسيني الشلي الحضرمي المتوفى سنة ١٠٩٣ ، كان عالما فاضلا ، له مؤلّفات في التاريخ والرجال وبعض العلوم الأخرى ، منها : عقد

__________________

(١) المشرع الروي : ١٢.

٩٨

الجواهر والدرر في أخبار القرن الحادي عشر ، المشرع الروي في مناقب آل أبي علوي. ترجم له المحبي في خلاصة الأثر ٣ / ٣٣٦.

(٧١)

روايه المغربي

رواه في باب مناقب أهل البيت عليهم‌السلام عن ابن الزبير قائلا : « ابن الزبير ـ رفعه ـ مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق. البزار.

زاد في الأوسط : نجى. وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له » (١).

ترجمته :

وهو : محمد بن محمد بن سليمان المغربي المتوفى سنة ١٠٩٤ ، من محدّثي أهل السنة الفضلاء. وقد ترجمنا له في بعض المجلدات. وانظر : خلاصة الأثر ٤ / ٢٠٤.

(٧٢)

رواية الشيخاني القادري

رواه في كتابه ( الصراط السّوي في مناقب آل النبي ) حيث قال :

__________________

(١) جمع الفوائد ٢ / ٢٣٦.

٩٩

« واعلم أن أهل البيت أمان للامة وأنهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ».

وقال : « وعن أبي ذر ـ رضي‌الله‌عنه ـ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ومثل حطة لبني إسرائيل ، أخرجه الحاكم. هذا في لفظ ، وفي لفظ آخر : ألا! إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح. وزاد في رواية أبي الحسن المغازلي : ومن قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال. وعن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف غرق ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له الذنوب كما في رواية ».

وقال في ذكر المنصور الدوانقي : « ومن رواية المنصور وعدم العمل بها أنه كان يقول في أكثر مجالسه : حدّثني أبي عن أبيه عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تأخر عنها هلك ».

(٧٣)

رواية حسام الدين السهارنبوري

رواه عن أحمد عن أبي ذر رضي‌الله‌عنه بقوله : « وعن أبي ذر أنه قال ـ وهو آخذ بباب الكعبة ـ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك. رواه أحمد » ثم ترجمه إلى الفارسية (١).

__________________

(١) مرافض الروافض ـ مخطوط.

١٠٠