نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٤

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٤

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥١

من أحاديث

تشبيه أهل البيت بالنّجوم

٣٠١
٣٠٢

والعجب من ( الدهلوي ) يستشهدبحديث « أصحابي كالنجوم » في مقابلة « حديث السفينة » مع أنه حديث باطل موضوع حسب تصريحات كبار حفاظ طائفته ، ولا يلتفت إلى الأحاديث الكثيرة التي رواها أصحابه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيها تشبيه أهل البيت بالنجوم ، وفرض اقتداء الأمة بهم ، ولما كانت هذه الأحاديث كثيرة مستفيضة نذكر بعضها في هذا المقام ، ونرجى ذكر بعضها إلى المواضع المناسبة الآتية إن شاء الله تعالى.

(١)

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم

وهو من أحاديث نسخة ( نبيط بن شريط الأشجعي الصحابي ) التي رواها شيوخ أهل السنة بأسانيد عالية كما ستعرف عن قريب ، ومن العجيب وصف الفتني والشوكاني إياه بالكذب ، قال الأول : «أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم. من نسخة نبيط الكذاب » (١).

__________________

(١) تذكرة الموضوعات / ٩٨.

٣٠٣

وقال الشوكاني : «حديث أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم : قال في المختصر : هو من نسخة نبيط الكذاب » (١).

وهذا لا يستقيم على مذهب أهل السنة الذين يبالغون في تعديل الصحابة وتوثيقهم ، مع أن الرجل من الصحابة قطعا :

قال ابن عبد البر : « شريط بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعي ، شهد حجة الوداع مع النبي صلّى الله عليه وسلّم وسمع منه خطبته ، وكان ردفه يومئذ ابنه نبيط بن شريط ، وكلاهما مذكور في الصحابة » (٢).

وقال ابن حجر : « شريط ـ بفتح أوله ـ ابن أنس بن مالك بن هلال الأشجعي والد نبيط ، وله ولنبيط صحبة. قال ابن السكن : له صحبة ورواية ، وهو معدود في الكوفيين ، وروى أحمد من طريق نبيط بن شريط قال : إني رديف أبي في حجة الوداع إذ تكلّم النبي صلّى الله عليه وسلّم ، فوضعت يدي على عاتق أبي فسمعته يقول : إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام. الحديث ، وأخرجه البغوي وابن السكن من وجه آخر فقال : عن نبيط بن شريط عن أبيه شريط بن أنس. وقال ابن السكن : لم يرو عن النبي صلّى الله عليه وسلّم غير هذا الحديث ، وروى ابن مندة من طريق وكيع : سمعت سلمة بن نبيط يقول : جدّي من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم. ومن طريق عبد الحميد الحماني عن سلمة قال : كان أبي وجدي وعمي من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم. وهكذا أخرجه أحمد في كتاب الزهد عن الحماني » (٣).

وقال الذهبي : « شريط بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعي ، جد سلمة نبيط ولنبيط صحبة أيضا. ب » (٤).

__________________

(١) الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للقاضي الشوكاني : ١١٢.

(٢) الاستيعاب ٢ / ١٦٠.

(٣) الاصابة ٢ / ١٤٦.

(٤) تجريد الصحابة ١ / ٢٥٧.

٣٠٤

وكذا قال الزبيدي وأضاف : « وله أحاديث قد جمعت في كراسة لطيفة رويناها عن الشيوخ بأسانيد عالية ، روى عنه ابنه سلمة بن نبيط ، وحديثه في سنن النسائي » (١).

وفي ( الاستيعاب ) : « نبيط بن شريط ... رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم وسمع خطبته في حجة الوداع ، وكان رديف أبيه يومئذ ، معدود في أهل الكوفة ... » (٢).

وفي ( جامع الأصول ) : « نبيط بن شريط ... رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم وسمع خطبته في حجة الوداع ، وكان ردف أبيه يومئذ ، وعداده في أهل الكوفة وحديثه عندهم ... ».

وقال ابن الأثير بترجمته : « يروي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ، روى عنه ابنه سلمة ، أخبرنا أبو القاسم يعيش بن علي بإسناده إلى أبي عبد الرحمن النسائي ، أخبرنا عمرو بن علي ، حدثنا يحيى بن سفيان عن سلمة بن نبيط عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخطب على جمل أحمر بعرفة قبل الصلاة خرجه الثلاثة » (٣).

وذكره الذهبي في ( تجريد الصحابة ) (٤).

وقال في ( الكاشف ) : « له صحبة » (٥).

وأورده ابن حجر وقال : « وله رواية عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ... قال ابن أبي حاتم : له صحبة وبقي بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم زمانا » (٦).

__________________

(١) تاج العروس ـ نبط.

(٢) الاستيعاب ٣ / ٥٣٤.

(٣) اسد الغابة ٥ / ١٤.

(٤) تجريد الصحابة ٢ / ١٠٤.

(٥) الكاشف ٣ / ١٩٨.

(٦) الاصابة ٣ / ٥٢٢.

٣٠٥

وفي ( تقريب التهذيب ) : « صحابي صغير » (١).

وقال الخزرجي : « صحابي له حديث » (٢).

فهو إذا صحابي ولم يرد في حقه ذم ، وليس رمي الفتني والشوكاني إياه بالكذب إلاّ تعصبا مقيتا وعدوانا مبينا.

( ٢ )

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي

أمان لأهل الأرض

وهذا الحديث جاء في المناقب لأحمد وهذا نصه : « وفيما كتب إلينا ( محمد ابن عبد الله الحضرمي ) أيضا يذكر أن يوسف بن نفيس حدّثهم قال : حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي عليه‌السلام أنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض » (٣).

ورواه المحب الطبري : « عن علي عليه‌السلام قال قال رسول الله صلّى الله

__________________

(١) تقريب التهذيب ٢ / ٢٩٦.

(٢) خلاصة التهذيب ٣ / ٩٩٨٠.

(٣) المناقب ـ مخطوط ـ وهذا الحديث من زيادات القطيعي وقد صححناه على النسخة المخطوطة الموجودة لدى المحقق الكبير العلامة الطباطبائي دام فضله ( وكم له من فضل ). والحضرمي أبو جعفر مطين المتوفى سنة ٢٩٧ شيخ القطيعي ، ويوسف بن نفيس ذكره الخطيب في تاريخه ١٤ / ٣٠٣.

٣٠٦

عليه وسلّم : النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض. أخرجه أحمد في المناقب » (١).

وكذا رواه السخاوي في « باب الأمان ببقائهم والنجاة في اقتفائهم » عن أحمد ابن حنبل في المناقب وأضاف : « وذكره الديلمي وابنه معا بلا إسناد » (٢).

ورواه عن أحمد أيضا : السمهودي في « الذكر الخامس : ذكر أنهم أمان الامة وأنهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق » (٣).

وقال ابن حجر : « وفي رواية لأحمد وغيره : النجوم أمان لأهل السماء ... » (٤).

وقال العيدروس اليمني : « وقال الشريف السمهودي في معنىقوله صلّى الله عليه وسلّم : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون. قال : ويحتمل ـ وهو الأظهر عندي ـ أن كونهم أمانا للأمة أهل البيت [ كذا ] مطلقا ، وأن الله لما خلق الدنيا بأسرها من أجل النبي صلّى الله عليه وسلّم جعل دوامها بدوامه ودوام أهل بيته ، فإذا انقضّوا طوي بساطها » (٥).

وقال القاري بعد حديث السفينة : « ويؤيده ما أخرجه أحمد في المناقب عن علي قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهب النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض » (٦).

__________________

(١) ذخائر العقبى ص ١٧.

(٢) استجلاب ارتقاء الغرف ـ مخطوط.

(٣) جواهر العقدين ـ مخطوط.

(٤) الصواعق المحرقة لابن حجر المكي ١٤٠.

(٥) العقد النبوي ـ مخطوط.

(٦) المرقاة ٥ / ٦١٠.

٣٠٧

ورواه ابن باكثير المكي (١) ومحمود الشيخاني القادري (٢) والأمير الصنعاني (٣) وأحمد زيني دحلان (٤) والبلخي القندوزي كلهم عن أحمد بن حنبل في ( المناقب ).

وقال القندوزي البلخي : « الباب الثالث في بيان أن دوام الدنيا بدوام أهل بيته صلّى الله عليه وعليهم ، وبيان أنهم سبب لنزول المطر والنعمة ، وبيان فضائلهم : أخرج أحمد في المناقب عن علي كرم الله وجهه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض ».

أيضا : أخرجه ابن أحمد في زيادات المسند والحمويني في فرائد السمطين عن علي كرم الله وجهه.

أيضا : أخرجه الحاكم عن محمد الباقر عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنهم.

وأخرجه أحمد عن أنس رضي‌الله‌عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون. وقال أحمد : إن الله خلق [ خفق ] الأرض من أجل النبي صلّى الله عليه وسلّم ، فجعل دوامها بدوام أهل بيته وعترته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » (٥).

وقال أيضا : « أخرج الحمويني عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء.

__________________

(١) وسيلة المآل ـ مخطوط.

(٢) الصراط السوي ـ مخطوط.

(٣) الروضة الندية.

(٤) الفتح المبين هامش السيرة ٢ / ٢٧٩.

(٥) ينابيع المودة ١٩ ـ ٢٠.

٣٠٨

أيضا : أخرجه الحاكم عن قتادة عن عطاء عن ابن عباس ، أخرج الحاكم عن جابر بن عبد الله وأبي موسى الأشعري وابن عباس رضي الله عنهم قالوا : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض » (١).

(٣)

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي

أمان لأمتي

رواه المحب الطبري في الباب الخامس : « ذكر أنهم أمان لأمة محمد صلّى الله عليه وسلّم : عن أياس بن سلمة عن أبيه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي ، أخرجه أبو عمرو الغفاري » (٢).

وهكذا رواه الحمويني بسنده عن أياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم » (٣).

وقال الزرندي : « وورد عنه صلّى الله عليه وسلّم أنه قال : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي ، وفي رواية : أمان لأهل الأرض » (٤).

__________________

(١) المصدر نفسه / ٢٠.

(٢) ذخائر العقبى ص ١٧.

(٣) فرائد السمطين ٢ / ٢٣٩.

(٤) نظم درر السمطين / ٢٣٤.

٣٠٩

ورواه كل من : ابن حجر (١) والمتقي (٢) والسيوطي (٣) ـ وحسّنه ـ عن أبي يعلى عن سلمة بن الأكوع.

وفي ( كنز العمال ) : « النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي. ش ومسدد والحكيم. ع طب وابن عساكر عن سلمة بن الأكوع » (٤).

وهكذا رواه ـ عن ابن أبي شيبة وأبي عمرو الغفاري ومسدد وأبي يعلى والطبراني ـ الفضل بن باكثير المكي (٥).

وقال البدخشاني : « وأخرج الحفّاظ أبوبكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي ، وأبو الحسن مسدد بن مسرهد الأسدي البصري في مسنديهما ، وأبو عبد الله محمد بن علي الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، وأبو يعلى أحمد بن علي التميمي الموصلي في مسنده ، والطبراني في الكبير ، وابن عساكر : عن أياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه رضي‌الله‌عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي » (٦).

وقال محمد صدر العالم : « الآية الرابعة : قال الله تعالى : ( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ... ) أشار صلّى الله عليه وسلّم إلى وجود ذلك المعنى في أهل بيته : أنهم أمان لأهل الأرض كما كان هو صلّى الله عليه وسلّم أمانا لهم ، وفي ذلك أحاديث كثيرة : منها : ما أخرج ابن أبي شيبة ومسدد وأبو يعلى والطبراني وابن عساكر عن أياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي » (٧).

__________________

(١) الصواعق لابن حجر المكي ١١١.

(٢) كنز العمال ١٣ / ٨٣.

(٣) الجامع الصغير ١٨٩.

(٤) كنز العمال ١٣ / ٨٨.

(٥) وسيلة المآل ـ مخطوط.

(٦) مفتاح النجا ـ مخطوط.

(٧) معارج العلى ـ مخطوط.

٣١٠

ورواه ولي الله اللكهنوي عن الصواعق بذيل الآية المتقدمة ... (١).

ورواه العزيزي حيث شرحه ثم قال : « وإسناده حسن » (٢).

(٤)

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت

أتاها ما يوعدون ، وأنا أمان لأصحابي ما كنت ، فإذا

ذهبت أتاهم ما يوعدون ، وأهل بيتي أمان لأمتي ،

فإذا ذهب أهل بيتي أتاهم ما يوعدون

أخرجه الحاكم ، كما في ( مفتاح النجا ) حيث قال : « وأخرج الحاكم في المستدرك عن جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت أتاها ما يوعدون ، وأنا أمان لأصحابي ما كنت ، فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون ، وأهل بيتي أمان لأمتي ، فإذا ذهب أهل بيتي أتاهم ما يوعدون » (٣).

وكذا رواه محمد صدر العالم عن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلفظه (٤).

__________________

(١) مرآة المؤمنين ـ مخطوط.

(٢) السراج المنير ٣ / ٣٨٨.

(٣) مفتاح النجا ـ مخطوط.

(٤) معارج العلى ـ مخطوط.

٣١١

(٥)

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق

وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها

قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس

وهذا الحديث رواه جماعة من أعلام أهل السنة ، كما عرفت فيما سبق في قسم دلالة حديث الثقلين ، في الجواب عن حديث « سنة الخلفاء » ، ولنذكر بعض عباراتهم في هذا المقام :

قال السيوطي : « الحديث التاسع والعشرون : أخرج الحاكم عن ابن عباس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة اختلفوا فصاروا حزب إبليس » (١).

ورواه جماعة عن الحاكم عن ابن عباس ، قالوا : وصحّحه على شرط الشيخين ، منهم : كمال الدين الجهرمي (٢) والبدخشاني (٣) والصبان (٤) والمولوي مبين (٥) والبلخي (٦).

__________________

(١) احياء الميت ، هامش الإتحاف بحب الاشراف : ٢٥٤.

(٢) البراهين القاطعة ـ ترجمة الصواعق المحرقة : ٢٥٧.

(٣) مفتاح النجا ـ مخطوط.

(٤) اسعاف الراغبين ـ هامش نور الأبصار ص ١٣٠.

(٥) وسيلة النجاة لمحمد مبين الهندي : ٤٧.

(٦) ينابيع المودة ٢٩٨.

٣١٢

(٦)

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا الشمس وعلي القمر وفاطمة الزهرة

والحسن والحسين الفرقدان

رواه أبو إسحاق الثعلبي ـ المترجم له في مجلّد آية الولاية ومجلّد قسم ( حديث الغدير ) (١) ـ في بيان زينة الأرض ، حيث قال : « وزيّنها أيضا بالأنبياء عليهم‌السلام ، وزين الأنبياء بأربعة : إبراهيم الخليل عليه‌السلام ، وموسى الكليم ، وعيسى الوجيه ، ومحمد الحبيب صلوات الله عليهم أجمعين ، وهم أهل الكتاب [ الكتب ] وأصحاب الشرائع وأولو العزم ، وزيّنها أيضا بآل محمد صلّى الله عليه وسلّم ، وزينهم [ أيضا ] بأربعة : علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم.

وروى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : « صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلاة الفجر ، فلما انفتل من الصلاة أقبل علينا بوجهه الكريم فقال : معاشر [ معشر ] المسلمين : من افتقد الشمس فليستمسك [ فليتمسك ] بالقمر ، ومن افتقد القمر فليستمسك [ فليتمسك ] بالزهرة ، ومن افتقد الزهرة فليستمسك [ فليتمسك ] بالفرقدين. فقيل : يا رسول الله : ما الشمس؟ وما القمر؟ وما

__________________

(١) وهذا مختصر ترجمته : أحمد بن محمد بن ابراهيم النيسابوري الثعلبي المتوفى سنة ٤٢٧ قال الداودي ( طبقات المفسرين ١ / ٦٥ ) : « كان أوحد زمانه في علم القرآن وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء عليهم‌السلام ... » وقال ابن خلكان ( وفيات الأعيان ١ / ٧ ) « المفسر المشهور كان أوحد زمانه في علم التفسير ... » وقال الذهبي ( العبر ٣ / ١٩١ ) « كان حافظا واعظا رأسا في التفسير والعربية متين الديانة ».

٣١٣

الزهرة؟ وما الفرقدين [ الفرقدان ]؟ فقال : أنا الشمس وعلي القمر وفاطمة الزهرة والحسن والحسين الفرقدان في كتاب الله تعالى ، لا يفترقان حتى يرد علي الحوض » (١).

ورواه أبو الفتح النطنزي * المترجم له في ( الأنساب ـ النطنزي ) و ( ذيل تاريخ بغداد ـ مخطوط ) و ( الوافي بالوفيات للصفدي ) كما دريت في قسم ( حديث الغدير ) *.

بسنده عن أنس أيضا ، قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : اطلبوا الشمس ، فإذا غابت فاطلبوا القمر ، فإذا غاب القمر فاطلبوا الزهرة ، فإذا غابت الزهرة فاطلبوا الفرقدين. قلنا : يا رسول الله ومن الشمس؟ قال : أنا فقلنا : ومن القمر؟ قال : علي. قلنا : فمن الزهرة؟ قال : فاطمة. قلنا : فمن الفرقدين [ الفرقدان ]؟ قال : الحسن والحسين عليهما‌السلام (٢).

ورواه الهروي (٣) وخواند امير (٤) بترجمة الامام الحسين عليه‌السلام عن جابر ابن عبد الله الأنصاري ، وهذا لفظ الأول : قال جابر بن عبد الله قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : اهتدوا بالشمس فإذا غابت الشمس فاهتدوا بالقمر ، فإذا غاب القمر فاهتدوا بالزهرة ، فإذا غابت الزهرة فاهتدوا بالفرقدين. فقيل : يا رسول الله ما الشمس؟ وما القمر؟ وما الزهرة؟ وما الفرقدين [ الفرقدان ]؟ فقال : الشمس أنا والقمر علي ، والزهرة فاطمة ، والفرقدين [ الفرقدان ] الحسن والحسين ».

__________________

(١) العرائس لابي إسحاق الثعلبي : ١٤.

(٢) الخصائص العلوية ـ مخطوط.

(٣) روضة الصفا.

(٤) حبيب السير.

٣١٤

(٧)

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي إن الحسن والحسين من

أولادك كالبدر بين النجوم

رواه شهاب الدين ملك العلماء الدولت آبادي عن كتاب الأربعين (١).

(٨)

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : .. الكواكب .. أولاد فاطمة

رواه شهاب الدين الدولت آبادي عن التشريح : « عن ابن عباس قال صلّى الله عليه وسلّم : ألا إن الله عزّ وجلّ زيّن السماء بزينة الكواكب ، وزيّن الدنيا بالكواكب. قيل : وما الكواكب يا رسول الله؟ قال : أولاد فاطمة ... » (٢).

__________________

(١) هداية السعداء ـ مخطوط.

(٢) هداية السعداء ـ مخطوط.

٣١٥

(٩)

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي : مثلك ومثل الأئمة من ولدك

بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف

عنها غرق ، ومثلكم مثل النجوم كلّما غاب نجم

طلع نجم إلى يوم القيامة

رواه البلخي حيث قال : « الحمويني في فرائد السمطين بسنده عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها ، ولن تؤتى المدينة إلاّ من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك ، لأنك مني وأنا منك ، لحمك لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي ، وسريرتك من سريرتي وعلانيتك من علانيتي ، سعد من أطاعك وشقي من عصاك ، وربح من تولاك وخسر من عاداك ، وفاز من لزمك وهلك من فارقك.

مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، ومثلكم كمثل النجوم كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة » (١).

__________________

(١) ينابيع المودة / ٢٨.

٣١٦

مؤيّدات

هذه الأحاديث

٣١٧
٣١٨

وليعلم أن هذه الأحاديث لها مؤيدات كثيرة في كلمات أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، وصحابة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكبار العلماء

(١)

من كلمات أهل البيت

فأما كلمات أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.

فمنها : قول أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام في خطبة له : « ألا إن مثل آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كمثل نجوم السماء ، إذا خوى نجم طلع نجم » (١).

ومنها : قوله عليه‌السلام في حق أهل البيت عليهم‌السلام : « وهم الدعاة وهم النجاة ، وهم أركان الأرض ، وهم النجوم بهم يستضاء » قاله عليه‌السلام في كلام له قبيل وفاته رواه الحافظ الخركوشي وهذا نصه : « وفيكم من يخلف من نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما إن تمسكتم به لن

__________________

(١) نهج البلاغة الخطبة ٩٨.

٣١٩

تضلوا ، وهم الدعاة ، وهم النجاة ، وهم أركان الأرض ، وهم النجوم بهم يستضاء ، من شجرة طاب فرعها ، وزيتونة طاب [ بورك ] أصلها ، نبتت في الحرم ، وسقيت من كرم ، من خير مستقر إلى خير مستودع ، من مبارك إلى مبارك صفت من الأقذار والأدناس ، ومن قبيح مأنبة شرار الناس ، لها فروع طوال لا تنال ، حسرت عن صفاتها الألسن ، وقصرت عن بلوغها الأعناق ، فهم الدعاة ، وبهم النجاة ، وبالناس إليهم حاجة ، فاخلفوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأحسن. الخلافة ، فقد أخبركم أنهم والقرآن ثقلان ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فالزموهم ترشدوا ولا تتفرقوا عنهم ولا تتركوهم فتفرقوا وتمزقوا » (١).

ومنها : قول الامام زين العابدين علي بن الحسين عليهم‌السلام : « نحن أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ». قاله عليه‌السلام في كلام له رواه القندوزي حيث قال :

« وأخرج الحمويني بسنده عن الأعمش عن جعفر الصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين رضي الله عنهم قال : نحن أئمة المسلمين ، وحجج الله على العالمين ، وسادة المؤمنين ، وقادة الغر المحجلين ، وموالي المسلمين ، ونحن أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الذين بنا تمسك السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذن الله ، وبنا ينزل الغيث وينشر الرحمة ، وتخرج بركات الأرض ولولا ما على الأرض منا لساخت بأهلها.

ثم قال ، ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم عليه‌السلام من حجة لله ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلوا إلى أن تقوم الساعة من حجة فيها ، ولولا ذلك لم يعبد الله.

قال الأعمش : قلت لجعفر الصادق رضي‌الله‌عنه : كيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟

__________________

(١) شرف المصطفى ـ مخطوط.

٣٢٠