نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٤

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٤

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥١

تصنيفا ... قرأت بخط البدر النابلسي في مشيخته : كان علاّمة زمانه في الرجال وأحوالهم حديد الفهم ، ثاقب الذهن ، وشهرته تغني عن الإطناب فيه » (١).

(٤٧)

رواية البوصيري

رواه في كتابه ( إتحاف السادة ) حيث قال :

« وعن أبي الطفيل : أنه رأى أباذر رضي‌الله‌عنه قائما على الباب وهو ينادي : يا أيها الناس تعرفوني؟ من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا أبوذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق. وإن مثل أهل بيتي فيكم باب حطة. رواه أبو يعلى والبزار » (٢).

ترجمته :

هو : أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل أبو العباس الكتاني البوصيري القاهري الشافعي المتوفى سنة ٨٤٠ :

قال ابن حجر : « ولد في المحرم سنة ٧٦٢ واشتغل قليلا وسكن القاهرة ولازم شيخنا العراقي على كبر فسمع منه الكثير ، ثم لازمني في حياة شيخنا ، فكتب عني لسان الميزان والنكت على الكاشف ، وسمع عليّ الكثير من التصانيف وغيرها ... وكان كثير السكون والصلاة والتلاوة مع حدّة الخلق ، وجمع أشياء منها : زوائد سنن ابن ماجة على الكتب السنة ، وعمل زوائد المسانيد

__________________

(١) الدرر الكامنة ٣ / ٤٢٦.

(٢) إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ، عن نسخته المحفوظة بمكتبة طوبقبو سراي أحمد الثالث.

١٨١

العشرة ... » (١).

وقال السيوطي في ذكر من كان بمصر من حفاظ الحديث :

« سمع الكثير وعني بالفن وألّف وخرّج » (٢).

وهكذا ترجم له السخاوي (٣) وابن العماد (٤).

(٤٨)

رواية ابن حجر العسقلاني

رواه عن سيدنا أبي ذر رضي‌الله‌عنه في ( المطالب العالية ) وهذا لفظه : « ٤٠٠٣ حسن (٥) : سمعت أباذر ـ وهو آخذ بحلقة الباب ـ وهو يقول : يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبوذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من دخلها نجا ومن تخلّف عنها هلك.

٤٠٠٤ أبو الطفيل : إنه رأى أباذر قائما على الباب وهو ينادي : يا أيها الناس تعرفوني؟ من عرفني فقد عرفني ، من لم يعرفني فأنا جندب صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا أبوذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، وإن مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة » (٦).

__________________

(١) أنباء الغمر بأبناء العمر ٨ / ٤٣١.

(٢) حسن المحاضرة ١ / ٤٦٣.

(٣) الضوء اللامع ١ / ٢٥١.

(٤) شذرات الذهب ٧ / ٢٣٣.

(٥) كذا والظاهر أنه : حنش.

(٦) المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ٤ / ٧٥. المسانيد الثمانية هي : مسانيد أبي داود الطيالسي

١٨٢

ترجمته :

هو : أحمد بن علي شهاب الدين أبو الفضل العسقلاني ، المعروف بابن حجر المتوفى سنة ٨٥٢ :

قال السخاوي : « شيخي الأستاذ إمام الأئمة الشهاب أبو الفضل الكناني العسقلاني المصري ثم القاهري الشافعي ... أملى ما ينيف على ألف مجلس على حفظه ، واشتهر ذكره ، وبعد صيته وارتحل الأئمة إليه وتبحج الأعيان بالوفود عليه ، وكثرت طلبته ، حتى كان رءوس العلماء من كل مذهب من تلامذته ، وأخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى ، وألحق الأبناء بالآباء والأحفاد بل وأبناءهم بالأجداد ولم يجتمع عند أحد مجموعهم ، وقهرهم بذكائه وتوفّق تصوّره وسرعة إدراكه واتساع نظره ووفور آدابه ، وامتدحه الكبار ... وقد شهد له القدماء بالحفظ والثقة والأمانة والمعرفة التامة ... » (١).

وقال السيوطي : « إمام الحفّاظ في زمانه ، قاضي القضاة ، انتهت إليه الرحلة والرياسة في الحديث في الدنيا بأسرها ، فلم يكن في عصره حافظ سواه ، وألف كتبا كثيرة ... » (٢).

وقال ابن العماد : « شيخ الإسلام على الأعلام ، أمير المؤمنين في الحديث ، حافظ العصر ، شهاب الدين أبو الفضل ، أقبل على الاشتغال والاشتغال والتصنيف ، وبرع في الفقه والعربية ، وصار حافظ الإسلام ، قال بعضهم : كان شاعرا طبعا محدّثا صناعة فقيها تكلفا ، انتهى إليه معرفة الرجال واستحضارهم ، ومعرفة العالي والنازل وعلل الحديث وغير ذلك ؛ وصار هو المعول عليه في هذا

__________________

والحميدي وابن أبي عمر ومسدد وابن منيع البغوي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد الكسي والحارث ابن أبي أسامة ، وقد أضاف إليها من مسندي أبي يعلى وابن راهويه.

(١) الضوء اللامع ٢ / ٣٦ ـ ٤٠.

(٢) حسن المحاضرة ١ / ٣٦٣.

١٨٣

الشأن في سائر الأقطار وقدوة الأمة وعلامة العلماء وحجة الأعلام ومحيي السنة ، وانتفع به الطلبة وحضر دروسه وقرأ عليه غالب علماء مصر ، ورحل الناس إليه من الأقطار ... » (١).

(٤٩)

رواية ابن كمال باشا

رواه في باب فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام بلفظ : « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق. عن ابن عباس وابن الزبير وأبي ذر » (٢).

ترجمته :

هو : أحمد بن سليمان الحنفي الشهير بابن كمال باشا المتوفى سنة ٩٤٠ :

قال صاحب الشقائق النعمانية : « ومن العلماء في عصره : العالم العامل والفاضل الكامل المولى شمس الدين أحمد بن سليمان بن كمال باشا ... كان رحمه‌الله تعالى من العلماء الذين صرفوا جميع أوقاتهم إلى العلم ، وكان يشتغل بالعلم ليلا ونهارا ، ويكتب جميع ما لاح بباله الشريف ، وقد فتر الليل والنهار ولم يفتر قلمه ، وصنف رسائل كثيرة في المباحث المهمة الغامضة ، وكان عدد رسائله قريبا من مائة رسالة ... وكلّ تصانيفه مقبولة بين الناس ، وكان صاحب أخلاق حميدة حسنة وأدب تام وعقل وافر وتقرير حسن ملخص ، وله ... تحرير مقبول جدا

__________________

(١) شذرات الذهب ٧ / ٢٧٠.

(٢) فضائل الخلفاء الأربعة. مخطوط.

١٨٤

لإيجازه مع وضوح دلالته على المراد.

وبالجملة ، أنسى رحمه‌الله تعالى ذكر السلف بين الناس ، وأحيا رباع العلم بعد الاندراس ، وكان في العلم جبلا راسخا وطودا شامخا ، وكان من مفردات الدنيا ومنبعا للمعارف العليا ، روح الله تعالى روحه وزاد في غرف الجنان فتوحه » (١).

وقال ابن العماد في حوادث سنة ٩٤٠ : « وفيها شمس الدين أحمد بن سليمان الحنفي الشهير بابن كمال باشا ، العلم العلامة الأوحد المحقّق الفهامة صاحب التفسير ... » (٢).

(٥٠)

رواية القدوسي الحنفي

ورواه الشيخ عبد النبي القدوسي الحنفي عن أبي ذر باللفظ الآتي :

« إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك » (٣)

ترجمته :

هو : الشيخ عبد النبي بن أحمد القدوسي الحنفي المتوفي سنة ٩٩٠ :

قال عمر رضا كحالة : « عبد النبي بن أحمد بن عبد القدوس الحنفي النعماني ، فقيه باحث من أهل الهند ، توفي خنقا في السجن ، من تصانيفه : سنن

__________________

(١) الشقائق النعمانية ص ٢٢٦.

(٢) شذرات الذهب ٨ / ٢٣٨.

(٣) سنن الهندي في متابعة المصطفى. مخطوط.

١٨٥

الهدى في متابعة المصطفى ، ووظائف اليوم والليلة النبوية » (١).

(٥١)

رواية الخفاجي

رواه في ( شفاء الغليل ) حيث قال : « ومثل قولي في آل البيت رضي الله عنهم ، عقدا لما ورد في الحديث النبوي من قوله : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا :

إن آل البيت حبي

لهم مائي وزادي

وهم سفن نجاتي

في معاشي ومعادي

وللنواجي :

قد تدانى الرحيل والسير صعب

فعلام القدوم من غير زاد

وببحر الهوى غرقت ولكن

بك أرجو النجاة يوم المعاد » (٢)

ترجمته :

هو : أحمد بن محمد شهاب الدين الخفاجي المصري المتوفى سنة ١٠٦٩ :

قال المحبي : « الشيخ أحمد بن محمد بن عمر قاضي القضاة الملقّب بشهاب الدين الخفاجي المصري الحنفي ، صاحب التصانيف السائرة ، وأحد أفراد الدنيا المجمع على تفوّقه وبراعته ، وكان في عصره بدر سماء العلم ونير أفق النثر والنظم ، رأس المؤلفين ورئيس المصنفين ، سار ذكره سير المثل ، وطلعت أخباره

__________________

(١) معجم المؤلفين ٦ / ٢٠١. وانظر الأعلام للزركلي ٤ / ٣٢٠.

(٢) شفاء الغليل ص ٢٢٠ ، ٢٥٣.

١٨٦

طلوع الشهب في الفلك ، وكلّ من رأيناه أو سمعنا به ممن أدرك وقته معترفون له بالتفرد في التقرير والتحرير وحسن الإنشاء ، وليس فيهم من يلحق شأوه ولا يدعي ذلك ، مع أن في الخلق من يدعي ما ليس فيه ، وتآليفه كثيرة ، ممتعة مقبولة ، انتشرت في البلاد ورزق فيها سعادة عظيمة ، فإن الناس اشتغلوا بها ، وأشعاره ومنشآته مسلمة لا مجال للخدش فيها.

والحاصل : إنه فاق كلّ من تقدّمه في كلّ فضيلة ، وأتعب من يجيء بعده ، مع ما خوّله الله تعالى من السعة وكثرة الكتب ولطف الطبع والنكتة والنادرة.

وقد ترجم نفسه في آخر ريحانته من حين مبدئه ... » (١).

وقال الصديق حسن خان القنوجي : « الشيخ الفاضل والأديب الكامل ... حامل علم العلم وناشره ، وجالب متاع الفضل وتاجره ، كان ممن شرف إليه مسائلة الكمال رحالها ، إذ ورث من سماء المعالي بدرها وهلالها ، وحوى طارفها وتليدها وأرضع من در الفنون كهلها ووليدها ، وسفرت له فرائد العلوم رافعة النقب وتزينت بمنظومه ومنثوره صدور المجالس والكتب ، حرر لنفسه ترجمة في كتابه الريحانة ... وكان رحمه‌الله علاّمة في العربية ولسان العرب ، وحاشيته على تفسير البيضاوي تدل على علو علومه وسعة فضله وكمال ذكائه وغاية اطلاعه ونهاية تحقيقه ، لم يقم في الحنفية مثله في الزمان ، ولم يساوه في فضائله ومناقبه إنسان ... » (٢).

(٥٢)

رواية الأنصاري الشيرواني

أثبت حديث السفينة في خطبة كتابه ( المناقب الحيدرية ) الذي ألّفه في

__________________

(١) خلاصة الأثر ١ / ٣٣١.

(٢) التاج المكلل : ٦٤.

١٨٧

مناقب السلطان حيدر الغازي إذ قال :

« الحمد لله الذي جلّ شأنه وعظم سلطانه وشمل الخواص والعوام جوده وإحسانه ، الملك الديّان الكريم المنّان ، والصلاة والسلام على سيد الأنام البشير النذير السراج المنير الهادي إلى منهج الإسلام ، الذي سبّح الحصى في كفّه ونبع الماء من بين أصابعه وحنّ الجذع إليه ونزل القرآن العظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه عليه ، نبينا الطاهر الأمين ، أكرم الأولين والآخرين ، صاحبا الفضائل الفاخرة والمعجزات الباهرة ، أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم.

وأهل بيته الكرام الأبرار الذين هم كسفينة نوح ، من تعلّق بها فاز ومن تأخر عنها زج في النار ، المطهرين من الرجس والمآثم ، وأصحابه الرّاشدين المتمسكين بالحبل المتين » (١).

ترجمته :

هو : أحمد بن محمد علي الأنصاري اليمني الشهير بالشرواني المتوفى سنة ١٢٥٣ (٢) :

قال عمر رضا كحالة : « أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني الأنصاري اليمني المعروف بالشرواني ، أديب ، مؤرخ ، شاعر ، توفي ببلدة بونة. من مصنفاته :

حديقة الأفراح لإزالة الأتراح في الأدب والنوادر ، وتراجم الأدباء ، نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن ، الجوهر الوقاد في شرح بانت سعاد ، العجب العجاب في ما يفيد الكتاب في الأدب والإنشاء ، والمناقب الحيدرية » (٣).

__________________

(١) المناقب الحيدرية. وقد كتب جماعة من الأعلام تقاريظ على هذا الكتاب ، منهم محمد رشيد الدين خان الدهلوي والشيخ المولوي حسن علي المحدّث.

(٢) كذا في إيضاح المكنون ١ / ٣٨٥.

(٣) معجم المؤلفين ٢ / ١٢٩.

١٨٨

(٥٣)

رواية الآلوسي

وأورد شهاب الدين الآلوسي عن الامام الفخر الرازي عن بعض المذكورين : إنه عليه الصلاة والسلام قال : « مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها هلك » (١).

ترجمته :

هو : شهاب الدين محمود الآلوسي البغدادي المتوفى سنة ١٢٧٠ :

قال عمر رضا كحالة : « محمود بن عبد الله الحسيني الآلوسي شهاب الدين أبو الثناء ، مفسّر ، محدّث ، فقيه ، لغوي ، نحوي ، مشارك في بعض العلوم.

ولد ببغداد في ١٤ شعبان وتقلّد القضاء فيها وعزل ، وسافر إلى الموصل فالقسطنطنية ، ومرّ بماردين وسيواس ، وأكرمه السلطان عبد المجيد ، وعاد إلى بغداد وتوفي بها في ٢٥ ذي القعدة. من تصانيفه الكثيرة :

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع والمثاني ، في تسعة مجلّدات ... » (٢).

__________________

(١) روح المعاني ٢٥ / ٣٠.

(٢) معجم المؤلفين ١٢ / ١٧٥.

١٨٩

(٥٤)

رواية الكمشخانوي

روى حديث السفينة حيث قال :

« ومثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق.

بر. طب عن ابن عباس. ك‍ خط عن أبي ذر » (١)

ترجمته :

هو : أحمد بن مصطفى الكمشخانوي الخالدي الحنفي المتوفى سنة ١٣١١ :

قال عمر رضا كحالة : « أحمد بن مصطفى بن عبد الرحمن الكمشخانوي النقشبندي الخالدي الحنفي ضياء الدين ، صوفي ، محدّث ، واعظ ، ولد في كمشخانه بولاية طربزون ، ورحل إلى القسطنطينية وبقي بها يحدّث ويؤلّف ويعظ إلى أن توفي في ٧ ذي القعدة.

من تآليفه : جامع المتون في ألفاظ الكفر وتصحيح الاعتقاد والأعمال ، روح العارفين ورشاد الطالبين في التصوف ، راموز الأحاديث على ترتيب حروف الهجاء جامع الأصول في الأولياء وأنواعهم وأصنافهم وأصول كل طريق ، ودواء المسلمين في الوعظ » (٢).

__________________

(١) راموز الأحاديث ص ٣٩١.

(٢) معجم المؤلفين ٢ / ١٧٨.

١٩٠

(٥٥)

رواية العلوي الحضرمي

ورواه السيد أبوبكر العلوي الحضرمي من طريق الطبراني في المعجم الصغير كما تقدم (١).

ورواه أيضا من طريق الحاكم في المستدرك (٢).

ترجمته :

هو : أبوبكر بن عبد الرحمن العلوي الحضرمي الشافعي المتوفى سنة ١٣٤١ :

قال عمر رضا كحالة : « أبوبكر بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبدروس بن علي بن محمد بن شهاب الدين ، العلوي الحسيني الحضرمي الشافعي ، عالم شاعر ، مشارك في أنواع من العلوم ، ولد بقرية حصن آل فلوقه من حضر موت ، وبها نشأ ، وتوفي في حيدرآباد دكن بالهند.

من آثاره : رشفة الصادي من بحر فضائل النبي الهادي ، الترياق النافع بإيضاح جمع الجوامع في جزءين ، منظومة حدائق ذريعة الناهض إلى تعلّم أحكام الفرائض ، إسعاف الطلاب ببيان مساحة السطوح وما تتوقف عليه من الحساب ، وديوان شعر » (٣).

__________________

(١) رشفة الصادي ٧٩.

(٢) المصدر نفسه.

(٣) معجم المؤلفين ٣ / ٦٤.

١٩١

(٥٦)

رواية النبهاني

رواه حيث قال : « إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك. ك‍ عن أبي ذر » (١).

ترجمته :

هو : يوسف بن إسماعيل النبهاني الشافعي المتوفى سنة ١٣٥٠ :

قال عمر رضا كحالة : « يوسف بن إسماعيل بن يوسف بن إسماعيل بن حسن بن محمد النبهاني الشافعي أبو المحاسن ، أديب ، شاعر ، صوفي ، من القضاة ... » (٢).

وله ترجمة مفصلة في مقدمة ( شواهد الحق في الاستغاثة بسيّد الخلق ) (٣).

وخلاصتها : أنه ولد سنة ١٢٦٥ تقريبا وقرأ القرآن على الحافظ الشيخ إسماعيل النبهاني ، ورحل إلى مصر لطلب العلم ، ودخل الأزهر سنة ١٢٧٣ ، ودرس على مشايخه : أحدهم : شيخ المشايخ الشيخ إبراهيم السقّاء الشافعي المتوفى سنة ١٢٨٩ وقد أجازه بإجازة فائقة ، والعلامة السيد محمد الدمنهوري الشافعي المتوفى سنة ١٢٨٧ ، والعلامة الشيخ أحمد الأجهوري الضرير الشافعي المتوفى سنة ١٢٩٣ ، والعلامة الشيخ حسن العدوي المالكي المتوفى سنة ١٢٨٩ وغيرهم من كبار علماء المذاهب المختلفة.

__________________

(١) الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير ١ / ٤١٤.

(٢) معجم المؤلفين ١٣ / ٢٧٥.

(٣) طبع مصر سنة ١٣٧٤.

١٩٢

وتولى القضاء في الولايات المختلفة ، حتى صار رئيسا لمحكمة الحقوق العليا في بيروت.

أما مصنفاته فهي كثيرة جدا.

ولقد أثنى عليه كبار علماء عصره ، وأشادوا بفضله في تقاريظهم لكتابه المذكور.

(٥٧)

رواية الكافي

رواه حيث قال : « وروى البزار عن ابن عباس وأبو داود عن ابن الزبير والحاكم عن أبي ذر بسند حسن : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق » (١).

وقد صرّح بصحة هذا الحديث وأكّد على ذلك حيث قال بعد كلام له :

« ويدلّ على ذلك : الحديث المشهور المتفق على نقله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق.

وهو حديث نقله الفريقان وصححه القبيلان ، لا يمكن لطاعن أن يطعن عليه وأمثاله في الأحاديث كثيرة ».

ترجمته :

هو : محمد بن يوسف التونسي المالكي المعروف بالكافي المتوفى سنة ١٣٧٩ :

__________________

(١) السيف اليماني المسلول في عنق من يطعن في أصحاب الرسول ص ٩ فرغ من تأليفه سنة ١٣٥٤ ط أمية دمشق ١٣٥٥.

١٩٣

قال عمر رضا كحالة : « محمد بن يوسف بن محمد بن سعد الحيدري التونسي الأزهري الأشعري المالكي الخلوتي المعروف بالكافي ، فقيه ، متكلم ، صوفي ، ... انتسب إلى الأزهر ودرّس فيه ما يقرب من عشرين عاما ، وأخذ عن أحمد الرفاعي الفيومي وسليم البشري وأبي الفضل الجيزاوي وبخيت المطيعي وغيرهم ، ثم توجه إلىّ صفاقس فدرّس بها وتحوّل في أنحاء القطر التونسي ، ثم سافر إلى طرابلس الغرب فبني غازي ، ومنها أبحر إلى القسطنطينية فأزمير فالإسكندرية ، ثم غادرها إلى القاهرة فالسويس فجدة فمكة فالمدينة ، وبها درّس في الحرم النبوي ، ثم استوطن دمشق وتوفي بها في ٢٩ ربيع الأول ، ودفن بمقبرة الدحداح.

من مؤلفاته الكثيرة ... السيف اليماني المسلول في عنق من طعن في أصحاب الرسول ... » (١).

(٥٨)

رواية الأمر تسري

رواه بألفاظ مختلفة عن جماعة من الأعلام عن عدّة من الأصحاب حيث قال :

« عن حنش بن المعتمر قال : رأيت أباذر آخذا بعضادتي باب الكعبة وهو يقول : من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبوذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق.

__________________

(١) معجم المؤلفين ١٢ / ١٣٦.

١٩٤

أخرجه الحاكم في تاريخه ، وأبو يعلى في مسنده ، والطبراني في الكبير والأوسط ، وسماك بن حرب ، والبزار ، وأبو الحسن المغازلي.

عن أبي ذر أنه قال ... أخرجه أحمد في مسنده وابن جرير في مسنده وابن جرير في تاريخه.

عن ابن عباس ... أخرجه الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية والبزار في المسند.

عن سلمة بن الأكوع ... أخرج ابن المغازلي في المناقب.

عن عبد الله بن الزبير ... أخرجه البزار في مسنده.

عن أبي سعيد الخدري ... أخرجه الطبراني في الصغير والأوسط » (١).

(٥٩)

رواية حسين المصري

وهو : الأستاذ حسين محمد يوسف المصري. من المعاصرين. روى حديث السفينة في كتابه ( سيد شباب أهل الجنة ) حيث قال : « مثل أهل البيت مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق.

البزار من حديث عبد الله بن الزبير وابن عباس ، والطبراني من حديث أبي ذر وأبي سعيد » (٢).

__________________

(١) أرجح المطالب ٣٢٩ ـ ٣٣٠.

(٢) سيد شباب أهل الجنة ص ٤٤ ط مصر ١٩٧٣ وقد قدم له : عبد الحليم محمود شيخ الأزهر

١٩٥

(٦٠)

رواية أحمد محمد داود

وهو من المعاصرين ، رواه في كتابه في مناقب سيدنا أمير المؤمنين عليه‌السلام حيث قال : « وأخرج البزار عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما : أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق » (١).

__________________

(١) مناقب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ص ٥٤ ط سنة ١٣٨٩ وقدم له العارف بالله : الشيخ محمد أحمد رضوان.

١٩٦

شواهد حديث السفينة

١٩٧
١٩٨

ثم إنه يشهد لكون مثل أهل البيت عليهم‌السلام مثل سفينة نوح أمور :

الأول : كلام لأمير المؤمنين عليه‌السلام

قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكباب حطة في بني إسرائيل ».

رواه جلال الدين السيوطي بتفسير قوله تعالى ( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا ... ) قائلا ما نصه : « وأخرج ابن أبي شيبة عن علي بن أبي طالب قال : إنما مثلنا في هذه الأمّة كسفينة نوح وكباب حطة في بني إسرائيل » (١).

وروى المتقي : « عن عباد بن عبد الله الأسدي قال : بينما أنا عند علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه في الرحبة ، إذ أتاه رجل فسأله عن هذه الآية : ( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) قال : ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلاّ قد نزلت فيه طائفة من القرآن ، والله [ والله ] لأن يكونوا يعملوا ما سبق لنا أهل البيت على لسان النبي الأمي صلّى الله عليه وسلّم أحب إليّ من أن يكون لي ملء هذه الرحبة ذهبا وفضة ، والله إن مثلنا في هذه الأمة كمثل سفينة نوح في قوم نوح. وإن مثلنا في هذه الأمة كمثل باب حطة في بني إسرائيل. أبو سهل

__________________

(١) الدر المنثور ١ / ٧١ ـ ٧٢.

١٩٩

القطان في أماليه. وابن مردويه » (١).

الثاني : كلام آخر له عليه‌السلام

وقال عليه‌السلام : « أنا من سنخ أصلاب أصحاب السفينة ، وكما نجا في هاتيك من نجا ينجو في هذه من ينجو ».

رواه اليعقوبي من كلام له عليه‌السلام قال :

« ... فأين يتاه بكم؟ بل أين تذهبون عن أهل بيت نبيكم؟ أنا من سنخ أصلاب أصحاب السفينة ، وكما نجا في هاتيك من نجا ينجو في هذه من ينجو ويل وهين لمن تخلف عنهم ، إني فيكم كالكهف لأهل الكهف ، وإني فيكم باب حطة من دخل فيه نجا ومن تخلّف عنه هلك ، حجة من ذي الحجة في حجة الوداع : إني قد تركت بين أظهركم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (٢).

الثالث : كلام آخر له عليه‌السلام

وقال عليه‌السلام. « فنحن نور السموات والأرض وسفن النجاة » وقد قال ذلك في خطبة خطبها في مدح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رواها سبط ابن الجوزي بسنده إلى الحسين بن علي عليهما‌السلام قال : « خطب أبي أمير المؤمنين يوما بجامع الكوفة خطبة بليغة في مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال بعد حمد الله : لمّا أراد الله أن ينشئ المخلوقات ويبتدع الموجودات أقام الخلائق في صورة قبل دحو الأرض ورفع السماوات ، ثم أفاض نورا من نور عزه فلمع قبسا من ضيائه وسطع.

__________________

(١) كنز العمال ٢ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨.

(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٠١.

٢٠٠