موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ٤

أيوب صبري باشا

موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ٤

المؤلف:

أيوب صبري باشا


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الآفاق العربيّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٧٢

قد فكر علماء الحديث فى هذا الموضوع ورتبوا هذا الحوار الذى يشتمل على السؤال والجواب :

السؤال : إذا كان الطاعون سببا فى الاستشهاد ، فهل يصح أن يدعو النبى صلى الله عليه وسلم بعد دخوله إلى المدينة؟

الجواب : الطاعون عبارة عن طعن الجن ، مع أن دخول الشيطان والكفار من الممنوعات من الدخول فى المدينة ، وإن دخلا فلا يقدران على ضرر أحد ، وهذا مما يدعو إلى الثناء والمدح للمدينة ؛ لأجل ذلك دعى بعدم دخولهما ، أو أن الطاعون فى المدينة لا يصل إلى شدة الطاعون الذى ظهر فى «عمواس ، وجارف».

الحكم :

مع الاحتمالات الموجودة فى هذه الإجابة ليس هناك تاريخ يخبرنا بدخول الطاعون فى المدينة ، والطاعون الذى أجرى حكمه فى سنة ٧٤٩ فى جميع أرجاء البلاد العربية حتى فى مكة المكرمة لم يدخل المدينة المنورة الميمونة ، انتهى.

لما كانت الحمى فى المدينة مرضا بدلا من الطاعون فلا شك فى استشهاد فيمن يموتون فيها ، ومن الخطأ أن يورد إنسان فى خاطره سؤال ، يا ترى ماذا كانت الحكمة فى اختيار حاذق الأنبياء صلى الله عليه وسلم علة الحمى من أجل أهل المدينة؟

عندما دعت الحاجة إلى الجهاد وحرب مشركى الحجاز وقتالهم ونزلت الآيات الجليلة تدعو إلى القتال كانت علة الحمى أضعفت الأصحاب الكرام فتفضل النبى صلى الله عليه وسلم بالدعاء لنقل الحمى إلى الجحفة ، وقد أصبحت المدينة المنورة التى كانت مركز العلل والأمراض أصبحت بفضل دعاء النبى صلى الله عليه وسلم أصح بلاد الله وأصلحها ، وقد اختيرت علة الحمى حتى ينال مرتبة الشهادة من لم يستشهدوا فى الجهاد وماتوا بسبب الحمى ، ولم يقدر وباء الطاعون أن يدخل المدينة المنورة بعد دعاء النبى صلى الله عليه وسلم وبهذا تحقق أن دعاء النبى صلى الله عليه وسلم كان رهن الاستجابة. وإن جاء وقت لبيان آراء أطباء عصرنا فى وباء الحرمين ومناقشة هذه الآراء إلا أننا تركنا ذلك لذيل الصورة.

٥٤١

وإنه قد عين من قبل الله سبحانه وتعالى كثير من الملائكة فى طريق المدينة ليحولوا دون دخول الطاعون والدجال فيها ، كما جاء فى الخبر ، وإن كان الدجال سيقدم إلى قرب سور المدينة إلا أنه لن يستطيع الدخول فى داخل المدينة ، ليس هناك بلاد مصونة من دخول الدجال غير الحرمين ، وليس فى الحرمين شارع يخلو من حراس من الملائكة ، وسيتوجه بالدجال عن طريق الشرق إلى المدينة الأمينة وسيتعرب من خلف جبل أحد وعندما يصل إلى هذا الجبل سيعيده الملائكة إلى مكان ظهوره ويهلكونه ، وسيكون للمدينة فى ذلك الوقت سبعة مداخل وسيكون فى كل باب ملكان والمنافقون سيخرجون من هذه المداخل ويبايعتون الدجال.

ووقف النبى صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام بين رايتين وخاطب أصحابه قائلا : «ما أجمله من مكان المدينة المنورة ، عندما يخرج الدجال فى يوم الضلالة ستحمى الملائكة شوارع المدينة وأطرافها ، ولن يدخلوه إلى المدينة ، وإنه لن يبقى منافق لا يبايع الدجال فى ذلك اليوم وسيكون معظمهم من طائفة النساء ، إن اسم ذلك اليوم يوم «الخلاص» وفى يوم الخلاص ستطرد المدينة المنورة المنافقين وتزيلهم عن المدينة كما يزيل كير الحداد وسخ الحديد وينقيه ، وسيكون مخيم الدجال فى ذلك الوقت فى مكان يسمى «مجمع السيول» وسيكون معه سبعون ألفا يهوديا مسلحا ، وخاطبهم فى يوم آخر قائلا : «يا أهل المدينة! تذكروا يوم الخلاص!» وأجاب على سؤال الصحابة» أى يوم ، يوم الخلاص؟» هو اليوم الذى سيتوجه فيه الدجال إلى المدينة المنورة ، ويأخذ المنافقين والمشركين فى دائرة بيعته ويظل المؤمنون وحدهم إذ تخلصوا منهم».

لم يتفق الأئمة الكرام فى تعيين المحل الذى سينزل فيه الدجال فى المدينة المنورة فقال الإمام أحمد بن حنبل : إنه سينصب خيامه فى ممر محل يطلق عليه «جرف» ، وقال ابن ماجه إنه سيعسكر فى مكان ينتهى إلى ممر جرف من الطريق

٥٤٢

الأحمر. وقال الزبير بن بكار إنه سينصب خيامه فى موقع «مجمع السيول» ومع هذا فالثلاثة صادقون فى أقوالهم ، وإن ظهرت الأماكن التى ذكروها مختلفة إلا أن كلها فى ساحة الميدان فالألفاظ مختلفة ولكن مفادها واحد.

وأينما نصب الدجال فى المدينة سيمنع من قبل الملائكة كما ورد فى الحديث الشريف ، ولن يدخل المدينة المنورة وسيعرض المشركون والمنافقون بيعتهم على الدجال وقد أصابهم الهلع والقلق من حركات الأرض وبهذا لن يبقى داخل أسوار المدينة إلا المسلمون الخلص وبهذا سيتضح أن المدينة المنورة الطيبة تنفى الخبث وتزيل الوسخ ، ويرون أن أكثر من سيعرض بيعته للدجال من الطوائف النساء والجوارى.

مهمة

دجال مأخوذ من كلمة «دجل» بمعنى سحار وكذاب ، وبناء على عقيدة أهل السنة أنه سيظهر فى آخر الزمان وإنه سيحكم ما يقرب من أربعين يوما ما بين الشرق والغرب ، وستظهر على يديه بعض الخوارق مثل ، إنزال المطر ، وتنمية العشب ، إحياء الموتى ، الكشف عن الكنوز ، وإنه سيدعو الذين بايعوه إلى عبادته ويأمرهم مدعيا الألوهية ، وعندئذ سينزل عيسى بن مريم على الأرض بقدرة القادر المطلق وسيقتل الدجال بجانب «لد» من جبال الشام وعلى قول إن الدجال حينما يرى حضرة عيسى ـ على نبينا وعليه التحايا ـ سيذوب مثل الملح والذين بايعوه سيتعرضون جميعا للقتل ويزالون من الوجود.

إن الأخبار الصحيحة والأسرار الخفية التى ذكرت من الغوامض الشرعية التى أنبأ بها النبى صلى الله عليه وسلم ما هى إلا وحى من الله ـ سبحانه وتعالى ـ ومن التبليغات العلمية التى أبلغنا بها الأولياء الكرام والصلحاء ذوى الاحترام بعد الاطلاع على الآثار النبوية ، وإن هذه التبليغات الشرعية خارج الاطلاعات البشرية والإيمان بها يعد من الضرورات الدينية وحسن تلقيها من الوظائف المذهبية ، كما هو معلوم لدى أربابها.

٥٤٣

ذيل

سئل أحد الذين أجلوا أداء فريضة الحج لوقت شيخوخته وهو مالك للقدرة الشرعية للذهاب إلى دار الأمن حرم الله محرما «لما ذا تتردد فى إيفاء الحج وما هو السبب؟» ولا شك أنه سيجيب قائلا : «إننى مازلت فى طور الشباب! إذا ما ذهبت إلى الحج لن أستمزج بماء البلاد الحجازية وهوائها ، ولا سيما الازدحام والكثرة يسببان انتشار الأمراض المعدية ، ومن المحتمل أن أصاب بهذه الأمراض وأموت فى شرخ شبابى ، وإذا فرض بأننى نجوت من الأمراض المعدية فإننى سأتبع هواى وأرتكب الذنوب بطيش الشباب وعندئذ أكون قد أنفقت النقود فى لا شئ ، كما أننى أكون قد ضاعفت عصيانى لله.

ولكن الحجاج الذين يعودون سالمين يجب عليهم أن يتصفوا بمحاسن الأخلاق! ولا يكون هذا إلا باجتناب ارتكاب المعاصى والآثام وبالاحتراز من الاختلاط بالذين تعودوا على ارتكاب الآثام ، ولما كان أصدقائى قد تغلبت عليهم حظوظهم النفسية ومادمت أننى سأختلط بهم عند عودتى فلن أتمكن من القيام بالأعمال الصالحة ، لأن بلية الشباب لن تمكننى من الابتعاد عن بؤرة الفساد».

يرى فى هذا الجواب غير المعقول ، كما لا يخفى على أهل التدقيق ، أن هناك سببان مستقلان فى عدم ذهاب شبابنا» أقصد بهم من تجاوز الثلاثين : «السبب الأول عدم قدرتهم على مقاومة الأهواء النفسية بعد الرجوع من الحج ، والثانى : وجود الأمراض فى الحرمين» وهو زعم فاسد.

وفى الواقع أن هذا الجواب يجذب الانتباه ؛ فالذين يعتقدون فى القدرة الإلهية يتحاشون من تلك الإجابة ويجتنبونها ، وإن كان هذا السؤال يبدو موافقا لعقائد الموحدين ، إلا أن أغلب شباب زماننا يحملون فى رءوسهم هذه الأفكار.

قد ألقيت ـ أنا جامع هذه الحروف ـ هذا السؤال سالف الذكر على الكثير من الناس وتلقيت منهم إجابات أبشع من ذى قبل ، ولكننى وفقت فى تصحيح عقائد

٥٤٤

غير قليلين منهم ، ويجب ألا يخفى علينا أن هذه الإجابات ليست ثمار أذهانهم بل هى محاصيل بعض أشخاص ذوى أفكار فاسدة واعتقادات مضرة ، والتى بذرت فى مزارع قلوب بعض المسلمين السذج ، وكأن البلاد الحجازية ذات المغفرة مستعدة لإنبات الأمراض المعدية وإنه عندما يرد إليها الحجاج فى موسم الحج فمن المحال ألا تظهر فيها بسبب الازدحام الشديد ، وباء الكوليرا ، والأمراض الأخرى المعدية المخيفة وأن ذهاب الشباب إليها فى هذه الحالة يستدعى سفرهم حتى الآخرة أليست هذه العقيدة غريبة؟!.

وما يؤسف له ، بينما كان تراب الحرمين الشريفين محفوظا من قبل الله سبحانه وتعالى ـ وأن الأوبئة والطواعين والعلل الأخرى المعدية قد طردت نتيجة لدعاء النبى صلى الله عليه وسلم ، وقد ثبت ذلك بالأحاديث الصحيحة ، إلا أن ما ينشره الأجانب ذوو الأغراض السيئة يتلقى قبولا حسنا ويعتقد فى صحته التامة! مع أن عمر الإنسان مقدر من قبل الله لا يزيد دقيقة ولا ينقص ثانية ، كما يؤكد ذلك قول الله سبحانه وتعالى : (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (الأعراف : ٣٤).

إن كشوف أطباء أوربا الوهمية أن أراضى الحجاز المقدسة موطن ومولد مرض الطاعون قد دفعت بعض أهالى أوربا فى أوائل القرن الحالى إلى تصديق ادعاءاتهم ، ونتيجة لهذا التصديق تطرق خلل لعقائد قصار النظر من العوام ، إلا أن عدم استناد الكشفيات المشكوكة لهؤلاء الأطباء إلى أساس لم يثبت حتى فى تلك الأوقات ، وإن كشفهم ما هو إلا وهم مطلق.

ليس هناك أحد من هؤلاء الأطباء الحاذقين قد زار أراضى الحرمين الشريفين حتى تؤخذ تجاربه وكشوفه مأخذ الجد ، وترقى إلى كونها حكما.

ولما كان فن الطب قد تقدم فى عصرنا إلى أقصى حد ، وقد وجد أطباء أوربا منشأ الطاعون ومولده وخطئوا أسلافهم وقد أجروا فى هذا الخصوص تدقيقات كاملة ونشروا الحقيقة فى مؤلفات عديدة.

٥٤٥

وإن كان الله ـ سبحانه وتعالى ـ الحكيم يعمل على تصديق فكرنا الصائب إلا أن بعض المسلمين السذج الذين بذر فى قلوبهم بذور الفساد لم يستطيعوا أن يخرجوا من مستنقع آرائهم العتيقة ، فما أغرب أن يعتقد فيما قاله أطباء أوربا غير مشهورين إن أراضى الحرمين تنبت العلل المعدية ، ثم يتردد فى تصديق ما قاله أطباء أوربا الحذاق «من : أن منشأ مرض الطاعون هو الهند وهذا ثابت قطعيا» وتردد أطباء الإسلام فى تصديق ما قاله الأوربيون : إن الحرمين منبت العلل المعدية أى أن منشأ الطاعون البلاد الحجازية المقدسة ، وأخذوا يتحرون عن جهات ظهور تلك العلة وأسبابها ويفحصون ، وعندما أثبت «جاقود» أحد أساتذة مدرسة الطب الفرنسية وأحد مشاهير أطباء أوربا المتسم بالحذاقة والمتحلى بالرزانة الفكرية والفصاحة العلمية والمصدق لدى الجميع ، إذ استنبط من المؤلفات التى كتبها علماء المدرسة المتمدنة فيم كتب عن الأمراض الباطنية أن مرض الطاعون «الكوليرا» المخيف يظهر فى أراضى الهند ويعرف الأسباب التى توجب ظهوره وذلك بالأدلة ، وقد صدق أطباء الإسلام بلا تردد ما جاء فى ذلك الكتاب وقرروا أن منشأ ظهور مرض الطاعون الهند.

ولما نال أثر «جاقود» هذا ورأيه الرزين إعجاب الجميع قد رأينا من الواجب ترجمة هذه الرأى آملين بأنه سيكون سببا فى تصحيح أفكار الشباب المسلمين وعقائدهم :

أسباب تولد الطاعون وظهوره

يقول جاقود : إن السم القاتل المتسبب فى تولد الطاعون يتولد فى الأراضى الهندية ثم يندس فى البدن ويتغلغل فيه ليظهر المرض المخيف وإن كان السم القاتل فى أول ظهوره يشبه الأمراض البلدية فى قوته إلا أنه ينتقل من إنسان لآخر وهذا دليل قاطع على أنه من الأمراض المعدية ، ولم يعرف إلى الآن سبب ظهور هذا السم فى مواطنه.

والحال أنه إذا ما حلل تراب المكان الذى يجرى فيه حكمه كأنه مرض محلى

٥٤٦

عادى فأكثر أراضيه مستنقعات يرى فى هذا التراب مواد نباتية وحيوانية بوفرة! وحينما ينزل المطر وينخل تراب تلك الأراضى المذكورة يشتد تأثير تلك المواد النباتية والحيوانية الطبيعية ، وإذا ما نزل المطر لفترة يومين بعد جفاف دام فترة ما ، يجدد المطر وينبه الطاعون الذى قل أو نمى كليا.

ومع ذلك فطبيعة السم والأسباب الأخرى للمرض مجهولة إلا أن لإقامة الناس فى الأراضى الزراعية مزدحمين غير مهتمين بالنظافة دخل كبير فى تولد علة الطاعون ومن البواعث التى تنضم إلى المؤثرات الإقليمية التى تولد الطاعون هى عدم الاهتمام بالطهارة والنظافة وعدم الاعتدال فى الشرب والأكل بين الزوار الذين يجتمعون محتشدين فى مصب نهر «غنج» وفى موقع يطلق عليه «جمته» (١).

ومع هذا ليس من الجائز أن نحكم أن المرض مربوط بالأراضى ذات الطبيعة المعينة والأراضى الزراعية نظرا لوجود المرض الدائم فيها ، وأن كل هذه الأسباب العديدة سبب يولد مرض ، لأنه قد تحقق وجود المرض كمرض محلى فى الأماكن الأخرى من الأراضى الهندية حيث لا يزدحم الزوار والناس.

يطلق على المجتمعين من الهنود فى مصب نهر «غنج» وموقع «جمنة» حجاج ، ولما ثبت يقينا ظهور الطاعون بينهم فتعبير «يظهر الطاعون فى الحجاج» نشأ من هنا وبهذه القرينة قد أطلق على البلاد الحجازية المباركة «مولد الطاعون».

فالذين يتذكرون بعد المسافة بين نهر غنج والبلاد الحجازية والذين يعرفون أن مدينة الله آباد (٢) حيث يلتقى النهر المذكور بنهر جمنة تبعد عن ميناء «جدة» ألف وخمسين ميلا جغرافيا فمن المحال ألا يعتقدون أن ما يدعيه أطباء أوربا ما هو إلا وهم مطلق ومن هنا لزم مد القراء ببعض المعلومات عن ذلك النهر المذكور ، إن نهر «غنج» على وزن «كنج» نهر يستغنى عن تعريفه لدى أربابه ، ينبع من جبال

__________________

(١) إن هذه الأماكن بسبب رطوبة المجرى تظل فى حالة المستنقعات.

(٢) تقع مدينة الله آباد فى الجهة الغربية الشمالية من مدينة «قالكوته» وعلى بعد ٤٧٠ ميلا منها وعلى ٢٨ درجة طولية شرقية و ٢٥ درجة وعلى ٤٥ دقيقة فى العرض الشمالى.

٥٤٧

«هيمالايا» المستورة بالثلوج فى صورة دائمة وينصب فى خليج «البنغال» وهو نهر غاية فى العظمة والكبر ، ويرتفع منبعه عن سطح البحر ب «١٣٨٠٠) قدما فهو أعظم أنهار الهند وأهمها سواء أكان من الناحية التجارية أو من حيث الاتساع ، وبما أن منبعه ومصبه فى بلاد واحدة أى فى داخل الهند فهو مرجح على الأنهار الأخرى التى تنبع من بلد وتصب فى بلد آخر ، فمجرى ذلك النهر على العموم من البنجاب الذى يقع فى الجهة الشرقية الشمالية إلى «البنغال» والمياه الجارية التى فى أطرافها وأكنافها تتحد مع بعضها مثل عروف الأشجار وأوراقها ثم تلتقى كلها بنهر غنج ويشكل منظرها هيئة غريبة على شكل أوراق الأشجار ، وإلى أن ينزل مجرى نهر الغنج من منبعه إلى هضبة مستوية شديدة الانحدار ومن مبدأ هذه الهضبة إلى خليج «البنغال» ١٣٠٠ ميل.

وعندما يصل هذا النهر للهضبة المذكورة المستوية ، يساعد على سير الفلائك المحلية وبعدها بمائة ميل على سير مراكب كبيرة نوعا ما ، وفى داخل مصبه بأربعمائة وسبعين ميلا عند مدينة «الله أباد» يتحد بنهر «جمنة» على وزن عمرة ويكون اتساعه ما يقرب من ميل إلا أن اتساعه فيما بعد وعمقه يختلفان درجة بعد درجة ، وفى داخل مصب هذين النهرين اللذين يكتسبان الضخامة باتحادهما ب ٢٨٠ ميلا وفى الجهة اليمنى منها تتشعب مياه صغيرة وتكون نهر «هولى» الذى يقع عند مدينة» قالكوته «ولكن مجراه القديم يتحد بنهر براهمة بوتره» الذى يقع فى الجهة السفلى من قالكوتة وكلما آقترب من البحر انقسم إلى شعب متعددة وصبّ فى البحر من عشرين مصبّا تقريبا.

والجزر التى تتكون بين هذه المصبّات تكون فى كل المواسم فى حالة المستنقعات هواؤها ردئ مهلك ومضر للإقامة وغير صالحة للحياة.

وتقع مدينة الله أباد عند نقطة التقاء نهرى غنج وجمنة ولما كان هذا الموقع مكانا غاية فى السعد والقداسة بناء على اعتقاد الهندوس ، فمن المستحيل تعيين الزوار الذين يأتون ويذهبون إلى المدينة ، ويطلق الهندوس على الذين يزورون نقطة التقاء النهرين «الحجاج» والذين يدينون بمذهب «البراهمة» يعدون من يزور

٥٤٨

نهر «براهمه بوترا» من أعزة الناس ، والهندوس الذين يعتقدون فى هذا ولا سيما من يتبعون مذهب البراهمة يزيد احترامهم لتلك الأنهار المذكوة ويقدمون مدينة الله آباد ونهر براهمة بوتره حتى إنهم يعبدونها كمعبود مطلق ويرمون جنازاتهم فيها بعد أن يربطوها بأشياء ثقيلة.

مطالعة

إن ما يطلق عليهم أطباء أوربا «الحجاج» هم بعض الهنود الذين يزورون مدينة الله آباد ، ولما كان هؤلاء الناس يميلون إلى القذارة بطبيعتهم ولما كانت الأماكن التى يزورونها فى حالة من القذارة ومستنقعات ، فلا يحتاج إلى إقامة دليل أنها ستكون مواطن أمراض ، والجدير بالدقة والانتباه أن الزوار الذين يجتمعون فى مصب نهر غنج وأراضى جمنه ينقلون أمراضهم إلى أوطانهم الأصلية عند عودتهم ، وبعضهم ينقلونها إلى البلاد الحجازية المستورة.

إن تحول حكم مرض البلد عند عودة الزوار يعنى اشتداد المرض وظهور الأمراض المعدية عند وجود الزوار يفهم من الفرق الذى يلاحظ كل سنة.

وإن كان أثر السم الذى يولد الطاعون يظهر عقب إصابته ببضع ساعات إلا أن تفريخه «أى ظهوره تدريجيا فى حكم مرض مخيف» يمتد من ثلاثة أيام إلى خمسة أيام فالشخص الذى يصاب بذلك السم ينقله من مكان إصابته إلى مكان آخر فى أثناء انفراخ المرض وعندما تنتهى المدة المعينة يتبين بأنه أصيب بالمرض إذ تظهر آثاره عليه ، وفى بعض الحالات فإن العدوى لا تؤثر فى المريض بحيث تمنعه من الحركة فى الحياة اليومية ، إلا أنه يرى بعض الأعراض وحسب وإن هاتين الحالتين المضرتين تجعل القافلة تظن أنها عادت سالمة من إقليم المرض ولكن أفراد القبيلة ينقلون العدوى من مكان ظهورها إلى أماكن أخرى وبلاد مختلفة ، إن انتشار الطاعون على الوجه المحرر يعنى انتقال العلة بواسطة الوسائل المشروحة هنا وهناك أصبح منبعا جديدا لعدوى ذلك السم إذ يهاجر المرض من موقعه الأصلى إلى أماكن أخرى مع القافلة التى تتحرك وإن ظن ملأ القافلة أنهم تركوا الطاعون فى مكانه :

٥٤٩
٥٥٠

شكر الخاتمة

هذا الكتاب الذى تزدان ديباجته بصفات السلطان عبد الحميد الثانى ـ الذى لا زال محفوفا بالتوفيق الصمدانى استوجب أن تتضمن خاتمته نبذة عن حميد صفاته وهذا ما أراه سعادة لى وفخرا وإبراء للذمة.

ما كان من سلطان مثله فى عدله

ها هى آثاره البديعة وتلك آثار السلف

بنور عدل هذا السلطان العظيم المنشور

أصبحت مرآة العالم من الظلم محرر

ولا ريب أن صفات السلطان الملكية مجتلى حكمة الله بديعة التدبير. وكيف يرتاب فى ذلك؟! وقد اعتلى العرش العثمانى وجسم الدولة الجسيمة قد أوشك على الانهيار ولكنه استطاع بمنة الله أن يضع يده على نقطة الداء بتدابيره الحكيمة وهمته الملكية وأن يشفيه ويبرئه فى مدة وجيزة فرفعت الدولة رأسها قائمة على رجليها مما جعل كبار رجال الدولة يلهجون بالشكر والحمد أمام هذه الأعمال الفجائية العظيمة فضلا على الأجانب الذين وقفوا مبهوتين مستغربين مما حدث.

وبفضل هذه التدابير الحكيمة ونتائجها المثمرة كسبت عاصمة ملكه إستانبول الأهمية السياسية وأصبحت مركزا موازنا لأوربا كلها. ونظم الجيش على نحو لم يسبق له مثيل قبل هذا. واستطاعت خزانة الدولة التى كانت تمر بأزمة مالية نتيجة للظروف السيئة أن تتخلص قليلا من مشاكلها وأن تمد يد العون لرفاهية الرعايا فى أنحاء المملكة الشاسعة كما أن بذل الجهود لتطبيق أحكام العدل فى الممالك السلطانية فى جميع أرجائها زاد من الأمن والاستقرار مما ألهج الألسنة بالشكر والعرفان وانتشرت العلوم والفنون فى جميع أطراف السلطنة وبهذا نجا أفراد الرعايا من ظلام الجهل والأمية.

٥٥١

ولما رأى أصحاب الفضل والكمال وأرباب القلوب الزكية والأدباء وأرباب الفنون ما فى دار الخلافة من مأمن واستقرار اتخذوها ملجئا وملاذا.

وطبعت فى العصر السلطانى كتب كثيرة تتضمن موضوعات مادية ومعنوية وتجمع بين فوائد عظيمة دينية ودنيوية وآثار ممتازة أخرى.

وأراد هذا العبد العاجز (١) أن يسعد بالاشتراك فى أفكار السلطان التى تشجع الرقى فى المعارف والعلوم فألفت مرآة الحرمين حيث أسست الكعبة فتحدثت عن المناسك والمعاملات وما تحملت البلدتان المباركتان من صدمات منذ مطلع النور كذلك ما تحمل أهالى حوالى تلك المنطقة من المصاعب وضمنت كتابى كل ما يديم الطمأنينة فى قلوب الموحدين ، وفصلت كل شئ ومستمدا العون من شمس السلطان التى تنير دنيا العالم الإسلامى.

إقرار النعمة :

أليس التوفيق فى استجلاب الدعاء من ألسنة المؤمنين للعبد المخلص الصادق السلطان الذى كان سببا فى الدنيا والآخرة شرف عظيم ومجلبة شكر وثناء وحمد؟!.

وبما أننى منذ أن أمسكت القلم بيدى وقفت نفسى لخدمة النبى صلى الله عليه وسلم وإن كان كل ما نشرت من آثار كانت مختارات فريدة فى الدين والرسائل الشرعية.

إلا أن كتابى مرآة الحرمين يحتوى على الأسرار المجلية والأحكام الخفية التى لم يطلع عليها حتى المتبحرون من علماء الإسلام وعرضت كل الأحداث بأدلة متقنة يستطيع حتى الأطفال استيعابها ، لذا فالكتاب مستجلب الدعاء لأمير المؤمنين من المسلمين فى جميع أنحاء العالم. وجاءتنى بهذا الخصوص رسائل كثيرة وهذا يبشر بأن للسلطان أمير المسلمين منزلة عظيمة عزيزة لدى الله ـ سبحانه وتعالى ـ وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما أن المؤلف كان واسطة لإظهار هذه المكانة فهو يفتخر بذلك ويشكر الله ـ سبحانه وتعالى ـ على توفيقه. «المنة لله تعالى وفقط»

__________________

(١) يعنى المؤلف بكلمة العاجز نفسه تواضعا منه لله عز وجل.

٥٥٢

عرض العذر :

وإن لسانى ليعجز عن تعبير الشكر لحضرة السلطان ولو جزء من الألف لما رأيته بعينى من عطفه على كما أن قدرتى تعجز فى التعبير عما أشعر به من الشكر والامتنان نحو جلالة السلطان ، وأمام هذا العجز لم أستطع إلا أن أتوجه إلى الله سبحانه وتعالى ـ أن يوفق السلطان فى قيادة الدولة العثمانية وأن يشترك فى رجائى هذا أفراد مملكة الدولة العثمانية المعظمة.

دعاء مفروض الأداء

يا مليك ملك الاستغناء .. مليك الحقيقة والمناء

يا أحكم الحاكمين ومالك من أشباه يا حاكما يحكم بعدل الإله

يا مالك ملك قباب الفلك ويا نافذ الأمر فى الأنس والجن والملك

أعز ملك السلام بالنصر وسهل له كل أمر

اللهم اجعل مليك الزمان السلطان عبد الحميد خان

اجعل له على الأعداء النصر المطلق ولدولته على الدوام الرونق

ما أعظم ما له من بر وإحسان وما رأى أحد مثله فى ملوك الزمان

له طالع المشترى ومن القمر طلعة ومن الفلك رتبة ومن الملك خصلة الفارس المغوار حارس الأوطان ذو الفضل وعظيم الشان

مسعود الطالع حكيم التدبير ولا مع التنوير

اللهم أطل عمره واجعل ملكه المعمور وأدم على رعيته الرضا والسرور

ألق عليه ظل الأمان واجعل الأمن للعباد فى كل آن

منّ على وزرائه بالتوفيق .. ومنّ على آماله بالتحقيق

وليجد الناس فى عصره كل الرخاء ولتلهج له الألسنة بالدعاء

اجعل من يضمر له السوء ذليلا .. واجعل عدو دينه مخذولا

ومد ظله على الأيام .. واغمر بالرخاء كل الأنام

اللهم خلصنى من حبائل الشيطان .. واجعلنى لك خيرة العبدان ..

واجعل الشيطان قاطعا منى الأمل ..

٥٥٣

واجعل آخر كلامى كلمة التوحيد حين يأتينى الأجل ..

من شره وكيده يا رحمن ..

صن مالى من إيمان ..

اللهم جد علينا برضوانك ..

واجعلنا فى حرزك وأمانك ..

وتفضل علينا بجودك وإحسانك .. بمجاورة حبيبك المصطفى فى الدارين ..

والفوز من اتباع سنته بما تقرّ به العين ..

وثبت قلوبنا على الهدى .. وسلمنا من الزيغ والردى ..

ونجنا من الفتن .. وخلصنا من كدورات هذه الحياة الدنيا.

ووفقنا للقيام بما أمرتنا قولا وفعلا .. وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم

وسامحنا وأساتذتنا وإخواننا أخواتنا وأحبابنا وجميع المسلمين

ولا سيما من اشتغل بهذا الكتاب ورغب به من الطلاب والكتاب.

«آمين بحرمة من جاء رحمة للعالمين»

فرغت من ترتيب هذا الكتاب بعون الله الملك الوهاب فى اليوم المبارك الرابع والعشرين من الربيع الأول سنة تسعة وتسعين ومائتين بعد الألف من أعوام هجرة صاحب أكمل الوصف وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على سيدنا وسيد العالمين محمد وعلى آله وصحبه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وآل كل أجمعين والحمد لله رب العالمين.

٥٥٤

تقديم........................................................................... ٧

الوجهة الأولى

فى تعريف الأحوال الجغرافية للمدينة المنورة ، وعادات أهلها ١١

الصورة الأولى : فى ذكر أحوال المدينة الجغرافية ، وأوضاع أسوارها وطرزها............. ١٣

موقع المدينة المنورة بالنسبة لخطوط الطول ودوائر العرض.......................... ١٣

سورها وأبوابه............................................................... ١٤

درب المصلى............................................................... ١٤

الدرب الصغير.............................................................. ١٥

الدرب الشامى.............................................................. ١٥

درب البقيع................................................................. ١٥

الصورة الثانية : وجوب مراعاة حق جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم.............. ٢٢

الصورة الثالثة : كيفية دفن من أدركه الأجل فى المدينة............................... ٢٥

الصورة الرابعة : كيف يستقبل شهر رمضان وكيف يكون بالمدينة..................... ٢٨

أداء صلاة التراويح.......................................................... ٢٩

موكب الشموع.............................................................. ٢٩

الصورة الخامسة : موكب الشموع بعد صلاة التراويح................................ ٣١

الصورة السادسة : صلاة الفجر وصلاة عيد الفطر................................. ٣٣

الصورة السابعة : الهيئة الكاملة لمسجد السعادة.................................... ٣٥

الصورة الثامنة : فى بيان أبواب حجرة السعادة وقناديلها وشمعداناتها وخدمها ومعنى الفراشة .. الخ  ٤١

سبب وتاريخ استخدام الأغوات فى الحجرة المنيفة............................... ٤٣

٥٥٥

تعريف مقدار خدمة الفراشة الشريفة........................................... ٤٥

مقام أبى بكر وعمر ـ رضى الله عنهما.......................................... ٤٦

صورة غسل حجرة السعادة................................................... ٤٧

الخدمة الدائمة للخدم........................................................ ٤٧

تأديب الأغوات............................................................. ٤٨

تسكين الأغوات............................................................ ٥٢

خدمات مسجد السعادة الدائمة والمؤقتة....................................... ٥٤

الخطباء والأئمة فى الحرم النبوى الشريف........................................ ٥٤

مكبرو الحرم الشريف......................................................... ٥٥

سقاء والحرم الشريف........................................................ ٥٦

الوجهة الثانية

فى شد الرحال إلى المدينة وزيارة المسجد الشريف

وفضل المجاورة بالمدينة وفضل المنبر والروضة الشريفة ٦٣

الصورة الأولى : فى ذكر الأحاديث الواردة فى شد الرحال إلى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتفصيل

ذلك.......................................................................... ٦٤

الصورة الثانية : فى فضائل مسجده ومنبره وروضته صلى الله عليه وسلم............... ٧٣

مواقع يتضاعف الأجر والثواب فيها فى المدينة المنورة............................. ٧٧

المصلى النبوى وبيان حدوده.................................................. ٧٩

الوجهة الثالثة

فى تعريف أسماء المدينة ، وفضائلها وبعض أحكامها ٨٥

الصورة الأولى : فى بيان أسماء المدينة وألقابها....................................... ٨٧

الصورة الثانية : فى فضل المدينة على سائر الممالك................................. ٩٥

الصورة الثالثة : ما ورد فى الذين اختاروا المدينة دارا لهم ، ومن أبدعوا البدع فيها...... ١٠٠

٥٥٦

الوجهة الرابعة

فى أوائل حال المدينة المنورة وسكانها وما كان بينهم

من حروب قبل الإسلام ١١١

الصورة الأولى : فى أحوال المدينة الأولى وسكانها القدماء.......................... ١١٣

الصورة الثانية : فى ذكر من كان بالمدينة وقت أن هاجر إليها الأوس والخزرج......... ١١٨

ظهور مالك بن عجلان على يهود المدينة.................................... ١٢٤

الصورة الثالثة : قرى ومجال قبائل الأوس بالمدينة.................................. ١٢٧

الصورة الرابعة : قرى ومنازل الخزرج بالمدينة...................................... ١٣٠

الصورة الخامسة : ما كان من ملاحم وحروب بين قبائل الأنصار قبل الإسلام........ ١٣٣

وقعة سمير................................................................. ١٣٣

يوم الرحابة............................................................... ١٣٤

سلمى................................................................... ١٣٦

يوم حرب حصين.......................................................... ١٣٨

يوم ربيع الظفرى........................................................... ١٣٨

يوم فارع.................................................................. ١٣٩

يوم الجسر................................................................ ١٣٩

يوم الربيع................................................................. ١٤٠

حرب الفجار............................................................. ١٤١

يوم الحدائق............................................................... ١٤١

يوم المعبس والمضرس....................................................... ١٤٢

يوم الفجار الثانى.......................................................... ١٤٣

يوم بعاث................................................................ ١٤٤

٥٥٧

الوجهة الخامسة

فى إرسال مصعب بن عمير ـ رضى الله عنه ـ

إلى المدينة ووقائع الهجرة النبوية ١٤٧

الصورة الأولى : فى ذكر بيعة السابقين من الأنصار ودعوة مصعب أهل المدينة إلى الإسلام ١٤٩

حكمة كون النبى صلى الله عليه وسلم أنصاريا من الخزرج....................... ١٥٥

الصورة الثانية : هجرة النبى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة................... ١٥٧

الصورة الثالثة : فى بيان وقائع سنين الهجرة إجمالا................................. ١٧٥

السنة الأولى للهجرة........................................................ ١٧٦

السنة الثانية للهجرة........................................................ ١٨٠

السنة الثالثة للهجرة........................................................ ١٨٢

السنة الرابعة.............................................................. ١٨٣

السنة الخامسة............................................................. ١٨٣

السنة السادسة............................................................ ١٨٤

السنة السابعة............................................................. ١٨٥

السنة الثامنة.............................................................. ١٨٦

السنة التاسعة............................................................. ١٨٧

السنة العاشرة الهجرية...................................................... ١٨٨

السنة الحادية عشرة........................................................ ١٨٨

الوجهة السادسة

فى توسيع وتجديد المسجد الشريف ودار فاطمة ـ رضى الله عنها ـ

ومحراب النبى صلى الله عليه وسلم وصفة اصحاب النبى ١٨٩

الصورة الأولى : فى تأسيس مسجد السعادة وكيف بنى أولا........................ ١٩١

الصورة الثانية : توسيع مسجد السعادة وتحويل المحراب............................ ١٩٦

الصورة الثالثة : الأماكن التى صلى فيها النبى صلى الله عليه وسلم وموقعها من المسجد الشريف     ١٩٨

٥٥٨

مؤسس محراب المسجد الشريف............................................. ١٩٩

الصورة الرابعة : تعريف جزعة مسجد السعادة.................................... ٢٠٢

الصورة الخامسة : سبب تأسيس المنبر وصورته وحنين الجزع........................ ٢١٢

الصورة السادسة : عدد المرات التى عمر فيها المنبر أو جدد........................ ٢١٩

الصورة السابعة : أساطين المسجد فى عصر السعادة.............................. ٢٣٠

الأسطوانات المختلفة....................................................... ٢٣٠

أسطوانة عائشة............................................................ ٢٣٠

أسطوانة التوبة............................................................. ٢٣٢

أسطوانة السرير............................................................ ٢٣٥

أسطوانة المحرس............................................................ ٢٣٦

أسطوانة الوفود............................................................ ٢٣٦

أسطوانة مربعة القبر........................................................ ٢٣٨

أسطوانة التهجد........................................................... ٢٣٩

محراب باب الجنائز......................................................... ٢٣٩

الصورة الثامنة : الصفة وأهل الصفة............................................. ٢٤٧

كيفية إعاشتهم............................................................ ٢٥٦

الصورة التاسعة : فى تعريف الحجرة النبوية الشريفة................................ ٢٥٩

الصورة العاشرة : دار فاطمة ـ رضى الله عنها ـ.................................... ٢٦٢

الصورة الحادية عشرة : إغلاق الأبواب التى كانت تواجه مسجد السعادة فى عصر السعادة ٢٦٤

الوجهة السابعة

فى عدد مرات تجديد مسجد السعادة ومن جدده والزيادة

فى حدوده وكذلك الحجرة الشريفة ٢٦٧

الصورة الأولى : توسيع مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لأول مرة............... ٢٦٩

الصورة الثانية : توسيع وتجديد المسجد للمرة الثانية............................... ٢٧٢

٥٥٩

مقصورة المسجد........................................................... ٢٧٧

الصورة الثالثة : توسيع وتجديد المسجد للمرة الثالثة................................ ٢٧٩

أداه صلاة الجنازة فى المسجد وسبب منعها زمن عمر بن عبد العزيز.............. ٢٩١

موازنة تاريخية بين معاملة سلاطين آل عثمان لأهل البيت ومعاملة سابقيهم من الأمراء والخلفاء  ٢٩٧

الصورة الرابعة : تجديد وتوسيع المسجد للمرة الرابعة............................... ٣١٠

الصورة الخامسة : فى تعريف الحجرة المعطرة والقبور الثلاثة......................... ٣١٣

مواقع القبور الثلاثة........................................................ ٣٢٥

الهيئة المرئية للقبور الثلاث فوق الأرض....................................... ٣٢٧

شبكة قبر السعادة......................................................... ٣٢٧

الوجهة الثامنة

تذكر علامات الرأس الشريف ، ومقام جبريل وكيفية حفظ وتعليق

الهدايا الواردة ، وتاريخ تأسيس القبة الخضراء والمقصورة ٣٢٩

الصورة الأولى : فى ذكر العلامة الدالة على جهة رأس الرسول صلى الله عليه وسلم.... ٣٣١

الصورة الثانية : علامة جهة وجه النبى صلى الله عليه وسلم........................ ٣٣٥

الصورة الثالثة : تعريف مقام جبريل وتعيينه....................................... ٣٣٧

الصورة الرابعة : مربع القبر الجليل وتجديد فرش حجرة السعادة...................... ٣٣٨

الصورة الخامسة : فى تعريف ستارة الحجرة المعطرة................................. ٣٤١

أصول تعليق ستارة القبر وتجديدها........................................... ٣٤٣

الجوهر الشريف............................................................ ٣٤٣

تعريف حجرة السعادة إجمالا................................................ ٣٤٤

الحجرة المعطرة............................................................. ٣٤٤

الصورة السادسة : تخليق (١) حجرة السعادة وكيفيته............................... ٣٤٧

__________________

* يعنى تطييبها بالخلوق ، وهو خليط من أنواع الطيب المختلفة.

٥٦٠