موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ٤

أيوب صبري باشا

موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ٤

المؤلف:

أيوب صبري باشا


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الآفاق العربيّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٧٢

فترة غزوة خيبر ما يقرب من شهر أمام قلاع خيابر وفتح القلاع واحدة تلو الأخرى وسخرها.

ثم عاد بعدما أبقى سكنتها فى أماكنهم بشرط أن يعطوا نصف محاصيل خيبر المتنوعة لبيت المال وكان قد خطط لإجلاء يهود خيبر إلى البلاد الأخرى ونقلهم فقالوا : «يا رسول الله!! نحن نعرف طبيعة هذه الأراضى نرجوك أن تبقينا هنا». فأشفق النبى صلى الله عليه وسلم عليهم ورحمهم وأبقاهم فى أماكنهم على أن يكون نصف محاصيل المزارع لهم كأجور عمل ولم يقرهم على ملكية الأرض. أى على أن يجليهم إلى أماكن أخرى وقت ما شاء.

وبعد فترة وجد أخو عبد الله بن سهل مقتولا فى أرض خيبر وبناء على طلبه كتب النبى صلى الله عليه وسلم رسالة وأرسلها إلى يهود خيبر وكانت الرسالة تتضمن إعطاء دية عبد الله المقتول أو أن يستعدوا للحرب والقتال ، إلا أن اليهود أقسموا بالله وبرءوا ذممهم من قتل عبد الله بن سهل وعلى هذا أعطى النبى صلى الله عليه وسلم من بيت المال مائة جمل وسوى مسألة الدية وبين أنه قد حان الوقت لإخراج غير المسلمين من جزيرة العرب بإخراج النصارى واليهود منها. ولأجل ذلك أجلى عمر بن الخطاب فى عهد خلافته اليهود من خيبر وأسكن مكانهم من يرغب من أهل الإيمان وآواهم ، لأن مطهر بن رافع بينما كان عائدا من الشام مع عشرة من العبيد فى أيام خلافته اختار أن يبيت ليلة فى خيبر التى كانت على طريقه. إلا أن اليهود الملاعين ألّبوا عليه العبيد قائلين : «بينما أنتم عشرة أنفار كيف يذلكم هذا الرجل وتتحملون المشقات الجمة والمتاعب الكثيرة؟ أهذا من شأن العاقل؟! ونقول هذه الكلمات لأننا نرقّ لحالكم ونعطف عليكم. وإلا فما لنا؟! إذا أردتم أن تنجوا من الشقاء الأبدى ، اقتلوا هذا الرجل بعد خروجكم من خيبر بهذا الخنجر الحاد ثم اهربوا كل واحد منكم إلى جهة ما» وبعد هذا التلقين أعطوا لهم الخنجر وقتل هؤلاء المجرمون بناء على تلقين اليهود مطهر بن رافع فى الطريق وعادوا إلى خيبر وأسرع اليهود بإعطائهم زاد طريقهم وإعادتهم إلى سواء الشام وعندما شاع هذا الخبر المؤلم وتردد صداه فى المدينة ذهب عبد الله بن عمر إلى خيبر ليسترد

٤٦١

أموال مطهر بن رافع المتروكة ، وهجم أهل خيبر على عبد الله بن عمر ليلة ما على غفلة ، ولأن ابن عمر نجا فى فترة ما وعاد إلى دار الخلافة إلى المدينة وأبلغ والده بما حدث ؛ صعد حضرة عمر على المنبر دون تأخير وبين أن أهل خيبر قد تجرءوا على أذى عبد الله وقتل مطهر بن رافع وعبد الله بن سهل وتسببوا فى الخسارة وارتكبوا الفظائع وأن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى حق هؤلاء الملاعين «أقركم ما أقركم الله» وأنه قد وقت إجلاءهم من قطعة خيبر الفسيحة وأجبر المهاجرين والأنصار على تصديق قراره وقرر عمر لمردهم وعندما وصل ما قرره عمر بن الخطاب إلى خيبر جاء ابن أبى الحقيق إلى المدينة ومسح جبينه على تراب رجلى عمر بن الخطاب مهادنا ثم قال يا عمر ، كيف تريد أن تنفينا وتجلينا من بلدنا وأنت تعرف أن محمدا صلى الله عليه وسلم أبقانا ووطننا فى بلدنا فما سبب ذلك؟ وأنت تريد أن تتصرف خلاف الإرادة النبوية؟ فاستجوبه على هذا النحو. فقال له عمر هل تظن أنى نسيت ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم فى حقكم عندما قال «تستطيعون أن تبقوا الآن فى دوركم ودياركم ولكن كيف سيكون حالكم عندما تخرجون من بيوتكم ودوركم؟!» فقال له إن ما صدر من أبى القاسم كان من قبيل الهزل ولم يكن جادا فى قوله ، ولما رأى عمر بن الخطاب أنه يستخدم فى حق النبى صلى الله عليه وسلم لغة الاستهزاء والسخرية قال له : «يا عدو الله ، قد افتريت فجميع أقوال النبى صلى الله عليه وسلم قول فصل وليس بهزل وبناء على هذا قد أهملتكم ثلاثة أيام ما عدا دخولكم وخروجكم!».

وفى هذه المدة غادروا منطقة الحجاز من جزيرة العرب!!!

وعاد وقد تلقى هذه الإجابة وأعطى أمير المؤمنين سواء أكان أثمان أموال يهود خيبر أو نصارى نجران من فيافيهم كلهم إلى الممالك الأخرى ثم وزع أموالهم وأشياءهم بين الأصحاب.

والسبب الذى دعا سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ إلى الصعود على المنبر النبوى وترغيب الصحابة الكرام فى نفى يهود خيبر من بلادهم ووطنهم ما

٤٦٢

سمعه من النبى صلى الله عليه وسلم قوله : «لا يبقى دينان فى جزيرة العرب» وبالنظر إلى معنى الحديث الشريف : «إن عشت إلى قابل لأخرجن اليهود والنصارى من الحجاز» فلفظ جزيرة العرب الذى ورد فى الحديث سالف الذكر المقصود به بلاد الحجاز المقدسة ، ويهود خيبر الذين أجلاهم عمر بن الخطاب كانوا أربعين ألفا من الشجعان المتسلحين وقد سمح لبعضهم بالإقامة فى تيماء وهذا يدل على أن المقصود بالجزيرة العربية التى فى الحديث قطعة الحجاز وإن كانت أرض تيماء فى داخل الجزيرة العربية ولا تعد من أراضى الحجاز لأن بلاد الحجاز تشمل الحرمين واليمامة ، وخيبر مربوط بالمدينة كما أن الطائف مرتبط بمكة المكرمة.

وقد حدثت هذه الوقائع فى السنة التاسعة الهجرية فأجلى يهود خيبر ووادى القرى إلى حدود الشام ، وأهالى نجران إلى أرض الكوفة. وهكذا أخليت بلاد الحجاز من النصارى واليهود بناء على الإرادة النبوية.

وظهرت فى خلال تلك السنة المذكورة نار عالية اللهيب وانتشرت إلى الأطراف والنواحى بذلت جهود جبارة لإطفائها فلم يمكن إطفاؤها.

وعرضوا الأمر على مقام الخلافة ورجوه أن يجد حلا لهذه الكارثة العظمى وأمر الفاروق الأعظم ـ رضى الله عنه ـ بالتصديق واتخذ الإجراءات اللازمة فانطفأت تلك النار فنجا الجميع.

خيط : اسم برج فى الجهة الشرقية لمسجد القبلتين خاص بقبيلة بنى سواد.

«خيل» : اسم محل بجانب دار زيد بن ثابت التى فى سوق المدينة القديمة ، واسم جبل بين موقعى مجنب وضرار ، واسم حديقة فى أراضى نجد ، ويطلق على الحل الذى بجانب دار زيد بن ثابت بقيع الخيل ، وعلى الحديقة التى فى أراضى نجد روضة الخيل.

حرف الدال

دار النخلة : دار قريبة من المحل الذى يقال له «زوراء» فى دار الهجرة ، وجه تسميتها بهذا الاسم انعزالها عن المنازل الأخرى منفردة فى داخل حدائق النخيل.

٤٦٣

دبّة : على وزن مكّة اسم محل فى مضيق صفراء يطلق عليه «دبة المستعجلة» واسم موضع بين «وادبى أضافر» وبدر ، واسم قرية قريبة من بدر على وزن نكتة.

درّ : بفتح الدال وتشديد الراء ، اسم بحيرة كائنة تحت حرة بنى سليم وفوق موقع يطلق عليه نقيع.

درك : على وزن سمك اسم موضع كان يقاتل فيه الأوس والخزرج فى الجاهلية. كما يطلق عليه دريك على وزن زبير.

دهنا : على وزن رغيا موقع قريب من ينبع كما يطلق على تلال رمل محاذية لديار تميم ، وما بين كل تلين مزين بكثير من القرى والمدن وإن لم تكن لها مياه وفيرة فمحاصيلها السنوية تفى لعربان البادية وتزيد لطيب هوائها وصفائها لا يشغلون أنفسهم بالحمية.

وتتصل أنهارها بوادى «متعج» وبعده «دوتة».

دوداء : على وزن صحراء موضع قريب من ورقاق.

دوران : على وزن توران واد يقع على جهة جحفة من منزل قديد.

دومة الجندل : قد ضبط هذا الموقع ابن زيد على شكل «دومة الجندل» والموقع المذكور وفق قول ابن فقيه من ملحقات المدينة المنورة سمى باسم ابن حضرة إسماعيل بن إبراهيم وقرية قريبة من جبل «طى» الواقع بين المدينة المنورة وأراضى خطة الشام. وفى هذه القرية حصن حصين يعرف بمارد قلعة الملك المسمى «بأكيدر». أو اسم قرية من قرى وادى القرى وقد بعث النبى صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى الحصن المذكور وقال له ستجد أكيدر وهو يصطاد الثور الوحشى وبناء على قول ابن سعد إن دومة الجندل فى جهة الشام وتبعد عن الشام خمس ليال وعن المدينة المنورة خمس عشرة ليلة. وقد شرف النبى صلى الله عليه وسلم هذه البلدة وظل هناك فترة طويلة وأرسل سرايا إلى البلاد المجاورة من هناك.

٤٦٤

دويخل : اسم جبل بنى عبيد وأحد الجبلين اللذين فى الجانب الغربى لمسجد الفتح.

حرف الذال

ذات أجدال : موضع فى مضيق صفراء.

وذات القطب : نهر من أنهار العقيق المشهورة.

ذات النصب : الموضع الذى أنعم به النبى صلى الله عليه وسلم على بلال بن الحارث المزنى عن وأقطعة إياه على أربع مراحل من المدينة فى الجهة القبلية.

ذات الرقاع : بئر من آبار الجاهلية وتقع بين وادى سعد وشقرة أو اسم جبل ملون بألوان بيضاء وحمراء وسوداء. وعلى رواية أخرى اسم شجرة بجانب هذا الجبل.

وعند البعض قد أديت فى المحل المذكور صلاة الخوف أو أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ـ ربطوا أرجلهم بالخرق فى الغزوة التى وقعت هنا وهذا هو وجه التسمية.

ذباب : اسم الصحراء التى أسس فيها مسجد الراية ويقال لها ذو باب أيضا.

ذرع : اسم بئر بنى خطمه.

ذروان : اسم بئر فى محلة بنى زريق المستقرة خلف البيوت التى فى الجهة القبلية من المدينة المنورة ، وتشتهر باسم بئر ذروان.

حرف الراء

رائع : اسم موضع فى وادى «العقيق»

رابغ : اسم نهر فى جهة جحفة ، واسم بحيرة فى وادى أسقف ، وهذه البحيرة فى جهة غدير سيالة لا يجف ماؤها أبدا وكان يقال لها فى الأوائل رابوغ والآن يطلق عليها حساء.

٤٦٥

راتج : اسم أطم يعرف باسم الناحية التى تميل إلى جهة الشام فى الطرف الشرقى لموضع ذباب وكانت محلة أولاد بنى عبد الأشهل وأخوه وبناء على قول المطرى أن «راتج» اسم جبل يقع بجانب جبال بنى عبيد ، وإذا كان ما ذهب إليه المطرى أن هذه الأطم فإنه يقتضى أن يكون غير الأطم سالف الذكر. ومع هذا لم يبق أثر سواء من الأطم أو ساحته.

تعريف البرج الذى يقال له «أطم» بين أهالى المدينة القدماء :

«أطم» بضم الهمزة والطاء وسكون الميم بمعنى جوسق عادى وقصر إلا أن الأغنياء من أسلاف المدينة اعتادوا أن يبنوا بيوتهم أبراجا مستحكمة حسب إمكانات عصورهم ويحيطون أسطحها بمتاريس بطول قامة رجل ويجعلون لتلك المتاريس فتحات يتقون بها ما يطلق عليهم ، ويتحصنون فى داخل هذه الأبراج عند اللزوم ويطلقون على مثل هذه المبانى أطم ويجمعونها على آطام. وكانت حصون تلك الأزمنة وقلاعهم من هذا القبيل إلا أنها كانت بالنسبة للآطام أكثر استحكاما وكانت لها عدة أبراج وكانت لكل قبيلة عدة آطام والقبيلة التى تنهزم فى ميدان القتال كان يدخل أفرادها داخل هذه الحصون ويدافعون عن أنفسهم ويتحملون هجمات الأعداء مدة طويلة ، لأنهم كانوا يدخرون فى داخل هذه الحصون من الأغذية ما تكفى لمعيشة ما يستوعبه الحصن من الأشخاص عدة شهور. وكانت القبائل تشن الغارات وتحارب الأخرى مستندة على هذه الحصون ولم تكن الحصون التى فى الجاهلية مثل ما نعرفه اليوم من القلاع والحصون التى تقاوم الأسلحة النارية. انتهى

رادان : اسم ناحية مشهورة ملحقة بالمدينة المنورة.

رامة : اسم منزل على بعد مرحلة من المدينة المنورة فى جهة طريق حجاج العراق وهناك قمتان على شكل نهدى امرأة.

رانوناء : على وزن عاشوراء اسم واد.

٤٦٦

راية الأعمى : اسم نهر فى وادى «العقيق».

رباب : على وزن كباب جعل فى الجهة القبلية للمدينة.

ربا : على وزن دعا اسم منزل بين الحرمين وبين أبواء وسقيا.

ربّذة : بتشديد الباء على وزن مكة اسم قرية على مسافة أربعة أيام من المدينة فى جهة نجد قد اتخذ عثمان ـ رضى الله عنه ـ هذه القرية مرعى لإبل الصدقة.

ربيع : اسم ناحية من نواحى المدينة وبما أن الأوس والخزرج تقاتلوا فى هذا المكان قتالا عظيما يذكرون هذا القتال ب «يوم الربيع».

رجام : على وزن خرام اسم جبل مستطيل على بعد ثلاثة عشر ميلا من مرعى ضرية فى جهة ديار أضاح.

رجيع : وهو واد قريب من خيبر ، وقد نزل النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا الوادى فى موقعة خيبر وكان غرضه منع قبائل غطفان من تقديم العون والمدد لأهل خيبر.

وبين مكة المعظمة وبلدة الطائف واد منسوب لبنى هذيل يطلق على هذا الوادى رجيع أيضا ، إلا أن الرجيع ليس اسم الوادى المنسوب إلى بنى هذيل بل هو اسم ماء يقع فى هذا الوادى ، وهذا الماء فى بلاد قبيلة هذيل ، وعلى بعد سبعة أميال من هذا الموضع وادى عسفان وقد وقعت سرية سيدنا عاصم ـ رضى الله عنه ـ على رأس هذا الماء ، حيث استشهد سيدنا عاصم ـ رضى الله عنه ـ ، ومرثد بن أبى مرثد ، والآخرون من الصحابة غدرا وقد قبض على خبيب بن عدى وزيد بن الدثنة أحياء وقتلا صلبا فى مكة المعظمة.

سرية عاصم بن ثابت ـ رضى الله عنه (١) :

قد نال بعض الناس من قبيلتى عضل وقاره شرف المثول بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم ورجوا منه أن يرسل لهم بعضا من أصحابه الكرام ليعلموهم أحكام الشريعة ، فأرسل إليهم النبى صلى الله عليه وسلم عاصم بن ثابت ومرثد بن أبى مرثد وخبيب بن عدى

__________________

(١) انظر : تاريخ الطبرى ٢ / ٥٣٨ ، سيرة ابن هشام ٢ / ١٦٧ ـ ١٦٨.

٤٦٧

وزيد بن الدّثنة من الأشخاص الكرام ، وكانوا كلهم من قراء القرآن ، وعندما وصل المشار إليهم إلى ساحة ماء الرجيع هجم عليهم أفراد بنى هذيل على غفلة فقتلوا أغلبهم بسيف الغدر والخيانة ، وقبضوا على خبيب بن عدى وزيد بن الدّثنة أحياء وساقوهما إلى مكة فقتلا صلبا فى جبل تنعيم. ولما حدثت هذه الواقعة الأليمة جهارا فالذين يريدون أن يطلعوا على صورة وقوعها عليهم أن يطالعوا صفحة مائتين وعشرين من كتاب محمود السير (١).

ركابة : على وزن جفادة اسم موضع فى ديار بنى بياضة.

رجية : على وزن نرده اسم موضع قريب من وادى القرى وسقيا الجزل الواقعين فى بلاد عذرة.

رحقان : على وزن عسان اسم واد يمتد إلى ناحية بنى سال عندما يمضى الطريق من وادى نازية إلى مضيق مستعجلة ويقع على الجهة اليمنى من هذا الطريق.

رحيب : على وزن زبير اسم جبل معروف بالقرب من أراين.

رحية : على وزن رؤية اسم بئر بين المدينة والجحفة.

رديهة : على وزن نليجة اسم نهر بوادى العقيق.

رس : اسم ماء فى الجهة القبلية من دار الهجرة واسم واديين فى أراضى نجد أو اسم موضعين ، واسم ماء بجانب وادى آذر بابجان وفى الوادى الذى فى ناحية آذر بابجان كان فى وقت ما ينتج الرمان والزبيب بدرجة لا مثيل لهما وهى قرى منتظمة.

ولما عصى وبغى أهالى تلك القرى وكذبوا نبيهم أمر الله ـ سبحانه وتعالى ـ جبلين من جبال الطائف أن يقوما بتأديب هؤلاء القوم المذمومين وقد انهار الجبلان المذكوران فوق سكان تلك القرى فهلكوا جميعا ولم يبق لهم أثر.

__________________

(١) وانظر أيضا الطبرى ٢ / ٥٣٨ ـ ٥٣٩.

٤٦٨

وكان لقوم ثمود بئر باسم رس ألقوا نبيهم فى هذه البئر وسدوا فوهتها بالحجر.

رشاد : كان واديا فى بلاد أجرد كان اسمه القديم عون فبدله الرسول صلى الله عليه وسلم برشاد ولما وصل إلى قبيلة جهينة جامل أفراد بطن بنى عنان قائلا أنتم بنو رشدان.

ذات الرضم : موضع على بعد ستة أميال من وادى القرى.

رضمة : وادى بالقرب من وادى صفراء.

رضوى : جبل مشهور مبارك فى مكان يبعد عن المدينة أربعة أيام وعن ينبع البحر يوما واحدا ويستخرج من فوقه منجم لحجر المسن ، قد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أنه من جبال الجنة.

رعل : اسم برج فى قرية بنى عبد الأشهل.

رقمتان : اسم ساحتى رمل بجانب الحرة الغربية للمدينة المنورة ، ولونها أصفر مائل إلى الحمرة ، موضعان مشهوران فى ديار بنى أسد كما أن هنا قريتين بهذا الاسم إحداهما فى وادى القرى والأخرى فى الأراضى النجدية.

رقم : تقال للمنزل الذى يسكن فيه أربد بن الصيفى فى الجهة الشرقية من المدينة. واربد هذا جاء إلى المدينة بقصد قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكن فى ذلك البيت فترة ما ثم يئس من قتله ـ عليه السلام ـ فعاد وفى أثناء عودته أصابته الصاعقة ومضى إلى جهنم وكان قد أطلق على هذا المكان الذى هلك فيه هذا الرجل سهام الرقميات ، وما زال معروفا بهذا الاسم إلى الآن. كما أن فى بلاد بنى غطفان جبل باسم رقم بجانب هذا الجبل مجرى ماء يعرف بنفس الاسم.

رقيبة : اسم جبل طويل فى خيبر.

ركابيه : اسم موضع على بعد عشرة أميال من المدينة من عرج وهى عقبة فى غاية الصعوبة عند الطلوع عليها.

وبجانب هذه العقبة عقبة عائز قد مر النبى صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من هذه العقبة

٤٦٩

ومن الغرابة بمكان أن ابن حجر عندما عرف نار الحجاز قال إن عقبة ركوبه فى الطرف الشامى من المدينة وقد مر النبى صلى الله عليه وسلم بهذه العقبة فى وقعة تبوك وأنها عقبة صعبة الصعود ووصف وعرف عقبة ركوبه طولا وعرضا وحددها ، وإذا كانت رواية ابن حجر صحيحة فمن المحتمل أن يكون فى ذلك المكان عقبة أخرى باسم ركوبة.

تطلق العقبة على الجبال الوعرة صعبة التسلق لما يقال على الجبال والهضاب ذات طلوع ونزول كما أن ثنية بمعنى عقبة.

رمة : صحراء يمتد طولها سبع ليال فى أراضى نجد فى جهة منها حرة فدك والجهة الأخرى أرض قصيم.

وإن كان هناك موقع يطلق عليه. بطن الرم إلا أن هذا المكان فى طريق المدينة المنورة التى تنتهى إلى فيد وفى داخل بلاد بنى غطفان.

روادة : اسم بحيرة كبيرة تمر منها سيول العقيق.

روايتان : اسم هذه البحيرة أيضا.

الروحاء : موضع يبعد عن المدينة المنورة اثنين وأربعين ميلا ، وذهب بعض المؤرخين إلى أنها على بعد ستة وثلاثين ميلا من المدينة والبعض الآخر على أنها ثلاثين ميلا من المدينة المنورة وهذا الاختلاف يعود إلى أن المؤرخين قاس بعضهم من أولها والآخرون من وسطها والبعض الآخر من نهايتها ولما كانت الروحاء واديا بيرا ففى أولها لافتتان كما أن فى آخرها أيضا لافتتان فالذين قالوا أنها تبعد ثلاثين ميلا قاسوا المسافة من مدخل الوادى والذين قالوا أنها تبعد ستة وثلاثين ميلا قاسوا المسافة من وسط الوادى والذين قالوا أن المسافة اثنين وأربعين ميلا قاسوا من مخرج الوادى ، وبناء على هذا التقدير فطول الوادى يمتد على طول اثنى عشر ميلا.

ووجه تسمية الوادى بهذا الاسم أنه واد فى غاية الاتساع أو أن الملك «تبع» قد استراح فى هذا الوادى ويوصى أكثر الرواة بأن القول الثانى أحق بالاعتماد عليه أى أن وجه تسميته استراحة الملك تبع قليلا فى وادى الروحاء بعد أن قاتل

٤٧٠

يهود المدينة وهذا يؤيد القول الثانى ولا ينفى أيضا إمكان صحة القول الأول. كان فى وادى الروحاء قصران ومسجد ، والعديد من الآبار. والمحل الذى دفن فيه إبراهيم بن الرسول ـ عليه السلام ـ فى بقيع الغرقد روحاء أيضا.

روضة الأحوال : اسم حديقة فى ناحية ودان.

روضة الأجواد : قرية كائنة فى ديار بنى غطفان وفى إحدى وديان قصيبة وفى الطرف القبلى من هذه القرية خيبر وفى طرفها الشرقى أراضى عصيرة.

روضة أحام : فى وادى العقيق.

وروضة الخزرج : موضع فى داخل المدينة وروضة الخزرج تنسب لبنى خزرج.

روضة الحماط : المحل الذى يطلق عليه ذات الحماط فى العقيق.

روضة الصهباء : اسم حديقة تقع على بعد ثلاثة أيام من المدينة فى ناحية الشام.

روضة عربتة : واد فى ناحية رخصية ، وكان هذا الوادى قد اتخذ مرعى لرعى الخيول فى الجاهلية وأوائل العهد الإسلامى.

روضة العقيق : فى وادى العقيق.

وروضة مرخ : اسم حديقة فى داخل المدينة.

ذو رولان : اسم واد ينسب لقبيلة بنى سليم بالقرب من رخصية.

رويثة : اسم منزل على بعد ستة أميال فى جهة مكة المكرمة «رهاط» اسم دار الصنم المسمى بسواع الذى اتخذه بنى هذيل إليها وهى فى داخل أراضى البحر ، كما أنه اسم قرية بجانب جبل شمنصبر. والذين يريدون أن يتعرفوا على ذلك الصنم أكثر من هذا يستطيعون أن يطالعوا صحائف مرآة مكة.

ريان : اسم برجين منسوبين لقبلتى بنى حارثة وبنى زريق واسم ماء كائن أسفل الجبل الأحمر الطويل الذى فى مرعى ضرية واسم واد بجانب الجبل المذكور واسم جبل فى ديار بنى عامر واسم قصور متعددة فى منجم بنى سليم.

ريدان : على وزن ميدان كان اسم برج خاص ببنى واقف من القبائل الأوسية وفى الجهة القبلية من مسجد الفضيح.

٤٧١

ريم : اسم الوادى الذى فى بلاد مزينة والذى يصل جبل ورقان بوادى العقيق ويبدأ هذا الوادى على ثلاثة أميال من المدينة المنورة وينتهى على بعد ثمانية وأربعين ميلا.

حرف الزاى

زبالة : اسم موضع مشهور بجانب التل الترابى الذى فى بلاد حمراء الأسد وفى مبدأ حدود أرض يثرب من جهة الشام ، وفى عصر الجاهلية غمر هذا الموضع الماء فهلك معظم ساكنيه ، وعلى قول أن زبالة بنت مسعود من بقية العمالقة نزلت فى هذا الموضع وأقامت قرية هناك وهذا هو وجه تسمية ذلك الموضع باسم زبالة.

زج : اسم موضع فى مرعى ضرية وقد أقطع النبى صلى الله عليه وسلم هذا الموضع لعداء بن خالد من قبيلة ربيعة بن عامر.

زرود : اسم موضع بالقرب من أبرق العذاف أو اسم موضع قريب من منزل ثعلبية فى طريق فيد الذى يعد من منازل حجاج العراق ، وعندما أرسل سيدنا عمر الفاروق سعد بن أبى وقاص ـ رضى الله عنه ـ إلى العراق مضى سعد أولا إلى «فيد» حيث أقام مدة شهر ثم عاد إلى منزل «زرود» سالف الذكر.

زغابة : موقع سيول وادى العقيق أى فى الموقع الذى تتجمع فيه مياه وادى العقيق الذى فى الجهة الغربية من مقبرة سيدنا حمزة ـ رضى الله عنه ـ وفى أعلى المكان الذى يطلق عليه «إضم» ، وأسفل المكان الذى يطلق عليه «شظات» ، لأن الوادى الذى يضم المدينة المنورة المقدسة يطلق عليه «إضم» وكان هذا الوادى يجمع بين مواضع متعددة وكان يطلق على المكان الذى فيه مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم «قناة» وعلى أعلى هذا الموقع أى على المكان الذى بجانب سد القناة «شظاة» وعلى المكان الأسفل «إضم».

زمزم : بئر فى داخل المدينة كما وضح فى فصل الآبار وسبب تسميتها بهذا الاسم هو توزيع مياهها إلى أطراف المدينة للتبرك.

زهرة : اسم قرية بين الحرة الشرقية وموقع سافلة.

٤٧٢

زور : اسم واد أو جبل بجانب السوارقية.

زوراء : اسم موضع بجانب ضريح حضرة مالك بن سنان وفى مكان السوق القديم كما جاء فى مبحث الأسواق وكان فى هذا المكان دارا لعثمان بن عفان تسمى زوراء وكانوا يعلنون حلول وقت صلاة الجمعة من هذا المكان فى عهد خلافته ، كما يطلق على الموضع الذى يوجد فيه مرقد ابن رسول الله إبراهيم عليه السلام.

زين : اسم مزرعة فى موقع جرف.

حرف السين

سائر : اسم ناحية فى المدينة المنورة تعرف أيضا باسم سائرة.

سافلة : الجهة المقابلة للموضع الذى يطلق عليه العالية فى المدينة المنورة ؛ وذلك لإطلاق على جهة من جهات المدينة العالية وعلى الجهة الأخرى السافلة وتبدأ العالية من المسجد الشريف وتنتهى فى وادى سخ وهذا المكان يمتد قدر ميل فى ناحية قباء ونقطة الاتصال هذه ابتداء السافلة وعلى هذا يقتضى أن تكون جهة المدينة المنورة الشامية العالية وإن كان بعض الناس يطلقون على جهة من المدينة المقدسة العالية وعلى الجهة الأخرى السافلة فهم مخطئون فى قولهم هذا.

ساهية : اسم واد من وديان العقيق.

ساية : اسم الوادى فى سفوح جبل شمنصير ، وهذا الوادى صحراء جسيم يشتمل على آبار كثيرة وحدائق نخيل. كما أن الرمان والعنب والموز من جملة فواكه هذه الحدائق.

ستار : اسم جبل خلف مرعى ضرية واسم جبل فى ديار بنى سليم كما أنه اسم جبال ذات حجارة سوداء على بعد ثلاث مراحل من ينبع البحر.

سجاسج : الاسم الآخر لوادى الروحاء ولما كان هواؤه معتدلا أطلق عليه سجاسيج. لأن سجسج يطلق على الجو المعتدل الخالى من الحرارة.

السد : اسم السد الذى أقامه عبد الله بن عمرو بن عثمان ليقطع سيل رانوناء.

٤٧٣

سراة : اسم الجبل العظيم الذى يفصل بين نجد وتهامة. وذلك الجبل من أعاظم الجبال ويبدأ من قعر اليمن ويمتد إلى أطراف الشام. ولما كانت بلاد الحجاز على الجهة الشرقية من هذا الجبل يطلق العرب عليها الحجاز.

«ذو السرج» اسم نهير قريب من وادى ملل.

سر : اسم موقع خاص بأفراد قبيلة بنى أسد واسم منزل فى بلاد تميم. وكانت سرارة اسم حديقة فى قرية بنى بياضة ويطلق عليها فى زماننا سرارة إلا أن هذه الحديقة ليست حديقة بنى بياضة ولكنها حديقة أخرى.

سرغ : اسم قرية فى وادى تبوك على ثلاث مراحل من المدينة وهذه القرية أبعد منزل لمدينة النبى صلى الله عليه وسلم ومبدأ حدود بلاد الحجاز المقدسة وعلى بعد مرحلة من تبوك.

سرير : على وزن زبير اسم نهير بجانب قرية جار واسم الصحراء التى توجد فيها. نطاة وشق من القلاع الخيرية.

سعد : اسم سوق تقام فى طريق «فيد» ، وأسماء الجبال التى على بعد ثلاثة أميال من وادى كرير ، وفى القرب من قرية ذات الرقاع ، وعلى جبل سعد منازل كثيرة.

سقا : على وزن صفا ناحية من نواحى المدينة.

سقان : اسم مجرى النهر الذى يوصل سيل إضم إلى البحر.

سفوان : اسم ناحية من نواحى بدر حيث وقعت غزوة بدر الأولى.

سقاية سليمان بن عبد الملك : فى محل يسمى جرف حيث ينفصل حجاج الشام إلى طريق الشام.

سقيا : على وزن رؤيا الاسم القديم لوادى جزل الذى يبعد عن مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم سبع مراحل وبالقرب من وادى القرى واسم «سقياء» سعد فى الحرة الغربية واسم بئر على بعد يومين من المدينة المنورة بناء على قول الإمام قتيبة.

٤٧٤

وبناء على رواية أخرى أنها اسم قرية على طريق مكة القديم وبما أن أهالى هذه القرية قد اعتادوا سقى الحجاج بالماء العذب فقد سميت بهذا الاسم.

وعند البعض أن تبع الحميرى نزل فى هذه القرية وعطش ولم يجد فى جوارها ماء صالحا للشرب وإذا بمطر يمطر فجأة وينال مرامه لذا أطلق على ذلك المحل سقيا.

سقيفة بنى ساعدة : يطلق على بنيان الديوان الذى اجتمع فيه للتشاور فى مبايعة أبى بكر الصديق خليفة. ويطلق «سقيفة» على كل صفة بنيت على أربعة أعمدة مكشوفة الجوانب وكانت صفات منازل البلاد الرومية من هذا القبيل. وقد قال الإمام السمهودى إن سقيفة بنى ساعدة كانت فى الطرف الغربى لبئر بضاعة إلا أنه لا يوجد أحد فى زماننا يعرف ساحة تلك السقيفة.

سكاب : اسم جبل من جبال المدينة القبلية.

سلاح : على وزن فلاح أسفل خيبر لما كان بشير بن سعد الأنصارى ذاهبا إلى اليمن تلاقى فى هذا المكان مع الغطفانيين (١) ، كما أنه اسم ماء مر فى ديار بنى كلاب وكل من كان يشرب من هذا الماء كان يتقيأ.

سلاسل : اسم ماء فى مكان يطلق عليه أرض الجذام وهى التى تقع خلف وادى القرى ويبعد عن المدينة بمسيرة عشرة أيام.

سلالم : حصن فى خيبر.

ذو السلاسل : اسم نهر بين المدينة ووادى فروع.

سلع : اسم جبل فى مواجهة مسجد الفتح وكهف بنى جذام فوق هذا الجبل.

سليع ، على وزن زبير : اسم جبل مقابل جبل السلع ، وقد بنى حجاز بن شيخه فوق ذلك الجبل حصنا رصينا فى سنة ٦٧٠ حيث سكن. وانتقلت هذه القلعة مع مرور الأيام إلى أمراء المدينة لذلك عنيت بها أعظم عناية وحرست فى الليالى من قبل الجنود إلا أنها تركت فيما بعد لسبب غير معروف ، يروون أن المنازل التى كانت تخص جماعة أسلم بن قصى كانت فى هذا الجبل.

__________________

(١) الخبر فى الطبرى ٣ / ٢٣.

٤٧٥

وقد بنى فى زماننا على سفوح الجبل التى تمتد ناحية المدينة المقدسة بعض البيوت من اللبن ونصب كثير من الخيام حيث أسكن الغرباء الذين انفصلوا عن قبائلهم البدوية ، كما أسكن فى البيوت بعض الجماعات. ويتعايش سكان الخيم على رعى الإبل والأبقار والثيران وبيعها وبحراسة البساتين ، كما أن أعيان البلد وأغنياءها يمدون إليهم يد العون.

استطراد :

هناك ثلاثة جبال بعضها منفصل عن البعض على الطريق الذى يمتد إلى ناحية جرف من الجبال المذكورة ويطلق على أحد منها جبل «حصانية» وهذا الجبل أقرب الجبال إلى المساجد الأربعة. ويطلق على الآخر جبل «فته» وهو الجبل الذى يقع فى الجهة الشامية من حصانة والجبل الذى يقع على الجهة الغربية من جبل فته يقال له جبل «أم منيع» وهذه الجبال الثلاثة فى الجهة الشامية من البلدة الطاهرة وفى داخل المنطقة التى حرمها النبى صلى الله عليه وسلم.

والجبال التى يسميها الأهالى «الجماعات» ثلاثة فى الطرف الغربى للحرة الغربية حيث مجرى العقيق الذى يطلق عليه جرف والجبل الذى بجانب الحرة الغربية يقال له «عصيفرين» ويقال للجبل الذى فى الطرف القبلى ل «مدرح» أى فى وسط الحرة الغربية «الضليع الأحمر».

ضليع البرى : إنه فى جهة العيون وفى الطرف الشامى للبركة وجبال منخفضة خلف المواقع التى تسمى هريسة وعين صدقة وعين ريان وأم هجول التى خلف الجبل الذى لا اسم له. والأهالى لا يعرفون أسماء هذه الجبال والجبل الذى ذكر اسمه فى الحديث الشريف وهو «جبل عير» هو الجبل الذى يمتد إلى آبار على. ولونه أسود. وهناك جبل طويل مظلم فى الطريق الذى يأتى من جهة «غائر» وفرع فلا يعد هذا الجبل من جبل عير ، وهناك جبل «ثور» أيضا وهو جبل صغير أحمر وفى نهاية مجرى ماء صادقية من الجهة الشامية ، والأراضى التى خلف هذه الجبال ظلت خارج المنطقة التى حرمت. والحرة التى فى الجهة الشرقية وإن

٤٧٦

كانت خارج حدود الحرم فنصف هذا الجبل ملتصق بالحدود الشريفة فنصفه الخارجى قد احترق عندما اشتعلت نار الحجاز المنذرة ، فى الناحية الشمالية للمدينة أراض تعرف ب عورة وهذه الأراضى تنقسم قسمين فالجهة التى تؤدى إلى ضريح حمزة ـ رضى الله عنه ـ فأكثر ترابها أبيض ، حتى إن البنائين والنقاشين يحرقون الكلس فى هذا المكان. وبعض أماكنها موحلة ، ولما كان كل جهاته مزروعة ولما كان المهاجرون والمجاورون يتكاثرون فى هذه الفترة فقد أخذوا فى إعمار هذه الأماكن ببناء منازل عشوائية. والجهات القبلية لهذه الأراضى تنسب إلى جماعة من قبائل مسروح والذين يقيمون فى طريق غاير وفرع ، والأراضى التى بين المدينة وقباء من ممتلكات قبلية ، فهذه وقرية قربان التى بين قباء وعوالى أراضيها خاصة بجماعة من قبائل «وهوب» و «غردة» وقرية «عوالى» التى تقع فى الجهة الشرقية من القربان خاصة بقبيلة بنى على وأفرادها.

والأراضى التى تقع على الجهة الشرقية من طريق مشهد حمزة هى أراضى صدقة ، عين حازمية ، تعرع ، سرائية ، عين حسين ، شربوقة وهى تتكون من الأراضى التى تمتد إلى سفوح جبل أحد. وهذه الأراضى تابعة لبنى على سالفى الذكر.

والمواقع التى على غرب طريق مشهد حمزة إلى جبل فته ديار قبيلة أشراف بنى حسين وأراضى أشراف بنى حسين إلى مجرى عين الزرقاء الجهة الشامية منها ديار قبيلة حنانية ، والجهة القبلية من هذا الموقع ديار قبيلة خوارزم وأراضى العيون التى تقع فى جهة الشام ومزارع الجرف التى تقع على الجهة الغربية لهذه الأراضى ، وجهات أبى بريقه ، ذى الحليفة ، وسيطة ، علاوة أيضا على جبل الحمراء بلاد أفراد بنى عمر من المسروحين ، فهذه الأماكن تسمى بأسماء تلك القبائل المذكورة. وإن كانت فى هذه المواقع أموال القبائل الأخرى أيضا إلا أن أسماءهم لا تذكر ، لأن أراضى جزيرة العرب قد قسمت قديما وقد قرر أن تذكر قطعة الأرض والتى كانت من نصيب أية قبيلة باسم وكنية تلك القبيلة واتخذ

٤٧٧

ذلك قانونا ، وبناء عليه وإن انتقلت بعض أجزاء تلك الأراضى إلى الآخرين عن طريق الشراء أو الإرث ، تذكر تلك الأراضى بأسمائها القديمة حسب القانون.

سليل ، اسم صحراء العقيق.

سليلة : اسم موضع فى وادى.

سليم : على وزن زبير : اسم النهر الذى يسمى ذات السليم فى صحراء العقيق.

سمران : على وزن عثمان اسم الجبل الذى فى خيبر حيث صلى على قمته النبى صلى الله عليه وسلم.

ذو سمر : اسم ماء فى وادى العقيق.

سميحة : اسم بئر قديمة فى المدينة المنورة.

سنح : يقال لأطم زيد بن الحارث الذى يقع على بعد ميل من المسجد النبوى فى جهة العالية ، وبما أن النقطة التى يوجد فيها هذا الأطم نهاية حدود جهة العالية للمدينة فسموا تلك الناحية بسخ. كانت زوجة حضرة أبى بكر الصديق الأنصارية من ساكنات ناحية سنح.

إن أطم كما ذكر أعلاه هى الأبراج التى كان يقيمها سراة عرب الجاهلية فوق سطوح منازلهم ، إلا أن الأطم الذى يطلق عليه «سنح» لم يكن من قبيل تلك الآطام بل كانت أبنية متينة تشبه الحصون وتبنى خارج القرى للتحصن بها وقت الحاجة.

وتوجد مثل هذه المبانى فى بلاد الروم ويطلق عليها أهاليها كلمة «برج» و «خاى».

وعندما يقتضى الأمر فإنهم يتحصنون فى داخلها بأولادهم وعيالهم ويقاومون الأعداء.

وليس هذا فى العصر الذى نتباهى بإدراكه فى عصر السلطان الذى يستقر فيه السلام والأمن بل كان فى أيام أمراء الإقطاع.

٤٧٨

وكان فى تلك الأوقات لكل مدينة أمير وكان الأمراء يغيرون على بعضهم ويتقاتلون من حين لآخر.

وتوجد أبراج وما يشبه القلاع فى أكثر الممالك إلا أنها بنيت بقصد حماية الأموال والعيال ضد قطاع الطرق واللصوص كما يروى أن بعض أغنياء البلاد المختلفة يبنون فى الأماكن ذات الهواء الجيد منازل يصطافون فيها عندما يشتد الحر.

سن : على وزن جن اسم جبل فى محاذاة جبلين يطلق عليهما «ميطان» و «شوران».

سواج : على وزن قماش جبل من جبال مراعى ضرية يشتهر بأنه مساكن الجن.

سوارق : اسم ماء فى غاية العذوبة بالقرب من سوارقية.

سوارقية : اسم قرية تشتهر بوفرة فواكهها وكثرة رياضها ولم يكن فرد من بنى سليم فى هذه القرية غير مالك لشىء.

سوق بنى قينقاع : اسم مكان سوق تقام عند جسر بطحان ، وكان عرب الجاهلية يقيمون سوقا فى هذا المكان عدة مرات فى سنة واحدة وكان جماعات القبائل العربية يحتشدون فيها فوجا متباهين وينشدون الأشعار ، اجتمع سيدنا حسان بن ثابت ـ رضى الله عنه ـ مع نابغة بنى ذبيان فى هذه السوق.

ونابغة : اسم امرأة من بنى ذبيان تنتسب إلى نساء قينقاع وتشتهر بالبلاغة والفصاحة ، وإن كان يقال نابغة لكل شاعر فصيح إلا أن نوابغ الأسلاف ثمانية من الشعراء لا مثيل لهم وأسماؤهم :

١ ـ زياد بن معاوية الذبيانى

٢ ـ قيس بن عبد الله الجعدى.

٣ ـ عبد الله بن مخارق الشيبانى.

٤ ـ يزيد بن إبان الحارثى.

٤٧٩

٥ ـ نابغة بن القنوى

٦ ـ حارث بن بكر اليربوعى.

٧ ـ حارث بن عدوان التغلبى

٨ ـ نابغة العدوانى.

سويداء : اسم موضع فى جهة ذى خشب على بعد ليلتين من المدينة.

سويد : برج فى الطرف الشامى لحديقة حماضة فى قرية بنى بياضية.

سويقة : اسم موضع على بعد ثلاثين ميلا من مرعى ضرية له بئر ماؤها فى غاية من العذوبة واللطافة ، وبين الحرمين ناحية تسمى سويقة ولما كانت هذه الناحية من جملة أوقاف سيدنا على ـ كرم الله وجهه وتقع على يمين من يتجهون من وادى السيالة. كان بعض الرجال من آل على يقيمون فى تلك الناحية. وكانت تلك الناحية فى غاية العمار فى أوائل عهودها وكانت مشهورة جدا فى تلك النواحى إلا أنها قد خربت فى عهد المتوكل بالله العباسى وأخذ عمارها يقل يوما بعد يوم ، لأن محمد بن صالح الحسنى الذى رفع راية العصيان فى عهد المتوكل بالله العباسى جهز جنوده ورتب أمورهم فى هذه الناحية.

وبعدما انتصر المتوكل على محمد بن صالح قتل أكثر جنوده وأحرق مساكنهم ومعاقلهم وخربها كما أحرق حدائق نخيله فجعلها مأوى للبوم والغربان فلم تعمر بعد ذلك. وبين ينبع البحر والمدينة الميمونة جبل يطلق عليه «سويقة» ولما أقام إبراهيم بن عبد الله فى هذا الجبل فإنه يطلق على هذا الجبل فى عصرنا سويقة منازل بنى إبراهيم.

سى : اسم الناحية التى قاتل فيها الشجاع وهب مع قبيلة هوازن على بعد خمس ليال من المدينة المنورة.

سيالة : اسم الوادى الذى يوجد فيه مسجد شرف الروحاء. ومنتهى هذا الوادى على بعد ثلاثين ميلا من المدينة المنورة يعرف باسم شرف.

٤٨٠